حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الخامس ـ 2012

اضغط للذهاب إلى الموقع الرسمي للمهرجان

مهرجان الخليج في دورته الخامسة:

صدّام مرّ من هنا... وأكثر!

دبي- فيكي حبيب

يلاحق شبح صدام حسين السينما العراقية من دون توقف. يأبى ان يفارق ساحاتها. يسكن في سيناريواتها. يُطلق اسهمه باتجاه روادها. يغرف من تاريخ من الدم ويُهديها سيناريوات تنطق مجازر: «حلبجة»، «الأنفال»، وما بينهما الكثير الكثير مما خطّته يدّ الطاغية بحبر احمر.

السينما الآتية من العراق مسكونة بشبح صدام. آفاقها لا تعدو حدود سور بنته سواعد مرتزقة بيد من حديد. وطموحاتها لا تزيد عن رمي حجارة بوجه مستبد حفر اسمه عميقاً في مزبلة التاريخ. لكنها أيضاً بلسم للجراح. نعم السينما تشفي أحياناً. او هذا على الأقل ما يمكن ان يستشفه المرء من الأفلام العراقية التي شكلت فرس رهان مهرجان الخليج السينمائي الذي منحها 8 جوائز في ختام دورته الخامسة.

«حلبجة-الأطفال المفقودون» و«أنا مرتزق أبيض»، فيلمان وثائقيان طويلان من العراق انتزعا جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة التي ضمّت 3 أفلام عراقية أخرى («مسوكافيه» لجعفر عبد الحميد و«قلب أحمر» لهلكوت مصطفى و«صمتاً كل الطرق تؤدي الى الموسيقى» لحيدر رشيد) من أصل 9 أفلام، بينها فيلمان من الإمارات («أمل» للمخرجة نجوم الغانم الفائز بالجائزة الثانية و«غبار براق: العثور على الفن في دبي» لكيتي تشانغ)، وفيلم لكل من الكويت («تورا بورا» للكويتي وليد العوضي الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وشهادة تقدير لممثله قيس ناشف) وقطر («عالقون» لمحمد ابراهيم).

واللافت ان الفيلمين الفائزين الآتيين من العراق يبدوان حلقتين منفصلتين - متصلتين من سلسلة سينمائية، يُمكن ان يُطلق عليها عنوان: «صدام مرّ من هنا... وأكثر».

في عيون اطفال حلبجة

في فيلم أكرم حيدو «حلبجة - الأطفال المفقودون» الذي اقتنص جائزتي «أفضل مخرج» و«أفضل فيلم طويل» عودة الى مجزرة حلبجة، كما هو باد من العنوان... ولكن ليس من خلال الاكتفاء باستحضار صور الماضي والضحايا الذين طالهم هجوم صدام حسين بالغازات السامة على مدينتهم، انما من خلال عيني شاب تجاوز العشرين من عمره، ومع هذا لا يزال طفلاً بلهفته الى حضن امه ورائحتها. هو علي، الطفل الذي أنقذه جنود ايرانيون من الموت المحتم بعد قصف حلبجة، فاقتادوه معهم الى ايران، وأمّنوا له عائلة، احتضنته وربته بعيداً عن وطنه. لكنّه، اليوم، وبعد أكثر من 20 سنة على المجزرة، قرر ان يعود الى مسقط رأسه في كردستان العراق، بحثاً عن أمل لقاءِ عائلته المفقودة.

يلاحق مخرج «حلبجة-الأطفال المفقودون» خطى علي إبان زيارته ووالديه بالتبني، لمدينته الأصلية. يصوّر مشاعر زمناكو محمد احمد (الاسم الحقيقي لعلي) وهو يتأمل القبر المحفور عليه اسمه. يرصد الاستقبال الحار لأهل مدينته بعيد عودته. يسجل الزغاريد والأدعية. يدخل منازل العائلات الخمس المرشحة لأن تكون واحدة منها عائلته البيولوجية. يقف طويلاً عند الأمل الكبير الذي تزخر به القلوب. ينجح بنقل العواطف وشحنات التشويق لمعرفة هوية علي الحقيقية... قبل ان يسدل الستار بنقل وقائع المحكمة التي بتّت الأمر استناداً الى فحص الحمض النووي... ما أثلج صدر ام ثكلى وفي الوقت ذاته خيّب آمال اربع عائلات أخرى، اعتبرته فرداً منها وإن لم يربط بينهم الدم.

«حلبجة-الأطفال المفقودون» فيلم عابق بالمشاعر قدمه اكرم حيدو للمشاهد من دون ان ينجح في الابتعاد عن فخ الريبورتاجات التلفزيونية. ومع هذا تبقى اهميته في تسليطه الضوء على الأطفال المفقودين جراء تلك المجزرة والذين يصل عددهم وفق بعض التقديرات، الى نحو 500 طفل، يعيش بعضهم في ايران بهويات وأسماء جديدة من دون ان يعرف انه من منطقة اسمها حلبجة.

اسمي... سعيد الجحش

ولا تقف فظائع صدام حسين كما بدت في افلام مهرجان الخليج عند حدود حلبجة، إنما يأخذنا المخرج الإيراني طه كريمي الفائز بالجائزة الثالثة، الى حملة الأنفال من خلال فيلم «انا مرتزق ابيض».

يُستهل الشريط بلقطة مقربة لرجل ستيني، ينظر الى الكاميرا، ملوّحاً بشريط «دي في دي»، متمتماً: «أعزائي المشاهدين. انتجت هذا الفيلم على نفقتي الخاصة. أرجو منكم نسخه فور مشاهدته وتوزيعه على أصدقائكم... انا مرتزق أبيض». ثم يتوالى شريط صور فوتوغرافية للرجل وإلى جانبه شيوخ ومسنّات وعائلات... لنكتشف في ما بعد انهم الشهود الذين سيلاحقهم طوال الفيلم للدفاع عن قضيته. فمن هو هذا الرجل؟ وما هي قضيته؟

إنه سعيد محمد قريب او «سعيد الجحش»، كما يعرّف عن نفسه، بالاسم الذي اُطلق عليه تحقيراً له. وهو، كما يقول في الشريط، تختلف النظرة اليه من شخص الى آخر. بعضهم يرى انه يجمع صور الأنفال من باب التزلّف للناجين. وبعضهم يعتبره مجنوناً، فيما يرى فريق ثالث انه أنقذ قرويين في عمليات الأنفال. اما الآن فهو يجمع صور الضحايا بعد 23 سنة من الحملة ويضعها في إطارات... وفي الأحوال كلها هو مرتزق أبيض.

وسواء كان سعيد، هذا ام ذاك، فإن ما لا يمكن الجدال فيه هو انه كان قائد مجموعة من المرتزقة التابعة لحزب «البعث» العراقي، وهو يمثل اليوم امام المحكمة العراقية بتهمة التورط في مذبحة الأنفال التي راح ضحيتها 182 الف كرديّ، دُفن بعضهم حياً.

لكنّ سعيد لا ينتظر حكم المحكمة، إنما يختار ان يسير بمحكمة على طريقته الخاصة من خلال فيلم يزور فيه القرى التي انقذ فيها ارواحاً من الموت الحتمي. ولا يخفي خوفه من ان يموت قبل ان يحقق حلمه بإثبات براءته، ويقول: «قلبي زاخر بالحكايات عن الأنفال، لذا لا يمكن احداً ان يصنع فيلماً عن هذه الحملة أفضل مني. في العادة يحقق المخرج فيلمه استناداً الى احلامه او ذوقه الفني. اما انا فقد كنت حاضراً في قلب الأنفال. وبالنسبة الى «البعث» لا فرق بين طفل على عربة ومناضل يحمل سلاحه».

وهكذا تبدأ رحلة «سعيد الجحش» الى القرى وفي جعبته أسئلة من نوع: هل سمعت ان «سعيد الجحش» قتل احداً؟ هل تدافع عنه إن وضع خلف القضبان؟ هل كان ينقذ الأرواح مقابل المال؟ هل كان يميز بين قبيلة وأخرى؟

وفي كل محطة، كانت الإجابات تأتي لمصلحته، والشهود يتكاثرون من حوله. أما هو فيكتفي بأخذ صورة فوتوغرافية له معهم، ليضمها الى مجموعته الكبيرة من الصور.

تعاطف... ولكن

وإذا بدا فيلم «انا مرتزق ابيض» متعاطفاً مع «سعيد الجحش»، خصوصاً ان جميع الذين التقاهم اتفقوا على مساندته في المحكمة والشهادة لمصلحته، بما انهم لم ينسوا «بطولاته» في سبيل انقاذهم، فإن الفيلم لم يخل من وجهة النظر المقابلة. وفي هذا السياق نسمع أصواتاً تطالب بمقاضاته وإنزال أقصى العقوبات به احتراماً للأرواح التي ذهبت في تلك العمليات. اما سعيد فيردّ من دون مواربة: «بعد ثلاث ساعات من مولدي توفيت والدتي. أعتقد ان الرب تركني يومها حيّاً لأنقذ مئات الأرواح في حملة الأنفال. وأنا سعيد اليوم بوجود المئات ممن يعتبرونني فرداً من أسرهم». وحين يجابهه «المدّعي» بسؤال حول السبب الذي يدفع صدام الى توزيع ميداليات الشجاعة عليهم ان لم يساعدوا البعث، لا يتوانى سعيد عن التذكير بأن علي الكيماوي أمر بإعدامه... ويردد أنه نادم لأنه عمل كمرتزق، ومع هذا هو راض بالدور الذي لعبه.

وعلى رغم ان الفيلم يبدو أقرب الى الدعاية لأحد المرتزقين السابقين في حزب «البعث»، فإنه لامس بلغة سينمائية شاعرية جميلة عمق قضية لا تزال تؤرق الأكراد أينما وجدوا... وهنا يبدو لافتاً جهد كريمي للخروج من عباءة الأفلام الوثائقية التي لا تبتعد عن الريبورتاجات السينمائية. وقد وفّق في هذه النقطة وإن ظل المضمون إشكالياً.

ولا تكتفي الأفلام العراقية الطويلة الموجودة في المهرجان بالحديث عن ممارسات صدام اللاإنسانية بحق شعبه، إنما تدعمها الأفلام القصيرة أيضاً، بما يوحي ان الجرح لم يندمل بعد، حتى وإن أبدى بعض النقاد امتعاضهم من وقوف عدد كبير من الأفلام الآتية من العراق في حلقة مفرغة. ويرى هؤلاء ان هذه السينما تدور وتدور في فلك واحد غير قادرة على الخروج من «صنارة» «حلبجة» و«الأنفال» وسواهما من المجازر التي يبدو لهؤلاء ان السينما استنزفت كل اوراقها رغم ان الواقع العراقي غني بأحداث وقصص إنسانية تستحق ان تروى.

على الهامش

بدا لافتاً في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج عدم أخذ التوزيع الجغرافي في الاعتبار عند منح الجوائز في المسابقة الخليجية، إذ تقاسم معظمها العراق والإمارات. وهذه نقطة تسجّل لمصلحة لجنة التحكيم التي لم تسر بالنهج الذي صار تقليداً في مهرجانات عربية كثيرة.

> طرحت عملية اختيار لجنة تحكيم المسابقة الخليجية علامات استفهام عند كثيرين، خصوصاً ان اثنين من أصل ثلاثة أعضاء يأتيان من خلفية مسرحية لا سينمائية، وهما الكاتب المسرحي والمخرج العراقي جواد الأسدي والمؤلف والمخرج المسرحي الكويتي جمال مطر. اما العضو الثالث فهو المخرج والناقد السينمائي السعودي عبدالله آل عياف.

> احتضنت هذه الدورة النسخة الأولى من «سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة» تحت إشراف المخرج المصري محمد خان والمخرج اللبناني ميشال كمون وكاتب السيناريو البحريني فريد رمضان... ما من شأنه ان يضع مدماكاً اضافياً في عملية بناء ذائقة المخرجين الخليحيين الشباب.

> أعلن المهرجان إطلاق جوائز «روبيرت بوش ستيفتونغ» لتقديم 3 جوائز لمشاريع الإنتاج المشترك للأفلام القصيرة التي ينتجها ويخرجها سينمائيون ناشئون من ألمانيا والعالم العربي في فئات افلام التحريك والأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة.

> عرض المهرجان المشروع التجريبي الذي بدأه المخرج الفرنسي جيرار كوران عام 1978 من دون توقف حتى اليوم. وهو عبارة عن بورتريهات مؤفلمة سمّاها cinematon، تستند الى تصوير شخص في لقطة ثابتة يُطلق فيها العنان لأحاسيسه. العرض أتى مخيّباً، وكثيرون ممن وقفوا امام عدسة كوران لم يصبروا حتى يروا لقطتهم، فخرجوا من القاعة من دون ان يكملوا الحصة.

> أتت الأفلام التي شاركت في البرنامج الذي أشرف عليه المخرج الإيراني عباس كياروستامي العام الماضي وعرض هذا العام تحت عنوان «كرز كياروستامي» مخيبة للأمال... علماً ان كياروستامي حضر الى المهرجان قبل يوم من اختتامه.

الحياة اللندنية في

20/04/2012

 

في مهرجان الخليج السينمائي

التجريب ومحاكاة الواقع أبرز ملامح أفلام الشباب 

في مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتم فعالياته الاثنين الماضي في دبي، بدت تجارب الشباب الخليجيين مع السينما متعددة الاتجاهات، رغم بعض الاتفاق في جوانب منها، وتفاوت مستوى التجارب من بلد إلى آخر، سواء كان على مستوى حجم الإنتاج والمشاركة أو نوعيتها. “الاتحاد” التقت بعدد من السينمائيين الخليجيين الشباب الذين شاركوا في المهرجان وذلك لإلقاء الضوء على تجاربهم.

عمر شبانة (دبي) - قدم مروان الحمادي فيلما وثائقيا قصيرا “15 دقيقة”، ضمن فئة الطلاب، بعنوان “قطط”، وهو يعالج عبر كاميرا الديجيتال موضوع تربية الحيوانات في البيوت، ويبحث في مخاطرها والأذى الذي يلحق بها أيضا من قبل من يربونها، وعلاقة ذلك بالبيئة. الفيلم الذي يقدمه الحمادي كما يقول يركّز على أربعة أنواع غريبة من القطط التي تعيش في المنازل الإماراتية، فيستكشف نمط معيشتها اليومية، والتفاصيل المرتبطة بتربيتها، وشغف مالكيها بها، والمصاعب والتحديات التي تواجه مالكي هذه الحيوانات البرية.

اكتساب الخبرات

ويأتي الفيلم كما يؤكد الحمادي ضمن دراسته للإعلام والإعلام التطبيقي تحديدا “كلية التقنية بدبي”، ويتحدث الحمادي عن حصيلته من المشاريع الفيلمية في الجامعة، فيقول إنه أنجز ثلاثة أفلام كانت تنفيذا لمشاريع دراسية، وإن الكلية هي التي توفر كل المستلزمات للطالب لينجز مشروعه، وليس ثمة من معاناة على صعيد التمويل خصوصا لمن نجحت تجارب سابقة له في الكلية، وإذا كان ثمة من مشكلة فهي المتمثلة في غياب التخصص عن الدراسة.

طموح الحمادي أن تتاح الفرصة له ولأفلام الشباب الإماراتيين عموما للمشاركة في مهرجانات خارجية، فمثل هذه المشاركات توفر للشباب فرص الاحتكاك واكتساب الخبرات والاضطلاع على ما وصلت إليه السينما، وإمكانية طرح أفكار جديدة وبجرأة كافية لمعالجة أفكار الشباب وهمومهم، بما يعبر عن مواكبة التطور على الساحة، مع تركيز على المجتمع ومشكلاته. أما التجارب السينمائية الأكثر تأثيرا به كونه يعمل في حقل السينما الوثائقية، فيشير إلى تجربة المخرجة نجوم الغانم.

«رائحة الجنة»

رائحة الجنة”، مدته 5 دقائق، من تأليف وتصوير ومونتاج وإخراج محمد سويدان، بطولة الفنان منصور الفيلي. وسبق للمخرج أن عمل في مشاريع سينمائية عدة، إضافة إلى فيديوهات موسيقية بصفته كاتبا ومصورا ومخرجا ومديرا فنيا، كما عمل في تصميم الحركة.

الفيلم الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية الخليجية لأفلام الطلبة القصيرة، يقول عنه سويدان إنه «مقتبس من قصة حقيقية قرأتها وأعجبتني كثيرا، فقررت تحويلها إلى مادة بصرية لتصل إلى أكبر عدد من الناس. حيث يقوم على فكرة دخول شخص إلى محل صائغ في سوق الذهب في دبي، ويطلب منه أن يلمع له خاتمه، وبينما الصائغ يرى هذا الغريب، فإن الزبائن الآخرين لا يرونه، ويعجبون من انشغال الصائغ عنهم. ثم يقوم الغريب بمنح الصائغ منديلا يشم فيه ريح الجنة».

وحول اختياره للعمل وإنتاجه وتمويله يقول سويدان “الفيلم كان مشروع لصف الأفلام القصيرة الذي كنت أدرسه السنة الماضية، وقد كنت اخترت فيلما آخر إلا أنني غيرت رأيي واخترت هذه القصة في اللحظة الأخيرة وقبل أسبوع من موعد التسليم النهائي، وفي ذلك الوقت كان إنجاز الفيلم شبه مستحيل لأننا واجهنا مشاكل في العثور على محل مجوهرات للتصوير، بالإضافة إلى انسحاب معظم الممثلين قبل بدء التصوير بفترة وجيزة. أما بالنسبة للتمويل فمعظم المعدات التي استخدمناها وفرتها لنا كليتنا، وقمت أنا بتغطية باقي التكاليف من خلال مؤسسة “أفلام بارجيل”.

أما عن بطل الفيلم فقال سويدان “منذ أن شاهدت فيلما له في مهرجان الخليج السابق وقع اختياري على الفور على الفنان الإماراتي منصور الفيلي للعب الشخصية الرئيسية في الفيلم، ورغم أن الوصول إليه لم يكن سهلا، ورغم انشغالاته وافق على التمثيل فورا دون قراءة السيناريو، فهو يعد أحد الداعمين الرئيسيين لسينما الشباب، و بنسبة لي فأنا أعتبره أبي الروحي في السينما.

التجربة العمانية

وللسينمائيين العمانيين الشباب همومهم ومشكلاتهم التي تجعل إنتاجهم ضئيلا ومشاركاتهم قليلة وخجولة، فمن عمان يشارك في المهرجان كل من عبد الله خميس والدكتور ميثم الموسوي. يقدم عبدالله خميس فيلم “الفرّاخ” (popcorn من تأليفه وإخراجه، وهو فيلم روائي قصير (11 دقيقة)، ويتناول حياة إنسان من لحظة ميلاده إلى كهولته، رحلة مليئة بالرموز والبراءة والفنتازيا برؤية خاصة. بينما يقدم الموسوي فيلما رومانسيا بعنوان “رنين” تظهر فيه مجموعة من الذكريات.

حول السينما في عمان يقول عبد الله خميس إن التجربة السينمائية العمانية ما تزال غضة العود، ويوضح: بدأت السينما في عمان في أواخر الثمانينيات، وما تزال التجارب الناضجة قليلة، وليس في الإمكان الحديث عن أجيال، فجيل الشباب اليوم متواصل مع الجيل الأول، والهموم التي تتناولها تتركز على العودة إلى الجذور وخصوصية المكان جغرافيا وتاريخيا، وفي أفلامنا الشبابية نحاول تقديم الجديد من خلال اطلاعنا على تجارب الآخرين، وللأسف فإن الحياة السينمائية في عمان ليست غنية إلى الدرجة التي تقدم خبرة للشباب المقبلين على عالم السينما.

ومثله يتحدث الموسوي عما يسميه محاولة كسر حاجز الاحتراف من قبل الشباب، واستخدام كل الإمكانيات الجديدة من كاميرات ومواد أخرى لتقديم أعمال متميزة.

ويضيف: تتميز تجارب الشباب خصوصا بقدر من التجريب الذي يمكن أن يقود إلى التغيير، ولكن يجب أن نشير إلى تداخل في الأجناس السينمائية مثلما هو الحال في الفنون والأدب.

«أسوار خفية»

بالانتقال إلى السينما في اليمن، يبدو أن ما يقوله بعض اليمنيين يشير إلى غياب شبه كامل للتجارب السينمائية، وفي اللقاء مع المخرج سمير النمري صاحب فيلم “أسوار خفية” الوثائقي التسجيلي “25 دقيقة” يقول: حاولت في هذا الفيلم رصد ما أستطيع من صور العنف والعذاب والخراب التي تحدث في اليمن، صور ما فوق الفنتازيا، وعرض هذه الصور أمام العالم، والمشكلة أن التجارب القليلة في الأفلام اليمنية لا تجد فرصة لعرضها ومشاهدتها، فهناك تهشيم وتهميش للبنية السينمائية، كصناعة ودور عرض وإنتاج، وذلك من قبل جهات كثيرة في المجتمع، ما يجعل السينما غائبة تماما في اليمن.

الوفد المصرية في

20/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)