حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

باريس من منظور السائح الأمريكي ورجل البوليس الفرنسي

رســــــالة كان خيـــرية البشــــلاوي

الابتكار الفكري هو أكثر ما نتوقعه من الأفلام المعروضة هنا في أكبر مهرجان دولي للسينما تتوقعه أكثر من الاستعراضات المبهرة للمؤثرات أو عمل الجرافيك أو صور الكمبيوتر وأكثر من اللقاءات المباشرة مع النجوم العالميين..فالنقاد عادة ما يشغلهم الجديد والتجديد وليس المألوف أو التقليدي والتحدي الأكبر أمام صانع الفيلم المشارك في هذا الحدث الفني الضخم انه ياسر عشرات المئات من المتفرجين ويبقيهم في حالة اهتمام داخل صالات بعضها يتسع لأكثر من ألفي مقعد.. كتلة أو قل كتل من عشاق السينما من الفئة "أ" أي المهنة بالمضمون والإثارة الفكرية إلي جانب الاستحواذ والمتعة الفنية.

والطامة الكبري أن يتوحد الجالسون في الصالة داخل صوت واحد رافض للفيلم في نهاية العرض لأن رفضهم المعلن بمثابة شهادة تؤثر سلبا علي عملية تسويق الفيلم في مهرجان لديه أكبر سوق للأفلام ويحضره أكبر عدد من الموزعين.

والفيلم الجديد والجيد قد يأتي من حيث لا تتوقع هذه الجماهير ومن أسماء لم تكتشف بعد أو بلاد ليست لها مرافيء أو منارات قوية علي خريطة السينما وهذه علي أي حال وظيفة المهرجان أو إحدي وظائفه المهمة "الاكتشاف" وما أكثر الأسماء الكبيرة الآن التي تم العثور عليها وسط عشرات الأفلام حين كان أصحابها يبدأون خطواتهم الأولي.

في الأيام الأولي للمهرجان ظهرت أسماء لمخرجين ومخرجات تشارك لأول مرة مثل المخرجة الاسترالية جوليا لي الذي عرض لها فيلم "الجمال النائم".. الفيلم مغرق في العري من دون هدف الإثارة ويكشف عن تجربة غريبة في بيت للدعارة مخصص لكبار السن أي للعواجيز ممن انتهت مدة صلاحيتهم الجنسية وأصبحوا يتوقون لإثارة من نوع خاص تستنهض مواتهم الحسي وهم زمرة من الأثرياء المشهورين الحريصين جدا علي التكتم والسرية وممارسة البغاء في منزل شديد الخصوصية وبالطريقة الفريدة التي سنراها في مسار الأحداث.

"الجمال النائم" وظيفة "!!" في عالم البغاء.. رغم ان العنوان قديم ويحيلنا إلي أعمال رومانسية جميلة سينمائية وموسيقية وفي مجال الباليه والكرتون.

وقصة الفيلم خيالية تستلهم في الأغلب جانبا من الواقع الاجتماعي لطبقة في المجتمع يقولون عنها "النخبة".

الجمال والغواية

تجسد هذه الوظيفة طالبة جامعية فاتنة جذبها الاغراء المادي فقررت أن تمارس البغاء وأن تمنح جسدها بعد أن يتم تخديرها وتغيب في نوم طويل لرجل ثري لن تراه ولن تشعر هي بالساعات التي سوف تمضيها بينما يعبث بجسدها.. فهذه إحدي شروط العملية.

بيت البغاء في فيلم المخرجة الاسترالية شديد النظافة والأناقة والهدوء وصاحبته سيدة ارستقراطية المظهر ثابتة معتدة بنفسها. كتومة حريصة في نفس الوقت علي املاء شروط اللقاء الجنسي لكل الزبائن وأهمها عدم الدخول "بالجمال النائم" أو ترك أي أثر علي جسدها ودون ايذاء بدني من أي نوع.

والجميلات بعد تسلم الوظيفة يخضعن إلي تدريب وعملية تنظيف خاصة تقوم بها خادمة آسيوية وصاحبة المنزل حريصة علي تغيير اسم الفتاة كمزيد من الحرص.

بعد الانتهاء من العمل تذهب سارة أو الجميلة التي كانت نائمة إلي قاعة الدرس ثم إلي الوظيفة الصغيرة التي تشغلها أو تلتقي بصديقها المدمن الذي يكن لها قدرا من المشاعر.

الفيلم يتسم بجو غريب استطاعت المخرجة أن تشيعه بدقة وبجرأة في إظهار المناطق "المحظورة" في تكوين رجال أصابهم الزمن بالترهل وذلك في تناقض صارخ بينهم وبين الجمال الرائع للأنثي العارية المخدرة الممددة فوق سرير وثير في حجرة نوم شديدة الأناقة بعد جرعة كبيرة مخدرة.

لم تكن ردود فعل الجمهور قوية إزاء هذا العمل وربما احتاج المرء إلي قراءة ثانية تتجاوز حكاية الشابة الجميلة التي اندفعت إلي عالم البغاء الخاص بالعجائز.. ويمكننا أن نتجاوز الحدوتة إلي تأمل التقابل الذي يفرضه الزمن أحيانا بين الشباب والشيخوخة والأنانية المفرطة لمجتمع النخبة من الرجال المسنين الحريصين علي مد أجل المتع الدنيوية باستخدام المال.. فالفيلم يتضمن إلي جانب الوليمة الجنسية ولائم الطعام واسلوب تناوله مع الخادمات شبه العاريات اللاتي يقمن علي خدمتهم وتحقيق رغباتهم.

أيضا يسمح الفيلم لتأمل شكل جديد من أشكال النفاق الاجتماعي والخداع الهائل لمظاهر الاحترام التي تخفي أشكالا من التدني والضيعة وبالذات في التعامل مع الجسد الجميل النائم والعبث به في محاولات مستميتة لتحقيق الإثارة.. المفارقة المقصودة ربما تولدها مشاعر الملل في مواجهة الإثارة التي يفترض أن يحققها "العري".

وقد يتساءل البعض عن الاسباب التي جعلت المسئولين عن اختيار الافلام أو المدير الفني يختارون فيلم "الجمال النائم" للمسابقة الرسمية.. فربما كان الدور الصعب الذي لعبته الممثلة اميلي براون في دور الجميلة النائمة. أو التصوير الجيد لزمرة العواجيز الأثرياء وعالمهم السري الذي تدخله المخرجة بجرأة ومن دور مساومة من بين هذه الأسباب.

باريس الأخري

هناك مفارقة صارخة أيضا بين الكوميديا الرومانسية "منتصف الليل في باريس" للمخرج الأمريكي دودي الين "76 سنة" وبين الفيلم الفرنسي "بوليس" الذي عرض داخل المسابقة.

العملان تدور وقائعهما في مدينة باريس الآن.

في العمل الأول يستحضر المخرج أجمل الملامح التي تجعل من العاصمة الفرنسية مدينة الجمال والفنون والنور.. ومدينة الالهام التي ينبهر بها الروائيون والشعراء والرسامون ورجال الأعمال والقادمون من الجانب الآخر للمحيط.

والثاني فيلم اجتماعي واقعي يستعرض الاوجاع الاجتماعية التي تعاني منها المدينة وبالذات نسبة من الاطفال الذين يتعرضون للايذاء والتحرش الجنسي من قبل آبائهم وامهاتهم.. يعالج الفيلم ايضا مرض "زنا المحارم" و"البيدوفيليا" أي ممارسة الجنس مع الاطفال وذلك من خلال عمل مجموعة من العاملين داخل "وحدة حماية الطفل".

يقوم السيناريو علي اسلوب التحقيق البوليسي ولكن من منظور اجتماعي لا يقدم الجريمة فحسب وانما الاثار التي تترتب عليها. ومن ثم يتسم بالنزعة التسجيلية حتي تكاد تصدق انك امام عمل تسجيلي. فالحالات المعروضة يظهر فيها أطفال يعبرون عن آلامهم أو ما قد تعرضوا له من قبل آبائهم بمنتهي العفوية والصدق.

والفيلم بطولة جماعية لعدد من الممثلين ادوا عملهم بحيوية وتدفق وتفاعل مع بعضهم البعض.. فضلا عن علاقتهم الانسانية داخل "الوحدة" وعلي مستوي آخر يعالج السيناريو الحياة الخاصة لاعضاء هذه الوحدة كل علي حدة. والمشكلات التي يعاني منها هم ايضا في علاقتهم بابنائهم وأزواجهم واحيانا تصل هذه المشكلات إلي طريق مسدود يدفع واحدة من الفريق العامل في هذه "الوحدة" إلي الانتحار بالقاء نفسها من المبني الذي يضمهم.

وينجح السيناريو رغم العدد الكبير المشارك في الفيلم بعمل توازن بين الحياة الخاصة والمشكلات العامة وخلق ايقاع سليم لسير الاحداث ومنح كل شخصية ملامح تبقيها حية وتبقي الفيلم نفسه مثيرا والفيلم من تأليف واخراج المخرجة الفرنسية موين وايمانويل بيركوت ويظهر فيه عدد من الممثلين من أصول عربية تشير إلي مظهر من مظاهر الاندماج في العملية الفنية.

العملان الامريكي والفرنسي وجهان لمدينة واحدة الأول سياحي ودعائي دون الاخلال بالجانب الموضوعي الاكثر عمقا. والثاني وهو الأقرب لي شخصيا واقعي برسالة اجتماعية واضحة.

المساء المصرية في

15/05/2011

 

أبطال أفــــلام الثورة في كان‏!!‏

بقلم‏:‏ سعيد عبد الغني 

مجموعة كبيرة من الشباب والنجوم والممثلات‏..‏ والمخرجين‏..‏ يشتركون في الافلام العشرة التي سوف يشاهدها جمهور ونجوم كان هذا العام‏..‏وجميعهم في فيلم واحد اسمه‏18‏ يوم وهو مجموعة أفلام تسجيلية لأحداث ثورة التغيير‏25‏ يناير‏..‏ وهي أفلام زمنها دقائق ساخنة وفكرة ابدعها كل مخرج ممن قاموا بتصويرها‏,‏ وشارك فيها عدد كبير من النجوم وممن يقفون أمام الكاميرات لأول مرة‏.‏

والمخرج يسري نصر الله يصرح بأنه صاحب فكرة تجميع هذه الأفلام القصيرة التسجيلية في فيلم واحد وتم تنفيذ الفكرة وتعرض خلال أيام مهرجان كان‏..‏يوم‏18‏ وهو يوم تكريم مصر التي تم اختيارها كضيف شرف مهرجان كان هذا العام في دورته رقم‏.64‏

ومع هذه الأفلام ذهب عدد كبير من المخرجين والمخرجات والممثلين والممثلات الذين اشتركوا فيها‏..‏وعلي سبيل المثال وليس الحصر‏..‏من الممثلات هند صبري‏..‏ فيلم‏2/2‏ مع آسر ياسين واخراج وتأليف مريم أبو عوف‏,‏ مني زكي فيلم داخلي خارجي اخراج يسري نصر الله وتأليف تامر حبيب والمخرجة كاملة أبو ذكري بفيلم خلقة ربنا من اختيارها شخصيا والمخرج أحمد عبد الله بفيلم شباك ومدته‏7‏ دقائق بطولة أحمد الفيشاوي والمخرج أحمد علاء بفيلم حلاق الثورة بطولة إيمي‏,‏ والمخرج شريف البنداري بفيلم حظر تجول بطولة أحمد فؤاد سليم‏,‏ المخرج محمد علي بفيلم لما يجيلك الطوفان لبلال فضل بطولة ماهر سليم ومدته‏8‏ دقائق‏,‏ وباقي عدد الافلام الذي يصل الي عشرة أفلام وسوف يحضر أبطال هذه الافلام لمدة‏3‏ أيام هي مدة عروض الافلام ولكن أكثر من مشارك سيستمر حتي نهاية المهرجان علي نفقته الخاصة كما كانت كل هذه الافلام علي نفقتهم الخاصة‏!!‏ 

مهرجان كان يشهد هيمنة للمخرجات

هيمنت أفلام مخرجات علي الأيام الأولي من مهرجان كان السينمائي الدولي حيث قدمن حكايات عن القتل والبغاء والاغتصاب والانتحار‏,‏ بعد أن خلت المسابقة الرسمية للمهرجان العام الماضي من أي مشاركة نسائية‏.‏

وعرضت ثلاث من بين أربع مخرجات تتنافسن علي جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في كان أفلامهن أمام الصحفيين في أول يومين بالمهرجان‏,‏ وعلي الرغم من انقسام ردود فعل النقاد علي الأفلام وتنوع أساليبها‏,‏ إلا أنها اشتركت كلها في تقديم صورة مزعجة عن العالم‏.‏ والمخرجة والممثلة الفرنسية مايوين ي أحدث المشاركات في المسابقة الرسمية هذا العام حيث عرض فيلمها‏(‏ بوليس‏)‏ أمس الأول الجمعة وهي دراما نقدية حول فريق من ضباط الشرطة في وحدة حماية الأطفال‏.‏ والفيلم مستوحي من قصص واقعية ويقدم صورة قاتمة لاستخدام الأطفال في المواد الاباحية والانتهاك الجنسي ويوضح كيف يكافح رجال الشرطة للفصل بين حياتهم الشخصية والمهنية وفي نهاية الأمر يفشلون‏.‏

وقبل ذلك عرض فيلم المخرجة الاسترالية جوليا لي بعنوان‏(‏ الجمال النائم‏)‏ وتدور أحداثه حول طالبة تتحول إلي ممارسة نوع غريب من البغاء كما عرض فيلم الاسكتلندية لين رامساي‏(‏ يجب أن نتكلم بشأن كيفين‏)‏ ويدور حول علاقة متوترة بين أم وابنها‏.‏ والمشاركة النسائية الرابعة في المسابقة الرسمية لكان هذا العام هي للمخرجة اليابانية ناومي كاواسي بفيلمها‏(‏ هانزو نو تسوكي‏).‏ وهو الثالث لها في المسابقة‏.‏ وقال نقاد إنه ليس من قبيل المصادفة أن يشارك عدد أكبر من المخرجات في المسابقة الرسمية لكان هذا العام‏.‏ وقالت انيت اينسدورف أستاذة السينما في جامعة كولومبيا والتي تتابع عروض المهرجان‏'‏ يعكس العدد المتزايد من المخرجات في مسابقة كان اتجاها متناميا‏.'‏ وقالت مايوين للصحفيين في كان‏'‏ لا أعتقد أن هناك حاجة حقا لمناقشة وضع المخرجات‏.‏ لا أعتقد أن جنس المخرج مهم علي الإطلاق‏.‏ ولا أعتقد أنه يجب أن تكون هناك قاعدة تحدد عددا محددا للمخرجات اللاتي يجب أن تشاركن في كان‏.‏ وأكره أن أعتقد أن فيلمي اختير لان هناك حصة للمرأة‏.'‏

ويعرض في كان مطلع هذا الأسبوع الجزء الرابع من سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي الشهيرة وهو بعنوان‏(‏ قراصنة الكاريبي‏..‏ في بحار غريبة‏),‏ ومن بطولة جوني ديب وبينيلوبي كروز اللذين سيسيران علي البساط الأحمر تحت أعين مئات المعجبين وأربعة آلاف صحفي‏.‏

الأهرام المسائي في

15/05/2011

 

مع توفيق صالح في عنان السماء

بقلم‏:‏ أحمد عاطف 

أترقب كثيرا حظي الي ما يوصلني من بلد لآخر علمتني أسفاري الكثيرة أن أنتظر رفقاء الهواء الذين يشاركونك اللحظة السحرية بين‏(‏ السما والأرض‏)‏ عادة من تقابله برحلة الطائرة ما يفتأ أن يصبح صديقا بعد ذلك.

ثمة شيء غامض في هذا الأمر في رحلتي من القاهرة لمدينة كان للاشتراك في عضوية لجنة التحكيم هذا العام‏,‏ قادتني الأقدار لأسعد برفقة المخرج المصري الكبير صاحب تحفتي المتمردون والمخدوعون بدون أن ننسي يوميات نائب في الارياف ودرب المهابيل عن الفيلم الأخير حدثني عن علاقته بنجيب محفوظ وكيفية انضمامه لشلة الحرافيش التي أصبح أحد رموزها يقول الاستاذ‏:(‏ كنت عائدا لتوي من باريس بعد الدراسة هناك وكنت متبعا لأحدث الاتجاهات الأدبية والفنية فسارعت للانضمام لجلسة نجيب محفوظ الاسبوعية التي كانت تقام بكازينو بديعة القديم بميدان الاوبرا وكانت الجلسة لقاء أدبيا وثقافيا عظيمين حيث يجتمع فيها حول نجيب الكثير من الموهوبين وأذكر منهم الأديب عادل كامل الذي كان ينظر له الكثيرون باعتباره الأديب القادم خاصة بعد روايته الشهيرة‏(‏ مليم الأكبر‏)‏ لكن كامل الذي كان محاميا في الأصل كان يفضل المال ويا يضمن دخله من الأديب فقرر التفرغ لعمله كوكيل أعمال رجل أعمال لبناني كان يمتلك الكثير من العقارات بالخمسينات‏)‏ وعن علاقته المهنية بنجيب محفوظ يقول صالح‏(‏ عرضت عليه كتابي سيناريو عن قصة كتبتها وطلب من مهلة اسبوع ثم عاد وقد غير فيها الكثير واضاف شخصيات كثيرة وتجلي ابداعيا ورغم ذلك حافظ علي روح القصة التي أعطيتها له‏..‏ نجيب كان بالأصل روائيا حتي تعرف علي صلاح أبوسيف فأعطاه كتابا بالانجليزية عن السيناريو وأول ما كتب له كان فيلم مغامرات عنتر وعبلة ورغم بساطة الحدوتة إلا أن نجيب محفوظ أضاف لها بعدا أعمق عن السلطة والقبيلة كان محفوظ أديبا كبيرا قرأ امهات الروايات العالمية ولم يتوقف عن قراءتها طوال عمره والطريف أنه دخل عالم السيناريو بطريقة غريبة فقد كان محفوظ يكتب الرواية طول الشتاء ويتوقف قبل الربيع لأنه كان يصاب بحساسية في عينه في ذلك الوقت لكن بعد التعرف علي أبوسيف قرر استغلال فترة الربيع لكتابة سيناريو وكان يقول في البدايات انه يستغل أجره لقضاء شهور الصيف في الإسكندرية التي يحبها‏)‏ ويضيف صالح‏(‏ كانت علاقتي بمحفوظ علاقة إنسانية عميقة لم ترتبط بالعمل مازلت علي اتصال دائم ببناته وأسرته حتي فهو من صدقاء العمر‏)‏ وعن أبنائه قال صالح‏(‏ أبنتي دائما تقول لي أنني عارضت عملها بالسينما رغم أنني لا أتذكر ذلك أبدا لكنها عاشقة للسينما الآن رغم عملها الخاص أما ابني فقد ذهب بالفعل واختبر بالمعهد العالي للسينما ونجح ووجد الجميع يحاول مجاملته لأنه ابني فعاد لوالدته وقال لها أريد أن أعتمد علي جهدي وليس جهد أبي وترك المعهد قبل دخوله ودرس الزراعة ثم ذهب لدراسة الدكتوراه بأمريكا وأصبح من أكثر المتخصصين بالهندسة الوراثية في النبات‏)‏ أما الأستاذ توفيق فيسافر مهرجان كان لحضور ندوة تكريم الناقد التونسي الراحل الطاهر شريعة الذي يكرمه المهرجان في إطار تكريمه لثورة تونس وشريعة من الرجال العظماء القلائل الذين شرفت بالقرب منهم قليلا في حياتي مثل سعد الدين وهبة ولطفي الخولي وصلاح أبوسيف وشريعة هو مؤسس مهرجان قرطاج السينمائي وأخذ علي عاتقه طوال حياته أن يجعل السينما العربية وأيضا الإفريقية تصل للعالم الواسع وقد قضيت معه أوقاتا كثيرة جميلة في مهرجان ميلانو للسينما الإفريقية في منتصف التسعينات أما الأستاذ توفيق صالح فحديثه الممتع ملأني بالكثير طوال الرحلة من القاهرة لباريس ومن باريس لنيس قبل أن أتركه يذهب لمدينة كان مع مضيفيه وأذهب لنفس الوجهة مع أصدقاء لجنة التحكيم طبعا امتلأت فخرا بثنائه علي فيلم الأول عمر‏2000‏ واعتبرتها شهادة لا تقل عن أي جائزة هامة واشتكيت له باعتباره من اساتذة معهد السينما أنهم أضاعوا شهاداتي الأصلية القادم بها بعد الدراسة في هوليوود عندما قدمتها للمعهد للمعادلة وقال لي انه أيضا ضاعت شهاداته عندما عاد من فرنسا والاصعب أنه اكتشف ان السارق كان مخرجا يغار منه لكن صالح تجاوز ذلك وركز في أفلامه القليلة كما والعظيمة قيمة‏..‏ صحبة رجل مثل صالح تثير في روحك الكثير من الاعجاب بهذا العالم أنك تشعر كم هي الروح وثابة وحية رغم الوهن والشيخوخة أطال الله عمر الاستاذ ليضرب لنا دائما المثال في كيفية أن تحافظ علي نفسك محترما وأصيلا ومتواضعا مهما علا شأنك كم أحب العظماء المتواضعين والذين يحبون الحياة مهما تقلبت عليهم طوبي لك يا استاذ صالح علي تلك الصحبة الممتعة في رحلتي الاستثنائية لكان هذا العام‏.‏

egyptfilms@gmail.com

الأهرام المسائي في

15/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)