حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

خواطر ناقد

النجمات خذلن شريف منير

بقلم :طارق الشناوي

كشف شريف منير« في أكثر من لقاء أن دور البطولة النسائية في مسلسل »بره الدنيا« رشحت له أكثر من نجمة وأن الاعتذار كان دائما هو الحل.. من بين المعتذرات »مني زكي«، »منة شلبي« »غادة عادل« و »هند صبري« وهكذا استقر الأمر علي »نسرين امام«!

لم تقل ولا نجمة من هؤلاء أنها تستعد لمشروعها الخاص وأن البطولة التليفزيونية ينبغي ان تكتب من أجلها.. كل ذلك لم تعلنه اي نجمة من المعتذرات رغم أن الحقيقة هي أن التليفزيون صار هو المجال الآمن والممكن للنجمات للحصول علي البطولة وأنهن لن يذهبن للشاشة الصغيرة لكي يقفن بجوار البطل ولان »بره الدنيا« مصنوع من أجل »شريف منير«!

ما فرضه عليهن قانون السينما لن يصبح هو مصيرهن التليفزيوني.. التليفزيون بات الآن يسمح للنجمات من هذا الجيل بالتواجد كبطلات ولو رجعت للوراء عشر سنوات لاكتشفت أن السينما عندما أشاحت بوجهها عن »يسرا« و »ليلي« و»الهام« وجدن ان التليفزيون لازال يضعهن في مكانة خاصة ولهذا صرن يتواجدن سنويا في رمضان بل ان »الهام شاهين« كانت في احيان كثيرة تقدم بطولة مسلسلين في نفس الوقت.. الجيل التالي لهن والذي لايزال مطلوبا بقوة في السينما اتجه صوب البطولة التليفزيونية.. البطولة السينمائية مقامرة غير مأمونة العواقب المنتج لن يستطيع ان يدفع بنجمة بطلة الا اذا توفر اكثر من شرط وهو ان حجم المخاطرة المالية قليل ولهذا مثلا نجد أن أكثر نجمة يتم اسناد بطولة الافلام إليها هي »ياسمين عبدالعزيز« بعد »الدادة دودي« لعبت بطولة فيلم »الثلاثة يشتغلونها«.. الأرقام التي حققتها في شباك التذاكر تتيح لها بالتأكيد التواجد في الصيف القادم بتجربة ثالثة.. علي الجانب الاخر كان السينمائيون يراهنون قبل بضع سنوات علي »عبلة كامل« كبطلة وانتقلت من بطولة إلي اخري آخرها »بلطية العامية« ٨٠٠٢ إلا أن الايرادات لم تشهد لصالحها ولهذا توقف الرهان عليها كبطلة وصارت تقبل دور ضيفة شرف مثلما حدث مؤخرا في فيلم »الكبار«!

التليفزيون يمنح البطولات لدائرة أوسع من النجوم والنجمات نظرا لانه صار هناك توجه لانتاج يتجاوز قدرة النجوم والنجمات وصل العدد الي ما يزيد علي ٠٧ مسلسلا مصريا وهكذا شاهدنا النجمات وقد صرن بطلات بعد ان ضنت عليهن الشاشة الكبيرة تلك المساحة ومن النجمات اللائي صار لهن تواجدهن الدائم »داليا البحيري« »وحنان ترك« وذلك علي مدي   أربع سنوات متتالية.. انضمت في العام الماضي »زينة« و»منة شلبي« وهذا العام شاهدنا هند صبري و»عايزة اتجوز« ومي عزالدين »قضية صفية« وكان من المفترض أيضا ان يعرض لغادة عادل »فرح العمدة«..  بينما صارت مثلا غادة عبدالرازق، ورقة رابحة تليفزيونيا علي مدي عامين متتالين تسند لها البطولة في مسلسلات لها حس شعبي مهما شابها من انتقادات مثل »الباطنية« ثم »زهرة وأزواجها الخمسة« والعام القادم »سمارة« وهكذا صارت رقما تليفزيونيا!

»منة شلبي« لعبت العام الماضي بطولة »حرب الجواسيس « واعتذرت عن أكثر من بطولة في رمضان ٠١٠٢ ومعروض عليها أكثر من بطولة لرمضان القادم.. مني زكي.. بعد السندريللا« قبل ثلاثة أعوام وهي تفكر والآن استقرت علي مشروعها الرمضاني.. القادم النجمات لن يقفن في أدوار ثانية مع »شريف« أو »خالد الصاوي« أو »خالد صالح« أو »محمد فؤاد« و »مصطفي قمر« الزمن تغير ولهذا لن توافق علي تلك المساحة الا فنانات ينتظرن  الفرصة مثل »ريم البارودي« أو »رانيا يوسف« أو فنانات فاتهن قطار البطولة مثل »حنان مطاوع«.. هذه هي شريعة الحياة الفنية في مصر لا احد علي استعداد لكي يلعب دورا يأتي تاليا في المساحة للبطل الا اذا لم تكن  لديه فرصة اخري للاستحواذ علي البطولة بمفرده وما يجري في التليفزيون الآن سبق أن رأيناه في السينما.. النجوم الحاليون لا يوافقون علي أداء أدوار تالية للبطلات.. مثل شريف منير كان هو أول من تم ترشيحه لمشاركة »مني زكي« بطولة فيلم »أسوار القمر« اخراج طارق العريان، الا انه كانت لديه شروط عديدة متعلقة بمساحة الدور وكتابة اسمه علي الافيش وعندما لم تستجب جهات الانتاج لطلباته اعتذر وأسند دوره بعدها إلي »عمرو سعد«!

ياسمين عبدالعزيز في كل أفلامها التي لعبت بطولتها لا يرحب بمشاركتها البطولة نجوم هذا الجيل، الوحيد الذي وافق علي أداء ضيف شرف هو »أحمد عز« في الثلاثة يشتغلونها، ولكنها دائما ما تواجه بالرفض من النجوم الذين كانت تقبل ان تقف بجوارهم في ادوار تالية للبطل.. هذا هو قانون الدراما اتذكر أن »حنان ترك« قبل ان تتحجب  وتبتعد عن السينما كانت تردد دائما أرفض أن أكون وردة في عروة جاكتة النجم«.. حيث كان السينمائيون مع بداية بزوغ نجومية »مني« و»حنان« في نهاية الستعينيات لا يسندون لهما إلا ادوارا لا تزيد عن كونها ظلا للبطل.. الدنيا تغيرت قليلا في الساحة السينمائية وبدأت تطرق باب النجمات وهكذا مثلا شاهدنا زينة« وصبا مبارك« بطلتين في »بنتين من مصر« صحيح ان المشروع يقع في اطار الافلام محدودة التكاليف إلا أنه حتي تلك الافلام لم يكن مرحبا بها في الماضي لاحساس السينمائيين ان الجمهور لن يقبل عليها.. النجمات لن يتركن الفرصة تفلت منهن في التليفزيون وأتصور ان النجاح التليفزيوني من الممكن أن يلعب دورا ايجابيا في انتقالهن إلي السينما في أدوار بطولة!

لا احد يقف مع أحد ولكنه القانون الذي يفرض نفسه علي الجميع فلن يوافق »شريف منير« علي ان يتقاسم تليفزيونيا البطولة مع احدي نجمات هذا الجيل لانه صار بطلا تصنع من أجله المسلسلات ولن توافق نجمة أن تقف بجوار »شريف« بعد ان ذاقت طعم البطولة المنفردة..

هذه هي الحقيقة وهذا هو القانون الذي يشكل الخريطة التليفزيونية سواء اتفقت أم اختلفت معه فهذه قصة أخري!؟

أخبار النجوم المصرية في

09/09/2010

 

 

سلاف : دوام الحال جعلني ملكة في المنفي

كتبت - نورا غنيم

حالة من الحزن الشديد سيطرت علي النجمة سلاف فواخرجي طوال الفترة الماضية وذلك بسبب الهجوم الشديد الذي تعرضت له خلال الفترة الماضية، بعد ما ترددت شائعات حول حالة الغرور التي تتملكها بشدة، والتي جعلتها تسييء التعامل مع اسرة برنامج »دوام الحال« للاعلامية لميس الحديدي وإهانتها لاسرة البرنامج ورفضها تصوير حلقتها في البرنامج وغيرها من الاتهامات التي شوهت صورة سلاف الفترة الماضية.

خرجت سلاف فواخرجي عن صمتها وتحدثت عن المشكلة قائلة: عندما قررت منذ اسابيع ان اصور حلقة من حلقات البرنامج كان ذلك استثناء فقط للتليفزيون المصري لما يربطني من علاقة طيبة بالاعلامية لميس الحديدي، ومع موعد تصوير  البرنامج اوقفت تصوير مسلسل كليوبترا، وعطلت فريق العمل والممثلين، ورغم اننا كنا قد بدأنا رمضان، وأصبح هناك تكثيف في معدلات التصوير.. واسرة البرنامج طمأنتني بانني لن اقضي في القاهرة سوي ليلة واحدة فقط وانه سوف تكون هناك سيارة في استقبالي من المطار ومسئول من البرنامج لكي يصحبني الي الفندق. وأكدوا لي انهم مقدرين تماماً ظروف عملي ولن اتأخر عن موعد العودة لتصوير المسلسل..

لكني للاسف بمجرد وصولي لمطار القاهرة فوجئت بنوع من اللامبالاة الشديدة في التعامل معي من قبل معدة البرنامج وجهة الانتاج، فلم أجد السيارة في انتظاري، ولا أي شخص في استقبالي كما كنا متفقين.

واتصلت عدة مرات بالمعدة ولكنها اخبرتني ان هناك سوء فهم مع الشركة المكلفة بأرسال السيارة وأن علي انتظارها وبالفعل انتظرت في الشارع لمدة ساعة ونصف شعرت وقتها بقهر شديد جداً وحسرة من داخلي بسبب هذه المعاملة السيئة التي عاملوني بها، بعد ان تركت عملي وعطلت تصوير المسلسل من أجلهم.

وانهارت أعصابي بشدة، وحتي لم أكن أعلم أسم الفندق المقرر أن أقيم فيه، وبعد أن تعبت نفسيتي من طول الانتظار اتجهت إلي أقرب فندق وحجزت به غرفة علي حسابي الخاص.

وأكملت »سلاف« اتت لي بعدها المعدة في الفندق واعتذرت لي عن ماحدث وحاولت اقناعي ان أصور الحلقة ولكني فعلاً كنت مستاءة نفسياً وحزينة بشدة لما حدث، وعلي عكس ما اشيع في الصحف بأنني تطاولت علي أسرة البرنامج، كنت اتحدث معهم بهدوء وأدب جم رغم استيائي وأعصابي المنهارة.

وبعد ان رفضت التصوير فوجئت بأسرة البرنامج تعرض مبلغاً كبيراً من المال لكي أصور الحلقة ولكن »ولامال قارون« ممكن ان يجعلني اغير قراري، وحادثتني لميس الحديدي واعتذرت لي وقالت »عندك حق في قرارك«.

وما أكمل علي حالتي النفسية السيئة هو أنني عندما قررت العودة الي سوريا لألتحق بموعد التصوير في المسلسل فوجئت انهم رتبوا كل شيء لي حتي وصولي إلي  القاهرة، ولم يهتموا بترتيبات لعودتي، وكأنهم كانوا يساندونني حتي انتهي من تصوير الحلقة ثم يتركوني للمصير المجهول، حيث توجهت الي المطار ووجدت انه ليس لي أي حجز علي أي طائرة، وقفت في مطار القاهرة أربع ساعات بصحبة رجال الأمن والموظفين والذين اشهد لهم بالاحترام الشديد والتعاون معي، فلم يتركوني حتي صعدت إلي أول طائرة متجهة الي عمان ، فلقد كانوا متعاطفين مع حالتي النفسية السيئة ومقدرين ارتباطي بموعد تصوير في سوريا والذي يجب ان ألحق به بسرعة، ومع وصولي عمان جلست أيضاً في المطار أربع ساعات في انتظار طائرة نقلتني الي سوريا..

وحاولت ان اتجاوز ماحدث في القاهرة وأعود للتركيز في عملي بالمسلسل.. وكانت أسرة البرنامج قد اتفقت معي علي ألا احكي أي شيء مما حدث معي حتي لا أشوه سمعة البرنامج، وانا تفهمت ذلك حتي فوجئت بالهجوم الشديد الذي تعرضت له ومجموعة من الأخبار الكاذبة التي تشوه صورتي حيث اتهموني بالغرور والتعالي علي أسرة البرنامج، وغضبي الشديد عندما وصلت الي مطار القاهرة ولم أجد استقبالا شعبيا كبيرا، حيث انهلت علي اسرة البرنامج بالصراخ والعصبية وقلت انني ملكة ويجب ان يستقبلوني في مصر استقبال الملوك.

وأكملت ضاحكة.. كيف يعقل ان اقول ذلك فهذه ليست اخلاقي، ولا اسلوبي في التعامل، وجميع من حولي يعلمون عني ذلك و اتمني لو اعرف حقاً من يقف خلف هذه الشائعة المؤسفة التي اصابتني بالقهر الشديد والحزن خلال الفترة الماضية.

أخبار النجوم المصرية في

09/09/2010

 

دراما مرئية

الجماعة .. بين التاريخ والتفسير

بقلم : د.حسن عطية 

جذب مسلسل (الجماعة) أنظار وعقول المشاهدين بقوة بنائه الدرامي، وجاذبية أحداثه، وطرحه لموضوع مؤثر في حياة الناس اليومية بصورة جلية بعيدا عن هذه الموضوعات المتكررة في غالبية المسلسلات المعروضة، وتحليله العميق لموضوعه مقابل العرض السطحي والمكتفي بترديد أقوال الفساد والتخلخل الذي يعانيه المجتمع بصورة بدا معها هذا المجتمع في غالبية هذه المسلسلات علي التواصل مع جمهوره عبر صورة مرئية بالغة الجاذبية، وبناء موسيقي عميق التعبير ، واداء تمثيلي شديد التميز، وتحكم كامل لعناصر العمل بأكمله من مخرج لا ينفذ سيناريو بقدر ما يخلق عالما من الصور والكلمات يشابه الواقع دون أن يكونه.

ولان موضوع المسلسل هو عرض حاضر جماعة الأخوان المسلمين رصدا لتاريخ تأسيسها، ومناقشة لأبرز أفكارها، في ظل واقع صار لها فيه تأثير فكري وعملي فاعل بين الناس، ضاعف منه هبوب رياح الأفكار السلفية من الجزيرة العربية وخليجها، عبر جماعات الرحيل بحثا عن القوت تحت نير ذل الكفيل، مما حطم كرامة المصري ودفع الروح الطيبة للانصياع لأفكار تطمئن الروح المنسحقة وتعطل ملكة التفكير التي صارت رذيلة، وانعكس هذا بصورة ضغط اعلامي علي مبدعي المسلسل، من قبل كتابته واخراجه حتي أيام عرضه، مما دفع المسلسل للتجاذب بين قطبين مضادين هما: موضوعية المؤرخ العلمية التي تتطلب الالتزام بالرصد التوثيقي غير المنحاز للوقائع لفكر يناصره ويقف ضد اخر مخالفا له، وتتطلب منه إعادة صياغة الوقائع بصورة فنية وبوجهة نظر نقدية واضحة فيها، كما سار المسلسل دراميا علي الحد الفاصل بين دراما السيرة الذاتية الدائرة حول شخص واحد، ويقع فيها المبدع غالبا في هوي من يعرض له، ويطالبه مريدي وورثة من يتعرض له بضرورة تقديمه ملاكا منزها عن الخطأ، ودراما الفعل الجماعي المهتمة بتقديم الموضوعات التي تشغل المجتمع ككل، وتتعدد فيها الشخصيات وتتصارع الارادات، ولا تهتم بوقائع التاريخ بصورة توثيقية، الا باعتبارها أجواء عامة تكشف عن حركة هذه الموضوعات الاجتماعية داخلها، وعلاقات التأثير والتأثر بينهما.

استرجاع الماضي

من أجل منح المسلسل فرصة تقديم رؤية المبدع الفكرية في الوقائع والأفكار التي يرصدها المؤرخ. استخدم المسلسل منهج استرجاع الماضي من فعل درامي يحدث في الحاضر، لمعرفة اسبابه الكامنة في الماضي، وذلك انطلاقا من مظاهرة القوة التي نظمها شباب الاخوان بجامعة الأزهر منذ أربعة سنوات، دون غض النظر عن اجواء التردي التي يعيش فيها المجتمع حاليا: بطالة ورشوة وفساد ذمم وغياب للعدل وموت للحب بالسكتة الاقتصادية وتخلف فكري في الجامعة يصل إلي حد المشاركة الفعلية في المظاهرات الطلابية العفنية، وهي الاجواء التي تسهل عملية تعطيل العقل وتعوق حركة المجتمع نحو التقدم.

وقد نجح المسلسل في استخدام هذا المنهج سائرا في خطين زمنيين، الحاضر الذي نشاهد فيه وقائع عايشناها خلال السنوات الأخيرة، ويتصدر حركتها الدرامية وكيل نيابة أمن الدولة »أشرف« (حسن الرداد) المكلف بقضايا ذات علاقة بالنشاط الاخواني، والساعي للبحث عن المعرفة التاريخية والفكرية للجماعة حتي يحكم بالعدل الكامل، وهو المحرك لعودة المسلسل للماضي واسترجاع تاريخ الجماعة، ومعه فتاته الإعلامية »شيرين« (يسرا اللوزي). وجدها المستشار علي المعاش »عبدالله كساب« (عزت العلايلي) والذي يعرف جيدا تاريخ الجماعة، بحكم انتمائه السابق لها، ويحقق للمسلسل فرصة التعليق علي احداث الحاضر، والتفسير لمواقف الماضي، مقدما رؤية المبدع الراهنة للأحداث التي يقدمها المؤرخ بحياديته المعلنة.

المتحدث الخاص

ويبدو أنه تحت ضغط حملات التشكيك في المسلسل، واتهامه بمحالأة السلطة، ورغبته في التأكيد علي الموضوعية، وتركز الكثير من حلقاته حول أحداث الماضي، مال المسلسل أكثر نحو التاريخ والعرض شبه الوثائقي لسيرة حياة مؤسس الجماعة »حسن البنا« وأفكاره، الي الدرجة التي تابع فيها الناس شخصية »البنا« طفلا نابغا، وصبيا قادرا علي تحريك من حوله، ثم طالبا مفوها ومدرسا وداعية يقتحم الخمارات والمقاهي المبتذلة ليعظ من فيها ويهديهم للصراط المستقيم، فسياسيا يواجه خصومه برداء استهدفه، وحتي محاولة ادانته بمناصرة الملك فاروق ضد الديمقراطية الحزبية، لم تتحقق بعد ان حققت الدراما التليفزيونية المصرية المدعومة من جهات خارجية نصرها المؤزر في تزييف وعي الأجيال الجديدة، وتبيض صفحة الملك الطيب »فاروق« المحب لشعبه!! فضلا عن خواء الحياة الحزبية اليوم، وصورها السلبية الماثلة علي ارض الواقع.

لقد شارك فساد الحاضر الماثل بذهن الكاتب الكبير »وحيد حامد« والرافض له، في صياغة صورة درامية اسطورية لرجل متدين دعي يوما لمكارم الاخلاق، ومازالت دعوته تلعب علي وتر الاخلاق المفقودة، علي حين يأتي الكشف عما تخبئه هذه الدعوة من أهداف سياسية وفكر يجمد حركة المجتمع، يأتي مجرد تعليق كلامي يصدر في الحاضر، غالبا علي لسان المستشار عبدالله. فهو المتحدث الخاص باسم الكاتب، او ما نعرفه في الدراما باسم (الريزونير) إلي جانب مجموعة من الايماءات وتعبيرات الوجه ونبرات الصوت التي أهتم الممثل »اياد نصار« بتوجيهات المخرج بابرازها في أحاديث »البنا« مع جماعته او مع الاخرين، تكشف عن أهدافه المستترة، وعن استخدامه منذ البدء مبدأ التقية باعتبارها رخصة تسهل له الوصول لمقاصدة دون تصادم معلن مع الآخرين.

مسلسل متميز، مختلف عن غالبية ما تقدمه الدراما التليفزيونية، أخرجه »محمد ياسين« الذي تدرج في أفلامه الاربعة السابقة من خفة الكوميديا إلي عمق المأساة، واصلا في أول أعماله التليفزيونية إلي مستوي رفيع، حقق في بالتصوير بالكاميرا الواحدة صورا راقية لا تفتقد لحساسية الاخراج التليفزيونية متعدد الكاميرات، والمقترب أكثر من الوجوه لنقل الأحاسيس والأفكار الكامنة بعمق العين وعصبية الاصابع، وأدار ممثلية بحرفية أظهرت قدرات »عزت العلايلي« المتمكنة والواعية بالشخصية الدرامية وتاريخها الواقعي ورسالتها في المسلسل، وفجرت طاقات »حسن الرداد« ومجموعة الممثلين المتميزين الذين اكدوا ان الشخصية الدرامية هي صانعة النجم وليس وجوده في حد ذاته، وعلي ان الممثل الجيد هو الذي يدرك أبعاد هذه الشخصية، ويكون له رأي فيها، ويجسدها باعتبارها جزءا من كل، وفردا في جماعة تقود العمل لأفضل صورة، داخل بناء موسيقي ابدعه »عمر خيرت« وحكم المسلسل داخل سيمفونية سمعية تتناغم مع الصورة المرئية لتقدم عملا عالميا خالدا، رغم وقائعه المصرية الراهنة.

أخبار النجوم المصرية في

09/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)