كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مقعد بين شاشتين

الإعلام المصري.. ومشروعات مؤجلة

بقلم : ماجدة موريس

انتهي عام وبدأ عام.. وفي الأسبوع الماضي رصدت بعضاً من معالم عام 2007 الذي انتهي.. والآن بالامكان الحديث عن المشروعات المؤجلة في أجندة الإعلام المصري. وهي كثيرة وشديدة الأهمية حتي يؤكد هذا الإعلام ريادته الأولي ويعود للمنافسة في أول القائمة ولا أقول السيادة لأن تعبير السيادة أصبح الآن مرفوضا شكلا وموضوعا في عالم يقوم علي الانفتاح والتعددية وعلي الحوار بين تيارات ووجهات نظر مختلفة.

أول ما يلفت النظر في المشروعات المؤجلة هو لغة الخطاب الإعلامي المصري ومحتواه وأي الأفكار والتوجهات عليه أن يتبناها ويقيم حوارا حولها مع جمهور المشاهدين في البيوت وفي كل مكان يصله البث الإذاعي والتليفزيوني القادم من مصر.. إن الكثيرين كتبوا عن تعارض بل تنافر الرسائل مع بعضها البعض والتي تصدر من بعض مفردات الإعلام سواء قنوات أو إذاعات والبعض من الكتاب رصد عدم انسجام خطاب الإعلام المصري مع مفردات هامة يحتاج إليها المجتمع الآن مثل قيم المواطنة والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والتسامح والتعددية واحترام وتقدير العلم والعلماء والأخذ بالعلم وفكره في تناول كافة القضايا المطروحة علي الساحة.. فهل هناك في العام الجديد نية لتطوير الخطاب الإعلامي وتأسيس مفرداته بناء علي هذه القيم وبحيث يصبح أداء العاملين به منسجما كما يحدث مع كل الفرق والمؤسسات التي تحقق نجاحات مؤكدة؟

الأمر الثاني هو موضوع إعادة هيكلة مؤسسات الإعلام المصري وهو المشروع الذي تم الإعلان عنه في بداية العام الماضي وصرح الأستاذ أنس الفقي وزير الإعلام بأنه يسير بخطي ثابتة ثم مرت الأيام وانتهي العام بدون أي خطوة في هذا الاتجاه بالرغم من الأخبار التي قرأناها عن وجود مشروع قائم بالفعل لكن في الواقع فإن هناك خطوات تتخذ وتغير من طبيعة نظام البث التليفزيوني في مصر بزيادة الاعتماد علي ضخ الأموال إليه من خلال أموال تنفذ من المؤسسات الإعلامية المختلفة وهو ما يحدث في برنامج "البيت بيتك" وبعض البرامج علي القناتين والأرضيتين وأيضا علي قناة المنوعات والدراما بالنسبة للقنوات المتخصصة.. والأمر يحتاج الآن إلي وضع قواعد ثابتة للتعامل مع الوكالات الإعلانية ولوضع قواعد لمسألة بيع الوقت المهم لهذه الوكالات والمؤسسات خاصة في شهر رمضان وفي الأوقات الحيوية للبث وأيضا لمراجعة ما تبثه هذه الوكالات علي جمهور عريض يحتاج إلي ما هو أكثر من البرامج الخفيفة والمسابقات.

أين مؤتمر الدراما

الأمر الثالث هو الدراما.. وحيث أعلن الوزير أنس الفقي عن مؤتمر للدراما عقدت له جلسات متعددة مع عدد من كبار الكتاب والخبراء وأعلن عن عقده في العام الماضي وتأجل لمرات ونرجو ألا يكون التأجيل للأبد فمشاكل الدراما المصرية لابد وأن تناقش بأعلي قدر من الموضوعية والصراحة في إطار التغييرات التي حدثت عام 2007 سواء بدخول شبكات عربية كبري ساحة الانتاج الدرامي أو بسبب المشاكل القديمة التي تعانيها الدراما المصرية في كل مراحل انتاجها والتي تحتاج لوقفة حاسمة وتصور أمين للمستقبل يضع في اعتباره كل المستجدات ومنها التعاون بين كل المبدعين المصريين وبين غيرهم في كل البلاد الناطقة بالعربية.. وبحيث لا يصبح هذا التعاون الفني كأنه حسبة خاصة لبعض المنتجين يلاعبون بها الفنان المصري ولكن شراكة مؤسسة علي التعاون بين كافة مؤسسات الانتاج الكبري في التليفزيون المصري وخارجه ومثيلاتها في العالم العربي.

وأين الدعم للعاملين بالداخل

الأمر الرابع: هو العمالة في الإذاعة والتليفزيون وإعادة التفرقة بين القادرين علي العمل الإعلامي وغيرهم وإعادة تأهيل هؤلاء من خلال بعثات وورش عمل وتدريب حقيقي كان موجودا في بدايات التليفزيون ثم مسألة التوظيف وحيث يتواري الآن عدد غير قليل من الكفاءات في مقابل صعود آخرين كثيرين منهم من خارج الجهاز ومن المفترض أن كل جهاز خاصة في عالم الإعلام عليه أن يراهن علي العاملين فيه أولا.. وأن يدعمهم بالامكانات اللازمة وألا تكون مهمة الإعلامي البحث عن وكالة إعلان تدعمه داخل جهازه.. لأن العكس هو الصحيح أن ينصرف لتحسين برنامجه وأن يأتيه الدعم من رؤسائه بلا قيود أو شروط من وكالات الإعلان.

الإذاعة.. وغرائبها

الأمر الخاص هو ما يخص الإذاعة التي تحتاج للكثير من الوقوف مع النفس ومن التعامل بوضوح مع جمهورها.. ومن الغريب أن تظل إذاعة صوت العرب من أفضل الإذاعات برغم ضعف ارسالها داخل مصر وابعاده عن شبكة ال "إف. إم" كما أنه من الغريب أن تظل إذاعة البرنامج الثقافي في هذا الوضع المأزوم لا يسمعها أحد أيضا أما الأغرب فهو أن تظل إذاعة الأغاني ترقص علي السلالم لديها تراث غنائي رفيع المستوي لا تستطيع التعامل معه إلا فقط بإذاعة أغنيتين لأم كلثوم في موعد محدد سلفا وماعدا ذلك خريطة عشوائية واستهانة بقدر كبار المبدعين في عالم الغناء العربي وعلي رأسهم موسيقار القرن عبدالوهاب الذي اختفت قصائده وأغلب انتاجه من هذه الإذاعة تماما في سبيل محاولة خلق جمهور جديد من الشباب المواظب علي اتصالات التليفون ورسائل الموبايل بالطبع تحاول إذاعة الأغاني منافسة نجوم إف. إم لكنها لا تستطيع كما لا تستطيع التعامل مع كنوز الغناء الكلاسيكية وربما يحتاج الموضوع للفصل بينهما بإذاعة أخري أو إعادة النظر في الموضوع كله فربما لا يريد أحد من المسئولين عن الإذاعة حمل عبء تراث الغناء المصري العظيم لأن المستمعين غير الشباب لا يهمونه الان.. أخيرا قضية الدراما الإذاعية التي طالت برغم أحاديث متعددة عن الالتفات إليها وحيث تعاني هذه الدراما التي كانت ذات يوم الدراما الأولي عربيا قبل صعود دراما التليفزيون تعاني من تدني الأجور بها إلي درجة مخجلة تغري أي كاتب جديد بالابتعاد عنها. كما تعاني من بيروقراطية عتيدة وأخيرا تعاني من سطوة المعلن الذي يدفع الأجور المعقولة في رمضان فقط من أجل مسلسلات جديدة يعاد عرضها طوال العام وللأسف فإنه إذا كان المعلن يدفع للنجوم اليوم فإنه سوف يدفع غداً للأفكار التي تلائمه بالدرجة الأولي وهو ما لا يستقيم بالضرورة مع أفكار جهاز الدولة الإعلامي هكذا علمتنا تجارب عديدة سابقة أما آخر الأمور المؤجلة في الإذاعة فهو إعادة دورها في الحفاظ علي مستوي الذوق العام من خلال لجان الاستماع وحفلات اكتشاف الأصوات الجميلة وحفلات التوازن مع حفلات التهريج.. كلها أدوار قامت بها الإذاعة.. ومازالت مرفوعة من الخدمة.. محتاجة لاستعادتها باعتبارها قضية ومشروعاً مؤجلاً.

الجمهورية المصرية في 3 يناير 2008