كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

إيرادات متضاربة‏..‏ وإنتاجات كبيرة

علا الشافعي

حفل العام الماضي في السينما المصرية بالعديد من الظواهر أهمها النجاح غير المتوقع لنجوم وإخفاق الآخرين في الحفاظ علي مكانتهم في شباك التذاكر‏,‏ وشهد العديد من الأزمات لصناعة السينما المصرية والكثير من الخلافات بين القائمين علي صناعتها‏,‏ وبرغم زيادة الإنتاج السينمائي المصري إلي أكثر من‏60‏ فيلما‏,‏ إلا أن الذي عرض منها بلغ‏41‏ فيلما فقط‏,‏ ولاتزال باقي الأفلام حبيسة العلب‏,‏ ولا يعرف أحد موعد نزولها‏,‏ وذلك لسيطرة الموزعين واحتكارهم لنجوم بعينهم بعيدا عن الآخرين‏,‏ وأزمتا الاحتكار والتوزيع هما من أهم سمات العام الماضي‏,‏ واللذين تولدا عنهما عشوائية شديدة في السينما المصرية‏,‏ وهو ماأدي إلي التضارب الشديد في أرقام الإيرادات المعلنة من قبل الشركات وتاهت الأرقام الحقيقية في ظل هذا الصراع‏,‏ ومع تدخل أطراف عدة أخيرا تم عقد هدنة مؤقتة بين الشركتين المتصارعتين في سوق السينما وهما الشركة العربية‏,‏ والتي تترأسها إسعاد يونس‏,‏ والتحالف الثلاثي بين شركات أوسكار والماسة وأفلام النصر‏,‏ وانعكست هذه الهدنة علي موسم أفلام عيد الأضحي‏,‏ لاسيما أن الصراع بينهما أدي إلي خسارة الطرفين‏.‏

كما تراجعت الأفلام الكوميدية لمصلحة أفلام الأكشن والإثارة مثل فيلمي‏(45‏ يوما‏),‏ و‏(‏أحلام حقيقية‏),‏ وظهرت العديد من التجارب المبشرة‏,‏ وحقق فيلم هي فوضي للمخرج يوسف شاهين أعلي الإيرادات في تاريخ شاهين السينمائي‏,‏ وتوج أحمد حلمي كجواد رابح للإيرادات‏,‏ إذ قدم في العام المنصرم تجربتين تجاوزت إيرادتهما الـ‏30‏ مليون‏,‏ ونجح النجم عادل إمام في احتلال مرتبة متقدمة في شباك التذاكر بفيلمه مرجان أحمد مرجان‏,‏ إلا أن الحدث الأهم في العام الماضي هو الاحتفال بمئوية السينما المصرية‏,‏ والتي أثارت العديد من الجديد والانقسامات بين نقاد السينما المصرية‏,‏ إذ انتصر البعض إلي أن العام‏2007‏ هو العام المائة علي بداية أول عرض سينمائي في مصر‏,‏ في حين اتهم الآخرون هؤلاء النقاد بأنهم يحاولون التربح من وراء هذه الاحتفالية‏,‏ لذلك قاموا بالتشكيك في تاريخ أول عرض‏,‏ وتلك الحالة من الجدل انعكست سلبا علي الشكل الاحتفالي بالمئوية داخل مصر‏,‏ في حين أن معظم المهرجانات العربية والدولية وآخرها مهرجان مراكش نظموا احتفالية رائعة لهذا الحدث‏.‏ وشهد هذا العام إعلان وزارة الثقافة المصرية عن دعم عدد من السيناريوهات المميزة لكبا ر المخرجين المصريين أمثال داود عبدالسيد ورأفت الميهي وأسامة فوزي ومجدي أحمد علي‏,‏ إضافة إلي مجموعة أفلام تصور بتقنية الديجيتال لشباب المخرجين بمبلغ‏25‏ مليون جنيه مصري‏,‏ وللأسف هذا المشروع تعثر أكثر من مرة مما أخر خروج أي تجربة إلي النور في العام الماضي‏.‏

في حين شكلت الأفلام الكوميدية الرهان الأكبر لمنتجي السينما المصرية في الأعوام الماضية‏,‏ إلا أن العام الماضي شهد تراجع هذه الموجة لمصلحة نوعيات فيلمية مختلفة ومن أهم النجوم الذين تراجعت أسهمهم الفنان محمد سعد‏,‏ والذي لم يحاول الخروج من عباءة شخصية اللمبي التي كانت بمثابة تميمة حظ لكل نجاحاته السابقة في أفلامه ضد الناظر واللمبي‏,‏ واللي بالي بالك‏,‏ وعوكل‏,‏ إلا أنه هذا العام فشل في تحقيق إيرادات كبيرة من خلال فيلمه كركر‏,‏ والذي جاء مليئا بالإسفاف والإيفيهات الجنسية المستفزة‏,‏ لذلك لم يتجاوب معه الجمهور‏,‏ وكذلك رفضه النقاد‏,‏ وبرغم محاولات النجم محمد هنيدي استعادة مكانته السابقة في الإيرادات‏,‏ إذ أقدم علي تقديم أول تجربة سينمائية من إنتاج روتانا في فيلم عندليب الدقي والذي صورت مشاهده ما بين دبي والقاهرة‏,‏ إلا أن إيرادات الفيلم لم تغط كلفته الإنتاجية الكبيرة‏,‏ إذ لم تتجاوز إيراداته العشرة ملايين جنيه‏,‏ وشهد هذا العام عودة الفنان الكوميدي أحمد آدم بعد غياب أكثر من عامين‏,‏ إذ عرض له فيلم صباحو كدب والذي لم ينجح في تحقيق إيرادات تذكر‏,‏ وأرجع آدم ذلك إلي حروب التوزيع و التي انعكست سلبا علي إيرادات فيلمه‏.‏

واستمرارا لحالة الإخفاق فشلت بعض الأفلام في تحقيق أي نجاح يذكر علي المستوي النقدي والجماهيري‏,‏ ومن هذه الأفلام فيلم آخر الدنيا‏,‏ التجربة الإخراجية الأولي لأمير رمسيس‏,‏ إذ لم تغط إيراداته كلفته الإنتاجية‏,‏ والتي وصلت إلي أربعة ملايين جنيه ونصف المليون مما تسبب في خسائر فادحة للشركة المنتجة‏,‏ وواصل المذيع طارق علام فشله المتوالي من فيلم إلي آخر‏,‏ إذ لم تتخط إيرادات فيلمه مهمة صعبة حاجز الـ‏400‏ ألف جنيه مصري علي مدار أسابيع عرضه‏,‏ وبرغم تأكيد الكثير من المتابعين للسينما أن علام لا يصلح إطلاقا كممثل سينمائي‏,‏ إلا أنه يري في نفسه عكس ذلك‏,‏ والمفارقة أنه يجد من يموله أيضا‏.‏

ولم ينجح الفيلم الغنائي مفيش غير كده‏,‏ للنجمة نبيلة عبيد في تحقيق نجاح بشباك التذاكر‏,‏ برغم تأكيدات نبيلة أنها عادت في شكل جديد ومختلف‏,‏ وبرغم ذلك انصرف الجمهور عن الفيلم‏,‏ وتحاول نجمة مصر كما يروق لها أن يطلق عليها البحث عن نص درامي جديد لتعود من خلاله سواء إلي السينما أم التليفزيون‏.‏

الأهرام العربي في 29 ديسمبر 2007