حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أيام قرطاج السينمائية ـ 2010

قراءة نقدية للسينما التونسية على هامش مهرجان قرطاج

السينما التونسيّة من الطلائعيّة والابتكار إلى النمطية والتكلّف

أحمد القاسمي * 

لطالما كانت السينما التونسية سينما طلائعيّة سباقة إلى طرح الأسئلة المحرجة أو المصيريّة تقطع مع السينما الاستهلاكيّة لترتقي بالوعي الجماعي فتدير إليها الرقاب وتحوز احترام النقاد من خلال مدونة تضم أفلاما علامات كـــ"طوق الحمامة المفقود" للناصر خمير و "خليفة الأقرع" لحمودة بن حليمة و"صفايح ذهب" للنوري بوزيد و"صمت القصور" لمفيدة التلاتلي. ولكن مجد هذه السينما أخذ في التقهقر والتراجع على أيامنا حتى غدت تعيش أزمتها المزدوجة سواء على مستوى طبيعة القضايا وعمقها أو على مستوى أساليب الطرح والتناول وذلك لعوامل عديدة نحاول أن نقف عند بعضها في مقالتنا هذه.

سينما المؤلف: سينما نمطيّة!!...

كثيرا ما مثّلت سينما المؤلف، تلك السينما الذاتيّة التي تعكس رؤية صاحبها للوجود، خلفيّة جماليّة وفكريّة ملهمة للمخرجين التونسيين فمن خلالها أمكن للنوري بوزيد وفريد بوغدير ومفيدة التلاتلي التعبير عن هوياتهم الفكريّة وآمالهم وآلامهم ضمن أعمال تهدف إلى طرح فكري عميق فتخرج عن الأنماط السائدة وتعمل على ابتكار وسائلها التعبيريّة المميّزة. لكن هذه السينما انحرفت على أيامنا عن المرجعيات الفكرية والجماليّة التي تحرّك سينما المؤلف فاختزلت بلاغتها في رصد الفيلم لعوالم المخرج الباطنيّة ولأحلامه وهلوساته بدل بحثها عن الأساليب المبتكرة لطرح قضايا الإنسان في مواجهة عوامل استلابه وتهميشه. وحوّلت الابتكار إلى استنساخ لتجارب بعينها تمعن في التركيز على حياة المهمشين ومشاغلهم من علاقة بالجسد وحالات انهيارهم النفسي... إلى درجة التغاضي عن كل هموم جماعيّة. فتيمة العزلة التي تعانيها المرأة في هذه السينما، على سبيل المثال، تكاد تتحول إلى معنى سينمائي لا فضل للمخرجين في غير تجويده (قياسا على المعنى الشعري) نجدها تباعا في فيلمي "صمت القصور" و"موسم الرجال" لمفيدة التلاتلي ثم تعيد رجاء العماري بعثها من جديد في فيلمها "الدواحة". فكانت هذه التيمة تفقد بريقها كلما تم استنساخها من جديد وتسقط شيئا فشيئا في الابتذال والتصنّع. فمأتى الكثافة الدرامية في فيلم "صمت القصور" يعود إلى طبيعة الفضاء الذي ينهض على طرفين متناظرين هما الأعلى حيث القصر، فضاء السادة، فيجلي بحدائقه وسواقيه ونافوراته نعومة العيش ولذة الوجود والأسفل حيث الدهاليز ذلك الفضاء المكتظ بالأجساد الأنثوية ينهكها العمل المضني فتهب حياتها وكل ما امتلكت من طاقات لأسيادها قهرا واغتصابا.

ولكن مفيدة التلاتلي عجزت عن التجدد في ثاني أفلامها "موسم الرجال" فلم تخرج عن تيمة السجن فجعلت فضاء أحداثها سلسلة من الحلقات التي تضيق على الأجساد النسويّة شيئا فشيئا من جزيرة جربة إلى المنزل المعزول إلى الغرف المغلقة التي تشكل بؤرة طوق يضربه الزوج المهاجر على المرأة فيحاصر وجودها ويصادر حقها في الرغبة أولا ويجعل وجودها حكرا على تلبية رغباته هو لما يعود صيفا من هجرته، مما أفقد الفيلم طرافته وحد من قدر الابتكار فيه. حتى كان فيلم "الدواحة" لرجاء العماري ومدار الحكاية فيه على  ثلاث نساء يعشن في دهليز مهجور بعيدا عن العمران في عزلة تكاد تكون مطلقة عن العالم الخارجي لأسباب قد لا تعلمها المخرجة نفسها. ولئن رضيت (راضية) بقدرها وخضعت لمشيئة أمها فإن الحفيدة عائشة (ابنة راضية) تظل في عامة الفيلم تتوق إلى "العيش" والتحرر من هذا الدهليز وإلى إطلاق العنان لجسدها ولأنوثتها المعطبة بفعل التقاليد  ولا يتسنى لها ذلك إلا بقتل الجدّة والأم معا والانطلاق في خيلاء نحو المدينة... على هذا النحو  جرّدت تيمة السجن هذه السينما مما يميّز سينما المؤلف من ابتكار وتجديد وأسقطتها في نمطية تجتر أكثر ممّا تبدع. وعلى النحو نفسه يتم استنساخ فضاء المدينة العتيقة والحمام في طائفة أخرى من الأفلام.

تهميش الحكاية:

ممّا يميّز هذه السينما، وسينما المؤلف عامة، مغالاتها في تهميش الحكاية بحجة أولويّة الإدراك البصري في الخطاب السينمائي وبحجة مقاومة سينما الاستهلاك التي تشغل المتفرّج بإيهام التشويق عن الانصراف إلى ما في الفيلم من طرح فكري فتُهمش الحبكة الدراميّة بالنتيجة وتقاوم كل انتظام للأحداث وتدرّج حسب منطق خطيّ وتحاول إنتاج المعنى بعيدا عن الاستثارة الشعوريّة والاندماج العاطفيّ للمتفرّج. وينخرط هذا الاختيار الجماليّ ضمن تصوّر يقرن الفنّ بالنضال الذي يعمل على تعميق الوعي الجماعي بالمصير التاريخي ويقاوم التصورات التي تجعله سلعة تدرّ الأموال على المستثمرين وتلهي عامة الشعب بالأوهام الكاذبة. وعلى وجاهته النظريّة، أفضى المنحى الجمالي في ممارسات السينمائيين التونسيين إلى أعمال مصطنعة مفتقدة للمصداقيّة الفنيّة تعول على التعقيد الشديد وعلى إبهام يقاوم كل محاولات فكّ التشفير لتحجب ما في تصورات أصحابها من قصور فكري وابتذال فنيّ "فتستبله" المتفرّج بدل تحفيزه على التفكير الحرّ وما "دواحة" رجاء العماري غير عينة من هذا الاصطناع.

أفق التقبل يقصي المتفرّج التونسي والعربي.

لقد أفضى الانحراف وهذه المعاداة للنصّ إلى سينما التهريج الشكلاني المسطحة للحداثة السينمائيّة وما تتضمن من الخلفيات الفكريّة. فتغاضى المخرجون شيئا فشيئا عن مشاغل العالم الخارجي واختزلوا التعبير السينمائي في إدراك العالم الباطني للشخصيّة في كثير من الإرباك وافتقدت هذه السينما إلى المصداقيّة الفنيّة بانصرافها المطلق عن تطلعات المتفرّج وهمومه ووضعت مصداقيتها الأخلاقية موضع سؤال باعتبار أن السينمائي التونسي أضحى متهما بالاستجابة إلى تطلعات المموّل الغربي أو لجان التحكيم في مهرجاناته أكثر من اهتمامه بالمتفرّج التونسي، دافع الضرائب وصاحب المال العام الذي تنفقه وزارة الثقافة على دعم هذه الأفلام.

لقد أضحت هذه السينما تعمل على الاستجابة، للأسباب التمويليّة، إلى أفق التقبل الغربي الذي يختزل توقعاته من الفيلم العربي في صور فلكلوريّة عن مجتمعات متخلّفة تعاني فيها المرأة صنوفا مختلفة من الاضطهاد ويحرم فيها المختلفون (الشواذ جنسيّا أساسا) من حقّهم في الاختلاف مع ما تحدّده منظومة القيم الرسميّة. وأهملت من ثمّة أفق تقبّل المتفرّج التونسي فإذا الفيلم يدّعي عليه ويشوّه صورته أكثر مما يعبّر عن قضاياه وتطلعاته وإذا به يضاعف من عزلته، عن متفرّجيه ومن غربته واستلابه.

النقد السينمائي بين التعطيل والغياب.

لابد من كل خطاب إبداعي من خطاب نقدي مواز لا يختزل دوره في الأحكام المعياريّة التي تصنّف الآثار إلى مُجيدة أو رديئة وإنما يشمل خاصّة تبيّن سماتها الجماليّة ومقومات إنشائيتها ورصد مسالك المعنى فيها وما تتضمنه من الخلفيات الفكريّة. على أن هذه المصادرة لا تنطبق على واقع السينما التونسيّة. فالنقد السينمائيّ فيها معطّل أو يكاد لغياب المنابر الإعلاميّة المختصّة القادرة على استقطاب الكتابات الجادة . وإن وجد هذا النقد كان متملقا يتواطأ مع صناع هذه السينما وينصرف إلى مدحها أو يتواطأ عليها فيدينها لأسباب ذاتية ضيقة أو إيديولوجيّة لا صلة لها بالجانب الفنيّ من الأثر. وكثيرا ما بدا عاجزا عن تبيّن إنشائيّة الفيلم وآليات إنتاجه للمعنى وذلك لأسباب عديدة منها عدم اختصاص الأقلام التي تمتهن النقد وقلة الدراية الكافية بالأسس الجماليّة للفن السينمائي فتغلب على أحكامها الانطباعية التي تجانب العمق من الفيلم. ولعلّ القبول الحسن الذي حظي به فيلما "الدواحة" لرجاء العماري و"النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار خير دليل على ذلك فالفيلم الأول يصطنع حكايته اصطناعا كما كنّا قد أشرنا، فيرسم ، بحجة المرجعيّة الذاتية للعمل الإبداعي، صورة لاضطهاد المرأة التونسيّة لا توجد في غيّر مخيّلة صاحبته.

 وأما الفيلم الثاني فيجعل من العودة إلى معركة الجلاء ببنزرت سنة (يوليو/ تموز 1961) مادته الفيلميّة مما مثل مثارا لترحيب الساحة النقديّة لما لمسته فيه من عمق في التناول فأشار إلى ما في التاريخ الرسمي من تزوير حوّل تواطؤ الهاشمي عباس، أحد المنسوبين إلى النضال، وخياناته إلى بطولات وشوّه بالمقابل نضال المخلصين للوطن من أمثال والد شامة. ولكن الأقلام الناقدة المرحبة بالفيلم اشتركت جميعا في غفلتها عن مصادرة عبد اللطيف بن عمار الأثيرة للغرب، الخطيرة على فكرة التحرر. فـــ"النخيل الجريح" هجائيّة تدين الحرب مطلقا وتجعلها سببا لكل دمار وشقاء دون أن تستثني المقاومة وحروب التحرير، وتمجّد السلام دون أن تميّزه عن الاستلام الذي يعمل على تأبيد مظاهر هيمنة المعتدي وخضوع الضحيّة. فتروّج بذلك لشريعة الغرب المهيمن الذي يعمل على تأبيد هيمنته بترويجه للشعارات المنادية بالسلام متى خدم مصالحه ويثير الحروب هنا أو هناك كلّما رأى في السلام عدوا لمصالحه. ثم إن الفيلم يشير إلى ما في التاريخ الرسمي من تزوير والحال أنه يسكت عما يتهم به التأريخ لمعركة الجلاء ببنزرت من تزوير ذلك أنّ كثير من الساسة والمؤرخين يذهبون إلى أنّ بورقيبة خاض هذه الحرب ودفع فيها بالمواطنين العزّل لغايات تعبويّة سياسية فداخليّا كان المطلب الشعبي ينادي باستكمال السيادة على كل التراب الوطني فيحرج بورقيبة ويدعم موقف صالح بن يوسف (خصمه الذي سيغتاله بعد أسابيع قليلة من هذه المعركة) المنادي بالاستقلال التام أما خارجيا فكان عبد الناصر وابن بلة،  يجدان في قبول الرئيس التونسي بالاستقلال الداخلي خيانة لفكرة الاستقلال المغاربي الشامل. وتتهم هذه المواقف بورقيبة بالتضحية بالمئات من الوطنيين المتحمسين للكفاح الوطني وإرسالهم إلى الموت عزّلا لتلميع صورته والتمهيد لاغتيال خصمه. ولكن الفيلم الذي وصف بالجرأة والدعوة إلى إعادة قراءة التاريخ يصمت صمتا تاما عن هذا الجدل فيبادله النقاد صمتا بصمت ويقدّمون الدليل عن قصور نقدهم للهنات التي ذكرنا..

لا مناص من الاعتراف بأن السينما التونسيّة اليوم سينما مأزومة تقصر همها في مشاغل جانبيّة فتسطح الوعي بدل النهوض به ممّا يستدعي في تقديرنا وقفة تأمل مخلصة من جميع الأطراف الفاعلة في قطاع ما ينفكّ ينحرف عن مساره ويتقهقر إلى القاع.  

*كاتب وباحث تونسي في سيميائيات الأدب والسينما.

الجزيرة الوثائقية في

31/10/2010

 

«أزمة بكارة» في السينما التونسية

النوري بوزيد... «اسكت، عيب!»

عثمان تزغارت  

حالة الاختناق السياسي التي تحاصر هذا البد المميز لم توفّر الثقافة في السنوات الأخيرة. لكن الذروة كانت منع فيلم جمال مقني في «أيام قرطاج»، ورفض دعم أشهر مخرجي العصر الذهبي، بسبب قضايا أخلاقيّة

ما الذي يحدث هذه الأيام في موطن بورقيبة؟ خلال الأسابيع القليلة الماضية، واجهت السينما التونسية أزمتين بارزتين مع الرقابة. وهذه سابقة غير معهودة. إذ إنّ النظام التونسي ـــــ رغم كل المآخذ عليه ـــــ يتميّز منذ سنوات طويلة بدعمه للإنتاج الثقافي والفني، ما يفسر النهضة التي شهدتها السينما، المسرح، ـــ خلال العقدين الماضيين ـــ في بلد علي بن عيّاد. لكن كل ذلك، كما يبدو، أصبح مجرد ذكرى من «الماض الذهبي». بعد منع عرض فيلم وثائقي لجمال مقني، المخرج التونسي المقيم في بلجيكا، في مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» الذي اختتم أمس، جاء دور السينمائي الكبير النوري بوزيد ليواجه مقص الرقابة. صاحب «صفائح من ذهب»، فوجئ أخيراً بأن اللجنة المكلّفة دعم الإنتاج السينمائي في وزارة الثقافة التونسيّة، رفضت إجازة سيناريو فيلمه «اسكت، عيب!». علماً أن من أبرز أعضاء تلك اللجنة رفيق دربه سابقاً، السينمائي فريد بوغدير الذي كتب بوزيد سيناريو أشهر أفلامه «حلفاوين: عصفور السطح» (جائزة النقاد في مهرجان «كان» ـــــ 1990)! وعلى الرغم من أن النوري بوزيد وجمال مقني ينتميان إلى جيلين (وإلى تيارين سينمائيين) متباعدين، فإن اصطدامهما بالرقابة يكاد يمثّل وجهين لقضيّة واحدة: العملان المحظوران يتناولان قضية حساسة وجديدة على المجتمع التونسي، تتمثل في إقبال أعداد متزايدة من البنات عشية الزواج على إعادة تركيب غشاء البكارة عن طريق الجراحة.

في فيلمه الوثائقي الذي يحمل عنوان Hymen national، يتعمّد جمال مقني التلاعب بالألفاظ، للخلط بين Hymen (غشاء البكارة) وHymne national (أي النشيد الوطني)، للتعبير عن حجم ظاهرة ترميم البكارة في تونس. ويكشف الشريط أن ثلاثة أرباع الفتيات التونسيات اللواتي يصلن إلى سن الزواج يقدمن حالياً على عملية إعادة ترميم البكارة. وهي الظاهرة ذاتها التي يريد النوري بوزيد تسليط الضوء عليها في مشروع فيلمه الروائي «اسكت، عيب!». ويبرز إلى أي مدى تمثّل هذه الظاهرة ردّة فكرية مفاجئة في موطن بورقيبة الذي كان ـــــ على مدى نصف قرن ـــــ أكثر المجتمعات العربية عصرنة وانفتاحاً. استبعاد شريط جمال مقني من «أيام قرطاج السينمائية» كان صدمة للجمعيات النسائية التونسية التي قررت الالتفاف على الرقابة الرسمية، من خلال استضافة المخرج وفيلمه في فضاء «التياترو» الذي يديره المسرحي توفيق الجبالي ورفيقة دربه زينب فرحات، حيث عُرض الفيلم ونُظّم مؤتمر صحافي بحضور المخرج.

اتهم المخرج المعروف زميله فريد بوغدير بأنّه وراء رفض دعم فيلمه الجديد

أما النوري بوزيد، فقد أطلق صرخة غضب مدوية على شاشة تلفزيون «حنبعل» التونسي (الفيديو على موقع «الأخبار»)، معبراً عن رفضه ما يُقال من أن «التوقيت غير ملائم حالياً للخوض في موضوع حساس مثل هذا». ويضيف صاحب «ريح السدّ»: «إذا لم تعد السينما التونسية قادرة على إثارة قضايا اجتماعية راهنة لمجرد أنها مرتبطة بتابو الجنس، فهذه ردة غير معقولة، وخصوصاً أن المجتمع التونسي متقدّم على مثقفيه، ويناقش هذه القضايا من دون مواربة». النوري بوزيد توجّه بسهام النقد ـــــ بنحو أخص ـــــ إلى رفيق دربه السابق فريد بوغدير، قائلاً: «وزير الثقافة (التونسي) سأل عني لمعرفة خلفيات القضية، مؤكداً أن الرقابة لم تأت من الوزارة، بدليل أنها أعطتني منحة لتأليف السيناريو». وأضاف: «للأسف، في أحيان كثيرة يأتيك الأذى من حيث لا تتوقّع أبداً. المشكلة لم تكن مع سلطة الوصاية (وزارة الثقافة)، بل مع بعض أعضاء اللجنة، وبالأخص فريد بوغدير الذي رأى ـــــ ويا للعجب ـــــ أن السينما التونسية غير قادرة حالياً على تناول قضية اجتماعية ذات طابع جنسي».

يُشار إلى أن مثل هذا الموقف لفريد بوغدير يمثّل مفارقة غريبة. إذ إنّ صاحب «عصفور السطح» يعدّ الأكثر جرأة من بين السينمائيين التونسيين في تناول القضايا الجنسية في أفلامه!

الأخبار اللبنانية في

01/11/2010

 

اختتم فعاليات الدورة 23 التي استمرت 9 أيام

قرطاج السينمائي يثير التساؤلات بمنحه ذهبيته لـ"مايكروفون" مصر

تونس- أمال الهلالي  

حاز الفيلم السينمائي المصري "مايكروفون" للمخرج أحمد عبد الله على الجائزة الذهبية "التانيت الذهبي" لمهرجان قرطاج السينمائي، فيما آلت الفضية لفيلم "رحلة إلى الجزائر" للمخرج عبد الكريم بهلول، وتوج الفيلم المغربي "الجامع" لداوود أولاد السيد.

وفجّر تتويج الفيلم المصري بالجائزة الأولى أكثر من نقاط استفهام حول نزاهة لجنة التحكيم لاسيما وأن بطل الفيلم الممثل خالد أبو النجا هو في الوقت نفسه حاضر كأحد أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية.

وشهدت الدورة تكريم المخرجة المصرية عطيات الأبنودي كرمز من رموز السينما التسجيلية في مصر والعالم العربي كما نال فيلم "أحمر باهت" للمخرج المصري محمد حامد على جائزة الأفلام السينمائية المساندة لقضايا المرأة التي أقرتها منظمة المرأة العربية.

واختتمت بتونس العاصمة مساء الأحد 31-10-2010 فعاليات الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية التي انتظمت على مدى 9 أيام تنافس على جوائزها 39 فيلماً طويلاً وقصيراً من النوع الروائي والتسجيلي من 16 دولة عربية وإفريقية.

وأسندت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم "كل يوم هو عيد" من لبنان للمخرجة ديما بحر، فيما حصل الممثل المصري ياسر ياسين على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "رسائل البحر" للمخرج داوود السيد وحصلت الممثلة دينيس نومن من جنوب إفريقيا على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "شيرلي أدامس".

وأسندت الجائزة الأولى لمسابقة الأفلام الوثائقية للمخرج الفلسطيني رائد عندوني عن فيلمه "فيكس مي".

وفي مسابقة الأفلام القصيرة حصل الفيلم التونسي "صابون نظيف" لمليك عمارة على الجائزة الذهبية، ونال الفيلم الكيني "بومزي" على الجائزة الفضية، فيما آلت البرونزية للفيلم الإثيوبي "ليزار" للمخرج زلالم ولد ماريام.

جوائز موازية

وفي خطوة مستحدثة حصد الفيلم المغربي "الجامع" لداوود أولا السيد على جائزة الإنتاج من قبل الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام بتونس، وحصل الفيلم الروائي الطويل "شيرلي أدامس" من جنوب إفريقيا للمخرج أوليفر هرمانوس جائزة الجامعة الدولية للصحافة السينمائية.

وتولى اتحاد مخرجي الفيلم القصير في البلدان الإسلامية إسناد جائزتين الأولى للفيلم الليبي "قسمة" من إخراج صلاح غودر، والثانية للفيلم التونسي "هوس" إخراج أمين شيبوب.

ويبدو أن إدارة المهرجان تداركت هنة الافتتاح الباهت لتضفي أجواءاً كرنفالية على حفل الاختتام من خلال تنظيم عروض موسيقية بمختلف النكهات الشرقية والغربية.

وعرض خلال الدورة الحالية للمهرجان أكثر من 200 فيلم من 67 دولة مغاربية وعربية وإفريقية أوروبية، من بينها 15 فيلماً في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.

وشارك في لجنة التحكيم الدولية لمسابقة الأفلام الطويلة كل من الممثلة المصرية إلهام شاهين، والموسيقي أنور براهم من تونس، والروائي الأفغاني عتيق رحيمي، والمخرج عبد الرحمن سيسكو من موريتانيا، والممثلة ناتالي باي فرنسا، والمخرج هايلي غيريما من إثيوبيا.

وسجلت الدورة منذ الافتتاح انسحابا مفاجئاً لعضوة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الممثلة السورية سلاف فواخرجي التي أكدت مديرة الدورة درة بوشوشة أن غيابها لم يؤثر بتاتاً على مستوى التحكيم بل العكس "هي الخاسر الأكبر" على حد تعبيرها.

موقع "العربية" في

01/11/2010

 

فيلم «صندوق عجب» رصد للتحولات التونسية

الدوحة - عبدالغني بوضرة 

شهد مسرح قطر الوطني مساء أمس عرض الفيلم الوثائقي التونسي «تونس المدينة العتيقة» لـ «محمد بن محمود»، والشريط السينمائي «صندوق عجب» للمخرج رضا الباهي.

ويأتي عرض هذه الأفلام في سياق الأيام الثقافية التونسية احتفاء بالدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.

رؤوف سينمائي في الأربعين من عمره, متزوج وأب لطفلين, سبق له أن كتب وأخرج عدة أفلام, وبما أن إحدى قنوات التفلزة الأوروبية، طلبت منه إعداد شريط يتحدث عن علاقته بالسينما حين كان طفلا، يدفعه ذلك إلى التساؤل حول مسيرته وحول نفسه.

يقربنا الفيلم الذي شارك فيه الفنان لطفي بوشناق من بعض المعتقدات الراسخة في مجتمعاتنا العربية من قبيل الأماكن التي تسكنها «الأرواح الشريرة» أو «الجنون» خصوصا في الحمامات الشعبية.

ورصد الفيلم حياة تونس قبل أربعة عقود، حين كان العمل الجماعي بين النساء في التحضير للمناسبات، والتعليم العتيق الذي يعتمد على الكتاتيب القرآنية.

كان الطفل رؤوف، ينفر من الكتاب، ويهرع إلى خاله كلما سمع صوت محرك سيارته ليعلن عما جد من أفلام يقدمها في الساحة الرئيسة بالقيروان.

في أحد المرات، ينتشله أبوه من قاعة للسينما، ويتوعده. ويتوسل الصغير إلى أبيه: «سامحني بابا يْعَيْشَكْ»، وهما يمران بالقرب من كنيسة، في لمحة من المخرج إلى التسامح الديني الذي تعرفه تونس.

كان الطفل (بطل الفيلم) يكره شرب الحليب وينفر منه في صغره لاحتوائه على رائحة البقر. وعندما كبر، أصبح يرغم أبناءه على شرب الحليب بدوره، مثلما كان يفعل معه والده.

تتصارع في الفيلم العديد من الأفكار والرؤى، بين مؤيد للسينما ومعارض لها، بين التيار التقليدي والحداثي.

نشأت السينما التونسية على أرضية خصبة تتمثل في عشق السينما والإعجاب بالأعمال السينمائية العالمية الكبيرة.

ابتدأت بخطى حثيثة منذ سنة 1922 مع أبار سمامة الشكلي الذي أنجز شريطا روائيا قصيرا بعنوان «زهرة» ثم أتبعه بشريط روائي متوسط «عين الغزال» وذلك سنة 1942، ليؤكد أنه أحد الراسخين الأوائل في القارة الإفريقية.

وفي سنة 1949، تأسست الجامعة التونسية لنوادي السينما, مما جعل تونس تمتلك أكبر عدد من نوادي السينما مقارنة ببقية دول القارة.

وغداة الاستقلال سنة 1957، أصبح للشركة التونسية للإنتاج والاستغلال السينمائي الساتباك وجود قانوني منذ سنة 1959.

وتعج تونس بالمهرجانات التونسية أهمها: أيام قرطاج السينمائية, والمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية, والمهرجان الدولي لسينما الطفولة والشباب بسوسة, وأيام السينما الأوروبية, واللقاءات الدولية للأفلام الوثائقية بتونس العاصمة, وبعدة مدن تونسية أخرى.

العرب القطرية في

31/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)