حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

نيللي كريم:

عارفة إن مسلسل «الحارة» ممكن يكون كئيب.. لكن هنجيب للناس فكاهة منين؟!

حميدة أبو هميلة

رغم أن عدد مشاهد نيللي كريم في مسلسل «الحارة» لم يتجاوز الخمسين مشهداً، ورغم أنه أحياناً كانت تمر ثلاث حلقات دون أن نلمحها تمر حتي مروراً عابراً في الكادر، لكننا نجد أنفسنا دائمي السؤال عن «مني».. الفتاة التي تبحث عن قاتل أبيها، وتعول أسرتها، ولا تتردد في بيع المخدرات.. فقط من أجل أن تكسب قوت يومها، وليس حباً في هذا العمل، وفور أن تأتي لها فرصة لعمل شريف لا تتردد.. نيللي كريم قدمت الدور بواقعية شديدة، واهتمت فقط بأن تكون شخصية «مني» شخصية حقيقية، فلم تبالغ في انفعالاتها، وأيضاً في مظهرها.. هي تشبه عشرات الفتيات اللاتي نقابلهن يوميا في الشارع، لكن نيللي كريم لم تكن تشبه كثيراً نيللي كريم التي عرفناها، فهي هنا أكثر تمكناً، وأكثر جرأة.. قد يكون هذا بسبب الدور الذي كان مختلفاً أشد الاختلاف عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل.

·     جاء ترتيب اسمك علي تتر المسلسل متأخراً، نظراً لأن الأسماء تمت كتابتها حسب الظهور.. هل تقبلت الموضوع، أم أنك لم تقتنعي بسهولة بهذه الطريقة في كتابة الأسماء؟

- الموضوع في مسلسل «الحارة» مختلف.. يعني مثلاً لو كان عمل غير الحارة أكيد كان هيبقي فيه شروط تانية لكتابة الاسم سوف يتم الاتفاق عليها مع شركة الإنتاج، لكن في «الحارة» مش بتتحسب كده، لأن مش هي دي القضية.. الحكاية نفسها هي القضية.. البطل هو الموضوع، كما أن المسلسل يضم أكثر من ثلاثين ممثلا كلهم نجوم مهمين في السينما والتليفزيون.. ده حتي فيه نجوم بيشتغلوا وموجودين من قبل أنا ماتولد، وكلهم اسمهم اتكتب حسب الظهور.. عشان كده مفرقتش معايا إني اسمي يتكتب في الأول، أو في الآخر.

·         ألم تقلقي من مساحة دورك، خصوصا وأنه قد تمر حلقتان أو ثلاث دون أن تظهري في مشهد واحد؟

- المسلسل كله طعمه مختلف، والتميز فيه مش بمساحة الدور إطلاقاً، وعموماً أنا داخلة وعارفة إن مشاهدي لا يتجاوز عددها الخمسين مشهداً، وأيضاً بالنسبة لباقي المشاركين بالعمل.. يعني محدش اتفاجئ بحجم دوره، والموضوع كان به تنسيق وعدالة، وكل واحد عارف خطه عامل في المسلسل إزاي، ومفيش مشهد ملوش لازمة، كل المشاهد في مكانها، وكما قلت إحنا منقدرش نقول مين بطل المسلسل الحقيقي؛ لأن القصة والأحداث، والإخراج هم أبطال المسلسل الحقيقيون.

·     لاحظنا أن جميع شخصيات المسلسل تظهر جميعها تقريبا بنفس المظهر رغم أن الفتيات في الحارات الشعبية لا يلتزمن دوماً بالملابس السوداء، أو الحجاب، أو يتخلين عن الماكياج مثل أمهاتهن؟

- أتفق مع هذا الرأي، لكن الناس دي فقيرة جداً، وخصوصا مني.. شخصيتها مختلفة، لأنها لازم طوال الوقت تبدو قوية، فهي تعول أسرة كاملة، فلم تفكر في كونها أنثي إلا عندما شعرت بإعجاب ناحية صلاح، وفيما بعد تخلت عن هذا الموضوع، لأنها خافت حتي تدخل هذه العلاقة، وأنا كنت حريصة أن أظهر تلك الجوانب في شخصيتها من خلال المظهر، وأنا طول عمري باهتم أن شكل الشخصية وجميع تفاصيلها من ماكياج وملابس، وطريقة الكلام تكون مناسبة للزمان والمكان اللي بتعيش فيه، لكن في الحارة المخرج نفسه كمان كان مهتماً أن تظهر كل الشخصيات بالمظهر الملائم، علشان كده ماحسيناش إن فيه نشاز، لكن فيما قبل كنت أقدم أعمالا أكون أنا الوحيدة الملتزمة بملابس الشخصية وماكياجها خصوصاً لو كانت أحداث العمل في زمن قديم مثل الستينيات مثلاً، لكنني كنت أفاجأ أنني الوحيدة التي حرصت علي هذا الأمر، لذا يكون شكلي شاذاً مقارنة بباقي فريق العمل، رغم أني أصلاً الوحيدة التي كانت ترتدي الملابس الصحيحة للشخصية، لذا فأنا سعيدة جداً بأن المخرج سامح عبد العزيز كان مهتما جدا بتفاصيل كل شخصية، وبالتالي خرج المسلسل بكل تلك المصداقية التي عايشها المشاهد.

·     رغم إعجاب الناس بالعمل لكن هناك انتقاداً دائماً وهو أن الأجواء تبدو كئيبة جداً، حتي إن شخصية مني نفسها تبدو وكأنها رافضة للحياة المريحة، فهي رفضت زواجها من صلاح بلا مبرر، رغم أنها كان يمكن أن تعيش معه حياة أفضل وتبدأ بداية جديدة؟

- مسلسل «الحارة» عمل درامي حقيقي بلا كوميدية ولا استظراف، وأنا عارفة إنه عاجب الناس، لكن فيه ناس برضه مش عاجبها الموضوع، كل علي حسب ذوقه، لكن محدش يقدر يقول إنه عمل وحش، وبالنسبة لمني هي شخصية خايفة أصلاً تدخل التجربة، أي تجربة، لأنها تفضل الظروف الصعبة التي تعيشها بدلاً من أن تدخل تجربة تجلب عليها أحزاناً أخري، فهذه هي طريقة تفكيرها، وبالنسبة لفكرة الكآبة، قد يكون هناك كآبة، فأنا أقول إن الحقيقة دايما مُرَّة لكن هنعمل إيه؟، ماهي الحارة المصرية مظلمة للأسف الشديد، يعني هنجيب للناس فكاهة، والا ضحك منين؟ وكلنا عارفين الناس إللي في الحارات عايشين إزاي، لأننا دوما نحتك بهم، وعموما إحنا عارفين إن الواقع أوحش من كده بكتير.

الدستور المصرية في

08/09/2010

 

صلاح عبدالله:

استوحيت شخصية تمام في مسلسل «الحارة» من الشيخ عبدالحميد كشك

عبير عبد الوهاب 

·         الدعاة الجدد كل واحد فيهم له سكة أداء.. زي ما توفيق الدقن كان ليه سكة تميزه

·         «الحارة» لها جذور ضاربة في تاريخ هذا الوطن ولا علاقة لها بعشوائيات خالد يوسف

لا يتوقف هذا الرجل عن مفاجأتنا بأدائه المتطور دائما، ولا بحالة النضج الفني الملحوظة في أدائه، التي تزداد ثقلا من عمل لآخر، فلديه مخزون فني يبدو وكأنه كان «شايله» طوال فترة ابتعاده عن الفن، وقرر أن يفرغه بلا هوادة.. طاقة هائلة لا تنضب وشحنات فنية لا تنتهي.. لا نملك إلا أن نتوقف أمام هذا الرجل، ونخلع له القبعة علي ذلك الأداء المبهر الذي فاجأنا به في دور الأستاذ تمام في مسلسل «الحارة»، ودور عبدالحميد يونس في مسلسل «الجماعة»، والدوران لا يقل كل منهما أهمية عن الآخر.. التقينا صلاح عبدالله الذي يستحق هذا العام بجدارة أن يكون أحد أهم نجوم رمضان اللامعة حقاً.

·         كيف تري شخصية الأستاذ تمام في مسلسل «الحارة»؟

- أراها شخصية واقعية جدا، موجودة في حياتنا، فهو رجل يعشق الخطابة، زي اللي بيحب التمثيل والشعر، ويعشق إعطاء الدروس والنصح والموعظة، وهذه كانت الزاوية التي تناولت منها شخصية الأستاذ تمام.. الراجل ده جوه الجامع بيختلف تماما عنه بره الجامع، هو نفسه مبيعرفش إيه اللي بيجري له.. هو راجل لا عمره طلع مظاهرة ولا كان له موقف سياسي/ ومع ذلك يتحدث عن كل شيء داخل المسجد. وهو جزء لا يتجزأ من الحارة المصرية، فهو متواجد فيها بقوة، وبالمناسبة الحارة المصرية لا علاقة لها بالعشوائيات، لأن فيه ناس سألتني: مش شايف أن المسلسل شبه أفلام خالد يوسف التي تتناول العشوائيات في البلد؟ إيه اللي جاب الحارة للمناطق العشوائية.. هناك فارق بين الشعبي والعشوائي، فالأخير نشأ في البلد بشكل عشوائي، أما الحارة فلها جذور ضاربة في تاريخ هذا الوطن.

·         من أين استمددت معلوماتك وخلفياتك الدرامية عن الشخصية؟

- من الشيخ عبدالحميد كشك الله يرحمه، وفي الجزء الخاص بالخطابة حاولت أن أعتمد علي رؤيتي لبعض الشيوخ الجدد أو رجال الدين اللي بيطلعوا في التليفزيون واللي بقوا عاملين زي مذيعين الكورة.. كل واحد منهم بيحاول يتميز بطريقة مختلفة.. أول ما يصبح تحت كشاف الإضاءة، بتحصل له حالة مسرحية، بالظبط زي اللي بتحصل للأستاذ تمام وهو واقف بيخطب قدام الناس في المسجد. وحاولت أن استفيد من عدد كبير من الدعاة، ومنهم عمرو خالد، وبالمناسبة أنا جت عليا لحظات كنت مستغرب من حالة الانجذاب ناحيته، فبدأت أتفرج عليه من منطلق إني ممثل وعايز أشوف سكته إيه؟ آه.. ما هي أصلها سكك، وماحدش يزعل مني.. يعني توفيق الدقن الله يرحمه سبب نجاحه انه كان له سكة في التمثيل، ماحدش عرف لحد النهاردة يمشي فيها، وفعلا اكتشفت إن عمرو خالد له سكة في الأداء مختلفة ومتميزة، وهي سر نجاحه في وجهة نظري.

·         مر المسلسل بمشكلات إنتاجية متعددة من بداية تصويره حتي انتهائه.. هل كان لها تأثير علي أدائك كممثل؟

- طبعا كان لها تأثير سلبي علينا.. إحنا كنا بنشتغل في ظروف صعبة جدا.. المسلسل ده مر بمشاكل دمها تقيل، ورزلة أثرت علينا كلنا، لدرجة إن المؤلف أحمد عبدالله كان بيجي عليه وقت مالوش مزاج للكتابة، وأنا شايف إن المسلسل ده لو كان تصور في ظروف طبيعية كان بقي علامة من علامات الدراما التليفزيونية.

·     طوال الوقت كنت تتحدث عن رفضك للظهور كضيف شرف في مسلسل تليفزيوني.. لماذا وافقت إذن علي تقديم سبعة مشاهد فقط ضمن أحداث مسلسل «الجماعة»؟

- بالفعل أنا كنت رافضا لفكرة الظهور كضيف شرف في أي مسلسل، لأني لست نجم شباك، لكني شعرت بالحرج من السيناريست وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، فوافقت لأسباب إنسانية، لأني ما أقدرش أقولهم لا، فهم عشرة وتربطنا علاقة إنسانية قوية، وأنا كنت رافض الفكرة، لأني شايف اللي ممكن يعمل الحكاية دي هما نجوم الشباك.. يعني أحمد حلمي أما يطلع في مشهد ماشي.. منة شلبي أما تطلع في مشهدين ماشي.. كريم عبدالعزيز ماشي.. دول نجوم شباك، وأنا مش بقارن نفسي بيهم، لكن أنا لو طلعت في سبع مشاهد، الناس ممكن تقول ده طالع في دور صغير، وممكن ماتستوعبش فكرة إني طالع ضيف شرف، وهو ده اللي مخوفني، خصوصا أن عبدالحميد يونس ضيف شرف لايص علي الأحداث، فهو محور مهم وفي نفس الوقت ظهوره قليل، علشان كده خفت يتحسب عليا دور صغير، وأتمني أن تكون الناس تفهمت الموقف.

·         هل توقعت هذا الضجة التي صاحبت عرض مسلسل «الجماعة»؟

- الصراحة أنا توقعت ضجة أكبر من كده بكتير وكنت مستنيها لأن المسلسل جريء في التناول والطرح والسيناريو نفسه يحمل جرأة صادمة، لكني اكتشفت أن الناس أصبح لديها حالة من البلادة واللامبالاة.. بقت بتزهق وتستسلم بسرعة للواقع.

·         في رأيك ما سبب حالة الاستسلام واللامبالاة التي تتحدث عنها؟

- ما هي الأسباب الناس عارفاها، لكن أنا أمتنع عن الإجابة عن هذا السؤال لمدة كذا سنة قدام، بعدها لو سألتوني ممكن أقولكم إيه السبب في حالة اللامبالاة والاستسلام اللي إحنا عايشين فيها، لكن دلوقتي أنا مش هقدر أجاوب علي السؤال ده، وراعي إن انتي بتكلمي واحد مريض، وليس علي المريض حرج.. وليس علي الأخرس كمان، وكل «شي له يشبهله» وحتي الحمار واللي أنيه، ولكل مقام مقال، وكل وقت وله آدان.. اللي قام ما قال.. اللي قال ما قام.. وصلوا علي النبي الإنسان.

·         هل هذه الكلمات من تأليفك؟

- كتبتها تحت عنوان «ثرثرة بالعامية المصرية في موال علي لسان بغبغان»، والله مانا فاكر كتبتها امتي.. أصل الكلام ده كان من زمان، وقتها كان عمري 22 سنة، ودلوقت أنا عمري 56 سنة.. احسبيها انتي بقي.

·         ماذا تعلمت من تجربة مرضك الأخيرة؟

- لا اتعلمت كتير.. دي كانت بروفة صغيرة للحظة الوفاة.. أنا شريط حياتي كله مر من قدامي في لحظة.. اتعلمت إن الدنيا مش مستاهلة كل هذه الصراعات، لان الحكاية في الآخر محصلة بعضها، فليس هناك ما يستحق أن نبكي عليه، فكل شيء قد يزول في لحظة واحدة، وأنا أعتبر ما حدث مؤشر بسيط لي، الواحد كثيراً ما يسرقه النجاح أو حتي الفشل وينسي آخرته، ولذلك علي الإنسان ألا تغريه ملذات الحياة وينتبه لنفسه ولحياته، ويمكنني أن أصف تلك التجربة بأنها لحظة ضعف عبقرية، كنت مهيأ لاستقبالها بحكم كوني تركيبة إنسانية مهيئة لاستقبال لحظات أقوي وأشد من تلك اللحظة التي تعرضت لها.

·     أليس غريبا أنك لم تحاول أن تخفي مرضك وتتحدث عنه دون خوف؟ رغم أن عددا كبيرا من الفنانين يفضلون إخفاء المرض خوفا من استبعاد المخرجين لهم من أعمالهم الفنية؟

- أنا عمري ما حاولت أخفي مرضي من أول يوم، لما كان حد بيتصل كنت بقول إن أنا عندي جلطة خفيفة أثرت علي الجنب الشمال.. رجلي هي اللي اتأثرت ودراعي زي ما هو.. يمكن بناتي هما اللي حاولوا يخبوا في الأول، لكن أنا فهمتهم إن الرزق ده بتاع ربنا، ولا تحايل فيه، وبمجرد انتقالي للمستشفي اتصلت بالمنتجين الذين تعاقدت معهم علي الاشتراك في بطولة أفلامهم وأخبرتهم بحالتي المرضية بالتفصيل، وقلت لهم فلوسكوا جاهزة ممكن تاخدوها في أي وقت، وتجيبوا حد غيري، لكني فوجئت بأنهم رفضوا، لدرجة أن أحدهم قال لي: لو عايز باقي المبلغ أبعتهولك كمان.. عشان تتأكد أن ماحدش غيرك هيعمل الدور ده، فكان ذلك أكبر دليل علي أن الأرزاق بيد الله، وهو الوحيد الذي يملك توزيعها.

الدستور المصرية في

08/09/2010

 

سامح عبدالعزيز:

«الحارة»نجح لتقديمه معاناة الفقراء كما هي ولولا المشاكل لوصلنا للعالمية

أحمد خير الدين 

فور أن أعلن الثنائي سامح عبدالعزيز، وأحمد عبدالله تقديمهما لمسلسل تليفزيوني يحمل اسم «الحارة»، تأكد البعض أنهما سيكرران ما قدماه في فيلميهما «الفرح»، و«كباريه» ولن يقدما أي جديد، لكن المدهش أن هذا الثنائي نجح في مفاجأة الجمهور بعمل درامي مميز كتب بحرفية شديدة انتقلت علي الشاشة في مشاهد رائعة، أجاد مخرجها سامح عبدالعزيز في أن يختار أبطالها ويوظف مواهبهم في شخصيات واقعية من لحم ودم.. تشعر معها أنك انتقلت إلي داخل هذه الحارة، وعشت تلك الأيام معهم وسمعت حكاياتهم.. تعامل مسلسل الحارة مع أهلها بمنطق الحكاية، والعرض الإنساني الراقي الذي يراعي مشاعرهم، وليس بمنطق «شوفوا الناس يا حرام عايشين إزاي؟!» وهو ما جعله يلمس قلوب الناس ويدفعهم لمتابعة حلقاته علي مدار الشهر.. كان لنا هذا الحوار مع سامح عبدالعزيز مخرج العمل، وسألناه عن الأزمات الإنتاجية التي تعرض لها المسلسل وتوقفه أكثر من مرة مما تسبب في اضطرارهم إلي التصوير حتي آخر أيام رمضان، بالإضافة إلي اتهام المسلسل بالسوداوية والكآبة والإساءة لسمعة مصر!

·     منذ اللحظة الأولي لإعلان نيتك تقديم مسلسل «الحارة» ظن الجميع أنك تحاول استغلال نجاحك في «كباريه» و«الفرح» وتعيد تقديم نفس الفكرة؟ ما رأيك في ذلك وما الشبه الذي تراه بين تلك الأعمال؟

- الشبه الوحيد بين ما قدمناه في مسلسل الحارة وما قدمناه من قبل في كباريه والفرح، أو ما قدمه أي شخص آخر سواء في أفلام أبيض وأسود، أو الآن أننا نقدم حياة وحواديت الناس والبشر المصريين أيامنا في مصر، وليس في بلدنا وهي أشياء نجح أحمد عبدالله في تقديمها بشخصيات من لحم ودم دون أن تتشابه أو تتكرر في أي عمل منها.

·         لكن البعض رأي أن الفيلم هو تكرار لما قدمه خالد يوسف في فيلم «حين ميسرة»؟

أحترم عمل خالد يوسف جداً، وقد يكون ملهماً، وليس شرطاً أن يكون كل مخرج منافس لي هو عدو لي، وخالد يوسف سبب في تحول السينما المصرية، كما غيرها فيلم إسماعيلية رايح جاي، لكن لا يوجد مخرج عينه مثل مخرج آخر، فنحن نقدم رؤية مختلفة ومن زاوية مختلفة لنفس الشيء وهذا يجعل أعمالنا تكمل بعضها البعض، بالإضافة أننا لا نقدم العشوائيات بل الأحياء الشعبية بكل ما تحمله من هموم وأفراح.

·         لكن «الأباجية» التي تدور فيها معظم أحداث المسلسل تعد من المناطق العشوائية وليست من الأحياء الشعبية؟

- بالعكس أنا أري أن «الأباجية» منطقة شعبية خالصة مادام لها رئاسة حي تخضع إليه فهي منطقة شعبية، ومادام أن هناك نظاماً يحكم أهلها، ومادام أن أهلها لا يعيشون حياة عشوائية في عشش وخرابات، وبغض النظر عن كونها منطقة شعبية أو عشوائية هي منطقة يعيش سكانها تحت خط الفقر علينا أن ننتبه لهم سواء كانوا من سكان العشوائيات أو من سكان المناطق الشعبية.

·     قدمت مع أحمد عبدالله أربعة أفلام سينمائية، وهذا العام تقدم أولي تجاربك التليفزيونية معه.. ما الذي يميز العمل مع أحمد عبدالله؟

- أحمد عبدالله يشبهني.. يحب التغيير وتقديم أفكار متنوعة، ونحن أصبحنا نفهم بعضنا جيدا، وهو متمكن جدا في رسم شخصياته حتي تحس أنها لحم ودم علي الورق، وفي «الحارة» وجدته متعمقا في الموضوع ويفهم جيدا تفاصيل شخصيات الحارة وحواراتها.

·     استطعت من خلال مسلسل «الحارة» أن تقضي علي فكرة النجم الأوحد التي سيطرت علي الدراما المصرية طوال السنوات الماضية.. كيف جاءتك فكرة كسر القاعدة بهذه الطريقة؟

- تربينا علي مسلسلات «ليالي الحلمية»، و«الشهد والدموع»، و«رأفت الهجان»، و«غوايش»، أتذكر عندما كنت أهرب من المذاكرة بمشاهدة المسلسل العربي المليء بالنجوم، هذه الأعمال كلها نجحت وهي ليست قائمة علي فكرة النجم الأوحد.

·     كيف استطعت أن توفق بين كل هذه الأعداد من «المجاميع» في المشهد الواحد والتي كانت أعدادها تصل في بعض الأحيان إلي 150 كومبارساً؟

- مشكلة المخرجين أنهم «مبيشوفوش الناس بجد»، بل يتابعوهم من خلف لوح زجاجي، المخرج لو تمعن في حارة حقيقية سيجدها مليئة بالأشخاص، أحدهم يشتري شيئاً، واثنان يتحدثان معاً، وآخر يتشاجر في الخلفية، ويوجد منهم من يمشي شاردا، أين هذه النماذج في المسلسلات؟ لماذا لا نشاهد سوي شخص يسير، وسيدة تجلس تعرض خضراوات للبيع علي ناصية الشارع؟، هل هو استسهال؟، «يا جماعة المجاميع أهم من الأبطال أحيانا، الكومبارس ده أهم من نجم المسلسل.

·         هل وجدت صعوبة في تنفيذ كل تلك العلاقات المتشابكة علي الشاشة؟

- لا توجد مشكلة مادام السيناريو مكتوباً بحرفية لكنها بالطبع مهمة ليست سهلة؛ لأنها تحتاج لتركيز عال جدا من المخرج وحساسية شديدة في التعامل مع كل من هذه العلاقات، حتي لا نتسبب في حالة من الحيرة عند المشاهد، ويعرف تماما كل هذه العلاقات.

·         مسلسل الحارة اتهم بالسوداوية والكآبة والتركيز علي الأحداث المأساوية وعدم مناسبته للعرض الرمضاني؟

- بالعكس أنا أري أن المسلسل كله أمل وحياة، ويقدم جوانب جميلة من حياة أناس يعانون الكثير في حياتهم، لكنهم يعيشون يومهم بطوله، ويضحكون من قلبهم ويضعون أيديهم علي قلوبهم بعد الضحك ثم يقولوا: «اللهم اجعله خير» فهل هناك أجمل من علاقة صفية وسعدية التي قدمتها سوسن بدر وسلوي محمد علي.. حارتنا جميلة ومتفائلة وتأكل قوت يومها من تعاونها مع بعضها.. فهل هذه صورة مأساوية؟

·         المسلسل تعرض لأزمات إنتاجية كثيرة ما تأثير ذلك في عملك كمخرج؟

- أقول لك بصراحة، إنه لولا هذه المشكلات الإنتاجية، لغزا المسلسل العالم، وليس فقط العالم العربي أو مصر، ولكن للأسف تسببت هذه الأزمات في تعطل التصوير أكثر من مرة، واضطررنا للعمل والتصوير حتي الآن، ورمضان أوشك علي الانتهاء، لكن الحمد لله تمكنت الروح الجماعية بين كل فريق العمل من ممثلين ومصورين وفنيين من التغلب علي هذه الأزمات، وأنا أشكرهم علي كل ما قدموه.

·     في النهاية.. ما سر هذا التغيير المفاجئ في اختياراتك الفنية بعد سلسلة من الأفلام الخفيفة قررت التحول لنوع آخر من الأعمال الفنية التي تحمل مضموناً قوياً؟

- لقد كنت أسير تبعا للمناخ السائد، فهذه النوعية هي ما كانت موجودة وقتها والمطلوبة لدي المنتجين، فكان شرطا أن يحتوي الفيلم علي أغنيه تستخدم في تسويقه، وأنا كنت واثقاً من أن الجمهور لا يرغب في هذا الشكل كما كان المنتجون يروجون وقتها، لذلك قررت أن أتمرد علي هذه النوعية من الأفلام وأقدم نوعيات مختلفة.

الدستور المصرية في

08/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)