حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

ترفض ارتداء المايوه في أي عمل

عبير صبري: ذهبت للطبيب النفسي مرة واحدة وأرفض السحر

القاهرة ـ من محمد عاطف

الفنانة عبير صبري دائما مثار خلافات وانتقادات لأدوارها، البعض يراها تحصر نفسها في أدوار الإغراء والإثارة، وأنها تتعامل مع المشعوذين والسحر الأسود، وتذهب للطبيب النفسي وتكره الرجال.

ايضا هناك انتقاد لها بقبولها أدوارا تعتذر عنها زميلاتها، ولماذا نشرت على الانترنت فضيحة عبير صبري، وترد عبير عن هذه الأسئلة.

·         لماذا رفضت دور البطولة في فيلم 'أحاسيس' وفضلت دورا آخر؟

* اعجبني دور الدكتورة اكثر لهذا طلبت تجسيده، والمخرج هاني جرجس فوزي له رؤية وفكر في أفلامه، فهو يضيء مناطق مهمة في حياة المجتمع، وأنا اختار الدور المناسب لي الذي يقنعني من القراءة الأولى للسيناريو والحوار ولا أنظر لمساحة الدور، ولا أهتم بمسألة البطولة أو غيرها، يهمني فقط نوعية الدور والشخصية.

·         قيل انك تتعاملين مع المشعوذين في فتح المندل ما ردك؟

*كلام غير صحيح، والمندل اسمع انه عن فقد شيء ولم أتعامل في ذلك، ولا أسعى وراء أحد بالسحر والشعوذة.

·         هل شاهدت أحدا يستخدم السحر الأسود في التفريق بين زوجين؟

*شاهدت بالفعل ولكنني لم اقتنع بذلك والتفريق جاء في القرآن.

·         هل ذهبت إلى طبيب نفسي؟

*ذهبت مرة واحدة كان له المساعدة في خلع الحجاب.

·         هل عبير صبري تكره الرجال؟

*لا أكره الرجال، وعندما ارتبط بشخص لابد ان أحبه بالفعل، رغم انني اصبحت متوجسة في مسألة الحب، أشعر بانني اصبحت اقل قوة في قبول الحب وأقل حماسا له، وهناك شروط لأي زوج أن يكون صادقا ولديه طموح في عمله حتى لا يشعر بغيرة من عملي.

·         أنت متهمة بحصر أدوارك في الإثارة؟

*أحاول الخروج الى أدوار لا تعتمد على شكلي، واستطيع تقديم أي شخصية ولا أحاصر نفسي في الأدوار المثيرة، والمخرج المبدع ينقلني من مكان درامي قدمت فيه أدوارا ناجحة الى مكان آخر، مثلا في فيلم 'عصافير النيل' قدمت شخصية امرأة في الخمسين صلعاء ومريضة ومع ذلك هاجمني البعض على مشهد 'قبلة' للشخصية وهي صغيرة.

·         تأخذين أدوارا تعتذر عنها أخريات؟

*لم يحدث، بل اعتذرت هذا العام عن ستة مسلسلات لم يعجبني ما رشحت له، سمعت انني مرشحة لدور الملكة بلقيس بدلا من إلهام شاهين وهذا امر عظيم لي لوجودي في دور رشحت له فنانة في قيمة إلهام شاهين.

·         هل توافقين على ارتداء مايوه بأي دور؟

*لا أوافق على ارتداء المايوه في أي عمل.

·         ما ردك على ما نشر على الانترنت بعنوان 'فضيحة عبير صبري'؟

*أذهلني العنوان، ودخلت على النت ولم أجد شيئا وحاولوا وضع مشاهد من أفلام قديمة جدا لي.

القدس العربي في

07/09/2010

 

من 'القعقاع' و'طاش ما طاش' إلى 'ازواج زهرة' و'غشمشم':

'بزنس' استغباء المشاهدين بالمسلسلات

بشير قدسي 

بدأ الزمن السيئ ينتشر، ها نحن في عصر الدفق التلفزيوني. كل شيء كان ساكنا وهادئا حتى اليوم الأول من رمضان الكريم، وإذا الجيوش المجيشة من الوجوه تطل علينا، وإذا الأبطال من كل نوع تغزو الشاشات والصالونات وتحتل الزمن الراكد أصلا. فتحوله إلى ساعات من الدهشة والتمطط. من القعقاع إلى امرأة في ورطة والورطة الحقيقية هي نحن.

كيف تقع امرأة في ورطة أنها تزوجت على سنة الله ورسوله؟ ما هذا المجتمع الذي يرغم امرأة على أن تقع في ورطة؟ والرجل المسكين الذي مات، ماذا فعل حتى يقع في ورطة الزواج؟ لا تحاول أن تفهم هي واحدة من آلاف الحدوتات التي يجني منها كثير من الأذكياء ملايين الدولارات على ظهور الغلابة والمساكين، المشدوهين أمام شاشات لا تعرف الحدود ولا تعرف الشبع.

كل السلع وكل التجارات، بين شعوبنا، ترتطم بالحدود وبقائمات طويلة من المحاذير والممنوعات .
إلا تجارة واحدة، هي تجارة المسلسلات الرمضانية وحفلات المطربين والفنانين .

فهذه هي 'البزنس' الوحيد الذي ينتقل بسهولة ويسر وحقائب مليئة بالدولارات. فجميع المسلسلات لا تتحدث إلا بأرقام خيالية وبالدولارات، حتى تخالك في واحدة من الولايات الأمريكية.

مرح وفرح وقفشات وألبسة من عالم آخر وحقائب ملأى. هل نحتاج كل هذا؟ هل لدينا سعة من الزمن يضيع هدرا أمام هذا التدفق من السذاجة والبساطة؟

نعلم جميعا أن التهريج مهمة أساسية في الترفيه عن الجماهير وحتى لا ينشغل كثيرا في التفكير .والتهريج والمهرجون كانوا ولا زالوا من زمن بعيد أداة مهمة في تهدئة النفوس والترويح عنها من أعباء الحياة الثقيلة.

فلماذا ينتقل إلينا التهريج اليوم بكل هذه الكثافة في شهر يفترض أن يتناقص فيه؟

لن نتساءل بإطلاق ولا بسوء نية عن كثير من البرامج والمسلسلات المنتجة بالتعاون مع أجانب معروفين بسخريتهم منا إن لم نقل أكثر. ولا عن برامج مقلدة تقليدا أعمى، ولا عن استنساخ فاشل لبرامج ترفيهية أنتجت أصلا لجمهور غير الجمهور العربي، وبصيغ غير صيغ الثقافة العربية .وهذا هو بيت الداء، الثقافة العربية.

هل ما يحيط بنا من هذا الكم الهائل من المسلسلات هو تعبير من تعبيرات الثقافة العربية المجروحة في عمقها بين التهريج والغياب؟ ماذا يفعل باب الحارة السوري أمام 'ربشة تو' ـ وقد ذهلت أمام هذه التسمية ـ ومسلسل 'غشمشم فايف'، كل المشترك هو التهريج وضحك على الذقون ومن كل شيء، وضحك من بساطة المواطن، إن لم نقل من غبائه أولا وأخيرا .

تتدفق الأموال بصورة لا يصدقها عقل بين إعلانات العصير والشكولاته والستائر والأبطال .

وما هذا التدفق الإعلامي إلا مرآة لهذا المجتمع المريض بالربح السريع، المريض المندهش أمام منتجات الآخرين، حتى خلتني مرة رأيت القعقاع وما أدراك ما القعقاع يستل 'الموبايل ا يفون' أو 'البلاك بري' عوضا عن سيفه الذي بنى به تاريخا لازال يذكرنا بعجزنا وإخفاقاتنا للحفاظ عليه، هذه الإخفاقات التي لا تريد أن تنتهي. إنها الدهشة المريضة أمام تفوق الآخرين المفترض، المليء بكثير من الجهد والتهريج .ولكننا بحسن نية أو بسوء نية لا نرى، لأننا أصبنا بالعمى فلا نرى إلا هذا التهريج المتدفق علينا عبر الشاشات والقنوات، فيختلط امرأة وأزواجها الخمسة، هكذا؟ وامرأة أخرى تتحدى زوجها أنها ستتزوج عليه؟ وقد فتح فمه ولم يغلقه؟

يختلط كل هذا مع كم هائل من الدروس والمواعظ والفتاوى والترهيب والترغيب والأحلام الوردية بالخلاص والجنة؟

ونحن نغرق في أتون عصر مسلسلات ومنتجات متناقضة أكثر من كل المتناقضات عندنا.

الغريب أن أغلب هذه المسلسلات، عدا التي تنعت بالدينية، لا تتحدث بإطلاق عن رمضان ولا عن الصيام ولا عن المعاني الفاضلة لهذا الشهر الكريم، وكأنها جعلت دعاية ممجوجة لمنتجات منتهية صلاحيتها .

الكل يغرق في تقديم دراما تراوح بين الحاج متولي وأزواجه، وبين الحاج عيسى الملتحي المتدين الذي لا يعرف حدود أمواله وبحثه عن النساء.

ويبدو أن المشكلة الحقيقية للجميع، عدا قلة من المنتجات، هي هذه العلاقة غير السوية بين الرجال والنساء في مجتمع يضيع بين التقاليد والتاريخ والدين وفقهاء التلفزيونات المغتنين بهذه التجارة الجديدة، وسلط تتمسك بالأمن والكراسي، وصورة للأجنبي تملأ المخيلة والشاشات، ولغات أجنبية لا تعرف الحدود. تبقى صورة واحدة شبه حقيقية في هذا الدفق والهجوم، الأكل وما أدراك ما الأكل، وهو مسلسل الشبع والنهم الأصلي الذي أبدعنا إنتاجه،

ويكاد لا ينافسنا فيه احد، ما حدا بإحدى القنوات الفرنسية المشهورة تخصيص وجبة يومية لإعانة مشتركيها من المغربيات على طهو ما لذ وطاب .

هذا المسلسل الذي لا ينتهي ولن ينتهي .كل الأصناف وكل الأطباق وكل الشهوات تمر من هنا .هذا المسلسل الذي لا يعرف أن الكيلو الواحد من اللحم في كل الدول العربية تقريبا أغلى بكثير من أجر العامل اليومي المتوسط، وأن ثمن علبة الحليب أغلى من أدنى ثمن لها في أوروبا أو أمريكا. وأن قارورة الماء هي الأغلى عالميا.

أما أن يعرض علينا أحد المشهورين ببرامجهم الأكلاتية كيفية طبخ خروف بأكمله على سرير من الأرز، فهو بلا شك العنوان الأبرز لهذا الخلط الذي يتجمع لدينا نحن العرب،

وهذه القدرة التي يفتقدها الآخرون، القدرة على العيش هانئين مع وبين كل المتناقضات .

فبين 'أبواب الغيم' و'خيوط من ذهب' والحاج فرج و'زهرة' وأزواجها الخمسة و'القعقاع' وضياع قرطبة و'طاش ما طاش 17 سنة' نرقد نحن على أمل انتهاء الشهر الكريم من دون تخمة المسلسلات والشاشات .

كاتب عربي يقيم في فرنسا

القدس العربي في

08/09/2010

 

نهاية مفاجئة لمسلسل 'الجماعة' استعدادا للجزء الثاني والإخوان يردون بمسلسل مواز

القاهرة - د ب أ:  

فوجئ جمهور المسلسل التلفزيوني المصري 'الجماعة' الثلاثاء في نهاية الحلقة 28 بانتهاء المسلسل من دون سابق إنذار، لتتم كتابة جملة على الشاشة مفادها أن هناك جزءا ثانيا من العمل الذي أثار جدلا واسعا في الشارع المصري.

وتناول المسلسل، الذي بدأ عرضه مع أول أيام شهر رمضان، سيرة مؤسس جماعة 'الإخوان المسلمون' الشيخ حسن البنا ومراحل تطور الجماعة التي تجاوز عدد أعضائها الملايين في أنحاء مصر خلال سنوات قليلة.

وكان معلنا منذ بدء تصوير المسلسل أنه جزء واحد ينتهي باغتيال مؤسس الجماعة ومشهد جنازته الخالية من المشيعين بأوامر أمنية إلا أن العمل انتهى في الحلقة 28 من دون موقف درامي واضح يمكن اعتباره نهاية لعمل فني أثار الجدل حتى لو كان هناك جزء ثان منه.

وبات واضحا أن الكثير من التأويلات ستنطلق خلال الأيام القادمة بحثا عن سر توقف المسلسل، إلا أن أحدا لم يتحدث عن كون الحلقتين الأخيرتين لم يتم تجهيزهما بعد وأنه ليس هناك وقت كاف لإنجازهما، وبالتالي يكون التوقف هو الحل الأنسب، خاصة أن نجاح المسلسل في الجزء الأول يدعم بقوة وجود جزء ثان.

وشهد يوم الثلاثاء تصريحات متباينة بين صناع المسلسل الذين اعتبروا نهايته منطقية تمهيدا للبدء في تصوير جزء ثان وقيادات في جماعة الإخوان ونجل حسن البنا الذين أكدوا حذف الحلقتين الأخيرتين من المسلسل بأوامر أمنية خوفا من التعاطف مع الإخوان.

وقال البرلماني المنتمي لجماعة الإخوان محسن راضي في تصريحات صحافية إن الجماعة قررت تصوير مسلسل بعنوان 'البنا رحلة لم تنته' بعد عيد الفطر مباشرة لتوضيح الكثير من الأحداث التي قدمها وحيد حامد في مسلسله، مشيرا إلى أن التصوير يتم في دولة عربية لم يسمها.

وطالب أحمد سيف الإسلام حسن البنا التلفزيون المصري بعرض المسلسل الجديد 'البنا رحلة لم تنته' عملا بمبدأ تكافؤ الفرص ونفيا لوجود دعم حكومي لمسلسل 'الجماعة'، مشددا على أن المسلسل الجديد لن يقدم إلا حقائق ووقائع معروفة من دون تشويه أو مجاملة.

وردد كثيرون في القاهرة أمس أن إيقاف المسلسل عند الحلقة 28 تم بضغوط أمنية حذرت من خطورة عرض الحلقتين الأخيرتين اللتين تضمان مشاهد اغتيال البنا وتشييع جنازته، خوفا من تزايد التعاطف الشعبي مع مؤسس الجماعة، خاصة أن عرض المسلسل والجدل الذي صاحبه زاد من اهتمام الشارع المصري بالقراءة في تاريخها والبحث في أسباب نشأتها.

من جانبه نفى الكاتب وحيد حامد كل ما تردد عن تدخلات أمنية لمنع عرض الحلقتين الأخيرتين، قائلا إنهما لم يتم تصويرهما بالأساس وإن انتهاء المسلسل جاء وفقا للسيناريو الذي كتبه والذي لم يطلع عليه الإخوان ولا غيرهم ممن تحدثوا عن التدخلات الأمنية.

ومن المعلوم أن جنازة مؤسس الإخوان لم يحضرها سوى والده الشيخ العجوز وشقيقه ومكرم عبيد القيادي القبطي البارز وعدد قليل من النساء.

القدس العربي في

08/09/2010

 

الكويتيون اهانوهن في فيلم كرتوني لكن المصريين اعادوا الكرة مرتين:

شرف المغربيات من شرف الأمة العربية

عبد الفتاح الحنين 

الشعب المغربي شعب عربي مسلم وشرف المغاربة والمغربيات هو من شرف هذه الأمة العربية الإسلامية. لكن عندما يسقط الإيمان بوحدة هذه الأمة يتنادى محترفو السقوط من كل حدب وصوب للطعن في شرف مكون من مكوناتها وتبادل الاتهامات، مما يعمق واقع التشرذم والعداء وينقله من مستوى الأنظمة السياسية إلى قلب الشعوب. لقد انتفض المعتصم بالله لشرف امرأة مسلمة واحدة وسير لها جيشا كاملا من بغداد حتى دخل عمورية لأن شرف الأمة كان واحدا لا يتجزأ. أما اليوم فلا معتصم هناك تتنادى له نساء العرب والمسلمين. فهل شرف المغربيات فقط هو الذي يُساء إليه، أم أنها أمة بكاملها تفقد عزتها وكرامتها مع طلوع شمس كل يوم جديد؟

الكويتيون أهانوا شرف المغربيات في فيلم كرتوني. ولكن المصريين أعادوا الكرَّة مرتين في اثنين من المسلسلات المصرية، وقبلهم السعوديون منعوا الفتيات المغربيات من العمرة! فهل يعني هذا أن السعوديين والكويتيين والمصريين أكثر شرفا من المغاربة؟! الحكومة المغربية انتفضت من أجل شرف النساء المغربيات الذي أهين، بل إن وزيرا مغربيا هدد بفضح شرف هذه البلدان اذا استمرت في الاهانة، فالسقوط عام ولا يجهلن أحد علينا .. إنه واقع مأساوي واحد والبغاء ليس اختصاصا مغربيا كما قال.

الساقطون يبحثون عن الساقطات والساقطات يبحثن عن الساقطين وينشرون سقوطهم، ولكن الشريفات والشرفاء هم من يؤذيهم هذا السقوط، فلا يؤذي الساقط أو الساقطة أن تنعتهما بالسقوط. النساء المغربيات انتفضن دفاعا عن شرفهن وأثاروا حمية المغاربة وهذا أمر طبيعي فهؤلاء هم أغلبية الشعب المغربي، الأغلبية الصامتة إلا عندما يطفح الكيل! رد الفعل المغربي لم يذهب إلى الرد بالمثل وكيل التهم إلى عرب أو مسلمين آخرين ولكنه نحا إلى إظهار الصورة المشرقة للمرأة المغربية ضدا على الصورة السلبية التي يتم نشرها من طرف جهات وقنوات عربية رسمية.

اخرسوا وابلعوا ألسنتكم رَدَ المغاربة فسقوط بعض المغربيات شيء يحصل مثله عندكم ولكن أن تنشروا عن نساء المغرب كلهن صورة نمطية ساقطة فهذا شيء آخر. هذه معالجة ايجابية لجزء من المشكلة، ولكن من أين تأتي الريح؟ هذا هو السؤال الذي أجهضه النظام المغربي باستباق حكومته إلى إعلان غيرتها على الشرف المغربي مراوغا أي مساءلة سياسية. كيف تسقط هذه القلة من المغربيات لتصبح عارا يهدد شرف المغاربة كلهم؟ ومن المسؤول عن هذا السقوط؟ وهل يكفي أن السقوط ليس اختصاصا مغربيا وإذا عمت هانت وتنتهي المشكلة؟ وهل من أجل جواب كهذا يوجد عندنا برلمان وحكومة ومؤسسات دولة؟

إن الشرف لا يتجزأ، وسقوط بعض النساء في الدعارة هو نهاية السقوط وليس بدايته. فالدفاع عن شرف المغاربة يبدأ بتوفير شروط الحياة الكريمة من سكن وتعليم وعمل وأجور منصفة وتعويض عن البطالة ومؤسسات اجتماعية تحول دون السقوط وتحفظ للمواطنين والمواطنات كرامتهم، ومؤسسات أمنية وقضائية وطنية تطبق القانون وتمنع عبث شبكات الدعارة والجريمة المنظمة. أليس الفقر والجهل والبطالة وغياب العدالة هو ما يؤدي إلى السقوط في الدعارة والجريمة والتسول؟ إن سقوط جزء من الشعب هو عنوان أزمة اجتماعية بين أغلبية تكابد من أجل تأمين الحد الأدنى للحياة الكريمة فيسقط جزء منها بعدما يعجز عن ذلك وبين أقلية تحتكر السلطة والثروة وتنشر الفساد بمختلف أشكاله. إنها النتيجة المنطقية لسياسة اقتصادية طبقية حادة لا ترحم. إن الدولة التي تدعي الغيرة على شرف الأمة تبدأ باقرار عقد اجتماعي لا يترك أي مواطن أو مواطنة مهددا بالسقوط.

ولكن هناك سؤالا آخر لا يقل أهمية يهم ثقافة المجتمع. إن ثقافة المجتمع هي آخر حصن يلجأ إليه الأفراد في مواجهة أزماتهم. البعض يتحدث عن أن الشعب المغربي شعب ليبرالي! هناك أقلية تنهب ثروات البلد وتعيش وهم الليبرالية، ولا نعرف علاقة الليبرالية بالاستبداد والفساد ونفس الوهم تعيشه نخبة من المثقفين المفرنسين تعتبر في غالبيتهان بشكل مباشر أو غير مباشر، واجهة ثقافية للمصالح الرأسمالية الغربية. الشعب المغربي في أغلبيته شعب منفتح وبإمكانه أن يطور نموذجه الثقافي الذي لا يتعارض مع قيمه الثابتة إذا توفرت له شروط الحياة الكريمة التي تصون كرامته وتؤهله للحق في الاختيار الثقافي، لكن السياسة الرسمية التي تفتقد مشروعا مجتمعيا تسعى إلى طلاء وجه الأزمة الاجتماعية وما ينتج عنها من مآس بطلاء ليبرالي فاسد يعمق بشاعة الأزمة. وإذا كان هذا حال اختيارات السلطة الحاكمة فعلى التيارات الفكرية والسياسية المختلفة أن تنظر بروية وبعد نظر إلى ماذا يشكل الحد الأدنى للهوية الثقافية التي يمكن للمغاربة أن يجتمعوا حولها والتي بإمكانها أن تقي الأفراد من السقوط وتؤهل الشعب المغربي بالاتجاه صوب المستقبل مطمئنا. إن الاختلافات الفكرية التي تصل حد التناقض بين التيارات الفكرية الكبرى داخل المجتمع، خصوصا في ظل أزمة اجتماعية وطوفان الانتاج الثقافي الاستهلاكي العابر للقارات، تهدد بدورها بفقدان بعض أفراد المجتمع لأي بوصلة بسبب غياب مرجعية ثقافية وطنية أساسية.

تقوم العديد من وكالات التنمية الدولية بتمويل مشاريع صغيرة تستفيد منها النساء الفقيرات في المغرب. فماذا تقوم به حكومات الكويت والسعودية وغيرهما من حكومات الدول النفطية وأثريائها لأجل هاته النساء الفقيرات؟! وإذا كانت هذه الدول تعتبر الشعب المغربي شعبا عربيا ومسلما فما حظ هذا الشعب من الثروة النفطية العربية؟ ولماذا لا تقوم هذه الدول بتمويل مشاريع صغيرة لفائدة بعض النساء لحمايتهن من السقوط كتلك التي يمولها غير العرب وغير المسلمين بدل شبكات الدعارة؟ وإذا كانت هذه الدول ترى أن لا حق لغير شعوبها في تلك الثروات التي يشتتونها يمينا وشمالا فإن الشعب المغربي بنسائه ورجاله لا يرجون منهم سوى كف أذاهم! و'المسلم من سلم الناس من لسانه ويده' ولا تعليق على المسلسلات المصرية، فمصر 'فيها اللي يكفيها'. واللهم لا شماتة في أعراض المسلمين!

كاتب من المغرب مقيم ببلجيكا

القدس العربي في

08/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)