حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الثاني والستون

العالم في مهبّ التغيير... والسينما تجسّده بأفلامها

برلين - قيس قاسم

بدت برلين، لحظة افتتاح دورة مهرجانها السينمائـي الدولـي الثـانية والستين، يوم أمس، كما هي في كل شـتاء، مثلجة وباردة، فيما حـركة الـناس الـدائمة في جوار سـاحة بوتـسـدام، حـيث تقـام فعاليات المهرجان، تبعث شعوراً مختلفاً بالحيوية والدفء. ربما تكرر هذا المشهد البانورامي منذ انطلاق دورته الأولى قبل أكثر من ستة عقود لكـنه سـيظل يـغوي الـناس بـخـوض تـجربة المشاركة فيه، أو أن يكونوا جزءاً من المشهد نفسه. لعل هذا يفسر حرصهم الشديد على حضور فعالياته على رغم شدة البرد والصقيع. فمهرجان برلين أوسع بكثير من مكان لعرض الأفلام، وحصد الجوائز، إنه فعل ثقافي، السينما، وكل ما فيها، نواته فيما تظل أشياء كثيرة تدور في فلكها، من بينها مثلاً: السياسة، والتي في هذا العام لم يخفِ مدير المهرجان ديتر كوسليك الإعلان عن وجودها بين طيات العديد من أفلام الدورة والبالغة تقريباً 400 فيلم ستعكس، كما قال، أن «العالم في قبضة التغيير!».

التغيير العربي

إذاً، ما دام المهرجان أراد لأفلام الدورة أن تعكس التغيير في العالم فلا بد من وضع العربية بينها، بخاصة وأن كثيراً منها عكس روح «الربيع العربي» أو حاول ملامسته، منها المصرية: «في ظل رجل» لحنان عبد الله وفيلم مي إسكندر الأميركي الإنتاج «كلمات شاهد»، إلى جانب فيلم البريطاني شون ماكالستر «الثوار المتمردون» الذي سيفتتح أفلام «البانوراما»، وفيه يسجل مخرجه قصة اليمني الذي قرر الانضمام إلى الثوار ومقارعة نظام علي عبدالله صالح بعد موت صديقه على أيدي قوات الجيش النظامي.

كما سيعرض وثائقي نمير عبد المسيح «العذراء والأقباط وأنا» الحائز جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الدوحة «تريبيكا» في دورته الأخيرة. من بين أفلام البانوراما الروائية المغربي «موت للبيع» لفوزي بنسعيدي، في الوقت الذي وُضع فيه «أيادي خشنة» لمحمد العسلي وفيلم المخرجة نرجس النجار «عاشقة من الريف» في خانة «فوروم» التي ضمت، إضافة إليهما، فيلم الأردني يحيى العبد الله «الجمعة الأخيرة» والذي مَثَل أول مشاركة رسمية لبلاده في تاريخ «البرليناله». وبالتوازي مع عروض الأفلام خصص المهرجان برنامجاً تحت عنوان «من العالم العربي وحوله»، يشترك فيه إلى جانب سينمائيين ومختصين، شخصيات ثقافية وأدبية منهم الروائي المغربي الطاهر بن جلون، فيما يساهم المنتج الإنكليزي المصري الأصل خالد عبد الله والمخرجة هالة جلال في ندوة «القاهرة... المدينة... صور وأرشيف» وستقدم كل من السينمائية التونسية نادية الفاني، والصحافية نورا يونس، مداخلات في ندوة «توثيق الثورة»، ويقوم علاء كركوتي بتقديم وإدارة النقاش الخاص بالعرض الأول للفيلم الوثائقي المصري «الثورة خبر» للمخرج بسام مرتضى. وفي سياق الثورات افتتحت الدورة، التي تستمر أعمالها من التاسع حتى التاسع عشر من هذا الشهر، بفيلم له علاقة بالثورة الفرنسية من صنع المخرج بينوا جاكو وعنوانه «وداعاً مليكتي».

ميريل ستريب.. هنا

في مجال آخر قرر المهرجان منح جائزته الشرفية هذا العام للممثلة الأميركية ميريل ستريب عن مجمل منجزها السينمائي، وكما قال مديره «نحن سعداء أن نمنح جائزة الدب الذهبي الشرفية إلى فنانة رائعة ونجمة عالمية. فنانة متعددة الوجوه، لها قدرة على الانتقال وبسهولة بين الأدوار الدرامية والكوميدية». وسيعرض لها بالمناسبة مجموعة من أعمالها القديمة من بينها: «كرامر ضد كرامر» و«اختيار صوفي». عن الأول حصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عام 1972 وعن الثاني أوسكار أفضل ممثلة عام 1982. وسيوفر المهرجان لضيوفه فرصة مشاهدة فيلمها الجديد «السيدة الحديدية» والذي تجسد فيه شخصية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر. أداؤها المتميز فيه أعطى قرار الدورة صدقية وقوة إضافية، فهي ومرة أخرى تبرهن كممثلة قدرتها على حَمل ثِقل عمل كامل على أكتافها، ولولا حضورها الآسر، لسقط فيلم المخرجة فيليدا لويد برمته سقوطاً مريعاً.

مثل كل المهرجانات الكبيرة لا يعول «برليناله» كثيراً على أفلام مسابقته ولا جوائزها، ولا يقرن نجاح أي دورة من دوراته على مستوى أفلامها. فالمهرجان ينظر إليه كوحدة متكاملة تساهم كل أقسامه وفعالياته وسوقه في تحديد مستواه. مع كل هذا تبقى المسابقات تغوي أصحاب الشأن والجمهور لما تحمله داخلها من روح تنافسية ومفاجآت. الفرق المهم في هذا المجال أن مسابقات «برليناله» مثلها مثل مسابقات «كان» و»فينسيا»، تضم سنوياً أكبر عدد من العروض العالمية الأولى ولهذا لا أحد بمستطاعه توقع مستوى أي واحدة منها مسبقاً، وكلمة الفصل تبقى عند لجان تحكيمها. وفي برلين هذا العام سيكون القرار بيد رئيسها الإنكليزي مايك لي، وفريق عمله الذي اختير بينهم الكاتب الفرنسي من أصل جزائري بوعلام صنصال والمخرج الإيراني أصغر فرهادي. وجاءت الأفلام الثمانية عشرة المتبارية من كل قارات العالم، كـ «أسير» للفيلبيني برليانت مندوزا و «بطاقات بريدية من حديقة الحيوان» للإندونيسي إدوين وفيلم السنغالي آلان غوميز «اليوم» و»سهل الظبي الأبيض» للصيني وانج كوان آن، وهي كلها وغيرها تعبّر بالتأكيد عن تبلور ملامح خريطة جديدة للسينما، والتي لم تعد الجيدة منها محصورة بجغرافية أو مدرسة معينة، ويؤشر وجودها إلى تطور ملحوظ تشهده بلدان «العالم الثالث»، فيما لا يزال لأميركا وأوروبا السبق والصدارة، ويكفي الإشارة إلى وجود أكثر من عشرة أفلام تتسابق في الدورة أتت من القارة الأوربية.

وخارج المسابقة سيعرض جديد الصيني يمو زانج «أزهار الحرب» والذي يعود بنا من خلال أحداثه إلى عام 1937، لحظة احتلال اليابان عاصمة الصين القديمة وكيف وجد التاجر الأوروبي جون ميلر نفسه في خضمها، ودون إرادته، تحول إلى راهب حاول إنقاذ مجموعة من الفتيات الصينيات من الاغتصاب والموت. في عمله يحاول زانج كتابة جزء من تاريخ بلاده سينمائياً، موجزاً عبره، سجلاً حافلاً من دموية مارسها المحتلون اليابانيون ضد شعبه. فيما يتوقع أن يثير فيلم ستيفن دالدري «عالٍ جداً وقريب في شكل لا يصدق» نقاشاً كبيراً كونه يتناول أحداث الحادي عشر من سبتمبر عبر قصة الطفل أوسكار، ذي التسع سنوات، والذي فقد والده فيها. الفيلم مؤثر، يعالج الحدث من منظور نفسي، يحاول تلمّس أثره العميق في دواخل ضحاياه بليْن، متجنباً السقوط في الانفعال والحماسة لتسجيل موقف، لهذا جاء ناضجاً عميقاً لعب ممثلوه دوراً مهماً فيه وبخاصة السويدي المخضرم ماكس فون سيدو والذي رشح عن دوره فيه لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل ثانوي.

يبقى هناك اسم كلما شارك بجديد له ازدادت التوقعات بإحضاره جوهرة، أنه فيرنير هيرزوغ الذي أتحفنا في الدورة السابقة بـ «كهف الأحلام المنسية» واليوم يأتي إلى برلين ثانيةً ومعه تسجيله الجديد «تأنيب الموت». أنه فيلم عن الموت المعلن، المعلوم أجله، وهو لتحقيقه ذهب إلى السجون وقابلَ بعض المحكوم عليهم بالإعدام، وسجّل بكاميراه ما كانوا يشعرون به. عنه قال هيرزوغ «لطالما كنت مبهوراً بفكرة إننا نواجه الموت دون دراية منا، ولكن كيف الأمر بالنسبة للذين يعرفون بالضبط متى سيموتون؟. أنه السؤال الذي حفزني لصنع فيلمي الجديد!».

الحياة اللندنية في

10/02/2012

 

 

مناخات دافئة لا تخلو من الرومانسية والهوس العاطفي

مهرجان برلين السينمائي العالمي يضيء الشمعة الثانية والستين

عصام الياسري 

عقدت اللجنة المنظمة لمهرجان برلين السينمائي العالمي"البرليناله" برئاسة د. ديتير كوسلك، مؤتمراً صحفياً في المركز الصحفي التابع للحكومة الألمانية، والواقع علي ضفاف نهر شبريه "Spree" الشهير الذي يخترق العاصمة الألمانية برلين. وقام فريق العمل الخبير بإدارة وتنظيم المهرجان منذ سنوات طويلة، بإستعراض برنامج المهرجان الثاني والستين والذي سينطلق هذا العام من 9 وحتي 19 شباط (فبراير) 2012 يرافقه "سوق الفيلم الأوروبي EFM" الذي يقام سنوياً وستعرض خلال أيام مهرجان هذا العام بشكل مميّز أكثر من أربعمائة مؤسسة من جميع أنحاء العالم أحدث إنتاجها السينمائي والتلفزيوني والذي يتجاوز الـ 750 فيلماً. أما "سوق البرليناله للإنتاج المشترك" Berlinale Co- Production Market وهو صندوق تمويل صناعة الفيلم في مجال الإنتاج الدولي المشترك تشرف عليه لجنة متخصصة في "أعمال الإنتاج وكتب السيناريو" أُختير لهذا العام 39 مشروع فيلم دولي وتقوم مجموعة متخصصة من المخرجين والمنتجين من 30 بلداً بالحكم عليها.

أعلنت إدارة المهرجان في مؤتمرها الصحفي أسماء لجنة التحكيم المكونة من ثمانية أعضاء علي رأسهم رئيس اللجنة: Mike Leigh مايك لي، وهو واحدٌ من أهم السينمائيين البريطانيين، وقد فازت أفلامه بالعديد من الجوائز الدولية وحصل علي عدة ترشيحات للاوسكار. المصور والمصمم والمخرج الهولندي Anton Corbijn انطون كوربين. المخرج وكاتب السيناريو الإيرانيAsghar Farhadi أصغر فرهادي، الممثلة الفرنسية البريطانية Charlotte Gainsbourg شارلوت غينسبورغ، الممثل الأمريكي جيك جيلنهال Jake Gyllenhaalالذي رشح مؤخرا لجائزة الأوسكار من قبل الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون "BAFTA" وفاز عام 2005 بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، المخرج والسيناريست الفرنسي فرانسوا أوزون Franچois Ozon أحد أبرز صناع الأفلام الإستعراضية وأفلام الكوميديا والقصيرة، الكاتب الجزائري بوعلام صنصال Boualem الذي له العديد من المؤلفات الفكرية والروائية التي ترجمت إلي لغات عالمية منها الفرنسية والألمانية، وعن روايتهDas Dorf des Deutschen "قرية الألمان" التي عرضت عام 2011 في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، منحته المؤسسة الألمانية لتسويق الكتاب جائزة للسلام. ممثلة السينما والمسرح، والمغنية الألمانيةBarbara Sukowa باربارا زوكوفا، التي إكتشف مواهبها المخرج الألماني القدير، الراحل "راينر فيرنر فاسبيندر" الذي قدمها عام 1981 في بطولة فيلمه الثاني الشهير Lola "لولا" وعن دورها الرئيسي في فيلمه "روزا لوكسمبورغ" حازت عام 1986 علي جائزة أفضل ممثلة.

برنامج المهرجان الرئيسي لعام 2012، يتضمن 23 فيلماً، من ثلاثة وعشرين دولة، منها 18 فيلماً تتنافس للحصول علي أحد جوائز المسابقة "الدببة" الذهبية والفضية أو البرونزية. وخمسة أفلام خارج المسابقة، من بينها فيلم واحد فقط "صيني" من نوع الأبعاد الثلاثة "D3" طوله ثلاث ساعات ونصف. فيما سيحتفل في البرليناله تسعة عشر فيلماً بعرضه العالمي الأول. وتأتي أفلام المسابقة من البرازيل والدنمارك وألمانيا وجمهورية الصين الشعبية، فرنسا، اليونان، بريطانيا، هونغ كونغ، اندونيسيا، ايطاليا، ايرلندا، كندا، النرويج، الفلبين، البرتغال، الاتحاد الروسي، السويد، سويسرا، السنغال واسبانيا وجمهورية التشيك والمجر والولايات المتحدة.

أما مجموع أفلام مهرجان 2012 التي ستعرض في أكثر من 35 صالة سينما، وصل 395 فيلم "روائي وتسجيلي وقصير" من أكثر من مئة دولة، أي بمعدل زيادة 10 أفلام عن العام الفائت. موزعة علي أقسام المهرجان كالفوروم ومهرجان أفلام الأطفال، والفيلم الألماني الحديث والبانوراما "تسجيلي وشبيسيال" بالإضافة إلي أفلام الديكتال وعروض التكريم "Hommage" والرتروسبكتيف وبرسبكتيف. تحظي كلها بإهتمام الجمهور وأكثر من مئة مؤتمر صحفي تشارك فيه مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية.

يتعرض العديد من أفلام مهرجان هذا العام لمواضيع إجتماعية وسياسية هامة عدة، يغلب علي بعضها طابع الإثارة والانفعال أو العنف، فيما يلامس بعضها الآخر مناخات دافئة لا تخلو من الرومانسيه والهوس العاطفي. وستعرض علي هامش المهرجان ولأول مرة، أفلام روائية وتسجيلية تتناول موضوعة "الربيع العربي" ضمن عروض الفوروم والبانوراما. كما سيكرم المهرجان أفلام وشخصيات أوروبية وعالمية، من الوسط الفني والسياسي والاجتماعي، جوائز مادية ومعنوية مرموقة كجائزة الدب والكاميرا "الذهبيتين".

يحظي الإتحاد الروسي هذا العام بإهتمام واسع، حيث سيقدم علي هامش المهرجان أكثر من 25 فيلماً "أسود أبيض و ملون" لفنانين ومخرجين عمالقة كان لهم دور كبير في صناعة السينما العالمية وتطورها أنتجت قبل وبعد ثورة أكتوبر الروسية 1917. ولما تحمل من قيمة فنية وتاريخية فريدة، ستكون فرصة ثمينة أمام المهتمين من الأجيال الحديثة. وفي ذات الإتجاه وتحت عنوان عام سعيد "ستوديو بابلسبيرك" وهو من أهم الستديوهات السينمائية ذات الشهرة علي المستوي العالمي، في مدينة بوتسدام الشهيرة، والذي كانت تنتج فيه الأفلام الروائية والتسجيلية "للسينما والتلفزيون" في جمهورية ألمانيا الديمقراطية آنذاك. ستعرض مجموعة أفلام هامة أنتجت في هذا الستوديو خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب. كما سيقدم المهرجان عروضاً متميزة إعتاد أن يقدمها سنوياً تحت عنوان "الفيلم الألماني" الذي أصبح واحداً من أهم أقسام المهرجان علي المستوي المحلي والأوروبي.

ويبدو أن مهرجان "البرليناله" لهذا العام يكتسب أهمية خاصة، إذ يتزامن إنعقاده مع ما يجري في العديد من البلدان العربية من حراك سياسي وإنشغال وسائل الإعلام والسياسة بما يطلق عليه "الربيع العربي" إذ إرتقي هذا الإهتمام إلي الإشادة بهبوب رياح التغيير في المنطقة والعالم طلباً "للحرية" ومن أجل العدالة الاجتماعية والسياسية. وهي المرة الأولي التي يكون إنحياز إدارة المهرجان منسجماً مع أهمية العالم العربي، وعرضه كماً من الأفلام التسجيلية والروائية العربية والأجنبية التي تتناول موضوعات حساسة كمسألة الحكم والإصلاح والتغيير. فضلاً عن إقامة العديد من الندوات التي يشارك فيها بعض الفنانين والمفكرين والإعلاميين العرب والأجانب علي هامش المهرجان.

الزمان العراقية في

10/02/2012

 

 

"البرليناله"ـ الثورة الفرنسية تحاكي أجواء الربيع العربي

كورتن يخن، عبد الرحمان عمار

مراجعة: عبده جميل المخلافي 

تحت شعار""التغيير والنهضة" إنطلقت فعاليات مهرجان برلين السينمائي العالمي "البريليناله" بمشاركة أفلام من مختلف دول العالم وحضور نجوم عالمين. المهرجان قارب بين الثورة الفرنسية و"الربيع العربي".

بالنسبة للدورة الحالية من مهرجان برلين السينمائي (البرليناله) فإن فيلم الإفتتاح كان إختيارا موفقا. صحيح أن "البرليناله" مهرجان ذو شحنة سياسية إلا أن الجهات المنظمة للمهرجان العالمي الذي تحتضنه سنويا العاصمة الألمانية برلين، تسعى إلى إتاحة جو من البهجة والمرح لجمهور المهرجان. في هذا الصدد فإن فيلم "وداعا مليكتي!"، للمخرج الفرنسي بونوا جاكو كان من النظرة الأولى إختيارا مناسبا جدا. فالفيلم يعالج حدثا مهما في التاريخ الأوروبي وهو الثورة الفرنسية. وتقوم نجمة هوليود الممثلة الألمانية ديانا كروغر بدور الملكة ماري أنطوانيت. وقد شدت ديانا كروغرأنظار المتابعين في البساط الأحمر للمهرجان.

نجمات السينما يتحدين البرد

رغم موجات البرد ودرجات الحرارة المنخفضة (تحت الصفر) إلا أن ديانا كرغر وزميلاتها أبين إلا أن يظهرن تفاصيل جسدهن. بالنسبة للممثلات ضيفات المهرجان فقد تحدين البرد ووقفن أمام مكروفونات الصحافيين للإجابة على أسئلتهم. وفي العادة يدعو القائمون على المهرجان نجوم ومشاهير ألمان لحضور الإفتتاح. وحظر هذه السنة بالإظافة إلى نجوم أخرين كل من نينا هوس Nina Hoss ماريو أدولف Mario Adolf بربارا سكوفا Barbara Sukowa يورغن فوغل Jürgen Vogel. كما ظهر مدير مهرجان البرليناله ديتر كوسليك في مزاج جيد وهو يسلم على ضيوف المهرجان العالميين. نجوم عالميين آخرين كأنجلينا جولي و ميريل ستريب سيلتحقون بالمهرجان في الأيام القادمة.

السينما في خدمة البيئة

الفرجة والسياسية، البهجة و الحضور الإجتماعي عناصر يحاول مهرجان برلين السينمائي توفيرها لزواره. منظمو المهرجان حصوا هذه السنة على حماية البئية، فوفروا لضيوفهم سيارات كهربائية، حتى الأضواء الممتدة على طول البساط الأحمر تم إختيارها وفق معايير بيئية. الوعي البيئي والصحي وصل أيضا إلى مطبخ المهرجان إذ يحرص المنظمون على تقديم أطباق ذات كميات قليلة فقط من اللحوم، كما أقر مدير المهرجان.

السينما في خدمة حقوق الإنسان

وكان الفرنسيون في واجهة يوم الإفتتاح يتقدمهم المخرج بونوا جاكو والممثلة ليا سيدوكسوم وفرجينيا ليدوين وطبعا الممثلة الرئيسية ديانا كروغر. وقد نوه وزير الثقافة الألماني، برند نويمان، في كلمته أثناء حفل الإفتتاح بفيلم " وداعا مليكتي!"، مشيرا إلى أنه مضمون هذا الفيلم يتقاطع مع أجواء "الربيع العربي" والتغيير في العالم العربي. وقال إن فلسفة مهرجان البرليناله تنبني على تسليط الضوء على مسألة حقوق الإنسان في العالم، مذكرا بالوضع السياسي والإنساني في بلدان كالصين وإيران. ففي إيران مثلا لايزال الفنانون يعانون من القمع ويتعرضون للسجن، يضيف الوزير الألماني، الذي دعا إلى أن أقل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لمثل هذه القضايا هو الإشارة إليها في مثل هذه المناسبات كمهرجان برلين السينمائي.

"وداعا مليكتي!"

يندرج فيلم "وداعا مليكتي" في خانة الفيلم التاريخي السياسي ويقربنا من كواليس الحياة وراء أسوار قصر فرساي. ويقرب المخرج المشاهد من هذا العالم انطلاقا من وجه نظر مُستخدمة في القصر كانت وظيفتها تتجلى في قراءة الكتب على مسامع الملكة ماري أنطوانيت. اختار المخرج لقطات قريبة تبرز ملامح الوجوه وأعطى مساحة أكبر للحوار وحركة الممثلين مستعينا بالملابس التي تلعب في مثل هذه الأفلام وظيفة مركزية لتتحول الملابس إلى حوار وكلمات في حد ذاتها. ويظل السؤال الأساسي الذي يطرحه المشاهد منذ البادية هو: كيف حدثت الثورة الفرنسية من من نظر مستخدم هامشي في القصر؟

حضور الفيلم السياسي في قلب الحدث

الالتفاتة إلى الربيع العربي والتحولات التي حصلت في البلدان العربية شيء جيد، لكن فيلم الافتتاح بعيد عن خانة الفيلم السياسي بالمعنى الحقيقي للكلمة وهو بعيد شيئا ما عن شعار الدورة 62 للمهرجان "التغيير والنهضة في المجتمع". غير أنه في الأيام القادمة سيتم عرض أفلام روائية ووثائقية قريبة جدا من هذا الشعار. فهناك أفلام سياسية واجتماعية جيدة ستدخل على خط المنافسة من أجل الفوز بجوائز "الدب الذهبي". ونذكر في هذا الإطار أفلام حول تجنيد الأطفال في إفريقيا، تأثيرات الكارثة الطبيعية والإنسانية في فوكيشيما بسبب الطاقة النووية، أفلام من العالم العربي ومن البوسنة.

دويتشه فيله في

10/02/2012

 

عرض "أخى الشيطان" لمحمد حفظى اليوم فى برلين

كتب محمود التركى 

يعرض اليوم الجمعة فيلم "أخى الشيطان" بالدورة الـ62 لمهرجان برلين السينمائى الدولى، من إنتاج محمد حفظى وشركة فيلم كلينيك وبمشاركة المنتجين جايل جرافيثس، جوليا جودزينسيكايا، مايكل شاكلر وسالى الحسينى، بينما تم صنع الفيلم وتطويره بمعرفة معهد ساندانس لكتاب السيناريو ومعهد ساندانس للمخرجين.

يقوم ببطولة الفيلم جيمس فلويد وسعيد طغماوى مع فادى السيد، ويحكى قصة أخوين بريطانيين من أصول عربية تعلما كيف يكون لديهما الشجاعة الكافية لإثبات الذات فى عالم الجريمة المنظمة بلندن، الأول هو "مو" الصبى الحساس البالغ من العمر 14 عاماً المتعطش إلى حياة المرح الصاخب مع رفاقه مما يدفعه إلى القيام بمغامرات غير محسوبة العواقب معرضاً نفسه للخطر.

والأخ الثانى هو رشيد الجذاب ذو الشخصية القوية والعضو المحترم فى إحدى العصابات المحلية، والذى يكسب عيشه من تجارة المخدرات ليستعين بذلك على إعالة أسرته، ويحمل الفيلم رسالة مهمة إلى مشاهديه ملخصها أن الكراهية سهلة للغاية ولا تحتاج إلى جهد كبير على عكس الحب والتفاهم اللذان يحتاجان إلى الكثير من الشجاعة لتحقيقهما.

ويعرض الفيلم فى المهرجان أيضا 4 مرات أخرى هى يوم الأربعاء والخميس والجمعة المقبلين ويوم السبت 18 فبراير، وذلك ضمن قسم بانوراما.

وكان الفيلم سبق أن فاز بجائزة أفضل تصوير سينمائى درامى من مهرجان ساندانس السينمائى الدولى، والتى منحت لمصور الفيلم دايفيد ريديكير الشهر الماضى، ومن المقرر أن يحضر فعاليات المهرجان المنتج والسيناريست محمد حفظى، مؤسس شركة فيلم كلينك وأحد منتجى الفيلم مع سالى الحسينى مخرجة الفيلم.

اليوم السابع المصرية في

10/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)