حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

الفرنسية مايوين صعقت النخبة النقدية في مهرجان «كان» الـ64

فضـح الوحـش الكـامـن فـي المجتمـع الفرنـسي

زياد الخزاعي

الممثلة والمخرجة الفرنسية مايوين (1976) صعقت المهرجان ونخبته النقدية بعمل صادم وساحر في آن: «بوليسيّ» وقع كجوهرة في أحضان لجنة التحكيم، التي يرأسها الممثل الأميركي روبرت دي نيرو: أولاً، من حيث مادته الدرامية الثرية، التي دارت وسط دائرة حكومية فرنسية مثيرة للجدل، تهتمّ بشؤون القاصرين ومنع الاعتداء عليهم. ثانياً، لأن مخرجة «اغفر لي» (2006) و«كل شيء عن الممثلات» (2008) صاغت عملها (ساعتان وثماني دقائق) بإيقاع لاهث وحيوي ومتفجّر، يرجع الفضل فيه للمونتاج الفذّ للاور غاردييه ويان ديدييه، ولممثليها من الجنسين، الذين يستحقّون من دون ريب تكريماً جماعياً أسوة بممثلي «بين الجدران» (2008) لمواطنها لوران كانتي، لاشتراكهما بصبغة نادرة لمزيج واقعية التفاصيل وتوثيقية السرد. فمقابل طلاب شريط كانتي، تذهب المخرجة الموهوبة إلى أحوال القاصرين، الذين يتعرّضون للتحرّش الجنسي والقسوة العائلية ومحن الظروف. وبدلاً من سرد حكاية ذات فروع عدّة، فضّلت أن تُشبك ظفيرة هائلة التفاصيل من الحكايات والحيوات والمصائر (تصوير قدير لبيار ايم)، مركّزة بصيرتها على فريق الشرطة المكلّف «صيد» التجاوزات الأخلاقية. وكي تبرّر دخولنا معها في الوسط العصابي، تختلق وجود المصوّرة الفوتوغرافية الشابة مليسا (مايوين)، المكلّفة من وزارة الداخلية بتوثيق يوميات العصبة وعملها. بيد أن عدستها لا تذهب فقط إلى المؤلم والجارح، بل تتواصل مع حكايا طرفين لا تلتقي أقدارهما عبر القانون فحسب، بل مع ما تفرضه الحياة نفسها من اشتراطات غير منصفة. فالخلاسيّ فرد (المطرب الشعبي الذائع الصيت جوي ستار، وهو زوج المخرجة) يعاني تفكّك أسرته، وتُسقطه عزلته في حب مليسا، التي يفتك كيانها انفصال عائلي صعب الخيار (ترك ابنتيها مع والدهنّ الإيطالي)، بينما ينهار عالم الشرطية أريس (مارينا فويّ) عندما تشهد عملية إجهاض صبيّة اغتُصِبت. هكذا تتوالى حكاية حامي أعراف المجتمع، في الوقت الذي تتهدّم فيه أركان أسرهم وعلاقاتهم وكراماتهم، في مقابل قصص هتك الأعراض والبغاء المستتر وتجارة الرقيق الأبيض عن طريق «الإنترنت»، والجرائم الجنسية التي يقوم بها آباء بلا ضمائر مع قصرهم، ومربون يخونون الأمانة مع تلاميذهم، وأقارب يدوسون على العرف العائلي، ويبيعون فلذات أكبادهم إلى سفلة وناقصي ذمم.

لن تُفلت المخرجة مياوين طرفاً اجتماعياً من شتيمتها (كتبت النص بمشاركة إيمانويل بيركو). فهي لا تتهيّب توجيه التهمة القاسية إلى الطبقة المتوسطة النافذة في فرنسا، على أساس أنها لا تني تمارس الموبق الاجتماعي وأمراضه مع القاصرين، وتبرّره بأن لها قنوات متنفّذه تفلتها من العقاب. وكما تجعل الأم الأفريقية، التي تتخلّى عن وليدها لأنها غير قادرة على توفير مكان آمن له، إدانة صارخة للنظام الاجتماعي الذي يصرّ على اعتبارها عورة عرقية وافدة لا مكان لها ضمن جدولة الاندماج الصعب. وخير ما تختتم به المخرجة مياوين سردها السينمائي، كامن في تفاصيل المشهد المحكم والاتهامي الذي يصوّر اللقاء العاصف بين أب عربي من شمال أفريقيا وشرطية من الأصول نفسها، إذ تتّهمه بإجبار ابنته القاصر على إتمام زيجة ضد إرادتها. وعندما يردّ عليها بأن الأمر مبرَّر بآيات قرآنية، ترمي في وجهه تهمة تحوير الآيات بما يتماشى وتزمّته الديني، وتصرخ بالعربية: «ها هو القرآن الكريم. أشر إليّ بسورة تثبت أحقيتك بفرض إرادتك». مشهدٌ يقود البطلة (ومعها المخرجة) إلى الكشف عن هويتها الأجنبية، حيث نراها قرّرت «الهجرة» إلى الوسط الذي يضمّ عائلتها العربية المهاجرة في ضاحية «بلفيل»، الشهيرة بأعراقها المتّفقة على تضامن اجتماعي نادر التوازن. العار في الطرف الثاني، تحدث المأساة بوجهها الفرنسي القحّ. فبعد إعلان ترقية الشابة أريس أمام زملائها، تكون نظرة الملامة من صديقتها السابقة نادين كافية إلى دفعها الى الانتحار قفزاً من شباك البناية العالية. ذلك أن النخر الاجتماعي لا يستثني أحداً، بمن فيهم حماة القانون الذين يُفترض بهم المساكنة الاجتماعية. في المشهد الختامي، الأضعف في عمل مياومين، نرى عودة الآباء والأمهات و«ناعمي الجلود»، أي أطفالهم، إلى أبواب المدارس، إيذاناً بأن الحياة سائرة على الرغم من كل شيء. بعد نصف الساعة الأولى من الفيلم، يثبت لنا أن روح اشتغال التونسي عبد اللطيف كشيش في «الكسكسي بالسمك» (2007) تتمـلّك عمل ميـاوين، الذي تماهى إلى حدّ كبير مع النفس الواقعي الذي كرّسه الأول بجدارة.

السفير اللبنانية في

16/05/2011

 

"وداعاً" للإيراني محمد رسولوف: خسارة الكائن الهش

زياد الخزاعي 

لم يستثنِ مهرجان كان يومياته من مقاربة اللحظة السياسية الإيرانية، متماشياً مع ما نظمه منافسه مهرجان برلين السينمائي (البرليناله) في شباط/فبراير الماضي من دفاع مسيّس عن صاحب "البالون الابيض" و"ضربة جزاء" المخرج جعفر بناهي، حيث جعله حُجة للنيل من نظام طهران وملاليه. وجاء هذا الفعل الإعلامي إثر قرار السلطات الإيرانية اعتقاله بتهمة تهديد الأمن القومي، مع عزمه البدء بتصوير فيلم عن تظاهرات "الهبة الخضراء" التي تزعّمها آنذاك مير موسوي. الإستثناء المحظوظ في حالة كان انه اضاف اسم زميله الشاب محمد روسولوف (1973) إلى بناهي، وضمن لجدولته فيلميهما اللذين هُرِّبا – حسب بعض التقارير الصحافي – للأول كان جديده وسبب اعتقاله "وداعاً" (عرض ضمن قسم "نظرة ما") وللثاني "هذا ليس فيلماً". والجليّ في الأمر أن مهرجان كان معني بسبب ثقله الإعلامي بقضية اعتقال الثنائي، اولاً من باب التضامن، وثانياً من باب المشاكسة السياسية التي تهواها ادارة المهرجان الكبير (نذكر ما صاحب من هرج كبير قضية المخرج التركي الراحل يلماز غونيه واعتقاله الشهير ولجوءه السياسي اللاحق الى باريس وعرضه فيلمه "الطريق"1982).

ولعل شريط رسولوف المميز هذا يستكمل بشكل نادر حكاية "أوريون" (2010) للمخرج زماني عصمتي من حيث قضية الإجهاض الذي يتحول الى تورية عن القهر الاجتماعي، وايضاً مع جديد مواطنه أصغر فرهادي "نادر وسيمين: إنفصال" (الدب الذهبي في البرليناله الاخيرة) من حيث جعل السلطة القضائية اداة لإقصاء المرأة من حقوقها الشرعية. يعمد رسولوف الى قدر وافر من السرد الواقعي الذي ينأى عن التهور السياسي في مقاربة حكاية الشابة نور (أداء باهر من الممثلة ليلى زارع) ليحيلها الى تهمة صارخة ضد المؤسسة السياسية الحاكمة التي تطارد معارضيها، وتُضيق الحريات بقوة وجلد قانوني. ان نور حمّالة أسى انتمائي بالدرجة الاولى، فلا هي ناشطة من باب قرارها الشخصي، ولا هي ضحية للحزبية المغيبة في الشريط، وانما هي استكمال لدرامية عسف الدولة من جهة، ورعب حملها من زوجها الناشط والهارب نحو نجاته التي لن تدوم في بلد محاصر بزمر الأمن والمخابرات.

ما الذي يوقف نور عن اتخاذها الخطوة الكبيرة: الهجرة (الهروب) من إيران؟ الجواب يكمن في التحايل على القانون الزجري المتمثل بالمنع من السفر. فكلمة "وداعا" لا تُلقى في عمل روسولوف كإعلان عن الخاتمة السعيدة، بل إنها تورية ذكية عن عدم اكتمال خطة نور، فهي وداع لحلم امومتها الذي يتعرقل كونه حاجزاً أمام استكمال إجراءات التزوير، وهي وداع مبطن لحريتها التي لن تكتسبها على الرغم من الهمّ الثقيل على كيانها في تأمين المبالغ اللازمة للمزور الجشع، إضافة إلى نظام الرشوة المستفحل في كل مكان، بدءا من السكرتيرة وانتهاء بصاحب الفندق الذي يشي بها الى السلطات واعتقالها. ان البطلة – الام سجينة مسبقة للقرار الذكوري المستحكم بكل مفاصل الحياة، وتتحول شقتها الى سجن بديل عن الخارج الضاغط الذي نسمع دائماً ضجته الكبيرة، من دون أن يؤثر على عزلتها المتعاظمة بسوداويتها وإقصائها. تدور نور في فلك سلطة تريد الإيقاع بها وزوجها الذي لن نراه، وكلما اقتربت من تحقيق مرادها يفاجئنا رسولوف بذكاء نصه الذي كتبه، بتضييق جديد يدمر آمالها. ولعل مشاهد المشفى الخاص وخضوعها فيه الى فحوصات جنينها هو الوجه الآخر لهذا العسف الذي يؤدي طبياً الى تشويهه، ونعرف هذا من الممرضة التي تقول لها حينما تدس في يدها رقم هاتفها: "اعرف اناساً يمكن ان يساعدوك في الاجهاض". من هنا، يتخذ مسار نور منعطفا تراجيديا يتزامن مع هجمة أعوان الأمن إلى مكان عزلتها وتفتيشه وسلبه، على أن يُستكمل لاحقاً بمشهد الإعتقال في غرفة الفندق. 

يطور رسولوف حكايته البسيطة بجملة من مقومات تأويلية: زيارة والدتها التي تمثل القطع العائلي المقبل، فالمرأة التي اعطتها الحياة، تُلمح الى موت مبطن لامومة نور وهي غافلة تماما عن قرار هجرة ابنتها وخسارتها للجنين بقولها المؤلم: "ان وجهك اصبح كالحاً مثل النساء الحوامل"، وايضا مشاهد هبوط الطائرات الذي يأتي كخلفية نادرة الإشارة الى السفر الموؤود والذي يختتم رسولوف فيلمه بصوت هديرها وضجتها العالية مع سواد المشهد الاخير، إيذانا بالخراب الشخصي للبطلة سيئة الطالع. وإضافة إلى اختيار صاحب "الغسق"(2002) و"الحقول البيضاء"(2009) اللون الرمادي الذي يترافق مع الطقس الشتائي في طهران، فهو أيضاً إشارة بليغة إلى الكمد العاطفي الذي يحاصر نور ويحيل نضالها الذاتي نحو الحرية الى قضية خاسرة سلفاً. 

موقع "مهرجان أبوظبي السينمائي" في

16/05/2011

 

"وهلق لوين".. الفيلم العربي الوحيد المشارك في كان

"وهلق لوين" اللبناني يجمع بين الدراما العذبة والكوميديا الرقيقة

كان -ميشا خليل

يعرض مهرجان كان السينمائي الدولي يوم الثلاثاء، الفيلم اللبناني "وهلق لوين" للمخرجة نادين لبكي.. وهو الفيلم الروائي الثاني للفنانة اللبنانية بعد فيلمها الأّول "سكر بنات".. ويشارك في فعالية "نظرة ما"، الفعالية الثانية من حيث الأهمية في مهرجان كان السينمائي.

"وهلق لوين" هو الفيلم العربي الوحيد المشارك في مهرجان كان السينمائي.. وأنهت المخرجة اللبنانية نادين لبكي تصويره في وقت قياسي دام ثلاثة أشهر ليتمّكن من المشاركة في المهرجان.

وكلف الفيلم أربعة ملايين يورو.. مبلغ يكرّسه أكبر إنتاج في تاريخ السينما اللبنانية. وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من النساء تحاول تخطّي الانقسامات الدينية التي ولدّتها الحرب الأهلية وتسعى إلى إلهاء رجالهن عن إثارة الفتنة.

واعتمدت نادين لبكي على ممثلّين غير محترفين أدّوا أدوراهم ببراعة لا تدّل على عدم خبرتهم في هذا المجال. ممثلّون يتحرّكون في ديكور طبيعي ويخدمون قصة تجتمع فيها الدراما الممزوجة بكوميديا رقيقة تصل في بعض الأحيان إلى حدّ الهزلية الطريفة.

نادين لبكي تشارك للمرة الثانية في مهرجان كان بعد فيلمها "سكّر بنات" الذي عُرِضَ ضمن فعالية "نصف شهر المخرجين" في سنة 2007. –فرانس24-

العرب أنلاين في

16/05/2011

 

ربيع العرب يلهب ثورة السينما

كان- أندرو مكاثي

"يمكن أن يمثل "ربيع العرب" الذي بزغ في أنحاء الشرق الأوسط في العام الحالي فرصة لبداية جديدة للسينما في المنطقة.

وأصبح صناع السينما من دول مثل مصر وتونس يتمتعون فجأة بمعني وبإحساس جديدين من الحرية بعد ثورات شعبية أسقطت عهد حكام مستبدين ظلوا في الحكم لعقود طويلة ، وذلك بعد أن كانوا يتعرضون لسيطرة حكومية مشددة.

وقال المنتج المصري هشام عبد الخالق "نحن نعبر لعصر جديد في أفلامنا... أفلامنا سيكون لها أسلوب جديد.. أصبح لدينا الفرصة الآن لنبدأ في كسر المحرمات الاجتماعية.

وقال عبد الخالق، الذي تحدث لدى حضوره مهرجان كان السينمائي الدولي، إنه في ظل وعد السلطات في القاهرة رفع الرقابة، فإنه يتوقع أن يستعرض القائمون علي صناعة الفيلم في البلاد عددا كبيرا من المواضيع الاجتماعية والجنسية والدينية وصولا إلي قضايا سياسية.

وعلى الرغم من المكانة التي احتلتها مصر لفترة طويلة باعتبارها القوة والعنصر النشيط في السينما العربية، لم تنظر المهرجانات السينمائية البارزة في العالم مطلقا بقبول حسن إلي الأفلام التي تأتي من هذه الدولة وتسيطر عليها الأعمال الدرامية والكوميدية وأفلام الحركة.

لكن هذا العام، اعترف مهرجان"كان" بنطاق الأحداث التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير من خلال اختيار مصر كضيف شرف للمهرجان.

وتعد هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في تقليد جديد لمهرجان كان.

وفي جزء من احتفاء مهرجان كان بمصر، سيعرض المهرجان في الأسبوع الجاري فيلم "18 يوم"، وهو جهد جماعي لأفلام قصيرة، وأخرجه 10 مخرجين مصرين وشارك به 20 ممثلا ومن تأليف ستة كتاب وطاقم عمل اعتمد على ثورة "25 يناير" في مصر.

ويعرض "كان" فيلما وثائقيا عن "ثورة الياسمين في كانون ثان/يناير" في تونس والتي أطاحت برئيس البلاد زين البلاد بن علي بعد نحو ربع قرن في السلطة ، وهي الثورة التي ساهمت أيضا في إثارة الانتفاضات الشعبية في أنحاء العالم العربي.

وينزل المخرج التونسي مراد بن الشيخ في فيلمه "لا خوف بعد اليوم" إلى الشوارع ليتحدث مع هؤلاء الذين خاطروا بكل شيء للإطاحة بنظام بن علي البغيض.

ويقول أحد المتظاهرين في فيلم بن الشيخ " إنها ثورة لتفاني شعب... لن يراودنا أي خوف مرة أخرى بشأن تونس الجديدة هذه".

وعلى الرغم من أن صناع السينما يتدفقون على مصر وتونس وليبيا لتسجيل الاحتجاجات، إلا أن كثيرين في صناعة السينما المصرية يحجمون عن بدء الدراسة بعناية للأحداث التي أحاطت بسقوط نظام مبارك.

ويقول عبد الخالق إنه "من المبكر جدا تقليب النظر والتمعن في الثورة... لا تزال هناك حقائق كثيرة غامضة تتعلق بما حدث".

وبشرت نهاية بن علي بإحساس جديد من الحرية لصناع السينما التونسيين، لكنهم يواجهون الآن مشكلات جديدة.

وقال المخرج التونسي نوفل صاحب الطابع إن "الرقابة مغلقة في الوقت الحالي... نشعر الآن أننا أحرار في الحديث عما نريده".

ويدور أحدث أفلامه عن اعتقاد "طرد الجان الشرير" وسط جالية أصحاب البشرة السوداء في تونس.

وأضاف المخرج التونسي الذي يحضر مهرجان "كان" أن "السينما ليست هي أول شيء يفكر فيه التونسيون... يتعين عليهم إيجاد عمل للشباب" ، ومع ذلك ، يتوقع أن تنتج تونس نحو خمسة أفلام روائية هذا العام.

وهناك مشكلات أخرى تواجه صناع السينما في عالم السينما الجديد في الشرق الأوسط. وتعارض أحد أفلام المخرج التونسي نور بوزيد مع مبادىء الأصوليين الدينيين وتعرض للضرب في أحد الشوارع.

ويضاف إلى الاضطراب الذي يواجه صناعة السينما في المنطقة، هو أن عدد كبير من أبرز نجوم السينما الوطنيين وجدوا أنفسهم في الجانب الخاطئ من الثورات، وواجهوا إتهامات بدعم الحكومات خلال الاضطرابات.

وكانت النتيجة في تلاشي جاذبيتهم في شباك التذاكر منذ أن نزل الشعب إلى الشوارع للمطالبة بالتغير الديمقراطي.

وحتى أن عددا كبيرا في صناعة السينما في الشرق الأوسط يعتقدون أن مشكلات الصناعة كانت موجودة قبل الاضطرابات التي شهدها العام الحالي ، حيث أضيرت عمليات تمويل الأفلام السينمائية في المنطقة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية والمشكلات المالية في الخليج والتي ظهرت في عام 2008.

وقد أدى بالفعل التهديد الذي يتعرض له التمويل السينمائي والاضطراب في مجال الأعمال السينمائية في الوقت الحالي الذي تسببت به اضطرابات المنطقة إلى تقليص شركات الإنتاج السينمائي لميزانياتها.

وعلى سبيل المثال في مصر، يتطلع عدد كبير من الشركات لإنتاج أفلام تتراوح تكلفتها ما بين 400 ألف دولار و600 ألف دولار، وهو عشر ما كانت تتكلفه بعض الأفلام المصرية في وقت سابق.

ويمكن أن يسهم هذا في تعزيز حظوظ صناع السينما المستقلة الذين يعانون في المنطقة.

وقال شريف مندور إن "السينما المستقلة تتقدم بشكل طيب نوعا ما"..

يذكر أن مندور هو أحد صناع السينما المستقلة في مصر ومنتج أفلام مثل فيلم "الخروج من القاهرة" المثير للجدل والذي تدور أحداثه على غرار قصة روميو وجولييت، ويروي قصة حب بين امرأة مسيحية ورجل مسلم.

وكان شريف قد واجه تهديدات بالاعتقال في ظل نظام مبارك. وقال لدى حضوره مهرجان كان "أحب البحث عن المحرمات الاجتماعية... إنها مهمة من المهام التي اسعي للقيام بها دائما" ."د ب أ"

العرب أنلاين في

16/05/2011

 

إلى اللقاء:

رسولوف يشارك بـ'كان' من سجنه في إيران

ميدل ايست أونلاين/ كان (فرنسا) 

المخرج الإيراني تمكن من تزويد المهرجان بنسخة وحيدة من فيلمه الجديد 'إلى اللقاء' الذي يروي بعض جوانب الاضطهاد التي تعيشه المرأة الإيرانية.

لم يحضر المخرج الايراني محمد رسولوف عرض فيلمه "إلى اللقاء" في كان، فهو عالق في بلاده، لكن بطلة الفيلم ليلى زاره تكفلت بإيصال تحيته الى المهرجان، آملة بأن تعرف "القيمة الحقيقية" لهذا المخرج.

وقالت الممثلة "عندما يكون ثمة شيء او شخص عزيز على قلبي، فإنني اعتني به: وعندما يكون لدينا شخص مثله (رسولوف)، وهو مخرج جيد جدا، نأمل بأن نقدمه الى العالم أجمع، لكي يكون العالم شاهدا على قيمته الحقيقية".

وتابعت زاره، متحدثة عبر مترجمة، "بوصفي ممثلة، اشعر بالسعادة لكوني أدعمه عبر عملي".

وحكم على رسولوف البالغ 37 عاما بالسجن لمدة ستة اعوام، في كانون الاول/ديسمبر، اي بالتزامن مع زميله الاكبر سنا المخرج جعفر باناهي (50 عاما) وهما يخضعان للاقامة الجبرية في طهران رهنا. وقد اتهم المخرجان بالدعاية المناهضة للسلطات.

لكن الرجلين تمكنا من الوصول الى كان، بسرية تامة، بفيلمين انجزا بصورة شبه سرية، خلال الشتاء.

في فيلم "إلى اللقاء"، يروى رسولوف قصة محامية من طهران تسعى للحصول على تأشيرة دخول، للخروج من بلادها، ليسرد خلال الفيلم قصصا عن الحياة المعاصرة في المدينة، ويوميات نساء، والشعور بالاضطهاد والاحتجاز.

وتقول ليلى زاره، فيما هي جالسة على شرفة يغمرها نور الشمس تطل على خليج كان، واضعة على رأسها ما يشبه الحجاب الاخضر الشاحب، "لست انا من كتب السيناريو، ولكنني سعدت للعب الدور ولنقل الرسالة".

لا تزال تتذكر "القلق الذي عشته في كل لحظة من لحظات" تصوير هذا الفيلم الاستثنائي، "خشية ان يتم استدعاؤه (رسولوف) مجددا الى المحكمة، او حتى اعتقاله".

لحماية رسولوف "ادركنا انه يتعين ان نشارك جميعا، ممثلو ايران وممثلاتها، بينهم من هم الاكثر شهرة، هؤلاء اتوا للمشاركة ولو في دور بسيط، فقط لمجرد دعمه"، على ما تؤكد.

لم تمنع السلطات الايرانية تصوير الفيلم، لأن جزءا كبيرا من مشاهده صور في الهواء الطلق داخل العاصمة، لكن الحوارات التي دارت في المشاهد المصورة داخل الغرف المغلقة لم تطابق بدقة المشروع الذي سلم في الاصل (الى السلطات)، على ما شرح موزع الفيلم جيمس فيليز (بريتي بيكتشرز)، الذي حصل على الحقوق الدولية للفيلم في مطلع الاسبوع.

وقد عرضت نسخة من الفيلم على قرص دي في دي على مدير المهرجان تييري فريمو، الذي اختاره رسميا ضمن فئة "نظرة ما"، واعلن عنه قبل يومين من افتتاح المهرجان.

وروى فيليز، الذي يتواصل مع رسولوف عبر صديقة هي ايضا ممثلة ايرانية، كيف "وصل الفيلم من ايران إلى بروكسل في حقائب شخص محظوظ لم يتم تفتيشه"، موضحا "لم يكن لدينا سوى القليل من الوقت لإنجاز الترجمة".

وكانت شركة فيليز قد حصلت على حقوق الفيلم السابق لرسولوف "ذا وايت ميدو"، الاصعب فهمه من قبل رأي عام لا يعرف الثقافة الايرانية.الا ان فيليز رأى ان في فيلم "+إلى اللقاء+ النقد الموجه الى المجتمع الراهن مباشر جدا، فهو يضرب على الوتر بصورة دقيقة".

ونقل فيليز، عن زوجة رسولوف قولها ان الاخير استدعي مجددا الى محكمة الاستئناف التي ينتظر المخرج صدور حكمها بشأن عقوبته، في الوقت الذي كان فيه فيلمه يعرض في كان، لكن افرج عنه بعد ذلك.

ميدل إيست أنلاين في

16/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)