حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ـ 2010

«الشوق» فيلم الهرم الذهبى:

تمثيل مشرف لمصر.. وتمثيل حقيقى للواقع

كتب   محسن محمود

فى دائرة الفقر يتمزق البسطاء والمطحونون، لا يسعون إلى حياة كريمة أو مرفهة، بل يبحثون فقط عن لقمة العيش واحتياجات أساسية تعينهم على الحياة الصعبة، وفى دائرة الفقر أيضا يبحر صناع فيلم «الشوق»، يرصدون توحش الفقر ممزوجا بالمرض والجهل فى الحارات والأزقة الضيقة، ليقدموا لنا شخوصا سينمائية من لحم ودم، استحقت عن جدارة ذلك النجاح الذى حققه الفيلم بحصوله على «الهرم الذهبى» فى مهرجان «القاهرة» السينمائى، تلك الجائزة التى غابت ١٤ عاماً عن السينما المصرية، منذ حصول فيلم «تفاحة» عليها لتعيد التمثيل المشرف للأفلام المصرية فى عقر دارها.. «المصرى اليوم» التقت صناع الفيلم للحديث عنه وعما حققه من نجاح.

 

الإخراج.. خالد الحجر: الإيقاع البطىء كان متعمداً لكى يشعر الجمهور بمشاهد معينة والفيلم سيحقق إيرادات كبيرة

عندما أعلن النجم العالمى عمر الشريف فوز فيلم «الشوق» بجائزة الهرم الذهبى كأفضل فيلم فى الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى، أغلق الستار على فعاليات الدورة ليفتح الباب أمام مناقشات ساخنة بدأت عند عرض الفيلم المثير للجدل، خاصة أن مخرجه اعتاد دائما فى أفلامه التطرق لموضوعات حساسة وجديدة تلمس «جرحا» قديما لدى المصريين.

«المصرى اليوم» التقت مخرج الفيلم بعد حصوله على الجائزة وتحدث معنا بكل صراحة عن سلبيات وإيجابيات الفيلم.

هل توقعت حصول الفيلم على جائزة بعد إشادة النقاد به؟

- سعدت جدا بعد أن حصل الفيلم على جائزة الهرم الذهبى، فهى جائزة مهمة جدا، كللت المجهود الضخم الذى بُذل منذ بداية التحضير للفيلم حتى خرج إلى النور، وما أسعدنى أيضا رأى النقاد حول الفيلم بعد عرضه خلال المهرجان، ومنهم رفيق الصبان ويوسف شريف رزق الله وماجدة خير الله وغيرهم، كما أن الفيلم يقدم حالة سينمائية كاملة يمر بها الجمهور، تبكيهم وتسعدهم، فالفيلم به إفيهات أيضا، وكنت أدرك جيدا أن لجنة التحكيم محترمة وكنت أثق فى أنهم متخصصون فى السينما ويدركون أن الفيلم مصنوع للسينما وحالة سينمائية تحدث مرة أو اثنيين فى الحياة.

لماذا تحمست لتقديم فيلم «الشوق»؟

- عندما عرض علىّ السيناريو وجدته يحمل جرعة حزن كبيرة وهذا ما أعجبنى فيه، ووجدت به خصوصية تذكرنا بأفلام قديمة مأساوية مثل «بداية ونهاية» و«دعاء الكروان» و«الحرام»، و هذه الأفلام لم يهاجمها الإعلام عند عرضها، بعكس «الشوق» الذى اعتبره البعض يسىء لمصر.

النهاية كانت مأساوية جدا بعد موت سوسن بدر؟

- دور المخرج أن يقدم عملاً لم تشاهده من قبل وليس البحث عن إرضاء المشاهد، ولو فكرت فى ذلك سأخرج أفلاماً عن سائقى «التكاتك»! وسوف تضيع السينما وتغرق فى موجة الكوميدى والرومانسى، كما أن هناك نهايات لأفلام عديدة أكثر مأساوية مثل «بداية ونهاية» لصلاح أبوسيف و«دعاء الكروان» وغيرهما، إضافة إلى أننا نعانى أزمة وجود أفلام تمثل مصر فى المهرجانات، فرغم أننا أقدم سينما فى المنطقة العربية، فإن هناك دولا أخرى أصبحت فى الصدارة، فمثلا الأفلام اللبنانية اكتسحت المنطقة، والسورية والعراقية والفلسطينية باتت أهم سينما عربية حاليا، بينما نحن على الهامش، ولا يوجد منتج يسعى أو يغامر عكس زمان حيث كان للسينما أهميتها فى الثقافة العامة، وثقافة مصر هى ثقافة العرب، لكن بعد أن تحولت إلى تجارة، ضاع كل ذلك لدرجة أن عددا من المخرجين العرب سألونى عن سبب الحالة التى وصلت لها السينما المصرية، والحقيقة أن تحمس المنتج محمد ياسين للفكرة هو السبب فى خروج الفيلم إلى النور بعد أن وضع جميع الإمكانيات المادية فى خدمة الفيلم.

هل من الممكن أن يحقق الفيلم نجاحا تجاريا؟

- أتوقع أن يحقق الفيلم إيرادات عالية، لأن المشاهد ذكى، وبعد أن يشاهد الفيلم سيدرك تماما أنه ممتع وبه مشاهد تحرك الوجدان والمشاعر.

البعض توقع أن تقدم روبى مشاهد ساخنة خلال الفيلم، لكنها ظهرت محتشمة تماما؟

- تعمدت من البداية أن أقدم روبى الممثلة، وهى أيضا فضّلت هذا الدور، ولم أفكر فى استغلالها جنسيا لأننى أحب وجهها الفرعونى بالإضافة إلى إحساسها العالى جدا، الذى ظهر خلال الفيلم، وقد اهتممت بها كممثلة، ولو «ركزت» مع الفيلم ستجده خالياً من القبلات، ومن المعروف فى المناطق الشعبية أن أى شاب يسعى للزواج من فتاة يرفض تقبيلها حتى لا تتلوث، لأنها من الممكن أن تكرر ذلك مع أى شاب آخر غيره.

ما السبب وراء انتشار شائعات أن الفيلم يروج للشذوذ الجنسى.. وهل أغضبك ذلك؟

- بعض الصحفيين استغلوا صور الفيلم بشكل خاطئ، ورغم أننى أرسلت لهم ٢٤ صورة من الفيلم فلم يختاروا منها إلا صورة واحدة تجمع روبى بشقيقتها كوكى، والمؤسف أن بعضهم تحول إلى مؤلف، وكتب قصة للفيلم من وحى خياله مليئة بالجنس والقبلات، لكن هذا لم يغضبنى لأننى كنت واثقا من أن الجمهور سيدرك الحقيقة بعد عرض الفيلم، لكن هذا لا يعنى أننى أرفض التطرق لشخصية الشاذ جنسيا، وسبق أن قدمت شابا إنجليزيا شاذا لأن هذا السلوك موجود فى العالم.

كيف قدمت سوسن بدر بهذه الشكل الذى أبهر من شاهدوا الفيلم؟

- سبق أن عملت مع سوسن بدر فى أكثر من عمل، ويوجد بينى وبينها كيمياء خاصة، فهى دائما تترك نفسها لى ولا تخاف من أى شىء، وتستمع جيدا لتوجيهاتى، وتفهم جيدا معنى كلمة مخرج وتدرك أيضا أن لديه أسلوباً خاصاً بدراما الفيلم ليس موجودا لدى الممثل الذى يشاهد دوره فقط، كما أظهرت براعتها فى التمثيل فى مشاهد عديدة.

لكن يوجد تناقض فى شخصية سوسن بدر خاصة بعد أن تخرج من الحارة؟

- تعمدت ذلك وكنت حريصا على أن تبتسم سوسن مع صديقتها فى القاهرة وتشعر براحة نفسية أكثر بعد أن تترك الحارة بهمومها ومشاكلها، ثم تعود إلى حالتها السابقة بمجرد دخول الحارة.

الفيلم واجه اتهاما ببطء أحداثه، فما ردك؟

- هذا مقصود، و«الشوق» نوع من الأفلام لم يعتد عليه الجمهور، وجماله فى إيقاعه البطىء حتى يتغلغل بداخلك فى هدوء وراحة وتشعر فى النهاية أنه يمتلك كل حواسك، كما أن الإيقاع البطىء أعتبره أيضا اختياراً فنياً منى ومن المصور حتى يشعر المتفرج بمشاهد معينة مثل موت الولد، لدرجة أن إحدى المتفرجات أصيبت بإغماء فى القاعة تأثرا بهذا المشهد، ولو كان الإيقاع أسرع لأثّر ذلك سلبياً على نجاح الفيلم، كما أننى أرفض تقديم فيلم مدته ٩٠ دقيقة حتى أرضى الموزعين، ويتناول الجمهور المشروبات الغازية خلال الاستراحة الخاصة بالفيلم، إلى جانب أنه يوجد فى الخارج أفلام تصل مدتها إلى ٢٤٥ دقيقة ولا يشعر الجمهور بأى ملل.

لماذا اخترت مديرا للتصوير إسبانى الجنسية؟

- مدير التصوير.. أعرفه منذ ٢٢ عاما منذ أن درسنا معاً فى الخارج، ووجوده فى الفيلم كان مهما جدا لأنه جعلنى فى حالة إبداعية أفضل، وساعدنى فى تنفيذ عدد كبير من المشاهد من «وان شوت».

لماذا صورت معظم المشاهد بطريقة «وان شوت» بالرغم من صعوبتها فى السينما؟

- ٨٥% من مشاهد الفيلم تم تصويرها «وان شوت» وهذا أفضل للفيلم لأنه يقدم الحالة على طبيعتها رغم صعوبة تصوير مشهد مدته ٣ دقائق، لدرجة أننا أعدنا تصوير أحد المشاهد ٢٢ مرة.

 

التمثيل .. سوسن بدر: مشاهد التسول حقيقية.. وصّورتها فى وسط البلد وأنا متخفية.. ولم أتوقع حصولى على الجائزة

من دور لآخر تتنقل باحتراف لتحقق مزيداً من التألق والتوهج الفنى.. وفى فيلم «الشوق»، جسدت سوسن بدر شخصية «فاطمة» الأم الفقيرة التى تحاول انتشال أبنائها من الفقر بعدما هجرها زوجها، وهو الدور الذى حصلت عنه على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان «القاهرة» السينمائى الدولى.

ما شعورك بعد أن حصلت على جائزة أحسن ممثلة وحصول «الشوق» على الهرم الذهبى؟

- لا أستطيع أن أصف لك مدى السعادة التى سيطرت على بعد إعلان الجوائز، لكن حصول الفيلم على جائزة «الهرم الذهبى» أسعدنى عشرة أضعاف حصولى على «أحسن ممثلة»، لأنها جائزة كبيرة تعنى أن الفيلم أحسن إخراج ومونتاج وقصة وتمثيل وموسيقى وخلافه، لذا سعيدة لأننى اشتركت فى أفضل فيلم، وبشكل عام أنا سعيدة جداً باحتفال الناس بنا لأننا منذ فترة لم نشاهد مثل هذه الفرحة، والحمد لله حصلت مصر على الهرم الذهبى.

بعد عرض الفيلم أشاد النقاد بدورك فهل هذا كان مؤشراً مبدئياً للجائزة؟

- لم تظهر لنا أى مؤشرات أو تفاصيل من إدارة المهرجان، وكنا نحاول دائما عدم معرفة أى تفاصيل عن الصراع الذى حدث حول الفيلم داخل لجنة التحكيم، ولم نعرف هذه التفاصيل إلا بعد أن حصلنا على الجائزة، وهذا يؤكد أن لجنة التحكيم كانت قوية ومتمكنة، وفى المقابل قدمنا فيلما قويا أثار الجدل حوله.

هل شعرت بخوف من تقديمك شخصية «فاطمة» فى الفيلم؟

- منذ أن قرأت القصة وقعت فى غرام «فاطمة» وأحببت الفكرة والمعانى التى تحملها، ولا أرى بالفيلم أى نظرة سوداوية للمجتمع بل قدمنا قصة هذه العائلة التى تعرضت لظروف صعبة، وواجهت سوء الحظ.

تعتبرين دورك فى الفيلم لن يأتى إلا مرة واحدة فى العمر، ما قصدك؟

- الممثل من الممكن أن يعيش طوال عمره لا يحصل على فرصة تقديم دور يحبه إلا مرة واحدة، لكننى الحمد لله كنت محظوظة جداً لأننى سبق أن قدمت أدوارا كثيرة أشاد بها النقاد سواء فى التليفزيون أو المسرح أو السينما، والشطارة ألا يكرر الممثل أدواره.

بالرغم من الاختلاف الجوهرى بين شخصيتك فى مسلسل «الرحايا» ودور «فاطمة» فى «الشوق» فإن البعض أكد التقارب بينهما؟

- هذا غير صحيح بالمرة، لأننى قدمت فى «الرحايا» دور سيدة تهتم بنفسها وتضع الكحل بكثافة وتنتظر زوجها الغائب منذ ١٠ سنوات. وتريد أن يراها جميلة، كما أنها صلبة، وكانت تسير «تدب» فى الأرض، أما «فاطمة» فالنقيض منها تماما لأنها مهمومة وتسير منحنية من كثرة الهموم.

هل التصوير بطريقة «وان شوت» كان مرهقاً؟

- بقدر أنها متعبة ومرهقة جدا إلا أنها ممتعة جدا للممثل، وهى تذكرنى بالمسرح، وبصراحة شديدة اضطررنا إلى إعادة المشاهد أكثر من مرة لأن المخرج لا يتنازل أبداً عما يريده حتى لو ظللنا نصور طوال الليل فى مشهد واحد، لكن ما ساعدنا فى استخدام هذه الطريقة هو اشتراك ممثلين محترفين، باستثناء كوكى التى قدمت أولى تجاربها، لكن «الخضة» من الفيلم جعلتها تحفظ أكثر منا، وبصراحة كانت مركزة جداً وظهرت بشكل جميل.

لماذا التزمتِ الصمت تجاه الحملة التى شنها البعض ضد الفيلم قبل عرضه؟

- لأننى تعجبت عندما استغل البعض صورة تجمع روبى وشقيقتها فى الفيلم بشكل سيئ، وهل الأخت ممنوعة من أن تحضن أختها؟!، ولماذا أيضا انتشرت هذه الصورة بالتحديد؟!، وكان من المفروض أن ينتظروا عرض الفيلم قبل الحكم المسبق.

أداؤك كان مختلفا فى أول مشاهد الشحاذة؟

- بالفعل، المشاهد الأولى من الشحاذة لم أكن أعرف كيف «أشحت»، وكان من الصعب علىّ أن أطلب المساعدة بهذه الطريقة، كما أن هذه المشاهد كانت حقيقية وقدمناها فى وسط البلد، ونظراً لأن الجمهور لم يتعرف علىّ بسبب المكياج الذى وضعته فهذا ساعدنا كثيرا فى التصوير.

استخدمتِ المكياج بطريقة غيرت من شكلك وملامحك كثيرا بالرغم من أن سكان المناطق الشعبية يضعون الكحل والمكياج؟

- أنا محظوظة لأن المخرج سمح لى باستخدام المكياج بعكس باقى الممثلين فى الفيلم، حيث استخدم المكياج بغرض آخر حتى يظهر شخصية «فاطمة» التى عانت كثيرا وتحملت المسؤولية، وهذه تظهر شاحبة لأنها مكسورة ومهزومة ومحبطة ولن أنكر أن سكان الحارة يفضلون وضع الكحل وخلافه لكن نحن نتحدث فى الفيلم عن أسرة بائسة تتعرض لظروف صعبة جدا.

وهل تدخلتِ فى المكياج؟

- لم أتدخل لأن الماكيير اجتمع مع المخرج الذى وجهه وبدأ بعدها بوضع المكياج على وجهى دون أن تكون أمامى مرآة، وفوجئت به وقد خفف «حواجبى».

لماذا تعمدت تغيير نبرة صوتك خلال الأحداث؟

- بالفعل حدث ذلك بناء على طلب المخرج، خاصة أن الحالات التى تتعرض للمس الشيطانى تتغير نبرة صوتها لتقترب من الصوت الذكورى.

مشهد وفاة ابنك.. هل تطلب منك استعداداً معيناً ليخرج بهذا الإحساس؟

- بالفعل هذا المشهد «وجع قلبى» لأنى صرخت فيه بجد وتركت نفسى أصرخ داخل إطار الشخصية، والحمد لله كان من أهم المشاهد.

هل وفر الإنتاج الإمكانيات اللازمة للفيلم حتى يخرج بهذا الشكل؟

- بصراحة شديدة الإنتاج وفر جميع الإمكانيات وكان «مدلعنا» لدرجة أننا لو طلبنا أى شىء يتوفر لنا بسرعة جداً دون نقاش.

 

الإنتاج .. محمد ياسين: بعض أصحاب النفوس الضعيفة اتهموا الفيلم بالإساءة إلى سمعة مصر

مغامرة فنية محسوبة خاضها المنتج محمد ياسين بعد أن وافق على إنتاج فيلم «الشوق» الذى حصل على أعلى جائزة فى مهرجان القاهرة السينمائى.. ياسين قال لـ«المصرى اليوم» فى تصريحات خاصة: «سعادتى لا توصف بعد حصول الفيلم على جائزة (الهرم الذهبى)، ومنذ أن شاهدت الفيلم توقعت حصوله أو حصول بطلته سوسن بدر على جائزة والتى أعتبرها حصلت على فرصتها الحقيقية، وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون علامة مهمة فى مشوارها الفنى الذى سينقسم، فى رأيى، إلى مرحلتين ما قبل فيلم الشوق وما بعده».

وأضاف ياسين: «وافقت على إنتاج الفيلم لأن السيناريو جيد وأقنعنى، لكننى لم أضع فى الاعتبار الحصول على جوائز فى المهرجانات، لأننى رجل أعمال وعينى دائما على (شباك التذاكر) وغالبا أفلام المهرجانات لا تحقق إيرادات فى شباك التذاكر، لكننى أتمنى أن يكسر فيلم (الشوق) القاعدة لأنة يتمتع بجميع المقومات التى تساعده على النجاح جماهيريا، من قصة وإخراج وخلافه، والحمد الله لا أقدم أفلام المقاولات أو التفاهة، وكل ما يهمنى أن أوفر جميع عوامل النجاح».

وعن شعوره بعد الجائزة قال: «لا يوصف، فخور بأننى أنتجت فيلما حصل على (الهرم الذهبى) فى ظل المنافسة الشرسة بين عشرات الأفلام، كما أن لجنة التحكيم معظمها أجانب، وأهدى هذا النجاح إلى كل العاملين فى الفيلم والسينما العربية وسعيد لأننى حققت الإنجاز لمصر، خاصة أننى أعتبر نفسى مصرياً لأن ثلاثة أرباعى مصرى، متزوج من مصر وأعمل هنا وأحب وأعشق هذا البلد، وبعد حصولى على الجائزة والتكريم سيشجعنى هذا أكثر على تكرار التجربة بشرط أن يكون الورق جيدا، ورغم أننى أفضل الأفلام الكوميدية، فإننى كشركة منتجة أسعى إلى التنويع ولا أؤمن بفكرة أن نوعية ما تحقق إيرادات وأخرى لا تحقق، لأنها فى النهاية أرزاق (بتاعة ربنا)، بدليل أن هناك أفلاما لنجوم جدد حققت إيرادات خيالية فى حين أن أفلاما لنجوم كبار لم تحقق أى إيرادات تذكر، ولا يوجد منتج يستطيع أن يتكهن بإيرادات فيلمه».

أضاف ياسين أن خالد الحجر عرض عليه سيناريو فيلم «الشوق»، وعندما قرأ القصة وجدها حقيقية ومن واقع الشارع المصرى واللبنانى والعربى، فالفقر فى كل مكان، وقد تركت للمخرج حرية اختيار الأبطال لأن هذه رؤيته ولا يصح أن أفرض ممثلا عليه.

عن طول مدة الفيلم قال ياسين: «هذه رؤية المخرج وكان من الممكن أن أتدخل لكننى تركت له مطلق الحرية فى تنفيذ أفكاره».

ونفى ياسين ما أشيع عن حصوله على دعم مادى من فرنسا وقائلاً: «حصلنا على دعم تقنى لأننا من الدول (الفرانكفونية) التى تحافظ على اللغة الفرنسية وتعتبر هذا الدعم مساعدة للسينما والثقافة، واقتصر الدعم على الإنترنيجاتيف والمؤثرات الصوتية للحصول على أعلى جودة، وهذا لا يشكل ١٠ % من تكلفة الفيلم الإنتاجية التى وصلت إلى ١٢ مليون جنيه».

وحول تلقيه عروضا من مهرجانات أخرى لعرض الفيلم بها قبل عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى قال: «فضلت الاشتراك فى (القاهرة) رغم أننى تلقيت عروضا من مهرجانات أخرى بـإغراءات مادية كبيرة، خاصة عندما أبلغونى بأن المهرجان لا يوجد به فيلم مصرى هذا العام، ودون تردد اخترت مصر». وعلق ياسين على المؤتمر الصحفى الذى أقيم للفيلم عقب عرضه فى المهرجان قائلاً: «سعدت برأى النقاد الذين أشادوا بالفيلم وبأداء الممثلين الذين استحقوا أعلى تقدير،

وهناك عدد قليل من الصحفيين هاجموا الفيلم واتهموه بالسوداوية، أو بتشويه صورة مصر، وهذا غير حقيقى بالمرة، خاصة أننى لا أحب هذه النوعية من الأفلام، ونحن لا يمكن أن نتجاهل أوضاعاً موجودة فى كل بلد عربى وعندما وافقت على إنتاج الفيلم لم أضع فى الاعتبار أن هناك بعض النفوس الضعيفة حرفوا الموضوع وأخذوه فى اتجاه آخر، كما أن قصة الفيلم تدور فى حى شعبى وهذه القصة من الممكن أن تحدث بالفعل، كما يوجد لدى فيلم آخر نقيض (الشوق) هو (٣٦٥ يوم سعادة) الذى سيعرض أواخر يناير المقبل، ولا أعتقد أن هناك فيلماً سيظهر جمال مصر بهذا الشكل من مناظر طبيعية والأهرامات بعد إنارتها وغيرها من المشاهد التى أعتبرها مفاجأة للجمهور.

المصري اليوم في

12/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)