حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 2011

مقالات من داخل المهرجان

منح برواياته مفاتيح الدخول السينمائي إليها وإلى شخصياتها

"نجيب محفوظ سينمائياً" في ندوة تكريمية

في إطار احتفاله بالذكرى المئة على ولادته، نظّم "مهرجان أبوظبي السينمائي" ندوة حول العلاقة القائمة بين الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ والسينما، سواء تلك التي قدّم لها نصوصاً مكتوبة، أو التي ساهم في كتابة نصوص خاصّاً بها، أو عبر روايات اقتبسها مخرجون مصريون ومكسيكيون، رأى بعضهم فيها امتداداً لاشتغاله السينمائي وتأمّلاته الفكرية والإنسانية. والاحتفال بالذكرى هذه موزّع على الندوة المذكورة، وإصدار كتاب تناول جوانب مختلفة من العلاقة تلك، بالإضافة إلى عروض سينمائية لثمانية أفلام، بينها فيلمين مكسيكيين. هناك أيضاً معرض ملصقات أفلام مقتبسة من العالم الروائي لمحفوظ.

بعد ظهر الثلاثاء 18 تشرين الأول/أكتوبر 2011، التقى عددٌ من المهتمّين بالعالمين الروائي والسينمائي لنجيب محفوظ، وبالتداخل بينهما والتصادم في أساليب مقاربتهما شؤون الناس والدنيا، مستمعين إلى ثلاثة نقّاد مصريين هم سمير فريد وكمال رمزي ووائل عبد الفتاح، بإدارة مبرمج التظاهرة التكريمية انتشال التميمي، ومتسائلين جميعهم عن عناوين عامّة ميّزت العلاقة تلك. المدير الفني للمهرجان بيتر سكارليت ألقى كلمة تحدّث فيها عن بدايات الفكرة وتحويلها إلى واقع، وقدَّم المخرج المكسيكي أرتورو ربنستين، الذي أنجز "بداية ونهاية" في العام 1993. في كلمة مختصرة، استعاد ربنستين تفاصيل شخصية عن علاقته بالرواية، وعن التأثّر الكبير لزوجته بها، وعن رغبته في تحويلها إلى فيلم سينمائي.

انتشال التميمي قال إن البرنامج الخاصّ بنجيب محفوظ يُفترض به أن يعمّ دولاً ومدناً عربية وغربية عدّة، لأن للراحل امتدادٌ في الأمكنة كلّها. أضاف أن البرنامج اصطدم بالحدث المهمّ في القاهرة، ما حال دون إقامته هناك أولاً، مشدّداً على أن هذا كلّه ليس عذراً. قدّم الكتاب الصادر عن إدارة المهرجان "نجيب محفوظ سينمائياً"، المتضمّن مقالات ودراسات لكل من سمير فريد وإبراهيم العريس وباث أليثيا غارثيا دييغو (ترجمة رفعت عطفة) وكمال رمزي ووائل عبد الفتاح، ومعتذراً عن عدم تمكّن العريس ودييغو من الحضور. كمال رمزي تحدّث عن الانتقال الجذري لممثلين وممثلات مصريين من الأداء العادي إلى الأداء الأرفع قيمة وحيوية وبراعة، بفضل الشخصيات التي أتقن محفوظ منح قارئها والممثل والسينمائي مفتاح الدخول إليها: من شكري سرحان وسناء جميل إلى يحيى شاهين وآخرين. قال إن هناك دائماً جملة ما في النصّ الروائي تصيب وتراً حسّاساً في ذات الممثل، فيجعلها ركيزة لأدائه. قال أيضاً أن محمود مرسي، الذي قدّم شخصية أحمد عبدالجواد (بطل الثلاثية) في مسلسل تلفزيوني، أخبره بشعوره بأنه خاض مباراة خرج خاسراً منها أمام يحيى شاهين. نقل عنه أيضاً أنه هو، محمود مرسي، كان يبحث عن أحمد عبد الجواد، لكن أحمد عبد الجواد كان يبحث عن يحيى شاهين. استعاد علاقة شكري سرحان بـ"اللص والكلاب"، التي قرأ الصفحتين الأولى والثانية منها فقط، فشعر بحماسة فظيعة للمشاركة في الفيلم، الذي حافظ فيه على جزوة النار المعتملة في داخله، سواء بصمته أم بأحاديثه.

من جهته، حدّد سمير فريد نقاطاً أساسية رأى أنها الأنسب لرسم ملامح العلاقة بين محفوظ والسينما، مشيراً إلى أن غياب التوثيق السليم والمعلومات الصائبة حالت دون التأكّد من صحّة المعلومات الخاصّة بالأرقام، التي قال فريد إنه اشتغل طويلاً عليها لتوضيحها وتثبيتها. قال إن هناك محاور عديدة للعلاقة هذه، بدءاً من الأفلام التي كتبها، أو التي اشترك في كتابتها ولم تُنشر كأعمال أدبية. قال إن هناك تسعة وعشرين فيلماً أُنجزت بين العامين 1947 و1978. تحدّث عن بعضها، كقيم فنية وكأخبار متداولة. بدا فريد متوغّلاً في عوالم جعلها نماذج سينمائية خاصّة بمحفوظ، وخاصّة بمن نقلها إلى الشاشة الكبيرة. اعتبر أن محفوظ كتب للسينما عندما توقّف عن كتابة الأدب. ذكر أنه من المؤكّد أن الكتابة للسينما تحقّق عائدات مالية أكبر من عائدات الأدب، لكن المؤكّد أيضاً أن محفوظ لم يسع لحياة الرفاهية طوال حياته.

أما وائل عبد الفتاح، فتسائل عمّا إذا كان يُمكن للمرء أن يتخيّل سينما واقعية من دون نجيب محفوظ، معتبراً أن حصادها سيكون "ساذجاً، أو خاضعاً لصُوَر ذهنية" مُفارقة لـ"فن الصور المتحرّكة". قال إن محفوظ أول أديب عمل في السينما، مضيفاً أن لا مبالغة في التأكيد على أنه "أكثر الأدباء تأثيراً في خلق ما يُمكن وصفه بالكتابة للسينما".

من داخل المهرجان في

18/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)