حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

"هلّق لوين؟" العربي الوحيد في التشكيلة الرسمية وساركوزي - بروني يتنافسان في لفت الانتباه

مهرجان كانّ 2011: تسعة عشر فيلماً ستصنع مجد أيار!

هوفيك حبشيان

غالباً ما يكون الكشف عن خيارات كانّ في مؤتمر صحافي يُعقد قبل نحو شهر من انطلاق المهرجان، لحظة حسم أساسية تضع حداً للتسريبات والتوقعات التي تسمعها هنا وهناك، فيأتي إعلان الأسماء التي ستجذب الاهتمام طوال شهر أيار، لينسف الشائعات والأقاويل المنسوبة الى المهرجان وادارته. الأسابيع القليلة التي تسبق انعقاد المهرجان السينمائي الأول في العالم، تنام على فوهة بركان. دنيا السينما في حال تأهب. الكل يترقب. السينمائيون الذين ارسلوا اعمالهم ينتظرون مصيرهم. الصحافيون والنقاد يريدون الاطمئنان الى أن الأموال التي سينفقونها على الرحلة لن تذهب هدراً في جيوب اصحاب المنازل ووكالات السفر والمطاعم.

عناوين لأفلام كثيرة تداولتها الأوساط القريبة من المهرجان لم تصل الى "النهائيات" ولن تُعرض لا في المسابقة ولا خارجها في الدورة المقبلة التي تحمل رقم 64 (11 - 22 أيار) وتزيّن ملصقها واحدة من أجمل نساء الأرض وأكثرهن أناقة: فاي داناواي. عدم اختيار هذه الأعمال لا يعني انها رديئة أو انها ظلت خارج الخط الفني والسياسي الذي ينتهجه الثنائي جيل جاكوب، رئيساً، وتييري فريمو، مديراً فنياً. لكن هذا، يقودنا عملياً الى حقيقة ملموسة مفادها أن اندريا ارنولد ووالتر ساليس وكارلوس ريغاداس وونغ كار واي، من بين آخرين كثر كنا سمعنا عن مشاركتهم المحتملة، لن يكونوا على "الكروازيت". ولأسباب مختلفة، أكثرها وضوحاً، يبقى دائماً: عدم قدرة المخرج على ان ينهي عمله في الموعد المطلوب لتسليم النسخ. لكن هناك أسباب خفية أيضاً تبقى حكراً على المجالس بالامانات، لتعود وتفقد أهميتها مع مرّ الزمن.

برغم كثرة الأفلام التي بقيت خارج حسابات المديرَين، جاكوب وفريمو، تبقى الدورة التي باتت على الأبواب، أقلّه الى الآن، وأقلّه على الورق، من الدورات التي تبعث على الشغف. كيف لا، وواحد من أكبر الخلاّقين في القرن الحادي والعشرين سيكون حاضراً ليعرض فيلمه المنتظر جداً من أعلى منصة سينمائية. فبعدما كنا موعودين به في الدورة الماضية، ثم في البندقية، فبرلين، ها ان الأميركي تيرينس ماليك يقدم الى كانّ ما نستطيع اعتباره الهدية الأجمل. شريطه "شجرة الحياة" (ساعتان وثماني عشرة دقيقة)، ملحمة أسرية من انتاج بريطاني هندي مشترك. الفيلم الدعائي صار على الانترنت منذ بضعة أشهر وهو يذكّر بأسلوب ماليك الغنائي، لا سيما أن التعليق الصوتي المرافق للنص البصري يغوص في عوالم تحمل توقيع المخرج. "من دون حبّ، تمر الحياة كالبرق"، يقول صوت نسائي، ولا شكّ ان صاحبة هذا الصوت الممثلة جيسيكا شاستاين التي تتقاسم البطولة مع براد بيت وشون بن. أما الموسيقى فللفرنسي القدير ألكسندر ديبلا في حين تولى التصوير ايمانويل لوبيتسكي.

عدا هذا، هناك 19 فيلماً في المسابقة الرسمية، لكبار صنّاع السينما المعاصرة. هذا كله يفتتحه وودي آلن بفيلمه الجديد "منتصف ليل في باريس"، حلقة جديدة من جولاته في مدن أوروبية عدة. سبق أن تم الترويج لهذا الفيلم في وسائل الاعلام غداة اختيار المخرج النيويوركي الفرنسية الأولى كارلا بروني كي تضطلع بدور في فيلمه هذا، ثم قيل إنه حذف دورها اثناء المونتاج لرداءة تمثيلها. الأفلام الـ19 قد تنضم اليها أفلام أخرى في الأيام المقبلة، كما حصل في السنة الماضية. اللافت ان الملف الصحافي الصادر من المهرجان لا يذكر بلد المنشأ التابع لكل عمل. المهرجان يدرك جيداً أن الهويات اليوم باتت مركّبة والسينما فنّ كبير ينتمي الى عالم ذي ولاءات متعددة ضمن ولاء واحد. تحديد البلد الذي ينتمي اليه الفيلم بات من سابع المستحيلات، ليس لأن معظمها يخضع لما يسمّى الانتاج المشترك، بل لأن التأثيرات باتت متبادلة بين سينمات العالم.

ثمانية من أصل 19 فيلماً تتجاوز مدة عرضها الساعتين. فيلمان فقط هما العملان الأولان لصاحبيهما، الباقي مكرسون من الصف الأول، ثلاثة منهم سبق أن نالوا "السعفة الذهب". الأخوان داردين يقدمان "صبي الدراجة" حيث يتابعان إلقاء شباكهما في المستنقع البلجيكي، بنمطهما السينمائي المعتاد. الدانماركي لارس فون ترير، الذي اعلن قبل عامين أنه "أكبر مخرج في العالم" عندما جاء يقدم "المسيح الدجال"، يعود مجدداً مع "ميلانكوليا"، المصوّر في أسوج، معرفاً عنه في الشريط الدعائي بأنه "فيلم جميل"! على خلفية كارثة طبيعية تحلّ بالأرض والكواكب الأخرى، يروي المخرج الكبير قصة شقيقتين، جوستين وكلير. أما ثالث الحائزين "السعفة"، أي الايطالي القدير ناني موريتي، فجديده "لنا بابا" ("هابيموس بابام")، يبدو انه على درجة عالية من الهزء من الوسط الكنسي. الكاردينال ملفيل (ميشال بيكولي) يُنتخب بابا، لكن الرجل يعاني الكآبة والاحباط، فيخضع لعلاج نفسي على يد بريزي، الذي يضطلع موريتي بدوره.

من ايطاليا ايضاً، يأتينا واحد من الذين يصنعون سينماها الحديثة: باولو سورنتينو الذي لمع بـ"ايل ديفو"، يشارك في المسابقة بفيلم أميركي من تمثيل شون بن وفرانسز ماكدورماند، عنوانه "على هذا أن يكون المكان". قصة مغني روك (بن) ينتقل من ايرلندا الى نيويورك لينتقم من موت والده. أما بيدرو ألمودوفار، العائد دائماً وأبداً الى كانّ، وإن لم يحالفه الحظ بعد في اقتناص "السعفة" التي لامسها عن قرب مراراً، لا سيما مع "فولفر"، فيغوص في ثريللر جديد، غير بعيد من المناطق التي أجاد الابحار فيها سابقاً. أما المشاهد التي رأيناها على موقع المهرجان لـ"الجميلة النائمة"، فتبعث على القشعريرة للسواد الذي تغوص فيه مخرجته الروائية الأوسترالية جوليا لي، وهذا عملها الأول، وهي تلقت دعم مواطنها جاين كامبيون.

مخرج آخر اعتدناه في كانّ: نوري بيلجي جيلان يحمل معه جديده "ذات مرة في الأناضول" الذي يتمحور على طبيب من زمن الأناضول، في حين يجمع زميله الاسرائيلي جوزف سيدر، مخرج "بوفور"، اباً وابنه في صراع حول جائزة اسرائيلية، من المفترض انها تكرم العمل. زبون آخر يطأ الكروازيت للمرة الألف، آكي كوريسماكي، سيخضع لـ"رحمة" رئيس لجنة التحكيم روبرت دو نيرو. فيلمه الجديد "لو هافر"، فرنسي الهوى والانتاج والتصوير والتمثيل. ماسح أحذية يتعرف الى صبي مهاجر دخل الاراضي الفرنسية خلسة. طبعاً، هذا كله يعني شيئاً آخر أمام كاميرا الفنلندني المخرّب.

ناومي كاوازيه، المصورة والوثائقية والمخرجة اليابانية، هي ايضاً من رهانات المهرجان هذه السنة، تدين الى كانّ في اذاعة صيتها حول العالم. 4 سنوات بعد نيلها جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن "غابة موغاري"، تعود الينا مع حكاية تدور فصولها في القرن الخامس. الآسيوي الآخر، تاكيشي ميك، الذي لا يكفّ عن التصوير (شارك في مهرجان البندقية، أيلول الماضي)، يحمل عنوان "هارا كيري، موت ساموراي".

فرنسياً، هناك تجربة فريدة لألان كافالييه. الجهبذ الفرنسي الذي تراوح فيلموغرافيته بين أعمال كلاسيكية مثل "تيريز" وأفلام تجريبية يصوّر فيها المراحيض كأماكن مقدسة، التقط الممثل فانسان لاندون في احدى غرف فندق "بريستول" في باريس، وفي أوقات فراغه ومن دون اللجوء الى فريق عمل، مسائل تتمحور على عودة الإبن الضال والعودة الى الأب، وهو شيء اعترف كافالييه في حديث الى "لو موند" بأنه قاسم مشترك بينه وبين لاندون. الغرابة الفرنسية لا تقف عن هذا الحد، اذ هناك فيلم لمايوين اسمه "بوليس"، تهتم فيه المخرجة بوحدة حماية القاصرين وترافق نشاطهم. أما الفرنسي الثالث، برتران بونيللو، فلديه "الأبولونيد، ذكريات الماخور"، حيث تؤدي حفصية حرزي دور عاهرة في ماخور في بدايات القرن الماضي. حرزي، الممثلة التونسية التي اطلقها عبد اللطيف كشاش، هي القاسم المشترك بين فيلم بونيللو، وفيلم انجزه رادو ميهايلانو، "نبع النساء". في هذا الفيلم يصور مخرج "الحفل الموسيقي" الاضراب عن الجنس تقوم به سيدات القرية لإجبار أزواجهن على الذهاب الى الينبوع لتزوّد المياه.

قسم "نظرة ما" يفتتحه المخرج الأميركي غاس فان سانت، فيه أفلام لروبير غيديغيان وكيم كي دوك واريك كو واندرياس دراسين وبرونو دومون، وآخرين. هذا القسم الذي ينطوي أحياناً على افلام تتجاوز أفلام المسابقة قيمة، يحتضن الفيلم الجديد لنادين لبكي "هلّق لوين؟". المخرج اللبناني، كسائر المخرجين العرب والعالم، يحلم بمهرجان كان. وهو أحياناً ينجز الأفلام فقط لذلك الهدف. مثلما هناك من يحلم بنيل الأوسكار، هناك من يحلم أيضاً بأن يصعد السلالم الحمراء المضفية الى قصر كانّ، أمام الآف المصورين وعدساتهم. لكن شتان بين أن نحلم ونحقق ما نحلم به.

في السنوات الأخيرة، كانت لبكي من السينمائيين العرب القلائل استطاعوا الوصول الى الريفييرا الفرنسية حيث الأحلام السينمائية الكبرى. كان ذلك عام 2008. عرض فيلمها "سكّر بنات" شرّع أمامها أبواب السعادة المهنية. هذا المكان كانت تزوره في السنوات السابقة كضيفة، واضعة البادج المخصص لغير المحترفين حول عنقها. هذه السنة يتجدد موعدها مع الحلم البهي، في شريط انهته قبل ايام قليلة، وهي استعادت تجربة العمل مع المنتجة آن دومينيك توسان، لكنها حظيت بموازنة بلغت خمسة ملايين أورو، وهي موازنة كبيرة جداً نسبة للسينما اللبنانية.

في المقابل، يختار المهرجان لعبة الاستفزاز مع عرض فيلم روائي اسمه "الغزو" لكزافييه دورينغر، يروي، انطلاقاً من نصّ لباتريك روتمان، بأسلوب واقعي، عملية صعود وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الى سدة رئاسة البلد الذي خلق أعظم ثورة في تاريخ الانسانية. الرئيس والسيدة الاولى، في موقعين نقيضين اذاً، فمن يكون الأوفر حظاً في لفت الأنظار وجذب التعاطف؟

في مطلع هذا الاسبوع، كُشفت اسماء المشاركين في القسمين الموازيين للمهرجان: "اسبوعا المخرجين" و"اسبوع النقاد". هناك مجموعة عناوين جديدة منتقاة بعناية، و... خيبتان على الاقل: عدم ضمّ فيلم اللبنانية دانيال عربيد، "فندق بيروت"، الى احد هذين القسمين، بغض الطرف عما اذا كان يستحق أو لا، وايضاً ترك الفيلم المغربي "النهاية" لهشام العسري خارج حسابات كانّ، للأسف. هناك مشاركة ليلى كيلاني مع فيلمها "على الحافة" في "اسبوعا المخرجين"، المخرجة التي كان سبق لها أن ذهبت الى موضوع التعذيب في عهد الملك الحسن الثاني في "أماكننا الممنوعة"، عام 2008.
أخيراً، اطلق المهرجان "سعفة ذهب فخرية" تذهب سنوياً الى سينمائي لم ينل بعد "السعفة"، ووقع الخيار 64 على الايطالي برناردو برتوللوتشي. أما التكريم فسيتلقاه جان بول بلموندو الذي يبلغ من العمر الآن 78 عاماً، في حين ستكون هناك التفاتة الى ستانلي كوبريك من خلال عرض تحفته الخالدة "البرتقالة الآلية" في نسخة جديدة مرممة.

( hauvick.habechian@annahar.com.lb)

النهار اللبنانية في

21/04/2011

 

"18 يوماً" فيلم جماعي عن ثورة 25 يناير في مهرجان كان

ريما المسمار 

من بين الأخبار الكثيرة التي انتشرت بعيد الثورة المصرية عن مشاريع أفلام تتناولها، والتصريحات العديدة التي قام بها مخرجون وممثلون عن تحضيراتهم لأفلام عن الثورة، يبدو أن مشروعاً وحيداً استطاع أن يبصر النور في هذه الفترة القياسية. "18 يوماً" هو عنوان الفيلم الجماعي المؤلف من عشرة أفلام قصيرة بتوقيع عشرة مخرجين مصريين مكرّسين وصاعدين، بما يعيد إلى الأذهان مبادرة مشابهة في الشكل، أطلقها المنتج الفرنسي آلان بريغان في العام 2002 مع أحد عشر مخرجاً، أنجزوا أفلامهم القصيرة حول هجمات 11 ايلول، وجمعت في فيلم واحد في عنوان 119"01 . واللافت في تجربة "18 يوماً" أنها تجمع بين مخرجين معروفين وآخرين شباب، منهم من اشتهر بالكوميديا ومنهم من عرف من خلال التلفزيون. يقود المجموعة اسم المخرج المعروف يسري نصر الله الذي قدّم آخر أفلامه في العام 2009 بعنوان "إحكي يا شهرزاد". أما مشاركته في "18 يوماً فقد اثمرت شريطاً قصيراً، "داخلي- خارجي"، تدور أحداثه في شقة أسرة مصرية ويرصد ردود فعل أفرادها إزاء اندلاع الثورة. واللافت قول المخرج أن التصوير استغرق يوماً ونصف اليوم فقط. يشارك في المشروع ايضاً، الذي يرمز عنوانه إلى الأيام الثمانية العشرة الأولى من الثورة، المخرج شريف عرفة بفيلم في عنوان "احتباس". ومن جيل أصغر، ينضم إلى اللائحة مروان حامد (19-19) صاحب "عمارة يعقوبيان"، كاملة أبو ذكري (خلقة ربّنا) مخرجة "واحد- صفر" و"ملك وكتابة"، خالد مرعي (كعك التحرير) المعروف بإخراج أفلام كوميدية للممثل أحمد حلمي مثل "عسل إسود" و"بلبل حيران". وهناك ايضاً محمد علي بفيلم في عنوان "لما يجيك الطوفان" علماً بأن علي معروف بتجربته في الدراما التلفزيونية من خلال "مجنون ليلى" و"اهل كايرو". ومثله تأتي مريم ابو عوف من تجربة "هالة والمستخبي" في الدراما التلفزيونية لتقدم في "18 يوماً" فيلماً قصيراً بعنوان "تحرير2/2". ويشارك أحمد علاء في "18 يوماً" بفيلمه "حلاق الثورة"، هو الآتي من تجربة طويلة مع عرفة حيث عمل معه مساعد مخرج على العديد من أفلامه قبل أن يقدم باكورته في "بدل فاقد". أما شريف البنداري فيستكمل من خلال "حظر تجول" تجربته في الفيلم القصير التي أثمرت فيلمين مميزين هما "صباح الفل" و"ساعة عصاري". ويطل المخرج الشاب أحمد عبدالله صاحب "هليوبوليس" و"ميكروفون" بفيلم "شباك".

بعيداً من نصر الله الذي كشف عن فكرة فيلمه في تصريحات صحفية، لم يتحدث المخرجون الآخرون عن موضوعات أفلامهم. ولكن نصر الله كان قد صرّح أن الأفلام لا تدور بالضرورة حول أحداث ميدان التحرير فقط، "بل تمتد أيضاً إلى جوانب الثورة كافة وتأثيرها على شرائح المجتمع". فهناك، بحسب نصر الله، فيلم يتناول التحقيق مع أحد الثوار في أحد مباني جهاز أمن الدولة، وآخر عن مجموعة من الثوار أثناء وجودهم في الشارع خلال الثورة.

ولا تقتصر الجهود في "18 يوماً" على المخرجين فقط، حيث شارك فيه كتاب سيناريو أيضاً من أمثال تامر حبيب ("سهر الليالي") وبلال فضل (مسلسل "أهل كايرو") وعباس أبو الحسن ("ابراهيم الأبيض")، والممثلين يسرا اللوزي، هند صبري، منى زكي، عمرو واكد، إياد نصار، أحمد حلمي، باسم سمرة وآخرون.

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته إدارة مهرجان كان السينمائي للإعلان عن برنامج دورتها الرابعة والتسعين (11-23 ايار/مايو)، صرّح رئيس المهرجان جيل جاكوب أن مصر ستكون ضيفة شرف الدورة المقبلة وستخصص أمسية 19 ايار/مايو للثورة المصرية وعرض "18 يوماً" بحضور مخرجيه وكتابه وممثليه، من دون توضيح الإطار الذي سيعرض الأخير فيه. كما ستحضر السينما المصرية هذا العام في كانّ في برنامج "كلاسيكيات كانّ" من خلال فيلم "البوسطجي" (1968) لحسين كمال. 

"نصف شهر المخرجين" يعرض المغربي "فوق اللوح" ويكرّم باناهي

تستقبل تظاهرة "نصف شهر المخرجين" التي تنعقد بمحاذاة مهرجان كان السينمائي كل عام عن مشاركة الفيلم المغربي "فوق اللوح" (Sur la Planche) في برنامجه. والفيلم هو باكورة المخرجة ليلى كيلاني الروائية، بعد تجارب وثائقية عدة ابرزها "طنجة حلم الحرّاقة" (2002) و"أماكننا الممنوعة" (2008). تدور أحداث الشريط حول أربع فتيات في طنجة، المدينة التي تغوي أهلها بحلم الهجرة والعولمة. وسينافس الشريط على جائزة "الكاميرا الذهب" التي تمنح الأفلام الأولى لمخرجيها، ويشكّل مع شريط ندين لبكي "هلق لوين؟"، المعروض في قسم "نظرة خاصة" في مهرجان كان، الفيلمين العربيين الوحيدين المشاركين في الدورة الرابعة والستين للمهرجان ضمن البرامج الرسمية. على صعيد آخر، ستكون للتظاهرة لفتة يوم 12 ايار/مايو حيال السينمائي جعفر بناهي الذي حكم عليه في بلاده بالسجن ست سنوات مع منعه من تصوير الافلام لمدة عشرين عاما. وستمنح جمعية مخرجي الافلام المخرج الايراني جائزة "العربة الذهبية" التي تكرم كل سنة سينمائياً على هامش مراسم المهرجان. ومن الاشخاص الذين كرموا في هذا الاطار سابقا نذكر كلينت ايستوود وناني موريتي وديفيد كرونينبرغ وجيم جارموش وانييس فاردا العام الماضي. والى جانب منحه هذه الجائزة فان المهرجان سيعيد عرض فيلمه "تسلل" الذي صوره بناهي العام 2005. وستنظم طاولة مستديرة حول موضوع "صناعة الافلام في ظل نظام ديكتاتوري" ستتناول عمل سينمائيين في ايران ودول اخرى. وكما في العام الماضي، سيرمز كرسي فارغ الى غياب جعفر بناهي طوال مدة المهرجان في المسرح الذي تعرض فيها الافلام المشاركة في تظاهرة "نصف شهر المخرجين".

المستقبل اللبنانية في

22/04/2011

 

الفيلم اللبناني «وهلق لوين» لنادين لبكي في تظاهرة «نظرة ما»

مهرجان كان السينمائي 2011: احتفاء بالكبار وبحث عن التجديد

عبدالستار ناجي  

عام بعد اخر وتجربة بعد اخرى يؤكد مهرجان كان السينمائي علو كعبه وتفرده وكأن تلك السنوات التي مرت زادته عمقا وتأثيرا في صناعة الفن السابع.

مهرجان يأبى ان يشيخ ويكبر يمتلك طاقة متجددة عبر كوادره التي اسهمت على مدى عمر المهرجان في منحه الطاقة والشباب والتجدد وقبل كل هذا وذاك المقدرة على تقديم اسماء ومضامين جديدة تمنح عرس كان السينمائي مزيدا من التألق والذهاب بعيدة في فضاءات التميز والاقتدار.. وفي هذا العام ومن خلال الدورة الرابعة والستين يؤكد مهرجان كان السينمائي منهجية التكريم والاحتفاء بالمبدعين الذين اثروا حياتنا السينمائية بالاضافة الى البحث عن اسماء ومضامين جديدة تسهم في تجديد الحرفة وكوادرها من اجل الانتقال الى مرحلة جديدة من تاريخ الفن السابع.

ولعل اول الحصاد كان متمثلا باختيار النجم الاميركي القدير روبرت دونيرو رئيسا للجنة التحكيم الدولية.

كان 2011 يذهب الى مرحلة خصبة باسماء الكبار حتى رغم حضور وهيمنة السينما الاوروبية التي تحتل الحصة الاكبر من المشاركات في المسابقة الرسمية او تظاهرة «نظرة ما» وغيرها من التظاهرات الرسمية التي تم الاعلان عنها.

وحتى لا نذهب الى المسابقة الرسمية مباشرة علينا ان نتوقف قليلا عن تظاهرة «نظرة ما» وهي التظاهرة الثانية من حيث الاهمية والتي اختارت هذا العام الفيلم اللبناني «وهلق لوين» للمخرجة نادين لبكي التي كانت قد قدمت منذ عامين في تظاهرة «اسبوعا المخرجين» فيلم «سكر بنات او كراميل».

مشيرين الى ان اللجنة المنظمة للمهرجان اختارات المخرج البوسني امير كوستاريكا رئيسا للجنة تحكيم هذه التظاهرة.

ونعود الى بيت القصيد حيث المسابقة الرسمية والتي تزدحم هذا العام بعدد من كبار المخرجين الذين كتب لهم الفوز وتحقيق السعفة الذهبية من ذي قبل فيلم الافتتاح «منتصف الليل في باريس» حيث حازت الولايات المتحدة افتتاح المهرجان بفيلم للمخرج وودي ألن، ومعه في الفيلم سيدة الاليزية الاولى كارلا بروني ساركوزي والفرنسية ماريون كوتيارد واوين ويلسون.

وكان تيري فريموالمندوب الفني للمهرجان قد اعلن في وقت سابق ، أن 12 فيلما أوروبيا من أصل 19 تنافس على السعفة الذهبية، أكبر جوائز المهرجان.

وتتشابه قائمة الاختيارات هذا العام مع ترشيحات العام الماضي، في منافسة الولايات المتحدة بعمل واحد هو «شجرة الحياة» (ذي تري أوف لايف) وهو دراما أسرية للمخرج تيرانس ماليك، ذلك المبدع السينمائي الذي يتعامل مع السينما بمنظور ومعطيات خارج اطر وهيمنه هوليوود معه في الفيلم المرتقب براد بيت وشون بن، والفيلم يدور حول المعنى الحقيقي للحياة.

وعلى النقيض من نسخة المهرجان العام الماضي والتي أكدت على عالمية السينما، باستضافة أفلام من تشاد وأوكرانيا، جاءت اختيارات هذا العام لترجح كفة الأعمال الغربية.

رئيس المهرجان جيل جاكوب أكد إن المهرجان يهدف لتكريم الأعمال الكبرى والأفلام التي استخدمت فيها وسائط إعلامية جديدة. وينافس بعض المخرجين المعتادين، أمثال المخرج الاسباني بيدرو ألمادوفار والدنماركي لارس فون تريير والأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك باردين والإيطالي ناني موريتي على الجائزة التي فازوا بها من قبل ماعدا ألمادورفار الذي يتطلع الى تلك الجائزة الحلم بعد فوزه بعده جوائز من بينها الاوسكار كأفضل فيلم اجنبى. أما «سوادوية» أو ميلانكوليا للمخرج فون تريير والذي يلعب بطولته كرستن دونست والممثلة الفرنسية شارلوت جينسوبورج، فهو تأريخ لسيدتين تتأملان النهاية المحتملة للكون، بينما يحكي عمل الأخوين باردين «ولد في فيلو» قصة صبي يجلس مهموماً ويقرر أن يجد أباه، ويسرد فيلم موريتي «أصبح لدينا بابا» أغوار العلاقة بين البابا المنتخب اخيرا وطبيبه. الأعمال الست المتبقية التي وردت أسماؤها في قائمة الترشيحات الرسمية جاءت من إسرائيل وتركيا واليابان وأستراليا. وتضم قائمة المتنافسين مُخرجين يُشاركان للمرة الأولى هما النمساوي ماركوس شلينزر والأسترالية جوليا لي.

أما الأعمال التي تشارك بها الدولة المضيفة، فرنسا، فقد تم اختصارها إلى 3 أعمال فقط، ووقع الاختيار على الممثل الأميركي الشهير روبرت دي نيرو لرئاسة لجنة التحكيم التي سوف تختار الفيلم الفائز والذي سيُعلن اسمه خلال حفل الختام في الثاني والعشرين من مايو.

وسيعرض المهرجان نحو 49 فيلماً روائياً طويلاً من 33 دولة تم اختيارها من بين 1715 عملا قدمت للمشاركة وشاهدها المنظمون. هذا وسنتوقف في محطة لاحقة مع عروض بقية التظاهرات السينمائية التي تشكل هذا العرس السينمائي المهم.

قائمة الأفلام الرسمية لمهرجان كان 64

تتنافس تسعة عشر فيلماً على السعفة الذهبية، أكبر جوائز مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الـ 64، والذي يقام خلال الفترة 11 إلى 22 مايو المقبل وفيما يلي القائمة الكاملة للافلام المختارة للمسابقة الرسمية:

أسبانيا: الجلد الذي أسكنه (ذي سكين اي ليف إن) للمخرج بيدرو المادوفار.

فرنسا: ذكريات الماخور (سوفونيرز دو لا ميزون كلوز) للمخرج برتراند بويلو، وفيلم باتيه (أبي) للمخرج آلان كافالييه و بوليس (بولندي) للمخرجة مايوين لو بيسكو.

إسرائيل: حاشية (فوت نوت) للمخرج جوزيف سيدار.

تركيا: ذات مرة في الأناضول (ونس أبون اتايم إن أناضوليا) للمخرج نوري بيلج سيلان.

بلجيكا: الطفل في فيلو (لو جامان أو فيلو-للاخوين دارادين.

فنلندا: لوهافر (لوهافر) للمخرج على أكي كاوريزماكي.

اليابان: هانزو نو تسوكاي للمخرجة ناعومي كاوازاكي.

أستراليا: الجمال النائم للمخرجة جوليا لي.

أميركا: شجرة الحياة (ذي تري أوف لايف) للمخرج تيرانس ماليك.

رومانيا: أصل النساء (لا سورس دي فام) للمخرج رادو ميهائيليانو.

اليابان: وفاة مصارع ساموراي (هارا كيري:ذي ديث أوف أساموراي) للمخرج تاكاشي ميكي.

إيطاليا: أصبح لنا بابا (هابيموس بابام) للمخرج ناني موريتي.

بريطانيا: يجب أن نتحدث بشأن كيفين (وي نيد تو توك أبوت كيفين) للمخرجة لين رامزي.

النمسا: مايكل للمخرج ماركوس شلينزر.

إيطاليا: هذا هو المكان ولا شك (ذيس ماست بي ذي بليس) للمخرج باولو سورينتينو.

الدانمارك: سوداوية (ميلانكوليا) للمخرج لارس فون تريير.

الدانمارك: قيادة (درايف) للمخرج نيكولاس ويندنج رفن.

فيلم الافتتاح فهو منتصف الليل في باريس (ميدنايت إن باريس) للمخرج وودي ألن، أميركا، والفيلم خارج المسابقة الرسمية.

الكبار... يحكمون

تم اختيار عدد بارز من ابرز المبدعين في عالم الفن السابع للمشاركة في تراس لجان التحكيم المتعددة في المهرجان. في المقدمة هناك الاميركي روبرت دونيرو لرئاسة لجنة التحكم الخاصة بالمسابقة الرسمية.

كما تم اختيار البوسني - امير كوستاريكا- لرئاسة لجنة تحكيم تظاهرة «نظرة ما» ونشير الى ان امير كان قد حصل على السعفة الذهبية مرتين.

واختير المخرج ميشيل جوندري الفرنسي لرئاسة لجنة تحكيم الافلام القصيرة.

وتم اختيار المخرج بونج جون هو من كوريا رئيسا للجنة تحكيم الكاميرا الذهبية للفيلم الأول.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

22/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)