حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن ـ 2011

مهرجان دبي:

فيلم "الأحفاد".. عن الأسرة والخيانة والموت

أمير العمري- مهرجان دبي

ضمن قسم "أفلام العالم" في مهرجان دبي السينمائي عرض الفيلم الأمريكي "الأحفاد" The Descendants  الذي أخرجه الكسندر باين ويقوم ببطولته جورج كلوني، وهو الفيلم الذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة في الثامن عشر من نوفمبر ويحقق حاليا نجاحا كبيرا.

الكسندر باين Payne يعود بهذا الفيلم بعد غياب سبع سنوات منذ فيلمه المرموق "طرق جانبية" Sideways الذي حصل على جائزة الأوسكار لأحسن سيناريو، وأكد موهبة مخرجه. وهو يعود هذه المرة مستندا الى أصل أدبي (رواية) من تأليف كواي هارت هيمنجز Kaui Hart Hemmings تدور أحداثها في بقعة ساحرة كأنها الفردوس نفسه، في احدى جزر هاواي حيث يقيم المحامي مات كنج الذي أصبح وصيا على إرث ضخم مكون من آلاف الأفدنة من الأراضي الجيدة قرر الورثة وهم أبناء عمومته، بيعها للاستفادة من ما سيجنونه من مقابل مالي كبير. وقد تقرر بيعها الى شركة مقاولات تخطط لعمل مشروع متعدد المنافع في الجزيرة.

نعرف أن "مات" ينتمي الى عائلة عريقة لها أسس راسخة قديمة في تلك الجزيرة، فجدته الكبرى من السكان الأصليين وجده من الوافدين البيض، وأن تلك الأرض الموروثة تعود ملكيتها الى القرن السابع عشر. ونعرف أيضا أن لديه ابنتين، احداهما في العاشرة، والثانية في السابعة عشرة، وأن زوجته التي نلمح لقطة سريعة لها في مطلع الفيلم، أصيبت في حادث اصطدام زورق وأنها ترقد في المستشفى في غيبوبة تامة منذ أسابيع.

يستخدم كتاب السيناريو طريقة السرد الأدبي التقليدية، أي من خلال الرواي الذي يروي الأحداث بوته ويعلق عليها أحيانا، وهو هنا بطل القصة نفسه أي "مات" (جورج كلوني). وكما يعتمد الفيلم على التمثيل وعلى الاستفادة من العلاقة بين المكان والشخصيات، ومن التحكم في الأداء، ومن شخصية البطل التي تبدو من البداية شخصية "سلبية" إلى حد كبير، أو بمعنى ما أيضا، كما سيتضح فيما بعد خلال الفيلم، شخصية الزوج المغفل الذي يعلم بعد أن تصبح حالة زوجته حالاة ميؤسا منها، أنها كانت تخونه مع رجل آخر قبل الحادث، وربما كانت تعتزم أيضا أن تطلب الطلاق منه.

عند هذه النقطة الدرامية تتصاعد الحبكة مع بحث مات هو وابنته الكبرى عن ذلك الرجل الذي كانت الأم- الزوجة على علاقة به، وما الذي يمكن أن يفعله "مات" بهذا الرجل، هل يقوم بتدمير حياته الزوجية المستقرة مع زوجته اذا ما أطلع الزوجة على حقيقة ما كان؟

إنه في الحقيقة يقرر مواجهته لكي يطلب منه القيام بزيارتها في المستشفى ويخبره بأنهم قرروزا قطع أجهزة التنفس الموصولة إليها بعد أن أجمع الأطباء على أنها لن تستفيق من غيبوبتها، وبالتالي ستودع الحياة خلال بضعة أيام.

الأكثر من ذلك أن "مات" عندما يعلم يقينا أن غريمه، أي عشيق زوجته، هو أكثر المستفيدين من البيع المرتقب للأراضي، يقرر التراجع عن توقيع صفقة البيع رغم غضب واحتجاج جميع الورثة - الملاك.

قضية أخلاقية

إنها قضية أخلاقية معقدة تلك التي يطرحها الفيلم: هل كانت الزوجة تحب ذلك الرجل الآخر حقا كما تعترف صديقة لها بل وكما يقر لك الرجل الآخر نفسه؟ وهل الحب مبرر للخيانة، وهل جاء الحادث كالقدر الذي حال بينها وبين أن تطلب الانفصال عن زوجها الغافل أصلا عما يحدث لاسرته بل وكانت علاقته بابنتيه هامشية في حياته ولم يستفق من غيبوبته تلك سوى بعد دخل "اليزابيث" المستشفى؟ وهل الملكية أهم أم الأسرة، والتماسك الأسري أهم أم الانتقام، والاخلاص للزوجة التي ترقد عديمة الحياة يدفع الى نوع من الغفران والفهم، وهل الواجب أقوى من الألم الشخصي، وهل من الممكن التغلب على الجرح النفسي بمعالجة التقصير الذي كان قائما في الماضي، أم أن الوقت قد تأخر؟

إنه فيلم عن كل تلك المشاعر المتضاربة: الحب، الخيانة، الأسرة، الوفاء، الصداقة، العلاقة بين الأب والأبناء، وبين الكبار والصغار، الوفاء للذكرى رغم الألم، والقدرة على تسير أمور العائلة بعد عجز الأم.

عن التمثيل والاخراج

تمثيل جورج كلوني يؤهله دون شك للترشح للأوسكار العام القادم، فهو يثبت مجددا قدرته على أداء الأدوار المركبة التي تبتعد عن الصورة النمطية للبطل الإيجابي، بل ويستخدم كل قدرته على تحريك عضلات وجهه لكي يعكس ذلك التضارب الرهيب في المشاعر: بين الحب والألم والعجز والرغبة في نفسي الوقت، في التماسك أمام ابنتيه.

وفي المشهد الذي يعلم فيه من ابنته الكبرى بخيانة زوجته له، يتوقف ويسأل ثم يصمت ويندفع فجأة في الجري بكل قوته وكأنه ينفض عن نفسه كابوسا رهيبا أو وكأنه يهرب من تلك الحالة التي تنتج عن الصدمة أي الاحساس بالشلل التام.

وهي حيلة إخراجية درامية شديدة التعبير والتأثير. وإلى جانب تلك اللمسات الصغيرة- الكبيرة في الفيلم، ورغم ثقل الموضوع وجدية ما يطرحه من أفكار وما يناقشه من مفاهيم، إلا أن الفيلم لا يخلو من لحظات يطغى فيها المرح على التجهم، كما في المشاهد اأولى التي يظهر فيها صديق الابنة الكبرى، وهو نموذج لجيل جديد يبدو أولا وكأنه لا يبالي بشيء، يميل لرد الصاع صاعين، ويتصرف برعونة تؤدي الى معاقبته بخشونة من جانب شخصية الجد.. أي جد البنتين، بعد أن سخر لجهله بالحالة الصحية للجدة، من طريقتها في الحديث وكأنها غائبة عن الوعي (مصابة بالزهايمر غالبا).. لكن الفيلم يكشف لنا بعد ذلك عن الوجه "الإنساني" في شخصية هذا الصبي.

"الأحفاد" فيلم كبير رغم بساطته الظاهرية، ومؤثر سينمائيا رغم ما قد يبدو من مسرحية في بعض مشاهده، والطابع الإنساني الذي يغلب عليه يجعله صالحا للجمهور في كل مكان.

عين على السينما في

10/12/2011

 

سينمائيون عرب يبحثون في مهرجان دبي آثار المتغيرات الجديدة  

أكد المتحدثون في ندوة الفيلم اللبناني "هلأ لوين؟" ضمن أنشطة "منتدى مهرجان دبي السينمائي" على الضرورة الملحة لدى السينمائيين العرب لإسماع أصواتهم وآرائهم للناس، برغم التحديات والظروف القاهرة التي يواجهونها، بغية التطرق للواقع الجديد في قطاع السينما الإقليمي والذي فرضته التغيرات السياسية التاريخية التي عصفت بالعالم العربي.

ويعمل "منتدى دبي السينمائي"، الذي يعتبر جزءاً من "سوق دبي السينمائي"، مبادرة المهرجان الشاملة في تقديم الدعم "من السيناريو إلى السينما"، على جمع أهم المفكرين والخبراء السينمائيين، على الصعيدين الإقليمي والعالمي، تحت سقف واحد لمناقشة أحدث التوجهات في مجال صناعة السينما، وإتاحة الفرصة للسينمائيين الناشئين في الاستلهام من أولئك المفكرين، في ترك بصمة خاصة بهم في عالم الفن السابع.

تكونتمجموعة المتحدثين في الندوة منالمخرج السينمائي المصري محمد خان، والمخرج التونسي مراد بن الشيخ، والسودانية تغريد السنهوري، والمخرج الفلسطيني عمر شرقاوي.

وأشار المتحدثون إلى أن التغييرات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم العربي كان لها أيضاً آثار واضحة المعالم علىالآليات والديناميكيات المستخدمة في قطاع السينما في المنطقة، كما تطرقوا إلى التوجهات والاهتمامات الجديدة في قطاع السينما مثل الرقابة على الأفلام، وموضوعية محتوى الفيلم، وترخيص الأفلام في مختلف الدول العربية، وطرح وتوزيع الأفلام.

وقد أجمع المتحدثون أيضاً على ضرورة أن يسمع السينمائيون العرب صوتهم ليس فقط بهدف الدفاع عن القضية التي يؤمنون بها، بل بهدف مساعدة الجيل الناشئ من السينمائيين الشباب في فهم واستيعاب مبدأ "الواقعية الجديدة" في صناعة الأفلام.

ونظراً إلى حقيقة أن الأفلام تساعد على الترويج لفكرة الحوار ما بين الثقافات والحضارات المختلفة، أشار المتحدثون إلى أنه يتعين على السينمائيين العرب أن يشركوا الجمهور ويتفاعلوا معه من خلال أفلامهم، بشكل صادق ومتواصل، بهدف إعلامه بالأسلوب الذي تتطور عبره السينما العربية، بيد أنهم صرحوا أن عملية بلورة القطاع السينمائي العربي دائم التغير، ليأخذ شكلاً ثابتاً وواضحاً، قد تستغرق سنوات عدة.

ويذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي سيعرض مجموعة من الأفلام العربية، يتطرق عدد منها بشكل معمّق ومفصل للواقع المتغيّر في المنطقة ككلّ، من هذه الأفلام: من تونس، فيلم "لا خوف بعد اليوم" للمخرج مراد بن شيخ وفيلم "الطياب" للمخرج الأنور الحوار، ومن مصر، فيلم "أحد سكان المدينة" للمخرج أدهم الشريف، وفيلم "بحري" للمخرج أحمد غنيمي، وفيلم "ستّو زاد: أول عشق" للمخرجة هبة يسري، وفيلم "زفير" للمخرج عمر الزهيري، وفيلم "البداية" (اخراج صلاح أبو سيف) بطولة جميل راتب، ومن سورية فيلما "حاضنة الشمس" و"أسبرين ورصاصة" للمخرج عمار البيك، ومن السودان فيلم "سودانّا الحبيب" للمخرجة تغريد السنهوري.

عين على السينما في

10/12/2011

 

مهرجان دبي:

مفاجأة الفيلم اللبناني "تاكسي البلد"

أمير العمري- مهرجان دبي 

قليلة هي الأفلام "العربية" التي تأسرك من أولى لقطاتها، من لحظة ظهور الممثلين على الشاشة، بتكويناتها التشكيلية، بموسيقاها الحميمية، وبروح المرح التي تشع في مشاهدها رغم الشجن الذي يكمن في شريط الذكريات.

من هذه الأفلام الفيلم اللبناني "تاكسي البلد" للمخرج دانيال جوزيف الذي يشارك في مسابقة الأفلام العربية الطويلة (المهر العربي) في مهرجان دبي السينمائي ويعرض هنا للمرة الأولى عالميا.

والفيلم من إنتاج الإمارات مع لبنان، مصور بكاميرا الديجيتال ولكن في صورة جيدة جدا ومع شريط صوت شديد الثراء والرونق، يتسق تماما مع موضوعه وأسلوب السرد فيه الذي يعتمد على الانتقال في الأزمنة، بين الماضي والحاضر، دون أن يفقد أبدا الوحدة الفنية والتماسك في الرؤية.

فيلم رؤية

ولعل أفضل وصف لها النوع من الأفلام أنه "فيلم رؤية" أي ليس فيلم "حدوتة" أو حكاية من أجل سرد الحكايات، بل تتدفق فيه التداعيات بصورة معاصرة تماما بحيث يمكن القول إنه من أفضل الأفلام اللبنانية التي ظهرت عن الشخصية اللبنانية بوجه خاص، بل وعن مدينة بيروت أيضا، لا فإنه أيضا من أفلام المدينة.

ما معنى هذا القول؟

معناه ببساطة وبعيدا عن التعقيدات الأكاديمية أن رؤية المخرج- المؤلف في الفيلم تتجسد أولا من خلال الشخصية الرئيسية فيه وهي لشاب لبناني يترك بلدته الى بيروت التي يقصدها طالبا البحث عن تحقيق حلمه في الثروة من خلال العمل سائقا للتاكسي، بعد أن أنفق كل ما حصل عليه من تعويض مالي عن ضياع قطعة أرض كان قد ورثها عن أبيه فيما يبدو، في شراء سيارة مرسيدس فخمة، موديل 1966، وحولها إلى تاكسي أطلق عليه "تاكسي البلد" بعد أن كان في بدايات طفولته يتمنى أن يفتتح محلا لبيع الفلافل يطلق عليه "فلافل البلد"!

فكرة تأمل التناقضات الكامنة في المدينة من خلال سائق التاكسي قد لا تكون جديدة، وقد سبق أن قدمها سكورسيزي مثلا في "سائق التاكسي" على مستوى التناول الأخلاقي والسياسي، في حين يقدمها دانيال جوزيف هنا على مستوى السرد الذاتي الذي ينطلق من الذكريات، ومن الرغبة في تقديم صورة لشخصية تحيا في محيط الذكريات والتناقضات المحيطة بها في تلك المدينة التي لاشك في سخرها لكنها أيضا مدينة قاسية بشكل ما، يتعين على الفرد الباحث عن الوجود الحقيقي فيها أن يجيد التعامل معها.

الذكريات والواقع

بطلنا "يوسف" الذي ينتمي لأسرة مسيحية لبنانية يستدعي بين الحين والآخر ذكريات طفولته، في الحي الذي نشأ فيه، كيف هاجر والده الى أمريكا وكيف كانت أمه تتعامل معه، وكيف كان أبناء الحي يعيشون ويتسامرون ويتشاجرون، طبيعة الحياة، نمط الأغاني التي كانت سائدة، والآن، التطلع الى التحقق من خلال العمل الشاق على سيارة تاكسي في مدينة من الممكن ان تتعطل الحياة فيها وتتوقف تماما أحيانا بسبب الزحام والفوضى المرورية، والأنماط البشرية الغريبة التي لا تخلو من طرافة أيضا، التي يتلقي بها يوسف خلال عمله الذي لا يتوقف بل إنه يختار أيضا ان يقضي ليلته في السيارة نفسها.

هناك لقاؤه مع تلك الأمريكية التي ترغب في الخروج من حالة احباط بسبب فشل علاقتها العاطفية السابقة، وهي تعمل مشرفة على مركز لممارسة الرياضة، والحقيقة أن العلاقة بينها وبين يوسف في الفيلم، منسوجة باحساس مرهف، وبعيدا عن السقوط في الاغراءات التقليدية المعروفة في هذا النوع من الأفلام.

هو يحدثها عن نفسه وعن عالمه وذكرياته، وهي الوحيدة، رغم كونها أجنبية، التي تفهمه وتنصت اليه في اهتمام يتطور بالطبع إلى إعجاب دون تهافت.

ورغم الطابع اللبناني الخالص على الشخصية وعلى الفيلم، إلا أننا نلمح الكثير من التأثرات بأفلام أخرى لمخرجين أوروبيين وأمريكيين ولكن دون أن تبدو هذه التأثرات (وهي مشروعة) مقحمة أو شكلانية بحتة، بل يتم نسج الفيلم بشكل متماسك ويطغى في النهاية الأسلوب الشخصي للمخرج على تأثره بغيره.

إنه يبتعد عن التسييس المباشر لكن السياسة حاضرة في الخلفية، في التساؤل عن الحرب الأهلية من جانب الأمريكية، ورغبته في عدم الخوض في تفاصيل تلك الفترة المضنية التي عاشها في كفولته، في شعار مكتوب على أحد الجدران "رجل واحد فقط هو الذي يمكنه إنقاذ لبنان" وهو شعار رغم غموضه إلا أن توقف البطل أمامه يبدو محيرا، هل هو يشعر بالسخرية، أم بالجدية، هل الشعار موجه له شخصيا أم موجه لنا نحن المتفرجين أم موجه لعموم اللبنانيين؟!

ولعل من أجمل ما يحافظ على روح الفيلم الممتعة وجاذبيته، ذلك النفس الحاضر من السخرية والتعليقات المرحة التي تأتي على لسان البطل وأصدقائه ومن يلتقي بهم أحيانا، بحيث يصبح " تاكسي البلد" أيضا فيلما يعكس حالة العبث التي يحياها المرء في تلك المدينة التي بقدر سحرها بقدر ما هي قاسية أيضا على أبنائها: الفرد في مواجهة المدينة.. هل يتمكن من السيطرة على مفاتيح المدينة عن طريق مد شبكة علاقاته كما يقول له أحد الراكبين؟ أم أن المدينة من الممكن أن تبتلعه؟ أم أن الحب قد يكون هو أساس التماسك في مواجهة احباطات الواقع!

"تاكسي البلد" عمل بديع في صوره وموسيقاه وأسلوب إخراجه وايقاعه المتدفق السريع واستخدامات مخرجه أحيانا للطابع الكاريكاتوري عندما يستخدم الحركة السريعة في بعض مشاهده. وهو فيلم لا يفقد أبدا الاستمتاع به وبما يقدمه من اعادة اكتشاف لبيروت في النهار وفي الليل، من وجهة نظر محددة، نقدية حقا، لكنها غير مقحمة أو مفتعلة.

ولابد في هذا السياق من الإشادة بقدرة المخرج على التحكم في مجموعة الممثلين من الكبار والأطفال، الفتيات والنساء والرجال. ولابد أيضا من الإشادة بأداء الممثل وليد فخر الدين، الذي تألق في دور يوسف بل ونجح في تقمص الدور بصورة طبيعية وأداء تلقائي وبسيط، وحمل بذلك الفيلم على عاتقه، فهو العنصر الرئيسي فيه الذي تجور من حوله الأحداث وقد نجح في أداء تلك الشخصية المحورية.

"تاكسي البلد" مفاجأة حقيقية في مسابقة مهرجان دبي ولاشك أنه سيكون له حضور كبير فيما بعد، على مستوى الجوائز أو الاقبال الجماهيري على عروضه.

عين على السينما في

09/12/2011

 

مهرجان دبي السينمائي يخطف العالم بـ »المهمة المستحيلة«

و8 أفلام مصرية داخل المسابقة

جميل راتب يهدي تگريمه لشهداء الثورات العربية

فيلمان عن ثورة 25 يناير بمسابقة الفيلم الوثائقي

شيماء بكر 

أنطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي  في دورته الثامنة  تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، خاطفاً أنظار الدول المشاركة بفيلم الافتتاح " مهمه مستحيلة- بروتوكول الشبح" في عرضة الأول بحضور أبطاله في مقدمتهم  النجم العالمي توم كروز ووجيرمي رينر والمخرج براد بير والذي تم تصوير ربع ساعه تقريباً من أحداث الفيلم بإمارة دبي ببرج خليفة.

ويعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي 171 فيلماً، من 56 دولة، تمثّل نخبة السينما؛ المحلية، والإقليمية، والعالمية، بـ"مول الإمارات"، و"مدينة الجميرا"

ويشارك في المهرجان 8 أفلام مصرية في مختلف المسابقات ففي مسابقة "المهر العربي" للأفلام الطويلة بفيلم" واحد صحيح" بطولة هاني سلامة وبسمة وإخراج هادي، وفي  مسابقة "الفيلم الوثائقي" فتشارك مصر بثلاثة أفلام اثنان منهم عن ثورة25 يناير وهي "مولود في25 يناير" إخراج أحمد رشوان و"نصف ثورة" إخراج كريم حكيم وعمر الشرقاوي و "ستوزاد".. عشقي الأول" إخراج هبة يسري.. أما "الأفلام القصيرة" فهي "حدوتة من صباح" إخراج عايدة الكاشف ، و"زفير" إخراج عمر الزهيري،  و"أحد سكان المدينة "إخراج أدهم الشريف ، و"بحري" إخراج أحمد الغنيمي.

وكرم المهرجان في افتتاحه الفنان الكبير جميل راتب ومنحه جائزة تكريم عن الإنجازات التي قام بها خلال مشواره الفني والذي ترك بصمة في السينما المصرية والتونسية إضافة للمسرح الفرنسي ومشاركته في العديد من الأفلام الدولية .

وقال جميل راتب "انا فنان عادي" لكن ارفض تحديد نجومية الفنان بمساحة الدور الذي يقوم به في الفيلم، أو المسلسل فتحديد قرار المشاركة في العمل من عدمه ثم أهمية الدور ومن قبله أهمية العمل، هي ما تحدد موقع الفنان علي الخريطة الفنية التي ينتمي إليها، مع تراكم أعماله وخبرته.

وأضاف راتب ان أعماله العربية أهم بالنسبة له من مشاركاته في السينما الفرنسية موضحاً أن سبب اختيار عرض فيلم فرنسي له في المهرجان وليس فيلمًا مصريًا أو عربيًا ضمن مشاركاته في أعمال مغربية، يعود إلي المخرج والمنتج أولاً، بالاضافة الي أن فيلم "غيمة في كأس ماء" هو أحدث الأفلام التي يشارك فيها.

ومن ناحية اخري اهدي جميل راتب  جائزته لضحايا الثورات العربية وثورة 25 يناير خاصة معبراً ان ما يحدث مكسب كبير للديمقراطية، والتضحيات في سبيلها كانت عظيمة، اهمها الذين ضحوا بأرواحهم، وهي أحداث سيدونها التاريخ.

كما كرم المهرجان الموسيقي الهندي إيه. أر. رحمن والمخرج الألماني الكبير فيرنر هيززوج.

وقد تم رصد600 ألف دولار لجوائز المسابقات الثلاث "المهر الإماراتي" و"المهر العربي" و"المهر الأفريقي الأسيوي" والتي يتسابق عليها أفلام الـ56 دولة مشاركة بالمهرجان.. وقد شارك العديد من الفنانين المصريين في افتتاح المهرجان منهم يسرا ولبلبة وعزت أبو عوف كما يشارك عمرو واكد في لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الأمريكي الكبير بيتر وير.

سينما العالم

سيعرض المهرجان خلال فعالياته ضمن إطار برنامج "سينما العالم " ، باقة أفلام  متنوعة من جميع انحاء العالم، والتي تمثل أفضل وأحدث ما يقدمه قطاع السينما  العالمية ، من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، والبرازيل،  وإيطاليا، والكثير غيرها. حيث تشمل القائمة فيلم وثائقي  طويل من 900 دقيقة  يحكي عن التاريخ الأسطوري للسينما العالمية، إضافة إلي أفلام  تزخر بألمع نجوم السينما منهم "كلينت إيستوود "، و "مادونا "، نجمة موسيقا البوب، في ثاني تجربة إخراجية لها  لفيلم طويل.

يشارك المخرج البريطاني "مارك كوزنز " ، في هذا البرنامج بفيلم  متعدد الأجزاء قصة فيلم: "الأوديسة " الذي يتألف من 15 جزءا، ويعتبر  واحدا من أكثر الأفلام المؤثرة، التي ستعرض خلال المهرجان ، ويرصد الفيلم تطورات  السينما العالمية، بدءا من عصر السينما الصامتة، وصولا إلي عهد السينما الرقمية، وذلك من خلال إجراء مقابلات شخصية، مع رموز سينمائية عالمية، واستطلاع الآراء  والابتكارات التي صاغت السينما العالمية، وأثرتها.  وتشمل قائمة النجوم المشاركين في العمل، الممثل الأمريكي " نورمان لويد"، المرشح  مرتين للفوز بجائزة إيمي العالمية، عن فيلميه "حمام بخاري"و"اسم اللعبة" ، والممثل  الهندي المعروف "أميتاب باتشان والكاتب والمخرج والناقد الأمريكي بول  شريدر، المرشح مرتين للفوز بجائزة جولدن جلوب عن فيلميه "سائق التاكسي" ، وفيلم  "الثور الهائج" ، الجدير بالذكر أن هذه السلسلة، كانت ضمن قائمة  الأفلام التي تم اختيارها رسميا، في "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2011".

عرض أول

ولأول مرة دولياً يتم عرض فيلم "واد أعمي " للمخرج تريستان أوروريه، والذي يروي الفيلم قصة شابين مراهقين، يتصارعان علي حب  ديبورا، ويكتشفان أن حياتهما في خطر. يلعب دور البطولة، في هذا الفيلم الفرنسي،  الممثل الحائز علي جوائز عديدة؛ "جان هيو آنجلاد "، المشارك في فيلمي "الاضطهاد  " و"الملكة مارجو" والوجه الجديد نسيم سي أحمد، ونجم التليفزيون الفرنسي فينيجان  أولدفيلد .

 وفي عرضه الدولي الأول ، يأتي فيلم المخرج البريطاني نك مورفي، بعنوان "  الإيقاظ " تدور أحداث هذا الفيلم في إنجلترا عام 1921، حين لجأ الكثيرون من  المفجوعين بويلات الحرب العظمي، إلي الروحانية، بحثا علي السلوان كانت  »فلورنس «، المفجوعة بموت خطيبها، واحدة من هؤلاء المكلومين، لكنها كسبت سمعة غريبة من  نوعها، بين الناس، بقدرتها علي استحضار الأرواح، وما شابه، إلي درجة أنه يطلب  منها أن تتحري حقيقة الشبح الذي تكررت مشاهدته، في إحدي المدارس الداخلية،  المنعزلة. تذهب إلي المدرسة، رغم استهتارها بالمسألة برمتها، وهناك تعيش تجربة  تجمد الدم في العروق، بتجاوزها أي منطق معروف.

ومن أهم الافلام لهذا العام، فيلم الممثل والمخرج  العالمي المعروف "كلينت إيستوود "، بعنوان "جي إدجار " . ويضم كوكبة من نجوم  السينما العالمية، إذ يشارك في بطولته كل من "جودي دينش "، الحائزة علي جائزة  الأوسكار، والنجم ليوناردو دي كابريو، الحائز علي 3 جوائز أوسكار، ونايومي واتس،  المرشحة لجائزة الأوسكار، والممثل آرمي هامر، الذي اشتهر بأدائه المميز في فيلم  " الشبكة الاجتماعية " للمخرج " ديفيد فينشر " ، ومن الولايات المتحدة أيضا، يشارك المخرجان دانييل ليندساي وتي. جي. مارتين،  بفيلمها الوثائقي "غير مهزوم " وتدور احداث الفيلم حولة رحلة فريق ميمفيس  مانساس"في الملعب، وخارجه، وهم يكافحون للتغلب علي مخاوفهم، وكي يربحوا في  مباريات التصفيات، للمرة الأولي في تاريخ المدرسة الممتد علي مائة وعشرة أعوام.

وتقدم "مادونا " المطربة الحاصلة علي العديد من جوائز الـ جرامي، والممثلة  المشهورة، فيلمها " دبليو. إي " يروي هذا الفيلم قصتي حب تجري أحداثهما بالتوازي،  وعلي الرغم من أنه يفصل بينهما ما يزيد علي ستة عقود من الزمن، لكن ثمة صلة تنمو  وتكبر حتي تربط معا، حياتي والي وواليس، وقد صارت كل منهما نموذج المرأة الرقيقة،  لكن بعزيمة لا تلين..ويصور فيلم " الوادي السحري " للمخرج جافي زين ، كيف تفاجئنا الحياة في أية  لحظة، وتغير مسارنا للأبد، وذلك من خلال تسليط الضوء علي يوم من حياة بلدة صغيرة  في الولايات المتحدة. ويشارك بالفيلم النجوم سكوت جلين وليالي في رودهانت ،  والممثل " كايل جالنر "، والممثلة أليسون إليوت.

ويستقبل مهرجان دبي السينمائي جمهوره مجاناً لسته أفلام مختلفة تمزج بين الموسيقي والسينما، ضمن برنامج "إيقاع وأفلام التي تتناول بعضها السير الذاتية لعدد من الفنانين الحاصلين علي جائزة "غرامي".

أخبار اليوم المصرية في

09/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)