حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

خالد صالح:

عيني على الجمهور "أبو بيجاما" وعارف إنى لا" جان " ولا " كوميديان"

عبير عبد الوهاب

·     طلبت بنفسي زيادة مشاهد عزت العلايلي وسهير المرشدي.. لأن ظهوري في المسلسل من الجلدة للجلدة ليس دليل نجوميتي

·         لم أطالب برفع أجري من ثلاثة ملايين لستة .. واللي يقول الكلام ده يبقى معندوش فكرة عن منطق «التسعير»

هو ليس ممثلاً عادياً، فلديه شحنة فنية لا تنقطع، وحس فني وإحساس يجعله يعرف جيدا متي يظهر لجمهوره ومتي يختفي عنه، وكيف يرضيه بأعمال فنية يختارها بدقة شديدة.

خالد صالح ممثل لديه موهبة فنية متميزة يعرف كيف يستغلها، وليس لديه أي استعداد لتضييع الفرصة التي حصل عليها، لأن معندوش وقت يضيع فرص بحسب تعبيره، فقد دخل المجال الفني متأخراً عن جيله، لكنه نجح في أن «يحصلّهم»، بل يسبق الكثيرين من أبناء جيله، فخطواته رغم أنها هادئة، لكنها تحمل من الاتزان والثبات ما يؤهله لأن يكون أحد أهم نجوم الصف الأول سواء في السينما أو التليفزيون.. لم يفعل مثل كثيرين.. ممن يتعاملون مع التليفزيون بمنطق «السبوبة» أو بمنطق: «لو عيشك اتقطع في السينما فعليك بالتليفزيون»، فقد اتجه للدراما التليفزيونية بكامل إرادته، وهو يحقق نجاحات متتالية في السينما، فحققت أعماله التليفزيونية نجاحاً لا يقل بريقاً عن أعماله السينمائية.. التقينا خالد صالح لنتحدث معه عن أحدث تجاربه التليفزيونية «موعد مع الوحوش» الذي يقدم فيه دور الصعيدي لأول مرة في مشواره الفني، وكذلك عن اللحظات العصيبة التي مر بها بعد وفاة شقيقه الأكبر «إنسان»، وعن أفكاره وتوجهاته في الفن والحياة بشكل عام.

·         كيف رسمت ملامح شخصية «طلعت» في مسلسل «موعد مع الوحوش»؟

- في البداية.. أنا كنت عارف إني ماعنديش جديد أقدمه في شخصية الصعيدي بعد أن قدمها نجوم كبار مثل «عبدالله غيث» و«نور الشريف» و«يحيي الفخراني» و«جمال سليمان» و«ممدوح عبدالعليم» و«رياض الخولي».. من البداية أنا عارف إني مش داخل أناطح ولا أنافس.. أنا داخل أعمل دور مختلف بناءً علي السيناريو الذي يقدم شخصية مختلفة للصعيدي اللي بيخرط الملوخية مع أمه، وبيقول لها في مشهد آخر: «أنا مش راجل وإنتي السبب»، فإذا كانت الشخصية مختلفة، فسينطبق هذا علي الأداء، لذا كان عليّ أن أضع نقاطاً أسير عليها وأنا أقدم شخصية طلعت.. أهمها إني لازم أخلي الناس تفهم هو بيفكر إزاي وتقبل طريقة التفكير هذه وتحبها علشان تقدر تتعاطف معه في النصف الثاني من الأحداث.

·         شهد أداؤك في المسلسل نضجاً ملحوظاً.. حتي انفعالاتك أصبحت أهدأ.. كيف تعمل علي تطوير نفسك كممثل؟

- الكتابة وفريق العمل كلاهما يعمل علي تطوير الممثل، وظهوره بشكل أفضل، وأنا كان معايا نجوم زي عزت العلايلي وسهير المرشدي وأحمد خليل، وناس جامدين زيهم بالتأكيد سيعطون أبعادا مختلفة لأداء الممثل.. كل هذه العناصر عندما تجتمع حول الممثل بتحصل له حالة استفزاز فني تخرج منه طاقات مختلفة، لأنه بيستعد استعدادا مختلفا، وبشكل عام أنا أعمل علي تطوير نفسي كممثل من خلال متابعة احتياجات الجمهور.. هو عايز إيه وأنا أقدر أقدم له إيه، وفي حاجة كمان مهمة.. أنا سني كبيرة وهذا أعطاني خبرات كثيرة، وبعدين أنا حاليا في مرحلة تشكيل الممثل.. صحيح أنا سني كبيرة، لكن عمري الفني لم يتجاوز التسع سنوات، لذا أتمني أن تكون هذه فترة نضج أو اختلاف رؤية. وعلي فكرة معظم أحداث المسلسل أنا صورتها تحت ضغط نفسي كبير بسبب فترة مرض شقيقي «إنسان»، وملازمتي له خلال تلك الفترة، ثم وفاته بعدها والحالة النفسية السيئة التي سيطرت عليّ.

·         هل تطلبت منك تلك الظروف مجهوداً مضاعفاً لاستعادة لياقتك في العمل؟

- طبعا تطلبت مني تركيزاً مضاعفاً ومجهوداً إضافياً، لأني كنت عارف إني مش هاعرف أشتغل في ظل هذه الظروف، وفي ظل حالة الحزن التي تسيطر عليّ، فكان علي أن أركز بشكل أكبر.. يمكن أعرف أعمل حاجة، ويبدو أن الضغط يخرج طاقات داخل البني آدم، هو مش بيكون عارف إنها موجودة جواه. وبشكل عام المجهود في مهنة التمثيل لازم يبقي مضاعف طول الوقت.. أنا لما دخلت الشغلانة دي كنت فاكرها مهنة لطيفة وسهلة وحلوة وفيها خروجات وريحة بارفانات وسهر للصبح.. لاقيتني لا بخرج ولا باسهر.. بشتغل وبس.. التمثيل ده اتضح إنه صعب جدا بالنسبة لكل فنان لديه مشروع حقيقي عايز يعمله.

·     علي غير عادة النجوم وافقت أن يكون المسلسل بطولة جماعية بينك وبين عزت العلايلي وسهير المرشدي، فالأدوار تقريباً متقاربة في المساحات؟

- لقد كان هذا شرطي قبل الموافقة علي بطولة المسلسل.. أنا قلت لهم مش هاشتغل لوحدي.. ومش هاعمل مسلسل من الجلدة للجلدة، لأن النجاح يأتي من فريق عمل متعاون.. أنا كنت باقعد علي السيناريو بنفسي لأتأكد أن أدوارهما قوية ومؤثرة، وكنت باطالب بزيادة عدد مشاهدهما ومشاهد باقي الأبطال الآخرين أيضا، لأن ظهوري في كل المشاهد ليس دليل نجوميتي. أنا عارف إن هذه الطريقة في التفكير لم تعد موجودة حاليا، لأن للأسف لم يعد هناك مرجعية أخلاقية ولا قيم شارع ممكن نرجع لها، عشان كده لازم نفوق، لأن الدنيا باظت ولازم كل واحد يؤدب نفسه كل شوية، زي ما بأعمل مع نفسي، حتي لا تسوء الأمور أكثر من ذلك.

·     لماذا إذن لم تقترح علي المخرج كتابة اسم «عزت العلايلي» قبل اسمك علي التيتر تكريما لتاريخه، كما يحدث عادة في مثل هذه المواقف، فقد فعلها الفخراني مع محمود مرسي في مسلسل «التعلب»، وفعلتها غادة عبدالرازق مع حسن يوسف في «زهرة وأزواجها الخمسة»؟

- أنا اتحايلت عشان اسم عزت العلايلي يتكتب معايا علي التيتر في نفس التوقيت وبنفس الخط، لكن أقسم بالله أنا ما ليا دخل في ترتيب الأسماء خالص.. أنا عمري ما قلت أنا اسمي هيتكتب فين ولا هقبض كام. ودي مش طيابة مني.. ده ذكاء، لأن أنا لو قلت أنا عايز عشر قروش وأنا لا أستحقها أبقي أهبل، ولو طلبت من المخرج يكبر صورتي علي الأفيش وهو مش عايز.. أبقي عبيط، وأنا لا أهبل ولا عبيط.. أنا عارف إن الممثل كارت تلعب به جهة الإنتاج زي ما هي عايزة بحسب قيمته ومكانته.. دي حاجة ماليش فيها، فأنا لست مسئولا عن عدم كتابة اسم عزت العلايلي قبل اسمي علي التيترات.. دي مسئولية المخرج والمنتج.

·         لكنك نجم العمل وكلمة منك كانت ستعيد ترتيب الأسماء علي التيترات من أول وجديد خصوصاً لو كان الطلب إنسانياً!

- مقدرش أعمل كده لأن ده هيبقي علي حساب الجمهور.. أنا لا أرضي أن أجامل فنانا علي حساب الجمهور، وما ارضاش إن اسم أي حد يتكتب بطريقة فخيمة علي التيتر ارضاء لي.. أنا لا أتدخل لصالحي ولا ضدي، وعلي فكرة أنا شاهدت التيتر زي أي حد، وشعرت بفخر لأن اسمي مكتوبا بجوار اسم فنان كبير في مقام عزت العلايلي ولم يأت في بالي علي الإطلاق مين اسمه مكتوب قبل مين.. ده شغل إنتاج لا أتدخل فيه.. حاجتين مابتكلمش فيهم تيترات وأجر.

·         لماذا طلبت إذن من شركة «كنج توت» رفع أجرك من ثلاثة ملايين إلي ستة ملايين جنيه؟

- 6 ملايين جنيه!! اللي بيقول الكلام ده حد معندوش فكرة عن منطق التسعير.. التسعير منطق وسياسة واقتصاد وعلم.. أنا لا يمكن أطلب رفع أجري بهذا الشكل.. أجر الفنان يحدده المنتج بناء علي العرض والطلب، وأنا لو باخد عشرة قروش وعرض عليّ المنتج عشرين قرشا بشكل استثنائي سأرفض، لأني بعد كده مش هاعرف أرجع أخد العشرة تاني.

·         ما الذي دفعك لتركيز جهودك في تقديم مسلسل تليفزيوني كل عام رغم نجاحك في السينما؟

- أنا من البداية عيني علي جمهور البيت أبو بيجاما ده.. اللي بيتفرج علي التليفزيون وهو نايم علي السرير أو ممدد علي الكنبة.. هذا الجمهور مكسب ليّ كممثل، كذلك لازم أفكر في الجمهور اللي وقف جنبي وأنا ممثل لسه طالع واللي ممكن يكون مش معاهم فلوس يدخلوا يشوفوني في السينما.. لازم أقدم لهم أعمال يشوفها ببلاش.. ده حقهم عليّ، ولما أفكر أعمل مسرح، هاعمل مسرح من أبو 40 و50 جنيها للتذكرة مش من أبو 400 جنيه برضه عشان الناس دي.

·     ألا تتعارض هذه الطريقة في التفكير مع حياة البيزنس التي عشتها لمدة عشر سنوات بعد تخرجك من الجامعة وقبل أن تدخل مجال الفن؟

- مين اللي قال إن التجارة والبيزنس مش قايمين علي العلاقات الإنسانية؟! أنا اشتغلت في البيزنس عشر سنوات مع شقيقي «إنسان» الله يرحمه.. كان كل حاجة في حياتي وعلمني أجمل المعاني الإنسانية.. علمني يعني إيه أبقي تاجر عندي ضمير.. كان دايما يقولي إن التاجر لازم يراعي ضميره.. مفيش حاجة اسمها «بيع للزبون وش القفص».. كان بيقول لي: اللي تحت يا خالد لازم يبقي زي الوش اللي باين بالظبط، وهذا لا يتعارض مع فكرة المكسب.. يمكن المكسب يقل شوية، لكن في النهاية هناك مكسب.

·         ما الذي استفدته من سنوات عملك في التجارة قبل احتراف الفن؟

- اتعلمت إزاي أعرف أقيم علاقاتي مع الآخرين، بالإضافة إلي أن تغيير مساري من التجارة للفن بشكل مفاجئ صنع بداخلي رجة كان لها تأثر كبير في فيما بعد.

·         لماذا اتخذت هذا القرار في ذلك التوقيت تحديدا؟

- إحنا كنا شلة أصحاب أيام الجامعة، وكنا نقدم مسرحيات علي مسرح الجامعة.. أنا فضلت بعدها العمل في مجال التجارة مع شقيقي إنسان رحمة الله عليه، وكونت بيتا وأسرة، وماكنتش بتفرج علي تليفزيون ولا بدخل سينما لأني ماكنتش فاضي لدرجة أني كنت أنبهر عندما كنت أزور هنيدي أحيانا أثناء عرض إحدي مسرحياته، لكن بعد عشر سنوات اكتشفت أني لم أتحقق نفسيا، وإن في حاجة تانية أنا عايز أعملها، فقررت أسيب التجارة وأشتغل في الفن، فاشتغلت في الهناجر واختارتني المخرجة إنعام محمد علي لدور في مسلسل «أم كلثوم» والمخرج سامح الباجوري في دور في فيلم «كرسي في الكلوب» وبدأت الحياة.

·         هل من السهل علي الإنسان أن يغير مسار حياته 180 درجة في لحظة؟

- بالتأكيد ليس سهلا علي الإنسان أن يعيش حياته كلها بأسلوب وفجأة يتغير كل شيء.. أنا كنت عايش حياة مرتبة ومنظمة.. كان فيه دخل شهري ثابت بيدخل لي كل شهر معتمد عليه بشكل أساسي وفاتح منه بيتي وأقلمت حياتي علي كده، فجأة طلعت في دماغي أبقي ممثل، وأنا عارف من الأول إني لا جان عشان المخرجين يسندوا لي أدوار رومانسية مثلا ولا أنا كاركتر لكي أحصل علي أدوار كوميدية.. أنا كل إمكانياتي إني بحب التمثيل.. هذا هو مؤهلي الوحيد، وعلي فكرة عندما قررت أتجه للتمثيل عمري ما فكرت أروح لحد من أصحابي وأقول له شغلني في فيلم ولا في مسلسل.. أنا اتجهت للمسرح ونزلت الأوبرا ودورت علي شغل بنفسي.. هي مجازفة لكن قررت أعملها وأنا وحظي.

·         هل تعتبر موافقتك علي دور رجل تجاوز عمره الخامسة وستين عاما في فيلم «ابن القنصل» مجازفة من نوع آخر؟

- الفن يعتمد في مجمله علي المجازفة، ومثل هذه الأدوار هي التي تكسر توقعات الناس وتصنع لديهم دهشة محببة للفنان.. أنا لازم أجازف في اختيار أدواري حتي أفاجئ الجمهور، لكن هذه المجازفة هي سلاح ذو حدين، لأن الدور لو طلع وحش هابقي أهبل قوي.. لازم يكون دور متميز خصوصا إن أنا ماعنديش رفاهية تضييع الوقت في الاختيارات الخاطئة لأن سني كبيرة، ولا رفاهية أني أعمل دور حلو ودور وحش، لأن الناس حكمت عليّ بالحلو، فمش هينفع أقدم لهم غير الحلو لأنهم مش هيسمحوا لي أقدم الوحش.

·         ألم تفكر في عمل مشروع تجاري بجانب الفن حتي لا تجد نفسك مضطرا للموافقة علي أدوار لست راضيا عنه؟

- الحمد لله ربنا بيكرمني، ولما فلوسي بتخلص ربنا بيفرجها من عنده. وعمري ما باضطر أوافق علي دور وحش لأني محتاج فلوس، وربنا ما يحوجني أبدا يارب.

·     لكنك مقل جدا في الظهور في البرامج أو تقديم الإعلانات، وهي المصادر التي يعتمد عليها الفنانون في زيادة دخلهم بجوار التمثيل؟

- أنا أختار البرامج التي أظهر فيها، فالبرنامج الوحيد الذي سأظهر فيه خلال الفترة المقبلة هو «90 دقيقة» مع معتز الدمرداش، لأن الناس وحشتني وعايز أقعد أتكلم معاهم شوية، فأنا أتبع منطق الترشيد الفني، فالفنان يجب أن يكون مقلا في ظهوره حتي تنتظر الناس هذا الظهور، وعندما يظهر يجب أن يكون ظهوره هذا مصحوبا ببريق، لذا أنا لا أفضل «الرطرطة» في البرامج كل شوية بسبب ومن غير سبب.. أنا اتعرض عليَّ برامج كتير وفيها سفر مقابل مبالغ مالية كبيرة، لكني رفضت، لأن عمري ما هاسمح لنفسي إن الفلوس تبقي هي معيار وجودي أو اختفائي.. أنا واثق إن ربنا مش هيسبني، وحتي لو دخلي من التمثيل كان قليل ربنا بيحلها من عنده.. أنا فاكر من حوالي 4 أو 5 سنين أنا قعدت سنة في البيت عشان مفيش فلوس.. سبحان الله عيالي خلال السنة دي مكانوش بيطلبوا مني أي حاجة عشان عارفين إني مش معايا فلوس، أقصد أن ربنا فعلا بيحلها من عنده، وبعدين أنا عشت سنين طويلة وأنا لا أملك مالا.. يعني متعود علي كده، ومتعود أعيش بيها أو من غيرها.

·     تعود للتعاون مع المخرج خالد يوسف مرة ثانية في فيلم «كف القمر» الذي سيبدأ تصويره بعد العيد بعد فترة طويلة منذ آخر تعاون بينكما في فيلم «الريس عمر حرب».. هل وجدت اختلافا في التركيبة الفنية بينك وبين المخرج خالد يوسف؟

- تجربتي مع المخرج خالد يوسف كانت تجربة ممتعة وتعلمت منها الكثير فقد تعاونّا في البداية لأول مرة في فيلم «هي فوضي» الذي شارك في إخراجه مع المخرج يوسف شاهين وتعاونت معه بعدها في فيلم «الريس عمر حرب» وكانت تجربة مفيدة جداً ليّ، فخالد يوسف مخرج موهوب ومتميز ولديه حس فني عالي وتركيبة فنية مختلفة.

الدستور المصرية في

08/09/2010

 

أحمد عبد الله:

فضلت أن يظهر الممثلون دون ماكياج.. هذا هو شكل المصريين

رضوى الشاذلي 

قدم لنا السيناريست أحمد عبد الله، ومعه المخرج سامح عبد العزيز علي مدار شهر كامل صورة بديعة للحارة المصرية، رغم أنها صورة محزنة في جميع تفاصيلها، لكنها جعلتنا نعيد التفكير في ساكني هذا العالم الذي نسجه بإخلاص المؤلف أحمد عبد الله الذي قدم الواقع دون مجاملة أو نفاق، ورغم أن هذه هي التجربة الأولي له في الدراما التليفزيونية، فإنها تجربة تكفيه لعشر سنوات قادمة، فمن خلال هذا المسلسل المفاجأة ارتفع رصيده ليتساوي مع رصيد مؤلفي عشرات الأعمال التي نشاهدها سنويا، ولكنها لا تسمن ولا تغني من جوع.

·         شخصيات مسلسل «الحارة» تبدو حقيقة جدا، هل كانت من ابتكارك أم أن هناك شخصيات قابلتها في الواقع؟

- هناك عدد كبير من الشخصيات التي قدمتها بالحارة قابلتها بالفعل، وقررت أن أقدمها بكل تفاصيلها، وهو ما جعل الموضوع مرهقا للغاية، خصوصا في أن تكون لكل شخصية من هذا الكم الهائل تفاصيلها الخاصة بها، حتي يشعر المشاهد بالمصداقية، ولكن هناك بالطبع شخصيات من ابتكاري.

·         ظهور الشخصيات بدون أي ماكياج هل كانت ضمن تفاصيل السيناريو أم أنها إضافات المخرج سامح عبد العزيز؟

- في الحقيقة كان ذلك ضمن تفاصيل الشخصيات، لأنني أري أن ظهورهم دون ماكياج سيبدو أكثر طبيعية وواقعية، ولأنه لن يكون من المنطقي أن تظهر الشخصيات في المسلسل بماكياج، لأن الشكل الذي ظهر به الفنانون في النهاية هو شكل المصريين في هذه المناطق وحتي يشعر المشاهد بالفارق بين أشخاص يغسلون وجوههم بصودا كاوية، وآخرين يستخدمون الشامبو.. وفي النهاية فهذا هو شكل المصريين الذين غير الفقر ملامحهم.

·     شخصية الداعية الأستاذ «تمام» التي يجسدها صلاح عبد الله نالت مساحة كبيرة من السيناريو بخلاف شخصيات أخري.. فهل كنت تريد أن ترسل رسالة معينة من خلال هذه الشخصية؟

- أردت أن أبرز من خلال هذه الشخصية أن هناك دعاة لا يستحقون أن يطلق عليهم هذا اللقب مع أنهم يمتلكون معلومات، لكنني ضد أن يصبح أي شخص «يملك كام معلومة دينية يعمل فيها داعية إسلامي»، حتي لو كان يمتلك معلومات صحيحة، لكنني أري أنه لابد أن تكون هناك جهة معلومة يستقي منها هؤلاء علمهم وتكون هي مسئولة عنهم.

·     دراما مسلسل «الحارة» تسير علي ريتم واحد بخلاف نوعية الدراما السائدة وهي أن تكون هناك ذروة أحداث ونهاية في بعض الأوقات تكون متوقعة.. فلماذا اخترت هذا الشكل من السرد؟

- لأن الدراما التي يتناولها الجميع فيها «ألف.. باء» دراما، ولكن مسلسل «الحارة» مختلف حيث إنه يجسد حياة المصريين في ذلك المكان، وهي حياة لا يحدث فيها تطور كبير، وأنا عموما أري أن التطور ليس مرتبطا بحدث واحد، لكن كل شخصية لها ذروة أحداث ولها خط درامي مختلف.

·     تناولك كل الشخصيات كان تناولا سلبيا، وهذا يعكس الوضع الحالي للحارة المصرية بالفعل، ولكن هل خيالك كمؤلف لم يسمح لك بإضافة شخصية إيجابية؟

- هذا طبيعي لأن كل النماذج الموجودة محبطة جدا، ولا يوجد نموذج واحد في مصر يمر بتلك الظروف ثم يكون شخصا إيجابيا، وأنا كنت أتمني أن تكون هناك شخصية إيجابية كنوع من التفاؤل لكن الواقع يجبرني علي أن أتحري الدقة فإذا بحث أحد عن نموذج إيجابي في حارة مثل التي قدمتها لن يجد، حتي الشخصيات السياسية المحيطة بنا أصبحت محبطة جدا، لأن كل الناس «بقت بتبيع القضية».

الدستور المصرية في

08/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)