حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الدوحة ـ ترابيكا السينمائي ـ 2010

بحضور الشيخة المياسة..

عشرات النجوم يشهدون افتتاح مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي

محمد فوراتي-محمود سليمان

·         وزير الثقافة: قطر بلد المفاجآت السارة والفعاليات الناجحة

·         يسرا: اختياري رئيسا للجنة التحكيم يعكس مدى الاهتمام بالفنان العربي

·         الحجري: تراكم المهرجانات سيجعل الدوحة عاصمة للفيلم على المدى البعيد

افتتح سعادة الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني، عضو مجلس إدارة مؤسسة الدوحة للأفلام مساء أمس الدورة الثانية من مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي بحضور عشرات نجوم السينما العربية والعالمية. وحضر حفل الافتتاح سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين والكتاب والاعلاميين.

وقال سعادة الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني، خلال حفل الافتتاح إنّ القطريين سيدعمون مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الثاني "من خلال حضورهم الكثيف لمختلف فعالياته". ودعا الشيخ جبر الحضور من نجوم ومخرجي ومنتجي الأفلام العرب والعالميين بدورهم إلى دعم المواهب القطرية في مجال السينما، كما دعاهم للتعرّف والاستفادة مما توفره القرية الثقافية (مركز كتارا) من مرافق ومنشآت في هذا المجال.

ومن جهته أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة أن مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي في نسخته الثانية جاء مشرفا لقطر فلم يعد هناك أمر غير متوقع في قطر وهى دائما بلد المفاجآت السارة والفعاليات الناجحة ففي يوم واحد هناك مؤتمر لوزراء الثقافة العرب وتنس للسيدات وهذا المهرجان الكبير، واعتقد أن كل الفنانين والمثقفين أصبحوا حريصين على المجيء إلى قطر وهذا يعود إلى نجاح قطر لتكوين هذه الصورة في العالم التي جعلت اى دعوة أو فعالية في قطر تجد هذا الاهتمام الكبير.

واستعرضت المديرة التنفيذية للمهرجان، أماندا بالمر، أبرز فعاليات مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الثاني، حيث أشادت بالعدد الكبير للأفلام المشاركة فيه هذه السنة، وهو 51 فيلماً، أي بزيادة 20 فيلماً عن العدد الذي شارك في الدورة الأولى للمهرجان العام الماضي.

مديرة الدعاية الدولية للمهرجان، فاطمة الرميحي، قالت من جهتها ان دورة هذا العام تتميّز عن الدورة الأولى في نواح عدّة، ومنها مسابقة الأفلام العربية التي يأتي تنظيمها هذه السنة دعماً لأهداف مؤسسة الدوحة من حيث تطوير صناعة الأفلام في المنطقة عبر مبادراتها التي تشمل تمويل انتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية ودعم البرامج التعليمية والتثقيفية لرفع مكانة السينما.

الفنان عادل إمام الذي سيتم تكريمه في المهرجان، أعرب عن سعادته بالتواجد في الدوحة، مشيراً إلى أنّ هذا هو الحضور الثاني له بعدما كان قد شارك في مهرجان العام الماضي كذلك.

من جهتها، قالت الفنانة المصرية رجاء الجداوي إنّ ما رأته في الدوحة "شيء رائع". وأضافت: "هذه النهضة الثقافية التي حققتها قطر في سرعة قياسية أمر مبهر حقاً".

وأعربت الجداوي عن سعادتها بالحضور القوي لمصر في مهرجان هذا العام، خاصة من خلال تكريم عادل إمام وتعيين الفنانة يسرا رئيسة للجنة التحكيم لمسابقة أفضل فيلم عربي.

وعبرت الفنانة يسرا أيضا عن سعادتها بالتواجد في الدوحة لحضور أكبر التظاهرات السينمائية العربية. وقالت: التطور كبير في الدوحة وهذا المهرجان انجاز فريد وتستحقه قطر. وعلينا كلنا أن ندعمه وأنا أفرح كثيرا كلما أرى مهرجانا للسينما العربية لأن ذلك سوف يوسع وجودنا الفني في العالم ويجعلنا نتحدث عن حضارتنا ورؤيتنا الثقافية بالصورة وهذا مهم جدا في عالم اليوم.

وأضافت: اختيارى كرئيسة للجنة التحكيم مصدر فخر لي كعربية مصرية وبها اهتمام كبير بالفنان العربي والتوجه نحو الفنانين العرب في هذه المهرجانات المهمة لاسيما أن لجنه التحكيم على مستوى عال وهم من أفضل الناس الذين تعاملت معهم في حياتي، والمهرجان لا شك له زخم كبير واعتقد أن آثاره ستكون من الاهمية بمكان على المستويين العربي والعالمي.. وتشارك يسرا في لجنة تحكيم مسابقة المهرجان إلى جانب سلمى حايك وداني ستالوفيكس وبافتا تالوار ونيكمورن.

ومن جهتها وصفت الفنانة والممثلة لطيفة العرفاوي حفل الافتتاح بأنه مبهر وخارق للعادة. وقالت: لقد أصبح مهرجان الدوحة وجهة لنجوم السينما والفنانين ونحن سعداء بهذا المولود في نسخته الثانية. أما الفنانة المصرية لبلبة فقالت: أنا أحضر لاول مرة للمهرجان وقد اندهشت حقا للتطور الكبير الذي تشهده قطر، خاصة هذا الحي الثقافي الجميل الذي يحتضن فعاليات المهرجان.

وتوقعت المخرجة الفلسطينية ماري جاسم النجاح لهذه الدورة خاصة أنها تضم أفلاما لكل الأعمار ومن كل المدارس السينمائية وتمثل القارات الخمس تقريبا. وأشادت الفنانة السورية يارا خوري أيضا بحفل الافتتاح والمهرجان وقالت: أنا في غاية السعادة لوجودي في الدوحة وسعيدة أكثر لأن مهرجان ترايبيكا سيكون صرحا عظيما في تاريخ السينما العربية.

كما أشاد الناقد السينمائي طارق الشناوي بحفل الافتتاح وقال: اختيار فيلم "خارج عن القانون" كان موفقا فهو فيلم عربي الهوى والهوية وأثار ردة فعل غاضبة من قوى الاستعمار مما زاد من أهميته. وأضاف: الأفلام هذه السنة كثيرة وإدراج مسابقة للأفلام العربية أمر مشجع.

وقال الدكتور سيف الحجري ان ما نشاهده اليوم بكتارا انجاز جديد وقال ان هذا التراكم من المهرجانات سيجعل الدوحة عاصمة للفيلم على المدى البعيد وطموحنا أن نرى أن العالم العربي يقيم أهمية هذه الوسيلة ويشجع المبدعين العرب نحو هذا التوجه، وذلك لان قطاع السينما وسيلة متميزة لنقل حضارتنا العريقة من خلال مبدعين على يد مخرجين وفنانين وموسيقيين، وما لها من دور مهم وحيوي لاسيما اننا مازلنا نبتعد عن السينما العالمية وما وصلت إليه وطموحي أن يثرى هذا اللقاء هذه الجوانب، وهناك زيادة ملموسة في عدد الأفلام العربية كما ان البنية التحتية أصبحت أكثر ملاءمة فضلا عن ان الضيوف يمثلون شخصيات نوعية عالمية.

ومن جانبها قالت بوسي شلبي ان حضورها اليوم هو الثاني بمهرجان ترايبيكا بعد دورة العام الماضي وقالت ان القرية التراثية أضفت على المهرجان زخما ثقافيا واعلاميا مهما وان الدورة الثانية لترايبيكا الدوحة باتت لا تقل أهمية عن مهرجان كان وباريس مشيرة إلى ان تنظيم المهرجان في قطر يضفى عليه طابع العراقة، حيث يضم مجموعه من الأفلام المهمة التي رأيتها بكان وباريس.

أما المخرج العالمي ريتشارد بول مخرج فيلم الأخت الصغرى فقال: اننا جئنا متحمسين لرؤية هذا المهرجان خاصة أنها المرة الأولى التي ازور فيها منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى التطور الكبير الذي رآه في الدوحة.

أما استيفان لوردن مدير مهرجان وارسو للأفلام فقال انه يشارك للمرة الأولى في الدوحة ووصف المهرجان بالرائع وأبدى إعجابه بالفعاليات المدرجة ولعل من أهمها حوارات الدوحة وما ستشهده من أطروحات للمشاركين. المخرج محمود قعبور قال ان فيلمه تيتا ألف مرة جاء تعبيرا صغيرا عن دور الجدات والأمهات وقال: كان بودي عمل قصيدة كاملة لكن قمنا بتصوير عمل سينمائي يعرض للمرة الأولى في قطر بسينما.

وكان للدبلوماسيين رأي أيضا في المهرجان حيث قال السفير المصري محمود فوزي ان تزامن المهرجان مع الدوحة عاصمة للثقافة العربية يمثل اضافة جديدة ومهمة للسينما كرافد ثقافي مهم وقال ان وصول هذه النخب من الفنانين والفنانات من دول عربية وغير عربية يؤكد أهمية المهرجان ونجاحه، مشيرا إلى ان مثل هذه المهرجانات تعكس أهمية التقدم الذى يمكن ان نحرزه في المجال السينمائي ويحدد جودة ونوعية الأعمال المستقبلية.

الاذاعى الكبير وجدي الحكيم قال: جميل ان نرى في العالم العربي هذه المهرجانات لأننا كنا في السابق لا نراها إلا في عواصم عالمية، مشيرا إلى أنها تخلق نوعا من الاحتكاك والتفاعل المطلوبين. وأكد السيد موسى زينل أهمية الفن السابع في المجالات الثقافية ومدى ما تقدمه من دعم لاشكال التواصل المختلفة بين الشعوب وقال ان المهرجان في دورته الثانية وضع قطر على الخريطة الثقافية للعالم ومن آثارها هذه الصروح الثقافية الكبيرة. أما المخرج القطري حافظ علي فقد ابدى سعادته بالمهرجان وافتتاحه في الحي الثقافي وقال ان مشاركة الشباب القطري هي أهم ما يميز المهرجان ومنافسة الأفلام القطرية أمر جيد لافتا إلى فيلم احبك يا شانزليزيه الذي قدمه الفنان مهدي علي وما حققه من جائزة فضية بمهرجان ابوظبى السينمائي.

الشرق القطرية في

27/10/2010

 

رعاية العرض الأول لفيلمين عن كرة القدم في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي

الدوحة-الشرق:

أعلنت "قطر 2022" بالاشتراك مع مؤسسة الدوحة للأفلام، عن رعاية العرض الأول لفيلمين حول كرة القدم في الدورة الثانية من مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي.

وسيتم عرض هذين الفيلمين، وهما "أفريقيا المتحدة" و"اثنان يحملان اسم اسكوبار" يوم الخميس 28 أكتوبر، في تمام الساعة السابعة مساء والساعة الحادية عشرة على التوالي، كما سيعرضان في الهواء الطلق في مكان رائع على الشاطئ الخاص بفندق "فور سيزونز" الدوحة. ويحكي الفيلم الأول "أفريقيا المتحدة" قصة الطفل دودو الذي يعشق كرة القدم، وينحدر من أحد الأحياء الفقيرة في رواندا. حيث يقرر هو ورفاقه المتحمسون لهذه الرياضة لدرجة الجنون، السير لمسافة 5 آلاف كلم، والتوجه إلى جنوب أفريقيا، وذلك من أجل معايشة تجربة كأس العالم. ويتمكن هؤلاء الفتية بالفعل من عبور الحدود، وينجحون في إقامة علاقات الصداقة الجديدة والتغلب على العقبات التي تواجههم في رحلتهم. ويسلط الفيلم الثاني "اثنان يحملان اسم اسكوبار" الضوء على الحياة الموازية لرجلين لا يرتبطان مع بعضهما بعضاً بأي علاقة، وهما أندريه إسكوبار وبابلو إسكوبار، ولكنهما يشتركان بحب كرة القدم إلى درجة التعصب. وعندما يكبر أندريه يصبح واحداً من أكثر لاعبي كرة القدم شعبية في كولومبيا، في حين يصبح بابلو أحد بارونات المخدرات الأسوأ سمعة في التاريخ. وفي أثناء التحقيق بدقة بالعلاقة السرية التي تربط بين عالمي الجريمة والرياضة، يكشف مايكل زيمباليست وجيف زيمباليست عن العلاقة المفاجئة بين جريمتي مقتل أندريه وبابلو.

ويقول ناصر الخاطر مدير الاتصال في "قطر 2022": "إن هذين الفيلمين العظيمين يظهران بمهارة رائعة القوة والعاطفة تجاه رياضة كرة القدم. لذا فإننا نعرب عن سعادتنا البالغة إزاء العمل مع مؤسسة الدوحة للأفلام ومهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي من أجل تسليط الضوء على هذه الأعمال الرائعة، في الوقت الذي نتطلع فيه إلى نفس المستوى من الحماس من قبل الناس ومن جميع الأعمار والجنسيات في الدوحة نحو كرة القدم من أجل مؤازرتنا في مساعينا الهادفة إلى استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر في العام 2022".

وتقول أماندا بالمر المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام: "إننا فخورون جداً لدعوة هذين الفيلمين الاستثنائين لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، حيث إنهما يعكسان بذكاء مهمة هذا المهرجان المتمثلة في التواصل مع المجتمع من خلال عاطفة الناس، الأمر الذي جعل هذه المبادرة مع "قطر 2022" فرصة مثالية. وعندما يتجمع الناس مع بعضهم للاحتفال بالدورة الثانية من مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، فإنهم يظهرون نفس الالتزام والطاقة التي تدفع الجهود المبذولة لاستضافة كأس العالم هنا في دولة قطر".

الشرق القطرية في

27/10/2010

 

(خارج عن القانون) يفتتح الدوحة ترايبيكا الثاني

أبطال الفيلم الثلاثة مناضلون يسيرون في عباءات رجال المافيا!!!

بقلم - باسم توفيق

(اذا أردت أن تقدم سينما فعليك أن تقدمها في صورة سينما ) هذا الرأي الذي أدلى به الناقد الكبير طارق الشناوي حينما كنا نحاوره بخصوص فيلم الافتتاح (خارج عن القانون) للمخرج الرائع رشيد بوشارب والذي كان له قصب السبق في ان يكون صاحب فيلم الانطلاقة الأولى في افتتاح ذلك الحدث السينمائي العالمي وهو مهرجان ترايبيكا والذي يعتبر هذا العام بحق عرس الدوحة السينمائي الشديد التميز .

ربما علينا قبل أن ندخل للفيلم من الناحية النقدية أن نؤكد على ألمعية المخرج الجزائري الكبير رشيد بوشارب والذي فاجأ الجميع العام الماضي بترشيحه للجائزة الكبرى في مهرجان كان بل الأكثر من ذلك أن الفيلم ذاته أثار جدلا سياسيا كبيرا وانقسامات بين جبهة اليمن المحافظة وبين جبهة الوسط في الشارع الفرنسي والذي كان يرفض أساسا مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية وهذا ما جعل المشاهدين يتحمسون أكثر لمشاهدة الفيلم ويقول الناقد الإيطالي كارليتو ملبيجي (علينا أولا أن نحي رشيد بوشارب لأنه اصر على تقديم فيلمه الذي بغض النظر عن محتواه السياسي والفكري يعتبر تحولا في عالم كان حيث اعتبر اليمين الفرنسي أن رشيد بوشارب والذي ولد وعاش في فرنسا مخرجا جزائريا ويمثل فكرا ثوريا)

الحقيقة أن ملبيجي يعتبر هذا الفيلم رسالة للمشاهد الفرنسي والعالمي على حد سواء وهو ما نستطيع ان نطلق عليه كما يقول الأستاذ طارق الشناوي (سينما في صورة سينما)

في البداية يعتبر فيلم (خارج عن القانون) لرشيد بوشارب فيلم يتبع نوعية أفلام الأكشن رجال السياسة تحت قبعات رجال العصابات وهذا لب القضية السينمائية في الفيلم لأن بوشارب أراد أن يقدم للمشاهد فكرة سياسيه وتاريخية برؤية جديدة قد تفسح له المجال أن يقوم بتفريغ شحنته السينمائية الشديدة المتأثرة بوشائج كلاسيكية في السينما العالمية وبتيمات بعينها مثل السينما الأوربية بل والأمريكية بشكل كبير مثل ( رجل العصابات – المافيا ) وبل ببعض التيمات في دراما الشخصية مثل شخصية الرجل الذي يقتل ببرود على الرغم من انه يتمزق من فعل القتل نفسه (مثل شخصية مسعود) إذن هذا اول الخيوط التي قد نمسك بها للدخول لعالم فيلم (خارج عن القانون)

نستطيع أن نقول ان هناك أفكارا كثيرة كانت تتصارع في عقل رشيد بوشارب حينما كان يقوم بمعالجة قضية الفيلم وفيها بعض رواسب من ملاحم سينمائية عالمية وهذا لا ينفي عن رشيد نقطة الإبداع الكبيرة والتي قام بها ليخرج لنا بالثورة الجزائرية بهذه الرؤية الجديدة والتي بدت اكثر جذبا من المعالجات السابقة وخاصة أن الفيلم مستوى الأكشن فيه يقرب من 60% من تقنية الفيلم وكما قلنا بداية فان الفيلم نستطيع تصنيفه على انه فيلم أكشن أكثر منه فيلم وطني او فيلم يقدم تأريخا جديا لبعض جوانب ملحمة الثورة الجزائرية.

ولعل بوشارب يبدأ الفيلم بمذبحة سطيف الشهيرة التي حدثت في أوئل القرن العشرين ليضع مبررا أوليا لما قد يرتكبه أبطال الفيلم من مقاومة تبدو دموية أحيانا وتتسم أحيانا بصفة المؤامرة ولقد نجح في هذا التبرير حيث جعل المشاهد يستعجل اللحظات ليرى هذا الانتقام الذي سوف يقوم به أفراد هذه العائلة الذين كانوا ضحايا نفسية لمذبحة سطيف .

وعلى الرغم من ان القصة وشخصياتها خيالية إلا أنه ليست مستحيله التصديق بل أحيانا ينجح بوشارب أن يقنع المشاهد بحرفية عالية أنه يقدم سيرة ذاتية لمجموعة من المناضلين كانت موجودة بالفعل لكن في معظم جو الفيلم المحاط بالاثارة والأكشن تكتشف ان التيمات الساكنة داخل عقل بوشارب السينمائي هي التي تقود أحداث الفيلم

أولا مسألة الأسرة والأرض والعودة والانتقام هي كلها تيمات سايرت ملاحم سينمائية كبيرة مثل ملحمة الأب الروحي لكوبولا الذي يبدو رشيد بوشارب متأثرا به بشكل كبير فنج ان الأبطال الثلاثة مناضلون يسرون داخل عباءات رجال المافيا فهذه القبعات والملابس والانشقاقات الاخوية والأم التي تمثل رمزا مهما في ملحمة بوشارب تذكرنا أيضا بمارلون براندو الأب في أسرة كورليوني الشهيرة بل تتحول شخصية الأخ الأكبر المناضل عبد القادر والذي اختار اسمه تيمنا بسيدي عبد القادر الشيخ المناضل الشهير لكن عبد القادر في خارج عن القانون يتحول بشكل كبير إلى عراب مثل عراب المافيا لكن بفكر آخر وهو أن عبد القادر يجمع التبرعات ( التي تقابل الأتاوات في شخصية رجال المافيا ) ويقوم بإرسالها لجبهة التحرير لتستخدمه للتسلح والتموين.

لكن الحقيقة أن رشيد بوشارب لم يستطع إخفاء افتتانه برجل العصابات ورجل المال الذي يدخل لعالم المال من الشوارع الخلفية وهذا ما استطاع أن يجسده ببراعة وفن بل وعبقرية في شخصية سعيد الأخ الصغير الذي يستطيع أن يعمل بالرهونات في حلبات الملاكمة (لاحظ ان هذه التيمة أيضا مستلهمة من شخصيات السينما الأمريكية الكلاسيكية) بل ويعمل قوادا وصاحب كباريه ولا يستثنيه هذا من كونه أيضا يمد جبهة التحرير بنصف ما يكسب ليشارك في سباق الثورة ولا نستطيع أن نخفي اعجابنا بالممثل المبدع صاحب الأداء الرائع جميل دبوز الذي جسد هذه الشخصية باقتدار وحنكة ودون تكلف ايضا على الرغم من الشخصية بحذافيرها تيمة كلاسيكية ويصعب اضفاء الجديد عليه لكن هذا ما نجح فيه جميل دبوز.

ايضا لن يفوتنا ان نقول انه على الرغم من رشيد بوشارب قد تجاهل معظم المعلاجات التي سبقته لتصوير دراما ثورة الجزائر المجيدة إلا انه بدا معجبا ببعض تقنيات المخرج الايطالي جيللو بونتيكورفو والذي قدم للسينما العالمية ملحمته الخالدة ( معركة الجزائر ) عام 1966 وكان هناك شبه تطابق في مشهد السجين المناضل الذي يقوده جنود السجن الفرنسيين ليتم اعدامه بالمقصلة وهو نفس آليات المشهد الذي قدمه بونيكورفو في بداية فيلمه.

استخدم رشيد بوشارب تقنية تصاعدية في عرض الأحداث ووصل إلى الذروة في مطاردة البوليس الفرنسي للاخوة الثلاثة ومقتل مسعود والذي يقوم بدوره ايضا فنان حساس ومتمكن وهو رشدي زم.

لكن نعود للقضية الرئيسية وهي نجاح رشيد بوشارب في جعل المشاهد يحبس انفاسه طول العرض ولا يتسلل اليه الملل ولو جزء من الثانية ولعل من أهم مقومات نجاح الفيلم هو انه قدم في بعض محتواه الوجه الجميل لحضارة الصحراء متمثلة في شخصيات أبطالها المناضلون والشجعان على اية حال يظل الفيلم عملا راقيا ويتمتع بحرفية عالية من الناحية السينمائية حيث قدم لنا معادلا ملحميا لبعض جوانب نضال ثوار الجزائر ضد المستعمر ولن ننسى أن نقدم لرشيد بوشارب باقة زهور كبيرة لنرحب به وبفكره السينمائي في الدوحة.

الراية القطرية في

27/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)