حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الرابع ـ 2011

فيلمان مصري وعراقي يلقيان نظرة على بحر المتغيرات

 السينما العربية ليست في مستوى الصناعة

دبي: محمد رُضا

تمر السينما الخليجية بمفترقات طرق عديدة وهذا طبيعي. المفترق الأول هو عبارة عن تحديات المرحلة. فلا يوجد في معظم دول الخليج الهيكلة الصحيحة لصناعة سينمائية، و - لنكن صريحين - لن توجد هذه الهيكلة قريبا. ما هو موجود هو محاولات فردية دؤوبة من قبل طموحين في مجالات عديدة، في الكتابة وفي الإخراج وفي التصوير وفي الإنتاج. هذه هي المقومات البشرية الضرورية، وهي موجودة في كل دول المنطقة من دون استثناء. لكن ما بعد ذلك، هناك إما مؤسسات جادة في سبيل بلوغ الغاية (لكن الغاية ذاتها في حاجة إلى تحقيق في بعض الأحيان) وإما لا مؤسسات حقيقية على الإطلاق.

ما يطلبه الأمر لتكوين سينما خليجية هو أسهل من المتصور، رغم ذلك فإن تنفيذه يتطلب التثبت من القدرة على تنفيذ التفاصيل.

تحديدا، وما تكشفه الدورة الحالية من مهرجان الخليج السينمائي الرابع، هو أن الجمهور الخليجي هو جمهور مهرجانات. لا توجد قاعدة شعبية للإنتاجات الخليجية. الإقبال على الأفلام الكويتية في الكويت، أو الإماراتية في الإمارات أو العراقية في العراق شبه معدوم إلا من خلال المهرجانات إذا ما أقيمت. مهرجان الخليج السينمائي صارت لديه سمعة طيبة في هذا المجال، إنه أفضل مهرجان للمواهب الخليجية كافة ولا يزال يكبر ويكبر بثقة تثير الإعجاب من قبل المؤيدين والتعجب من قبل أولئك الذين يغارون من نجاحه. لكن اعرض فيلما واحدا من تلك التي يحويها هذا المهرجان في السوق أمام جمهور مشتري التذاكر لتجد نفسك ترقب الوضع التجاري لهذه الإنتاجات على حقيقته: جمهور قليل جدا من المواطنين هم من سيتولون مشاهدتها لقاء مبلغ مالي. الغالبية الكاسحة هي تلك التي دائما تفضل التوجه إلى فيلم أميركي على مشاهدة أي فيلم آخر سواء أكان من ضمن المنطقة أم من مصر أم من دول عالمية أخرى.

هذا الواقع سيؤخر كثيرا نموا حقيقيا للسينما في دول الخليج. فالدولة التي لا سوق لها لا تستطيع أن تبني صناعة سينمائية فعلية، وهذا ليس مطبقا على أي من دول الخليج، بل على السينما الفنلندية أو السويسرية أو الكوستاريكية. ولننظر إلى الصناعات الحقيقية الموجودة حول العالم وسنجد أن صناعاتها ثابتة وموجودة بفضل وجود سوق محلية أو سوق عالمية (أو سوقين محلية وعالمية معا) للبلد نفسه.

هناك أولا الولايات المتحدة الأميركية التي لا حاجة للحديث عن مدى انتشار أفلامها محليا وعالميا.

في المركز الثاني، بحسب التعداد البشري المحلي هناك السينما الهندية.

في المركز الثالث تأتي السينما الفرنسية التي تستفيد من وجود سوق أوروبية محاذية لها (سويسرا وبلجيكا) بالإضافة إلى الإقبال الكبير على أفلامها داخل فرنسا.

في المركز الرابع السينما الإسبانية. هذه تستفيد جل استفادة من حقيقة أنها تملك سوقا محلية جيدة، كما من حقيقة أن تصدر سينماها إلى أميركا اللاتينية والجوار الأوروبي.

في المركز الخامس.. سينما متعددة ذات كم أقل لكنها قادرة على بلوغ حجم لا بأس به من المشاهدين كالسينما في ماليزيا أو إندونيسيا. السينما الإيطالية خسرت سوقها العالمية من حين غياب العباقرة ومن حين انهيار السينما التجارية التي صنعتها على غرار أفلام هوليوود، وذلك في مطلع الثمانينات. ما بقي لها هو السوق المحلية أساسا والسوق الفرنسية ثانيا، ذلك كله لمجرد التأكيد على أنه لا توجد صناعات حيث لا يوجد جمهور.

لكن هذا لا يعني أنه ليس بالإمكان أن توجد أفلام، وهذا هو الوضع الفعلي للسينمات في الخليج العربي: هناك أفلام وأفلام كثيرة تحركها مواهب بعضها يتقدم على البعض الآخر ومستعد لخوض غمار الحياة المهنية بكل ما تتطلبه من بذل ومشاق.

ما هو السبيل لإيجاد صناعة؟

قيام مؤسسات وطنية خليجية من مستثمرين من مختلف الجنسيات تحقق أفلاما يمكن أن تطلب وتستساغ من قبل كل دول المنطقة في آن واحد. هذا يعني حسن اختيار ومعرفة بالعناصر الصحيحة ووجود مستشارين عارفين ببواطن العملية السينمائية على اختلاف جوانبها. هذا يعني أن تلتف قدرات الأفراد الخليجيين معا وتتعاون بكل ثقة وتقدم في هذه المرحلة أعمالها من منظور جديد ومدروس. حينها فإن الفيلم الإماراتي سيستفيد من الأسواق الخليجية كلها معا. ولن يبق حكرا على جمهور واحد في هذا البلد أو ذاك.

هذه التحديات تتراءى كلما شاهدنا فيلما هنا خارج التقليد، وكلها تقريبا هي خارج التقليد على نحو أو آخر، بما فيها تلك القادمة، على سبيل الاستضافة، من دول خارج المنطقة الخليجية. أحد هذه الأفلام هو «حاوي» للمخرج المصري إبراهيم البطوط.

المخرج معروف اليوم كأحد أهم ما عرفته السينما المصرية من مخرجين مستقلين.. بل المرجح هو أنه المخرج المستقل شبه الوحيد في هذه الأيام لكون أفلامه لا تعتمد مطلقا على مقدرات التوزيع وعناصره، فهي لا تأتي بممثلين معروفين، ولا تكترث لطرق سرد سهلة، ولا تتبع خطوطا روائية يسهل احتواؤها وفهمها كقصة. هذا لا يعني أن أفلامه من «عين شمس» إلى هذا الفيلم، هي أفلام صعبة أو غير مفهومة، فقط يعني ذلك أنها لا تتطرق إلى مواضيعها على النحو التقليدي.

إنه حول أشياء عدة وشخصيات مختلفة تبدأ بلقطات داكنة لمعتقل، حيث تتم قيادة سجين إلى حيث يسمع كلمات آمرة: سيتم إطلاق سراحه، لكن أمامه عشرة أيام فقط لكي يعود بالوثيقة. ولن نعرف ما هي هذه الوثيقة ولا كامل أهميتها ولا من هي الشخصية الآمرة وما هي تحديدا الجهة المعتقلة. لكن اللقطات التالية ستظهره وهو يعيش حالات من الحسابات التي لن نعرف عنها شيئا إلا فيما بعد. في الوقت ذاته هناك ذلك العائد بعد غياب طويل حيث يحاول إخفاء هويته عن ابنته الشابة لكنها تكتشفها في النهاية.

يوسف (محمد السيد) المعتقل المفرج عنه ويوسف (إبراهيم البطوط نفسه) كلاهما عائد إلى طينة حياة ليست أقل عزلة وخطرا وكآبة مما كان عليه في عزلته. هذه هي صورة لمصر في حضيض من المشاعر والرؤى إلى واقعها ما قبل الثورة (وبعدها إلى أن يقع التطور المنشود) لكنها ليست كل الصورة. سيقدم لنا المخرج المزيد من تلك الشخصيات غير السعيدة (الوجوه غير المبتسمة شبه المعدومة) من بينها شخصية الراقصة حنان (رينا عارف) التي تتعرض للسرقة فتدخل قسم البوليس لكي تقدم بلاغا فإذا بالضابط يعتدي عليها لفظا وموقفا كما لو كانت هي المجرمة. مشهدها هناك، المؤلف من لقطة واحدة تستمر طويلا، هو من أقسى تلك المشاهد. إبراهيم البطوط نفسه يتمتع بشخصية لطيفة وناعمة، لكن صوره مدهمة وقاسية بمجرد رفضه تقطيع المشهد إلى لقطات متبادلة يسخر الفترة التي يحتلها المشهد بأكمله لتجسيد صادم.

لكن للفيلم مشكلاته في المقابل. كل ما سبق وفوقه عناية المخرج بتقديم الموقف والصورة على الحكاية يجعلان المتابعة الفنية مثيرة للاهتمام، لكنها لا تكفي أسلوبا لتعويض غياب اللحمات المطلوبة بين المشاهد، لذلك تبقى العلاقات بين بعض الشخصيات وأسبابها في الفيلم مجهولة أو غامضة. والمخرج يعلم بالتأكيد أن الأسلوب البديل للفيلم المستقل لا يعني بالضرورة حياكة نقاط التواصل بين الشخصيات المختلفة على نحو أفضل إلا إذا كانت الغاية من البداية جمع قصص غير متصلة وهي ليست الغاية هنا.

أحد أفضل الشخصيات هي شخصية العربجي (أحمد الدقاق) ليس لأنها واضحة (قائمة بذاتها وليست لديها أجندات سوى الرغبة في إنقاذ حصانه من اعتلال الصحة أو الموت) فقط، بل لطبيعتها الشعبية. شخصية غير مثقفة تعكس وضعا إنسانيا أعلى من سواها ولو أنه أيضا فطري.

تجسيد لوضع عام فيلم آخر يسترعي الاهتمام (وخارج المسابقة أيضا) هو الفيلم العراقي «كرنتينة» لعدي رشيد. النصب المكاني والدرامي المختار لمعظم الأحداث بيت من طابقين: في الطابق السفلي عائلة مكونة من الزوج وزوجته والابنة والولد الأصغر. في الطابق العلوي قاتل محترف تعهد إليه مهام من الاغتيالات المتفرقة. الفيلم لا يحدد سنة أحداثه لكن المفهوم الواضح هو أنها الفترة الحالية من العراق حيث هناك استباحات للإنسان يجسدها المخرج عبر شخصياته.

القاتل يستبيح (ومن يقف وراءه) قتل الآخرين (غير مسلحين وعادة أساتذة أو أطباء أو مفكرين).

الأب يستبيح معاملة عائلته على نحو قاهر وعنيف. ليس على نحو شرير، بل انعكاس لحالة رجل يقبع بدوره تحت عبء مجتمع لا يعرف شيئا من صلات الرحمة والعلاقات الإنسانية. هو بدوره ضحية خارج البيت يتولى دور الجلاء داخله. أما الزوجة فتمتنع عنه وتخونه مع القاتل أعلاه. رغم ذلك فإن المخرج بعيد عن لعب دور القاضي وإدانتها. كل ما يدور هو تفسير لوضع اجتماعي قائم ينضح بالضغط الذي لن ينتهي إلا بنتائج وخيمة ولو أنها ليست واعدة بتغيير نحو الأفضل.

«كرنتينة» فيلم جيد تكوينا ومن حيث تنفيذ معظم مشاهده. لكنه ضعيف تمثيلا. التشخيص الذي يقوم به الممثل ألاء نجم، لا يترك عند المشاهد أي أثر لأنه غير قادر على تعميق اللحظة. ووضع فتاة العائلة (تضرب عن الطعام والكلام لكنها بعد ستة أيام ما زالت قادرة على التحرك من دون أثر أو ضعف يذكران) كان في حاجة إلى بعض التعديل. الصمت المستخدم ليس بليغا لكنه واف بالحاجة إليه. ما يجعله عملا جيدا يكمن في «التوضيبة» الدرامية والجغرافية للمكان، كما في كتابة موضوع لا خلاف في أهميته على صعيد تجسيد الحدث ليكشف عن وضع أعم من دون الاضطرار إلى الخروج من ذلك المكان أو الذهاب بعيدا عن تلك الشخصيات إلا في لحظات معدودة ومطلوبة.

إضافة إلى ذلك، هناك قدر كبير من التعامل الطبيعي مع الأحداث ومفارقاتها. ليس لدى المخرج أي حاجة لافتعال في الموقف. ولولا أن حركات الكاميرا تصبح مألوفة أكثر بقليل مما يجب (أفقي من اليسار إلى اليمين عادة) لأمكن إضافة التصوير إلى خاماته الأكثر تميزا.

الشرق الأوسط في

19/04/2011

 

اليوم الرابع للمهرجان يشهد مشاركات طلابية مميزة

أفلام عالمية تعرض للمرة الأولى على شاشات «الخليج السينمائي»

صخر إدريس 

سلط مهرجان الخليج السينمائي في يومه الرابع الضوء على المشاركات الطلابية من كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية. وتم عرض أكثر من 15 فيلماً قصيراً ووثائقياً من إخراج طلاب من منطقة الخليج والعراق واليمن، وتشارك كافة هذه الأفلام في فئة الطلاب ضمن “المسابقة الخليجية”. ويقدم المهرجان أيضاً مجموعة من الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة للعديد من محترفي صناعة السينما في منطقة الخليج، إضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم؛ حيث تتنافس جميع هذه الأفلام للفوز بجوائز مالية تفوق قيمتها نصف مليون درهم.

من بين ما يميز الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي لهذا العام مشاركة 11 فيلماً من فرنسا و6 أفلام من إسبانيا، وستكون هذه الأفلام جزءا من برنامج حافل يتضمن 153 فيلماً من 31 دولة تعرض مجاناً خلال الحدث.

عرض أول

من الأفلام المشاركة فيلم خافيير إديامي بعنوان “الوداع الطويل” في ظهوره الأول على الساحة العالمية. ويحكي الفيلم قصة شاب يحاول أن يتحدث للمرة الأخيرة مع زوجته التي تحتضر بعد أن التقاها في حادث سيارة.

ويسجل فيلم “قانون الأشياء” للمخرجين سيزار وخوسيه إستيبان أليندا عرضه الأول في الشرق الأوسط من خلال مشاركته بالمهرجان، ويحكي قصة جوليا وهي فتاة تجري أحداث حياتها داخل حوض الحمام، تحاول أن تستجمع قواها وتتشجع شيئاً فشيئاً. كما تشارك 4 أفلام إسبانية في برنامج “تقاطعات” من المهرجان في ظهورها الأول في الشرق الأوسط، أولها “عندما تركض” للمخرج ميكيل رويدا، وهو فيلم قصير يعبر عن الفكرة التالية “عندما تركض، لا تسمع أي شيء سوى وقع قدميك”.

ويعرض فيلم “مصنع العرائس” للمخرجة أنيوا مينديز غويوجا حياة آنا التي تدور حول أداء حركات ميكانيكية لوضع العيون للدمى في أحد المصانع، ويتعرض مكان عملها لتغير بسيط يغير مجرى حياتها للأبد. وتجري أحداث فيلم “شاطئ الكانون” للمخرج مانويل كالفو في الشتاء عندما تركب تينكا الحافلة في طريقها إلى الشاطئ، وينضم الشاب جاريت إليها ليحاولا سويةً التمتع بالحياة المتسارعة دون إضاعة أية لحظة من لحظاتها. ويروي فيلم “الحكاية تعيد نفسها” للمخرج خوسيه لويس مونتيسينوس بيرنابي قصة رجل يفعل كل ما بوسعه ليعود إلى زوجته ويضع حداً للأزمة التي ظهرت في حياته.

برنامج “تقاطعات”

سيتم عرض ستة أفلام تحريك فرنسية ضمن برنامج “تقاطعات”، حيث سيتمّ عرضها كلّها للمرة الأولى في دول الخليج خلال مهرجان الخليج السينمائي. ويدور “طبول مهزوزة” من إخراج أورلين بريتون وليونيل برويير وكارولاين جانسييه إم وبينوا ليليو حول مقابلة وثائقية مع رجل منعزل في جبال البيرينيه، وفي هذا المكان الطبيعي، يقوم بتنفيذ تصاميمه الجنونية لآلاتٍ غريبة على أرض الواقع ويجمع المخلفات ويشارك العالم بآرائه. ويجمع فيلم “سلطة نادرة “ من إخراج إي دافود وماريون سزيمكزاك وجيريمي موجيل قصصاً قاسية وسعيدة تجري أحداثها في حديقة غريبة. وتشتمل الأفلام الفرنسية الأخرى على فيلم “حرية النباتات” من إخراج فلوريان جاسبار وفريدريك كونيل ونيكولا مالوفيتش ودانييل شيانو، وفيلم “البرجر المتوحش” من إخراج بول الكساندر ودارا كازاميا وإم كازو ورومان ديلوناي وإل مونيرون، وفيلم “ماكسي مول” من إخراج أكسيل شيرييت وهادرين ليديو ونوال رحال وأكسل تيلمينت، وفيلم “وقت التنحيف” من إخراج بيرتراند أفريل وبيير تشومارات وديفيد دانجين وثي ماتلاند.

وتدور أحداث الفيلم الحائز على جوائز بعنوان “أليكساندر” من إخراج ريمي ديرو وماكسيم هيبون وجولييت كلاوسر حول أليكساندر الحائك الذي يعيش معلّقاً فوق الغيوم مع قريته بأكملها، في حين يحكي الفيلم الدرامي القصير “أمستردام” للمخرج فيليب إيتيان، عن قصة تدور أحداثها في منتصف الشتاء في أحد كروم العنب في الجنوب الغربي، حيث تنشأ علاقة بين برونو وحكيم لكنهما يدركان أنهما الشخصان الوحيدان في العالم أو هذا ما كان يظنانه. وتدور قصة فيلم “دراجات فقير” للمخرج حميد أيوبي حول عالم دين يعمل في تصليح الدراجات بقرب جسرٍ قديم في مدينة كابول، في حين يحكي فيلم المخرج مهدي علوي بعنوان “سباق باريسي” عن متشرّد يدعي أنه يعرف كلّ شيء يبحث عن قوت يومه في باريس بأن يحاول أخذ إحدى الطلبيات من الرجل الذي يقوم بتوصيلها، لكن الأخير يتنبّه إلى ذلك.

للهند نصيب

من الهند يعرض المهرجان 3 أفلام عن الهند في خطوة تؤكد التزامه باستقطاب أفلام معاصرة من جميع أنحاء العالم بغية الترويج للحوار الثقافي والتفاعل بين مختلف الأطراف العاملة في القطاع السينمائي. وسيتم عرض فيلم “حب مدبّر” للمخرجة سونيا كيربلاني الحائزة على جائزة “المهر العربي” لأفضل فيلم وثائقي في “مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010” عن فيلمها “نسيج الإيمان” ويسلط الضوء على عودة الشباب الهندي إلى الأسلوب التقليدي في الحب.

ويأتي فيلم “مجرّد يوم آخر.. “ الحائز على العديد من الجوائز للمخرج الهندي أبهاي كومار، ليتتبع شخصياته بشكل عشوائي مسلطاً الضوء على عيوبهم وشكوكهم وهواجسهم ليظهر في نهاية المطاف أن الشيء الذي يبحثون عنه هو معنى حياتهم. كما يأتي الفيلم الهندي الثاني “ست خصل” للمخرج تشايتانيا تامهان، كدراسة تتناول الشخصيات التي يتضمنها، وتستمد قصته، التي يقوم جزء منها على أحداث حقيقية، إلهامها من عالم صناعة شاي “دارجيلينج” الشهير ومجاهله الغامضة. ويشار إلى أن كلا الفيلمين يتم عرضهما للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط من خلال “مهرجان الخليج السينمائي”. ويشار إلى تعاون بين مهرجان الخليج السينمائي مع أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي لتنظيم ورشة عمل شاملة لطلاب الجامعات حول مختلف مراحل الإنتاج السينمائي، بما في ذلك التمثيل والمونتاج. ويذكر أن أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي أعلنت عن تقديمها جائزة خاصة لأحد السينمائيين المشاركين في المهرجان، على أن يتم الإعلان عن اسم الفائز خلال حفل الختام، ليحصل على منحة للمشاركة في برنامج دراسي لمدة أربعة أسابيع في مجال الإخراج أو التمثيل في الأكاديمية ابتداءً من سبتمبر 2011.

«سينماتون» و156 ساعة

في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، يقدم مهرجان الخليج السينمائي 48 مقطعاً من أطول مشروع متواصل في تاريخ السينما، سلسلة البورتريهات “سينماتون” (Cinématon) للسينمائي الفرنسي الشهير عالمياً جيرار كوران. ويسلط كوران الضوء على رحلته السينمائية ومشاريعه التجريبية المعتمدة على مقاربات فنية وتقنية متعددة، واعتماده في المرحلة الراهنة على تقنيات التصوير الرقمي، بالتزامن مع تحديده لمعايير صارمة في ما يتعلق بمدة كل فيلم ينجزه. وأشار كوارن إلى تفضيله للأفلام الصامتة، لتكون الصورة أقوى وسيلة تعبيرية للتواصل مع الجمهور وتحفيز مشاعرهم، وتعتبر تجربة كراون غنية بدءاً من الفيلم الأول “الرقم صفر” الذي أنتج في أكتوبر 1977.

ويُعتبر “سينماتون” أطول مشروعٍ سينمائي متواصل في تاريخ السينما، حيث تبلغ مدته الزمنية حتى اليوم حوالي 156 ساعة، ويتكوّن من 2.347 بورتريه لشخصياتٍ من عالم السينما والفن والأدب، ويتكوّن من بورتريهات صامتة، وقصيرة ومنها على سبيل المثال: جان لوك جودار، وسيرجي بارادجانوف، ويوسف شاهين. ولعل أكثر ما يميز هذا العمل الاستثنائي هو أن المخرج تمكن من تصوير كل مقطع بلقطة واحدة فقط.

الإتحاد الإماراتية في

19/04/2011

 

يكعس قضايا المجتمع المعاصرة

«الخليج السينمائي» بيئة حاضنة لمبادرات السينما الخليجية

صخر إدريس 

ساهمت منصة مهرجان الخليج السينمائي في تسليط الأضواء على المواهب الجديدة والمدفونة التي لم تنل نصيبها بالظهور على الملأ، وذلك من خلال إظهار الرؤى التي يقدمها هؤلاء السينمائيون بطريقتهم الخاصة في فهم المحيط الذي يعايشونه وطريقة تطلعهم للمستقبل الذين هم حتماً شركاء به، وتعدّ الأفلام المختارة للمشاركة بالمهرجان، خاصة المشاركة من الدول الخليجية، انعكاساً واضحاً وجلياً للواقع المعاصر في المنطقة.

أفلام سعودية

تميزت المشاركات الخليجية بغزارتها هذا الموسم، وشاركت الإمارات بـ 45 فيلماً، وتأتي المملكة العربية السعودية بالمرتبة الثانية من حيث عدد الأفلام وذلك من خلال مشاركتها باثني عشر فيلماً، تتنوع بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية التي تستحضر صوراً من الذاكرة والأفلام الطلابية القصيرة. وتتميز هذه الأفلام بقوة تأثيرها، كما تقدم رؤىً غير مسبوقة عن واقع الحياة في المملكة، ومن بينها الروائي الكوميدي “المؤسسة” للمخرج فهمي فاروق فرحات. وينافس فيلمان قصيران من المملكة العربية السعودية في مسابقة الطلبة، هما فيلم “أنا-قلم رصاص”، للمخرج محمد باهادي، والفيلم الكوميدي “كاميرا ماهر” للمخرج منصور البدران.

ويُعرض ضمن برنامج “أضواء” فيلمان للمخرج عبدالمحسن المطيري، هما “رجل بين عصابتين وقبر”، و”سكايب”. كما يعرض ضمن برنامج “أضواء” فيلماً بعنوان “وينك؟”، في عرضه الأول في الخليج، وهو دراما نفسية للمخرج عبدالعزيز النجيم.

مشاركة كويتية

تشارك الكويت بعشرة أفلام مستوحاة من التراث الكويتي أو تحديات الحياة المعاصرة وتتضمن الأفلام الكويتية المشاركة تسعة أفلام قصيرة وآخر وثائقي، ويشارك بالمسابقة فيلم “ريتشارد الثالث: شخصية عربية مهمة جداً” للمخرج تيم لانغفورد وشاكر أبل، ويعرض فيلم “الجعدة” للمخرج الكويتي داوود سهيل، فيما يحتفي فيلم “أي جندي” للمخرج مساعد المطيري بمفهوم الصداقة الحقيقية.

ويستثير “عطسة” للمخرج مقداد الكوت، العواطف في قالب كوميدي فكاهي، ويستمد المخرج فواز المتروك أحداث فيلمه “فلترقد بسلام” من القصة الحقيقية لبطل الفيلم مالك خلال غزو الكويت عام 1990. أما فيلم “بقايا بشر” للمخرجين جاسم النوفلي ومشعل الحليل، فيستعرض قصة سجين كويتي سابق في معتقل غوانتانامو وجندي أميركي هارب من أداء الخدمة العسكرية وصراعهما النفسي مع المجتمع؛ وتأخذ القصة منعطفاً مدهشاً لدى لقاء هاتين الشخصيتين.

أما المشاركة الكويتية الوحيدة في مسابقة الطلبة، فتتمثل بالفيلم الرومانسي “نوره” للمخرج عبدالرحمن السلمان والذي يعرض للمرة الأولى عالمياً في “مهرجان الخليج السينمائي”، فيما يتحدث فيلم “محطة رقم واحد” للمخرج صادق بهبهاني عن قصة تدور حول نبذ التعصب الديني والإرهاب الفكري ونبذ التعصب الطائفي. ويشارك المخرج حسن عبدال ضمن برنامج “أضواء” وخارج إطار المسابقة الرسمية بفيلم “ساحة الحرب” عن قصة جندي تسند إليه مهمة إنقاذ مجموعة من السجناء بأقل الخسائر الممكنة.

إسهام قطري

تشارك قطر في الموسم الحالي للمهرجان من خلال ثمانية أفلام، ومن الأفلام المشاركة فيلم “عقارب الساعة” للمخرج خليفة المريخي، وفيلم “حاوي”، وهو إنتاج مشترك بين مصر وقطر، ويستكشف فيلم “بلاد اللؤلؤ” للمخرج محمد الإبراهيم مواضيع العائلة والتقاليد والمجتمع والثقافة. أما “كناري” لمخرجته صوفيا المري فهو فيلم درامي تجريبي يعالج تطلعات وآمال الأسر. ويدور فيلم المخرجة وفاء الصفار بعنوان “أم الصبيان” وهو فيلم تشويق تجري أحداثه في السبعينيات حول فتى ممسوس منذ الولادة بجنية مؤذية.

ويحكي فيلم “دمي بلية” للمخرج فيصل آل ثاني قصة فتاة عربية تقاوم الحواجز الثقافية في تحقيق أماني عمتها لها في أن تصبح راقصة. ويروي فيلم “دنيا” للمخرج عامر غنيم قصة ثلاثة أشخاص يتمتّع كل منهم بحياة وقصص وخلفيات مختلفة تجمعهم الصدفة معاً. أما فيلم المخرج مهدي علي علي بعنوان “الخليج حبيبي”، فإنه يناقش قصة شاب فرنسي عاطل عن العمل يحاول عرض مشروعه العقاري في شارع “الشانزاليزيه” على رجل خليجي لتحقيق حلم صديقته الفرنسية بالعيش في الخليج.

سينما عمانية وبحرينية

تشارك سلطنة عمان بسبعة أفلام، خمسة منها تعرض عالمياً للمرة الأولى، ومنها “بهارات” للمخرج عامر الرواس في عرضه العالمي الأول. وفيلم “ملائكة الصحراء” للمخرج خالد الكلباني في عرضه الدولي الأول،

ويشارك المخرجان العماني جاسم النوفلي والكويتي مشعل الحليل في المهرجان عبر العرض العالمي الأول لفيلم “بقايا بشر”، وهو إنتاج كويتي عماني مشترك، ويشارك المخرج سرمد عبدالحميد الزبيدي بفيلم “حادث” الذي يتناول تأثير حوادث السير على العديد من الأفراد الذين لا تربط بينهم أي علاقة.

وهناك أيضاً فيلم المغامرات “رنين” للمخرج ميثم الموسوي، والفيلم الروائي القصير “قبل الغروب” للمخرج عيسى الصبحي مثالاً آخر عن الدراما التجريبية في عمان ويتحدث عن حياة طفل ذي إعاقة في قدميه. أما فيلم “ستايل” للمخرج سلطان الحسيني”، فهو يصور اختلاف أساليب الموضة لدى شباب اليوم. بينما تنقل السينما البحرينية الواقع الإقليمي عبر فيلمين روائيين قصيرين تم اختيارهما من بين 11 فيلماً بحرينياً، ويلقي الفيلم المشوق “قوة الأجيال” لمخرجه محمد جاسم الضوء على التطورات التي شهدتها المنطقة منذ فجر التاريخ. أما “لولوة” للمخرج أسامة آل سيف، فيركز على التحرش الجنسي كظاهرة اجتماعية مركّبة وشائكة.

الإتحاد الإماراتية في

20/04/2011

 

ماي الجنة و عطسة فيلمان كويتيان يحصدان إعجاب النقاد

شاركا ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي

دبي - فادي عبدالله 

فيلمان كويتيان نالا إعجاب النقاد في مهرجان الخليج السينمائي، هما «عطسة» للمخرج مقداد الكوت، و«ماي الجنة» من إخراج عبدالله بوشهري.

عرضت ثلاثة أفلام كويتية في اليوم الرابع من عمر مهرجان الخليج السينمائي، وذلك في إطار المسابقة الرسمية الخليجية للأفلام الروائية القصيرة.

«عطسة»

الفيلم الأول «عطسة» للمخرج مقداد الكوت، وفكرته مقتبسة عن الكاتب الروسي أنطون تشيكوف، تدور أحداث هذا العمل حول «علي» وهو عامل من الجنسية البنغالية يشتغل في إحدى الوزارات في دولة الكويت، بعد أن ينتهي من أداء صلاة الظهر يعطس من غير قصد في وجه المدير الكويتي، هذا الموقف يجعله يعيش في حالة من القلق والارتباك والخوف، ويكون همه الشاغل في كيفية تقديم اعتذار عما بدر منه، فيقع في احداث ومواقف كوميدية، إلى أن يفكر في كتابة رسالة باللغة العربية بمساعدة عامل المطعم المصري، ثم يحاول أن يدخل خفية إلى مكتب المدير ليضع رسالته على مكتبه، فيفاجأ بدخول المدير وهنا لا يستطيع الكلام ويقع على الأرض ميتاً من الخوف.

استطاع الكوت تقديم رؤية إخراجية جميلة لعمل روائي قصير، في إطار كوميدي سلس، نال إعجاب النقاد والإعلاميين.

وقد سبق للكوت أن فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الثانية لمهرجان الخليج عام 2009.

«ماي الجنة»

كما حصل فيلمه «شنب» على جائزة في ملتقى الكويت السينمائي الدولي.

الفيلم الثاني بعنوان «ماي الجنة» من تأليف محمد حسن أحمد و إخراج عبدالله بوشهري، وبطولة: خالد أمين وهيا عبدالسلام، تدور أحداث الفيلم حول البائع المتجول الشاب الذي يبيع البطيخ بواسطة «وانيت» مخالفاً لقوانين البلدية، لديه أخ صغير يقول له في حوار بريء إن ماء المطر يأتي من الجنة في السماء في جلسة أمام رصيف أحد المحلات، وفي الجانب الآخر فتاة في العقد الثاني من العمر تطلب مساعدة صديقتها في التخلص من الجنين وهو نتيجة علاقة غير شرعية، المصادفة تجمع البائع المتجول بتلك الفتاة حيث يلتقيان للمرة الأولى عندما يهرب من الشرطة وسط الأسواق ثم يختبئ عند سيارتها، وفي المرة الثانية يلتقيان عند بائع أسماك الزينة حيث يجمعهما حب سمكة صفراء اللون، ثم يساعدها في التخلص من جنينها بعد أن تناولت سابقاً حبة للإجهاض.

ليس مستغرباً أن يكون المخرج عبدالله بوشهري متميزاً وينال اعجاب الحضور من نقاد ومتذوقي الفن السابع في فيلمه الجديد فهو متجدد ومتطور من عمل إلى آخر منذ فيلمه القصير الأول «بطل كويتي» ثم فيلمه التسجيلي «فقدان أحمد»، وها هو يقدم عملاً متميزاً من خلال «ماي الجنة» بتقنية وجودة عاليتين في المشهد السينمائي، وبخدع رائعة خاصة في مشهدي وقوف السيارة في أماكن ثلجية وغرقها بالماء، كما الأداء التلقائي الرائع لخالد أمين والشابة هيا عبد السلام.

«أي جندي»

وأخيراً الفيلم الثالث «أي جندي» للمخرج مساعد المطيري الذي يخوض تجربته الإخراجية الأولى بعد أن شارك ممثلاً في فيلمي «مجرد إنسان» و«الفناء» للمخرج عمر المعصب.

تدور احداث الفيلم حول جندي يطلب من الضابط المسؤول عنه السماح له بالذهاب للبحث عن صديقه الذي أصيب في المعركة، يلقى طلبه الرفض، فيعصي أمر الضابط ويذهب إلى أرض المعركة ليعود بعدها بجثة صديقه. الفيلم من بطولة: داود شعيل، نزار القندي، مساعد المطيري، ومحمد غالي. 

ديوانية المنيع جمعت نجوم الكويت في مهرجان الخليج

دبي - فادي عبدالله

أينما يوجد الفنان الكويتي يكن لافتاً بحضوره، ففي الدورة الحالية لمهرجان الخليج السينمائي حضر منذ الافتتاح الفنان القدير محمد المنيع وأصبح موقعه معروفاً في بهو الفندق مقر المهرجان، وقد أطلق الإعلاميون عليه اسم ديوانية 'محمد المنيع'، حيث يجلس هناك كثيراً ويتجمع الفنانون عنده كلمتقى لهم. والمنيع شارك في تجسيد دور 'بوعمر' في فيلم 'بقايا بشر' للمخرجين جاسم النوفلي ومشعل الحليل، وهذا العمل مشارك في المسابقة الرسمية الخليجية للأفلام القصيرة.

كما انضم إلى الديوانية الفنان القدير منصور المنصور بعد أن وصل قادماً من مسقط حيث صور بقية مشاهده للمسلسل الرمضاني 'خيوط العمر' إخراج سامي العلمي، ليحضر عرض فيلم 'محطة رقم واحد' كأحد نجومه حيث شارك به ممثلاً، وهو من إخراج صادق بهبهاني لينافس به على جوائز المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة.

ومن ضيوف المهرجان الفنان الكبير عبدالرحمن العقل، الذي عرف موقع الديوانية أيضاً، ثم جاء الفنان النجم طارق العلي لينضم إلى الديوانية ويشعل الجلسة بقفشاته الكوميدية، وبعده الفنانون أحمد السلمان ومحمود بوشهري وأحلام حسن.

وكانت الديوانية نقطة تجمع لعدد من الفنانين الكويتيين الخليجيين والنقاد أيضاً بينهم الفنانتان الإماراتيتان القديرتان رزيقة الطارش ومريم سلطان والناقد البحريني يوسف الحمدان، وقد انتهز الجمهور الفرصة لالتقاط الصور الشخصية معهم ومحاورتهم حول أعمالهم التلفزيونية الرمضانية المقبلة.

الجريدة الكويتية في

20/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)