حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

وحيد حامد (1) :

الإخوان كذابون ومرشدهم كان أداة فى يد الملك

حوار : محمد العدوى

صنع المؤلف والكاتب الكبير وحيد حامد الجدل الفنى الأكثر صخبا طيلة شهر رمضان من خلال مسلسل «الجماعة». هاجمه الإخوان المسلمون وحاولوا منعه وانتقده معارضوه على أساس أنه أثار التعاطف مع قائدهم التاريخى حسن البنا. حامد يتكلم للشروق حول الجدل السياسى الذى أثاره المسلسل.

● أريد أن أبدأ من حيث انتهيت أنت فى المسلسل وبجملة قالها وكررها حسن البنا مرشد جماعة الإخوان وهى «لذلك خلق الله الندم»، هل أنت نادم على كتابة المسلسل الذى فتح عليك أبواب جهنم وعرضك لكثير من الإهانات؟

ــ على الإطلاق ورغم كل شىء.. فأولا الإهانات والشتائم وكل ما يذكر على شبكة الانترنت لا أراه لأننى لا أتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بصورة جيدة لكن الأخبار تصلنى وأعرف محتواها من بعض الأصدقاء لكن لى رأى فى مسألة الكتابة فى الانترنت وعلى مواقع الفيس بوك وغيرها وهو رأى كونته من زمان، وهو أنه فى إمكان أى أحد أن يؤجر مجموعة من الذين يجيدون التعامل مع هذه المواقع لأن يمتدحوا أحدا أو يذموا فى شخص ما، ولأن الإخوان المسلمين أعلنوا قبل عرض المسلسل عن تكوين فريق منهم أطلقوا عليه اسم «كتائب الردع» لمناهضة المسلسل وهو ما يعنى أن النية كانت مبيتة منذ البداية وأنا لا أغضب بسبب هؤلاء لكننى غضبت لأن هذه ليست أخلاق الإسلام.. فالإخوان فضلوا أن يلعبوا دور الغجرية فهنيئا لهم.

● فى رأيك.. ما هو الدور الذى كنت تتوقع أن يقوموا به بعد مشاهدة المسلسل؟

ــ كنت أظن أن الرد على ما لا يعجبهم بالمسلسل سوف يكون بإبراز الحقائق وأنا رجل إذا صوبت لى رأيا على أتم الاستعداد أن أعلنه على الملأ وأن اعترف به وإذا كان العمل به شئ أضر بشخص أحد ما فبإمكانه الذهاب إلى القضاء هو الذى يفصل بينى وبينه أما إذا كانت وجهة النظر التى كتبت بها المسلسل لا تعجبهم فعليهم الرد بمسلسل آخر، هذه هى الحالات الثلاث التى كان المفروض أن يتبعوها بعيدا عن منطق الردح والشتائم والكذب الذى تعاملوا به مع المسلسل.

● قيل إنك دخلت المسلسل بأجندة سياسية وليست تاريخية أو فنية؟

ــ أنا فى البداية كنت حسن النية بالإخوان فأنا كنت مختلفا معهم سياسيا لكننى لم أكن مختلفا معهم إنسانيا وهو شىء وارد حدوثه مع أى من الأحزاب السياسية لكن بالمعايشة وما حدث فقد أصبحت مختلفا معهم على جميع المستويات لأننى اكتشفت أن مساحات الكذب والعدوانية لديهم لا حدود لها وأنا لم أدخل المسلسل عام 2006 بأى أجندة، والشرارة التى جعلتنى أكتب هذا المسلسل هى خطأ الإخوان أنفسهم عندما قاموا بعمل العرض العسكرى فى جامعة الأزهر، وهى الواقعة التى أدانتها كل مصر على اختلاف انتماءاتها، ومن هنا قررت أن أبحث فى تاريخ الجماعة وأن أعرف أصل الحكاية وجذورها وعرفت أشياء كثيرة لم أكن أعرفها عن تاريخ الجماعة فقررت أن يعرفها الناس جميعا والحمدلله حققت الهدف والتزمت بالحقيقة فلماذا يغضب الإخوان من قول الحقيقة.

● ربما تكون حقيقة لكنك قدمتها برؤية مختلفة عن التى كانوا يتوقعونها؟

ــ الحقيقة حقيقة، ولا يمكن أن تكون بها وجهات نظر، فلا يمكن أن تجمل حقيقة أو تشوه حقيقة، لكن مشكلة الإخوان أنهم يريدون أن يجملوا الحقائق القبيحة فى مسيرتهم وهذا لا يمكن أن يحدث.

● عاب عليك البعض تجميل صورة رجال أمن الدولة فى مقابل تشويه صورة الإخوان المعاصرين؟

ــ فلنكن منطقيين وعقلانيين فأنا منذ البداية قد قررت أن أكون محايدا مع جميع الأطراف وأقسمت على أن أقول الحقيقة ولا شىء سوى الحقيقة ومشكلة أمن الدولة تكمن فى أن هناك ماضيا أسود فى تاريخ هذه الأجهزة وهى أشياء حدثت بالفعل من كونها تعذب وتضرب وتفعل أشياء غير آدمية وهو شىء راسخ فى أذهان الخاصة والعامة وأنا فى أفلامى تعرضت لظواهر التعذيب وفى أثناء بحثى فى هذا المسلسل وكما عاهدت نفسى فقد تقصيت عما يحدث الآن فى استجوابات أمن الدولة والتقيت مجموعة من الإخوان الذين تعرضوا للاعتقال وسألتهم عما يحدث معهم فوجدت أنه لا يوجد أى نوع من التعذيب يحدث لهم وهى شهادة مجموعة من الإخوان أنفسهم حتى إن أحدهم قال لى بالحرف: إن أمن الدولة يقدم لنا الشاى والمشروبات الساخنة لكن السجن حتى لو كان فى قصر سوف يظل سجنا وهو ما دونته وكتبته فى المسلسل وعندما سألت بعضا من قيادات الإخوان أنفسهم أكدوا لى حسن المعاملة، وبالتالى كان لابد من أن أكتب ما يحدث الآن دون تحريف ولأننى أعلم أن هناك من الذى لن يستطيع أن يعى هذه المسألة قدمتها بصورة مباشرة فى حوار دار بين ضابط أمن الدولة وبين شخصية عبدالعزيز مخيون عندما قال له الضابط «إحنا اتغيرنا فياريت إنتو كمان تتغيروا»، إضافة إلى أن المسلسل به مشاهد تعذيب لعناصر الإخوان وقت أن كان هناك تعذيب ولو أنى أريد تجميل صورة الأمن لفعلتها فى الحالتين وأنا قلت للإخوان اسألوا قيادتكم إذا كانوا قد تلقوا تعذيبات أم لا قبل أن تتهمونى بالانحياز لأمن الدولة أنا كنت محايدا إلى أقصى درجة.

● هذا الحياد يراه البعض منقوصا بدليل أنك على سبيل المثال تورد أمثلة مغرضة مثل أن يكون الرامى الأول للحجارة فى المظاهرات طالبا إخوانيا؟

ــ أنا انهيت حلقة على إخوانى تم ضربه وأنا الذى أظهرت تعرض الإخوان للضرب فى مظاهرات جامعة عين شمس التى تم ضربهم فيها وهى الأحداث التى كانت مقدمة للعرض العسكرى وأنا الذى أنصفتهم فى هذه الأحداث وليس أحدا آخر.

● قدمت حقائق لكن التفاصيل هى ما أزعجتهم؟

ــ المزعج هو أن الإخوان يريدون كل شىء على هواهم وجرب أنت شخصيا هذه المسألة إذا كتبت شيئا ما يرضون عليه سوف يضعونك فى مكانة مهمة لديهم ولكن إذا كتبت شيئا ما يغضبهم سوف يدعون عليك ويفترون ويكذبونك.

● المرشد المعاصر الذى أظهرته يضحى بأبناء الجماعة؟

ــ أولا أنا لم أقدم مرشدا.. الناس ظنت أننى قدمت شخصية المرشد محمد مهدى عاكف لكننى لم أقدمه على الإطلاق وأنا شخصيا احترم هذا الرجل لأنه عفوى وجاد وصريح.. وهذه الواقعة حدثت وهم يعرفون ذلك جيدا، إضافة إلى أننى لست صانع بسكويت أنا مؤلف ولى شخصيتى وهل المطلوب منى أن اكتب كما يريدون ليرضوا عنى.. أنا أريد أن أقول للإخوان اختشوا أفضل لكم.

● المسلسل كان به جهد بحثى واضح للعيان؟

ــ أنا لم أكن بمفردى وكان معى فريق بحثى كبير على أعلى مستوى وكان هناك مصحح تاريخ أستاذ جامعى على وعى وذو معرفة موسوعية كبيرة فأنت عندما تتصدى إلى عمل وأنت تعلم من البداية أنك سوف تدخل حقل ألغام لابد وأن تحترس وأن تكون شديد الدقة وهذا ما فعلته.

● اعترضوا تاريخيا على علاقة الملك وحسن البنا التى بنيت على المصلحة وتنازل فيها مرشد الجماعة عن مبادئ الجماعة من أجل المال ورضا الملك؟

ــ أولا جميع ما ورد فى المسلسل يعتمد على مراجع موثوق فيها وأنا أريد أن أوضح الكيفية التى تعاملت فيها مع هذه المراجع فقد وجدت أن هناك أكثر من شخص يكتبون نفس الواقعة وحتى من الإخوان نفسهم وكل شخص فيهم كان يروى الواقعة وفقا لرؤيته وكنت أرجح إذا كان هناك خمسة مثلا اشتركوا فى رواية حدث واحد واتفق ثلاثة على نفس الرواية واختلف اثنان كنت آخذ برأى الأغلبية وإذا لم يكن هناك أغلبية أعمل عقلى وأراجع حساباتى وفقا للأحداث التاريخية، وأنا أريد أن أقول إن الإخوان أنفسهم اختلفوا فى رواية الأحداث فمحمود الصباغ اختلف مع صلاح شادى وكل شخص فيهما كتب رأيا مختلفا عن الآخر رغم أنهما كانا من القادة فى الجماعة وسألت مرة عصام العريان وقلت له إننى وجدت الإخوان يكذبون بعضهم البعض فى مذكراتهم فرد علىَّ قائلا إنهم لا يكذبون بعضهم البعض ولكن ما يحدث هو اختلاف فى وجهات النظر!

وأنا أتعجب إذا كنتم قد اقررتم الخلاف فى وجهات النظر فيما بينكم لماذا لا تقرونها معى، ما يفعلونه مراوغة وأنا قلت مسبقا إننى بشر اخطئ وأصيب وأنا لست مثلهم لن أقول إننى لا أخطئ أنا مستعد أن اعترف بأخطائى إذا صوبوا لى ما أخطأت فأنا اجتهدت وإذا اخطأت لى أجر وإذا أصبت فلى أجران وأنا أعتقد أن لى أجرين.

وحسن البنا أراد أن يقوم بدور القوة المرجحة وكان يعرض خدماته على الملك بدليل المظاهرة التى خرجت من الإخوان لتؤكد إذا كان الشعب مع النحاس فالله مع الملك وكان الملك يستخدمه كأداة وهو كان راض بذلك وفى حوار جلى قال البنا لعلى ماهر «إحنا مستعدين نغض البصر عن أفعال الملك وأمه» فأين المبادئ والاسلام وهذا الكلام موثق ولهذا يجب عليهم أن يسكتوا وبلاش فضايح.

● لماذا تسعى الحكومات لإيجاد أعداء لهم دائما؟

ــ فى رأيى أن الحكومات أحيانا تصنع الأعداء حتى تجد شماعات لإخفاقاتها وغالبا العدو ينقلب عليها والملك فاروق ظلم فى هذه المسألة، فهو قال فى هذه الحادثة إنه من المستحيل أن يخرج عفريت من القمقم ثم تعيده مرة أخرى.

● بدا للجميع أن كل ما أتى به الجناح كان بإيعاز من المرشد حسن البنا نفسه فى حين أن المراجع أكدت خروج هذا الجناح عن طوع البنا وهو ما أدى إلى فصل عبدالرحمن السندى قائد الجناح فيما بعد؟

المثل الشعبى يقول «الكذب ليس له رجلان» فمن الذى أنشأ هذا الجناح وسعى لتجهيزه وكان قائده وكان يعرف كل أفراده فكيف يكون كذلك ولا يدرى بما يجرى فيه فالبنا كان القائد الأعلى لهذا التنظيم ولذلك يتم اغتيال شخصية تجده يسأل عن الجانى وتجده يعرفه.

● وماذا عن اغتيال أحمد ماهر الذى نسبته للإخوان، وهناك من يؤكد أن من قام باغتياله فرد من أفراد الحزب الوطنى آنذاك؟

- هم من يقولون إنهم لم يغتالوا ماهر وأنا لم أدينهم بدليل أنهم لم يسجنوا أو يطاردوا لهذا السبب، وهم قالوا فى الكتب إن من اغتال ماهر شاب من الإخوان كان مزروعا فى الحزب الوطنى، ومن قال ذلك الإخوان أنفسهم على لسان أحمد كمال أحد قادة التنظيم السرى وهى معلومة مؤكدة وما جاء فى المسلسل هو نفسه ما حدث فى الواقع.

● وفى رأيك لماذا فصل السندى من الجماعة؟

- هو شىء لم نتطرق له فى المسلسل لكنى سوف أجيب لك، فصل السندى كان لوجود قيادات جديدة جاءت ومعها رجالها وليس لأنه خرج عن منهج الجماعة، إضافة إلى أن السندى بعد رحيل البنا كان وصل به الحال لأن يكون أقوى شخصية فى الجماعة، وأعتقد أن هذا لم يعجب القيادات الجديدة فتم فصله.

● أشرت فى المسلسل إلى أن الإخوان هم السبب فى انتشار الفكر الوهابى فى مصر وهى تهمة خطيرة؟

ــ أنا لم أقل الفكر الوهابى صراحة وقلت الفكر السلفى والشيخ حسن فى بداياته كان صوفيا، وفجأة حتى قرر ألا يصلى فى الحسين وأصبح متشددا ومع ذلك لم يكن حريصا كل الحرص على هذا التشدد فى كل الأوقات فمثلا هو يرفض شرب الشاى فى الفضة وقد حرم الذهب والفضة وفيما بعد عندما انضم للجماعة أحد الأثرياء وكان يرتدى خاتما من الذهب وأراد أحد أعضاء الجماعة أن يخلع هذا الثرى الخاتم رفض البنا وقال له ليس الآن.

● وماذا عن ردود الفعل فى الشارع؟

الناس غضبت أن المسلسل انتهى.

● هل بالفعل كتبت 28 حلقة من البداية؟

ــ لا، كتبت 30 حلقة لكننا قدمناها فى 28 حلقة بعد المونتاج وأنا لا أعمل دراما بها المط والتطويل وأنا سعيد بالجملة التى قالها لى البعض اليوم وهى أن رمضان هذا العام 28 يوما فقط.

● مشهد النهاية نعتقد أنه أخذ منك وقتا طويلا فى التفكير لتحديده؟

ــ بالفعل رغم أنى أخذتها من مذكرات عبدالعزيز كامل عضو مكتب الإرشاد حرفيا بنص الحوار الذى دار بينهما.

● ألم تفكر فى أن يكون مشهد الاغتيال هو مشهد النهاية؟

ــ البنا مات بعد حادثة النقراشى فى رأيى ولم يكن له أى دور فيما بعد، إضافة إلى أن هذه النهاية كانت رؤيتى التى أشاد بها الجميع وإذا كان لدى البعض الآخر نهاية مختلفة فليصنعها هو.

● المرحلة المقبلة أو الجزء الثانى سوف تكون أكثر سخونة، خاصة أن هناك شهود عيان ربما يكونون على قيد الحياة؟

ــ بالعكس هذه المسألة سوف تكون فى صالحى لأنهم سوف يكونون شهود عيان والمرحلة المقبلة لن يكون بها أحمد سيف الإسلام ليرفع قضية.

● إضافة إلى الجهد الفكرى فى المسلسل هناك جهد فنى لا يمكن إغفاله قام به محمد ياسين؟

ــ هذا ما أريد أن أتحدث عنه وأتمنى أن يتحدث الناس عن هذا الجهد الخارق لمحمد ياسين وفريق العمل كله وائل درويش ودينا فاروق وانسى أبوسيف وعمر خيرت ومن قبلهم كامل أبوعلى الذى أنفق 40 مليون جنيه على عمل محفوف بالمخاطر.

● والنجوم الذين شعرنا أنهم كانوا يتسارعون للمشاركة فى المسلسل؟

ــ الحقيقة أن هذه المسألة كانت فضلا من الله ولعلك لاحظت أن نفس الأبطال الذين قدموا أدوارهم فى المسلسل كان لهم أداء مختلف فى الجماعة عن باقى أدوارهم فى مسلسلات وأعمال أخرى وهنا يبرز دور محمد ياسين.

الشروق المصرية في

12/09/2010

   

وحيد حامد (2):

شلة جمال مبارك تبعده عن الشعـب

حوار ـ محمد عدوى

فى الحلقة الماضية تحدث المؤلف الكبير وحيد حامد عن جماعة الإخوان المسلمين والمرشد العام حسن البنا وعاد بالزمن ليكشف النقاب عن نشأة الجماعة، وفى هذا الجزء من الحوار قفز وحيد حامد للحاضر وتحدث عن المستقبل وشلة جمال مبارك والبرادعى ونواب العلاج وأشياء أخرى فى هذا الحوار..

● أين ذهب مشروع العبارة؟

ــ العبارة عمل كبير وموجود وأنا كتبت السيناريو وأخذت موافقة الرقابة عليه ولكن المنتج وهو شخصية مرموقة رأى أن تكلفة الإنتاج سوف تكون كبيرة فأرجأ البت فيه إلى حين تدبير التمويل المناسب للعمل.

● الإخوان أرجعوا عدم إنتاج العبارة لخوفك من الخوض فى المشاكل المعاصرة والحديث عن المسئولين الحاليين؟

ــ أنا أعلم جيدا أن لدى الإخوان أموالا كثيرة وأنا شخصيا على استعداد تام للتنازل عن أجرى إذا أنتجوه إذا كانوا غاضبين على تعطل المشروع وأنا شخصيا لو لدى المال الكافى لإنتاجه لكنت أنتجته لكن للأسف تكلفة العمل سوف تصل إلى خمسين مليون جنيه وهو رقم كبير لا أقوى عليه.

● الإخوان يرون أن المسلسل سوف يساعدهم فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة ما رأيك؟

ــ إذن كان يجب عليهم شكرى إذا كان المسلسل سوف يفيدهم فى الانتخابات المقبلة بدلا من الهجوم المتواصل على، ثم أنا أريد أن أعرف إذا كان المسلسل سوف يفيدهم كما يدعون لماذا يقول المرشد الآن إن المسلسل شوه رموز الجماعة، ما هذا التناقض الغريب؟ والحقيقة أنهم فى حالة تخبط ولا يعرفون كيف يكذبوننى فى أى من الوقائع التى ذكرت فى المسلسل، شخص ما قال لى إن الشيخ جمال البنا قام بمداخلة تليفونية وأكد أن العمامة التى كان يرتديها إياد نصار فى المسلسل ليست نفسها العمامة التى كان يرتديها حسن البنا.. وربما يكون هذا صحيحا لكن لا توجد أخطاء من نوع آخر.

● ما هى المناطق الشائكة التى تنوى الدخول فيها دراميا فى المستقبل بعيدا عن الجماعة؟

ــ أنا لا أحضر لأعمالى مسبقا وفى نفس التوقيت الذى شرعت فيه فى كتابة الجماعة كنت متفقا مع شركة العدل جروب على كتابة مسلسل يسرا و«ماضى» عقد بذلك لكن فجأة سيطرت على فكرة مسلسل الجماعة واعتذرت لجمال العدل وانا عندما تسيطر على فكرة ما هى التى تجرنى لها ولست من يستدعى الأفكار وأخطط لها.

● ما رأى الحكومة فى مسلسل الجماعة وهل سعد أى من أطرافها بالمسلسل من باب كشف الإخوان؟

ــ لا ليس من هذا المنطلق لكنى تلقيت إشادة فنية من وزير الإعلام على اعتبار أن العمل كان من الأعمال الفنية الجيدة التى أعادت للدراما المصرية رونقها كما أكد لى وهناك إشادات كثيرة جاءتنى لكنى سعدت بإشادة الفنانين العرب والسوريين بالمسلسل مثل المخرج حاتم على والفنان سلوم حداد.

● كنت أقصد أن الحكومة مبسوطة من المسلسل؟

ــ سوف أقول لك سرا.. بعض الجهات الحكومية رفضت السماح بتصوير المسلسل فيها وأعاقت عمل المسلسل والحكومة من قبل أن ننتجه كلما ذهبنا لجهة حكومية لبحث التصوير فيها كانت ترفض من باب مش عايزين وجع دماغ.. فاين انبساطها إذا.

● كنت تطل علينا بكتابات صحفية توقفت فجأة، هل هناك سر فى ذلك؟

ــ السر الوحيد هو أننى لا أعرف أن أقوم بعملين فى نفس الوقت، فأنا أكتب للصحافة فى الوقت الذى أكون فيه بعيدا عن الكتابة الدرامية فأنا لى عقل واحد، صحيح أنا أرى ناسًا تكتب فى أكثر من موضوع وأكثر من مكان فى نفس الوقت لكنها قدرات وأنا لا أملك هذه الملكة.

● فى رأيك جبهات التأييد الكثيرة لجمال مبارك والبرادعى وغيرهما.. حراك سياسى اجتماعى أم ركوب للموجة؟

ــ هى فعلا أشبه بلعبة ركوب الأمواج وليس أكثر فالذين يريدون التغيير والمستقبل الأفضل لهذا البلد يلزمهم شرط واحد وهو ألا تكون لهم مصالح شخصية وأن يكونوا متجهين بنية صافية لخدمة البلد لكن مادام هناك من يعمل بشعارات فقط فـ«انسى» أى تغيير.

● وفقا لرأيك المسألة سوف تستمر طويلا؟

ــ الله أعلم.

● هل نحن فى حاجة إلى ثورة تغلب الصالح العام على الصالح الخاص مثلا؟

ــ أنا واحد من الناس لدى مفهوم خاص للثورة فأنا لا أعتبر ما حدث فى يوليو ثورة فأنا اعتبر المحرك لأى ثورة هم الناس وليس أى أحد غيرهم والناس لابد أن تثور ولكن أن يثور الجيش فهذا فى رأيى انقلابا وليس ثورة.

● من هذا المنطلق لن نشهد أى ثورة لأن هناك ثقة من الحكومات أنه مهما فعلوا فالناس لن تثور؟

ــ صدقنى هذه الثقة غير مضمونة.

● بعض مناصرى جمال مبارك من الحزب الوطنى يهيئونه للرئاسة والبعض الآخر من نفس الحزب يرون أنه لم يختبر بعد.. كيف ترى مستقبل جمال مبارك السياسى داخل الحزب وفى البلد كله؟.

ــ أنا لا أفكر فى هذه المسألة اطلاقا وأنا مرة سئلت هل ترشح جمال مبارك للرئاسة أم لا؟ فقلت أنا لا أعرف من سوف يرشح نفسه أمامه حتى اختار وإذا كان الدستور يسمح لجمال بالترشح فعليه أن يرشح نفسه لكن مستقبله داخل الحزب لا أعرف ماذا سوف يكون.

● هل يحتاج جمال مبارك نظرة أخرى من الناس بعيدا عن كونه ابن الرئيس؟

ــ أنا سوف أقول كلمة حق فأنا لا أعرف شيئا مثلما يعرف الناس جميعا عن جمال مبارك لكن فى رأيى أن هناك خطرا شديدا جدا يهدد شعبية جمال مبارك، هذا الخطر هو أن له شلة وهذا حقيقى والشلة تبعد الناس عنك إذا كنت تجلس على مقهى أو تحكم فريق كرة قدم، وأحد الناس قال لى إذا كان جمال مبارك وهو لم يقترب من مقعد الرئاسة بعد وله شلة فما بالكم إذا جلس على الكرسى، وهناك فرق بأن يكون لك شلة وأن يكون لك أصدقاء وإذا أردت أن تكون مسئولا عن الشعب يتطلب ذلك منك أن تكون صديقا لهذا الشعب كله فهل جمال مبارك قادر على أن يكون صديقا للشعب المصرى كله؟

● من يدعم ملف جمال مبارك دون غيره يدعمه من باب ان الحياة السياسية لا يوجد بها من يصلح للرئاسة.

ــ مقولة أنه لا يوجد من يصلح للرئاسة فى مصر أو ماحدش ينفع كما يقولون فيها إهانة للمصريين كلهم ومن يجرؤ ويقول هذا لابد أن يحاكم فكما أن جمال مبارك يصلح هناك عشرات يصلحون وعندما تقول «ماحدش ينفع» فأنت تعنى بذلك أنه لا أحد يصلح لقيادة الجيش ولا يوجد من يقود الوزارة ولا يكون هناك عسكرى يصلح ومن يقل ذلك يسخر من الشعب كله ويهينه وأقول لمن يقول هذا الكلام عيب.

● خصوم الدكتور البرادعى نشروا صورا مسيئة لابنته على شبكة الإنترنت ما رأيك فى هذه الحركة وهل تؤثر فعلا عليه؟

ــ دا عيب وأنا واحد من الناس مختلف تماما مع البرادعى لكن مسألة نشر صور مسيئة له أو لابنته تعد عملا رخيصا جدا وقبل ذلك نشرت الصحافة الألمانية صورة لميركل وهى «ملفوفة فى فوطة» بعد خروجها من حمام السباحة وهو عمل رخيص أيضا ومن نشر صور البرادعى هو نفسه يكون عريانا فى أوقات مختلفة.

أما بالنسبة للبرادعى ففى رأيى أنك لا يمكن ان تكون رئيسا وأنت تجلس فى جينيف وتأتى إلى مصر مثل الضيوف لفترات قصيرة وبعد ذلك ترحل مع احترامنا لمكانته العلمية والعملية لكنه مازال ضيفا.

● قدت حملة على ما سميته بإعلانات التسول أتت بثمارها فتغير شكل كثير من الإعلانات هذا العام؟

ــ لاحظت ذلك إلا من مؤسسة واحدة قاسية القلب لا ترحم لديها قلب من حجر وهى مستشفى 57357 التى لديها إصرار غريب على إهانة المرضى والمتاجرة بهم، لكن بنك الطعام غير من أسلوبه وهو شىء طيب جدا ويبدو أن البعض يهمهم جمع الأموال ولا يهمهم احترام آدمية البشر وللأسف هناك من يساعدهم على ذلك من الناس التى تملك مكانة ومحبة لدى الجماهير.

● المتاجرون بهذا الشعب فى ازدياد مستمر؟

ــ هذا حقيقى وأنا أخشى شيئا ما فالمؤسسات الخيرية أصبحت تجارة وللأسف فرضوا علينا ثقافة التسول فأصبح أى محتاج بدلا من أن يبحث عن العمل فى أى مكان يستسهل وينزل للشارع ويمد يده والنتيجة كلنا نراها فى إشارات المرور وفى الشوارع وأمام المحال التجارية والمطاعم كلها أصبحت مناطق ومراكز للتسول ولا يوجد أى رادع على الرغم من أن لدينا ما يسمى بإدارة الأمن الاجتماعى ولا أعرف لماذا لا تقوم بدورها.

● لماذا قفز الفساد على أوجاعنا وأصبح هناك نواب للعلاج ومتاجرون بالمرض؟

ــ غياب العقاب والردع وخنق العدالة والمحاباة هو السبب فبأمارة إيه يأخذ نائب بمجلس الشعب كل هذه الملايين التى خصصت للعلاج ويضعها فى جيبه وبأمارة إيه نصرف علاجا للتجميل فى بلد به سرطانات وكلى وفقر دم ثم لماذا لا نتعامل مع هذه المزايا التى يحصل عليها النواب على انها رشاوى دفعتها الحكومة للنواب تحت مظلة علاج الناس؟

الشروق المصرية في

13/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)