حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن ـ 2011

الافتتاح جاء متأخراً كعادة المهرجانات العربية

توم كروز فوق السحاب في افتتاح مهرجان «دبي السينمائي الدولي 2»

دبي: محمد رُضــا

الافتتاح جاء متأخرا كعادة المهرجانات العربية.. ليس كثيرا، لكن بحدود ساعة عن المتوقع.

عدم قدرة المهرجانات العربية عموما على البدء في الساعة المعلنة في البرنامج، يعود إلى عاملين: عدم تنظيم مطلق وذلك بالنسبة للمهرجانات الصغيرة والمتوسطة، والآخر عامل وجوب انتظار الرسميين والضيوف الكبار والمسؤولين في المهرجانات الكبرى. ولا يستطيع المرء أن يتحامل على المهرجانات الصغيرة ويعفو عن الكبيرة، لكنه يستطيع أن يستسلم للأمر الواقع، ويجلس متابعا التحضيرات التي تقع أمام المنصة والحركة الدؤوبة التي تتحول لسبب بديل ومثير، وخصوصا أن الهدية التي اختارها مهرجان ما لبدايته، وهي المتمثلة في فيلم الافتتاح، هي في آخر خط الانتظار واللهفة تصبح مزدوجة كلما طار أمد الوصول إليها.

وصول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى افتتاح المهرجان بفيلم «مهمة: مستحيلة - البروتوكول الشبح»، كان بمثابة تأكيد رسمي على رعايته لهذا المهرجان وقد بلغ عامه الثامن بقوة وصلابة. لكن وصوله بصحبة الممثل توم كروز هو شأن إضافي.. لقد عزز المهرجان بذلك حضوره على الساحة العالمية، إذ تتناقل الوكالات والمؤسسات الإعلامية كلها ذلك الحضور المنتقى لتوم كروز وكيف أن العرض العالمي الأول لفيلم من بين تلك الأكثر توقعا خلال الأشهر الماضية وإلى أسابيع مقبلة كان دبي المهرجان والمدينة.

صحيح أن هذا الحضور حصل سابقا، لكن هذه المرة يحصل مع فيلم تم تصوير العديد من مشاهده في دبي ذاتها. فيلم من فئة أولى، يصعد بطله قمة البرج العالي ضمن أحداث ترفع وتيرة الفيلم الذي لم يسبقه لتلك المشاهد أي فيلم آخر.

على الشاشة، وعلى عكس توقعاتي الشخصية، لم يقتصر التصوير في دبي على فصل واحد من المشاهد هي تلك التي تقع فوق «برج دبي»، بل سبق ذلك كله مشاهد وتبعته مشاهد أخرى في سياق حكاية شاسعة تنطلق من محاولة البعض القيام بعملية تشعل فتيل الحرب العالمية النووية الجديدة، وذلك بتدمير الكرملين كخطوة أولى.

نقد هذا الفيلم سيذهب بنا إلى أصوله التلفزيونية لأن «مهمة: مستحيلة - البروتوكول الشبح» هو أكثر أجزاء المسلسل الأربعة انتماء إلى تلك الحلقات التي انطلقت في الستينات واستمرت في السبعينات وتألفت من فكرة أن مجموعة من العملاء الأميركيين الأشاوس العاملين لجهاز حكومي (شبيه بالـ«سي آي إيه») ينفذون أصعب المهام الجاسوسية والتخريبية دفاعا عن أميركا من أعدائها ودفاعا عن حرية شخصيات سياسية مهددة من قبل أولئك الأعداء.

كانت الفترة المذكورة فترة حرب باردة، ولو سنحت الظروف للتلفزيون السوفياتي تقديم مسلسل معاد للولايات المتحدة لاختار مجموعة أخرى من الأبطال الذين سيتصدون لمحاولات الغرب تقويض دعائم النظم الاشتراكية. حرب الأفكار تلك زادها فتيلا نجاح سلسلة جيمس بوند بدءا من عام 1962 أيام «دكتور نو» و«من روسيا مع حبي»، فهي كانت تجسسية وتبعها على الفور صياغات مشابهة على الشاشتين الصغيرة والكبيرة من بينها هذا المسلسل الشهير بموسيقاه التي وضعها الراحل لالو شيفرين، والتي نسمعها في النسخة الجديدة منقحة بعزف جديد.

والفيلم الجديد يستعير من الماضي تلك الحرب الباردة. يفترضها هنا منطلقا من حكاية اكتشافنا أن بطل الفيلم إيثان هانت (توم كروز) موجود في سجن روسي. قبل ذلك بقليل، هناك تقديم مثير لعميل آخر مطارد من قبل أعداء مجهولين. حين يقفز من سطح عال ويحط على ظهره يسحب مسدسه قبل أن يصل إلى الأرض تماما ويطلق النار على مطارديه الاثنين فيرديهما. جيمس بوند جديد؟ ربما، لكن هذا البوند لن يعيش طويلا.. سعيد بانتصاره يجد فتاة تتقدم صوبه، ومن قبل أن يكتشف حقيقتها تغرز فيه رصاصات وطعنات.

الآن إلى سجن موسكو وهانت في زنزانة وخارجها تمرد مدار من قبل معاون بنجي (سايمون بغ) الماهر باستخدام الكومبيوتر وسرقة كلمات السر وجوازات المرور طوال الفيلم. هذه المرة استطاع فتح زنزانات السجن لإخراج المساجين وإشعال القتال بينهم وبين حراسهم في الوقت الذي سيتحرك فيه إيثان (بثقة زائدة عن اللزوم لكن ضرورية) براحة نسبية لإخراج سجين آخر ثم الهرب منه.

هذا الهرب يتكرر مع اكتشاف أن هناك خطة من «متطرف نووي» في سبيل القيام بعملية خطرة على إيثان ومعاونيه بنجي وجين (بولا باتون) بإيقافها. هذا يتطلب ارتداءه زي الجنرال الروسي ودخوله الكرملين بحجة أو بأخرى مبديا معرفة كاملة بكل ممرات ودهاليز وغرف ذلك المكان الشاسع كما لو أنه ولد فيه. بعد قليل، يدرك بطلنا أن انفجارا كبيرا على وشك الوقوع فينطلق هاربا قبل أن تلقي السلطات الروسية القبض عليه بتهمة تتراوح بين الاشتراك والإقدام على تدمير الكرملين. لكن إيثان يهرب مجددا ليجد نفسه أمام احتمال خطر: هناك من يريد تفجير العالم وليس الكرملين فقط، وعليه أن يضع حدا له.

هذا كله قبل وصوله إلى دبي مع فريق يزداد عددا بانضمام عميل سابق هو براند (جيريمي رنر - من «خزنة الألم») وحال وصولهم هم إلى برج خليفة يحاولون دخول غرفة فوق غرفتهم في الطابق الـ103. لسبب غير وجيه، رغم محاولة الفيلم، لا يستطيع هؤلاء بكل ما أوتوا من حيل وقوة وأدوات اقتحام الغرفة العلوية، مما يجبرهم على حل وحيد: دخولها من خارج المبنى، وذلك بتسلق البرج من الخارج.. وهنا كمنت كل تلك المشاهد المنتظرة التي قام كروز بأداء معظمها بنفسه.

طبعا لا يتوقع المرء أن يكون الفيلم منطقيا. لا أحد يستطيع فعل ما فعله توم كروز خارج البرج من مخاطرة وتسلق ثم سقوط ثم صعود (وكل ذلك بقفازات إلكترونية قابلة للعطل في أي لحظة) ويبقى غير مخدوش، حتى لا نقول غير ميت. لكن المشكلة ليست هنا. هذا فيلم خيالي المغامرة والمشاهد يتوخى المشاهد الخارجة عن المنطق، وهذا من حقه، لكن الضعف هو أولا أن الضرورة لهذا الفعل ليست متوافرة، وثانيا أن كروز حين يدخل تلك الغرفة التي تنتمي إلى أحد أعوان المتطرف النووي، يعجز عن فتح خزنتها فيعود بعد لحظات وجيزة إلى غرفته مرة أخرى بالطريقة التي دخل بها. ما يحدث لاحقا من مطاردة وسط عاصفة رملية لا تبلغ في الواقع ما بلغته على الشاشة من قوة هو أكثر إثارة بسبب تقنياتها السينمائية. لكن مع انتهاء الفصل الذي تقع أحداثه في الإمارات، منتقلا إلى الهند، تخفت وتيرة الفيلم بعض الشيء ويؤول إلى متتابعات حدثية تقود صوب النهاية التي سينقذ فيها توم كروز وصحبه العالم من الدمار الشامل.

المخرج هو براد بيرد، أحد فناني الأنيماشن في شركة «بيكسار»، وهذا أول فيلم حي له، رغم ذلك تكمن في صياغته نفس المعالجة الخفيفة المتوقعة لفيلم أنيماشن. تقسيم الفيلم إلى مشاهد معتنى بها عوض صياغته على نحو متكامل كما كان حال الحلقات السينمائية السابقة (أخرج برايان دي بالما الجزء الأول وجون وو الثاني وكلاهما أفضل أجزاء الفيلم الرباعي حتى الآن). الفيلم الماثل في الواقع هو محطات «أكشن» توصل بينها القصة مع شغل كاميرا جيد من روبرت السويت وتصميم مناظر من جيم بيسل.. كلاهما من أفضل من في هذين المجالين.

يحتاج الفيلم إلى تمثيل أفضل من ممثلين هم جيدون في الواقع. المقصود هنا هو أن الفيلم لم يكتب شخصيات جيدة وعميقة بل شخصيات مثيرة. والمخرج ومونتيره بول هيرش لم يسعيا لتلك المواقف التي تتطلب أداء شعوريا جيدا إلا مرة واحدة وموجزة حين يتحدث براند عن حادثة سابقة أدت إلى مقتل عميلة أحبها إيثان وماتت من قبل أن يبدأ الفيلم حكايته.. أما لماذا وجدنا بطل الفيلم مطلع الفيلم في سجن روسي.. فسيبقى سرا لم يشأ الفيلم التعامل معه.

الشرق الأوسط في

09/12/2011

 

المجلس العسكري وميدان التحرير وجها لوجه في مهرجان «دبي»

مهرجانات الخليج تواصل دعمها للثورات العربية

دبي: طارق الشناوي 

يعرض غدا في مهرجان «دبي» الفيلم الوثائقي «مولود في 25 يناير» للمخرج أحمد رشوان.. لتتواصل سلسلة الأفلام التي تدعم الشعوب العربية في نضالها من أجل الحرية، والتي تواكبت مع موعد انعقاد هذه المهرجانات، حيث كان الشريط السينمائي حاضرا بقوة في الشارع في عز تأجج ثورات الربيع.

وتلعب المهرجانات دورها في التأييد والمؤازرة، والحقيقة أن المهرجانات العالمية الكبرى التي سبقت مواعيدها مهرجانات الخليج، كانت الأسبق في الدعم حيث إنها بدأت الانطلاق من «مهرجان كان» في شهر مايو (أيار) الماضي، ثم «مهرجان فينسيا» في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ليبدأ الخليج في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع انطلاق فعاليات مهرجان «أبوظبي» وتتابعت المهرجانات الخليجية في «الدوحة» ثم «دبي».

في مصر عقد في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مهرجان الإسكندرية ووضع على قائمة جدوله ثورات الربيع؛ ولكن جاء الحصاد هزيلا حيث فضل صناع الأفلام التي ارتبطت بالثورة الذهاب بها إلى مهرجانات الخليج الثلاثة، ثم جاء قرار إلغاء مهرجان القاهرة في هذه الدورة لأسباب أمنية، وإن كان المعلن رسميا من قبل وزارة الثقافة المصرية أن المعوقات الاقتصادية هي التي حالت دون إقامته، إلا أن الخوف من الانفلات الأمني، حيث واكب موعد المهرجان الانتخابات البرلمانية التي كانت هي الدافع الحقيقي وراء الإلغاء.. وبديهي أن مهرجان القاهرة كان سيصبح عنوانه الرئيسي هو تلك الثورات.

على الجانب الآخر، كان من المنتظر أن يعقد مهرجان «دمشق» في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بهدف دعم نظام بشار الأسد، إلا أن ما حدث هو أن المقاطعة المصرية التي أعلنتها النقابات الفنية في مصر، أمام النظام السوري، حالت دون عقد المهرجان الذي كان سوف يؤدي إلى زيادة التناحر ما بين فنانين سوريين يبايعون الأسد ويخاصمون إرادة الثوار، وآخرون يبايعون إرادة الشعب ضد بقاء الأسد الصغير.

ويبقى من بين المهرجانات العربية الكبرى «مهرجان قرطاج»، فهو يعقد مرة كل عامين، وكانت دورته الماضية في أكتوبر عام 2010، وينتظر أن يعقد في العام المقبل ليقدم تونس بعد الثورة.. أعتقد أن الإعداد لتلك الدورة الاستثنائية بدءا من الآن.

جاءت الثورات العربية لتشكل حالة سينمائية في كل المهرجانات مع اختلاف الدرجة، ولكن تستطيع أن ترى بوضوح أن مهرجانات الخليج لم تقف على الحياد، وهكذا شاهدنا في «أبوظبي» فيلم «الطيب والشرس والسياسي»، وبعد ذلك شاهدنا ندوات تؤازر الثورات العربية يدعى لها فنانون معارضون خاصة في سوريا، حيث يصبح الفنان السوري المعارض خارج حدود وطنه هو الذي تسلط عليه الأضواء، مثل الكاتبة هالة العبد الله، والمخرج نبيل المالح، وأسامة محمد، وأيضا كان لمهرجان «الدوحة» موقفه المباشر المؤيد للثورات العربية، وخاصة في سوريا، وتابعنا محمد ملص يرأس لجنة التحكيم واستعان به مهرجان «دبي» أيضا في هذه الدورة، ليرأس لجنة تحكيم الأفلام الإماراتية وعرضت في المهرجانات الخليجية الثلاثة أفلام تنتقد مباشرة النظام السوري، مثل «طوفان في بلاد البعث» وغيرها.

الفيلم المصري «مولود في 25 يناير» أتيح لي رؤيته قبل عرضه غدا بمهرجان «دبي»، وتستطيع أن ترى من خلاله جزأين؛ الأول عن إرهاصات الثورة تلك المقدمات التي كنا نعايشها من خلال الفساد الذي كان ضاربا في الجذور، وشاهدناه في الكثير من المظاهر.. وحرص المخرج أحمد رشوان على أن يقدم الجانب الاجتماعي في تلك الرؤية من خلال عائلته الصغيرة، وكيف عاش مع ابنيه تلك اللحظات.. إنه لا يدعي مثلا أنه شارك الثوار في يومهم الأول، بل كان مثل الآخرين متشككا في حدوث الثورة بمصر، بعد أن تم تصدير تلك المقولة الكاذبة: «إن المصريين يتعايشون مع الفساد ولا يثورون منتظرين الحل الذي يأتي من السماء». حرص أحمد رشوان على أن يقدم دور الفنانين، وذهب بالكاميرا إلى نادي نقابة الممثلين بعد يومين فقط من شرارة الثورة في ميدان التحرير مساء يوم 27 يناير (كانون الثاني)، ولعبت النقابة من خلال شبابها دورا في تعضيد الثورة.. وكان خالد الصاوي أحد أعلى الأصوات التي أصرت على إصدار بيان باسم الفنانين الشباب داعما للثورة، وفاضحا لفساد حسني مبارك، ورافضا لتوريث الحكم إلى ابنه جمال، على الرغم من أن القيادات في النقابات كانت لا تزال خاضعة لتوجه النظام وفي معاداة الثورة، إلا أن هؤلاء الفنانين، خاصة الشباب، لعبوا دورا مؤثرا وفاعلا، بل بعضهم، مثل خالد الصاوي، كان لديه موقفه قبل الثورة بخمس سنوات، وشارك في مظاهرات محدودة شهدتها مصر في السنوات الأخيرة.

كانت عين المخرج أحمد رشوان تبحث عن كل التفاصيل في الميدان من خلال الفرق الفنية الصغيرة التي دفعتها الثورة للحياة، وكانت عينه ترصد رجل الشارع في تلك المعادلة، بالإضافة إلى أن رشوان لم ينس أبدا أن يقدم إحساسه هو بالثورة ومشاركته مع أهل الحي الذي يقطن فيه في الدفاع المدني، الذي كان يشكل ملمحا خاصا في الثورة المصرية، ويبقى الجانب الآخر أنه الجزء الخاص بامتداد أيام الثورة والتي كانت ترفع في البداية شعار «الشعب والجيش.. إيد واحدة».

وكان للمجلس العسكري الحاكم مكانة خاصة بعد أن أصدر البيان الأول مؤازرا للثورة قبل تنحي مبارك عن الحكم، ولعب هذا البيان دوره في تأكيد الإحساس بأن المجلس العسكري يبارك الثورة، ويرى أن مصر كان ينبغي أن تطيح بحسنى مبارك، وأغلب الأفلام التي اتكأت على الثورة وعرضت في الأشهر الأخيرة، ظلت حريصة على إظهار حالة الوئام بين المجلس العسكري والثورة، إلا أن فيلم «مولود في 25 يناير» يواصل رصده لمرحلة زمنية أبعد تستمر حتى 27 مايو (أيار)، عندما بدأ الشارع يرصد أن مبارك لم يحاكم وأن ما يجري هو فقط محاكمة للدائرة القريبة منه.. تتوقف عين المخرج كثيرا عند غضب الشارع الذي أجبر المجلس العسكري بعد ذلك على تقديم مبارك للتحقيق.. كان الشارع دائما يسبق المجلس العسكري في ممارسة الضغط على الأجهزة، التي كانت تبدو أحيانا وهي تريد أن لا تقترب من مبارك وعائلته، على الرغم من أن الكل يعلم بأن السمكة تفسد أولا من رأسها.

المخرج يقدم حالة أخرى بجوار الثورة، إنها حالة عشق للتوثيق بالكاميرا. إنها قوة السينما الحقيقية في الاحتفاظ بالحقيقة المصورة بما تحمله أيضا من نبض وحركة.. المخرج في طفولته قبل 40 عاما لم يلحق بهذا الزمن الذي يتم فيه التصوير بكاميرا الديجيتال، لكنه فعلها مع أبنائه، شاهدناهم أمامنا منذ لحظة الميلاد، كان هذا هو الجانب الذي تستطيع أن تراه وهو يحمل خصوصية أقرب إلى الذاتية، إلا أن المخرج أحاله إلى معنى أبعد بكثير من مجرد التوثيق العائلي حتى نرى فيه عشقا للسينما ولأهمية هذا التوثيق في حياتنا.

كان بالفيلم كاميرا ترصد باحتراف، وهي لمدير التصوير زكي عارف، بالإضافة إلى كاميرا أخرى بها روح الهواة للمخرج أحمد رشوان، وكان المزج بينهما قد منح الفيلم قدرا من التلقائية وتفوقت موسيقى إبراهيم شامل ومونتاج نادية حسن التي كان عليها هي والمخرج أن يمنحا الفيلم زخما إبداعيا خاصا ليصبح للتتابع التوثيقي روحه الجمالية. الدعوة التي يرصدها المخرج ويقولها من دون مواربة هي دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية.. ليس بالفيلم حالة من التعمد لتوصيل تلك الفكرة من خلال لقاءات متفق عليها، إلا أنك تستشعرها من خلال الأحداث التي يقدمها المخرج فهو لا يصرح بقدر ما يترك المتلقي يردد هذه القناعة ويرصدها ويعلنها من خلال تتابع لقطات الفيلم.. وفي ملمح هام يقدم المخرج في النهاية صورا لمواليد 25 يناير (كانون الثاني) ليصل إلى 27 مايو (أيار) وهو الذي يتواكب مع آخر لقطات رصدها الفيلم ليصبح وكأن صورة هذا الطفل في يوم ميلاده شاهد إثبات على تطور الثورة.

نعيش الثورة المصرية حتى الآن من خلال الأفلام التسجيلية، لأن الأفلام الروائية التي قدمت الثورة كانت فقط «تتشعبط» على أكتافها تحاول أن تقتنص لمحة الحقيقة. كانت تسرق هذه اللمحات، ولهذا لم يستقبلها الجمهور المصري بما انتظره صناعها من حفاوة لأنه لم يصدقها.. قبل يومين فقط بدأ عرض الفيلم التسجيلي «الطيب والشرس والسياسي» في دور العرض المصرية، وذلك كتجربة استثنائية ونادرة في السينما المصرية التي لم تتعود أن تعرض على الجمهور هذه النوعيات، ربما فقط جاء فيلم المخرج الأميركي مايكل مور «911 فهرنهايت» حالة خاصة، ولكنه على الرغم من الدعاية الضخمة التي صاحبته منذ عرضه قبل خمس سنوات في مهرجان «كان» وسخريته من جورج بوش الابن، لم يقبل الجمهور عليه.. الجمهور المصري لأنه ليس لديه هذا التراكم المعرفي المسبق بالفيلم التسجيلي، إلا أن المفاجأة هي أن فيلم «الطيب والشرس والسياسي» لاقى في بدايات عرضه إقبالا جماهيريا، وهو ما يجعلنا نترقب «مولود في 25 يناير» ليلتقي هو أيضا مع الجمهور في دور العرض وليس فقط المهرجانات ليولد في ثورة 25 يناير حالة أخرى من التذوق السينمائي ليرى الجمهور المصري، ومن ثم العربي أفلاما تسجيلية في سابقة كنا جميعا نعتبرها مستحيلة، ولكن ثورات الربيع العربي أحالت المستحيل إلى ممكن!

الشرق الأوسط في

09/12/2011

 

في حفل افتتاح المهرجان السينمائي الدولي 2011 برعاية المكتوم

توم كروز لـ«النهار»: استعد لشراء منزل في دبي

عبدالستار ناجي

اكد النجم العالمي توم كروز في تصريح خاص بـ«النهار» خلال وجوده في دبي لحضور حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي انه يحضر نفسه واسرته حاليا لشراء منزل في مدينة دبي التي احبها وبات يشعر انه في منزله للعلاقات التي يمتلكها واحساسه الدائم انه يعيش بين افراد اسرته.

وشدد كروز الذي استقبل بحفاوة كبيرة خلال افتتاح مهرجان دبي على انه في كل مرة يزور فيها هذه المدينة يشعر بعلاقة اكبر مع كل من يحيط به من اصدقاء ومعارف واماكن وانه سيكون في غاية السعادة ان تكون اسرته معه في الزيارة المقبلة التي توقعها في ربيع العام المقبل حيث سيقرر موضوع الشراء والاقامة في دبي الجميلة كما وصفها نجم السينما العالمية الاشهر في هوليوود. وكان مهرجان دبي افتتح عروضه بحضور سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم حيث عرض في الافتتاح احدث اعمال كروز الذي حمل عنوان «المهمة المستحيلة: اتفاق الشبح» الذي صورت مجموعة من مشاهده بين دبي ومومباي وعدد من المدن الاوروبية. وشارك في حفل الافتتاح حشد بارز من نجوم الفن السابع كان في استقبالهم رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة والمدير الفني للمهرجان مسعود امر الله. كما قال توم كروز في تصريحه الخاص بـ«النهار» انه يثمن الاهتمام والرعاية التي حظي بها شخصيا وفريق الفيلم من لدن سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم وحكومة دبي. واشار الى انه سيغادر دبي لتكملة جولته العالمية التي ستشمل عددا من المدن الاوروبية والتي ستتواصل حتى نهاية العام الحالي.

وجهة نظر

دبي «4»

عبدالستار ناجي

التأمل في النسبة الكبرى من فعاليات وأنشطة مهرجان دبي السينمائي الدولي، يحتاج الى الكثير من الوقت والكتابة، وفي هذه المحطة نتوقف عند «سند» وللذين لا يعرفون من «سند» هذا نقول، انه صندوق اسسته اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي، يتحرك وبخط متواز مع انشطة وفعاليات المهرجان، ويعمل هذا الصندق على استقبال اكبر عدد متميز من السيناريوهات والنصوص السسينمائية،، والتي تغطي انحاء المعمورة، ليصار الى التحكيم عليها، من قبل لجان متخصصة، تعمل على منح الدعم المادي لهذا السيناريو او ذاك، ليتسنى لهذا العمل او اصحابه الحضور والمشاركة، والانطلاق في فضاءات الحرفة.

هكذا صندوق، لم تخلقه الصدفة، بل هو حصاد كم من التجارب، التي درجت عليها كبريات المهرجانات، والدول، تعمل على منح فرص حقيقية، امام المبدعين الشباب على وجه الخصوص.

وعلى مدى الدورات الماضية، كان لـ «سند» الدور الفاعل في انتاج ودعم الكثير من الاعمال والمشاريع، التي راحت تأخذ مكانها بين عروض مهرجان دبي، وغيره من المهرجانات السينمائية الدولية.

«سند» بوابة مشرعة لدعم الابداع الشبابي الاماراتي والخليجي والعربي في المرحلة الاولى، كما انه يقدم الدعم للمشاريع العالمية، ضمن التأكيد على الاكتشافات الشبابية.

وللذين يعتقدون بان مهرجان دبي السينمائي الدولي، مجرد نجوم وبساط أحمر وكومة افلام، نقول بانه تقاليد وحرفيات، ستعمل على اثراء المهرجان والاخذ بيده وفي مقدمتها صندوق «سند» الذي راحت ميزانيته تتطور من أجل مساحات اكبر من الدعم والرعاية لشباب السينما في العالم.

وعلى المحبة نلتقي

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

09/12/2011

كروز يخطف الأضواء في افتتاح مهرجان دبي

خطف النجم السينمائي العالمي توم كروز الأضواء في حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي، الذي انطلقت دورته الثامنة وتسبب التزاحم على مشاهدة كروز في اغلاق شوارع رئيسة في دبي، اذ توافد المئات من المعجبين به نحو مقر المهرجان مسببين اختناقات مرورية شديدة. وبدا النجم العالمي ودودا للغاية مع الصحافيين والمعجبين أثناء مروره على السجادة الحمراء، اذ سمح بالتقاط صور تذكارية معه، والتوقيع على بطاقاتهم، وتبادل الحديث الباسم مع الحضور، وسط صيحات المعجبات.

وافتتح المهرجان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات، حاكم دبي، الذي رافق كروز في المرور على السجادة الحمراء، ثم تبعهما عدد كبير من الفنانين العالميين والخليجيين والمصريين والعرب.

ومن نجوم حفل الافتتاح لبلبة ودرة وعزت أبو عوف ورجاء الجداوي وعمرو وأكد وداود حسين وجابر نغموش ونيكول سابا. وحضر أيضا الفانون سايمون بيج وبولا باتون وأنيل كابور، وليا سيدو، والمنتج براين بورك والمخرج براد بيرد، الذين يشكلون فريق عمل فيلم مهمة مستحيلة 4» الذي افتتح المهرجان. ومنح مهرجان دبي السينمائي جائزة التكريم لهذا العام الى الفنان المصري جميل راتب والموسيقي الهندي ايه آر رحمن والمخرج الألماني فيرنر هيرترزوج، الذي سيحضر لاستلام جائزته خلال أيام المهرجان. وبعد تسلمه الجائزة أعلن جميل راتب اهداءها الى «شهداء الربيع العربي وشبابه» وسط تصفيق الحضور في حفل الافتتاح. ويعرض المهرجان 171 فيلما منها 46 فيلما تعرض للمرة الأولى. وسبق افتتاح المهرجان مؤتمر صحافي لتوم كروز تحدث فيه عن اعجابه بدبي، ما جعله يختارها لتصوير نحو 30 دقيقة من فيلمه الأخير «المهمة المستحيلة 4»، مشيرا الى انه كان خائفا قبل تصوير مشاهد القفز من برج خليفة الذي يعد أعلى ناطحة سحاب في العالم، وخضع لتدريبات شاقة لتصوير مشاهد خطرة في دبي، وحرص على تهيئة نفسه لتحمل درجات الحرارة المرتفعة في المدينة الخليجية، قبل قدومه اليها.

نجوم الفن الخليجي:

المهرجان بوابة صوب العالمية  

شدد عدد بارز من نجوم الوسط الفني في دول مجلس التعاون الخليجي على ان الاهمية معقودة على مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي وصفوه بانه بمنزلة البوابة الى العالمية لما يؤمنه من دعم ورعاية ويقدمه من فرص حقيقية لتلك العناصر للتواصل مع الابداع العالمي للفن السابع .

فى تصريحة لـ «النهار» اكد النجم القطري عبدالعزيز جاسم انه يعتبر نفسة من الضيوف الدائمين لمهرجان دبي السينمائي الدولي وانه يرى في المهرجان محطة حقيقية للتواصل مع كل ما هو جديد متميز من نتاجات السينما العالمية .

فيما أشار الفنان النجم داوود حسين الى انه يحرص اشد الحرص على التواجد وبشكل سنوي بين ضيوف المهرجان حيث يضع في جدوله السنوي مشاهدة اكبر عدد من نتاجات السينما العالمية وايضا التواصل مع اكبر عدد من نجوم السينما الذين يتوافدون على دبي بشكل سنوي.

كما اكد النجم السعودي عبدالمحسن النمر على جانب اخر وهو مساحة الحوار والتماس مع ابرز الحرفيين من نجوم ومخرجين ومنتجين وغيرهم من نقاد وصحافيين واعلاميين ما يعمل على تطوير فرص العمل المشترك بين الحرفيين في جميع انحاء عالم . وألمح الى ان مهرجان دبي وغيره من المهرجانات شكلت فرصة حقيقية لمساحات اكبر من الانتشار عربيا على وجه الخصوص.

هذا وعبرت الفنانة النجمة هدى حسين عن سعادتها للمشاركة في هذا الملتقى الذي يومن كما وصفته فرصا للاطلاع على جديد السينما. ووصفت المهرجان بانه بوابة صوب العالمية للذين يمتلكون الجدية في هذا الجانب والساعين الى مزيد من الانطلاق صوب العالمية .

وفى اطار متصل، قال الفنان النجم ابراهيم الحربي انه وعلى مدى السنوات الماضية من عمر هذا العرس السينمائي اتيحت له عدد من الفرص الحقيقية لتجاوز الاطر المحلية الى الفضاءات العربية الارحب والاخصب وهو شديد الحرص على تلبية دعوة مهرجان دبي .

وقالت الفنانة الشابة هيا عبدالسلام انها شاركت في الدورات الثلاث الاخيرة. كما قدمت في الدورة الماضية فيلم «ماي الجنة» مع المخرج عبدالله بوشهري. واشارت الى انها وخلال تواجدها هذه الايام في دبي تلقت عدداً من العروض الجديدة وهذا يعني ان المهرجان ودبي بالذات باتت فاتحة خير لها ولجيلها من شباب الوسط الفني .

كما أكد الفنان والمخرج الشاب صادق بهبهاني انه حرص هذا العام على التواجد رغم عرض اخر افلامه في احدى تظاهرات المهرجان لان الحضور يؤمن فرصا اكبر من الحوار وايضا الاطلاع وهذا ما تحقق على مدى اليومين الماضيين من مشاهدة عدد من الافلام وايضا التواصل مع اكبر عدد من النجوم والمخرجين والنقاد والاعلاميين .

تلك الآراء من عدد بارز من الفنانين والنجوم تؤكد المكانة التي راح يحتلها عرس دبي السينمائي الدولي.

النهار الكويتية في

09/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)