الأفلام التي فازت بجوائز مهرجان كان في دورته التي انتهت يوم الاحد
الماضي "27 مايو" ليست مفاجئة. فقد كانت هي الأفلام الاعلي تقديراً بشهادات
النقاد المنشورة في الصحف اليومية الخاصة بالمهرجان.
المفاجأة ربما كانت حصول المخرج المكسيكي كارلوس رايجاداس علي جائزة
أحسن إخراج عن فيلمه "بوست تينبراس لوكس" فالفيلم لم يكن من بين الأعمال
التي أثارت الإعجاب بدرجة تنبئ عن الفوز وإن كان تجربة تستحق الفرجة بلاشك.
لم يحصل الفيلم المصري - الفرنسي "بعد الموقعة" علي أي جائزة ولكنه
قوبل بحفاوة بالغة من الجمهور. وكذلك لم يحصل الأمريكيون بأفلامهم الستة
المشاركة داخل المسابقة الرسمية علي أي جوائز. ومنها فيلم جميل كان يستحق
جائزة للطفلين الذين قاما بالبطولة وأعني فيلم "Hud"
للمخرج جيف نيكلوس.
وكذلك لم تحصل افلام أخري قوية إخراجا وتمثيلا علي أي جوائز مثل
الفيلم الفرنسي "صدأ وعظم" للمخرج جاك أوديار وبطلته ماريون اوتيار التي
لعبت دوراً ممتازاً جدا في هذا الفيلم ولم تفز بجائزة.
ففي مهرجان مثل "كان" هناك القوي والأقوي منه. وهناك العمل السينمائي
الممتاز والأكثر امتيازاً. لا يوجد فيلم ضعيف فنياً. وانما يوجد حدود
للمستوي الفني لا يمكن التنازل عنها في مسابقة أكبر مهرجان سينمائي في
العالم وحتي في المجاملات. لو كان هناك من يري ان اللجنة انحازت للفيلم
الايطالي "واقع""reality"
ومنحته الجائزة الكبري نظراً لوجود المخرج الايطالي ناني موريتي علي رأس
لجنة التحكيم. أقول حتي المجاملات لا تقدم ابداً لعمل لايستحق فمن الجائز
ان يكون من بين الاعمال المتسابقة من هو أحق. ولكن وجهة نظري الشخصية ان
فيلم "واقع" من الأفلام التي تجمع من هارمونية جميله بين الترفيه والرسالة
والأداء الممتاز والمتعة الفنية فعلا.
ما أريد ان أقوله ان مجرد الاشتراك في المسابقة الرسمية للمهرجان يعد
انتصارا للسينما المصرية. واعلانا عن وجود صناع للفيلم قادرون علي التنافس
مع كبار المخرجين في العالم.
مفاجآت أخري
وفي المهرجانات الدولية الكبري مثل كان تحدث مفاجآت من نوع مختلف مثل
صعود الدول التي لا تعتبر في المقدمة بالنسبة لصناعة السينما ومنها رومانيا
إلي مرتبة الدول الكبري الجديرة بالفوز وانتزاع التقدير من جميع النقاد
الذين يغطون اعلاميا هذا الحدث الثقافي الفني العالمي الذي يجعل من "كان"
المدينة الصغيرة مكاناً تتجه إليها كاميرات العالم.. وبالمناسبة "كان" ليست
فقط مدينة أهم مهرجان للسينما. وإنما بعد أيام قليلة يبدأ مهرجان آخر عالمي
ومهم أيضاً هو المهرجان الدولي لافلام الاعلانات أي للافلام الدعائية
وتشارك فيه جميع شركات الاعلان في العالم ولا يقل صخباً واضواء وأهمية عن
مهرجان كان السينمائي بالبنسبة لسكان المدينة وتتم فعالياته داخل "قصر
المهرجان" علي شاطئ الكروازيت أي في نفس القصر الذي استضاف مهرجان "كان".
وهناك مهرجانات أخري دولية عديدة تقام طوال السنة لاشكال مختلفة من
النشاطات تحول المدينة إلي مركز تجاري وسوق كبري لأهم السلع التجارية في
العالم الآن "الميديا".
هوس بدون جوائز
الظاهرة المدهشة في هذا المهرجان الكرنفالي الاستعراضي الصاخب وحجم
الهوس والاعجاب والاحتشاد الرهيب الذي يصنعه النجوم الأمريكيون في المدينة
الفرنسية. هم فاكهة المهرجان وفواتح الشهية ونقطة الجذب لجميع اشكال
التواصل والاتصالات الجماهيرية.. وفي هذه الدورة الخامسة والستين شهدت
تواجداً لنجوم بحجم نيكول كيدمان. وريز وزرلسبون وجين فوندا وروبرت دي نيرو
وبروس ويليس وادوارد نورتون وبيل موراي وزاك افرون إلي جانب النجوم من
الاجيال الصغيرة - صبيان وبنات - تولوا بطولة افلام "صعود مملكة القمر"
و"ماد" MUD
والعنوان يشير إلي اسم البطل الرئيسي "ماثيو ماكونجي" ومن ثم لا يصح ان
تشير إليه بالترجمة "طين"
ومغامرات الاطفال في حكايات الافلام الأمريكية المشاركة في المسابقة
بديعة ولافتة جدا وجميعهم في أعمار متقاربة في سن المراهقة وجميعهم ساروا
علي السجادة الحمراء بثقة وإحساس جميل بالنجاح وسط جماهير تهلل لهم ومصورين
تنادي عليهم للوقوف أمام الكاميرا وفي المؤتمرات الصحفية جلسوا وكأنهم
تمرسوا علي ذلك رغم انهم يظهرون لأول مرة علي الشاشة.
هوليود "ولادة" بمعني الكلمة وفي رسالة سابقة ذكرت ان حيوية الصناعة
الأمريكية في كونها لا تكف عن الانتاج البشري. واكتشاف المواهب الصغيرة
وتسليط الضوء عليهم بعد تدريبهم جارد جيلمان وكارا هيوارد بطلا مغامرة فيلم
الافتتاح صعود مملكة القمر ثم تأتي شيردان الذي لعب شخصية "ايلي" وجاكوب
لوفلاند الذي شاركه البطولة في فيلم "MUD"
يؤكدان هذه القدرة الإبداعية والحيوية المذهلة للصناعة الامريكية. ايضا
النجم زاك افرون الذي انتقل مؤخراً من دور المراهق إلي دور الشاب الناضج
والممثل الذي لعب بطولة "الصحفي"
"Paper boy"
أمام ماثيو ماكونجي بطل "ماد". افرون ممثل تابعناه في أكثر من عمل عرض في
القاهرة يعتبر تجسيدا حياً لمعني "تربية الممثل" سينمائياً باعتباره
مشروعاً فنياً استثمارياً انظر بطل "ملك الخواتم" و"هاري بوتر" و"وحدي
بالمنزل" بأجزائه. وإذهب في رحلة إلي الوراء منذ بدايات هوليود وراجع قاموس
الاطفال النجوم في السينما الأمريكية حتي تصل إلي واحدة من المعاني العامة
في تعريف كلمة "صناعة" مثلا هناك صناعة سينما مصرية ولا توجد صناعة بأي حال
في السينما العربية الأخري.. ولكن فارقاً كبيراً بين صناعة وأخري. فارق لا
يمكن قطعه الآن ولا في القريب العاجل بين هوليوود الشرق. وهوليود الغرب.
ومن فوائد كان بالنسبة لي شخصيا أنه يضع الناقد في قلب المشهد الحي
والمتدفق بالمعاني لصناعات السينما في العالم. وللمواهب التي تصنع عقول
جماهيرها. والاساتذة الكبار الذين يحولون وسيط الفيلم إلي عمل ابداعي فكري
وفلسفي وإنساني ممتع.
فيلم "حب" للمخرج النمساوي مايكل هينكه الذي فاز بالسعفة الذهبية أحد
تجليات هذا الابداع. انه تحفة في اداء الأدوار الرئيسية للممثلة الفرنسية
إمانويل ريثا والممثل جان لوي ترتيبان والاثنان يلعبان دور زوجين تخطيا سن
الثمانين. وهما فنانان ومتحابان ومثقفان كزوجين ومتحضران إنسانياً إلي أقصي
حد.. ولكن الزوجة تصاب فجأة بأزمة دماغية ثم بالشلل وعلي الزوج ان يواجه
هذه الكارثة التي تقتضي تفرغاً وخدمة وانشغالا باحتياجات امرأة عجوز أصبحت
مريضة وتحتاج رعاية فائقة.
إلي جانب الابداع في الاداء هناك المعاني المركبة لمعني "الحب" في
شتاء العمر. وقدرة التحمل البشري علي تحمل تبعاته وعلي دفع فاتورة الحياة
التي كانت مشتركة وجميلة وسلسلة.
أيضا يطرح بعمق درجات من الحب وأنواع منه في أجيال أصبحت مختلفة جداً
جيل الآباء والأبناء وتمثلهم الابنة التي لعبت دورها ايزابيل هوبرت.
الفيلم استحق الجائزة من أول وهلة. وبدا تأثيره العميق علي الجمهور
بوضوح شديد. وعلي النقاد الذين منحوه أعلي تقدير.
أيضاً فيلم "وراء التلال" الروماني ثم فيلم واقع reality
خفيف الظل والمحمل بالسخرية من برامج "الميديا" وتليفزيون الواقع التي
تسطو علي اهتمام الجماهير وتعيد تشكيل حياتهم. ونظرتهم إلي الحياة. وتشحنهم
بالأمل الكاذب وتستغل سحر الشهرة وأثرها النافذ علي الحالمين بها وبالثروة
وتلقي الضوء علي احد هذه البرامج الشهيرة وهو "الأخ الكبير" "Big Brother"
والفيلم من إخراج ماتيو جاروني الذي ينقل احداثه
إلي مدينة نابولي ويستحضر اجواء المدينة. ويستدعي روحها وتفردها من خلال
العديد من الأسر الايطالية ومن ابناء الطبقة المتوسطة الصغيرة مثل أسرة
بائع السمك "لوسيانو" بطل الفيلم انييلو ارينا وزوجته ماريا "لورندا
سيميولي".
وفيلم "صيد" الدنماركي للمخرج توماس فنتربرج "مواليد 1969" يطرح مشكلة
ليست مألوفة تكسر بعض المسلمات الخاطئة وهي أن الاطفال أبرياء عادة ولا
يمكن يكذبون.. وذلك من خلال المحنة شديدة الوطأة التي عاشها بطل الفيلم
بسبب ادعاء ابنة الجيران الصغيرة التي يربطه بوالدها صداقة متينة لقد
اتهمته بالتحرش بها جنسياً. ثم تداعيت هذا الخيال الطفولي المنحرف علي حياة
الرجل وعلي علاقته بالسكان وبالمدرسة وبكل من يحيط به ويتعامل معه.. رحلة
نفسية وعملية منهكة ومدمرة يخوضها "لوكاس" الذي يعيش وحيدا بعد طلاقه من
زوجته. ويصير منبوذاً وهو برئ. رحلة من أجل استرداد الثقة والبراءة
والكرامة شديدة العناء.
الممثل مادس ميكلسن حصل علي جائزة أفضل ممثل بجدارة. فقدرته التمثيلية
علي تجسيد الدور الصعب جعلت جمهور الفيلم يتعاطف معه بقوة ويتفاعل مع
المحنة التي يمر بها. ومن المؤكد انه سيعيد النظر في تركيبة هذه الطفلة
التي تقف علي مشارف المراهقة بهذا الخيال الذي يصيب "لوكاس" بالصدمة
وبمشاعر الظلم والعجز في نفس الوقت إزاء طفلة فجرت هذا الموقف الذي لم يخطر
بباله أبداً.
هناك افلام علي درجة كبيرة من الاهمية لم تحصل علي جوائز مثل
"كوزموبوليس" للمخرج الكندي دافيد كروننبرج انه أحد الافلام الصعبة في
المهرجان تحتاج إلي قراءة متأنية تضع الفيلم في سياق أعمال المخرج الاخري
التي يشكل بعضها احداثا فنية كاشفة عن أسلوب مختلف تماما للكتابة بالسينما
والتعبير بالصورة واستخدام الخلفية السياسية والاجتماعية التي تشكل افكاره.
فهو مخرج وكاتب السيناريو في آن واحد.
من افلام كروننيرج "كراش" و"صدمة" "1996" وآخر أعماله قبل هذا الفيلم
"منهج خطير" "2011".. عن العلاقة بين عالم النفس فرويد وزميله يونج والمرأة
المشتركة بينهما وكانت مريضة وهي ايضا طبيبة نفسية.
المساء المصرية في
03/06/2012
تجاهله مهرجان “كان”
"على
الطريق" فيلم تائه
محمد رضا
لم يحظ الجهد المبذول في فيلم “على الطريق” لوولتر ساليس بأي تقدير
يذكر من النقاد خلال الدورة الماضية من مهرجان “كان” . كذلك تجاهلته لجنة
التحكيم تماماً من نتائجها مع ما يشكله ذلك من صفعة فنية ومعنوية لمخرج
كان، المهرجان نفسه استقبله بترحاب مرّتين من قبل سنة 2004 عندما قدّم
“مفكرة الدرّاجة” وسنة 2008 حينما أتبع ذلك بفيلم “خط ليندا” .
يمكن سريعاً تبرير الموقفين النقدي والرسمي للمهرجان بأن “على الطريق”
جاء على خلاف ما توقّعه الجميع من مخرج برازيلي أظهر كفاءة وقدرة وموهبة في
أعماله السابقة . من كان يتصوّر أن يفرّض ساليس بكل ذلك ويقدم على عمل
تعوزه هذه العناصر الثلاثة ولو بتفاوت؟ رواية جاك كيروواك التي اعتبرت
التعبير الشافي لجيل الخمسينات من القرن الماضي الباحث عن التحرر بعيداً عن
التقاليد والتعاليم وما أحيط به سابقاً من حدود، لم تشهد هنا ذلك الاقتباس
الذي يؤرخ سينمائياً لما أرّخته الرواية أدبياً . والمخرج المعروف تاه على
الطريق مثل شخصياته الشابّة فمال صوب الظاهر والشاغل من بصريات ونسي الجوهر
أو كاد . هذه الشخصيات المختلفة التي تقود الفيلم او تشترك وراء قيادته
ليست وحدها التائهة، بل الفيلم كذلك . وفي حين أن النهاية توحي بأن بعضهم
وصل إلى نهاية الطريق، ضل عمل ساليس الطريق بكامله .
المتاعب الخاصّة بالفيلم تحكي الكثير عن مصيره هذا أو ربما توحي بها .
الفيلم الذي يقوده اليوم سام رايلي، غاريت هدلَند، كرستن ستيوارت وكيرستن
دانست وآمي أدامز، مع اشتراك من فيغو مورتنسن، ستيف بوشيمي، توم ستوريدج
وترنس هوارد، عرض سنة 1957 على مارلون براندو . أيامها كان الروائي انتهى
من عمله الذاتي ونشره وبدأ يقطف ثماره وهو رأى براندو في الدور فكتب إليه:
“أصلّي لكي يعجبك “على الطريق” فتصنع منه فيلماً . لا تقلق على البناء
الروائي، أعرف كيف أعيد ترتيبه وضغطه” .
كيروواك فكّر في أن يلعب الراحل براندو شخصية دين (العابث بين بطلي
الفيلم) على أن يلعب هو شخصية سال (التي تمثّله) . لكن براندو لم يرد على
تلك الرسالة ومن المحتمل أنه لم يجد لا الرغبة ولا الحاجة إلى ذلك .
بعد إحدى وخمسين سنة، أي في ،2008 بدأ وولتر ساليس عمله على تحقيق هذا
الفيلم وأدرك من البداية أنه لن يكون سهلاً، ففي ذلك العام تداعى الوضع
الاقتصادي في الولايات المتحدة، وحول العالم ما دفع الشريك الفرنسي
المتمثّل بشركة باتي للطلب من المخرج خفض كلفة الفيلم التي كان تقدّم بها
والتي بلغت 35 مليون دولار (هذا ما حدث بالفعل إذ بلغت ميزانيّته الحالية
25 مليوناً) . حاول المخرج التعامل مع مطلب الشركة الفرنسية وأخفق .
المسألة لم تكن مجرد إعادة جدولة الميزانية وإيجاد منافذ لتقليل الإنفاق،
بل لها علاقة بالممثلين وأماكن التصوير . المنتج المنفّذ فرنسيس فورد
كوبولا كان ابتاع الحقوق قبل ثلاثين سنة وأراد تحقيق الفيلم لكنه لم يقدم
على تلك الخطوة مطلقاً واختار ساليس للمهمّة . وكان رأيه من رأي المخرج من
أن تقليص الإنفاق سيعود على المشروع بالأذى .
قبل عامين في مهرجان “كان” أبرم ساليس، بالصدفة، اتفاقاً مع شركة
فرنسية أخرى
MK2
لكنه لم يستطع الاحتفاظ بالميزانية السابقة ورضي بتقليصها إلى
ما هي عليه حالياً . الآن صار لزاماً على المخرج البحث عن الممثلين
الجيّدين والذين لن يكلّفوه كثيراً . الاتصالات كانت شملت عدداً من
المشهورين من بينهم راسل كراو، ماثيو ماكونوفي، جايك جيلنهال، جيمس فرانكو
لكنه رضي بالبريطاني سام رايلي الذي ظهر في أربعة أفلام مستقلة من قبل،
وغاريت هدلَند الذي لعب بطولة الفيلم الفاشل تجارياً “ترون: الإرث” . لكنه
استطاع الحفاظ على الممثلات الشهيرات آمي أدامز وكرستين ستيوارت وكيرستن
دنست .
هذه الرحلة من بدايتها إلى نهايتها تحتاج إلى منتصف طريق . والحقيقة
أنها موجودة في أطر صغيرة . في مطلع الستينات استلم الكاتب عرضاً من شركة
“وورنر” بشراء حقوق الرواية لكن وكيل أعماله رفض العرض معتقداً أن “وورنر”
ستعود إليه برقم أعلى من الذي تقدّمت به (110آلاف دولار) . ومرّت سنوات
طويلة من دون أن تجد الرواية من يُقبل على شرائها . خلال ذلك، كتب كيروواك
سيناريوهات أفلام (قليل منها نُفذ) ومات سنة 1969 مفلساً . هذا حتى اشترى
كوبولا الحقوق سنة 1978 وكان في عز تأثيره الهوليوودي، لكن مخرج “العراب”
الذي عالج رواية جوزف كونراد الأصعب تحت عنوان “سفر الرؤيا . . الآن” يعترف
بأنه لم يستطع معرفة كيف يمكن له كتابة سيناريو عن هذه القصّة .
ربما لو اطّلع كوبولا على رسالة كيروواك لبراندو لوجد منفذاً، ففي تلك
الرسالة كتب الروائي: “لا تقلق من بناء الفيلم وكونه يقوم على رحلات متعددة
. أستطيع تغيير ذلك لكي يصبح الفيلم رحلة طريق واحدة” .
الفيلم الحالي التزم بالرواية وهذا بعض مشكلته . هناك تقدّم وعودة،
رحلات غير مكتملة . سفر متقطّع . انطلاقات لنقط بعيدة ثم العودة منها قبل
الانطلاق من جديد . وكل ذلك تسبب في تكرار وتأخير في تحقيق الفيلم لمفاداته
. الشخصيات نصف مرسومة . الحوارات كثيرة . الفيلم متسارع لكن خطواته تبقى
ثقيلة . ورغم إلقائه نظرة على الخمسينات وثقافتها الا أنه أبعد من أن يحفل
بها .
“على الطريق” ضحية لحلم، ليس لأنه لم يتحقق بل
تحقق جارّاً معه متاعبه حتى النهاية .
الخليج الإماراتية في
03/06/2012
نصرالله: من التبجح اتهام "كان" بعرض "بعد الموقعة" بسبب
إسرائيل
كتب على الكشوطى
صرح المخرج يسرى نصر الله لـ"اليوم السابع" بأن مواقفه السياسية تجاه
الشعب الفلسطينى وتجاه إسرائيل واضحة، لا يستطيع أحد أن يزايد عليه، مشيراً
إلى أنه أعلن فى المؤتمر الصحفى لفيلم "بعد الموقعة" بمهرجان "كان" أنه
يرفض تماما بيع أو توزيع الفيلم فى إسرائيل، وهو الأمر الذى اتفق عليه مع
منتج الفيلم قبل كتابة العقد، والموجود نسخة منه فى غرفة صناعة السينما
والمركز القومى للسينما، حيث ينص العقد على بند، وهو أن عائد التوزيع 100%
من عائدات توزيع الفيلم لصالح جهة الإنتاج الفرنسية مقابل عرض الفيلم فى
فرنسا، وفى بلاد ما وراء البحار وبلجيكا وكندا وموناكو، و100% لصالح الشركة
المصرية نيو سينشرى من توزيعه فى مصر والدول العربية.
وفى السياق ذاته عبر "يسرى" عن اندهاشه من الهجوم على الفيلم، والذى
بدأ بأن الفيلم سيتم توزيعه فى إسرائيل، لأن منتج الفيلم الفرنسى المشارك
صهيونى، وآراءه ضد فلسطين، معلقاً بأنه كمخرج لا يهتم على الإطلاق بآراء
المنتجين، وإنما ما يهتم به، هو مواقفه الواضحة تجاه القضية الفلسطينية،
مضيفاً أن سفره إلى مهرجان كان بهدف تسليط الضوء على القضية الديمقراطية فى
مصر، وأنه من البجاحة أن نتهم إدارة مهرجان "كان" بموافقتها على عرض الفيلم
هناك لأن إسرائيل وراء الفيلم، مؤكداً أن تلك الاتهامات ما هى إلا ثمن
لاعتراضه على رفضه الانسياق وراء سياسية القطيع فى مجال السينما، موضحاً أن
الفيلم لاقى إعجاب إدارة مهرجان "كان"، وهو السبب فى عرضه بالمسابقة
الرسمية فى المهرجان.
عاطف: أنا سبب وقف عرضه بإسرائيل..
نصر الله يبرئ "بعد الموقعة" من الصهاينة
كتب العباس السكرى
برأ المخرج يسرى نصر فيلمه "بعد الموقعة" من المشاركة الصهيونية فى
إنتاجه، حيث أكد المخرج فى ندوته المنعقدة بقصر الثقافة السينمائية، أمس
الأحد، أن الفيلم إنتاج مصرى بنسبة 70% وفرنسى بنسبة 30%، لافتا إلى أن
مصدر الإنتاج الأوروبى هو التليفزيون الفرنسى الرسمى، إضافة إلى القناة
الثالثة الفرنسية واستوديو 27.
وأضاف يسرى نصر الله، أن جورج مارك بينامو المشارك فى الإنتاج ليس
صهيونيا كما تردد، مدللا على ذلك بأنه عقد معه لقاءات عديدة قبل مشاركته فى
الإنتاج وصرح له بأنه ليس صهيونيا واتجاهاته ليست ضد الشعب الفلسطينى.
وفى سياق متصل واجه المخرج أحمد عاطف المخرج يسرى نصر الله ببعض
المعلومات التى تؤكد أن المنتج المشارك فى الفيلم جورج مارك بينامو مصنف
صهيونيا تبع قائمة تضم أبرز 500 شخصية صهيونية، وطرح عاطف فى الندوة
المستندات التى تؤكد كلامه، مشيرا إلى أنه قام بإرسال إيميل لشركة "أور
لاندو فيلم" الإسرائيلية، مستفسرا عن شرائها حقوق عرض فيلم "بعد الموقعة"
بإسرائيل، وجاؤه الرد من رونى ماهاداف مدير التوزيع بالشركة الإسرائيلية،
أن شركته اشترت حقوق الفيلم من شركة "ام كى2 " الفرنسية بالفعل.
وأشار أحمد عاطف إلى أن هناك موزعا إسرائيليا يدعى هوديد أورفيتز صرح
لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأنه متعجب من تصاريح يسرى نصر الله حول
عدم عرض فيلمه بعد الموقعة بإسرائيل رغم أن شركته أورلاندو فيلم قامت بشراء
حق عرضه.
ويؤكد عاطف أن السبب فى وقف عرض الفيلم فى إسرائيل يعود إلى كشفه تلك
الأوراق وملابسات القضية الصهيونية التى تحاول الالتفاف حول سينمائيين عرب
ومصريين بشكل كبير فى المنطقة العربية.
يشار إلى أن فيلم "بعد الموقعة" بطولة منة شلبى، ناهد السباعى، وإخراج
يسرى نصر الله،
شارك فى فعاليات مهرجان "كان" بدورته الأخيرة، وأثيرت حوله أقاويل كثيرة
بعرضه فى دور العرض الإسرائيلية والتليفزيون الإسرائيلى.
اليوم السابع المصرية في
04/06/2012
"الثقافة
السينمائية" يناقش مشاركة منتج فرنسى صهيونى بفيلم بعد
الموقعة
كتب على الكشوطى
ينظم مركز الثقافة السينمائية فى السابعة من مساء اليوم الأحد، لقاء
مع النقاد والسينمائيين المصريين الذين شاركوا فى دورة مهرجان كان الأخيرة،
ومنهم الناقد الكبير سمير فريد والناقد أمير العمرى مدير مهرجان
الإسماعيلية، والمخرج مجدى أحمد على رئيس المركز القومى للسينما والمخرج
يسرى نصر الله، حيث يتناول حقيقة مشاركة منتج فرنسى صهيونى فى إنتاج وتوزيع
الفيلم.
يذكر أن فيلم بعد الموقعة شارك مؤخرا فى فعاليات مهرجان كان وصاحب ذلك
جدل كبير حول مشاركة منتج فرنسى صهيونى فى إنتاج "بعد الموقعة"، ورغم تأكيد
يسرى نصر الله مخرج الفيلم على أن تلك الأقاويل شائعات، وأن الفيلم لم يعرض
فى إسرائيل، وأن المشاركين فى إنتاج العمل فرنسيو الجنسية، وهم سييكل
برودكسيون وستديو "أورانج" وفرانس تليفزيون، إلا أن بعض وسائل الإعلام لا
تزال تتحدث حول أن منتج الفيلم هو منتج فرنسى صهيونى.
الفيلم بطولة منة شلبى، باسم سمرة، ناهد السباعى، تأليف يسرى نصر الله
وعمر شامة إخراج يسرى نصر الله، وإنتاج شركة "نيو سنشرى للإنتاج الفنى"
بالاشتراك مع شركة "دولار فيلم"، وتدور أحداثه حول ثورة 25 يناير، وتحديدا
أحداث موقعة الجمل.
اليوم السابع المصرية في
03/06/2012 |