حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الثاني والستون

"قيصر يجب أن يموت":

تحفة الأخوين تافياني في مهرجان برلين

أمير العمري- برلين

بعد ست سنوات من الغياب يعود الأخوان باولو وفيتوريو تافياني إلى مهرجان برلين السينمائي بفيلم "قيصر يجب أن يموت"، لكي يؤكدا لنا أن الفن الحقيقي لا يشيخ ولا يتضاءل مع مرور السنين بل يتألق أكثر وأكثر.

ظاهرة سينمائية

الأخوان تافياني اللذان بدآ العمل في السينما قبل خمسين عاما، ظاهرة سينمائية جديرة بالإعجاب، فهما شقيقان (وليسا توأما)، يفكران ويكتبان معا ويتناوبان على اخراج المشاهد المختلفة من أفلامهما، لكنهما في الحقيقة يعملان كرجل واحد، تجمعهما رؤية واحدة، تنسجم مع فلسفتهما الإنسانية التي يعبران عنها من فيلم إلى آخر.

التجربة الجديدة مذهلة من جميع جوانبها: هنا يعود الأخوان تافياني إلى السجن، ليس لاستعراض مرارة وقسوة تجربة العيش رهن الحبس والتجرد من الحرية، بل لاختبار كيف يمكن أن يؤنسن الفن الإنسان أو يعيد اليه انسانيته المفقودة، بعد أن يكون قد تردى إلى أقصى درجات التدهور والانحطاط السلوكي، مع ارتكابه أن من الجرائم ما لا يمكن غفرانه، من السطو المسلح وتوزيع المخدرات إلى القتل بلا رحمة.

داخل الجناح المخصص لعتاة الإجرام من أرباب عصابات المافيا وجومورا وغيرها، في سجن ربيبيا Rebibbia في روما، يقوم المخرج المسرحي فابيو كافاللي بتدريب السجناء على التمثيل المسرحي.

لعنة قيصر

إنه يعلن لهم في البداية عن رغبته في تقديم مسرحية شكسبير الشهيرة "يوليوس قيصر" التي تدور في روما القديمة، حول تآمر زملاء القائد العسكري العظيم عليه وقتله. وهي مسرحية تناقش أفكارا كبيرة تدور حول العلاقة بين المجد والطغيان والتشبث بالسلطة والصداقة التي لا تصبح صداقة، والخيانة ومبرراتها، وكيف يتحول أخلص الأصدقاء إلى قاتل يتنكر لصديقه الذي وثق به، وما الثمن الذي يدفعه بعد ذلك، وهل كان قيصر يريد أن يحول روما الى مملكة خاصة له بالفعل، أم كان يسعى لحمايتها، وما الثمن الذي يدفعه المتآمرون فيما بعد في المعركة الفاصلة بين جيشهم وجيش مارك أنطونيو حينما تحل الهزيمة النكراء بهم. وهل هناك "لعنة" قيصر التي تطارد الجميع وترغم الكثيرين منهم على الانتحار أو كما يقول بروتوس "توجيه أسلحتنا الينا"!

إنها قصة من التاريخ الروماني الشهير، صاغها شكسبير في تراجيديا تدور حول السلطة والصداقة والخيانة والانتحار.

يختار الأخوان تافياني هذه المسرحية عمدا لتقديمها داخل السجن. ويبدأ اختيار السجناء الذين سيقومون بالأدوار الرئيسية والفرعية في المسرحية من خلال اختبارات أمام الكاميرا في مشهد أقرب الى التسجيلي.

ولا يخفي علينا الفيلم من البداية نوعية هؤلاء البشر: من هم، وما هي جرائمهم، ومدة العقوبة التي يقضونها في السجن وكثير منهم بالمناسبة، يقضون عقوبة السجن مدى الحياة بالمعنى الحرفي للتعبير.

لكن بينهم أيضا ممثل كان أحد السجناء في نفس السجن وحصل على عفو خاص عام 2006 وأصبح ممثلا محترفا ظهر في عدد من الأفلام لعل أشهرها "جومورا" الذي يقوم فيه بدور أقرب الى شخصيته السابقة الحقيقية في عالم الاجرام!

هذا الممثل (سلفاتوري ستريانو) هو الذي يقوم في المسرحية- داخل الفيلم، بدور بروتوس، أخلص أصدقاء قيصر وأقربهم الى نفسه، الذي سينقلب عليه ويتآمر لقتله مع مجموعة النبلاء الجمهوريين الذين يبررون لأنفسهم "الانقلاب" بدعوى حماية جمهورية روما من ديكتاتورية قيصر الذي أراد تحويلها الى مملكة تحمل اسمه.

أما باقي الممثلين وعلى رأسهم السجين الذي يؤدي دور قيصر نفسه، والسجين الذي يؤدي ببراعة كبيرة دور كاسيوس فنراهم يعودون بعد انتهاء عرض المسرحية، الى زنازينهم، يغلقها عليهم الحراس واحدة وراء الأخرى، ولا نملك سوى أن نشعر بالرثاء والتعاطف ونحن نرى "قيصر" العظيم بقامته المرتفعة، وهو يساق إلى الزنزانة فنرتد الى الواقع.. لكن الكاميرا تنفذ داخل زنزانة "كاسيوس" الذي يواجه الكاميرا في تلقائية نادرة، وملامح وجهه تشع بالأسى مرددا إنه منذ أن بدأت علاقته بالفن أصبح يشعر بأن هذه الزنزانة قد تحولت الى سجن"!

كون فيلم تافياني يعتمد على المسرحية الشكسبيرية، لا يعني ببساطة أننا أمام فيلم "مسرحي" بل على العكس تماما. فالأخوان تافياني يستخدمان أدوات السينما: التكوين وحركة الكاميرا والتحكم الإبداعي في الإضاءة والمونتاج، لتقديم صورة مؤثرة للعلاقة بين شخصية السجين وبين الشخصية التي يؤديها، بل إننا في مشهد نادر نرى كيف يتماثل السجين مع الشخصية بحيث يبدأ في التشاجر مع زميله بالفعل بعد أن يفجر الدور ما كان مكبوتا تحت السطح بين السجينين من قبل!

ويستخدم الاخوان تافياني الأبيض والأسود بدرجة معينة تضفي برودة شديدة على المشاهد التي تصور تدريبات الممثلين- السجناء على الأداء.. هذه التدريبات يتم تصويرها داخل زنازين السجناء، وفي الردهات خارج الزنازين، وفي فناء السجن، وعلى سطحه، بينما يتحول باقي السجناء في زنازينهم المطلة على المشهد الى "كومبارس" يهللون أو يعترضون على ما يشاهدونه، ويصبحون جزءا فعالا في دراما الصراع على السلطة في روما القديمة.

أما المشاهد المصورة بالألوان فهي تلك التي تدور فوق خشبة المسرح في النهاية عندما يؤدي الممثلون- السجناء أدوارهم أمام الجمهور الغفير من زملائهم السجناء وحراس السجن والأهالي الذين يستقبلون الحدث بتهليل واعجاب.

ويبدأ الأخوان تافياني الفيلم بلقطات مختارة بعناية من المسرحية كما يؤديها السجناء أمام الجمهور، ثم نعود بعد ذلك إلى عملية انتقاء الممثلين من بين السجناء في واحد من أكثر المشاهد تأثيرا وطرافة حيث نتعرف على كل سجين: اسمه وتاريخ ميلاده ومحل اقامته السابق قبل أن يدخل السجن وانتمائه العائلي.. إلخ وعلى الشاشة تهر معلومات مكتوبة على طريقة السينما التسجيلية، تكشف لنا جريمة كل من هؤلاء ومدة عقوبته.

ولعل من الغريب أيضا أن التعامل بين الممثل- السجين والدور المسرحي، يحول ملامح الوجه أيضا الى ملامح تتسم بـ"الطيبة" كما نرى مثلا في شخصية السجين الذي أدى دور كاسيوس، وغيره أيضا.

لا توجد لحظة واحدة من الشعور بالملل تنتاب المرء وهو يتابع لقطات ومشاهد هذه التحفة السينمائية الحقيقية النادرة، فنحن أمام قمة التحكم في طول اللقطات بحيث لا يصبح من الممكن استبعاد أي شيء من أي لقطة أو المطالبة باستمرارها أطول مما كان، وايقاع المشاهد والانتقال فيما بينها، محكم بمستوى الكمال الفني، ووجود المخرج المسرحي الذي يوجه الممثلين، ملحوظ لكنه مجرد "مفجر" لإحساسهم بالدور وليس محرك لهم، بل إنه يرفض التدخل عندما تصل سخونة الأداء الى مستوى الشجار بين سجينين في أحد المشاهد بعد أن يخرجا عن الدور وبعد أن يمتزج الخيال بالحقيقة، والتاريخ بالحاضر.

ولعلي لا أبالغ اذا ما أشرت الى المستوى الكبير الذي يتمتع به كل من قاموا بأداء الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم الكبير حقا رغم أن زمن عرضه لا يتجاوز الـ 76 دقيقة.

إن فيلم "قيصر يجب أن يموت" ليس درسا في التاريخ، كما أنه ليس أيضا درسا في الأداء المسرحي، إنه يتجاوز هين البعدين ليدفعنا إلى التأمل في مصائر البشر، في القدر الإنساني بالمعنى الوجودي، وجودنا على الأرض ومغزاه، وهل نملك أن نختار مصائرنا، أم أننا مدفوعون بفعل قوة قاهرة نحوها.. وما الذي يملك المرء أن يفعله بمصيره: هل بوسعه أن يغير من مجرى الأحداث في لحظة ما من حياته، أم أن "الدماء" الكثيرة التي تكون قد سرت في النهر، تجعل من المستحيل أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء!

عين على السينما في

12/02/2012

 

جديد ستيفن دلداري في «برلين السينمـــــــــائي»

«عال جداً وقريــب جداً».. حين قتل أبي فـي 11 سبتمبر

زياد عبدالله - برلين 

ربما كان على أحداث الحادي عشر من سبتمبر الانتظار إلى أن يقوم المخرج الإنجليزي ستيفن دلداري، بإخراج فيلم عن ذلك الحدث حتى نقول: «هاكم فيلم عن تلك الأحداث أو عكس ما تقـدم، والقول ما معناه: ها هو دلداري يصنع فيلماً ولأحداثه وسياقاته أن تجري في نيويورك أثناء ذلك الحدث، من دون أن يطغى ما هو حدث سينمائي على كون 11 سبتمبر حدثاً تاريخياً مفصلياً في العالم».

دلداري ومع جديده Extremely Loud and Incredibly Close «عال جداً وقريب جداً»، وهذه ترجمة أولية لعنوان الفيلم، اكتفي بـ«جداً» لتنوب عن الصفتين الإنجليزيتين، لما يصف ما هو قريب وعال بإفراط، ولعل جمالية هذا الفيلم محتكمة على الإفراط أيضاً وأنا أشاهده، أول من أمس، ضمن عروض البرنامج الرسمي للدروة الـ62 لمهرجان برلين السينمائي، بما يشكل أيضاً خطوة أخرى لدلداري إلى الأمام، كما هو في جميع الأفلام التي صنعها، بدءاً بـ«بيلي إليوت» مروراً بـ«ساعات» و«القارئ» وصولاً إلى جديده الذي نتاوله هنا.

تجتمع الأفلام الثلاثة على أنها جميعاً مقتبسة عن أعمال أدبية، وليكون أيضاً «عال جداً وقريب جداً» مقتبساً من عمل روائي للكاتب الأميركي جوناثان سافران فور، الأمر الذي يضعنا أيضاً أمام ما يستدعي الدراسة عن الكيفية التي يعالج فيها دلداري الأعمال الأدبية التي يقتبسها، وقدرته الاستثنائية على نقلها إلى وسيط آخر على هدي ما يحققه، بمعنى قراءة العمل الورقي ومن ثم مشاهدة الفيلم، خصوصاً أن معظم تلك الأعمال الروائية هي من تلك الأعمال التي تحقق نسبة مبيعات كبيرة «بست سيلر».

العبارة التي بدأت بها هذا المقال، ليست واردة أن تلغي كل الأفلام التي قدمت عن أحداث 11 سبتمبر، بقدر ما هي إضاءة على انحيازي للأعمال التي توثق الأحداث التاريخية المفصلية في سياقها الإنساني، وبكلمات أخرى تقدم الرواية الموازية، رواية البشر ومصائرهم الحزينة ونكباتهم الشخصية من جراء نكبة تطال شعب أو أمة بأكلمها، وعليه فإن ظهور برجي التجارة العالميين وهما ينهاران في فيلم دلداري، شيء ثانوي، إن تعلق الأمر بقصة أوسكار شايل، الذي فقد والده «توم هانكس» في 11 سبتمبر، وشخصية هذا الفتى الذي في العاشرة من عمره، التي جسدها بأداء استثنائي «توماس هورن»، ونحن نتعرف إلى أب وابن استثنائيين، الأول يعطي كل وقته لابنه ويتتبع كل هواياته وتطلعاته التي يمضي فيها اللعب والبحث والاكتشاف جنباً إلى جنب، بينما يحتكم الابن على خصوصية تلتقي فيها عناصر كثيرة، أولها الذكاء ومن ثم التميز في كل ما يصنعه، وقد زرع فيه والده ملكة البحث والتحري علمياً وأدبياً ومعرفياً.

حسناً كل ذلك جميل، لكن ما هو أجمل هو الكيفية التي تم فيها تقطيع الفيلم مونتاجياً، الطريقة التي يتلقى فيها أوسكار نبأ وفاة والده، وتتبعنا للرسائل التي يتركها الأب على التليفون قبل أن ينهار البرج، الذي يكون فيه أثناء وقوع الهجمات، إلى أن نصل في النهاية إلى الرسالة الأخيرة التي يقول فيها «هل أنت هنا؟»، التي ستتكرر طويلاً وما من مجيب، بينما أوسكار يسمع ذلك ولا يقوى على رفع السماعة والإجابة.

مسار الفيلم سيكون تتبعاً لما سيصنعه أوسكار للتغلب على تلك المرارة التي تحتله جسداً وروحاً، وهذا المسار سيكون عبارة عما يشكل لغزاً لطيفاً له يحقق استثارة لفضول المشاهد، وليتمثل ذلك بأن أوسكار وهو يقصد خزانة والده، تقع منه مزهرية بداخلها ظرف صغير فيه مفتاح وقد كتب عليه «بلاك»، كما أنه سيقع قبل ذلك على قصاصة جريدة تكون في جيب بنطال والده وضع خطاً فيها تحت عبارة «تابع البحث»، وليقوم أوسكار بشيء جنوني، ألا وهو تجميع عناوين كل مَن كُنيته «بلاك» في نيويورك، وعلى طريقته الخاصة المدهشة يقوم بزيارتهم مشياً على الأقدام وتجريب المفتاح على أبوابهم، ولنكون برفقة أوسكار حيال عدد كبير من الشخصيات والعوالم التي غالباً ما تتعاطف مع قصة أوسكار، ونتعرف إلى عوالمها الخاصة من خلال ذلك.

ما تقدم يمضي جنباً إلى جنب مع استعادة ما حصل يوم 11 سبتمبر بما يتعلق برسائل الأب وحديثه مع أم أوسكار «ساندرا بولاك»، وغير ذلك من تفاصيل لها في النهاية أن تأخذ مقتل الأب إلى مساحات رمزية تتشكل، وأوسكار يتنقل من مكان إلى آخر وهو يبحث عما يستعيد والده، بما في ذلك جاره العجوز الذي لا يتكلم، بل يكتب ما يود قوله على دفتر صغير. مأساة أوسكار الشخصية تبقى شخصية في مسارها الظاهري، لكنها مع تنقلات أوسكار وحركيته المدهشة سرعان ما تمسي معبراً له لأن يقدم لنا ملفاً ضخماً عن العذاب الإنساني، فمع مأساته يجمع مآسي كثيرة، فهو يقوم بزيارة 472 شخصاً ويلتقط لهم الصور ويوثق قصصهم في دفتره، إلى أن يكتشف لغز المفتاح، ويكون معبره الأخير متمثلاً بالأرجوحة، التي سينفذ من خلالها ما أوصاه والده به، ألا وهو أن يقوم من دون مساعدة أحد بالتأرجح بها، والإطباق على شعور الحرية الذي تمنحه إياه، كما قد رأينا الأب يقول لأوسكار في منتصف الفيلم.

الإمارات اليوم في

12/02/2012

 

«الثورة المتردّدة».. أول فيلم يوثق للثورة اليمنية

زياد عبدالله ــ برلين 

صُنعت أفلام كثيرة عن الثورتين المصرية والتونسية، لكن مَن سيصنع فيلماً عن الثورة اليمنية؟ أو مَن صنع فيلماً عن الثورة اليمنية؟

حسناً الإجابة في برلين والعرض العالمي الأول لفيلم The Reluctant Revolution «الثورة المتردّدة»، للمخرج شين مكاليستر، ضمن برنامج «بانوراما». وشهد الفيلم حضوراً كبيراً من الجمهور الألماني، إذ إن الأمر مختلف، هناك تعطش للتعرف إلى ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، لا بل إن الأمر سيكون مضاعفاً مع اليمن، الأمر الذي سيكون مثار فضول المشاهد العربي أيضاً، إذ يمكن الحديث عن أنها ـ إن صح القول ـ الثورة التي لم تنل الاهتمام الذي حظيت به الثورات الأخرى.

عُرض الفيلم، وقد كان بناؤه وثائقياً يعتمد أولاً وأخيراً على خيط درامي متمركز حول شخصية (قيس)، الرجل اليمني الذي لن يكون في البداية إلا صاحب فندق في صنعاء، أو وكالة سياحية، تتولى شؤون السيّاح الغربيين الذين يقصدون اليمن، والعلاقة الشخصية التي تربط المخرج مع (قيس) متأتية كون مكاليستر سائحاً بريطانياً في جانب من جوانبه، ولتكون هذه الصفة هي التي اعتمد عليها (قيس) ومن حوله من يمنيين لحمايته من الأمن اليمني، وتسفيره في حال تعرفهم إلى أن ما يصوره ليس عملاً على فيلم وثائقي، بل هو مجرد سائح يصور ما يراه.

دون أن نمضي في تفاصيل الفيلم، فإن ما علينا إيراده هنا يتمثل بالقول إن الفيلم يوثق الثورة ويصفها بالمترددة، كون (قيس) متردداً وأشخاص آخرون حوله، ففي بداية الفيلم يكون (قيس) ضد الثورة اليمنية، وعلى شيء من الموالاة للرئيس علي عبدالله صالح، وفي الزيارة التي يقوم بها مكاليستر في بداية الفيلم إلى ساحة التحرير في صنعاء، فإنه يصارح صديقه المخرج بأنه ليس وارداً أن يكون مع المعتصمين في هذه الساحة، لكن سرعان ما يتغير ذلك، ويمضي الفيلم بتوثيقه للثورة، خصوصاً بعد (الجمعة الدامية) التي يصورها الفيلم بتفاصيلها الدموية، إذ سنكون شهوداً على توافد القتلى بالعشرات على المستشفيات، سواء التي أقامها المتظاهرون أو المستشفيات الحكومية، وكلها لإصابات قاتلة في الرأس أو الصدر، ونحن نتابع في الوقت نفسه تفاعل (قيس) مع تلك المشاهد المروعة، حيث إن (قيس) من المتضررين من الثورة، كون مصدر رزقه من قطاع يتعارض تماماً مع الفعل الثوري، وأقصد السياحة، لكنه لا يجد بُداً من الانخراط به.

يعتمد الفيلم في بنائه على شخصية (قيس)، وهو ما قاله المخرج قبل العرض، وهذا رهان يحتمل أن يكون رهاناً رابحاً أو خاسراً، والذي لم يكن إلا ناجحاً بالنسبة للجمهور الألماني عندما صفق طويلاً لما فعله المخرج بعد العرض حين صعد معه (قيس) إلى المسرح ليشاركه الإجابة عن أسئلة المشاهدين، وهو بكامل الزي التقليدي اليمني، بما في ذلك الخنجر.

الإمارات اليوم في

12/02/2012

 

أنجلينا جولي في برلين مع فيلمها "في بلد الدم والعسل"

(س ج / د ب أ)

مراجعة: عبده جميل المخلافي 

على هامش البرليناله عبّرت النجمة الأمريكية أنجلينا جولي عن شعورها بالإرهاق بعد الانتهاء من فيلمها "في بلد الدم والعسل" الذي يعرض في المهرجان السبت إلى جانب الفيلم الألماني "باربارا" وفيلم لنجم بوليود الشهير شاه روخان.

ذكرت نجمة هوليوود الشهيرة أنجلينا جولي أن أول فيلم من إخراجها "في بلد الدم والعسل" أرهق أعصابها بشدة. وقالت النجمة الأمريكية في تصريحات صحفية على هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) إن الأمور كانت تسير على ما يرام قبل أسبوع من بدء العرض الأول من فيلمها الذي يدور حول قصة حب في حرب البوسنة والهرسك.

وأضافت شريكة حياة نجم هوليوود الشهير براد بيت: "بعدها شعرت بحجم المسؤولية التي أحملها تجاه ضحايا الحرب والأشخاص المشاركين في الفيلم، كنت أسأل نفسي: هل سأكون منصفة للجميع؟" وذكرت جولي أنها كانت تبكي أحيانا تحت الدش، وعندما كان يراها شريكها بيت في هذه الحالة كانت تقول له "لا يمكنك مساعدتي! إنني على ما يرام".

ورغم ذلك أكدت جولي أنها استمتعت بعملها في الفيلم، وقالت: "كانت هذه فترة رائعة في حياتي. لم أكن اعتزم من قبل القيام بالإخراج أو كتابة سيناريو، لكني أحببت الأمر لأسباب متعددة، فطوال حياتي كنت أستخدم عبارات أشخاص آخرين، لذلك كان من الرائع أن ينفذ الفيلم بعباراتي الآن".

الممثلة النجمة مخرجةً

وقالت جولي أنها لم تكن في بؤرة الكاميرات في هذا الفيلم الذي يُعرض مساء اليوم، السبت، في قسم العروض الخاصة بالمهرجان في دورته الثانية والستين. وأضافت جولي: "فرحت جدا بأن الكاميرا كانت مسلطة على جميع الناس الآخرين". وعن سبب اهتمامها بموضوع الفيلم قالت السفيرة الخاصة للمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: "أزور منذ عشر سنوات مناطق النزاعات في جميع أنحاء العالم، وكنت أشعر دائما بغضب شديد خاصة بسبب العنف ضد المرأة وغياب التدخل من الخارج".

وذكرت جولي أنها اختارت حرب البوسنة موضوعا لفيلمها لأنها زارت المنطقة عدة مرات، لكنها لم تفهم ما حدث هناك، وقالت: "حرب البوسنة كانت أحد النزاعات التي لم أستطع أن أكون صورة كاملة عنها بسهولة، فأنا أرى أن العالم لم يتحدث عنها بالقدر الكافي".

كما يتضمن برنامج السبت من البرليناله عرض الفيلم الألماني "باربارا" للمخرج كريستيان بيتسولد، الذي ينافس مع ثلاثة أفلام ألمانية أخرى على جائزة "الدب الذهبي". ويحكي الفيلم قصة طبيبة من ألمانيا الشرقية سابقا تفكر في الهروب من بلاده.

وتوقع مراقبون أن يسلط المهرجان الاضواء أيضا على النجم الهندي الشهير شاه روخان الذي سيعرض فيلمه الجديد "دون - ذا كينج إذ باك"، الذي ـ مثله مثل فيلم "في بلد الدم والعسل" ـ لن يشارك في السباق على جوائز المهرجان في دورته الثانية والستين.

دويتشه فيله في

12/02/2012

 

"وداع الملكة" فرنسي افتتح الدورة الثانية والستين

صقيع "برلين" يتراجع أمام طيف الأفلام ودفء النجوم  

 وسط موجة صقيع غير مسبوقة تجتاح أوروبا حاليا, افتُتحت فعاليات مهرجان برلين السينمائي في نسخته الـ62, بالفيلم الفرنسي "وداع الملكة " للمخرج بينو جاكو, كما يعرض المهرجان على مدى أيامه العشرة أكثر من 400 فيلم.

وفي ظل البرد الشديد, يبدو أن إدارة المهرجان تصر على تقديم الدفء بعرض أفلام سينمائية واستضافة نجوم فن سابع; أبرزهم ميريل ستريب التي قررت إدارة المهرجان منحها جائزة خاصة عن مجمل أعمالها السينمائية, وأوما ثورمان, وروبرت باتيسون, وكريستيان بيل, وغيرهم.

وفي نسخة برلين السينمائي هذا العام, طيف من الأفلام, سيفتتحها الفيلم الفرنسي "وداع الملكة" للمخرج بينو جاكو.

ورغم أن الأفلام المشارِكة في المهرجان جاءت من 21 دولة, فإن الحضور العربي بينها كان خجولاً, إلا مشاركات في ندوات وفعاليات تسلط الضوء على الثورات العربية.

في الدورة الحاليَّة تشارك البرازيل,كندا, الدنمارك, التشيك, ألمانيا, الصين, فرنسا, اليونان, بريطانيا, المجر, إندونيسيا, الفلبين, إيطاليا, سويسرا, السنغال, إسبانيا, روسيا, البرتغال, النرويج, أيرلندا, الولايات والمتحدة, الأميركية.

ومن العالم العربي لم يبرز سوى فيلم "الجمعة الأخيرة" للمخرج الأردني يحيى العبد الله الذي يُعَد فيلمه الروائي الطويل الأول ونال في نسخة مهرجان دبي السينمائي الأخيرة جوائز لجنة التحكيم وأفضل ممثل, أفضل موسيقى تصويرية, كما يشارك الفيلم المغربي "موت للبيع" للمخرج فوزي بنسعيدي الذي كان عرضه العالمي الأول ضمن دورة مهرجان أبو ظبي السينمائي الأخيرة, ويشارك في برلين السينمائي ضمن برنامج "بانوراما".

أجندة المهرجان هذا العام تضم مجموعة كبيرة من الأفلام;

 من أبرزها فيلم "أسير" للمخرج الفلبيني ميندوزا الذي نال جائزة الإخراج في "كان" السينمائي عن فيلمه "كيناتاي" في 2009, كما يقدم الفرنسي من أصل سنغالي ألان  غوميز فيلمه المعنون "اليوم", والإنكليزي جيمس مارش, في أولى تجاربه الروائية الطويلة, فيلمًا عنوانه "مارش راقص الظل" من بطولة كليف أوين, يوالنيوز لندية أورسولا ماير فيلمًا عنوانه "أخت".

بالإضافة إلى فيلم للممثل والمخرج الأميركي بيلي بوب ثورنتون بعنوان "سيارة جين مانسفيلد" بإنتاج روسي أميركي مشترك, وفيلم للبرتغالي ميغيل غوميز  بعنوان "تابو", وفيلم زانغ ييمو الجديد "ورود الحرب".

ويبرز من بين الأفلام المشارِكة في المهرجان فيلم "في أرض الدم والعسل" الذي يُعَد أولى تجارب أنجلينا جولي الإخراجية. ويدور حول قصة حب في حرب البوسنة التي استخدم فيها سلاح الاغتصاب. وقد سبق أن أثار هذا الفيلم جدلاً واسعًا وأُدخل أروقة المحاكم بتهمة سرقة الفكرة.

وعزا نقاد عديدون سبب اختيار الفيلم الفرنسي "وداع الملكة" للمخرج بينو جاكو لافتتاح المهرجان إلى عوامل عدة; أبرزها أن الفيلم إنتاج فرنسي تاريخي استعراضي كبير جرى الاهتمام بتصاميمه الإنتاجية كثيرًا, كما يضم "كاست" فنيا له هالة افتتاحية - إعلامية مناسبة; من أبرزهم الألمانية ديان كروغر التي تؤدي شخصية الملكة ماري أنطوانيت.

ويصور فيلم "وداع الملكة" أيام الثورة الفرنسية الأولى من وجهة نظر الخدم في قصر فرساي, وعلى شيء يحمل كثيرًا من المفارقات التاريخية والشخصية بالتناغم من رصد أحوال لويس الـ16 مع انطلاقة الثورة, وصولاً إلى ماري أنطوانيت عبر علاقتها بوصيفتها, والتركيز على أن جميع من كانوا في "فرساي" فكروا في الهرب منذ اللحظة الأولى.

تضع دورة هذا العام الثورات العربية تحت الضوء, وتفرد لها مساحة كبيرة بعرض أفلام عن الثورات في تونس ومصر وسورية تحديدًا.

وعلى هامش المهرجان, يقيم صندوق السينما العالمي التابع لبرلين السينمائي, حلقة نقاش حول صناعة الأفلام والربيع العربي, والتمرد, والشعر والمشاركة.

وينقسم الحدث إلى حلقتي نقاش: الأولى تركز على السينما السورية.

 والثانية تركز على توثيق الثورة, وتهدف إلى تحليل الأفلام التي ركزت على الربيع العربي وعُرضَت في مهرجانات سينمائية عالمية وحصلت على جوائز عديدة.

السياسة الكويتية في

12/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)