حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

استطلاع رأي مهم حول الدراما التي أثارت جدلاً

"الجماعة" حقق للإخوان شهرة المجرم بجريمته

 استطلاع : هدي المصري -نعمات مجدي -أسماء نصار -محمد عادل

الجدل الصاخب الذي أثاره مسلسل «الجماعة» يفجر أسئلة كثيرة أكثر إثارة.. منها هل من الضروري والمفيد إنتاج مسلسلات بهذه النوعية.. وإلي أي مدي يمكن لمثل هذه النوعية أن تعيد تشكيل وعي ووجدان المشاهد بما يساعد في خروجه وإنقاذه من موجة مسلسلات النميمة وتعميق الألم والمعاناة و.. و.. في هذا العدد، طرحنا هذه الأسئلة - وغيرها - علي 35 شخصية من النخبة تمثل مختلف الأطياف السياسية والثقافية والاجتماعية، وركزنا علي إنتاج المسلسل بصفة عامة، وما إذا كان - أي المسلسل - موفقا أم لا.. وهل كان ضد الإخوان أم معهم.. وإلي أي مدي استفادت «الجماعة» من نجاح المسلسل خاصة والانتخابات البرلمانية علي الأبواب.. هل المسلسل كشف دعوتهم، ادعاءهم أو وضعهم في صورة المنقذين؟!  

حسين فهمي :

حسن البنا تأثر بهتلر وموسوليني

المسألة بعيدة كل البعد عن وقت عرض «الجماعة»، خاصة أنه استغرق تحضيرا ما يقارب الأربع سنوات حسب علمي، ثم جاء موسم رمضان وهو موسم عرض الأعمال الدرامية، فهي ليست مسألة مرتبة أو منظمة كما يدعو إليها البعض، فهذه دراما تظهر للناس في أي وقت، ولا علاقة لها بانتخابات رئاسية أو غيره، فهو ببساطة مسلسل مكتوب وهناك شركة إنتاج متحمسة وتم تصوير العمل فقط لا أكثر.

والمسلسل ليس مع أو ضد أحد، هو يؤرخ لفترة تاريخية في مصر، ويُظهر كيف نشأ «حسن البنا»؟... وكيف تربي ؟.. وكيف كان يفكر ؟.. وما هو أسلوبه في جمع جماعته.. وكل هذا حتي التطورات التي حدثت للجماعة حتي وصولنا لما هي عليه الآن، فالشعب المصري والعربي ملتف لمتابعة الجماعة ونشاطها منذ أيام الملك وتعاملها مع الوزراء والبرلمان في فترة العالم كله كان يمر بحربين عالميتين، ولاشك مع ظهور «هتلر» و«موسوليني» تأثر بهما «البنا» بشكل كبير، بدليل أنه قرأ كتاب «كفاحي» لـ «هتلر»، ونظم الجماعة بشكل قريب من الحزب النازي، وعملية التسجيل التاريخية هذه بالتأكيد تؤدي إلي حدوث مثل هذا الشد والجذب، والمستفيد من هذه العملية هو الشعب المصري، والشعوب العربية كلها، خاصة أن ما يحدث هو حقيقة ومؤرخة لأنني رأيت - منذ كنت طفلا - كيف يتعامل الإخوان، وللأسف منذ عام 1952 بعدنا عن تاريخنا القديم، وأي دولة تبتعد عن تاريخها القديم تفتقد الرؤية تماما.

والمسلسل هكذا له تأثير كبير لأنه موثق بشخصيات حية وحقيقية، خاصة لو هناك مصداقية من كاتب في حجم «وحيد حامد»،فذكر الحقائق له تأثير كبير، لأن هنا العملية ليست من بنات خيال المؤلف، بل هي من وحي الحقائق والمراجع التي لديه

د.عبدالمنعم تليمة:

المسلسل اعتبر البنا هو المؤثر الوحيد في تاريخ مصر

أنا مع إطلاق حرية الرأي والتعبير في أي قضية مهما كانت حساسيتها ولكن أقول أن هناك مواءمات اجتماعية لابد أن يتم وضعها في الاعتبار.. نقدي للجماعة أنه جعل الشيخ حسن البنا هو المؤثر الوحيد في تاريخ مصر ولم يضعه وسط الأحداث التاريخية فلقد قامت عدة انقلابات من أجل إلغاء الدستور في فترة حكومة إسماعيل صدقي، وطوال فترة الأربعينيات كانت هناك تيارات ليبرالية واشتراكية وماركسية تؤثر في الحراك المجتمعي المصري ،ولكن المسلسل تجاهل هذه الحركات معتبراً الجماعة هي القوة الوحيدة الفاعلة.

الكاتب حقق قدراً كبيراً من الموضوعية في تناوله للأحداث، وكان مسئولاً في كتاباته دون أي افتراء أو تزوير،والإخوان من المفترض أن يستفيدوا من هذه التجربة بأن تجعلهم أنضج فكرياً وأن يحاولوا أن يتخطوا هذه الفترة التي كشفت عن جرائمهم الغاشمة من أجل الوصول للسلطة ،ولكن أؤكد أنهم لن يفعلوا ذلك فليست لديهم ثقافة الاعتذار وإنما يؤمنون بالمجادلة السياسية.

عضو مجمع اللغة العربية  

د.لميس جابر :

تأثير «الجماعة»  سيقترب من تأثير «الملك فاروق»

لا أفكر بطريقة ما إذا كان «الجماعة» في أي صف، ففي لحظات كنت أشاهد المسلسل أتضايق من تصرفات «حسن البنا»، ولحظات أخري أتعاطف معه فيها، وهذا هو دور الدراما، فليس دورها أن تصور لي أن هذا رجل إرهابي لابد أن أفجره !.. لأن هذا معناه أني لن أشاهده.. وما وصلني - وأعتقد وصل للكل - أن «حسن البنا» شخصية ساحرة كان هدفه إنشاء جماعة تقوم علي الإصلاح الديني، وحينما كبرت واشتد عودها فكر أن يدخل بها الساحة السياسية، إلا أن الجماعة تسربت من بين يديه في نهاية الأمر. خاصة بعد مقتل «النقراشي». و«الخازندار».. الخ - وهو أشبه بشخص ربي وحشا فابتلعه هذا الوحش !.. أما مسألة توقيت عرض المسلسل مناسبا أم العكس علي الساحة فهذه مزايدات، في النهاية هو عمل جيد وأنا استمتعت به، ولم أهتم بالتوقيت.

كما أنني لا أشعر بأن «الجماعة» ضد أو مع «المحظورة» فهؤلاء بشر ليسوا قطع أثاث يتم تحريكها كيفما نهوي.. ففكرة الجماعة في رأيي بدأت منذ العشرينيات منذ كان هناك تطرف ديني اخترعه اليهود لاغتصاب الأراضي العربية بحجة أن «أرض الميعاد» من النيل للفرات، ومشهرين التوراة في وجه كل من يعترضهم، والفكر التطرفي هو رد علي التطرف الديني الذي زرعه اليهود، والجماعة ولدت كرد منطقي علي السرقة والاغتصاب والفساد باسم الدين.. وهذا كله تم طرحه بموضوعية.

ووسط كل هذا المستفيد لا الإخوان ولا غيرهم، فالمشاهد هو المستفيد في نهاية الأمر، فالمعرفة بشخصية كـ «حسن البنا» باعتبارها شخصية وطنية يفهم أن الطريق الديني هو الصحيح، وهو كما فعل «هتلر» تماما حينما ضحي بـ 05 مليون مواطن في مقابل عظمة الجنس الآري !.. وهو ما يوضح كيف أن فهم الدين بشكل خاطئ مع استعمال المسدس قد يقتل، فالنية قد تكون جيدة ولكن الأسلوب خاطئ تماما.

والأعمال الدرامية لها تأثير في المشاهد، فالمعرفة من أهم عوامل التأثير، ومسلسل «الجماعة» بالتأكيد سيؤثر في الشارع المصري، فلا سنخاف منهم ولا نقول أنهم «طاعون» لأن لدينا خلفية عمن هم، وهو ما صنعه مسلسل كـ «شيخ العرب همام» الذي جعلنا نحترم أهل الصعيد تماما، والتأثير لمسته بنفسي من خلال مسلسل «الملك فاروق» الذي كتبته وذلك حينما غَيَّر من فكر ناس كثيرة عن حياة الملك وأسرته لدرجة أن يصل الأمر إلي أن تسير الناس في جنازة الأميرة «فريال»، فالصدق والحرفية تصل إلي قلوب الناس وتغير فيهم الكثير.

السيناريست والكاتبة الصحفية  

«حُسن شاه»:

خطايا الإخوان لن يلتقطها البسطاء من المسلسل

أهمية المسلسل أنه عرف الأجيال الجديدة بأشياء كثيرة عن الإخوان المسلمين، كما عرفنا ككبار أيضا بأشياء عن الجماعة، لكن أكثر ما يخيفني هو ما تضمنه العمل من إشارات تدل علي أن الجماعة تعتمد علي التنظيمات السرية والإرهاب، فالخوف من ألا يصل هذا للبسطاء، فقد يري البسطاء أن ما يرونه في المسلسل شيء جيد، خاصة أن «البنا» يقول «الله والرسول»، وللأسف الناحية الفنية والدرامية يهتم بها المثقفون والطبقات الأخري أكثر من البسطاء والمسلسل بالتأكيد ضد الجماعة لكنه يحتاج لإنسان لديه مستوي معين من الفهم والفكر والثقافة، لأنه طبعاً في بداية تاريخ «حسن البنا» نستطيع أن نقول إنه شخص جيد لأنه يحاول مواجهة الفساد لكن لا ينكشف إلا في الثلث الأخير من المسلسل بعد اغتيال «أحمد ماهر» و«الخازندار»، وهو بهذا كشف أخطاء الجماعة «للي بيفهموا فقط دون غيرهم» كما أنه عرفنا بشخصية «حسن البنا» بشكل حقيقي لأنه مبني علي المراجع والكتب التاريخية.

والدراما في رأيي لها تأثير كبير، لكنها تظل مقدمة للواعي بالقضية، لكن المشكلة أن كمية البذاءات التي تراها في باقي المسلسلات والأفكار التي تقدم شخصيات منحرفة غير البرامج التافهة لها تأثير أكبر، والمشكلة فيما نقدمه للأجيال الصغيرة والتي تتأثر بأي شيء، لهذا لابد من حالة من الانضباط في الأعمال المقدمة.

الناقدة والكاتبة الصحفية  

منتصر الزيات:

المسلسل قدم أكبر خدمة للجماعة

المسلسل كان مفيدا جدا للجماعة خاصة في الفترة الحالية، حيث تتعرض لضربات الخصوم، فجاء المسلسل لصالحها بنسبة 100% مقدما أفضل صورة لها ليرفع من شأنها وشأن مؤسسها.

الاستفادة كانت من خلال كسب تأييد وتعاطف الناس الذين يتوقعون المحاولات المستمرة لتشويه صورة الجماعة أمام الرأي العام ويرفضون ذلك.

فالتأثير كان إيجابيا للغاية رغم عدم انتهاء الحلقات باغتيال المرشد حتي لا يتعاطف المشاهدون مع الجماعة.

المحامي  

يوسف القعيد:

العرض الإخواني الدموي.. نقطة القوة في «الجماعة»

«الجماعة» عمل متميز جداً من الناحية الفنية فتصويره وإخراجه وموسيقاه وديكوراته يجعله علامة فارقة في تاريخ الدراما.. لكن وحيد حامد مؤلف العمل واجهته عدة معوقات كثيرة فاختفي دور المرأة الإخوانية في المسلسل كما أنه لم يتطرق لحياة حسن البنا ومأساته الشخصية في الوقت الذي نجد أن هناك ملابسات أحيطت بالعمل أهمها أن عيوب البنا والجماعة سيشعر بها المثقف أكثر من الشخص العادي، فهناك أمور تعرض لها المسلسل مثل مصادرة الرأي الآخر وكسر التماثيل قد لا تصل لذهن المشاهد الذي يشاهد المسلسل في توقيت زمني «شهر رمضان» تزداد فيه الجرعات الدينية بشكل مبالغ فيه مما قد يؤدي إلي وقوعه في مأزق وهو تعاطف المشاهد العادي مع الإخوان.

لكن علي الجانب الآخر المسلسل استطاع أن يصور بدقة.. في العشر حلقات الأخيرة العرض الإخواني الدموي بنجاح يحسب له.. أما الجماعة نفسها فقد استفادت لمدة 28 يوما ترددت فيها كلمة «الجماعة» في التليفزيون بعد أن كان يطلق عليها المحظورة لافتقادها الشرعية.

الروائي  

فريدة الشوباشي:

عندما شاهدت البنا في المسلسل دعوت الله ألا يحكمنا هذا الرجل

 «الجماعة» عمل رائع استعرض جزءاً من مصر والأفكار السائدة فيها وذلك يدل بما لا يدع مجالاً للشك علي أن مؤسس الجماعة الذي يمثل فكرها كان شخصية ديكتاتورية متسلطة وأن الجماعة نفسها من أهم الأسباب وراء تراجع الانتماء الوطني لدي أعضائها.

المسلسل أكد أيضا رغبة الجماعة في إقصاء شريحة من الشعب فمن يشاهد البنا في «الجماعة» يدعو الله ألا يحكمنا هذا الرجل لأنه كان سيؤدي إلي شرذمة وتفتيت الوطن.

فالجماعة سواء كانت حركة سياسية أو دينية في النهاية وضعت بذور الفرقة والتفتيت والمسلسل حاول جاهدا ألا يثير مشاكل أو يهاجم أحداً لكنه سلط الضوء علي شخصية حسن البنا المستبدة.

الكاتبة الصحفية  

د. جابر عصفور :

الشهرة التي حققها المسلسل للإخوان كشهرة المجرم بجريمته

إنتاج وعرض مسلسل عن الجماعة كان موفقًا جدًا لأنه كشف مجموعة من الوقائع التاريخية التي يحاول الإخوان أن ينكروها ومن أهمها رأس المال الأجنبي الذي دعم الإخوان، والأهم أن الإنجليز كانوا يستخدمون الجماعة لتقليص دور الحركة الوطنية الشعبية التي كانت تطالب بالاستقلال، وكذلك كشف المسلسل أن الملك في وقت من الأوقات استخدم الإخوان في صراعه ضد الوفد الممثل للحركة الوطنية، وكذلك أظهر المسلسل لجوء الجماعة إلي العنف مع إنشاء الجهاز السري، وكان موفقًا جدًا في تصوير الاغتيالات التي قامت بها الجماعة لزعماء الحركة الوطنية.

المسلسل حقق أهدافه والرسالة وصلت تمامًا إذا كان المشاهد يعمل عقله، أما إذا كان المشاهد لا يعمل عقله فلو تم عمل ألف مسلسل لن يفهم شيئًا.. كما أن المسلسل عرض حقيقة في غاية الخطورة وكانت في غاية التوفيق وهي دعم الملك عبدالعزيز بن سعود للإخوان، وذلك لأنه كان ينافس الملك فؤاد في رغبته في الحصول علي الخلافة، فإبراز المسلسل لهذه النقطة كان في غاية الذكاء، فالمسلسل كشف عن مرحلة حاسمة في تاريخنا كان من المهم إلقاء الضوء عليها.

رأيي أيضاً أن المسلسل موجه للمشاهد العادي فهو يقول له أنه ليس كل من يقرأ القرآن يعمل به، فما أكثر النصابين الذين ينصبون بكلمات الله مخاطبًا عقله وليس مخاطبًا حماسته الدينية، والمسلسل في المجمل ضد الجماعة فهي جماعة إرهابية وشاركت في ضرب الجماعة الوطنية وشاركت في ضرب شعار الدين لله والوطن للجميع الذي أرسته ثورة 1919 .

وأري أن الناس عرفتهم من خلال المسلسل معرفة تاريخية معرفة معناها أنه يجب أن أتجنب شرهم، كشهرة المجرم بجرائمه، ويكفي أن يظهر المسلسل أن الإخوان خرجوا من الإسماعيلية بتشجيع من شركة قناة السويس التابعة للإنجليز التي كانت تحتل مصر، وأنه تم استخدامهم لضرب الوفد، أري أن الأعمال الدرامية لها تأثير سلبي إزاء الأعمال السيئة والرديئة وتأثير إيجابي إزاء الأعمال الجيدة، فمثلاً أري أن مسلسلات مثل «شيخ العرب همام» و«سقوط الخلافة» و«الجماعة» مسلسلات لها تأثير إيجابي لأن الناس تعرف تاريخها من خلالها.

رئيس المركز القومي للترجمة  

د. وحيد عبدالمجيد :

«الجماعة» كان يحتاج أسامة أنور عكاشة وليس وحيد حامد

المسلسل كان مكسبا لجماعة الإخوان التي لم يكن يسمح لها بالتواجد في الإعلام العام باعتبارها محظورة، وللأسف فالمؤلف لم يستطع أن يدرك أن هناك فارقا كبيرا بين المثقفين وأصحاب الفكر والبسطاء أو الأشخاص العاديين الذين قد لا تصلهم الرسالة ،خاصة أن 90% من المشاهد في المسلسل تظهر حسن البنا رجلا صالحا يدافع عن الدين.

وبالتالي سيكون عليهم أن يلتمسوا له العذر ولجماعته أو يبحثوا له عن مبرر لتكون المحصلة النهائية للعمل هي أن الذي لم يكن يعرف الإخوان قد تعاطف معهم، خاصة إذا كان المشاهد هنا ليست لديه عقلية تحليلية تربط الأحداث وتفسرها.

هذا بالإضافة إلي الأخطاء التاريخية، بحيث كان علي وحيد حامد المؤلف أن يبحث جيدا، خاصة في الوقائع التي تخص الثأر بين الجماعة وحكومة النقراشي، فهناك كتب تذكر تفصيلا وقائع الأحداث والتحقيقات الموثقة في مقتل النقراشي.

في رأيي أن المسلسل كان ضعيفا وأرسل رسالة معكوسة لدرجة تجعلك ترصد أن الفتيات أعجبن بنموذج حسن البنا من خلال الممثل إياد نصار، ورأيي أن كتابة مسلسل الجماعة كانت تحتاج إلي أسامة أنور عكاشة وليس وحيد حامد.

مدير مركز الأهرام الاستراتيجي  

خيري شلبي :

«الـجـمــاعـة» جـعــل «الـبـنـا» بـطــلا قـومـيــا

بادئ ذي بدء الكاتب «وحيد حامد» من أنضج كتاب الدراما في العالم العربي سينمائيا وتليفزيونيا ومسرحيا، وبالنسبة لمسلسل «الجماعة» أشهد أن فيه بناءً فنيا محكما، وأراد الكاتب أن يكون دقيقا وموضوعيا ومحايدا بقدر ما يستطيع، وقد وفق الكاتب في ذلك تماما في حدود المادة المتاحة، فكان لابد أن يبدأ التأريخ لكيفية نشوء الجماعة ابتداءً من مؤسسها «حسن البنا» وصولاً لوضعها الراهن، فهذه قصة روائية ودرامية ممتازة، وكان متميزا في سردها دراميا، ومن خلال وقائعها سرب الآراء التي كانت متداولة في أدبيات الشارع المصري وصحافته وفي أروقته السياسية وفي صفحات تاريخه ليعكس أبعاد الوضع العام لوجود هذه الجماعة، ولكن المشاهد العادي الذي اعتاد علي لون بعينه من المسلسلات، والذي جبر علي طريقة معينة في المشاهدة لا يمكن بأي حال أن يؤدي هذا لمشاهدة سليمة، فالإعلانات المتدفقة تفتت العمل الدرامي وتشتت ذهن المشاهد.

وهذه الطريقة التي جبر المشاهد عليها لم تتح له مشاهدة دقيقة يستطيع من خلالها أن يعرف أبعاد ما يراه، وأن يتكشف المدلولات المدسوسة في الصورة الفنية لأن الصورة الفنية في الدراما هي المعبر الأول عن نفسها أولا وعن المجتمع ثانيا.

والكاتب لا يستطيع إلا أن يعبر بالصورة الفنية، والمشاهد يتكشف أبعاد هذه الصورة من فكر أو مغزي اجتماعي أو سياسي، والمشاهد الذي شاهد بالطريقة التي ذكرناها لا يستطيع هذا، ومن ثم ضاعت الأبعاد والمغازي المبثوثة داخل الصورة الفنية، فكانت النتيجة أنه خيل للمشاهد أنه يشاهد تأريخا لبطولات الإخوان المسلمين، وتحول «حسن البنا» إلي بطل قومي شهم يجب أن يحتذي به وتلك هي الكارثة.

الروائي  

چورچيت قليني:

إياد نصار أفاد الإخوان

المجتمع كان بحاجة لجرعة تاريخية عن الجماعة كيف نشأت واستمرت خاصة وهي كيان موجود في الشارع والقاعدة العريضة من المصريين ليست مع العنف، وجاء المسلسل جيدًا من جميع النواحي حتي اكتسب المواطن معرفة جديدة عن الجماعة التي لم يكن يعلم عنها الكثير.

فإذا افترض البعض أن المسلسل في مضمونه كان مع الجماعة نكون مخطئين والعكس صحيح، وأعضاء منها بادروا بإقامة دعاوي قضائية لكن إسناد دور حسن البنا للممثل إياد نصار في وجهة نظري الشخصية رفع من أسهم الجماعة بسبب كاريزمته وقبوله لدي الناس، لكن تظل الأغلبية علي وعي كامل، فالمواطن المصري مسالم بطبعه يكره العنف.

عضو مجلس الشعب  

إكرام لمعي :

الندوات لا تكفي لمواجهة أفكار الإخوان

المسلسل عمل جيد كان محايدا في عرض التاريخ وتوقيت عرضه كان مناسبا، خاصة أن ملف الإخوان لا ينبغي الاكتفاء فيه بالندوات ومجموعة الحوارات والنقاشات ولكن المسلسل يحسب له أنه سيدفع الشباب إلي التعمق والرجوع إلي قراءة تاريخ الجماعة.

أعتقد أنه في الجزء الأول من المسلسل حتي الحلقة 20 كان متعاطفاً ثم بدأ بعد ذلك يتناول العنف والدم الذي أحدثته الجماعة في الشارع المصري، وعرض استخدام القوة في مواجهة خصومها، كما أن المسلسل كشف الشخصية الدينية شديدة السطحية للجماعة مما أدي بها للعنف مما يؤكد عدم تعمقها في الدين الإسلامي الذي ينبذ العنف.

للمسلسل تأثير له علاقة بالفضول الذي أثاره لدي شريحة كبيرة من الشباب الذي سيتطلع لقراءة الكثير عن الجماعة.. لكن عموماً الإخوان حاولوا استغلال المسلسل في الدعاية لهم لكنهم فشلوا لأن تسلسل الأحداث كان أقوي من دعايتهم.

المتحدث الإعلامي للكنيسة الإنجيلية  

رءوف توفيق :

«الجماعة» حقق المعادلة الصعبة

الوقت حالياً مناسب جدا لعرض مسلسل الجماعة لأن كل ظروف المجتمع تحتم عليك أن تعرف معلومات عن هذه الجماعة، خاصة أنها موجودة علي الساحة دون أن يكون لها توثيق سياسي حقيقي، والمعلومات التي قيلت في المسلسل هامة جدا علي كل المستويات سواء سياسيا أو اجتماعيا وفي غيرها من المجالات الأخري.

والمفترض ألا يكون العمل الفني ضد أو مع القضية، بل هو يطرحها بجميع جوانبها، فمن المفترض أن، نسمع كلا الطرفين، ولهذا المسلسل حقق المعادلة الصعبة «الموضوعية» وأعتقد أنه رغم الرضا الظاهري للإخوان بسبب المسلسل إلا أن لديهم إحساساً داخلياً بأنهم كُشفوا للجماهير بدليل إعلانهم عن التحضير لعمل درامي جديد مضاد، وهو نوع من التأكيد علي إحساسهم بالانكشاف بين الناس.

المشكلة في رأيي ليست في الكبار حينما يشاهدون المسلسل، بل في الشباب لأن بعضهم مغيب والبعض الآخر مأخوذ بداعيات موجودة، ولهذا في رأيي المسلسل مهم جدا للشباب لتوضيح الحقيقة من الخرافات في تاريخ الإخوان.

الناقد والسيناريست  

سعد هجرس :

المعالجة الصحيحة تجيز اختراق المحظورات

في رأيي لا يوجد موضوع أيا كانت طبيعته لا يمكن عرضه، فالمهم في رأيي هو المعالجة، فلا أعترف بالمحظورات لأن الأهم كيفية معالجة وطرح هذه المحظورات، كما أن عامل التوقيت لا يمكن أن يشغلنا خاصة ونحن نتحدث عن «الإخوان المسلمين» الذين كانوا متواجدين منذ عام 1928 حتي يومنا هذا، والأفضل أن يتم تسليط الضوء عليهم بدلا من أن يُتركوا هكذا كالأشباح. كما أن مسلسل «الجماعة» في رأيي قد خلق ردود أفعال متباينة، لكنه استطاع أن يخلق حالة من الجدل، وهذا الجدل الاجتماعي الذي يساهم في طرح جميع وجهات النظر مفيد للغاية في رأيي.

الكاتب الصحفي  

محمد أبو شقة:

الإخوان أنفسهم اختلفوا في الحكم علي «الجماعة»

 كان وحيد حامد مؤلفًا أمينًا ناقلاً مجتهدًا، فقد راجعت بنفسي جميع المراجع التي تؤكد صدق المضمون كما لاحظنا أنه عمل لاقي مؤيدين ومعارضين في ذات الوقت مما يؤكد نجاحه وبلوغه الهدف المرجو منه، ومن وجهة نظري الشخصية أري أنه يتصدر قمة الأعمال الدرامية التي قدمت خلال هذا العام خاصة أنه قدم حقبة تاريخية في تاريخ مصر 90% من الجيل الحالي لا يعلم عنها شيئا.

وكأي حدث تاريخي يختلف في الحكم عليه حسب الزاوية التي يحكم بها عندما نحلل المسلسل، نجد أنه في الجزء المتعلق بالاغتيالات فالمعارضة تأتي من داخل الجماعة نفسها، فهناك مثلهم من يؤيدها ومنهم من يعارضها أي أن المسلسل لم يبتدع شيئا، والدليل علي ذلك أنه قدم شخصية حسن البنا رجلاً استطاع تأسيس تنظيم يصل إلي درجة كبيرة من الأهمية في فترة وجيزة، وجماعة كان لها من الانتشار والذيوع ما مكنها من مواجهة الوفد في فترة عنفوانه وشعبيته، هذا جانب يحسب لحسن البنا لم ينكره المؤلف، وفي المقابل فضح تورطهم في النشاط المسلح ولذلك ستجد هناك من يري أن العمل يسيء للجماعة وهناك من يقول أنه قدم مصالحة موضوعية لها. الجماعة استفادت من الناحية الإعلامية البحتة بتركيز الضوء عليها رغم العنف الذي تغلغل في مضمون العمل الدرامي.

وأري أن هناك تأثيرين الأول له علاقة بتسليط الضوء علي الجماعة ومدي تأثيرها ووجودها مما يؤدي إلي نوع من الحراك داخلها، والثاني له علاقة بملمح العنف الذي سيؤدي إلي خوف الناس منها وابتعادهم عنها، بل إنه داخل الجماعة نفسها هناك من يري أن المسلسل كان له تأثير إيجابي إعلاميًا، وهناك من يراه تشويهاً لصورتهم.

المحامي  

أحمد الجمال :

تأثير المسلسل سيظهر علي المدي الطويل

الجماعة عمل درامي يجسد فكر جماعة تحاول أن تمارس نوعاً من الإرهاب الفكري، لا أعتقد أن المسلسل كان مع الجماعة أو ضدهم وإنما جسد وجهة نظر الكاتب في رؤيته لعدة ظواهر ومنها الشخصية الكاريزمية لحسن البنا والذي قدمها بحيادية تامة بالإيجابيات والسلبيات ثم عرض تطور فكر الجماعة وفق مذكرات حسن البنا الذي استعان في سرده لتاريخه للجماعة ولكن الرسالة التي حاول أن يرسلها الكاتب لم تصل إلا إلي النخبة فقط ولا أظن أنها وصلت إلي العامة.. فالجماعة المحظورة استفادت من المسلسل وإن لم تصل حقيقة هذه الجماعة الفكرية للطبقة العامة من الناس واقتصرت علي النخبة السياسية فقط.

الأعمال الدرامية التاريخية تؤثر بشكل كبير علي الناس وعلي المدي الطويل يمكن أن تُشكل وعيهم ورؤيتهم نحو قضية معينة ولكن أثرها الحالي لا تشعر به والدليل علي ذلك تأثرنا بـ«ألف ليلة وليلة» و«مسلسل سمارة» الذي كان يذاع بالإذاعة المصرية، فالتأثير علي المدي الطويل مداه أكثر عمقاً.

نائب رئيس الحزب الناصري  

ممدوح إسماعيل:

«الجماعة» يفتقد الموضوعية.. وهدفه تشويه الإخوان

لا أعتقد أن هذا التوقيت ملائم لعرض مسلسل عن الجماعة لأن الإخوان منافس سياسي للدولة كما أن المسلسل افتقر للمهنية والمصداقية والدليل علي ذلك «فيلم السادات» عندما تم إنتاجه تعايش أفراد الفيلم مع عائلة السادات لكي يتعرفوا عن قرب علي حياته ولكن بشهادة عائلة البنا لم يرجع إليهم أحد لاستيفاء أي معلومات أو مذكرات خاصة بحسن البنا، وعلي هذا فالمسلسل كان ضدهم لأنه يعرض في توقيت الغرض منه التشويه علي صورتهم قبل الانتخابات البرلمانية التي يعتبر فيها الإخوان أحد المنافسين للدولة.

ليس معني كلامي أنني مع الإخوان طوال الوقت ولكن أختلف في بعض سلبياتهم وبالتالي فالفقير لابد أن يكون في حيادية وبطريقة مهنية سليمة فالإخوان يتمتعون بالذكاء السياسي وسوف يستغلون هذا التشويه المتعمد في كسب عطف الناس من خلال آلياتهم الإعلامية، ورغم هذا يكفي ذياع شهرتهم ومعرفتهم في جميع أنحاء العالم من خلال الفضائيات التي نقلت المسلسل وأري أن المصريين بسبب مشاكلهم المعقدة سواء سياسياً أو اجتماعياً لا يرتبطون بعمل درامي معين ومن ثم فتأثيره ليس سريعاً ولا يترسخ في الوجدان.

المحامي  

د.مني مكرم عبيد:

الوفد وليس الإخوان أساس النضال الوطني

 المسلسل كان له رد فعل عكسي، حيث أدي إلي زيادة الاهتمام بالجماعة، لكن علي الرغم من ذلك كشف أكاذيبهم المتنوعة. النضال الوطني ضد الإنجليز كان أساسه الوفد وليس الجماعة، كما ظهر في بعض أحداث المسلسل، مشيرة إلي أن معظم المسلسلات التاريخية مليئة بالأخطاء، وفي حالة الجماعة سيظل تأثيرها وقتيا.

القيادية بحزب الوفد 

محمد صفاء عامر:

عبقرية وحيد حامد كانت في موقفه المحايد

ليس هناك مانع من إنتاج مسلسل تاريخي عن جماعة الإخوان المسلمين ولكن المسلسل تناول حالة مصر في حقبة تاريخية معينة ومن خلالها تحرك إلي السيرة الذاتية لشخصية حسن البنا الذي كان له تأثير كبير في المجتمع المصري، فوحيد حامد نجح في عمل مزج عبقري بين جماعة الإخوان أيام حسن البنا والآن، ولا أعتقد أنه كان ضد الجماعة وإنما كان موقفه محايداً في عرضه للأحداث.

«الجماعة» استغلت المسلسل بصورة ضخمة لدرجة أن مبيعات مذكرات وكتب حسن البنا ارتفعت بصورة كبيرة خلال شهر رمضان، فالكثير حاول أن يعرف قائد كتيبة هذه الجماعة فمثل هذه الأعمال الدرامية لها تأثير كبير علي المشاهد مثلما حدث مع «نجيب محفوظ» الذي زادت مبيعات روايته الثلاثية بعد عرضها في التليفزيون والسينما، فالتأثير كبير جداً.

السيناريست  

أبو العز الحريري:

المسلسل فرصة لكي تراجع الجماعة مواقفها

 توقيت عرض المسلسل له قولان، فهناك من يري أنها مقصودة بسبب الانتخابات الرئاسية، والبعض الآخر يري العكس، لكني لا أري له علاقة بهذا ولا ذاك بدليل أن هناك جزءاً ثانياً من المسلسل، وهي مراجعة تاريخية لمجموعة من البشر لها أفكارها المتمسكة بها واعتمادها الكلي علي الدين أوقعهم في إشكاليات المواطنة وتولي المرأة للرئاسة وهم لا يرون الصحيح في الدين إلا علي طريقتهم، وفي رأيي أن المسلسل فرصة للجماعة لتراجع تاريخها وتتفاعل علي ضوء المستجدات، وهو ما لا أراه يتحقق.

الآراء متضاربة علي المسلسل في رأيي، سواء من يقول المسلسل مع أم ضد الجماعة، أو أنه أمر عادي وطبيعي أن يعرض عمل عن مجموعة، لكنه يظل - كما قلت - التغيير قائما علي الجماعة، وبالتحديد شباب الجماعة، لأنهم جزء من الشباب المصري، وهؤلاء مختلطون بالإنترنت ورؤيتهم للعالم علي عكس الإنسان المصري قديما.

تأثير هذا المسلسل قوي، لأنه ليس عبارة عن تأليف أو تخيل أحداث، بل هنا الحدث يتكلم عن وقائع محددة في مواجهة الآخرين، فهو لا يعتبر عملا دراميا، بل عرض تاريخي ،لهذا فصناعه مرتبطون بالوقائع والأحداث ولا يستطيعون أن يدعوا أن حسن البنا لم يقل هذا أو ذاك.. وفي رأيي كما أن الجماعة تحتاج لإعادة مواقفها، فالأزهر والأوقاف أيضا يحتاجان لهذا، فيجب أن تكون الاستنارة الدينية تشرف عليها الدولة بعيدا عن تسييس الدين في اتجاه آخر.

نائب رئيس حزب التجمع  

نجاد البرعي :

الجماعة أعطي صورة زائفة لـ«حسن البنا»

 إنتاج مسلسل عن الجماعة ليس موفقاً علي الإطلاق لأنه نجح في إعطاء دعاية زائفة لهذه الجماعة المدعية للدين وهي حركة سياسية، كما أن المسلسل أعطي صورة زائفة عن «حسن البنا» مؤسس الجماعة ومن ثم كان في صالحهم وبالتالي استفادوا في الترويج لدعوتهم التبشيرية وتحولوا من حركة دينية إلي قوة سياسية تقوم بأي شيء من أجل الوصول إلي السلطة.

فالمحظورة ستحقق مكاسب طائلة من وراء المسلسل كما حقق الناصريون دعما بعد عرض «ناصر 56» وكذلك «أيام السادات» فالإخوان أيضاً سيروجون دعايتهم بعد عرض مسلسل الجماعة خاصة أن الأعمال الدرامية وخاصة التاريخية تؤثر في الشخصية المصرية وعادة لا يتعامل معها بمجرد الترفيه والتسلية.

رئيس مؤسسة تنمية الديمقراطية  

د. شوقي السيد:

الناس تعرف تاريخها من التليفزيون

مشكلة جيلنا إن الكثير منهم لا يقرأون وبالتالي عرض مثل هذا عن جماعة الإخوان كان ضرورياً جداً للتعرف علي فكر هذه الجماعة حتي تصحح مفاهيم كانت مغلوطة لدي الكثير من الناس، خاصة أن المسلسل اعتمد علي وثائق تاريخية.

وأعطي رسالة واضحة وهي هدف الجماعة باللهاث وراء السلطة وخلطهم الدين بالسياسة وفي سبيل ذلك ارتكبوا جرائم إرهابية للوصول إلي أغراضهم ولا أعتقد أن الأمر كان مبالغاً فيه وإنما أظهر الحقيقة والحرية متروكة للمشاهد للتقييم وبالتالي فهو لن يستغلوه في الدعاية لهم لأن طبيعتهم انكشفت أمام الناس في استغلالهم للدين لتحقيق مكاسبهم لذلك فإن مخاطبة الناس بالدراما الوسيلة الفاعلة لتثقيفهم لأنهم للأسف لا يشعرون وإنما يستمدون تاريخهم من الدراما والتليفزيون.

عضو مجلس الشوري  

د. هدي وصفي :

علينا دراسة تاريخنا بشكل صادق

 «الجماعة» يعتبر أفضل ما قدم في رمضان، فكون أنه من تاريخك فهذا شيء مهم، بعيدا عن كونك تقبله أو ترفضه لأن هذا شيء آخر، فالتاريخ الموجود في المسلسل موثق إلي حد كبير وهو يشير إلي مراجع تاريخية، و«وحيد حامد» مبدع وله مصداقية.

أعتقد أن تأثير المسلسل هو أن الكفور والنجوع عرفت الآن «حسن البنا» أكثر، فهو شخص له دور كبير وامتداد، فكان من المهم التعرف علي بدايات هذا التيار، لكن لاشك أن هذا يحدث تعاطفا مع الإخوان، خاصة أن المسلسل يتعرض لشخص يتصدي للفساد، وبالتالي كلما كان هناك فساد يجد الإخوان أذانا صاغية له.

في رأيي أنه لابد أن نتعرف علي كل الأسماء التي شكلت تاريخ مصر بشكل علمي وصادق، ولا نضع رأسنا في التراب، لهذا المسلسل يأتي في وقته تماما، لأنه يبين ناحية عنيفة في تكوين جماعة، ويطرح تساؤلا مهما : هل إراقة الدماء مسموح بها أم لا ؟.

وأري أن المسلسل له بعدان ضد ومع الجماعة، فهو يطرح قصة رجل يثور علي أوضاع غير مقبولة، لكنه يطرح أن طريق الدم خاطئ ويثير الهلع، فالعنف الذي مارسته بعد ذلك الجماعة يجعلك لا توافق علي مبادئها لأنه مصطبغ بالدم ومخيف كأنك تري ما يفعله القاعدة حينما يرفعون السيف ومعه القرآن الكريم، وهذا استخدام خاطئ وسييء للدين علي عكس ما يدعو إليه الدين وهو المحبة والتآخي بين الناس، لهذا التأثير هنا للمسلسل كبير، لأن الصورة أكثر خطورة من الكلمة المكتوبة لأنها تلتصق بالخيال والذهن، والفن أكثر بقاءً من وقائع الحياة.

رئيس مركز الهناجر  

أنور الهواري :

إرهاب الجماعة

 أظن أنه كان من المفروض عمل مسلسل عن إرهاب الجماعة وليس الجماعة ولم يكن المسلسل ضد الجماعة وإنما ضد السيطرة الفكرية والإرهاب الديني، فالمسلسل من وجهة نظري ركز علي الدور الذي لعبته في إعاقة التقدم والديمقراطية بل إشاعة العنف الثابت تاريخياً من خلال قيامها بالعديد من الاغتيالات في فترة من الفترات منذ تأسيسها حتي اليوم ولكن أعتقد أن المسلسل انشغل بشخصية المؤسس حسن البنا، ولم يذكر بالتفاصيل التداعيات السلبية التي أفرزها هذا التنظيم علي الحياة في مصر.

الإخوان أساتذة في علم الاستغلال والاصطناع إنهم مظلومون وسوف يستغلون براعتهم في الادعاء بأن المسلسل أخفي حقيقتهم من خلال وسائلهم الإعلامية المضللة.

التسلية هدف من ضمن أهداف الدراما وليست ترفيهاً فهي جزء من الرسالة علينا ألا نغفله وبالتالي فالأعمال الدرامية بجميع مكوناتها الجادة والترفيهية تؤثر بشدة في وجدان المشاهد.

رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي  

عبدالفتاح عساكر:

الإخوان ليسوا مسلمين

 شخصياً أؤيد كشف المخفي في تاريخ الإخوان للناس، لأن تقليم الشجرة ينمي الفروع أما كشف الجذور فيؤدي إلي موت الشجرة، فالمسلسل كشف بعض المتخفي في تاريخ الإخوان الأسود، فالمؤلف لم يأت بأي شيء من خارج ما كتبوه عن أنفسهم، وأعتقد أن المسلسل أكسب الإخوان سمعة كبيرة ولكن تاريخياً أثبتت الدراسات التي قمت بها أن أي إنسان عاقل سيرفض فكر الإخوان المتطرف وهناك الكثير من القيادات التي رفضت الدخول في الجماعة لاكتشاف حقيقتهم المدعية أمثال د. إبراهيم بدران، وأطالب الإعلام بضرورة عدم وضع كلمة المسلمين بعد الإخوان لأنهم أساساً منذ نشأتهم وهم مخالفون لتعاليم الشريعة الإسلامية، لذلك إذا كان لابد من وضع المسلمين بعد الإخوان نضع بعدهماً غير المسلمين لأنهم مدعون علي الدين.

المفكر الإسلامي 

د. قدري حفني:

لا تأكلوا السم مع العسل

 لم أتابع أحداث المسلسل ولكن لا أعتقد أننا نستطيع إغفال هذه النوعية من المسلسلات ولكن المهم عرض وجهات النظر المختلفة أما بالنسبة لتأثير الأعمال الدرامية فهي تؤثر علي الأفكار إيجابياً أو سلبياً وليست مجرد أداة للتسلية فقط وإنما في أحيان كثيرة تدس السم في العسل، فالمضمون الذي تحمله يؤثر بشكل كبير علي المشاهد وخاصة غير المطلع.

أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس  

حافظ أبوسعدة :

«الجماعة» كشف قذارة الإخوان

 إنتاج مسلسل عن الجماعة شيء طبيعي لأنها حركة سياسية ممثلة في البرلمان بـ88 عضواً وهناك الكثير من الأعمال الدرامية التي مثلث شخصيات تاريخية كالملك فاروق والعائلة الملكة، ولقد سبق أن تناول نجيب محفوظ في ثلاثيته الشخص الإخواني الذي جسده أحد أحفاد عبدالجواد ولكن «الجماعة» في مجمل مضمونه موضوعي وإن أظهر حقيقة الجماعة المحظورة في عنفها التاريخي بالرغم من تبرئهم من محاولة اغتيال عبدالناصر والنقراشي باشا والخازندار ولكن هناك وثائق ومستندات أظهرت ذلك بالرغم من محاولة إخفائها طوال الوقت ويمكن القول، إن المسلسل كشف المخزي الحقيقي للجماعة باعتبارها حركة سياسية يلعبون سياسة نظيفة وغير نظيفة حتي يتقلدوا زمام السلطة.

الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان 

حسين عبدالرازق:

تباين وجهات النظر دليل علي موضوعية العمل

المسلسل من الناحية الدرامية والفنية عمل مهم وراق، ويتناول جماعة سياسية موجودة في الواقع المصري حتي الآن، وهناك جدل كبير مثار حولها، فهناك من يقول إن المسلسل ضد الجماعة، وآخرون يقولون إنه معها وأنا رأيي أن تواجد وجهتي النظر المتناقضتين حول المسلسل دليل قاطع علي أن المسلسل موضوعي وغير منحاز.

وإن كان الموقف النهائي للمسلسل أنه ضد الجماعة، لكن لم يوصل الكاتب وجهة نظره تلك بفجاجة ومباشرة وسطحية، لكن من خلال عرض موضوعي بشكل فني وراقٍ وعرض أمين للحقائق.

أري أن رسالة المسلسل واصلة ومحققة سواء من الخط الدرامي أو من تكرار الكلام عن العواقب الوخيمة وخلط الدين بالسياسة، وأري أن الإخوان لن يستاءوا أو يضاروا من هذا المسلسل لأن العمل السياسي في مصر لا تحكمه المسلسلات.

القيادي بحزب التجمع  

كمال زاخر:

«الجماعة» استطاع أن يصنع ما عجزت عنه مئات الكتب

لأول مرة نشاهد مسلسلاً تاريخياً يعتمد علي مراجع متعددة، يستعرض لنا بشكل ناعم كل ما كتب عن الإخوان، ويعيد قراءة الفترة التاريخية أو ما أطلق عليها «العهد البائد» والتي لم يسلط عليها الضوء من قبل الفترة التي واكبت ظهور جماعة الإخوان المسلمين ونشأتها منذ عام 1927 وحتي مقتل مؤسسها حسن البنا في عام 1949 بشكل يعيد التواصل بينها وبين المد الليبرالي الموجود الآن ومواجهته للتطرف.. ومن جانب آخر فالمسلسل أزال الخلط الموجود في أذهان البعض بين جماعة الإخوان كجماعة لها أهداف سياسية تتخذ الدين شعاراً بين عموم المسلمين، فالجماعة ليست هي جميع المسلمين، كما أن المسلسل قدم طرح التاريخ المصري علي الأجيال الجديدة ظهر فيه بذور الوطنية وتدوال السلطة والعمل الوطني، فاستطاع بذكاء أن يصنع ما عجزت عنه مئات الكتب خاصة أن الثقافة أصبحت ترسخ الآن من خلال الإعلام المرئي.

لم يكن المسلسل مع الإخوان أو ضدهم، وإنما استعرض التاريخ كما هو، فلم يقدم وحيد حامد الإخوان بوصفهم شياطين أو ملائكة، وإنما تجربة سياسية ترتدي عباءة الدين طرحت نفسها بهذا الشكل، وتفاعلت معها عناصر أخري لها أجندة علي حساب الوطن، واستفادت التجربة من التطورات التي حدثت في تلك الحقبة التاريخية، استعرض فيها بدايات الجماعة وأنها كانت تبشر بعمل رائع لكن النهايات انحرفت عن الخط الدعوي وانخرطت في العمل السياسي وفرض أفكارها بالقوة.. لذلك انقسم المشاهدون بين مؤيد ومعارض مما يؤيد حيادية وحيد حامد من خلال مسلسل درامي مكتوب بحرفية عالية وإخراج متميز كان محملاً برسالة قوي ناعمة ضد الإخوان.

المسلسل كشف النظام السري والتدريبات العسكرية للجماعة، كما فضح استغلالهم العاطفة الشعبية لدي المصريين ضد اليهود لتبرير تدميرهم للممتلكات واقتصاد البلاد، كما كشف ازدواجية الجماعة بين الدعوة الدينية والعمل السياسي واستغلالهم لقضايا معينة مثل قضية فلسطين.

بالتأكيد بعض العناصر الإخوانية حاولت أن تحظي علي دعاية إعلامية من خلال برامج التوك شو وظهر منهم من لم يكن يسمح له بالتحدث في هذه البرامج أثناء السجال الذي دار حول المسلسل.

المفكر القبطي  

صلاح عيسي:

الأجهزة الناصرية تعلمت التعذيب من الإخوان

أري أنه مسلسل موفق جدًا لأنه بلا شك نحتاج لكثير من المسلسلات التاريخية التي تحيي الذاكرة الوطنية وتؤرخ للجماعات السياسية الموجودة في مصر، فنحن في حاجة لأعمال درامية وأفلام وثائقية عن حزب الوفد، والحركة الشيوعية، وحرب 67 وحرب 48 لأن تلك الأحداث تعد الجذور التاريخية للقضايا المطروحة الآن، فلابد من عرض تلك الجذور حتي يستطيع الناس أن يربطوا الماضي بالحاضر، فالمسلسل خطة موفقة ومطلوبة.

والمسلسل ليس مطلوبا منه أن يكون مع أو ضد الجماعة، ولكن أن يعرض الحقيقة، وأنا أري أن المسلسل به عرض موضوعي لتاريخ الجماعة والرسالة التي يحملها المسلسل، والخطاب الذي يتوجه به للمشاهد خطاب واضح جدًا، وهو أن مشكلة الجماعة بدأت عندما بدأوا في خلط الدين بالسياسة وهذا الخلل أدي إلي ممارسة العنف وإعداد جيش كامل يمارس العنف ضد خصومه السياسيين، مما أثار الفزع في المجتمع ودفع لأن ترد بالعنف عليهم حتي أن «حسن البنا» ندم في آخر أيامه علي هذا الطريق ولكن الأمر قد فلت من يده، فهناك جيش أعده تربي علي العنف والخلايا السرطانية تتوالد ذاتيًا ولا يمكن السيطرة عليها، فعبدالرحمن السندي مؤسس الجهاز الخاص للإخوان كان يقول: من هو حسن البنا؟ وجوهر الرسالة أن الدعوة حينما تكون للإسلام فأهلاً وسهلاً ولكن الخلط يقود للعنف، والمعني واضح أكثر في الربط في أول حلقة بين الاستعراض العسكري الذي قدمه طلاب الإخوان بجامعة الأزهر، وبين تاريخ العنف ليوضح أن الخلايا الإرهابية وأن جرثومة العنف لاتزال موجودة.

رسالة المسلسل ستصل إلي الأجيال الشابة في الجماعة، وإلي الجناح الذي يدعو الجماعة إلي تقليل الخلط بين الدين والسياسية، فسنوات المحن في تاريخ الإخوان كانت مرتبطة بممارستهم للعنف، فالأجهزة الناصرية تعلمت وأتقنت أساليب التعذيب من الإخوان.

وفي النهاية أري أن الأعمال الدرامية تخلق الوعي ولكنها لا تؤثر في الواقع السياسي لأنه يحكمه أشياء أخري.

الكاتب والمفكر السياسي  

رفيق جريش:

المسلسل سلاح ذو حدين

 أنا شعرت بأن المسلسل به أشياء مع الجماعة وأشياء ضدها، لكن شعرت أن وحيد حامد رؤيته صادقة وموضوعية، فهو عرض لنقاط ضعف حسن البنا ومميزاته، مثله مثل أي إنسان عادي، لكن لم أشعر بشكل حاسم هل هو مع أو ضد، وأري أنه لو أن هناك مسلما متشددا سيتعاطف مع المسلسل، أما لو كان مثقفا فسيعجب بالمسلسل لأنه سيقرأ المسلسل قراءة أخري، فالمسلسل سلاح ذو حدين ووحيد حامد ترك الحكم للمشاهد.

المستشار الصحفي للكنيسة الكاثوليكية  

نبيل زكي:

«البنا» كان يناضل مع الإنجليز ضد الشعب المصري

«الجماعة» وضع الأحزاب الأخري مع الإخوان في كفة واحدة في بعض المشاهد، وقدم البنا في الحلقات الأولي من المسلسل علي أنه رجل دين تقي يدافع عن الدين ويعلم الناس فضائله في الوقت الذي كان علي القائمين علي المسلسل أن يتطرقوا لجوانب سيئة في شخصية البنا، كان يكفي أن يتعرض لواقعة تاريخية لتخبر المشاهدين من هو حسن البنا بدلا من أن يظهره المسلسل علي أنه يدافع عن الإسلام، في الوقت الذي خرجت الجماهير المصرية بمظاهرات ضد مشروع حكومة إسماعيل صدقي الاستعماري كانت هناك سيارة مكشوفة تحمل حسن البنا واللواء سليم زكي حكمدار القاهرة تدعو الجماهير للكف عن التظاهر ضد الإنجليز! حيث ظهر في معسكر مناضل ضد الشعب مع الإنجليز والحكومة، لماذا لم يتصدر المسلسل هذا المشهد؟!

مؤكدا أن وحيد حامد وطني أراد كشف حقيقة الجماعة وفضحها، لكن الدراما دائما قد تصيب أو تخطئ خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن المشاهد قد يعتقد مثلا أن حسن البنا كان أقوي من النحاس خاصة أن الذي يفهم من بعض المشاهد أن البنا حقق مكاسب من حكومة الوفد وأنه لو استطاع خوض الانتخابات لكانت الغلبة للبنا أو أنه كان سيحظي بنصيب كبير، ونسي المسلسل أن هناك واقعة تاريخية تؤكد أن الإخوان خاضوا انتخابات عام 1950 آخر انتخابات برلمانية نزيهة قبل قيام الثورة فأخفقوا فيها وفشلوا فشلا ذريعا!

هذا بالإضافة إلي أن العمل مر مرور الكرام علي قضية مهمة فيما يتعلق بالإخوان وهي قضية الخلافة.

الكاتب الصحفي  

د. جهاد عودة :

«الجـمـاعـة» عـمـل درامـي ولـيـس فـيـلـمـا وثـائـقـيـا

 «الجماعة» هو في النهاية عمل درامي وليس فيلما وثائقيا، والمسلسل افتقر إلي التركيز علي جوانب أخري في ملف الإخوان كان يمكن التطرق إليه وأسقط من حساباته تجاوزات شديدة للجماعة في الوقت الذي ركز علي شخصية حسن البنا كان عليه أن يركز أيضا علي تفاعلات الجماعة في المجتمع من الناحية الدينية والاجتماعية كان يجب التركيز علي الجوانب السلوكية للجماعة وتبني أفكار أصولية متشددة.

أنا شخصيا أنظر للمسلسل علي أنه عمل درامي لا يحتمل كل تلك التأويلات، كما رأت الجماعة أنه عمد إلي تشويهها تارة، وتارة أخري إلي تلميعها بالتركيز عليها.

عضو أمانة الإعلام بالحزب الوطني  

يسري نصر الله:

الإخوان يجيدون لعب دور الشهداء

 المسلسل لم يُصنع في وقت معين لغرض معين كما يقول البعض، ومن المهم جدا عرضه في الفترة الحالية.. وكل ما أعلمه أنه أثناء إخراجي لفيلم «احكي يا شهر زاد» كان المسلسل مكتوباً منه 10 حلقات بالفعل، وكان من المفترض أن يتم إنتاجه العام الماضي علي يد شركة «جود نيوز»، لكن نظرا للأزمات المادية التي كانت تمر بها الشركة، فلم يتم إنتاج العمل، وبعدها وصل المسلسل ليد المنتج «كامل أبوعلي»، والذي تحمس لإنتاجه وظهر العمل للنور، فلم يظهر إرضاءً لأحد أو بسبب اقتراب الانتخابات أو غيرهما، فقد ظهر من أجل التوعية لا أكثر ولا أقل.

تكمن أهمية المسلسل في أنه يصطدم بأمرين مهمين جدا، الأول: أن التاريخ دائما ليس عبارة عن أساطير، بل هو شيء واقع وملموس وأي بطل بداخله جوانب سلبية وإيجابية، وهذا ينبع من التعامل مع الوقائع التاريخية، والثاني : أنه يفتح نقاشا حول جماعة ظهرت منذ فترة طويلة ارتبطت بكلمة «محظورة» حتي تحولت هي الأخري لأسطورة وهي ليست كذلك.

المسلسل يطرح جزئية مهمة جدا مرتبطة بأفكار مثل «الولاء والطاعة العمياء» و«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» والتدخل في الحياة الاجتماعية، وهذه مواد تسمح لكل الناس أن تفتح نقاشا حقيقيا حول الجماعة والتي سترفض منطقها فورا.

الغريب أنني إلي الآن لا أعرف موقف الجماعة نفسها من المسلسل، فهل هم متضايقون من المسلسل أم سعداء بوجوده؟.. لكنهم يستطيعون وضع أنفسهم في وضعية الشهداء بسبب المسلسل بأن يقولوا للمشاهدين: «شاهدوا كيف يتم التعامل معنا بظلم»!.. وأعتقد أن الأعمال الدرامية تخلق تأثيرا، لكنك لا تستطيع أن تلمسه، لكن يكفي أن المسلسل جعل البعض يهتم بشراء كتب عن «حسن البنا» ومعرفته أكثر، فالرغبة في المعرفة في حد ذاتها شيء إيجابي.

المخرج السينمائي  

عباس الطرابيلي:

«الجماعة» جذب المصريين وبعد ذلك صدمهم

 «الجماعة» فتح باب الحوار حول ملف الإخوان، كما فتح من قبل مسلسل «الملك فاروق» النقاش حول الملكية في مصر، وهذا شيء إيجابي يحسب لمؤلف العمل وحيد حامد الذي استطاع ببراعة فنية شديدة أن ينهي الجزء الأول من المسلسل بوضع هذا الملف الشائك في ذهن كل مصري حول طبيعة فكر الجماعة وأهدافها لم ينه - حامد - المؤلف العمل بانتصار أو انهزام للإخوان حتي يشوق الناس للجزء الثاني من المسلسل الذي سيعرض جزءا مهما من التاريخ المصري وكيف استطاع البنا أن يؤسس تنظيما قائما علي السمع والطاعة لأول مرة سياسيا.

«الجماعة» كان لصالح الإخوان في الجزء الأول منه، ثم بعد ذلك أظهر اتجاه الإخوان وميولهم للعنف وتحول دعوتهم من دعوة دينية إلي دعوة سياسية والمصري بطبيعته يكره الدم والعنف السياسي.

جذبهم البنا في بداية المسلسل ثم جاء الجزء الثاني من المسلسل الذي لم يكن لصالح الإخوان وافتقدوا لعطف المشاهدين وهذه هي براعة وحيد حامد، وهذه هي وظيفة الدراما: خلق فرصة للحوار ودفع المشاهد للتفكير بطريقة إيجابية.

الكاتب الصحفي

مجلة روز اليوسف المصرية في

18/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)