حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي الثالث ـ 2011

«ذهبٌ أسود» لآنو يفتتح «مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الثالث»

سبعة أفلام عربية.. ماذا تخبئ للسينما وللمهرجان؟

نديم جرجورة

إنها دورة ثالثة. مهرجان سينمائي عربي دولي آخر يُقام في منطقة الخليج العربي. اتفاقه و«مهرجان ترايبكا» في نيويورك، الذي أنشأه الممثل والمخرج الأميركي روبرت دي نيرو إثر اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001، منحه إضافة ما. إنها محاولة للقول إن منطقة الخليج العربي مُقبلة على مزيد من العمل الثقافي والفني. إن دولة قطر تحديداً تلحق بمن سبقها، في السياسة والعمران والاقتصاد، كما في الثقافة والفنون. السينما متعة. محتاجة هي إلى ميزانيات ضخمة. دولة قطر غنيّة بالمال والموقع الجيوسياسي. غنيّة بإمكانيات قابلة لجعلها دولة فاعلة في المشهد العام. إقبال غربيين عليها لإنجاز أفلام سينمائية، أو لعرض ما ابتكرته مخيّلاتهم، لا يختلف عن إقبالهم وغيرهم على دول عربية سبقت قطر في المجال هذا: المغرب، تونس، الأردن، الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي ودبي). الفيلم المختار لافتتاح الدورة الثالثة هذه، مساء أمس الأول الثلاثاء، «ذهب أسود»، منضوٍ في الإطار نفسه: مخرج فرنسي يُدعى جان ـ جاك آنو، «قرّر» إنجاز فيلم «ملحمي» عن تفاصيل تاريخية مرتبطة بالذاكرة الجماعية لشعوب منطقة الخليج. عن النفط واكتشافاته الأولى. عن الصراعات والقبائل. عن المشهدية الضخمة في الجانب الصناعيّ للسينما. صُوِّرت لقطات عدّة منه في قطر. في صحرائها التي تغنّى آنو بجمالها وسحرها.

مبادرة

إنها دورة ثالثة. يُفترض بها أن تكون دورة المهنيّة والاحتراف. البدايات انتهت. في مجالات كهذه، لا يُمكن الانتظار طويلاً لإعلان التأسيس الاحترافي. دورتان اثنتان كافيتان. بدءاً من الآن، بات «مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي» مُطالبٌ بتفعيل حضوره الفني والثقافي، خليجياً وعربياً ودولياً. مُطالبٌ بتفعيل حضوره السينمائي، عروضاً وانفتاحاً وإنتاجاً. العناوين والبرامج المختارة للدورة الثالثة هذه، المنتهية في التاسع والعشرين من تشرين الأول الجاري، مثيرة للمُشاهدة والمتابعة. أما قراءة المضامين، فتأتي لاحقاً. أفلام عربية وغربية. نشاطات موازية. برامج واحتفالات.

هناك مثلاً المبادرة التمويلية لـ«مؤسّسة الدوحة للأفلام»، المعنية بـ«تطوير صناعة السينما في قطر». المعنية أيضاً بـ«دعم أصحاب الموهبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». تُقدّم المؤسّسة بفضل المبادرة هذه، المعنونة بـ«مشاريع الدوحة»، ما وُصِفَ بالقول إنه «فرصة فريدة» لأكثر من أربعين شخصاً حصلوا على المنح السينمائية من المؤسّسة، «لتلقّي التوجيه والرعاية والاطّلاع على الوجوه كلّها لصناعة الأفلام»، بالإضافة إلى «توفير الرعاية الشاملة لصانعي الأفلام الإقليميين، وزيادة الإمكانات اللازمة لتمويل الأفلام». هذه أسئلة مُعلّقة. تجربتا مهرجاني دبي وأبو ظبي في المجال نفسه أثمرتا تمويلاً إنتاجياً متنوّعاً لمشاريع مختلفة. في الدوحة، المسألة مُشابهة: سينمائيون عرب عديدون محتاجون إلى دعم. أو إلى تمويل. محتاجون إلى سياسة إنتاجية متكاملة. المنح وصناديق الدعم محصورة بمبادرات مؤقّتة، وإن لم تتوقّف عن عملها منذ إنشائها قبل أعوام قليلة. هذه ليست خطة متكاملة. بل جزء أساسي من خطّة، محتاجٌ إلى بلورة مضمونه باتّجاه سياسة تشمل الإنتاج والتوزيع والعرض داخل الدول الخليجية وخارجها.

بدأت الدورة الثالثة بالعرض الأول لـ«ذهب أسود». تنتهي الدورة نفسها بالعرض الشرق أوسطي الأول لـ«اللايدي» للوك بوسّون. مخرجان فرنسيان أنجزا فيلمين منتميين إلى ما يُعرف بـ«الإنتاج الضخم»، مالياً على الأقل. موضوعان مهمّان (عن النفط والصراعات القبائلية مطلع القرن الفائت في الأول، وسرد فصول من سيرة المناضلة آنغ سان سو كي في الثاني)، لكنهما محتاجان إلى قراءة نقدية سينمائية بحتة. لكل مخرج تاريخ وإبداع. لكل مخرج براعة معهودة في الإخراج وعوالمه المختلفة. النتيجة؟ الإنتاج الضخم لا يصنع، لوحده، فيلماً سينمائياً. التاريخ الإبداعي يحتمل خللاً وارتباكاً أحياناً. المهرجان دعوة إلى المُشاهدة. المُشاهدة دعوة إلى السفر داخل فضاءات وأساليب.

اللائحة طويلة. الأفلام كثيرة. البرامج متنوّعة. في فئة الأفلام الروائية العربية الطويلة مثلاً، هناك سبعة أفلام لا تزال «طريّة العود» على المستوى الجماهيري. أي أنها لم تُعرض كلّها تجارياً لغاية الآن. سبعة أفلام جديدة: «إنسان شريف» للّبناني جان كلود قدسي أحدها. مرّ وقتٌ طويل جداً قبل إقدامه على الخطوة الإخراجية الثانية. في العام 1994، قدّم قدسي فيلمه الروائي الطويل الأول «آن الأوان». غياب غير معروفة أسبابه. منذ نحو عامين، تردّد أن قدسي بدأ الإعداد (ثم التنفيذ) لفيلمه الروائي الجديد. ظهر الفيلم في اللائحة الرسمية للأفلام المُشاركة في «مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي» قبل أسابيع قليلة. المعلومات الرسمية الخاصّة بالحبكة أفادت أن أحداثه تجري في الأردن ولبنان. أن قصّته معقودة على ثنائية الحبّ والخيانة. عن مظاهر أخرى من الطبيعة الإنسانية: جريمة قتل ارتكبها إبراهيم بسبب امرأة غامضة عرفها قبل عشرين عاماً. العودة الراهنة إلى الوطن محفوفة بمخاطر ذاتية: مواجهة الماضي للتحرّر منه، أم استعادته للتطهّر، عبره، من آثامه؟ أو من آثام مرتَكَبة باسمه، أو في ظلّه؟

لائحة عربية

اسم ثان: الجزائري مرزاق علواش. قبل عامين، قدّم «حرّاقة»: عن الهجرة السرّية. عن البؤس الفردي والشقاء الجماعي. عن الخيبة الدائمة والأمل المُجهض. ماذا عن جديده؟ «طبيعي» (بحسب العنوان المُعتمد في لائحة المهرجان) استعاد مرحلة التأثيرات الخارجية للربيع العربي على الشارع الجزائري، في كانون الأول 2010. «أعمال شغب» حصلت بالتزامن والحراك الشعبي العفوي والسلمي في تونس أولاً، ثم في مصر. لكن، في مقابل الأعمال هذه، هناك رغبة فنان سينمائي في الإعلان عن فيلم جديد له كتبه سابقاً، تناول فيه «خيبة الشباب في التعبير عن أفكارهم». فيلم داخل فيلم؟ أو قصّة مكتوبة في طيات قصّة أخرى؟ مواطنه الشاب رباح عامور زيميش بات أحد أبرز ممثلي الجيل السينمائي الجزائري العربي الجديد. معروفٌ باختلافه البصري في مقاربة الحكايات ومعالجة المسائل. في العام 2001، أعلن عن نفسه مخرجاً بفضل «شوي شوي» (الترجمة الحرفية للعنوان الفرنسي: «شوي شوي، ما الذي يحصل؟»). بعده بخمسة أعوام فقط، حقّق «بلاد رقم واحد». في الدوحة، يُقدّم جديده «أغنية المهرّب»: عن لوي ماندارن، المعروف في فرنسا في منتصف القرن الثامن عشر. عن مآثره وأصدقائه الذين نفّذوا حملات تهريب محفوفة بالمخاطر في المقاطعات الفرنسية، وكسبوا ثرواتهم ببيعهم منتجات مهرّبة، كالتبغ والمنسوجات مثلاً.

المغربيّ الأصل الفرنسي الولادة والجنسية رشدي زيم مختلف. حضوره التمثيلي سينمائي وتلفزيوني في الدرجة الأولى. عمله كمخرج نادر. في العام 2006، حقّق «نيّة سيئة»: عن عاشقين (يهودية ومسلم) يواجهان قدراً ومآزق. جديده الإخراجي «عمر قتلني»: قصّة حقيقية بدأت فصولها في الرابع والعشرين من حزيران 1991، عندما أُلقي القبض على البستاني المغربي المهاجر عُمر بتهمة قتل سيّدة البيت. الدليل: خطّ بالدم الأحمر عائد للقتيلة أفاد أن «عمر قتلني». أعوام طويلة مرّت. جهله اللغة الفرنسية حينها أعاق دفاعه عن نفسه. خرج الرجل من السجن. قضايا ومناكفات. أثار الفيلم جدلاً إنسانياً وثقافياً وقضائياً في فرنسا. هذا مختلف. أكاد أقول إنه على نقيض الجزائرية الأصل الفرنسية الجنسية فاطمة زهراء زعموم، التي جمعت الرسم بالسينما. أخرجت أفلاماً عدّة. جديدها في الدوحة معنون بـ«قدّيش تحبّني»: الصبي عادل في منزل جدّيه. والداه أرادا هذا. هناك، يكتشف أموراً ويواجه تحدّيات. يتمرّن على الحياة، بفضل جدّيه اللذين سعيا لإدخاله فيها. «قصّة مؤثّرة عن الحبّ والطفولة في مدينة الجزائر».

ماذا بعد؟

يُمكن القول إن الصفة الأخيرة ملائمة للنصّ السينمائي الجديد «الشوق» للمصري خالد الحجر. لكن، ليس في مدينة الجزائر، بل في مصر. هنا أيضاً تفاصيل مثيرة عن قاع المدينة وشقاء ناسها. عن الأحلام الكبيرة، والحب البديع، والطفولة المقتولة. عن العشوائيات المعروفة في البلد هذا. عن المكان المُذِلّ، والمهانة اليومية. عن المواجهة المطلوبة لتجاوز البؤس. كأن هذه الصورة حال الفيلم الكردي العراقي «قلب أحمر» لهلكوت مصطفى: بدت شيرين (19 عاماً) في لحظة مفصلية. الأب يريد زوجة له بعد وفاة والدتها. صراع من النوع التقليدي، لكنه مفتوح على أسئلة أعمق وأخطر: الحبيب السري. الهجرة إلى المدينة. الوحدة. السجن... إلخ.

هذه باختصار صورة أولى عن النتاج الروائي العربي الطويل. إنه أشبه باستكمال سينمائي لحراك إنتاجي حديث تعيشه السينما العربية حالياً. تعيشه وفقاً لحركة تاريخية لا علاقة لها بما جرى ويجري في الشارع العربي، لأنها حركة سابقة لولادة «الربيع العربي»، وممتدّة إلى الآنيّ. متعة المُشاهدة مزدوجة الهدف: معاينة الجديد، ومحاولة إدراك الخطوات التجديدية في صناعة الصورة العربية سينمائياً. في الدورة الخامسة لـ«مهرجان أبو ظبي السينمائي» (13 ـ 21 تشرين الأول 2011)، عُرضت أفلامٌ عربية متنوّعة الأشكال والمضامين والحكايات والاشتغالات. متنوّعة إلى درجة مثيرة للقراءة النقدية، والسجال الثقافي، والتحليل الفني. في «مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الثالث»، هناك سبعة أفلام روائية طويلة أيضاً.

المُشاهدة كفيلة بالإجابة على سؤال جوهري. أو بالأحرى، محاولة الإجابة النقدية: ماذا عن الواقع الراهن لهذه الحركة، إنتاجياً وسينمائياً وثقافياً، الخاصّة بالسينما العربية الجديدة هذه؟ المُشاهدة جزءٌ من مواكبة الحدث. الأفلام العربية المعروضة في «مهرجان أبو ظبي السينمائي الخامس» عكست تفاوتاً ملحوظاً بين إبداع مغربيّ واستسهال شكليّ مصريّ، مثلاً. الصراع الإبداعي بين الطرفين بدا مفتاحاً للدخول إلى جديد الحراك السينمائي العربي. الأفلام العربية السبعة المُشاركة في مهرجان الدوحة، مفتاح آخر. تُرى، ماذا يُخبّئ «مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن» (7 ـ 14 كانون الأول 2011) من مفاجآت، على المستوى العربي نفسه؟

كلاكيت

صانع الأفلام وقاتلها

نديم جرجوره

المال صانع أفلام. لكنه قاتلها أيضاً. الوفرة ضرورة. الصناعة محتاجة إلى تمويل مالي مباشر. أدوات وتجهيزات وتقنيات وتكاليف. أجور عمّال وفنانين. مصاريف ترويج وتسويق. المال صانع مهرجانات أيضاً. لكنه قاتلها أحياناً. الوفرة ضرورة. الكثرة تُصيب العمل، فيلماً أو مهرجاناً، في مقتل. الكثرة قاتلة، إذا لم تُوظَّف في الاتّجاه الصحيح. إذا لم تُخَصَّص بالأطر الموصلة إلى نتيجة جامعة شكلاً ومضموناً إبداعيين متكاملين. إذا لم توضع في المكان «الصحّ». غالب الظنّ أن الخيط رفيعٌ جداً بين «الصحّ» و«الخطأ» في أمور كهذه.

المال أساسي. العالم العربي محتاج إلى خطط طويلة الأمد في مسألة الإنتاج السينمائي. لا يعني هذا أن لا أفلام من دون أموال طائلة. هناك أفلام عربية عدّة ذات براعة لا توصف، مواضيع ومعالجات واشتغالات تقنية وفنية، أُنتجت بميزانيات صغيرة الحجم. هناك مهرجانات عربية متواضعة، أثبتت حضوراً بميزانيات قليلة. أثبتت قدرة على تواصل فعّال مع السينما ومحبّيها. مع صانعيها ومُشاهديها. مع تطوّرها وبلورة آفاقها المفتوحة على أسئلة واختبارات. أقول إن المال أساسي، ولا أحصر المسألة بالكمية فقط. مخرجون عرب أدركوا اللعبة. تغاضوا عن أشياء، كي يُوفّروا للأهمّ، بالنسبة إليهم، أكبر قدر من الميزانية المطلوبة. أقول إن المال أساسي، لأنه الجوهر المادي للبناء الثقافي الإبداعي. منظّمو مهرجانات عرفوا أن الحيلة طريقٌ إلى النجاح أيضاً. الحيلة على التكاليف. على الميزانيات. سخّروا ما لديهم من طاقات ثقافية وفكرية من أجل نشاط أفضل.

المهرجان مختلف عن الفيلم. المهرجان محتاج إلى أموال أكثر من احتياج فيلم إليها، خصوصاً إذا أريد له أن يبلغ مرتبة دولية. أن ينتزع اعترافاً سينمائياً سليماً. أن يكون مرآة الجديد والمختلف. أن يدعم الجديد والمختلف. أو ما يراه متوافقاً ومنهجه. التنافس أداة. محتاجٌ إلى أموال لاستقطاب الجديد أو المختلف. لاستقطاب صانعي الجديد أو المختلف. ما جرى ويجري في منطقة الخليج العربي، في دبي وأبو ظبي والدوحة الدوحة تحديداً، دليلٌ على الدور الأساسيّ للمال في صناعة «صورة دولية» ما للمهرجانات المُقامة فيها حالياً. السعي، بشتّى الوسائل، للحصول على أفلام. لتقديم منح ومساعدات إنتاجية. لإتاحة فرص أمام سينمائيين للتواصل مع منتجين. هذا مفيدٌ جداً. لكن السؤال متعلّق بالمسار المقبل: هل الصناديق الداعمة «موقّتة»، أم قابلة للعيش بالاعتماد على خطط مستقبلية بعيدة الأمد؟ هل الصناديق هذه موجودة حالياً ضمن سياسة التنافس الحادّ بين المدن الثلاث (المهرجانات الثلاثة)، أم أنها مؤسّسات متكاملة في صوغ آليات ثباتها واستمرارها وتطوّرها؟

المال صانع أفلام. لكنه قاتلها أيضاً. قلّته تُشبه، أحياناً، كثرته. حجب أموال عن مشاريع واعدة، قاتل. تماماً كصرف مبالغ طائلة على مشاريع سيئة. المشروع المكتوب، بحدّ ذاته، مخادع. الحاجة ماسّة إلى يقظة ووعي معرفي يستبق المسائل ويُتقن اختيار الأفضل.

مع هذا، الأمر مخادع فعلاً. المأزق خطر فعلاً، أيضاً.

السفير اللبنانية في

27/10/2011

 

فيلمه الأخير يختتم «مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الـ3»

الفرنسي لوك بوسّون عن «اللايدي»: قصّة حبّ وسط العنف والدم

نديم جرجورة 

ما الذي يدفع مخرجاً فرنسياً، عمل في الإنتاج السينمائي أيضاً، وقدّم عدداً من أبرز الأفلام الدولية وأجملها وأكثرها إثارة لمتعة العين وشغف الانفعال وتفجير السجال، أن يذهب إلى بورما، منقّباً في إحدى أقصى مراحلها التاريخية عنفاً وتحوّلات؟ لعلّه الشغف بالمسائل القابلة لأن تكون نتاجاً إبداعياً بصرياً. لعلّها القصّة، بحدّ ذاتها، التي جعلته مهتمّاً بالمرأة داخل اللعبة الدموية، وبالإنسان في المرأة هذه المقيمة في دائرة البغض والنزاعات القاتلة. يُصبح الجواب أسهل وأوضح، عندما يعترف المخرج نفسه بأن «الرجل البطل أمرٌ سخيف»، معتبراً أن سِيَر النساء أهمّ.

المخرج والمنتج الفرنسي لوك بوسّون (مواليد باريس، 18 آذار 1959) حقّق فيلماً جديداً عنونه بـ«اللايدي» (تمثيل: ميشيل يو وديفيد تويليز وويليام هوب)، أعاد فيه صوغ مقتطفات من سيرة حياة آنغ سان سو كي (مواليد رانغوون/ بورما البريطانية، 19 حزيران 1945) بصرياً، هي المرأة المناضلة والمُعارِضة المعروفة في بورما، الحائزة على «جائزة نوبل للسلام» في العام 1991. علماً أن إطلاق العروض التجارية لـ«الفيلم الحدث»، كما وصفه نقّاد عديدون، حُدِّد بتاريخ الثلاثين من تشرين الثاني 2011.

في حوارات صحافية متفرّقة منشورة مؤخّراً في صحف ومجلاّت فرنسية عدّة، قال لوك بوسّون، الذي حقّق أفلاماً عديدة عن شخصيات نسائية (نيكيتا، جان دارك، آديل بلان سيكو وغيرهنّ)، ردّاً على سؤال متعلّق بسبب «فتنته» بالنساء: «الرجل البطل أمر سخيف. أرى أن سِيَر النساء أهمّ. المناضلة البورمانية تزن ستين كيلوغراماً، وتواجه 280 ألف جندي وحدها. هذا مؤثّر أكثر من أعمال هرقل الاثنتي عشرة». وعن سبب اختياره تحقيق الفيلم قبل أن تكون لديه أدنى فكرة عن السيناريو (وهذا نادرٌ في سيرته المهنية)، قال بوسّون: «قمت بردّ فعل عفوي لدى قراءتي النصّ السينمائي. بكيتُ متأثّراً بالحكاية. القصّة مؤثّرة فعلاً. عرفتُ زوجها أيضاً. علاقتهما أجمل ما يُمكن أن تكون عليه قصّة حب في العالم، منذ «روميو وجولييت». عندما ذهبتْ إلى بورما، كانت تخطّت الأربعين من عمرها. لديها ولدان. تسكن في أوكسفورد منذ خمسة عشر عاماً. لم تزر بلدها إلاّ في مناسبات نادرة. في العام 1988، غرق بلدها في العنف والديكتاتورية. عندما شاهدتْ التحرّكات الدموية ذاك العام، خرج منها شيء عميق». وردّاً على سؤال حول سبب تسميتها بـ«اللايدي» قال: «ممنوع ذكر اسمها في بلدها. هناك، تُلقَّب بـ«سيدة البحيرة» (السيّدة، أو اللايدي). العنوان فرض نفسه: إنها الأخوَّة واللاعنف والزهد».

إلى ذلك، وأثناء تصوير الفيلم، أُطلق سراح آنغ سان سو كي. قال بوسّون عمّا إذا أربكه الأمر أم لا: «شعرتُ بضياع قليل. لكن أحد أهداف الفيلم يكمن في إثارة المسألة. في اللحظة الأولى لإطلاق سراحها، وقعتُ في حيرة. لكن سرعان ما تلاشت الحيرة، لأن الفيلم أبعد من ذلك. لأنها حرّرت في بلدها، وحُلَّ حزبها، وجُرِّدت من حقوقها، ومُنعت من مزاولة السياسة». وعمّا إذا كانت «اللايدي» شاهدت أفلامه السابقة، قال: «لم تكن قد شاهدت «نيكيتا». أرسلتُ إليها أيضاً «جان دارك» و«العنصر الخامس» و«الأزرق الكبير» فقط».

من ناحية أخرى، أعلنت «مؤسّسة الدوحة للأفلام» في قطر أن «اللايدي» للوك بوسّون سيختتم الدورة الثالثة لـ«مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي»، في التاسع والعشرين من تشرين الأول الجاري في العاصمة القطرية، علماً بأن «ذهب أسود» للفرنسي أيضاً جان جاك آنو، افتتح الدورة نفسها في الخامس والعشرين من الشهر نفسه: «إنه ملحمة شخصية، تروي قصّة حياة وحبّ الناشطة السياسية آنغ سان سو كي، وزواجها من الكاتب والأكاديمي مايكل آريس، بالتزامن ونضالها ضد اضطهاد الحكومة، لتثبيت الديمقراطية في النظام السياسي في بلدها». في تعليقه على اختيار فيلمه لعرضه في حفلة الختام تلك، قال بوسّون: «أنا سعيدٌ وفخورٌ باختيار فيلمي هذا ليُعرض في ختام الدورة الجديدة لـ«مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي». بهذا، يكون العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط. ألهمتني قصّة أونغ سان سو كي ومعركتها المستمرة من أجل الديموقراطية. أتمنّى أن يساعد هذا الفيلم على التعرّف الى قضيتها ونشر صوتها بين المشاهدين في أنحاء العالم».

السفير اللبنانية في

27/10/2011

 

محمد حفظى يشارك فى حلقة نقاشية بمهرجان الدوحة ترابيكا السينمائى

كتب على الكشوطى  

وصل المنتج والسيناريست المصرى محمد حفظى مدير شركة فيلم كلينك إلى الدوحة للمشاركة فى حلقة نقاشية تقام ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة ترابيكا السينمائى، وتدور حول مصادر دخل السينما من الإعلام الجديد.

يدير حلقة النقاش التى يشارك فيها حفظى - وهو أيضاً أحد مؤسسى شركة Pacha Pictures - المحلل السينمائى علاء كركوتى - رئيس مجلس إدارة شركة ماد سولوشنز - ويشارك فيها كل من أمينة بلغيتى، رئيسة شركات العرض للأسواق الجديدة لشركة Facebook، فادى إسماعيل، رئيس الخدمات لمؤسسة إم بى سى غروب، كارين شيبان، رئيس البرمجة لشركة Integral، وآفتار بانيسار، نائب الرئيس للعمليات الدولية بشركة أفلام ياش راج.

تطرح حلقة النقاش مجموعة من الأسئلة الهامة عن موضوع سيشكل أحد أهم ركائز صناعة السينما فى المستقبل القريب: ما هى مصادر الدخل الممكنة من وسائل العرض الجديدة؟ خاصة أنها المرة الأولى فى التاريخ التى يستطيع فيها أى شخص الوصول لأى محتوى من خلال عدد لا نهائى من وسائل العرض وليس فقط السينما والتلفزيون. ما تأثير ذلك على العالم العربى حتى الآن؟ خاصة مع وجود سوق واعدة لكن ضعيفة فى بعض الدول العربية.

وكانت شركة فيلم كلينك قد حصدت ثلاث جوائز دفعة واحدة فى الدورة الخامسة من مهرجان أبو ظبى السينمائي، حيث حصل محمد حفظى على جائزة أفضل منتج عربى عن الفيلم الوثائقى تحرير 2011 | الطيب والشرس والسياسي، فيما حصل فيلم أسماء على جائزتى أفضل ممثل لماجد الكدواني، وأفضل مخرج لعمرو سلامة وهو من إنتاج فيلم كلينك بالشراكة مع شركة نيو سينشرى للإنتاج السينمائى.

اليوم السابع المصرية في

27/10/2011

 

خالد النبوي: «عالم واحد..إيد واحدة مبادرة تساهم السينما في بلورتها للعالم»

حميدة أبو هميلة  

أكد خالد النبوي في تصريحات خاصة أن مبادرته التي أطلقها بعنوان «عالم واحد ..فريق واحد.. إيد واحدة» هي تهدف في الأساس إلى إرسال رسالة للإنسانية مفادها أن السينما يمكن أن توحد الشعوب، ومن المعروف أن خالد النبوي قام بإلقاء كلمة أمس ـ الأربعاء ـ في ثاني أيام مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائي خلال حفل إفتتاح تظاهرة حرر التي يعرض من خلالها خمسين فيلما عن ربيع الثورات العربية.

وقد أطلق النوبي هذه المبادرة في مصر ثم قام بتطويرها للعالم العربي من الدوحة، ثم أطلقها للعالم كله، وقام بدعوة صناع السينما بإرسال هذه الرسالة عبر أفلامهم للعالم بإعتبار السينما هي القوة الناعمة، وأسرع وسيلة تصل للناس، وجاء نص الكلمة كالتالي «أشعر بالفخر والشرف وأنا أتحدث اليوم عن التحرير وأنا القادم من ميدان التحرير.. هذا الميدان الذي أصبح رمزا للشرف والعزة والكرامة، رمزا لحرية الإنسانية في العصر الحديث.. رمزا للحرية من ميدان تحرير القاهرة إلى تحرير حى المال فى نيويورك.. وأشعر بالفخر لأن الحضارة الجديدة التي تتشكل فى القرن الواحد والعشرين بدا نورها فى العالم العربى»

وأضاف أشعر بالفخر لأنني قادم من هذا العالم العربى.. وعلى العالم، وبخاصة الإعلام العالمي أن يصحح الصورة السيئة التي ساهم في صنعها والتي أثبتنا أننا لا نستحقها.. وعلى كل الحكومات في العالم أن تدرك أن رغبة الإنسانية للحرية لا يمكن أن تتوقف ولا يمكن أن يكون لها سقف الحرية وتعنى الحرية ولا تغني شيئا بين، وليعلم الجميع أن الإنسانية ثارت لأنها أدركت أن الحكومات في العالم لم يكن لديها الرغبة الحقيقية للقضاء على الفقر، وأنها أعادت الإنسانية إلى المربع صفر.

لقد أدركت الإنسانية أن حكومات الدول الكبار فشلت فى «ديفوس»، ولهذا لابد للإنسانية أن تشارك في صنع مصيرها ومصير الأجيال القادمة حتى تتحقق لهم الجنة هنا على الأرض.

وإختتم قوله «لم تعد الإنسانية راغبة فى تأجيل جنتها للقاء السماء، ولكنها تريد بعضًا منها على الأرض، وليدرك كل حاكم يبشر شعبه أن يؤجل حلم الجنة، أننا لن نستمع له وسنثور عليه، ومن هنا أقدم دعوة للإنسانية التي تستظل بسماء واحدة أن تتحد وأن تكون عالما واحدا.. وقلب واحدة .. ويدا واحدة.. كى نهزم الفقر والجهل والمرض ونحصل على بعضاً من الجنة هنا على هذا الكوكب ..كوكب الأرض ولا تنسوا عالما واحدا.. قلبا واحدا.. ويدا واحدة».

التحرير المصرية في

28/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)