حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

كان : البيت، العيد، الحفل... وأشياء أخرى

 محمد رُضــا

ما المقصود بـ "كان"؟

طبعاً الإجابة السريعة هي أنه "أكبر" أو "أهم" أو "أفضل" مهرجان سينمائي في العالم. لكن الإجابة المختلفة الأطول والأكثر شمولاً ولا يمكن تلخيصها بأفعال التفضيل.

بعد 37 سنة من حضور كان يداهمني حب معرفة ما هو هذا العالم الغريب وكيف تألّف. ما هي تقاسيمه. لماذا هو مختلف. وعندما أذهب قبل يومين من بدء المهرجان فيما يبدو عطلة صغيرة تشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة أتذكر الوجوه التي التقيت بها وغابت بعد ذلك. هذا المخرج التقيته عند هذه الناصية. والناقد الفلاني كان يصرخ في وجه النادل في هذا المقهى. والمخرجة التسجيلية دخلت هذا الفندق جارّة وراءها حقيبتها. أما ذلك المنتج فقد أقام حفلته السنوية في هذا المطعم. وهناك كانت توجد صالة توقّفت عن العروض. وهل تذكر ذلك المحل الذي كان يبيع الصحف؟ أو تلك الشقّة المطلّة على البحر التي سكنتها لعامين متتاليين؟

الأفلام والمخرجون يتغيّرون وسأكون كاذباً إذا قلت أنني متأقلم تماماً مع كل الأسماء الجديدة وما يطرحونه من سينما. أيام ما بدأت الحضور كان الفن السينمائي محجوزا لفيلليني وأنطونيوني وإيتوري سكولا وكارلوس ساورا وميغويل ليتين وألان باركر وكن راسل وإريك رومير وشيام بنغال، هال أشبي، بيتر هاندكي، كارولي ماك، إرمانو أولمي، ناغيزا أوشيما وأكيرا كوروساوا وأترابهم من أساتذة السينما. أيام كان برغمن وتاركوفسكي  وصلاح أبو سيف وساتياجت راي  وكوزنتسيف وبريسون  ومرغريت فون تروتا وآرثر بن ولا زالوا ينجزون أفلاماً مبهرة تتدخل في قناعاتنا وتخلق فينا حب الذوبان في العالم المعروض.

بطريقة ما، أشعر أنني خنتهم إذ استمرّيت حيّاً وهم مضوا. طبعاً أعرف أن البعض يعتبر أن هذا كلام غير واقعي أو غير منطقي أو غير أي شيء آخر، لكن إذا ما كان هؤلاء المعلّمين كانوا جزءاً من سنّة الحياة، ما الذي بقي من الحياة ذاتها حين رحلوا؟

السينما تتبدّل طبعاً وما كان مرفوضاً في الماضي (مثل سينما الأبعاد الثلاثة) يبدو اليوم كما لو كان خلاصاً لمأزق سينمائي ما. تتبدّل والمخرجون  يتبدّلون كما المفاهيم والأذواق. وكلّما تبدّلت كلما وسعت المسافة بين ما كانت عليه السينما، فناً ومشاغل وأساليب عمل وبين ما هي عليه اليوم. بين ما كان عليه النقاد أنفسهم وما هم عليه اليوم.

السؤال هو إذا ما كنّا، نحن جيل الوسط ما بين الأمس واليوم، قادرين على تقدير الحظوة التي نعيشها: معرفتنا بالماضي ووجودنا في الحاضر. أم هل أن كثر منا لديه حاجزاً خفياً  يفصل بينه وبين الأمس خوفاً من الشعور بالنوستالجيا أو الأسى.

مهرجان "كان" لا يبدو أنه يتأثّر بتعداد السنين. إنه لا يزال العيد. البيت. الفردوس. الحفل. اللقاء. المهرجان. لا يزال ما  نقرر جميعاً القدوم إليه ودخوله مرّة بعد مرّة.  التجمّع عند أسفل الدرج ثم الانطلاق في جحافل مجنونة كما لو كانت تشترك في مشهد من "ظل المحارب" أو "ليننغراد" أو "مغامرات عنتر وعبلة".

من العام 1974 انقطعت مرّة واحدة فقط عن الحضور وكان ذلك سنة 2009. غضبت لذلك، لكن لم يكن باليد حيلة فكل مواعيد العمل الفاصلة بين النجاح والفشل، الحصول على أعمال جديدة أولا تجمّعت في ذلك الأسبوع وحالت دون ركوب تلك الطائرة إلى مطار نيس. لكني سريعاً ما رضيت ولكل أمر مرّته الأولى علي أي حال. في الحقيقة الغياب عن "كان" لسنة واحدة كان مفيداً من حيث أنني أخذت مسافة من الحدث الأهم وأخذت أفكّر في السبب الذي من أجله يحظى مهرجان "كان" بكل ذلك الاحتفاء والمكانة. بالشهرة والإقبال الكاسح من قبل الإعلاميين. بالإعجاب الكبير من قبل السينمائيين.

هناك مكوّنات لا يملكها أي مهرجان آخر وتتدخل فيها حتى الطريقة التي تتوزّع فيها أكشاك الصحف على رصيف الكوت دازور. الزحمة التي تشتد عند مداخل الفنادق. المطاعم المنتشرة على الشواطئ وتلك الموزّعة في كل الأرجاء. تلك الطرق الضيقة المخفية في المدينة العتيقة، الجو حين تكون السماء صافية والجو حين تكون ماطرة.

هناك شيء في التجمّع الكبير عند أسفل السلم العريض لصالة ديبوسي، أو الصف الطويل قبل النزول إلى صالة  نوغا هلتون. شيء في المناقشات التي تدور بين المتجمّعين. في حقيقة أن ذلك التجمّع الذي يسبق كل عرض بنصف ساعة  هي المرّة الوحيدة التي يتحدّث فيها معظم الناس لبعضهم البعض عما شاهدوه. حال الدخول إلى الصالة يتفرّق أولئك الذين كانوا يقفون معاً ولا يعد بالإمكان استكمال الحديث.

وجدت تلك الوقفة من الشعائر الاجتماعية الفريدة أينما كان. هناك صفوف أيضاً في برلين وفينيسيا وتورنتو وربما في كل مهرجان آخر، لكن لا شيء مثل ذلك التجمّع الذي في كان.

هناك بالطبع ما هو أكثر وأكبر من ذلك. هناك حقيقة أن القائمين على هذا المهرجان يدركون ما لا يدركه الآخرون من أسرار تكمن في الأسلوب والنوعية.  في الأساس، ليس هناك من شيء في فرنسا الا وله أسلوب خاص يختلف عن مثيله في أي مكان. بما في ذلك مدينة "كان" ذاتها. هل تشبهها مدينة أخرى حول العالم؟  ساحل بنحو نصف كيلومتر طولاً وأقل من ذلك بكثير عرضاً و.... هذا كل شيء. فوقه ينتشر ليل نهار المنتجون والموزّعون والسينمائيون والعاطلون عن العمل والحالمون والواعدون والموعودون ورؤساء المهرجانات والموظّفون الملتحقون بالمكاتب والأسواق والستاندات المختلفة، ثم -فوقهم- أكثر من أربعة آلاف إعلامي من ناقد إلى مصور مروراً بالصحافيين الباحثين عن الخبر أو الحفلة الليلية.

أين تجد كل ذلك فوق رقعة صغيرة؟

وماذا عن العازفين والرسّامين والنحاتين وفنانو المايم والمهرّجون والشحّاذون؟ باتوا جميعاً جزءاً من العالم المتحرك المؤلّف من قطعة موزاييك تكاد ترفض إلا أن تكون فوضوية- رغم ذلك هي جزء من النظام. لا تستطيع الا أن تكون كذلك.

لحظة تبتعد

خلال السنوات الست والثلاثين الماضية شاهدت مئات الوجوه التي مرّت في سماء كان. معظمها لصحافيين ولنقاد لا أعرف أسماءهم، فقط سحنات وجوههم. بعضهم غاب منذ سنوات، بعيدة أو قريبة.  كان هناك الكثير من النقاد المسنين أساساً الذين، ككل ناقد يستأهل اللقب، ليس لديهم في كل هذا العالم سوى المشاهدة والكتابة. أمر يجعلني أتساءل عن العمر الذي نقضيه في العتمة محاولين فهم العالم من خلال العالم الافتراضي الذي أدمنّاه.

الوجوه تتغيّر في كل مكان وعلى الدوام. بل يكفي أن تترك مكانك المفضّل في قاعة العروض الكبرى أو في أي صالة أخرى وتجلس في مكان جديد. فعلت ذلك مرّة واحدة فشعرت كما لو أنه العام الأول بالنسبة لي. لا أدري إذا ما كان عدم إعجابي بالفيلم ناتج عن تغيير تلك العادة. لم أجرأ على الكتابة عنه.

بيد أن هناك أشياء جميلة أخرى في الحياة. لكنني إذ جرّبت معظمها، أجد أن السينما لا تزال هي الحب الأول. بل هي الحب الأول فعلاً، منذ أن شاهدت  He Walked by Night

الجزيرة الوثائقية في

08/05/2011

 

مهرجان (كان).. ياما كان

بقلم: خالد محمود

إذا كان ما علمته صحيحا، فهى كارثة كبرى، لأن الواقعة إذا حدثت بالفعل سينقلب الفرح إلى حزن وسيتحول المشهد الجميل إلى لحظة قد نندم عليها كثيرا.

علمت أن هناك بعض المصريين الذين يعيشون فى فرنسا يدرسون فكرة عمل وقفة احتجاجية أمام قصر المهرجانات بمدينة «كان» اعتراضا على بعض أعضاء الوفد السينمائى المصرى المشارك سواء فى الليلة المصرية أو بعض النجمات اللاتى يذهبن لمتابعة المهرجان وحضور الاحتفال بمصر، بحجة أن هؤلاء الفنانين وقفوا ضد الثورة وحاولوا إجهاضها ولم يدعموها المحتجون تأثروا قطعا بالبيان الساخن والغاضب الذى وقع عليه مجموعة من شيوخ السينمائيين وشبابها يتهمون فيه بعض صناع فيلم «18 يوم» الذى يعرضه المهرجان احتفالا بالثورة المصرية، مشيرين إلى أنه لا يجوز لهذا البعض من المخرجين والفنانين أن يمثلوا مصر فى هذه التظاهرة العالمية، لأنهم ساهموا فى حملات دعاية تروج للرئيس السابق وتؤسس لمشروع التوريث، ولا يسمح لهم بركوب الثورة الآن وبهذه الطريقة لغسل السمعة.

البيان كان شديد القسوة وأحدث بالفعل حالة تفرقة وخصام وانقسامات بين الأسرة السينمائية المصرية بما وصلت إلى حد التراشق بالكلمات وتبادل اتهامات الخيانة وركوب الموجة.. وهى قطعا لحظات انفعالية كنت أتمنى رغم إدراكى مشاعر الجميع ــ ألا تنتشر بهذه الطريقة على الملأ وألا تأخذ أكثر من كونها لوما وعتابا على مرحلة مضت. فقد تجاوزت الاتهامات الحدود ولا ندرى إذا ما حدثت هذه الوقفة الاحتجاجية ماذا سيكون رد فعل إدارة مهرجان «كان» التى انبهرت بتكاتف المصريين من أجل نيل الحرية والعدالة وطمس صفحة من الديكتاتورية فى 25 يناير، وهو ما جعل أكبر مهرجان سينمائى فى العالم يكرم مصر، ولا ندرى أيضا ماذا ستقول وكالات الأنباء وعدسات أكثر من خمسمائة مصور صحفى يتابعون المهرجان.. أعتقد أن الدهشة ستملأ عيونهم وتداعب عقولهم الحيرة، وربما يأتى سؤالهم: أيعترض المصريون على الاحتفاء بهم فى المهرجان؟

وحسب علمى أن وزير الثقافة يعلم ما يمكن أن يحدث ومن ثم أنصحه بأن يطرح بيانا يؤكد إعزاز مصر بقرار كونها ضيف شرف فى مهرجان كان، كما فعلت تونس وسينمائيوها الذين رسموا الصورة التى سيظهرون عليها لحظة تكريم ثورة الياسمين حتى لا يفسد المعنى الحقيقى لاحتفالية «كان».. أنه ليس وقت الانقسام والتقسيم وليس وقت المحاكمات وهى ليست مباراة طرفاها عنصر واحد، فمن سيكون الغالب ومن المغلوب.. يا سينمائى مصر وفنانيها نحن ننتظر منكم حكاية جديدة.. حكاية لا تبدأ بـ«كان ياما كان» بل «كان وهيكون» ولعله درس للجميع.

الشروق المصرية في

08/05/2011

 

شهداء الثورة وموقعة الجمل فى مهرجان «كان»

شيماء مكاوي 

لاول مرة فى تاريخ مهرجان كان السينمائى الدولى يتم اختيار ضيف شرف للمهرجان، حيث تقرر استضافة مصر فى الدورة 64 من مهرجان كان السينمائى الدولى، وسيتم عرض فيلم «18 يوماً» ليؤرخ لثورة 25 يناير، التى ألهبت خيال كتاب السيناريو واستطاعوا أن يقدموا عشرة افلام قصيرة تحت عنوان واحد وهو «18 يوماً»، قام بإخراجها عشرة من أهم مخرجى السينما المصرية و شبابها و هى أفلام: «احتباس» إخراج شريف عرفه، «داخلى/ خارجى» إخراج يسرى نصر الله، «تحرير 2/2» إخراج مريم أبو عوف، «19-19» إخراج مروان حامد، «لما يجيك الطوفان» إخراج محمد على، «خلقة ربنا» إخراج كاملة أبو ذكرى، «حظر تجول» إخراج شريف البندارى، «كعك التحرير» إخراج خالد مرعى، «شباك» إخراج أحمد عبد الله، «حلاق الثورة» إخراج أحمد علاء. بالإضافة إلى عرض فيلم «البوسطجى» للمخرج الراحل حسين كمال. ويحدثنا عن هذه الافلام وعن مشاركة الفيلم فى مهرجان بعض صناع «18 يوماً» من خلال السطور القادمة...

* فى البداية يقول المخرج محمد على: الفيلم يعرض 18 يوما بداية من اندلاع الثورة فى 25 يناير وحتى إعلان تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم فى 11 فبراير، ويقوم بسرد جميع الأحداث التى وقعت فى تلك الفترة الخالدة من تاريخ مصر، من خلال عشرة أفلام قصيرة مدة كل فيلم 10 دقائق ومن ضمنها «لما يجيك الطوفان» الذى يسرد قصة استشهاد العديد من ابناء مصر، وأطلقنا هذا الاسم عليه من منطلق أن ما حدث من فساد كان طوفانا، ولذلك فقد اضطررنا للتضحية بأبنائنا من أجل حياة أفضل والوصول لهدف الثورة التى سعت إليه، وهو التخلص من العناصر الفاسدة، وركزنا فى الفيلم على يومى 25 و 28 يناير يوم جمعة الغضب.

وأضاف: عرض الفيلم فى افتتاح مهرجان ليس فقط تكريماً للثورة ولكنه أيضا تكريم لمصر، فى واقعة فريدة تحدث لأول مرة فى مهرجان «كان»!

* أما المخرج شريف عرفة فيقول: أبطال فيلم «18 يوماً» هم أبطال الواقع، وفيلم «احتباس» يجسد الثورة المصرية ويجسد كواليس هذه الثورة، فليست الثورة ما شهدناه على شاشات التلفاز فحسب، ولكنها كانت تحوى الكثير من الكواليس التى لم نشاهدها، مثل ما كان يحدث فى الرئاسة ومشاورات الرئيس السابق مع الوزراء عن إمكانية وضع الحلول لإخماد هذه الثورة.

*وتعقب المخرجة كاملة أبو ذكرى على فيلم «18 يوماً» قائلة: إنه فيلم فريد من نوعه، لأنه يعرض أحداث ووقائع الثورة المصرية بكل دقة وفى وقت قصير جدا، وهذا الأمر فى غاية الصعوبة لأننا نجسد من خلاله جميع الأحداث والكواليس والأشخاص البارزين مثل وائل غنيم وأسماء محفوظ وغيرهما من الشباب الذين ساعدوا فى إشعال الثورة، أيضا ركزنا على موقعة الجمل التى حدثت أثناء الثورة، وكيف أدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر الأحرار.

* ويقول المخرج يسرى نصر الله مخرج فيلم «داخلى وخارجى» الذى كتبه بلال فضل: الفيلم يدور حول ردود فعل أسرة مصرية أثناء اندلاع الثورة،وهو بطولة «آسر ياسين، ومنى زكى. وأنا فخور بالاشتراك فى تقديم هذا الفيلم مع تسعة مخرجين آخرين فى سابقة تحدث لأول مرة فى السينما المصرية، والفضل لشباب الثورة وشهدائها الذين جعلوا هذا المهرجان العالمى الكبير يكرمنا ويحتفى بنا.

أكتوبر المصرية في

08/05/2011

 

لأول مرة الوثائقية في "كان" بفيلم من إنتاج مشترك

"لا خوف بعد اليوم" بعد الثورة معالجة الخوف بالفن

حسن مرزوقي 

مرة أخرى  تبرهن الجزيرة الوثائقية عن سيرها الحثيث نحو العالمية بفضل رصانة خطواتها وقوة اختياراتها. حيث ستكون حاضرة في مسابقة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان الذي سينطلق بعد أيام من خلال إنتاج مشترك  مع المنتج التونسي حبيب عطية في فيلمه الوثائقي الجديد "لا خوف بعد اليوم" الذي يتناول وجها من وجوه الثورة التونسية. وهذا الفيلم تشارك في إنتاجه وزارة الثقافة التونسية والجزيرة الوثائقية وحبيب عطية هو المنتج المنفذ ويخرجه مراد بن الشيخ. 

"لا خوف بعد اليوم" فيلم لم ينتظر هدوء الأمور في تونس. ففي اليوم التالي لسقوط نظام ابن علي انطلق الحبيب عطية صحبة المخرج مراد بالشيخ طليقين بكاميراتهما التي كانت ككل كاميرات المخرجين

التونسيين تعاني من حرية الحركة في العهد السابق. بدأ التصوير يوم 15 يناير ليستوي الفيلم جاهزا يوم 15 أبريل. في تلك الفترة كانت الجزيرة الوثائقية قد وجدت طريقها سالكة نحو تونس للاطلاع عن قرب عما يجول في أذهان المخرجين الوثائقيين التونسيين بعد الثورة. فكان اللقاء مع الحبيب عطية الذي أنجز عدة أفلام للوثائقية تناولت تونس من عدة زوايا (أبو القاسم الشابي – لطفي بوشناق – رمضان في القيروان – كلام الريح عن القرى الصامتة في تونس .. وأفلام أخرى). فكان الاتفاق سريعا بين الطرفين للمضي في هذا الفيلم

وقد اعتبر أحمد محفوظ مدير الجزيرة الوثائقية أن الفكرة كانت هذه المرة على مستوى الحدث التاريخي في تونس فلم تتردد الجزيرة الوثائقية في دعمها والدخول شريكا في إنتاجها. وأضاف بأن ثقتنا في حبيب عطية ومراد بن الشيخ كبيرة فقد خبرنا مستواهما الفني والفكري واهتمامهما بالقضايا الوطنية والعربية والإنسانية عموما وذلك أثناء التعاون معهما في أكثر من عمل. وتمنى أن يحصل الفيلم على جائزة الكاميرا الذهبية كي تكون الوثائقية أول تلفزيون عربي يحصل بهذا الإنتاج المشترك على جائزة من أكبر مهرجان سينما في العالم. 

الفيلم الذي يمتد على 74 دقيقة، يتحدث عن يوميات ما بعد الثورة التونسية لثلاث شخصيات متفرقة ليس بينها أية علاقة سوى علاقة النضال والمعاناة في العهد السابق. راضية النصراوي محامية ورئيسة هيئة مقاومة التعذيب والتي لم تنج هي نفسها من التعذيب والعنف من طرف بوليس ابن علي حتى أصبح اسمها في تونس لصيقا بالنضال والمعاناة مع زوجها حمة الهمامي رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي.

المدونة لينا بن مهني خريجة أدب انجليزي كان اختيارها مختلفا عن قريناتها حيث اختارت المجال الافتراضي للتعريف بمعاناة الشعب التونسي تحت الدكتاتورية وساهمت مساهمة كبرى في الثورة من خلال صفحتها الإلكترونية.

أما الشخصية الثالثة فحكايتها معقدة فالأمر لا يتعلق به فقط وإنما بمعاناة عائلة بأكملها إنه الصحفي كارم الشريف الذي لم يكتف النظام السابق بالتشفي منه هو فقط بل شرد عائلته وأهانها أيما إهانة. ولكن كارم كان صامدا.

الشخصيات الثلاثة لا يعرف بعضها بعضا ولكن المخرج جعل بينها تقاطعات درامية وفنية وفكرية اختزل من خلالها حكاية شعب. ولعل أهم تلك التقاطعات بحسب عطية هي محور المكان حيث كان ثلاثتهم يحضرون إلى ساحة القصبة ليشاركوا في الاعتصامات دون أن يتعرفوا على بعضهم بعض ولكن هدفهم كان واحدا وحكايتهم كانت متشابهة . أما المحور الثاني من التقاطعات بحسب المخرج فهو محور الخوف الذي يقول عنه المنتج إنه "أكبر سلاح استعمله النظام".

وفي تصريح لموقع الجزيرة الوثائقية يذهب الحبيب عطية إلى أن"الدراسات النفسية التي أجريت في مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بتونس بينت أن عهد ابن علي ترك تونسيا من اثنين يشعر بالإحباط وأن تسعة من عشرة مواطنين لا يعلمون بأنهم محبطين.. لذلك فإن الفيلم محوره الخوف وغايته التصدي له ".

ويضيف "إن الفيلم يبحث في التفاصيل الحياتية التي تعيشها الشخصيات بعد الثورة فراضية النصراوي يوم 15 يناير تتناول فطور الصباح لأول مرة مع زوجها دون خوف من مداهمة شقتهما. أما كارم فيتمتع في ذلك الصباح بمشهد الفرحة في عيون عائلته .. وكذا سعادة لينا بمملكتها الافتراضية دون رقيب".  وبعد تعداد التفاصيل الجميلة بجمال صانعي الثورة يعتبر المخرج أنه "روى حكاية ولم يصف وضعا" ورواية الحكاية تبقى أما الوضع فيتغير.

إحدى شخصيات الفيلم وهي شديدة التألم لحالة تونس، تلقي بأبرز جملة في الشريط:

" ثورة تونس لم يصنعها البؤس والفقر بل صنعها اليأس الشديد لجيل شاب من حاملي الشهائد... لم تكن ثورة خبز أو ثورة ياسمين..." وواصلت باللهجة التونسية " الياسمين ما فيهاش موتى وما فيهاش شهداء... إنها ثورة شهائد... ولا خوف على تونس إنشاء الله ! "    

الفيلم بعيد كل البعد عن ضجيج الإيديولوجية .. هكذا أجاب حبيب عطية عندما سألناه عن علاقة فيلمه بالوضع السياسي في تونس وما نلاحظه من تعالي الشعارات السياسية والحزبية والإيديولوجية والتي كلها باسم الثورة.

أما عن وصول الفيلم إلى مسابقة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان فقد اعتبره عطية شرفا كبيرا. وبتواضعه المعهود لم يعتبر عطية نفسه سفيرا للثورة التونسية في كان. ولكنه اعتبر وصول الفيلم إلى هذه المسابقة نافذة لتونس وللعالم العربي للتعبير عن مشاغلهم بالفن وفي الفن. واعتبر أنه يفتخر بهذا العمل سواء تحصل على جائزة أم لم يتحصل.

وردا على سؤالنا عن مشاركة الجزيرة الوثائقية في إنتاجه.. عبر المنتج عن سعادته وامتنانه لهذه القناة التي خبرها وخبرته ووثق بها ووثقت به. كما لم يفوت الفرصة ليشكر وزارة الثقافة التونسية التي تحاول أن تنزع عنها قيود الماضي والتوجه إلى دعم الإبداع الحقيقي.

وجدير بالذكر أن جائزة الكاميرا الذهبية هي من المسابقات الرسمية في مهرجان كان إلى جانب مسابقة السعفة الذهبية تساهم فيها خيرة الأفلام العالمية. وأن مجرد الوصول إلى قائمة الأفلام المشاركة يعتبر حلما لكل مبدع في ميدان السينما.

الجزيرة الوثائقية في

04/05/2011

 

 

«وهلأ لوين».. على «كان» تجيب نادين لبكي 

بعد «سكر بنات» تقدم المخرج اللبنانية نادين لبكي ثاني أفلامها الروائية الطويلة الذي يحمل عنوان «وهلأ لوين»، والذي يشارك في مسابقة «نظرة ما» في الدورة الرابعة والستين من مهرجان كان السينمائي الذي يفتتح عروضه الخميس المقبل.

وتعتبر «نظرة ما» المسابقة الأهم في برامج «كان» بعد المسابقة الرسمية، وليكون فيلم لبكي هو الفيلم العربي الوحيد في كلا المسابقتين.

ويتركز جديد لبكي كما في «سكر بنات» حول مجموعة من النساء يعشن في قرية إبان الحرب الأهلية اللبنانية، ولتقرر هؤلاء النساء ممارسة أدوراهن في هذه الحرب العبثية من خلال ابتكارهن حيلاً لمنع أزواجهن من الانخراط فيها.

يشارك في بطولة الفيلم كل من عادل كرم وانجو ريحان ومنذر بعلبك، إضافة لنادين لبكي التي كتبت السيناريو أيضاً، كما أن الفيلم من انتاج المجموعة الفنية المتحدة بالتعاون مع «باتي» و«تورنيل» الفرنسيتين.

الإمارات اليوم في

08/05/2011

 

ساركوزي في فيلم سينمائي: متقلب عابس ومحاط بأغبياء

ميدل ايست أونلاين/ باريس 

رئيسة تحرير مجلة 'بوان دو فو' تصف الفيلم بانه يقدم لنا حياة الرئيس الفرنسي على طبق من فضة.

يثير فيلم يؤرخ لانتخاب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 2007 وانهيار زواجه لاحقا ضجة وجدلا واسعا قبل عرضه في مهرجان كان هذا العام.

وفيلم (لا كونكويت) أو (انتزاع الحكم) للمخرج كزافييه دورينجيه المقرر عرضه خارج إطار المسابقة في مهرجان كان الذي يقام في الفترة من 11 الى 22 مايو ايار يستند إلى القصة الحقيقية لفوز ساركوزي في الانتخابات وانهيار زواجه من سيسيليا.

وتظهر اشرطة دعاية الفيلم ساركوزي على انه شخصية متقلبة عابسة ومندفعة وهو يجزم لمستشاريه "انا محاط بأغبياء" ويتوسل الى سيسيليا الا تتركه.

وقالت كولومب برينجل رئيسة تحرير مجلة بوان دو فو "هذا الفيلم ساحر والكل يتوق لمشاهدته... الكل يعرف تقلبات حياة هذين الزوجين. شاهدنا كل حلقاتها بشكل مباشر ونحن شغوفون الآن لرؤية كيف عالجها المخرجون".

وتركت سيسيليا ساركوزي واصبح اول رئيس فرنسي يطلق زوجته وهو في المنصب. ثم تقدم لخطبة زوجته الحالية كارلا بروني وهي عارضة ازياء ومغنية سابقة.

وقالت برينجل "إنه يقدم لنا حياته الشخصية على طبق من فضة".

ورغم استطلاعات الرأي التي تشير الى ان ساركوزي هو أقل رؤساء فرنسا شعبية منذ سنوات فان شريط دعاية فيلم (لا كونكويت) الذي سيعرض في 18 مايو آيار شوهد نصف مليون مرة عبر الانترنت مما يشير الى انه ربما يحقق نفس النجاح الذي لاقاه افضل كتابين مبيعا عن ساركوزي هذا العام.

الجزيرة الوثائقية في

06/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)