حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

الدراما السورية تحاول تحسين صورة المعاق

دمشق - ماهر منصور

لا يختلف النتاج الذي تقدمه القنوات التلفزيونية في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة عما قدمته السينما التي غالباً ما صورت المعوق على أنه لص أو قاتل أو عضو في عصابة إرهابية.واللقاء بهم في مناسبات مختلفة بصورة هامشية، مما يرسخ في الأذهان وبطريقة غير مباشرة الفارق الثقافي والاجتماعي بينهم وبين الآخرين®.

وحتى في حالة التناول التي يقصد بها نوع من التعاطف الإنساني معهم نتلمس نوعاً من التقديم الفني المعتمد على استدرار العطف أكثر من إبراز الصورة الحقيقية أو الإنسانية لهم.

وغالباً ما يتم استخدام مفردات في البرامج الدرامية أو الحوارية تسيء للمعوقين وتصفهم بـ (عاجز، أعمى، أطرش، أخرس، عاهة®.) وغيرها من المفردات التي تبلغ حد »الشتيمة«، دون الالتفات لآلاف المعوقين الذين يشاهدون أو يتابعون هذه البرامج®®.

وتلك الأفكار هي جزء مما ناقشه مشاركون في ندوة »الإعاقة في الدراما السورية« التي تناولت مسلسل »قيود الروح« كنموذج لنقاشاتها، وعقدت مؤخراً بفندق الشام في العاصمة السورية دمشق.بحسب دراسة أنجزها كل من الكاتبين وصال شحود وفراس سرحان®.

ونشرها موقع الفنانة يارا صبري، فهناك الكثير من الأعمال السورية التي تناولت مسألة الإعاقة؛ ففي مسلسل »باب الحارة« أدت الممثلة ديمة الجندي دور فتاة صماء بكماء بصورة إيجابية، ولاسيما في تعامل الأهل معها، ومن ثم حب زوجها لها رغم أنه تزوجها دون قناعة.

وفي مسلسل »سيرة الحب« رأينا شخصية رجل أعمى يعيش مشاكل متعددة مع زوجته التي أرادت الطلاق ولكن امرأة أخرى أحبته وأرادته، إلا أنه أبعد الفكرة عنه كي لا يكرر مأساته مع زوجته.

أيضاً مسلسل »عشتار« قدم صورة إيجابية عن رجل معوق حركياً وكان صاحب شركات وأعمال، ونفس القصة قدمت في مسلسل »أبناء القهر«؛ حيث كان الوالد المعاق حركياً متفهماً وحكيماً وناجحاً لأبعد الحدود.

كما صور مسلسل »قتل الربيع« أيضاً صورة إيجابية عن فتى في مقتبل العمر أبكم يعاني من عدم مقدرة من حوله على فهمه ولكنه تجاوز مشكلته بالتعاون مع أخيه.

في مسلسل »أشواك ناعمة« أدى الممثل قصي خولي دوراً لمعوق حركياً يمشي على عكاز ويتمتع بروح الدعابة والفكاهة والمرح اللطيف، وعرض معاناته عندما أحب فتاة وخوفه من إعاقته أن تمنعه من حقه في الحب والزواج، ولكنه نجح وتزوج بفتاة أحلامه بعد مروره بالكثير من الصراعات الداخلية المريرة بسبب إعاقته، وقد أدت الفنانة شكران مرتجى دوراً إيجابياً لكاتبة معوقة جسدياً إعاقة أدت إلى تشوه عمود فقري رقبي في مسلسل »بيت العيلة«.

وقدم الكاتب خالد خليفة في مسلسل »ظل امرأة« رجلاً أصيب بالعمى بعد حادث سيارة، ورفضه لإعاقته أدى به إلى عذابات متتالية، ولكن الأسوأ هو موقف زوجته التي أظهرت رفضاً وعدم تجاوب لوضع زوجها الجديد ومن ثم تركته يعاني.

أيضاً مسلسل »أعيدوا صباحي« قدم صورة لمعوق حركياً كان سيئ الطباع حاد المزاج سلبي المواقف نتيجة إعاقته، فقد تعامل مع أخته بأنانية شديدة، وحتى المرأة التي أحبته رغم وضعه وتزوجته عاملها بكثير من القسوة، وكل ذلك نتيجة إحساسه بنقص بسبب إعاقته.

الإعاقة في دراما 2010

اليوم؛ تحاول الدراما السورية عبر مسلسلي »قيود الروح« و»وراء الشمس« أن تعيد الاعتبار للإنسان ذي الاحتياج الخاص، وأن تُصلح ما أفسده دهر من الأعمال الدرامية »من خلال التركيز على كيفية التعامل مع هذه الشريحة، على أن تكون هذه القضية ودواخل ذلك الإنسان المحاور الرئيسية للعمل«.

وينطلق العملان من مسؤولية الدراما في تغيير الصورة التي يحملها الناس عن المعوقين عبر إبراز الجماليات المغيبة وراء الإعاقة التي لا تعوقهم عن استكمال مسيرتهم في الحياة ودون الاعتماد على إبراز الجانب المشرق فقط في حياتهم، ومن مبدأ أنه كلما زادت المشاهد والتغطيات التلفزيونية الحقيقية عنهم أسهم ذلك في عملية تغيير الصور النمطية عنهم لدى الناس.

الإعاقة الذهنية.في (قيود الروح)

مسلسل »قيود الروح« الذي تناوله عدد من المختصين بالنقاش بني على فكرة التقاء ثلاث أمهات في مستشفى للتوليد قاد إلى رحلة إلى مصائر مشتركة بين شخصيات تلتقي وتفترق ثم تلتقي من جديد، ليكمل الأبناء مجريات هذا اللقاء الذي شاء له القدر ألا يكون عابراً.

ورغم أن العمل لا يحمل أياً من أشكال الضجيج والصخب ولا يطرق أياً من القضايا الكبرى والعناوين الرنانة، إلا أن الفنانة يارا صبري وريما فليحان مؤلفتا العمل تؤكدان أنه »قطعة من البروكار الملون الجميل نسجته شخصيات العمل على مدى حلقاته الثلاثين لتكتمل اللوحة في النهاية وتختلط العلاقات وتتضح النهايات«.

وركزت الكاتبتان على قضية الإعاقة الذهنية لأنها تشبه الكثير من الحالات التي استطاعت من خلال دعم الأسرة والمعاهد المختصة أن تتطور وأن يصبح دورها فعالاً في مجتمعها من خلال ممارستها لأعمال متعددة يمكن أن تصل إلى مستوى الإبداع.

في ما تشيران إلى أن العمل يهدف إلى إثبات أن وجود طفل معاق بيننا هو ليس كارثة، بل الكارثة تكمن في إهماله وتركه دون عناية وعدم الإحساس بحاجاته ومشكلاته.

واستعانت كل من صبري وفليحان باختصاصيين ومراكز دراسات ومعاينة حالات متنوعة متشابهة كحالة الشاب محمد كحالة والاطلاع على الكثير من المراجع العلمية والدراسات بهدف تناول تلك القضية بطريقة صحيحة، كما تم التوخي الدقة في طرح القضية من خلال مراعاة معالجة جوانبها النفسية والعاطفية وعلاقاتها مع الذات والمحيط، إضافة إلى مراعاة التفاصيل اليومية والحياتية التي تتعلق بالتربية وتنمية مهارات السلوك والاندماج بالمجتمع والعمل وصولاً إلى الإبداع.

(وراء الشمس).وسؤال المعوق في المجتمع

مسلسل »وراء الشمس« الذي كتبه محمد العاص وأخرجه سمير حسين تناول حكايات إنسانية أبطالها من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من إعاقات جسدية ونفسية، والعمل الذي تنتجه شركة عاج للإنتاج الفني، سيتجاوز أعمالاً مشابهة تناولت ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث سيبتعد عن التنظير في حالاتهم صوب معايشتهم اليومية وطرح قضاياهم ومشكلاتهم من وجهة نظرهم الخاصة.

في المسلسل سنتعرف إلى حالة من حالات طيف التوحد، هي بدر الذي يعمل في محل لتصليح الساعات القديمة، بعد أن ورث المهنة عن أبيه وفي العمل نكتشف انه عبقري في ذلك. كما سنتعرف إلى عائلة اسعد الذين لديهم الشاب علاء الدين المصاب بمتلازمة داون، وقد اعتمد المخرج حسين على شاب مصاب بمرض متلازمة الداون ليؤدي هذا الدور.

وفي منزل عبادة وأمه ملك وزوجته منى (باسل خياط وثناء دبسي وصبا مبارك) سيكتشف عبادة أن زوجته منى تحمل جنيناً سوف يولد معّوقاً نتيجة خلل في الخريطة الجينية، فيعمل على دفعها لإسقاطه وأن تخلص من تبعات مستقبله المأساوي ، إلا أن منى تصر على إنجاب الطفل، الأمر الذي يضعها في مواجهة صراع نفسي مع زوجها عبادة®®.ويقول المخرج سمير حسين في حوار سابق ل»الحواس الخمس« إن »كتابة العمل استغرقت عمليا نحو سنة ونصف السنة.

استطعنا خلالها أن نلحظ بأمانة الجانب الطبي العلمي في العمل، ولكن ليس على حساب الحكاية والشخصيات التي تتحرك. هكذا صار التوثيق الطبي عبر رحلة الشخصية، وأصبحت المادة العلمية هي حامل اجتماعي من منطلق درامي«.

صورة المعوقين في الإعلام

وصال شحود من مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين أحد الأشخاص الكثيرين ممن استفادوا من خدمات المركز فأصبحت تتقن الفرنسية والانجليزية وإدارة الأعمال المكتبية بمهارات عالية لفتت إلى أهمية تواصل المجتمع مع قضايا المعوقين من خلال وسائل الإعلام، ولا سيما التلفزيون.

صورة المعوقين في الإعلام برأي شحود هي سلبية إلى حد كبير، وتتلخص في أن المعوقين أشخاص خطرون وعدائيون غاضبون ومنحرفون ومهرجون ومثيرون للشفقة، إضافة لجعلهم لوحات خلفية تكميلية، رغم أن كثيراً من الأفلام التي صنفها المعهد حصلت على جوائز عالمية مهمة.

إمرأة غير مبصرة

وتعود شحود بذاكرتها إلى مسلسل الأطفال هايدي ومعها كلير المعوقة حركيا، إذ أدخل المسلسل فكرة الكرسي المتحرك إلى قلوب الأطفال ولو جزئيا، وتقول إن أغنية تصور محباً وعاشقاً لامرأة غير مبصرة تحرك الحس الإنساني عند البشر، وربما تدخل فكرة كهذه قلوبهم قبل عقولهم بأن المعوقين أيضاً أناس لهم أحاسيس.

أما مسلسل »قيود الروح« فتؤكد شحود أنه قدم صورة واقعية تظهر الموقف السلبي للأهل لدى وجود حالة إعاقة في الأسرة، ووعي الأم التي تجاوزت المشكلة بحالة عاطفية أدت لتعاملها الصحيح مع الطفل وتعاونها مع جمعية أهلية لتدريبه وتهيئته للانخراط في المجتمع، وتنجح الأم في مساعدة الطفل ليعيش حياة شبه سوية، حتى إنها تنزع لتغيير سلوك الأب الرافض للحالة.

البيان الإماراتية في

12/09/2010

 

الحاسة السادسة

الدنيا ليست (بمبي) دائماً

بقلم :إبراهيم توتونجي  

مع نهاية شهر رمضان، بدأت التسريبات الإعلامية تتنتشر حول رغبة صناع بعض المسلسلات التي لاقت نجاحاً بصنع أجزاء جديدة منها، أو إعادة الكرة مع الفريق ذاته في مسلسل آخر.

وربما يجتمع رامي إمام مع هند صبري وسوسن بدر في مسلسل آخر يبنى على النجاح الكبير ل»عايزة اتجوز«، وربما تستمر رشا شوربتجي في اللجوء الى فريقها التمثيلي المفضل الذي استخدمته في »زمن العار« العام الماضي، و»أسعد الوراق« العام الحالي، وهو على كل حال فريق قدير من نجومه تيم حسن ومكسيم خليل وغوزان الصفدي وغيرهم.

لكن الاستعانة بالفريق ذاته، كنهج يفضله المخرج، هي سياسة محفوفة بالمخاطر وتذكرنا كثيراً بالاشتغال السينمائي لعدد كبير من المخرجين العرب، قديماً وحديثاً. الشللية على الشاشة نهج سينمائي في الأساس، قبل أن يتعمم على الدراما، لكن لم يكن دوماً الوصفة الناجحة.

وأحد أبرز الأمثلة التي بوسعي أن أتذكرها في هذا المجال هي تجربة سعاد حسني مع المخرج حسن الإمام في بداية سبعينات القرن الماضي. حينذاك، أراد حسن الإمام أن يستثمر النجاح المذهل الذي حققّه فيلم »خلّي بالك من زوزو« (2791).

إلا أنّه ترك بطلته سعاد حسني »تغوص« في ثلاثة أفلام نفسية صوّرتها دفعة واحدة بعد عام فقط على إنتاج »زوزو«، قبل أن يستردّها الإمام في »أميرة حبي أنا« (4791). وكان علي بدرخان، المخرج ذو المزاج »القاسي«، وزوج السندريلا آنذاك، يرى في »زوزو« »استغلالاً لموهبتها في فيلم سطحي«، بحسب ما روت أحداث مسلسل »السندريلا«.

سعاد حسني أحبّت بدرخان إلى درجة اقتنعت معه بأنّها »ضيعت« نفسها وتاريخها في »زوزو« الذي لم يرفع من صالات السينما قبل مرور 65 أسبوعاً. هكذا، اقتنعت سعاد حسني برأي بدرخان، فغيّرت جلدها في فيلم لزوجها اسمه »الحب الذي كان«، إضافة إلى عمل آخر كئيب هو »غرباء« لسعد عرفة، وثالث أكثر ألمعية هو »أين عقلي« لعاطف سالم. لم يكتب للأفلام الثلاثة النجاح، وواجهت السندريلا التي فاجأت جمهور عصر الانفتاح الساداتي بثلاثة أدوار نفسية مركبة، تعليقات في الشارع من قبيل:

»زوزو أصابتها عقد نفسية«. وحين دقّ الإمام باب بيتها مرة أخرى، كانت في أمسّ الحاجة إلى »زوزو« أخرى تعيدها إلى مجد، خشيت أن تفقده سريعاً. هكذا، لم تلتفت إلى بدرخان، وقدمت مع حسن الإمام قصةً مأخوذة عن أدب نجيب محفوظ، بعنوان »المرايا«. حشد هذا الأخير شلّة زوزو ذاتها تقريباً:

كتب صلاح جاهين الأغاني، ولحنها كمال الطويل، وقبّل الفتى الأشقر (حسين فهمي) سعاد حسني ثانية. وهي ارتدت فستانها الأحمر، وغنّت في حديقة القناطر الخيرية »الدنيا ربيع« التي بقيت أغنية الموسم كل عام. أحب الجمهور ممثلته في دور الموظفة البسيطة التي تغرم بمدير شركة تمتلكها زوجته »الشريرة« (سهير البابلي). وعاش الناس مع العاشقين ومصاعبهما قبل أن ينتصر الحب وتصبح الحياة »بمبي®®. بمبي®®. بمبي«.

وسط هذه الأجواء لفّ الإمام حكاية محفوظ بطريقته المعروفة: البسطاء يرقصون ويغنون، حتى لو كانوا موظفي شركة، والحب يبقى الوحيد القادر على مدّ الجسور بين الطبقات الاجتماعية. لكن الفيلم لم ينجح، كما »زوزو« وكان هذا درساً ماثلاً عن تغير مزاج الجمهور الفجائي!

البيان الإماراتية في

12/09/2010

 

الحدث اللبناني ضرورة لالتقاط روح الثمانينات درامياً

دمشق - ماهر منصور 

ينظر أهل الشام إلى مرحلة ثمانينات القرن الماضي بكثير من الشجون، فقد شهدت تلك المرحلة حراكاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً®. وتكاد كثير من أحداثه أن تكون رمزاً ملهماً للتحديات التي واجهها أهل المنطقة في تلك الفترة®.

ولعل أحداث الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية- بيروت والمواجهة البطلة التي خاضها الجيش العربي السوري إلى جانب المقاومتين اللبنانية والفلسطينية لقوات الاحتلال الصهيوني®. كانت الحدث الأبرز في تلك المرحلة.

ثمانينات القرن الماضي شكلت هذا العام موضوعاً لثلاثة مسلسلات سورية®. هي »البقعة السوداء« للمخرج رضوان محاميد، »زلزال« للمخرج محمد الشيخ نجيب، و»لعنة الطين« للمخرج أحمد إبراهيم أحمد®.

وكان من الطبيعي أن تكون أحداث الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي لبيروت واحدة من خيوط حكايات تلك الأعمال على اعتبارها، كما أسلفنا، الحدث الأكثر تأثيراً في جيل تلك المرحلة®. بل ووجودها في العمل يعد ضرورة لابد منها لالتقاط روح تلك المرحلة.

في مسلسل »البقعة السوداء« سيروي كاتبه خلدون قتلان أحداث حياة اجتماعية كاملة لأبطاله تتوازى مع أحداث حرب عام 2891 في لبنان ويتتبع آثارها الاجتماعية على الشعب السوري وقد شارك الجيش السوري فيها®.

وفي المسلسل سنتعرف على شخصية »راشد« التي يؤديها الفنان ميلاد يوسف®. راشد يستدعى لأداء خدمة الاحتياط في الجيش، أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 9128، فيستشهد أثناء الحرب.

ومع استشهاده سننتقل لنعايش آثار استشهاده من خلال عائلته ولاسيما أمه التي تعاني من وجع الفقد®. وإلى جانب راشد سنتعرف على شخصية الطيار المقعد التي يجسدها الفنان عبدالحكيم قطيفان وقد فقد قدميه إثر سقوط طيارته في الحرب.

في مسلسل »زلزال« للكاتب بسام جنيد سيرصد العمل الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي في فترة الثمانينات إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عبر قصص اجتماعية، وسيقارب العمل الاجتياح الإسرائيلي وأحداث المقاومة اللبنانية عبر نشرات الأخبار في التلفزيون والإذاعة وما يدور في حوارات أبطال العمل تعليقاً عليها.

مسلسل »لعنة الطين« للكاتب سامر رضوان والمخرج أحمد إبراهيم أحمد بتناول مجموعة من الحكايات المتشابكة لشرائح المجتمع المتعددة خلال فترة الثمانينات، ويرصد من خلالها بعض الأحداث التي حدثت في تلك المرحلة.

أحداث العمل تبدأ عام 4891 أي بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، لكن الكاتب لا يبتعد عن هذا الملمح، فيقاربه من خلال كلياً بل قاربته من خلال الصحافي وضاح (عبدالحكيم قطيفان) وقد شهد جزءاً من الحرب اللبنانية، وكان للقائه مع طلاب الجامعة أصدقاء ابن أخته جواد فسحة حوار عما كان يحدث في تلك الفترة.

وإلى جانب الصحافي وضاح ستقارب أحداث للبنان في تلك المرحلة حوارات كل من الشاب »همام« الذي يدرس في المعهد العالي للعلوم السياسية ومعلمه هناك.

الأعمال الثلاثة تبدو مشغولة بالحكاية الاجتماعية، لكنها لا تسقط من حساباتها أحداث الحرب اللبنانية®. في إشارة إلى أن الصورة ستبقى ناقصة في أي حوار يعود للثمانينات يتجاهل الحديث عن تلك الحرب®. فقد كانت هذه الأخيرة الخبز اليومي للناس®. وقد امتد تأثيرها على حياتهم بشكل مباشر وغير مباشر.

الحدث اللبناني سيعود ليشكل واحد من الخيوط الدرامية لمسلسل سوري رابع هو »ذاكرة الجسد«®. ورغم أن أحداث العمل تدور في مكان جغرافي هو الأبعد عن لبنان إلا أن حضور الفلسطيني زياد في العمل وعلاقته مع بطلي العمل حياة وخالد بن طوبال®®.

سيجعل الأحداث تختصر فرق المسافة السابق، فزياد الشاعر، سرعان ما يغادر هؤلاء ليلتحق بالفدائيين الفلسطينين في لبنان ويقاتل معهم في قلعة شقيف قبل أن يأتي خبر استشهاده، تاركاً عدة أسئلة منها سؤال الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني في تلك الفترة.إن كنا نتكلم عن حضور الحرب اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبنان في الدراما السورية لهذا العام، فربما تقتضي الأمانة الإشارة إلى أن حضورها على هذا النحو ليس بالجديد على الدراما®.

فقد سبق وقاربها أكثر من مسلسل، كان آخرها، مسلسل »رسائل الحب والحرب« الذي قارب الأحداث اللبنانية وعلى مدار فترة زمنية طويلة وبشكل مباشر وموسع، من خلال بطله (قصي خولي) الذي ينضم إلى الفدائيين في لبنان ويقاتل إلى جانبهم®.

إضافة إلى أخته عروبة (ريم علي) التي تدخل لبنان بحثاً عن أخيها، وهناك تعتقل من قبل القوات الإسرائيلية في لبنان وتعتقل في معتقل الخيام، وتبقى هناك حتى لحظة تحررها إثر اندحار العدو الإسرائيلي من الجنوب اللبناني عام 2000.

البيان الإماراتية في

12/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)