حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

"واحد ضد 100" أفاده كثيراً

مصطفى شعبان: كسبت رهان "العار"

القاهرة - “الخليج

يعيش الفنان مصطفى شعبان حالة من السعادة بسبب نجاح تجربته ورهانه على مسلسل “العار” الذي عرض في رمضان وثبت أنه يحمل كثيراً من الاختلافات عن الفيلم الشهير الذي حمل الاسم نفسه، ما يجعله يرفض المقارنة بينه وبين النجم الكبير نور الشريف صاحب الشخصية الأصلية . ولدى مصطفى فيلم جديد بعنوان “الوتر” يتوقع أن يكون مفاجأة سينمائية كبيرة، وحول المسلسل والفيلم كان معه هذا الحوار:

·         هل ارتحت لردود الفعل تجاه مسلسل “العار”؟

- إلى حد كبير أنا سعيد بنسبة المشاهدة العالية التي وجدها المسلسل واهتمام قنوات كثيرة بعرضه كذلك الكتابات عنه كانت رائعة من البداية .

·         ألم تكن مغامرة أن تشارك بمسلسل مأخوذ عن فيلم ناجح قام ببطولته نجوم كبار؟

- كنت متردداً في قبول العمل، لكني تحمست له بعد قراءة المعالجة الدرامية التي كتبها أحمد محمود أبوزيد وراهنت على تقديم عمل متميز ومختلف عن الفيلم ويقدم رسالة .

·         ألم تخش فكرة المقارنة بالنجم نور الشريف الذي تقدم الشخصية الموازية له؟

- أعذر كل من قارن في البداية لكن الموضوع مختلف ولا وجه للمقارنة بين الفيلم والمسلسل ونور الشريف أستاذي وله فضل كبير عليّ عندما قدمت معه مسلسل “عائلة الحاج متولي”، وكان نقطة انطلاق كبيرة في مشواري ولا يمكن أن أقارن نفسي به .

·         هل ارتحت للعمل مع زملائك في المسلسل؟

- بكل تأكيد، وكل فنان جاء في دوره تماماً وكنت أنا والمخرجة شيرين عادل نحلم بأن يلعب الفنان الكبير حسن حسني دور الأب ووافق، وكذلك أحمد رزق وشريف سلامة وعلا غانم وكل فريق العمل .

·         تردد أنه حدثت خلافات بينك وبين أحمد رزق فماذا فجر الخلاف؟

- لم تكن هناك خلافات حتى تتفجر وأنا وأحمد رزق صديقان وعندما قرأنا عن أخبار هذه الخلافات ضحكنا وكنا نصور المسلسل معاً .

·         هل قصدتم الرسالة الدينية والاجتماعية في المسلسل؟

- بكل تأكيد، والفضل في ذلك للورق الرائع لأحمد محمود أبوزيد الذي أتوقع أن يكون له مستقبل رائع في الكتابة واستمعت جداً بالحوار وكنت في قمة النشوة وأنا أصور دوري في هذا المسلسل الذي قدم رسالة عظيمة ضد المال والتجارة الحرام وكل ما هو غير مشروع .

·         هل تتوقع أن يشجع هذا العمل على انتعاش ظاهرة تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات؟

- لا أتصور أن أي فيلم ناجح يصلح أن يصبح مسلسلاً، وهناك أكثر من تجربة في هذا الإطار لم ينجح منها سوى “الباطنية” في العام الماضي والمعيار هو مضمون الفيلم والقصة والغرض من تحويله إلى مسلسل.

·         ألم تندم على الاعتذار عن عدم القيام ببطولة مسلسل “رجل لهذا الزمان” مع المخرجة إنعام محمد علي؟

- أنا لم أعتذر، لكن المخرجة إنعام محمد علي اتصلت بي ورشحتني للعمل منذ فترة وانشغلت بتصوير برنامج المسابقات “واحد ضد 100” في بيروت لمدة شهرين وعندما عدت وجدتهم بدأوا تصوير المسلسل من دوني . وكنت أتمنى العمل مع مخرجة كبيرة مثل إنعام محمد علي ويشرفني أن أقدم عملاً عن عالم كبير هو مصطفى مشرفة .

·         وما تقييمك لتجربتك في برنامج “واحد ضد 100”؟

- أنا سعيد به لأن ترشيحي له جاء من شركة عالمية قدمت البرنامج نفسه في عدة دول وبأكثر من لغة استفدت منه الكثير وتعلمت خبرة جديدة .

·         وماذا عن فيلمك الجديد “الوتر” مع غادة عادل؟

- هذا الفيلم تجربة سينمائية نادرة في مشواري وعمل جديد على السينما على مستويات عديدة، وأعتقد أن النقاد والمثقفين لن يصدقوا أن هذا الفيلم من إخراج مجدي الهواري، وكل فريق العمل يظهر في شخصيات غريبة ومعي في الفيلم غادة عادل وأحمد السعدني وأروى جودة .

·         وماذا عن ملامح الشخصية التي تؤديها في الفيلم؟

- إنسان مصاب بالأرق ويعاني الكثير في حياته بسبب قلقه وخوفه ولا ينام ويؤثر ذلك في علاقته بكل من حوله .

·         تزداد حولك شائعات الحب والزواج في الفترة الأخيرة فمتى تحسم هذه الأقاويل؟

- تعلمت من المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين أن الصمت يقتل الشائعات وعندما يكون هناك حب أو مشروع زواج أعلنه على الفور .   

الخليج الإماراتية في

10/09/2010

 

أسباب عديدة وراء غيابه هذا العام

حسن رجب: المسلسلات المحلية لا تصلح إلا للإذاعة

حوار: محمد هجرس

الفنان الإماراتي حسن رجب من الفنانين المهمومين بحال الدراما المحلية، ودائماً ما ينادي بتوفير الإنتاج الجيد وإنشاء لجان لاختيار النصوص، معتقداً أن تطور الدراما لن يكون إلا بقرار حكومي، كما حدث في المسرح .وأرجع غيابه عن الدراما المحلية هذا العام إلى ضعف النصوص التي عرضت عليه، وأكد أن الأعمال المعروضة “مهلهلة” ومليئة بالمط .

وقال رجب في حوار معه إن صناع الدراما المحلية كشفوا عن عوراتهم بعد أن خلطوا بين العمل الإذاعي والتلفزيوني، وبعضهم استعان بـ 50 كاتباً في مسلسل واحد ما أدى إلى اختلاف الجملة الحوارية وعدم معرفة الموضوع الذي تدور عنه . ورأى أن السبب في ذلك جهة الإنتاج التي تفرض شروطاً على المنتج المنفذ . وإلى نص الحوار:

·         ابتعدت عن الدراما المحلية هذا العام، فما السبب؟

- الأسباب عديدة، أهمها أن بعض الأعمال لم يستدعني لها أحد، خاصة التي لها جزء ثانٍ، لأن القائمين عليها يعرفون مسبقاً رفضي لها لأنها لن تضيف شيئاً للجزء الأول منها، وتسيء إليه، وهناك أعمال رفضتها رغم محاولات إثنائي عن الرفض، لأن معظم التصوير فيها خارجي تحت حرارة الشمس، وعندي تجربتان صورتهما في الصيف ولا يمكن أن أكررهما لأنهما سببا تعباً شديداً لي، بالإضافة إلى أن التصوير في صيف الخليج خاصة الخارجي يؤدي إلى سلق العديد من الأعمال . ومن زمن بعيد، وأنا أؤكد للجميع أن صيف بلادنا لا يصلح للتصوير وصنع دراما حقيقية، خاصة في المشهد الخارجي .

·         ولكن كل الأعمال تصور في الصيف، فهل تجلس في البيت؟

- أنا إنسان لا أملك سوى كرامتي ولا يمكن أن أتنازل عن حقوقي الآدمية، فكثيراً ما تتعطل الكاميرا في التصوير الخارجي، وأحياناً تحدث عاصفة، أو يتأخر أحد المسؤولين عن الكاميرا، كل هذا وغيره لم يعد يصلح خاصة أننا والحمد لله نمتلك إمكانات عن غيرنا من الفنانين .

·         هل كانت صعوبة التصوير الخارجي في الشمس السبب الوحيد للرفض؟

- لا، بعض الأعمال لم تعجبني .

·         مثل ماذا؟

- من دون ذكر أسماء، والأعمال معروفة الآن وأنتم تشاهدونها وكلها مهلهلة الموضوع، ومليئة بالمط في المشاهد بهدف تغطية ساعات الإنتاج المتفق عليها بين المنتج والمنتج المنفذ للبيع وتحقيق الربح .

وفي هذه الأعمال عدم مصداقية ومشاهد لو حذفت لاستقام العمل، مثل مشهد فيه سيارة ظلت في الكادر حتى دخلت من شارع إلى آخر، ثم شارع جانبي، وتوقفت، ورجعت إلى الخلف، ثم فتح الباب ونزل منها راكب وجدناه يختفي، وبقيت السيارة في الكادر حتى ابتعدت ثم اختفت، كل ذلك رغم عدم خدمة الحدث أي دراما تلك؟ ومن أين جاؤوا بها؟

وأخطاء الإضاءة عديدة لدرجة أنني كمشاهد أصبت بحيرة شديدة في العديد من المشاهد، وضربت كفاً بكف بعد فشلي في معرفة هل هذه المشاهد في الليل أم النهار .

·         في أي مسلسل تلك المشاهد التي تتحدث عنها؟

- رغم أن أصحابها يغضبون، أرى أن كل الأعمال المحلية بها تلك المشاهد . وأذكر أنني جلست أمام حلقة من حلقات جزء ثانٍ لعمل صدعونا به، وحاولت معرفة الموضوع الذي تتحدث عنه تلك الحلقة لمدة 30 دقيقة لكني فشلت، فأغلقت التلفزيون وقلبي يقطر دماً على ما يحدث، ثم عدت من جديد وفتحت التلفزيون على عمل آخر قالوا عنه إنه أكبر إنتاج محلي فوجدت أنه عبارة عن “شاريوه” فقط، ما يعني أن المخرج يجلس ويترك الممثل يأخذ راحته في المشهد أمام الكاميرا .

·         ما تقوله جريمة في حق المشاهد .

- بالتأكيد جريمة، لأن مشاهد اليوم يختلف عنه في الأمس ولم يعد يصلح أن يرى مشهداً يخبرونه فيه بأن هذا كوب ماء سنملؤه ثم نشربه، فهل يستحق شرب الماء مشهداً مدته 5 دقائق يبدأ بالبحث عن الكوب ثم أذهب به إلى الثلاجة ثم أشرب وأقول الحمد لله .

·         أتقصد وجود خلط بين العمل التلفزيوني والإذاعي؟

- بالضبط هذه أعمال لا تصلح إلا للإذاعة فقط، وهو ما يؤكد وجود إفلاس في النصوص والرؤية الإخراجية .

وسوف أذيع سراً لأول مرة يعرفه القارئ وهو وجود مسلسلات إماراتية بها 50 كاتباً ما يجعل المشاهد يواجه بعدم الراحة أثناء مشاهدته، لوجود جملة مختلفة عن الأخرى وإيحاءات بمعان لا تخدم النص، لأن كل كاتب مختلف عن الآخر في روحه وثقافته وبيئته أيضاً .

·         هل تقصد المشاركة الجماعية في كتابة الحلقات؟

- نعم، ولكن بطريقة أن يكتب كل واحد حلقة أو اثنتين وأحياناً خمساً رغم وحدة الموضوع، لذلك كل الأعمال المحلية تفتقر إلى التجانس وأصبحت مثل الثوب المهلهل لا يستر، وما عجل بظهور عورات من يدعون قدرتهم على صنع دراما حقيقية .

·         ولكن هذه طريقة جديدة يطلق عليها “ورش الكتابة”؟

- هذا كلام غير صحيح لأن “ورشة” الكتابة تحكمها معايير فنية أهمها وحدة الموضوع وضرورة الحفاظ عليه من خلال تشابك خيوطه الدرامية، بالإضافة إلى إشراف كاتب كبير للسيناريو مثل المرحوم أسامة أنور عكاشة، ويسري الجندي في مصر، ولا يصل عدد المشاركين في كتابة الموضوع إلى 50 كاتباً .

·         ولكن المنتج المنفذ دائماً يقول إنه ينتج في حدود المبلغ المحدد له؟

- هذا صحيح، وهم معذورون بالفعل لأنهم عند الدخول لتنفيذ الإنتاج يفاجأون بأن المبلغ المتفق عليه لا يصلح لإنتاج دراما حقيقية، لأن العمل يتطلب نجوماً ونصاً، وأماكن للتصوير داخلي وخارجي .

·         إذن المسألة محصورة في الإنتاج فقط؟

- الإنتاج أحد عوامل الضعف ولا يمكن أن يكون الأساس، لأن نجاح العمل يتطلب تضافر مجموعة من العوامل أهمها النص ثم الإنتاج والمخرج والممثلون .

·         ومن المسؤول عن ذلك؟

- الكل، بداية من المؤسسة صاحبة الإنتاج، التي أراها مغتصبة لحق المنتج المنفذ عندما تحدد له مبلغاً تافهاً لإنتاج عمل فني وتفرض عليه شروطاً تعجيزية .

·     ولكن النصوص المقدمة من المنتج المنفذ لمؤسسة الإنتاج مهلهلة وبعيدة تماماً عن الدراما، وأنت تقول ذلك، فكيف تطلب زيادة قيمة الإنتاج؟

- الجهات الإنتاجية تفرض دائماً على المنتج المنفذ أن يكون النص لكاتب بعينه، وتحدد له مجموعة من الفنانين، والمخرج، رغم أن كل هؤلاء أجورهم مرتفعة . أليس من الضروري أن يكون للمنتج المنفذ شروط على تلك المؤسسة مثل دراسة الموضوع ثم تحديد المبلغ الذي سينفذ به الإنتاج؟

·         وكيف يكون النجاح من وجهة نظرك؟

- يوجد لجنة متخصصة في المؤسسات المنتجة تكون مهتها اختيار النصوص، وأن يكون لها حق الرفض وطلب التعديل، على أن يكون قوامها من الكتاب والنقاد والمثقفين .

·         وماذا ينقص الأعمال المحلية غير ذلك؟

- الإنتاج، والنص والفكر الذي يدير كل ذلك .

·         مادمت ترى الدراما المحلية “مهلهلة” لماذا تقبل العمل بها؟

- توقفت هذا العام ولن أقبل عملاً إلا إذا كنت مقتنعاً بأنه يضاهي الأعمال الخليجية التي اشتركت فيها خاصة مسلسل “عندما تغني الزهور” للمخرج أحمد المقله .

الخليج الإماراتية في

10/09/2010

 

«الدنيا هيك» في فخ الذاكرة الشعبية

بيروت - إيلي هاشم 

قبل نحو ثلاثة عقود كانت بداية المسلسل الكوميدي اللبناني «الدنيا هيك» الذي كتبه الفنان اللبناني الراحل محمد شامل، واستمر طيلة ثلاثة مواسم قُدِّمت خلالها 130 حلقة كانت كلها نابعة من المنطق ذاته وتابعة للجو ذاته، فهل حقاً كان خياراً صائباً تجديد هذا المسلسل الذي دخل في الذاكرة الشعبية بأجوائه وممثليه وتعابيره وألفاظه ونهفاته بعدما تغيّر الزمن ولم يعد ممكناً المحافظة على روحيّته؟ أسئلة كثيرة كان يفترض على المعنيين طرحها للتفكير بها مليّاً قبل إصدار الجواب النهائي والقرار الأخير لكتابة نسخة جديدة من مسلسل «الدنيا هيك» الذي عرضته قناة «ال بي سي» الأرضية طوال رمضان. فالأعمال المماثلة التي تصبح ملكاً للمشاهدين ولذاكرتهم تصبح أيضاً أقرب إلى المقدسات التي لا يمكن التلاعب بها أو حتّى مسّها. أمّا أكثر ما يثير التعجّب ويُشعِر بالأسف فهو الإصرار على الإبقاء على العنوان ذاته وكأنّ الثقة بالنفس لامتناهية، وكأنّ محمد شامل نفسه كان حاملاً قلمه وجاهزاً ليكتب الحلــقات الجديدة فاطمأنّ الجميع إلى النتيجة، وكأنّ الممثلين جميعهم لا يزالون حاضرين لتصوير أي مشهد في هذا المسلسل! لماذا الإبقاء على الإسم ذاته، بالتــالي تعريض العمل للمقارنة بينه وبين النسخة الأصلية وتعريض الممثلين لوضعهم في مواجهة أصحاب الأدوار الأساسيين؟! الأكيد أنّ النظرة إلى هذا العمل ما كانت لتكون ناقدة بقسوة لو كان العنوان مخـتلفاً، حتّى لو كان قريباً جداً، فلو كان مثلاً عنوانه «الدنيا بعدا هيك» أو «ليش الدنيا هيك؟»، أو حتّى أقرب بعد: «الدنيا هيك؟»، كانت الآراء ستختلف جداً وستتجه نحو الإيجابية أكثر.

العمل بحدّ ذاته جيّد في شكلٍ عام، ولكن ما إن يوضع في خانة الجزء الجديد من مسلسل «الدنيا هيك»، أو ربما يقول قائل إنّه مجرّد امتداد للفكرة الأصلية. مهما يكن من أمر ومهما يكن تصنيفه، تتحوّل النظرة إليه تلقائياً إلى مستوى آخر أكثر تدقيقاً وأكثر قسوة. فحين يقول أحدهم مثلاً: «أنا أسطورة» يمكن تقبّله أكثر بكثير من حين يقول: «أنا نسخة جديدة من إلفيس برسلي»، فمجرّد المَسّ أو حتّى الاقتراب من الأعمال أو الأشخاص الأساطير يجعل المرء في مواجهة جمهور غاضب.

والأكيد أنّ كاتب المسلسل الجديد ميشال بو سليمان لم يستطع المحافظة على روحية النص الأصلي ولم تشكّل نصوصه امتداداً له، ولا بد من أنّه يعلم ذلك، فعبارة «الدنيا هيك» كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً لا يمكن فصله عن سؤال يُطرَح غالباً في آخر الحلقة على المختار محمد شامل: «يا مختار ليش هيك؟»، فيجيب المختار الحكيم بجملةٍ مليئة بالسجع أو بالبلاغة والصور المجازية ملخِّصاً مضمون الحلقة مستخلِصاً الحكمة منها ثمّ يختم قائلاً: «والدنيا هيك»، ومن هنا يمكن فهم العلاقة بين العنوان والمضمون في النسخة الأصلية. أمّا في هذه النسخة فهذه العلاقة كُسرِت فغابت جمل المختار الحكيمة وصارت الحلقات تُختَم، لا بعبارة «الدنيا هيك» بل بأغنية لفريق الـ «فور كاتس» حيث تتراقص الصبايا الأربع على أنغام «أورغ» السيد «بلبل» الجديد الذي يلعب دوره غسان الرحباني وتتراقص في مقابلهم على كراسيهم بقية الشخصيات!

مهما تكن جدية محاولة التمييز بين النسخة الأصلية والنسخة الجديدة، ومهما تكن ذكية طريقة ربط الشخصيات التي غاب ممثلوها بشخصياتٍ تشكّل امتداداً لهم، لا يمكن الطلب من الجمهور العريض عدم المقارنة بين الممثلين القدامى والممثلين الجدد. هل يمكن حقاً أن يرى المشاهِد ليال ضو في دور «زمرّد» من دون أن تأتي فوراً إلى ذاكرته فريال كريم؟ هل يمكنه أن يرى بيتي توتل صفير في دور «وردة» من دون أن تعود إليه صورة ليلى كرم؟ الأمر ذاته يحصل مع الجمهور حين يرى غسان الرحباني يحمل إسم الشخصية التي عُرِف بها ماجد أفيوني - حتّى لو كانت الشخصيتان مختلفتين مبدئياً - وحين يرى ريمون صليبا يلعب دور «الدروَندي» الذي تميّز به شفيق حسن، أو يشاهد ميشال بو سليمان في دور «عزيز السلمنكي» الذي اشتهر به الياس رزق.

رافعة هذا العمل الأساسية هم الممثلون الذين حملوا أدوارهم من النسخة القديمة إلى تلك الجديدة، على رأسهم يوسف فخري في دور «كوكو» إذ إنّه أكثر من حافظ على شخصيته الأساسية من دون شوائب... ثمّ يوسف شامل في دور «علّوش» وآمال عفيش في دور «شويكار» والراحل زياد مكوك في دور «خردق»، علماً أنّ هؤلاء لم تكن شخصياتهم مشابهة تماماً لخلفياتها في النسخة الأصلية.

المسؤولون عن هذا العمل لم يتفادَوا الوقوع في الفخ فلم يقدّموا نسخة جديدة من «الدنيا هيك» لأنّ الكثير من المواهب ظُلِمَت في هذا العمل، ويا ليتهم استفادوا من الشخصيات التي لا يزال مؤدّوها قادرين على لعبها فوضعوها في قالب جديد مع شخصيات جديدة لا تحمل أسماء الشخصيات القديمة. عندها كان من الممكن أن تشكّل شخصيات مثل كوكو وعلوش وشويكار وخردق الخميرة الصالحة لمسلسل طريف يستفيد من الحس الكوميدي الذي يتمتّع به ميشال بو سليمان ومعظم الممثلين في هذا العمل.

ربما يكون «الدنيا هيك» في نسخته الجديدة درساً لكلّ مَن يفكِّر في التعامل مع الذاكرة الشعبية من دون أن يدرك اخطارها، فكل ما نشاهده من الأرشيف نقبله ونصدّقه لأنّنا نعلم أنّه ينتمي إلى حقبة ماضية من التاريخ، أمّا حين ينتقل من الماضي إلى حاضرنا فإنّ تفاصيل كثيرة ستتغيّر... في النهاية، لا بد من القول ان لا فائدة من محاولة تقليد كلّ شيء ناجح، فبعض الأمور في هذه الحياة وُجِدَت لتبقى فريدة!

الحياة اللندنية في

10/09/2010

 

ممنوعات

أمينة خيري 

نجاح باهر حققته مسلسلات رمضان 2010 في خلط ثالوث المحرمات الكلاسيكي، وتقديمه للمشاهد في 30 أو 33 جرعة (بالنسبة إلى المسلسلات التي يستمر عرضها في عيد الفطر). بحنكة شديدة وخبرة ماهرة خلط القائمون على أمر الدراما جرعات الجنس والسياسة والدين وأمطروا بها المشاهدين عبر مئات القنوات التي تبارت في تغليف الوجبة وتقديمها للمشاهد بالهناء والشفاء.

ولأن مئات القضايا الشائكة تتفرع من عباءة الممنوعات الثلاثة، فقد خرج المشاهد من شهر رمضان ومشاهداته الدرامية المكثفة، وكأنه لم يخرج.

«زهرة» ستبقى حديث كثيرين بملابسها المثيرة التي أغضبت البعض وأعجبت آخرين، وإن لم يجاهروا بإعجابهم ذلك. «الملكة نازلي» أعادت تدوير الوقائع التاريخية، وحورت الأجواء العامة التي كانت سائدة في عصر الملكية حتى بات تاريخ إحدى أشهر وأبرز ملكات مصر مشكلاً بحسب ما ترتئيه وترتديه نادية الجندي. «الجماعة» رفع حظر تداول الأسماء عن جماعة «الإخوان المسلمين» وانتزع لها اعترافاً رسمياً، على الأقل باسمها، إن لم يكن بدورها وحجم تواجدها على المستوى الرسمي. الجرعات الدينية التي كادت تختفي هذا الشهر باختفاء المسلسلات الدينية لمصلحة البرامج الدينية، اتخذت شكلاً جديداً، إذ مُزجت بالسياسة تارة في «الجماعة» من خلال رؤية جماعة الإخوان لتطبيقات الدين في الحياة، وتارة أخرى في حجاب حنان ترك في «القطة العامية»، وتارة ثالثة من خلال الجدال الفقهي المثار حول جمع «زهرة» بين أكثر من زوج.

ولعل خير دليل على دسامة وجبة الممنوعات هو العدد غير المسبوق من الدعاوى القضائية التي رفعت منذ بدء الشهر الفضيل، وكلها يتعلق بالمحرمات الثلاثة. فنجل مؤسس جماعة الإخوان والمرشد الأول لها الشيخ حسن البنا رفع دعوى قضائية على مؤلف المسلسل وحيد حامد والمنتج واتحاد الإذاعة والتلفزيون لوقف عرض المسلسل، بل ذهب إلى حد اتهام الكاتب وحيد حامد بالكفر والعداء وعدم الاعتراف بالأديان السماوية. دعاوى قضائية عدة رفعت ضد «زهرة» بتهمة مخالفة تعاليم الشريعة الإسلامية وجمع امرأة بين أكثر من زوج، هذا غير دعاوى تتهمها بالترويج للرذيلة. هذا إضافة إلى دعاوى ضد مسلسلات أخرى مثل «العار» بسبب مشاهد ما سمي بـ«العري» و«الإثارة» لعلا رامي، وغيرها كثير.

ولأن الجرعة كانت عالية التركيز، يتوقع أن ينعم المشاهد بأجواء المحرمات الثلاثة لفترة أطول. فالأكيد أن قنوات ستسارع الى إعادة عرض المسلسلات التي حازت الإعجاب أو حتى الإدانة. هذا غير سيل برامج الحوار التي ستستثمر أجواء رمضان الدرامية الجدلية.

يتوقع أن ينعم المشاهد العربي بتلك الأجواء حتى قرب قدوم رمضان المقبل وجرعة جديدة من الممنوعات ولكن برؤية 2011.

الحياة اللندنية في

10/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)