حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

فتحي عبد الوهاب:

الفنّ هو الفنّ ولا أحكام أخلاقيّة عليه

القاهرة - رولا عسران

استطاع النجم فتحي عبد الوهاب التحليق في خياراته بعيداً عن أقرانه، فهو لا يتعامل مع النجومية بمنطق السلّم الذي يصعد عليه الممثل خطوة خطوة، إنما بنفسية فنان يقبل الأدوار التي تناسبه بغض النظر عن مساحتها. أحدث أعماله مسلسل {كليوباترا} الذي يتصدّر تتراته اسم الممثلة السورية سلاف فواخرجي، مع ذلك شارك عبد الوهاب في بطولته ليقينه بأنه يضيف إلى رصيده الفني.

·         ما الذي شجّعك على المشاركة في مسلسل {كليوباترا}؟

الدور نفسه، فأنا أقدّم فيه شخصيتين: الأولى خيالية من الألف إلى الياء، بينما الأخرى هي شخصية أبولودور التاريخية.

·         كيف تقيّم دورك فيهما؟

حرصت على إبراز الاختلاف بين الشخصيتين، فالأولى لنصاب تقع كليوباترا في غرامه وهي صغيرة في السن قبل أن تتولى الحكم، ثم يختفي من حياتها ليعود إلى الظهور وقد تقمّص شخصية أبولودور.

·         وافقت على مشاركة عادل إمام بطولة فيلمه الجديد بعدما سبق أن اعتذرت عنه، لماذا؟

اعتذرت لانشغالي ببطولة {كليوباترا} وسفري إلى سورية لهذه الغاية، إلا أنني فوجئت بتمسّك المخرج عمرو عرفة بي، إذ أبلغني ألا مشكلة لديه في أن أنتهي من تصوير المسلسل ثم أبدأ تصوير الفيلم، فرحبت بالطبع لأن تعاوني مع عادل إمام يشرّفني ويضيف الى رصيدي الفني.

·         ما المعيار الذي تعتمده للموافقة على أداء دور معين؟

يجب أن يكون صادقاً كي أشعر به وأؤديه من قلبي.

·         هل تخطّط لمستقبلك الفني؟

ليس تخطيطاً بالمعنى المتعارف عليه، لكني أحاول أن اختار بدقة، بمعنى أن خطوتي المقبلة يجب أن تنقلني إلى الأمام ولا تعود بي إلى الوراء، كذلك أهتمّ بالتنويع بين أدواري بمعنى أنني لا أؤدي دوراً سبق أن قدّمته.

·         هل تعزو قدرتك على التنويع إلى اختيارك الشخصي أم إلى الحظ؟

ليس حظاً على الإطلاق، فأنا لا أجلس في منزلي وأنتظر الأدوار التي تُعرض عليَّ، إنما أعتقد بأنني نجحت في دفع المنتجين إلى اختيار الأدوار الملائمة لي قبل أن يعرضوها عليّ، لأنهم يعلمون أنني لا أؤدي أي دور والسلام، بدليل موافقتي على عُشر ما يُعرض عليّ.

·         بما أن التمثيل مصدر رزقك، ألا تخشى بطريقتك هذه الخسارة المادية؟

بالطبع، فأنا أصاب أحياناً بالإحباط وأفكر في قبول أي دور من منطق {أكل العيش}، حينها أقع فريسة صراع داخلي رهيب، لكن يُعرض علي غالباً سيناريو جيّد يغنيني عن الموافقة على السيناريوهات الضعيفة المعروضة عليَّ.

·         ألم يصدف أن وافقت على سيناريو معين من أجل {أكل العيش}، مع علمك أنه ضعيف؟

حدث هذا الأمر مرتين تقريباً.

·         قدّمت في فيلم {عصافير النيل} مشاهد ساخنة، ألم تخشَ الانتقادات التي قد توجَّه إليك؟

الفن هو الفن ولا أحكام أخلاقية عليه، ثم لا أتعامل بمنطق الوصاية على الجمهور. من يريد أن يحكم عليَّ بطريقته فليحكم، لكني لن أنتبه إليه وسأظل أقدّم ما يرضي قناعاتي الفنية، بغض النظر عن أي هجوم قد يوجَّه ضدي.

·         لكنك شاركت في فيلم {كباريه} الذي يحمل رسالة أخلاقية واضحة وصريحة في نهايته.

صحيح، إنما هذه رؤية السيناريست والمخرج. صحيح أن على الممثل اختيار السيناريوهات التي تناسب قناعاته الفنية، لكن قد يوافق، أحياناً، على عمل فني يختلف عن قناعاته الشخصية لأن السيناريو يحمل رؤية فنية مميزة.

·         ألا يزعجك وصول أبطال فيلم {صعيدي في الجامعة الأميركية} إلى النجومية فيما أفلامك لا تحقّق إيرادات مرتفعة؟

يختلف منظور النجومية ومفهومها من ممثل إلى آخر. النجومية، من وجهة نظري، هي أن تصل إلى الجمهور وتقدّم له أعمالاً تغيّر وجهة نظره نحو لأفضل، مثلاً قدّم فيلم {أريد حلا} رسالة إنسانية عظيمة لأنه استطاع تغيير قانون الأحوال الشخصية، كذلك يعتبر {جعلوني مجرماً} أحد أهم الأفلام لأنه غيّر قانون {السابقة الأولى}، لكن للأسف المفهوم السائد اليوم لا يمتّ إلى النجومية بصلة.

·         لماذا برأيك؟

لأن الممثل أصبح العنصر الأهم في العمل الفني ويعمل الجميع في خدمته، ما يؤثر سلباً على جودة العمل بالطبع.

·         هل أنت مع إلغاء هيئة الرقابة على المصنّفات الفنية، لا سيما أن أعمالك تتعرّض لمقصّها؟

لا، ثمة مؤسسات معينة مثل الجهات الدينية والوزارات والنقابات على غرار نقابة المحامين والمعلمين وغيرها تفرض وصايتها على الفن وتبدي رأيها الذي يؤخد به غالباً كأنه قانون. أنا ضد هذا التشتيت ويجب أن تكون الرقابة عبارة عن جهة فحسب.

الجريدة الكويتية في

15/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)