حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الخامس ـ 2012

اضغط للذهاب إلى الموقع الرسمي للمهرجان

انتقدت الإلحاح على أفكار مكررة والوقوع في فخ الشاعرية

لجان التحكيم: ولادة مُبشرة للسينما الخليجية

محمد عبدالمقصود - دبي

تختتم مساء اليوم في فندق «إنتركونتيننتال» فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي، الذي استمرت فعالياته على مدار سبعة أيام متتالية، بحفل توزيع الجوائز، مسدلاً الستار على نخبة من عروض الأفلام والفعاليات المختلفة، التي تضمنت ندوات وجلسات نقدية وورش عمل متعددة، فضلاً عن الإعلان عن دعم المهرجان لـ14 سيناريو قدمها الشباب لإنتاجها أفلاماً سينمائية.

شبابية المهرجان التي تخطت طبيعة الأفلام لتسيطر على كواليسه، وما إذا كانت بمثابة إقصاء للمخضرمين أم تقصير أم استراتيجية مهرجان، سؤال لـ«الإمارات اليوم» لم يجب عنه أعضاء لجان التحكيم الخمسة الذين شاركوا في لقاء إعلامي، واكتفى كل من الفنان العراقي جواد الأسدي، والكاتب الإماراتي جمال سالم، والفنان جمال مطر، والمخرج السعودي عبدالله آل عياف، بتبرير زميلهم الناقد المصري عصام زكريا بأن حداثة السينما الخليجية هي ما يفرض سيطرة نتاجات شبابية على أفلام المهرجان.

الالتباس الإعلامي والنقدي في التعامل مع المهرجان باعتباره مظلة جامعة للسينما الخليجية باعتبار مسماه الفضفاض، في مقابل التعاطي الذي يفرضه واقعه كمظلة لمحاولات سينمائية شبابية تم تعميقها مع أعضاء لجان تحكيم مسابقات المهرجان، الذين من المفترض أن تحمل معاييرهم النقدية فصلاً واعياً بين الإطارين، من أجل تحديد سقف حجب الجوائز على الأقل، لم يتغير.

وأجمع أعضاء اللجان المشاركين على أن المهرجان رغم وجود العديد من الملاحظات الفنية على الكثير من الأفلام المشاركة، يمثل تأكيداً للولادة المبشرة للسينما الخليجية، لا سيما أن معظم المشاركين هم من فئتي الشباب والطلاب، مؤكدين أن وجود مظلة جامعة لإبداعات تلك الشريحة العمرية من شأنه أن يؤسس لحراك، ستتضح ثماره في المستقبل المنظور للسينما الخليجية.

وأبدى الكاتب جمال سليمان انتقاداً مباشراً لتكرار تيمة الحرب، خصوصاً في الأفلام العراقية المشاركة، مؤكداً على ضرورة اتجاه المخرجين والكتاب العراقيين لاستحضار قصص متنوعة من واقع مجتمعهم، بدلاً مـن الإلحاح عـلى الموضـوع ذاته.

واعتبر سالم أيضاً الإلحاح على السريالية، والنزوع إلى شاعرية تغيب وضوح الرسالة، واحدة من المشكلات المتكررة في الكثير من الأفلام الخليجية القصيرة التي يتضمنها المهرجان، وهو الأمر الذي أكد أنه يتناقض مع تقاليد الفيلم القصير الذي يتم إبداعه من منطلق لحظة تحوز على تكثيف يطال التفاصيل، ما يفرض وضوحاً في الرؤية بعيداً عن فخاخ السريالية وخطورة سوء التعامل الفني مع مفرداتها.

هذه الملاحظات وجدت تأييداً من عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية، الناقد المصري عصام زكريا، الذي وصف مسيرة السينما الخليجية التصاعدية بـ«غير المنتظمة» في ما يتعلق بإيقاع خطاها، مضيفاً «السينما الخليجية تسير مع توالي المهرجانات قدماً إلى الأمام، لكن على نحو متفاوت السرعة، كما أن هناك تفاوتاً واضحاً في هذا الإيقاع أيضاً بين مختلف بلدان الخليج، وهو أمر يبدو منطقياً ومقبولا»، إلا أن زكريا دافع من جانبه عن فكرة سيطرة فكرة الحرب على السينما الخليجية، مشيراً إلى أن هذا الموضوع تحديداً عندما يتعلق بالوطن يبدو طبيعياً أن يشغل كل السينمائيين، مستشهداً بالسينما اللبنانية التي ظلت تدور في ذات الفلك لأكثر من عقد من الزمان.

المخرج السعودي عبدالله آل عياف، من جانبه انتقد فكرة ارتباط الحراك السينمائي الخليجي بجهد فردي مضيفاً «المتتبع لمسيرة السينما الخليجية سيلمس أن الحراك في كل بلد يرتبط بجهود فردية في الأساس، دون أن يكون وراء هذا الأمر مظلة مؤسساتية، وهو أمر يفرز واقعاً من الممكن أن يكون شديد الخطورة في ما يتعلق بمستقبل السينما الخليجية»، مستشهداً بتنامي وتقلص مشاركة بعض الدول في المهرجان تبعاً لمدى إقبال الشباب انفسهم على المشاركة.

الفنان الإماراتي جمال مطر، تناول قضية الشاعرية في الأفلام المقدمة للمهرجان خصوصاً من منظور مختلف، مؤكداً أن وجود تلك الصفة في العمل الدرامي بالأساس ليس انتقاصاً، بل يبدو الأمر مبرراً ومطلوباً في كثير من الأحيان، مستدركاً «الأمر يتوقف على توظيف ذلك العنصر، وتوقيت الاستعانة به»، مشيداً باهتمام المهرجان الملحوظ بالفيلم التسجيلي، معبراً أن «تكرار تيمات بعينها في الأفلام على مدار سنوات، يفرض تحديات أكثر صعوبة على الكاتب والمخرج في ما يتعلق بتنوع الطرح»، فيما اعتبر مطر أن معيار جودة الأفلام وتميزها يتوقف على «مدى قدرة العمل على طرح مزيد من الأسئلة وإثارة مخيلة مشاهديه».

الفنان العراقي جواد الأسدي، أبدى ملاحظات نقدية مهمة تتعلق بواقع السينما الخليجية، مقراً بوجود ضعف كبير في كتابة السيناريو، على النحو الذي تعكسه الشخصيات في الصور السينمائية، معتبراً أن إفساح الفرصة لأفلام وثائقية ذاتية، يوثق فيها الشخصيات لذواتهم، بمثابة التفاف ذكي للتخلص من تأثير تلك الإشكالية في الأعمال، مؤكداً أن «مهرجان الخليج مع ختام دورته الخامسة، سيصيب واقع ومستقبل السينما الخليجية الناشئة، بانتعاشة»، مضيفاً أن «المهرجانات وتاثيراتها فيروس إيجابي نأمل أن ينتشر خليجياً وعربياً».

الإمارات اليوم في

16/04/2012

 

5 شباب من المختبر الإبداعي بـ twofour54

يشاركون في المهرجان

أبوظبي، الإمارات اليوم 

شهد المختبر الإبداعي في twofour54 مشاركة خمسة من أفلام أعضائه الموهوبين الشباب وعرضها أمام روّاد ومتابعي مهرجان الخليج السينمائي بدبي الأسبوع الماضي. وقد تلقى المختبر الإبداعي حتى الآن ما مجموعه 32 موافقة للمشاركة في مهرجانات سينمائية عالمية وإقليمية تقام في 14 دولة مختلفة حول العالم، ويظهر ذلك عمق وإبداع المواهب التي تتطور في أبوظبي.

ويوفر المختبر الإبداعي التابع لـ twofour54 منذ إطلاقه في عام ،2010 فرص التمويل والدعم والإشراف للمواهب المحلية والإقليمية الشابة في شتى الوسائل الإعلامية، وذلك لتسهيل وابتكار عدد من المشروعات المميزة. وقد عمل مجتمع المختبر الإبداعي على الموقع الإلكتروني على تعريف المشتركين به على كيفية تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشروعات واقعية. ويقوم أعضاء المختبر الإبداعي على مبدأ تواصل مجموعة كبيرة من العاملين في هذا المجال، من موسيقيين إلى مخرجين محترفين، وغيرهم الكثير في الإمارات وغيرها من الدول العربية، لكي يعملوا سوياً على تنفيذ تلك المشروعات الإعلامية والترفيهية. ويمثل نجاح الأفلام المنتجة حتى الآن دليلاً ساطعاً على قدرات ومواهب الشباب العربي الذين تحتضنهم الإمارات. كما يؤكد أهمية الاستثمار في هذا المجال وضرورة تمكين الأفراد المبدعين للإسهام في دعم نجاح وتطوير قطاعي الإعلام والترفيه بالمنطقة. وتستمر أفلام المختبر الإبداعي بحصد النجاحات بفضل مجموعة من الإنجازات منها فوز الفيلم القصير «5 جنيهات» بالجائزة الأولى في مهرجان الأفلام القصيرة الـ15 في غراس بفرنسا، وبجائزة هيئة التحكيم الخاصة في مهرجان البحر الأبيض المتوسط للسينما في دورته الـ،20 التي أقيمت في لاريسا باليونان، خلال شهري مارس وأبريل من هذا العام. كما حصد فيلم «روح» جائزتي أفضل فيلم روائي قصير، وأفضل فيلم إماراتي قصير، خلال مهرجان أبوظبي السينمائي العام الماضي، بينما حاز فيلم Beep على جائزة هيئة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم العربي بمدينة وهران الجزائرية عام .2011

وحظيت الأفلام الخمسة القصيرة المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي حالياً والتي أنتجها شباب من الإماراتيين والعرب بدعم من twofour54 أبوظبي عن طريق الإشراف والتمويل، إضافة إلى توفير مرافق وتسهيلات الإنتاج وما بعد الإنتاج، وقد لقيت أعمال المختبر الإبداعي المنتجة إهتمام المتابعين والمشاهدين في الدولة. وتتحدث الأفلام الخمسة المشاركة عن مواضيع ترتبط بتجارب الإماراتيين والعرب من مختلف أنحاء المنطقة، وهي: فيلم «الأركان»: يروي تجربة زوجين مطلقين كما ترسمها أركان الإسلام الخمسة، من إخراج مصطفى زكريا.

فيلم «أسطورة»: من كتابة فيصل الشرياني وهو مشروع إماراتي فريد قائم على قصيدة نظمت احتفاءً بتأسيس الدولة، من خلال فيلم ثلاثي الأبعاد من إنتاج شركة استوديوهات Blink، وهو أحد أكبر استوديوهات الرسوم المتحركة في المنطقة. «أصغر من السماء»: وهو فيلم تراجيدي إماراتي يتحدث عن العائلة والخسارة. "Beep": وهو فيلم الكوميديا السوداء الذي يتحدث عن الحياة اليومية تحت تأثير التكنولوجيا.

«انتظار»: وهو من نوع ثلاثي الأبعاد، الذي يلمس كل إنسان وهو موجه للمشاهدين في مختلف أنحاء العالم.

الإمارات اليوم في

16/04/2012

 

«حلمي» و«أمل» و«بايسكل» و«نسمة هوا» تخطف جوائزه الأولى

«الخليج السينمائي» يطوي سجادة دورته الخامسة

محمد عبدالمقصود - دبي 

فاز الفيلم العراقي «حلمي» للمخرج أكرم حيدو بجائزة أفضل فيلم روائي خليجي وحصل حيدو أيضا على جائزة أفضل مخرج، وجاء في المرتبة الثانية الفيلم الإماراتي «أمل» للمخرجة نجوم الغانم، ونال الفيلم الكويتي «تورا بورا» شهادة تقدير، وكذلك الممثل قيس ناشف عن دوره في الفيلم نفسه من لجنة تحكيم هذه الفئة من جوائز الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتمت فعالياته أمس، وحضر حفل الختام سمو الشيخ منصور بن محمد بن رشد آل مكتوم.

ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة جائزة أفضل فيلم للمخرج زقاز حسين عن فيلمه «بايسكل»، وحل في المرتبة الثانية المخرج اليمني ياسر النمزي عن فيلمه «أسوار خفية»، وجاء في المرتبة الثالثة الفيلم البحريني «هنا لندن» للمخرج محمد راشد. أما جائزة أفضل مخرج فذهبت للمخرجة الكويتية ديانا المعجب عن فيلمها «بلاد العجائب». وفي فئة أفلام الطلبة جاءت النتائج على الشكل التالي: رانيا توفيق عن فيلمها «نسمة هوا»، و«صبر الملح» للمخرج محمد إبراهيم، والمخرج عبدالرحمن المدي عن فيلمه «ظاهرة القبوعة». وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن هذه الفئة للعراقي هاشم العيساوي عن فيلمه «ابتسم مرة أخرى»، وحصلت فاطمة النايح على جائزة أفضل موهبة صاعدة، وأفضل مخرج صاعد لملاك علي عن فيلمها « مناحي».

وتحول حفل الختام إلى احتفالية بإبداعات الشباب السينمائية، مودعاً سبعة أيام لحضور الفن السابع، عبر ما يزيد على 150 فيلماً مثلت بانوراما سينمائية متنوعة، لم تقتصر على الأفلام الخليجية.

مناسبة المرور على السجادة الحمراء كانت كعادتها الأكثر جذباً للشباب، قبل أن يدخلوا في مرحلة كتم الأنفاس لترقب نتائج مسابقات المهرجان المختلفة، ما بين التوقع، والرجاء، وبدا المبدعون الشباب أكثر ألفة مع كاميرات المصورين على اختلافها ما بين التلفزيونية والفوتوغرافية، وتوقف عشرات منهم للوقوف بصيغة النجوم، من أجل الإدلاء بأحاديث صحافية لدى ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

وكعادته في لياليه الختامية، تحول الحفل الختامي إلى مناسبة لفرح الشباب بعرض أفلامهم على نطاق واسع من الجمهور، لتتجاوز الفرحة أولئك الذين اختصتهم لجنة التحكيم بجوائز المهرجان وشهاداته التقديرية، إلى مختلف المشاركين بإبداعاتهم. «عندما اتصلت بي صديقاتي ليخبرنني بأنهن شاهدنني وأنا أسير على السجادة الحمراء، فضلاً عن تقدم ممثلي وسائل الإعلام لاستضافتنا في لقاءات تلفزيونية، شعرت وزميلاتي بفخر شديد، وفرحة عارمة بأن هناك فعلاً من يحتفي بما ننجزه»، تعقيب للطالبة في كلية التقنية العليا في جامعة رأس الخيمة مريم الطنيجي، حول مشاعر الاحتفاء بفيلمها الأول «رذاذ الحياة»، ترى أنها لا تعبر فيها عن نفسها فقط، بقدر ما تعبر عن فرحة طالبات تعاهدن على مواصلة الإبداع السينمائي، تأثراً بما لمسنه من اهتمام بعرض نتاجهن، والمراهنة على استضافتهن في مهرجان يتجاوز إطار المحلية، ويشهد مشاركة أفلام من 40 دولة.

ضيوف المهرجان من الشباب الخليجي أيضاً أكدوا أن لحظات المرور على سجادة الخليج السينمائي، أضحت طقساً سنوياً محفزاً على مواصلة التجويد في رحلات إنجاز الأفلام، وهو ما يؤكده السعودي حمزة طرزان، مضيفاً «من المهم أن نحتفل بالسينما الخليجية الناشئة، وأن نفخر هنا بوجود مهرجان يحتضن إبداعات الشباب الخليجي، لاسيما أن مهرجان الخليج أضحى مظلة سنوية يستعد لها المخرجون الشباب بشكل جدي، في ظل ثبات واتضاح استراتيجيتها، سواء في ما يتعلق بقبول الترشيحات عموماً، أو آلية مسابقاتها المختلفة».

النقاد المشاركون في لجان تحكيم المسابقات المختلفة، الذين استعرضوا مختلف الأفلام المشاركة، أقروا أيضاً نضجاً نوعياً لأعمال هذه الدورة، وهو ما ذهب إليه الناقد المصري عصام زكريا، متوقعاً أن تزداد صعوبة المنافسة على جوائز المهرجان في فئاته المختلفة، في الدورة المقبلة، لاسيما في ظل الحصاد الذي يتم جنيه سنوياً بانتشار الثقافة السينمائية بتأثير المهرجانات المختلفة التي تستضيفها الإمارات، معرباً عن ثقته بأن طاقات الشباب قادرة على عكس خصوصية قضايا المجتمعات الخليجية، وإن بدرجات متفاوتة، حسب تطور المشهد السينمائي في كل دولة. من جهة أخرى، أعلنت مؤسسة «روبرت بوش شتيفتونج» أمس، عن إطلاقها مبادرة لدعم وتمويل السينمائيين في منطقة الخليج، والعالم العربي عموماً، حيث ستقدم المؤسسة جوائزها ضمن ثلاث فئات هي: أفلام التحريك، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة، على أن يتم اختيار فيلم واحد من إنتاج شبابي ألماني-عربي مُشترك في كل فئة لينال جائزة مالية تصل إلى 60 ألف يورو.

الإمارات اليوم في

17/04/2012

 

تصدرت الدورات الماضية لمهرجان الخليج السينمائي

الأفلام العراقية في واجهة السينما الخليجية 

تعود الأفلام العراقية لتحتل الواجهة ضمن الإنتاج السينمائي الخليجي في الدورة الحالية لمهرجان الخليج السينمائي بدبي، متميزةً بقيمتها الفنية والمواضيع التي تعالجها وقدرتها على انتزاع الجوائز، فهي تبقى الأكثر ارتباطا بتحولات المجتمع وبحياة الشعب العراقي المأساوية، في وقت تنعم بقية دول الخليج بهدوء نسبي ورخاء اقتصادي.

وتبدو الأعمال العراقية هذه المرة أيضا حاضرة بقوة في الدورة الخامسة للمهرجان، وقادرة على التنافس في المسابقة الرسمية، التي تتضمن تسعة أفلام طويلة مزجت ما بين الوثائقي والروائي، ومن بينها خمسة أفلام عراقية، عملان روائيان وثلاثة وثائقية.

فبعد أن تصدرت الأعمال العراقية الدورات الماضية من المهرجان بدأت تكتسب أهمية أكبر، إذ إن المخرجين العراقيين، وبفعل الأحداث التي مرت بها بلادهم وما زالت، يتوزعون في العواصم الأوروبية، التي اكتسبوا فيها خبرة إضافية وتجارب أكبر حول صناعة السينما، في حين بدأت المعاهد السينمائية تتوفر بعض الشيء في بلدان الخليج الأخرى التي لا يهاجر شبابها إلا قليلا.

"تبدو الأعمال العراقية هذه المرة أيضا حاضرة بقوة وقادرة على التنافس في الدورة الخامسة لمهرجان الخليج وتشمل تسعة أفلام طويلة مزجت بين الوثائقي والروائي"

التجارب الأولى

وضمن الأفلام الوثائقية العراقية، عالج اثنان منها المذابح التي ارتكبت بحق الأكراد في العراق. فتناول شريط "أنا مرتزق أبيض" للمخرج الكردي طه كريمي الذي درس السينما في طهران، محاكمة "سعيد جاف" قائد مجموعة تابعة لحزب البعث، والمتهم بالتورط في ما عرفت بمذبحة الأنفال التي وقع ضحيتها 182 ألف كردي.

أما فيلم "حلبجة، الأطفال المفقودون" الذي قدم في المسابقة، فقد بني على قصة قوية واكبت عودة شاب فُقد حين كان طفلا في حلبجة، التي قُصفت بالسلاح الكيميائي وفقدت عددا كبيرا من أهلها الذين دفنوا في مقابر جماعية.

ويبدأ الفيلم بمشهد عودة الشاب الذي اختفى طفلا، حين نقل إلى مستشفى إيراني ثم ربته عائلة إيرانية. فيجلس على شاهدة قبره، حيث كان الجميع يعتقد، بمن فيهم عائلته، بأنه ميت. ويعتبر هذا الفيلم هو الأول للمخرج السوري الكردي أكرم حيدو الذي يعيش في ألمانيا.

ويتابع الفيلم الوثائقي الثالث للمخرج العراقي الإيطالي (والدته إيطالية) حيدر رشيد فرقة موسيقية تتشكل في صقلية وتعزف في مهرجان للسينما العربية. وتبدو طريقة معالجة الفيلم راديكالية منحازة إلى الموسيقى، وتركز على جوهر التجربة ومعناها، مستندة إلى صمت الكلمات لتصدح الأنغام في فضاء المكان المتوسطي. فتحاول مد جسور بين الشرق والغرب في المكان المتقدم في الجغرافيا نحو بلاد الجنوب.

أما على مستوى الأفلام الروائية، فقد تناول أحد الشريطين الروائيين المشاركين قصة تدور أحداثها في الأوساط الكردية، وتتناول حكاية حب بين مراهقين وتعقيدات هذه القصة في بلاد تحكمها التقاليد. يأتي الشريط تحت عنوان "قلب أحمر"، وهو الأول للمخرج العراقي الكردي الشاب هلكوت مصطفى (26 عاما) المقيم في النرويج.

ويحمل الفيلم الثاني "ميسو كافيه" توقيع جعفر عبد الحميد المقيم في لندن، وهو أيضا فيلمه الأول. وتدور حوارات الفيلم باللغة الإنجليزية، لتعالج يوميات يوسف الشاب العراقي الذي يصل إلى لندن -وهو مدون معارض للنظام- بقصد تسليط الضوء على الآثار المأساوية للحظر المفروض على العراق. لكنه يتحول إلى كاشف لشريحة من الجالية العراقية في لندن، وقد راح يتردد على المقهى الذي يحمل الفيلم اسمه.

"المخرجون العراقيون وبفعل الأحداث التي مرت بها بلادهم وما زالت، يتوزعون في العواصم الأوروبية، التي اكتسبوا فيها خبرة إضافية وتجارب أكبر حول صناعة السينما"

تجارب خليجية

وتعكس الأعمال الأخرى المشاركة في المسابقة شؤون الساعة وأحداث المنطقة، معرجة على الذاكرة والفن. وينطبق ذلك على فيلم الافتتاح "تورا بورا" للكويتي وليد العوضي، الذي صور من خلاله رحلة والديْن ومعاناتهما في أفغانستان، التي قصداها بحثا عن ابنهما الذي اجتذبه التطرف.

ويأتي الفيلم الروائي الرابع في المسابقة قطريا من نوع أفلام الرعب، وقد شارك في صنعه كل من محمد الإبراهيم وأحمد الباكر. ويعتبر عملهما هذا الأول، بعد أن ترك أحدهما العمل في المجال المصرفي والآخر في مجال هندسة الأجهزة والمعدات بهدف التفرغ للسينما.

ويحمل الفيلم عنوان "عالقون" وتدور أحداثه في الصحراء. ويقدم نمطا سينمائيا يستهوي شباب الخليج أي أفلام الرعب، التي يجدون فيها متنفسا وإمكانية أسهل لدخول السينما من دون التطرق إلى الواقع والشؤون الحياتية والاجتماعية المعقدة. لكنها تجارب لم تثبت لغاية اليوم قدرتها على المنافسة.

ويشارك في المسابقة الرسمية أيضا فيلم المخرجة الإماراتية نجوم الغانم "أمل"، الذي يتناول سيرة ممثلة سورية تقصد الإمارات، في محاولة للعثور على عمل مؤقت لتعود بعدها إلى وطنها وتحقق حلمها فتؤسس فرقة مسرحية. لكن التجربة تمتد بها لتطرح عليها أسئلة حول مشوارها الفني وعلاقتها بالحياة والفن.

وكان هذا الفيلم قد حاز جائزة أفضل فيلم خليجي في مهرجان دبي السينمائي الماضي، وتميز بمعالجة مخرجته الجادة وإطلالتها الشاعرية على الموضوع. ومن ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة أيضا فيلم المخرجة الأميركية كيتي تشانغن التي صورت في الإمارات شريط "غبار براق: العثور على الفن في دبي"، وهو يتناول علاقة ثلاثة فنانين. ومزجت فيه المخرجة بين واقع هؤلاء الفنانين وما تخيلته من رسوم متحركة أبدعتها لتعكس عالمهم.

المصدر:الفرنسية

الجزيرة نت في

15/04/2012

 

 

المصرية في

16/04/2012

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)