|
وارزازات هوليود المغرب.. لقب حملته هذه المدينة الهادئة، التي
زينت واحات الأطلس الصغير، بعد أن شهدت سهولها على تصوير أروع وأشهر
الأفلام العالمية، ك "أستيريكس وأوبيلكس" وكلادياتور" و"المومياء"، قبل أن
يرتجم المخرج الأميركي ريدلي سكوت، في الأسابيع الأخيرة من سنة 2007، بين
أحيائها ومناخها الدافئ قصة فيلمه "جملة أكاذيب" الذي لعب فيه دور البطولة
النجم ليوناردو ديكابريو.
ويعني إسم المدينة بالبربرية "بدون ضجيج"، وأسسها المستعمر
الفرنسي أثناء وجوده في المغرب عام 1928، بعد أن وقف على أهميتها في تحقيق
أهداف عسكرية، بسبب موقعها وطبيعة تضاريسها، وهو ما استغله ريدلي سكوت لرسم
عالم قريب من المواقع التي دارت فيها عملية ملاحقة دي كابريو، الذي يجسد
شخصية صحافي مخبر يعمل لجهاز المخابرات المركزية الأميركية، أحد زعماء
تنظيم القاعدة المتهم بالوقوف وراء عمليات انتحارية ضد القوات الأميركية في
العراق.
ومع هذا النمو المتواصل للصناعة السينمائية في المدينة، عمل
المغرب على وضع استراتيجية، تصل كلفتها إلى 43 مليون درهم، بهدف جعل
وارزازات رائدة في مجال تصوير الأفلام العالمية على مستوى القارة
الإفريقية.
وتراهن هذه الاستراتيجية على رفع عدد الأفلام المصورة في
المدينة من 11 سنة 2005 إلى 38 سنة 2016، فيما يتوقع أن يصل حجم المداخيل
إلى حوالي ملياري درهم، أما فرص الشغل فينتظر أن ترتفع إلى حوالي 8 آلاف
منصب شغل.
وترتكز الاستراتيجية على ستة أوراش كبرى، تتمحور الأولى حول
التواصل والتعريف بوارزازات، خاصة بفضل "لجنة الفيلم" المكونة من المركز
السينمائي المغربي والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة والمركز الجهوي
للاستثمار، إلى جانب متدخلين مرموقين.
أما الورش الثاني فيتعلق بإعداد تصور الشباك الوحيد على شاكلة
استوديو "وارنر بروس" بهوليود و"دريم ورلد فيلم سيتي" بكاب تاورن.
وبالنسبة للورش الثالث فيهم إحصاء الكفاءات في مرحة أولى
وتموينها في مرحلة ثانية، في حين يهدف الورش الرابع إلى ضمان تتبع ملازم
للمتنافسين، خاصة بفضل إنجاز دراسات حول البلدان المنافسة.
أما الخامس فيرتكز على إنشاء بنية تحتية تشمل كافة التجهيزات
الضرورية، فيما يرتبط الورش الأخير بوضع نظام مالي محفز لشركات الإنتاج.
وجاء وضع هذه الاستراتيجية بناء على دراسة أطلقتها محافظة سوس
ماسة درعة مع مجموعة "أوروسيف إيكوترا"، بشراكة مع المركز السينمائي
المغربي.
وبغية تنمية الصناعة السينمائية بالمدينة أعلن المجلس الجهوي،
أخيرا، عن طلب للمشاريع الهادفة إلى دعم ومواكبة الأنشطة التي من شأنها
تحسين جاذبية هذه السلسلة، خاصة في ميادين إدارة الأإنتاج وانتقاء الممثلين
وهندسة الصوت والإنارة وإدارة التصوير وغيرها.
ويتجلى هدف هذا الصندوق، الذي يبلغ غلافه المالي 3 ملايين
درهم، الإسهام في بروز كفاءات جديدة في مجال الصناعة السينمائية.
وتعتبر وارزازات استوديو طبيعي لتصوير أروع الأفلام السينمائة
التي تظل خلدة في ذاكرة الملايين من المشاهدين عبر العالم.
وتتزايد شهرة المدينة بفضل تنوع مظاهرها الطبيعية، إذ تضم
مجموعة من السهول والواحات يشقها ماء بارد يأتي من أعلى مرتفاعات الجبال،
كما أنها ما زالت تحافظ على أصالتها وطابعها الهندسي الخاص.
يشار إلى أن ريدلي سكوت تشبث بتصوير "جملة أكاذيب" في المغرب،
الذي سيدر على خزينته ما يعادل 25 مليون دولار، على الرغم من اعتراض بعض
شركات التأمين الإيطالية.
موقع "إيلاف" في 5
يناير 2008
|
