حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

مهرجان كان السينمائي الدولي (9):

كان يقرر أن لارس فون ترايير «شخصية ممنوعة»

كان: محمد رُضا

قرر مجلس مديري مهرجان بعد اجتماع طارئ فرض حظر على المخرج الدنماركي لارس فون ترايير بعد التصريحات التي أدلى بها والتي وُصفت بأنها جاءت متعاطفة مع النازية وهتلر.

وقد أصدر المجلس بيانا قال فيه «إن مهرجان كان طالما سعى لأن يكون منبر تعبير حرا لكنه لا يسعه إلا أن يشجب التصريحات التي أدلى بها المخرج بشدّة ويدينها ويعلن أن لارس فون ترايير شخصية ممنوعة وهذا القرار فاعل منذ هذه اللحظة».

وكان المخرج صرّح قائلا إنه نازي يتفهّم الآن موقف هتلر وسياسته: «لقد ولدت ألمانيا واكتشفت أنني كنت نازيا وهذا منحني بعض السعادة. ماذا أستطيع أن أقول؟ أتفهم هتلر وأتعاطف معه قليلا».

لارس فون ترايير هو المخرج الذي يعرض له المهرجان حاليا فيلمه الجديد «كآبة» في المسابقة وليس واضحا بعد إذا ما كان سيتم سحب الفيلم ولو أن ذلك متوقّع.

أيام كان مكارثية يسارية

* الممثلة يُسرا تصرخ حين التقيتها بعد عام. وبعد لحظة واحدة أخذت تتحدّث بقلب مفتوح عما حصل في مصر وما هو وضعها الحالي وكيف يعتبرها البعض خائنة ومنحرفة وربما عميلة لعدو ما. كل ذلك لأنها أعربت، وسواها من الممثلين، عن موقف اعتبر مؤيّدا لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وهي تسأل، عن صواب، أين هي الديمقراطية الحقيقية التي ينادي بها البعض إذا ما كان ممنوعا عليها أن تتفوّه بما لا يرضى به الطرف الآخر ثم تُعاقب وغيرها على آرائها تلك.

طبعا لا يسرا ولا إلهام شاهين ولا عادل إمام ولا يوسف شعبان أو سواهم كانوا من الطغمة المستفيدة من الهوان النظامي الذي أدّى لجمع الثروات غير المشروعة وفساد الأجهزة البوليسية والعنف وتبديد الأموال والاستئثار بالمناصب إلى آخر ما كان موجودا.

ولا هم من الذين يشكّلون خطرا على أحد لكونهم نجوم سينما. على الأقل يحترم الواحد فيهم الشجاعة التي جعلتهم يعلنون مواقفهم على عكس العديدين من سواهم الذين انقلبوا 180 درجة من أقصى التأييد إلى أقصى الهجوم حالما هبّت رياح التغيير، وبين هؤلاء من كل أصناف الحياة بمن فيهم نقاد سينما وصحافيون ورجال إعلام.

هذا يذكّرنا بالمكارثية اليمينية التي عصفت بالولايات المتحدة في أواخر الأربعينات وحتى نحو منتصف الخمسينات والتي تم على أثرها محاكمة مخرجين وكتاب وممثلين أودع بعضهم السجن وحكم على الجميع بعدم العمل ونفذ قليلون بجلودهم وحريّاتهم فهاجروا إلى أوروبا (مثل المخرجين تشارلي تشابلن الذي حط في سويسرا، وجوزف لوزاي الذي لجأ إلى انجلترا وجول داسين الذي انتهى إلى اليونان). كانت المكارثية وابلا ثقافيا وفنيا أصاب حرية الكلمة والإبداع لكنها دائما ما هي موجودة لكي تذكّرنا ليس في أنها قد تعود، بل أيضا في أنها قد تعود يسارية. قد تتسلل إلى عقول الذين عانوا منها من قبل فيقبلون بها ويتّخذونها مبراسا ومنهجا.

كل هذا لأن رأيا يعارض الرأي السائد تم إطلاقه. وكما كان البعض يقرع الطبول كلّما لم يعجبه موقف مخرج يعرض الحقيقة بتهمة «تشويه وجه مصر» بات الآن من يقرع الطبول بتهمة «نشر مبادئ رجعية». الوطن للجميع والفنّان عرضة للخطأ وللصواب تماما ككل واحد آخر في كل مكان.

ولا ينفع مبدأ الانتقام لأنه يشين والثورة الفرنسية اكتشفت ذلك حين وجدت أن الشعب الذي ثار هناك بدأ يحاكم أيا كان ولأي سبب.

عمرو واكد:

السينما المصرية يجب أن تكون يقظة وتتعامل مع العالم باحترام متبادل

* «ما بعد الثورة» هو الفيلم الجديد الذي يقوم الممثل المصري ذو الحضور العالمي عمرو واكد بالعمل عليه حاليا كمنتج وكممثل. وهو في مهرجان «كان» لا لترويج المشروع بعد، بل للقيام باتصالات مكثّفة تستهدف شركات إنتاج عالمية تستطيع أن تسهم بالتمويل وترسم خريطة التوزيع المقبلة.

يتحدّث إلى «الشرق الأوسط» بقلب مفتوح وبثقة ودراية. إنه ليس بنّاء أحلام ولا يهدف إلى الأشياء المستحيلة فتبدو له ممكنة، بل هو واقعي ويعرف تماما ما هو مطلوب منه.

·         ما هو «ما بعد الثورة»؟

- بكلمات محددة هو ليس فيلما عن الثورة، بل فيلم عن ما الذي حدث قبلها وأدّى إليها. إنه فيلم يريد أن يكشف الحقائق بحيادية تامّة وبقدرة على توضيح المسائل من دون النزول إلى المجابهات الأيديولوجية والأفكار التسويقية الجاهزة.

·         لكن الفيلم عنوانه «ما بعد الثورة» وتذكر أنه عما أدّى إليها.

- صحيح. لكن ما أدّى إلى الثورة يتعامل أيضا مع الواقع الحاصل بعدها. بعض الهدف من وراء الفيلم هو تقديم حالة نحذّر من تكرارها تحت مسميّات أخرى. على الرغم من كل ذلك لا بد أن أؤكد أن الفيلم ليس سياسيا. وأنا لا أؤمن بالفيلم السياسي. أؤمن بالفن الذي يتعاطى السياسة وليس بالسياسة التي تتعاطى الفن. الفارق واضح. الفن تعكس السياسة، لكنها لا عمل لها في مجال تبني المواقف السياسية. هذا معناه بروباغاندا والأفلام البروباغاندية انتهت إلى التجاهل دائما لأنها لا تستطيع أن تكون صادقة بل مسيّسة مما يعرّضها لنهاية حتمية. نريد من هذا الفيلم أن يكون الفيلم الذي يستطيع التواصل مع العالم بالعربية، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان الفيلم عملا فنيّا بالمقام الأول.

·         كيف وصل الفيلم إليك؟ كيف جذب اهتمامك؟

- كنت في زيارة إلى مصر قادما من لندن (حيث يعيش) والتقيت بالمخرج إبراهيم البطوط الذي عرض علي القيام معا بتجربة هذا الفيلم. واتصلت على الفور بمنتجين آخرين من نفس الخط الجاد الذي يعبّر عنه هذا الفيلم ووجدت ترحيبا. لكني أود القول إننا لم نتصل بشركات كبيرة لنجلس أمام منتجيها ونتلقى تعليماتهم وفلسفاتهم وشروطهم. هذا ما لن نفعله مطلقا.

·         ما رأيك بالخطوات التي قطعها المخرج بطوط إلى الآن كمخرج يعبّر عن السينما المستقلّة؟

- رأيي أنه أنجز خطوات مهمّة جدّا في هذا الشأن وغير مسبوقة. البطوط هو بالفعل مدرسة في هذا الاتجاه وأفلامه السابقة تؤكد ذلك وهي من لون واحد. إنتاجيا تعتمد على نفسها، وهذا ما نفعله في هذا الفيلم رغم انضمام منتجة ألمانية اسمها نيكول جيراردز للمشروع. هذا الانضمام ضروري وتم من دون إحداث أي تغيير في الفيلم.

·         كيف ساعدك مهرجان كان على التعريف بالفيلم؟

- كما تعلم لقد أقمنا قبل أيام مؤتمرا صحافيا للإعلان عن هذا الفيلم وقمنا في الوقت ذاته بعرض خمس دقائق مما تم تصويره. وهناك مشاهد تسافر كل يوم بالطائرة إلى روما لكي يتم تحميضها ومتابعتها فنيا ودراميا. نحن نتحدّث هنا والمخرج يصوّر. ما جذبني أيضا إلى العمل وضوح رؤية إبراهيم البطوط وهي رؤية متواصلة كما ذكرت.

·         كيف ترى السينما المصرية اليوم وفي الغد؟

- ستكون هناك مجموعة واعية من السينمائيين التي تريد أن تطرح ما هو جاد بأساليب تعبير تتواصل مع العالم. السينما المصرية يجب أن تكون يقظة وتتعامل مع العالم باحترام. لا مكان للدخلاء في هذه المرحلة، لكنهم موجودون بالطبع. هناك أفلام تم التسريع بتحقيقها تجمع خليطا من السينمائيين. بعضهم يدخل التجربة عن قناعة وبعضهم لأنها فرصة متاحة يريد استثمارها لنفسه. نحن مبتعدون عن هذا التيار لأننا نؤمن بأن التغيير الضروري يجب أن يكون صادقا وأن يتم التعبير عنه فنيّا وليس بحماس عاطفي.

أخبار كان

* تم الاتفاق بين المخرج الكويتي وليد العوضي وشركة السينما الكويتية على قيام الثانية بتوزيع فيلمه الجديد «تورا بورا» في مختلف أنحاء العالم العربي. وهذا ما يجعله يغيّر خطّة سابقة كان أراد تحقيقها وهي توجيه الفيلم للمهرجانات. يقول: «قررت التخلّي عن هذه الخطّة لأن شركة السينما تريد طرح الفيلم الآن كونه يتحدّث عن الوضع الأفغاني وكان لا بد لي من الاستجابة لطلبها. كذلك نتحدّث مع شركة فرنسية لشراء حقوق الفيلم أوروبيا، وهذه بدورها تريد عرض الفيلم باكرا».

* استقبل فيلم المخرج الدنماركي لارس فون ترايير «كآبة» بفتور ملحوظ حين عرضه يوم أول من أمس (الأربعاء) للنقاد والصحافة. الفيلم خيالي - علمي أراده المخرج مختلفا عن النوعية الأميركية المعروفة في هذا المجال - لكن، وكما لاحظ أحد المعلّقين: «ليس كل ما هو مختلف جيّدا».

* حط المخرج الأميركي مارك فوستر مخرج «عداء الطائرة الورقية» ليومين فقط في «كان» حيث أكد في لقاء سريع وجود مشروع تعاون بينه وبين الممثلة هيلاري سوانك بعنوان «نادي دالاس». ماثيو ماكوهوني قد ينضم إلى العمل أيضا.

* المخرج العراقي قتيبة الجنابي وقّع عقدا مع شركة توزيع بريطانية للقيام بتوزيع فيلمه في بريطانيا وآيرلندا. الفيلم هو «الرحيل من بغداد» الذي يدور حول هرب متعاون مع صدّام من مخابرات تلك الفترة إلى أوروبا ومطاردة رجال المخابرات له.

* كذلك شوهد الممثل المصري محمود عبد العزيز في مهرجان «كان» لثلاثة أيام غير راغب في الإدلاء بأي تصريح صحافي: «أنا هنا للراحة في ربوع أهم مهرجان سينمائي في العالم. في مصر أستطيع أن أدلي بتصريحات لو أردت».

كرامة شخصية لدى الساموراي وفذلكة فنية عند سواه

الأفلام الجديدة

* فيلمان يابانيان متلاحقان: كلاهما عن تراث وثقافة خاصّة. واحد بطيء لحد الخوف من توقّفه في مكانه ثم سقوطه مغشيا عليه، والآخر بطيء لكن لأن البطء ناتج عن تأمل شديد ووعي باللحظة وبناء عليها وصولا للحظة التالية.

الفيلم الأول هو «هانيزو» للمخرجة ناوومي كاواسي التي كان لديها تجارب ناجحة مع مهرجان «كان» السينمائي إذ استحوذت على الجائزة الذهبية في دورة عام 2007 حينما قدّمت فيلمها الأفضل «الجبل الناحب». عنوان الفيلم الجديد يعني حرفيا «ظل حمراوي» (أي متدرّج من اللون الأحمر) ويحمل تبعة وهم البحث في التاريخ وظلاله على الحاضر من خلال حكاية تعكس شخصيات تعيش متباعدة في جزرها العاطفية حتى وهي قريبة. إنه عن العزلة وعدم التواصل مع شغل على الرمزية والترميز. أمور كان من الممكن أن تحقق للفيلم مستوى أفضل لكن المخرجة أخفقت في تحريك قصّتها على نحو يخدم أسلوبها المنشود.

تدور الأحداث حول رجل وامرأة يعيشان في وئام كل مع نفسه ومع الآخر ومع الطبيعة (تم التصوير في منطقة ريفية اسمها رانا) وتنتهي بهما وقد تباعدا مختلفين. ما يحدث (في النصف الثاني من الفيلم) هو اكتشاف المرأة أن زوجها لديه علاقة مخفية تحت ستار الشخصية الهادئة والبسيطة التي يعيشها. لكن هذه القصّة من البساطة بدورها بحيث لا تستطيع حمل فيلم مطلوب منه تفعيل بعض الأحداث والمواقف إلى حد مقبول. بالتالي، فإن ما تبلوره المخرجة هو أقل من المأمول طوال الوقت فاقدة القدرة على إثارة الاهتمام. ناوومي تتحدّث عن التاريخ والثقافة ومدلولاتهما التي يقبع تحتها الناس ويلجأون إليها للتعبير عن ذواتهم (الزوج يصنع تماثيل مستوحاة من التاريخ والأساطير). وهي تستعين بلقطات بطيئة تصف بها الحياة والطبيعة.. أمر جميل لو أن هناك دراما تتخلل تلك القطات عوض أن تبدو الشاشة كما لو كانت أشبه بأحجية سودوكو أو كلمات متقاطعة.

كرامة شخصية

* لا شيء من هذا الترف التجميلي موجود في فيلم تاكاشي ماييك الجديد والرائع «هارا - كيري: موت ساموراي». فيلم ساموراي يختلف عن كل فيلم ساموراي شاهدناه باستثناء النسخة الخمسيناتية التي تم استيحاء هذا الفيلم منها. صحيح أنه يسرد الحكاية ببطء لكنه بطء مدروس. بطء ترنس مالك وألكسندر زاخاروف وثيو أنجيلوبولوس ورغم ذلك يبقى الأسلوب تابعا لماييك من دون مهادنة.

القصّة بالغة الغرابة مسرودة بكامل الوضوح ولو أنها تعمد إلى طريقة لولبية لسردها: محارب ساموراي يدخل قصر أحد أسياد القرن السابع عشر طالبا منه السماح بأن ينتحر بطريقة الهاراكيري وأنه سمع عن أن شابا لجأ إليه قبل حين للطلب ذاته فسمح له السيد بتلك الرغبة. يصحح له السيد مفسّرا له حقيقة ما قام به: لقد منح الشاب خنجرا من الخشب عوض الخنجر الذي عادة ما يتمشّقه الشاب وطلب منه (أمام حشد رجاله ومعاونيه) الانتحار بالخنجر الخشبي ليمتحن إخلاصه ورغبته. هنا ترصد الكاميرا العملية بكاملها وبدمويّتها. واحدة من المرّات التي تقدم فيها السينما على تصوير عمل عنيف بغاية إيصال كامل الصورة فيما بعد. بعد سماعه، يخبر الساموراي السيد بأنه مستعد للانتحار أمام رجاله. ثم يسرد له السبب وراء رغبته. ستعود الكاميرا إلى فلاشباك طويل نستعرض فيه الحكاية وخلفيّتها لنكتشف أن الشاب لم يكن سوى ابنه وأن الظروف الصعبة التي مرّت بها العائلة المكوّنة من الأب والابن والزوجة والطفل أدّت إلى موتها باستثنائه. رغبة ابنه في الانتحار كانت لقاء طلب ثلاث قطع نقود لكي تستطيع زوجته طلب الطبيب. الآن سينهض الرجل ليحارب من حوله بسيف خشبي لكن بمهارة فائقة ولو أن الغلبة لن تكون له في النهاية.

الفيلم ليس عن الشجاعة وليس فقط عن الثأر، بل أساسا عن المصير السيئ الذي حاق بمحاربي الساموراي بعدما استغنى اللوردات عنهم وكيف أنهم، وهم أساسا لا يجيدون سوى القتال، لم يكن لديهم سوى كراماتهم الشخصية والقليل جدّا من وسائل البقاء حيّا. المرض والجوع يحوم فوق هذه الشخصيات لكن الرجال من بينهم هم أولئك الذين يحاولون فداء أنفسهم في سبيل معونة لا يريدون شحذها من الغير بل اكتسابها ولو وضعوا حياتهم ثمنا لذلك في المقابل.

ماييك يتأمل الحالة ويجرّد فيلمه من ضرورة الإضافات الصورية. يترك الوضع يبلور نفسه بنفسه مقتصدا في استخدام اللقطات. المشهد هو اللقطة في الكثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى هي بضع لقطات متجانسة تستخدم تأسيسا لغويا بسيطا لا فذلكة فيه ولا تغرّب عن الثقافة والتاريخ والموضوع الذي يتم التطرّق إليه. إنه فيلم آت من أعماق الثقافة الكلاسيكية لمخرج بدأ حياته السينمائية في التسعينات منتميا إلى موجة المحدّثين والمناهضين لكل ما هو تراثي.

الشرق الأوسط في

21/05/2011

 

المودوفار يشد جمهور كان بـ"الجلد الذي أعيش فيه"

إعداد عبدالاله مجيد

من الافلام التي حظيت باهتمام النقاد وأبقت اعصاب الجمهور مشدودة في مهرجان كان فيلم "الجلد الذي أعيش فيه" من اخراج السينمائي الاسباني بيدرو المودوفار وبطولة انطونيو بانديراس. وقال احد النقاد في وصف الفيلم انه خلطة متفجرة من افلام الرعب والإثارة مع توظيف جراحة التجميل لإشعال الفتيل.

يقوم بانديراس بدور جراح في مدريد مختص بعلميات التجميل ، مثقف ومحترم ، يلقي محاضرات فذة وينشر ابحاثا علمية بالغة الأهمية عن منجزات الطب في مجال الجراحة لتجميلية. ويذهب الى حد التجرؤ على اطلاق دعوة هرطيقية الى استخدام مواد وراثية من الحيوانات لتقوية جلد الانسان.

في قصره المنيف توجد غرفة عمليات يجري فيها تجاربه على امرأة جميلة يبقيها سجينة في قصره لا ترتدي إلا قطعة قماش اقرب الى الشاش الطبي بلون لحمي. ولبشرة السجينة فيرا بشرة ناعمة ورائقة الى حد لا يُصدق. وتبدو فيرا مستسلمة بنشوة لسجنها ولكن وضعها هذا يكون في نهاية المطاف سببا لسورة من الجنون والعنف الدموي.

الفيلم مقتبس من رواية نشرها تيري جونكيت عام 2003 ولكن الناقد بيتر برادشو يرى ان المخرج المودوفار استعار شيئا من فيلم جورج فرانجو "عينان بلا وجه" الذي انجزه المخرج الفرنسي في عام 1960 ، وربما من فيلم اليخاندرو امينابار "افتحي عينيك" الذي أنجزه المخرج الاسباني في عام 1997. ولعل المودوفار أراد ايضا ان يوحي بتأثير رواية ايفلن وو "حب وسط الخراب".

ولكن بصرف النظر عن الأعمال السينمائية والأدبية التي تأثر بها الفيلم فانه يحمل بصمة المودوفار المتميزة في كل لقطة ومشهد. ويصح هذا بصفة خاصة على الديكور الأنيق والأجواء المشحونة بالحسية والمترعة بالألوان ، مع رشقات ودفقات من الأحمر القاني.

وتتلاحق مشاهد الفيلم على خلفية موسيقى هتشكوكية مع احساس بعنف داهم يخطف الأنفاس من شدة الإثارة.

وكما في العديد من افلام المودوفار فان الأسرار العائلية تُهتك بمشاهد فلاش باك طويلة باتت غريبة على كتاب السيناريو الحاليين في هوليود.

لغة المودوفار السينمائية وأجواؤه الفنية اضفت قوة على فيلم لولا اخراجه لكانت حبكته مفتعلة الى حد يثير السخرية ، كما يقول الناقد برادشو.   

إيلاف في

21/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)