حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دمشق السينمائي الدولي ـ 2010

«مهرجان دمشق السينمائي الدولي»

الفيلمان الإماراتي والقطري أقل من عاديين

نديم جرجورة/ دمشق

لم تكن الأيام القليلة الأولى مريحة للغاية. أفلام عدّة مشاركة في المسابقة الرسمية الخاصّة بالأفلام الروائية الطويلة بدت مسطَّحة أو عادية. فعلى الرغم من الاختيار الموفَّق لفيلمي الافتتاح والختام؛ وفي مقابل عدد لا بأس به من الأفلام الجيّدة الصنعة والجميلة الشكل والمضمون، المعروضة في برامج متفرّقة أبرزها «البرنامج الرسمي»؛ ومع أن أفلاماً أجنبية مُشاركة في المسابقة نفسها شكّلت حالات إبداعية باهرة؛ إلاّ أن أفلاماً معروضة في اليومين الأولين للدورة الثامنة عشرة لـ«مهرجان دمشق السينمائي الدولي» ظلّت دون المستوى الفني المطلوب.

اختيارات متناقضة

هذه مشكلة. مهرجانات سينمائية عربية عديدة تسعى إلى أن تكون صلة وصل بين النتاج السينمائي ومشاهدين مهتمّين بالفن السابع، أفلاماً وقضايا وأشكالاً إبداعية ومعالجات درامية. صلة وصل بين السينمائيين جميعهم، مخرجين ومنتجين وموزّعين وأصحاب صالات أيضاً. لكن بعضها يجد نفسه «متورّطاً» إما بالجغرافيا (الرغبة في أن تكون الدول العربية كلّها «ممثَّلَة» مثلاً) وإما بالاسم اللامع لهذا السينمائي أو ذاك (يُختَار العمل الجديد لهؤلاء السينمائيين اللامعين بناء على لمعان الاسم أحياناً). يجد نفسه في فخّ الاختيار أيضاً: إذا تمّت مشاهدة مقتطفات من فيلم قيد الإنجاز، تنحاز إدارة المهرجان إليه ما دامت هذه المقتطفات أثّرت بمندوبيها. الخطورة كامنةٌ في سهولة الحصول على أفلام أقلّ أهمية وسوية إبداعية من غيرها من الأفلام الذاهبة، حتماً، إلى مهرجانات أهمّ، بالنسبة إلى صانعيها على الأقلّ.

لا يُمكن حسم مسألة آلية الاختيار في المهرجانات كلّها. المهرجان الدمشقي اعتاد التنويع الذي يبلغ، أحياناً عدّة، مرحلة التناقض بين الجيّد (القليل) والعادي أو المسطّح (الغالب على البرامج كلّها). في الدورة الثامنة عشرة، المنتهية مساء الثالث عشر من تشرين الثاني الجاري، مُنحت أفلام مهمّة، بصرياً وفنياً ودرامياً وإنسانياً وجمالياً، حيّزاً لا بأس به. فبالإضافة إلى فيلمي الافتتاح («عسل» للتركي سميح قبلانأوغلو، الفائز بـ«الدبّ الذهبي» في الدورة الأخيرة لمهرجان برلين في شباط 2010) والختام («العم بونمي القادر على تذكّر حيواته السابقة» للتايلاندي أبيشاتبونغ ويراسيتاكول، الحاصل على «السعفة الذهبية» لمهرجان «كان» في أيار الفائت)، تضمّنت لائحة الأفلام الأربعة والعشرين في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة عدداً لا بأس به من الأفلام المثيرة، فعلياً، للانفعال والنقاش، منها: «بخصوص شقيقها» للياباني يوجي يامادا، «إذا أردتُ أن أصفّر، فسأصفّر» للروماني فلورين سيربان، «لا تدعني أرحل أبداً» للإنكليزي مارك رومانيك، «على الدرب» للبوسنية ياسميلا زبانيتش و«سوبمارينو» للدانماركي توماس فينتربيرغ.

ليست هذه العناوين وحيدة. في البرنامج الرسمي، مثلاً، هناك عدد من الأفلام المتشابهة وتلك العناوين، لعلّ أبرزها «الشريط الأبيض» للنمساوي مايكل هانيكي («السعفة الذهبية» في دورة العام الفائت لمهرجان «كان») و«غران تورينو» للأميركي كلينت إيستوود و«نبي» للفرنسي جاك أوديار (جائزة لجنة التحكيم الخاصّة بدورة العام 2009 لمهرجان «كان»)، من بين أفلام قليلة تسنّت لي مشاهدتها في مناسبات مختلفة، علماً بأن البرنامج نفسه ضمّ عناوين أثارت، عند عرضها في مهرجانات دولية منتمية إلى الفئة الأولى في العام الجاري، سجالاً نقدياً طال شكلها السينمائي الباهر ومضمونها الدرامي المؤثّر والمثير للسجال والمتعة البصرية معاً. هذه تُحسَب لمهرجان عربي يسعى، جاهداً، إلى انتزاع اعتراف دولي حقيقي بمكانته في المنطقة العربية. غير أن أفلاماً أخرى، خصوصاً بعض الإنتاج العربي الجديد، شكّلت نقيضاً لمتعة المُشاهدة، إلى حدّ دفع زملاء وأصدقاء إلى التساؤل عن سبب إنجازها أولاً، وعن هدف إشراكها في المهرجان الدمشقي ثانياً، إلاّ إذا كانت الغاية الجغرافية سبباً، أو سهولة الحصول على ما «يُمتِّن» الحضور العربي في المسابقة الرسمية، من دون التوقّف إطلاقاً عند جودة المضمون وجمال الشكل.

تنويع

الفيلمان العربيان المعروضان في اليومين الأولين، والمقبلان إلى دمشق من الخليج العربي، وهما: «ثوب الشمس» للإماراتي سعيد سالمين المرّي و«عقارب الساعة» لخليفة المريخي، كانا أسوأ ما يُمكن مشاهدته، لرداءة واضحة في المعالجة الدرامية والاشتغال المهني. في حين أن «الجامع» للمغربي داوود أولاد السيد مزج الكوميديا البسيطة بالسخرية المرّة، برسمه لوحة بصرية معنية بقراءة واقع الحال الخاصّ بأناس مقيمين في الحدّ الفاصل (أو المُكمِّل، ربما) بين السينما والحياة، أو بين المتخيّل والواقع، من دون كشفه علناً، بل بتصويره المبطّن والهادئ في داخل السياق. ذلك أن أولاد السيد عاد إلى فيلم سابق له أنجزه في العام 2007 بعنوان «بانتظار بازوليني»، لإكمال سرد حكاية معلَّقة فيه بسببه هو: أحد الممثلين الكومبارس في فيلمه السابق هذا تبرّع بجزء من أرضه لتشييد ديكورات عليه، بما فيها ديكور جامع، أثناء التصوير. وعند انتهاء التصوير، دُمِّر الديكور باستثناء الجامع، الذي تحوّل سريعاً إلى مكان لصلاة أبناء المنطقة، الواقعة في دائرة جغرافية واسعة معروفة باسم ورزازات، تُصوَّر فيها أفلام مغربية وهوليوودية وغربية عديدة. والأنكى من ذلك، أن أحد زملائه في الفيلم بات إمام الجامع، والمستفيد الأول من بقائه، مدعوماً من مسؤولين رسميين ووجهاء وأبناء المنطقة، بعضهم خائف من تدميره لسبب ديني، وبعضهم الآخر متمسّك ببقائه لاستفادته المادية والمعنوية منه. الرجل محتاج إلى أرضه. بلغة سينمائية مبسّطة وساخرة، تابع أولاد السيّد نفسه رحلة الرجل المحبط لفشله في استعادة حقّه.

بالإضافة إلى هذا كلّه، هناك الفيلم الفنزويلي «فينيزيا»، الروائي الطويل الأول لهايك غازاريان: استعادة فصل مغيّب أو منسي من التاريخ الجماعي لفنزويلا، وإعادة بعض النبض إلى واحدة من حكايات الأفراد المتحوّلين الى أبطال في مطلع أربعينيات الحرب العالمية الثانية. استند المخرج على وقائع وحكايات موثّقة. جعل قصّة الحب خيطاً درامياً لقراءة الحالة العامّة. إنها الحرب. الولايات المتحدّة الأميركية، الداخلة إليها إثر قصف اليابانيين بيرل هاربور، محتاجة إلى النفط. وفنزويلا مُعتبَرَة خزّاناً مهمّاً للنفط. يبدأ «فينيزيا» بوصول شاب أميركي إلى منطقة ريفية آمنة وهادئة ومطلّة على البحر، بمهمة رسمية: مساعدة الفنزويليين على حماية ناقلات النفط من أي اعتداء محتمل من قِبَل النازيين. في منزل أحد كبار الضباط، تبدأ قصّة الحبّ الخفي بين الأميركي وزوجة الضابط. لكن، في الوقت نفسه، تبدأ وقائع عدّة بالظهور علناً، وإن ببطء. فالضابط اختار معسكر دول المحور وتعامل مع النازيين، وراح يُخرِّب العلاقات القائمة بين فنزويلا والولايات المتحدة، بتفجير ناقلات النفط. ومع أن الضابط والشاب الأميركي يقتلان بعضهما البعض في نهاية المطاف، إلاّ أن حكاياتهما وجدت طريقها إلى السرد الشفهي والتوثيق الكتابي. والنقاش السريع بينهما حول الخيانة والوطنية، كشف أن التعامل مع النازيين ليس خيانة، بل يشبه تماماً التعامل مع دول الحلفاء: إنه توجّه، أو خيار. المضمون الدرامي عادي، نبش بعض الذاكرة الجماعية، وقدّمها في إطار رومانسي خفيف ووطني جامح، قليلاً، إلى الخطابية والالتزام المباشر والواضح. اللغة السينمائية عادية جداً. التمثيل والمعالجة والتوفيق بين الحب والسياسة والتفاصيل الجانبية مشغولة بحرفية بسيطة.

المأزق العربي

المأزق الحقيقي واضحٌ في الفيلمين الإماراتي والقطري. الأول مستند إلى قصّة واضحة المعالم، لكن معالجتها الدرامية افتقدت أسساً جمالية ومهنية عدة. الثاني ذاهبٌ إلى عالم الأساطير، للتوغّل في أعماق النفس البشرية، من دون قصّة يُمكن معالجتها أصلاً. سعيد سالمين المري معروفٌ في دولة الإمارات العربية المتحدّة. انتزع اعترافاً ملياً ومناطقياً بفضل أفلام عدّة، منها «بنت مريم». لكن «ثوب الشمس» مفرط في السذاجة المفتَقِدة أبسط الأمور التقنية والفنية. «عقارب الساعة» مختلف: اعتماده على أسطورة قطرية قديمة لا يصنع منه فيلماً. السيرة المهنية لمخرجه (تخرّج من إحدى جامعات لوس أنجلوس بشهادة في الإخراج السينمائي) تكشف أعمالاً كثيرة في المسرح والتلفزيون. أفلامه الوثائقية والقصيرة كثيرة أيضاً. غير أن هذا كلّه لم يُدرِّبه على الاشتغال الاحترافي. عدم الاحتراف ظاهر جليّاً في فيلمه هذا. الأسطورة مدخلٌ إلى فهم العقل الفردي والجماعي. هناك جنّ يستقطبون بشراً ويوقعون بهم. هناك جنّية أحبت بشرياً، فساعدته. هناك خللٌ فظيع في الكتابة والمعالجة الدرامية والتمثيل والاشتغالات التقنية والفنية، التي يُفترض بطالب جامعي متخصّص بالإخراج السينمائي ألاّ يسقط ضحية لها، هو وفيلمه الطويل هذا.

الحبّ لا يزال مؤثّراً في الوجدان الإنساني والروح البشرية. المشاكل الناتجة منه كثيرة، خصوصاً إذا أُغرم شابان بفتاة واحدة، في حين أن فتاة ثانية مغرَمة بأحدهما. يُمكن لهذه القصّة أن تدخل في النسيج الاجتماعي والفكر القبائلي التقليدي والعلاقات الإنسانية بين البشر مثلاً. يُمكن لها أن تبقى مجرّد قصّة رومانسية، مُعالَجة بطرق سينمائية سليمة وجادّة في بحثها عن المختلف. والبحث عن المختلف محتاجٌ إلى مخيّلة واسعة وعقل منفتح. «ثوب الشمس» ضائعٌ. العلاقة الدرامية بين المقدّمة والمتن باهتة جداً: سيّدة تُخبر ابنها اليافع عن صاحبة الصورة، المنتشرة (صاحبة الصورة) في أصقاع الدنيا. هذا في دمشق. ثم الانتقال إلى إحدى صحاري دولة الإمارات العربية. العذاب والعمل المُثقل بألف إذلال وألم. الحب. الفتاة المغناج. الصدامات. مسائل يومية منبثقة من الفقر والوحدة ربما. لا علاقة درامية بين الجغرافيا الدمشقية والامتداد الإماراتي. الابن اليافع كتب القصّة ورواها. لكن الخلل مكشوفٌ في الصوغ الدرامي والبناء الجمالي والتفاصيل المختلفة. تماماً كما هو واقع الحال في «عقارب الساعة». لا مبرِّر درامياً للعودة إلى أسطورة قديمة، إذا لم يتمّ توظيفها، درامياً وجمالياً، في خدمة النصّ المكتوب والعمل البصري معاً. المؤثّرات البصرية كثيرة إلى درجة فقدت معها أهميتها. بدت، أصلاً، مفبركة وغير ناضجة ومثيرة للسخرية. ما أُريدَ له اقتراباً من التشويق والرعب، بدا مُضحكاً للغاية. البداية ساذجة، فنياً وتقنياً: مشهد غرق الباخرة أثناء حدوث عاصفة بحرية كبيرة. الميل إلى التقنيات طاغ، لكنه لا يُصنع بحسب الأصول الفنية الصحيحة. الفيلمان واقعان في فخّ الموسيقى: فباستثناء الأغاني التقليدية في «عقارب الساعة»، لا يزال مخرجون خليجيون كثيرون عاجزين عن اختيار سليم للموسيقى، وعن توظيف أسلم لها في السياق الدرامي.  

كلاكيت

مشكلة الكتاب السينمائي

نديم جرجورة

لا يُمكن التغاضي عن أحد أبرز إنجازات إدارة «مهرجان دمشق السينمائي الدولي»: إصدار كتب سينمائية، مؤلَّفة ومترجَمة. أصحاب هذه الكتب ومترجموها سوريون وعرب. الإصدار، بحدّ ذاته، مهمّ. أشرتُ إلى هذا الأمر سابقاً. اعتبرته جزءاً من المسؤولية الثقافية للمهرجان. أو جانباً أساسياً من توجّهاته، على الأقلّ. اعتاد «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» إصدار مطبوعات كهذه. «المهرجان القومي للسينما» ومهرجانا الإسماعيلية والإسكندرية أيضاً. التفاوت، في مستويي الشكل والمضمون، حاضرٌ. غير أن المهرجان الدمشقي مثابرٌ على إصدار أكبر عدد ممكن من الكتب في كل دورة. مثابرته متأتية من حرص على إضافة بُعدٍ ثقافي سينمائي ما على العروض السينمائية، الموزّعة على أكثر من برنامج.

أهتمّ كثيراً بهذا الجانب الثقافي للسينما. كتبتُ مراراً حول النقص الفادح والفاضح للكتب السينمائية في المكتبة العربية. في مصر، مثلاً، هناك إصدارات عدّة لا ترتبط بالمهرجانات السينمائية. في مدن عربية متفرّقة، تهتمّ دور نشر قليلة بالكتاب السينمائي. لكن هذا الأخير لا يزال عاجزاً عن فرض نفسه على المشهد الثقافي العام، وعلى التحوّل إلى حاجة أساسية. أسباب كثيرة تحول دون تحقيق هذا الأمر: الكتابة محتاجة إلى تفرّغ، والتفرّغ إلى ميزانية، والميزانية إلى كَرَمٍ، والكَرَمُ إلى سعة أفق وقناعة بأهمية الكتاب السينمائي. العاملون العرب في صناعة الأفلام السينمائية يُعانون الأمرّين قبل بلوغهم المرحلة الأخيرة من تحقيقهم هذا الفيلم أو ذاك. العاملون في الصحافة السينمائية أيضاً. النقّاد، مثلاً، على قلّتهم، مضطرّون إلى العمل اليومي في مؤسّسات صحافية أو إعلامية، أو غيرها أحياناً، لإعالة أنفسهم وعائلاتهم. لهذا، ربما، تتكاثر الكتب التي تضمّ مقالات ودراسات منشورة هنا وهناك. ولهذا، ربما، تتكاثر الأخطاء، ويكشف التسرّع في إنجاز الكتب المؤلَّفة والمترجَمة عن فضائح أدبية وأخلاقية ومهنية، متمثّلة بغياب العمق النقدي والسجالي والتحليلي، غالباً. أو بغياب الالتزام المطلوب في الترجمة: التزام قواعدها الأساسية، وإتقان اللغات المترجَم عنها وإليها في آن واحد.

تعاني الكتب الصادرة عن «المؤسّسة العامّة للسينما»، بالتعاون مع وزارة الثقافة في دمشق، خللاً ما في هذا الإطار. هناك مشاكل متنوّعة في أسلوبي الكتابة والتحرير. في آلية الترجمة. غير أن هذا لا يمنع القول إن إصدار الكتب وانفتاح المسؤولين عنه على العالم العربي، دليلان على رغبة إدارة «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» في المواظبة الدائمة على منح الجانب التثقيفي حضوراً أساسياً في البرنامج العام.

في مقابل هذا كلّه، هناك تساؤلات تُطرح: ألا يُمكن لإدارتي المؤسّسة والمهرجان السعي، قدر الإمكان، إلى الحصول على ميزانية سنوية مخصَّصة بالكتب، تتيح للمؤلِّفين والمترجمين فرصة التفرّغ للاشتغال الاحترافي؟ ألا يُمكن لهاتين الإدارتين تخصيص جزء من الميزانية بمحرِّرين متمكّنين من اللغة والمفردات والتفاصيل السينمائية؟ وبمتخصّصين، على قلّتهم، قادرين على القراءة السليمة، لتشذيب النصوص من أي أخطاء يُمكن الوقوع بها؟

السفير اللبنانية في

11/11/2010

 

الأفلام العربية فى مهرجان دمشق تكشف عورات مجتمعاتها

رسالة دمشق : أحمد فاروق 

تظل السينما هى المتنفس ووسيلة التعبير الأقوى للشعوب، وكشف عوراتهم، ومواجهتها فى الوقت نفسه، فى ثانى ايام مهرجان دمشق السنمائى 18 عرضت ثلاثة أفلام عربية تمثل الإمارات وتونس والمغرب فى المسابقة الدولية، وتحاول بهذه الافلام مواجهة مشاكل مجتمعاتها الخاصة ــ كل حسب ثقافته ــ فى محاوله للوصول إلى عالم أفضل.

كانت البداية الفيلم الإماراتى «ثوب الشمس» سيناريو واخراج سعيد سالمين المرى، والذى تدور أحداثه حول فتاة تدعى «حليمة» فاقدة حاستى السمع والنطق، لكنها مثل كل فتاة تحلم وتنتظر اليوم التى ترتدى فستان الزفاف، وتصبح زوجة وأما، خاصة بعد أن وصلت لسن الزواج، وتخشى أن يتقدم بها العمر أكثر من ذلك وتكون ضمن قائمة عوانس النساء وينتهى بوصول بطلته للجنون، بعد أن فقدت الأمل فى ارتداء فستان الزفاف، وزواج أختها الصغرى من قبلها، ليطرح الفيلم بدوره فكرة تنحصر فى الحكم على الانسان المعاق بالاعدام المعنوى والنفسى وهو على قيد الحياة.

الفيلم تجربة خاصه لصناعة، وهو بشكل عام شديد البساطة فى أداء الممثلين والصورة، وفقير فى ديكوراته، ولكن يحسب لهذا الفيلم أنه صنع بطاقم عمل إماراتى.

بينما فى الفيلم التونسى «آخر ديسمبر» سيناريو وحوار واخراج معز كمون، حاول مخرجه من خلال فكرة تقليدية فى المجتمع العربى، أن يكسر الحواجز بين الثقافتين الغربية والعربية، فيما يخص المرأة وعلاقاتها مع الرجل، من خلال فتاة تدعى «عائشة» تعيش فى قرية جبلية نائية بتونس، أهلها يضيقون كثيرا على نسائهم وبناتهم لدرجة الكبت، هذه الفتاة تحلم بدون علم عائلتها مع صديقها «مراد» بحياة أفضل لينتشلها من هذا العالم الذى لا يسع تطلعاتها، ورغم أنه تسمح له بأن ينال منها فى مقابل هذا الحلم الا أنه فى النهاية يهجرها ويختفى ولا تعلم له طريقا.

ليظهر فى حياتها بعد ذلك «سفيان» الشاب الذى أتى من فرنسا ليتزوج فتاة من قريته النائية، فترشح له والدته «عائشة» من خلال صورة جلبتها له والدته، ورغم أن «عائشة» رأت فى هذا الشاب كثيرا من مواصفات فتى الاحلام التى تنتظره، كونه عاش حياته فى فرنسا، الا أنها تفاجأ بأنه يفكر على طريقة أهل القرية، ويتركها.

«عائشة» التى جسدتها الممثلة هند الفاهم ببراعة مرت بثلاث تجارب مع ثلاثة رجال «مراد»، و«سفيان» ثم «آدم» الطبيب الذى هرب من ضجيج المدينة إلى هدوء القرية، حاملا معه كل ما تحلم به هذه الفتاة من مواصفات لفتى الاحلام.

ثالث الافلام كان المغربى «الجامع» للمخرج داوود أولاد سيد، الذى يغوص فى واقع المجتمع الحائر بين الحلال والحرام، من خلال استكمال لفيلمه السابق «بانتظار بازولينى» الذى استأجر فيه قرية وبنى عليها ديكورات تصوير الفيلم، وبعد الانتهاء من عمليات التصوير، وغادر طاقم العمل، يهدم أهل القرية كل الديكورات باستثناء المسجد الذى اتخذه أهل القرية مكانا حقيقيا للصلاة والعبادة.

ولكن هذا الأمر يقع كالصاعقة على «محمد» صاحب قطعة الارض، لما لحق به من ضرر مادى، ويبدأ هذا الرجل رحلته باحثا عن طرق لهدم هذا المسجد الذى لا يراه أكثر من ديكور سينمائى، ولكن أهل البلدة يقفون ضده ويحاربونه وينصحونه بألا يفكر فى هدم بيت الله، فيذهب إلى مشايخ الجوامع المجاورة يستفتيهم فى هدم المسجد فيقابله الجميع بتحريم هدم هذا المسجد، حتى ان كان يتعامل معها على أنها مجرد ديكورات، ويظل هذا الرجل حائرا بين هل هدم هذا المسجد حرام رغم أنه غير مطابق للمواصفات، أم أنه حلال لما لحق به من ضرر.

الشروق المصرية في

11/11/2010

 

النجمة الهندية شارميلا طاغور:

أفلامنا تأثرت بالسينما الأمريكية وأصبحت تضم مشاهد جنسية 

نفت نجمة السينما الهندية شارميلا طاغور أن يكون الشكل التى تظهر عليه السينما الهندية هذه الأيام هو حال الهند، مشيرة إلى أن «أمركة السينما» هو فقط فى الملابس ودمج اللغة الهندية مع الإنجليزية، بالإضافة إلى تبسيط المصطلحات عكس السينما فى الزمن الماضى. وأضافت: حتى إن كان الشكل الخارجى تأثر فهناك تقاليد وأعراف داخلية لم ولن تتغير.

وأرجعت سبب التحول الذى أصاب السينما الهندية إلى العولمة التى غيرت العالم بأكمله، والرغبة فى مواكبة التطور، وأن سكان الهند متأثرون إلى حد كبير بالسينما والثقافة الأمريكية، ونسبة مشاهدة أفلام هوليوود مرتفعة جدا عكس السينما الأوروبية، التى لا يقبل عليها أحد تقريبا، والسبب الأكبر أن فئة الشباب دون 25 سنة جميعهم يدرسون فى مدارس وجامعات أمريكية، وهذا جعل هذا الجيل فى حيرة شديدة بين حب الظهور بالشكل الغربى، وبين التمسك بالقيم والتقاليد الهندية، فنحن لا ننكر أن السينما الهندية تأثرت كثيرا بنظيرتها الأمريكية حتى أن الأفلام الآن أصبحت تضم مشاهد جنسية كثيرة، وهذا يلقى ترحيبا وإقبالا شديدا من الجمهور. وأشارت شارميلا خلال ندوة تكريمها فى مهرجان دمشق السينمائى: أحب المشاركة فى الأفلام المهمة والفنية حتى بدون أجر، وأفعل ذلك رغم قناعتى إن السينما التجارية هى التى تضاعف نجومية الفنان، كما أن العمل مع المخرجين الكبار يلغى شخصية أبطال أفلامهم، وتنسب فقط إليهم. فإذا ذهبت لمشاهدة فيلم لفيللينى، فمؤكد أنك لن تهتم بأسماء أبطاله، ولن تتذكرهم أيضا.

وعن رأيها فى السينما العربية قالت إنها شديدة التأثر بها وتحرص على مشاهدتها فى مهرجان «أوسيان» الذى يقام فى الهند، وأكدت أنها أعجبت كثيرا بفيلم «عمارة يعقويبان»، وبالأفلام، التى شارك بها الفنان العالمى عمر الشريف، وكذلك السينما اللبنانية التى تعتمد على موسيقى ورقصات متطورة.

وأوضحت أن العرب يحبون لغتهم جدا وأفلامهم، وهذا عامل مشترك إلى حد كبير مع الهنود.

الشروق المصرية في

11/11/2010

 

حول مهرجان دمشق السينمائي

دارين صالح

·         القوادري: تكريم تركيا لفتة ذكية من المهرجان

·         سميرة أحمد: سعيدة لوجودي في سورية

·         مغنية: شعرت أنني أعرف الجميع

·         مفلح: لا ننظر في عملنا بشكل شخصي

جمع مهرجان دمشق السينمائي في دورته الثامنة عشرة عدداً كبيراً من الفنانين المهمين من سورية والعالم العربي، جاؤوا للمشاركة في التظاهرة ولجان التحكيم، فكانوا زهور هذا المهرجان، ولقاءاتهم كانت جلسات فكرية مهمة تغني المهرجان، «الوطن» التقت بعضهم وأخذت آراءهم في المهرجان.

المخرج السوري أنور قوادري قال عن حفل الافتتاح: كالعادة متألق ومبهج ومبهر.. وقدم خلال الحفل فقرات تتعلق بتاريخنا السينمائي والوطني، وفرقة إنانا بقيادة جهاد مفلح كانت على مستوى عال جداً... ولكن طريقة تقديم التكريمات فيها شيء من الملل إلى حد ما... فالفقرات التي قدموا بها المكرمين تقليدية طويلة كان يجب تحاشيها، وأن تكون أقصر من ذلك، وهو المأخذ الوحيد.

وتكريم تركيا ضيفة شرف لفتة ذكية من القائمين على المهرجان لأن تركيا بلد شقيق وصديق ولها موقف جريء جداً اتجاه الأحداث الأخيرة على الساحة السياسية.

وقد أعطيت الفنانة التركية وقتها كاملاً لتعبر عن وجهة نظرها وعن رأي الشعب التركي اتجاه الشعب السوري.

كما أن تحول المهرجان من دورة لكل سنتين إلى دولي يعقد سنوياً يشكل حافزاً ليكون لدينا سينما فلا بد أن يكون هناك فيلم أو فيلمان سوريان على الأقل.. وهذا العام لدينا فيلمان سوريان، الأول إنتاج المؤسسة والثاني قطاع خاص، ما يؤكد وجود التحفيز لزيادة الإنتاج.... ومن الجيد أن يطلع الجمهور السوري على الأفلام العربية والعالمية وستزيد دور العرض.

الفنانة المصرية سميرة أحمد: وجدت أن حفل الافتتاح كان جميلاً جداً فالاستعراضات كانت جميلة والضيوف والتنظيم ووزير الثقافة كل شيء كان جميلاً وكنت سعيدة بوجودي بالمهرجان، وهذه المرة الثانية التي أحضر بها مهرجان دمشق السينمائي.

ولكن للأسف لن أتمكن من متابعة جميع الأفلام لأنني يجب أن أسافر لكوني أحضر لانتخابات برلمانية.

الفنان اللبناني باسم مغنية قال: هذه المرة الأولى التي أزور بها سورية وقد وجدت في الافتتاح ألفة ومحبة، فشعرت أنني أعرف كل الفنانين من قبل فقد رحبوا بنا كثيراً علماً أنني لا أعرفهم من قبل إلا عبر الشاشة التلفزيونية.

حفل الافتتاح كان مذهلاً والرقصات مميزة، وللحظة توقعت أن الفرقة التي قدمت الحفل أجنبية إلى أن سمعت الغناء بالعربي فعرفت أنهم سوريون.

من جهته قال الأستاذ جهاد مفلح مدير فرقة إنانا: حفل الافتتاح كان مختلفاً، وهو أهم ما في المهرجان على مدى السنوات الأخيرة، وعندما نقدم عملاً بمستوى مهرجان دمشق السينمائي لا ننظر للأمر بشكل شخصي والتقييم الذي يمكن أن نحصل عليه، بقدر ما نهتم أن نقدم حدثاً على مستوى البلد بحضور نخبة من نجوم العرب والعالم وعلى مستوى عالٍ.

وقد كان حفل الافتتاح نقلة نوعية بالنسبة لإنانا حيث انتقلت من الأعمال التاريخية والتراثية إلى الفن المعاصر.

المحادثة التوجيهيه : الوطن ترحب بأرائك وقصصك ومعلوماتك المتعلقة بهذه المادة. يرجى البقاء على الموضوع واحترام الآخرين. ابقى المحادثة مناسبة للقراء المهتمين .

الوطن السورية في

11/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)