حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

يحارب الفساد الفني عبر الإنتاج الخاص

بشار إسماعيل: فكر الدراما السورية خاطئ

دمشق - عهد صالح

يؤمن الممثل السوري بشار إسماعيل أن الفنان الحقيقي هو الذي يحرص على إبراز الوجه المشرق لوطنه من خلال الأعمال الدرامية التي يشارك فيها، مشيراً في حوار معه إلى أن ذلك دفعه إلى عالم الإنتاج ليقدم مسلسل “باب المقام” الذي يعتبره رداً على “باب الحارة” الذي شوه، بحسبه، الحارة السورية وأظهر المرأة بشكل قبيح يتنافى مع دورها التاريخي . وأكد بشار الذي يقدم ثاني مسلسل له كمنتج “صراع المال” أنه دخل مجال الفن من خلال قراءات خاصة رافضاً أن يكون له قدوة في الوسط الفني . وأوضح أن الفكر الذي تقدمه الدراما السورية حالياً خاطئ .

·         توجهت من التمثيل إلى الإنتاج ماذا دفعك لدخول هذا العالم؟

- أهم شيء حرضني على دخول عالم الإنتاج كان الرغبة في إظهار الجانب الثقافي والفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي وإظهار رأس المال الحقيقي والأماكن التي يجب أن يصرف فيها هذا المال، ولأنني منعت في السابق من ممارسة عملي في الفن 5 سنوات ولأسباب كثيرة ملفوفة بالاتهامات التي يندى الجبين لذكرها، وتعاملت مع القضية بصبر إلى أن جاء رجل مغترب ووضع بين يدي المال وترك لي الحرية في العمل، فرأيت أن الفرصة باتت سانحة لأقدم أفكاري ورؤيتي في الفن ولأقدم الوجه الحقيقي لبلدي التي أعتبرها هبة الله للأرض، فكان أن أنتجت مسلسل “باب المقام” وهو مسلسل بيئي حلبي، ورداً على “باب الحارة” وربما كثيرون لا يعلمون بذلك .

·         إذا كان “باب المقام” كرد على باب الحارة فما الفرق بين العملين؟

- “باب الحارة” قدم سوريا في وجه التعصب المطلق والفكر السلفي الرهيب غير الموجود في هذه المنطقة، وقدم المرأة السورية جاهلة غائبة عن دورها الإيجابي العظيم لأن المرأة ليست نصف المجتمع بل كل المجتمع لأنها الأم والأخت والصديقة والحبيبة، وكل ما يقوم به الرجل ويعمل من أجله فهو من أجل هذا الكائن الرائع والجميل الذي له علاقة مباشرة بالجمال والروعة والحسن .

وفي “باب الحارة” أيضاً أخفوا المرأة، جعلوها ثرثارة، وأظهروا الجانب المتعصّب منها .

وفي دمشق أو في سوريا العظيمة لا يوجد مثل هذا الفكر . . قد يكون هناك عائلة أو عائلتان، هذا وارد . أما كل المجتمع بالطبع لا، لأن سوريا جذوة النضال الفكري والقومي والاجتماعي والاقتصادي عبر تاريخها.

أما في “باب المقام” فقدمت المرأة بشكلها الأمثل والعظيم والحقيقي وقدمت الدين بالشكل الأعظم والأمثل من خلال شخصية “الشيخ صالح” الذي يؤمن بجمال الوردة، بجمال النهار، والموسيقا التي لها علاقة بالروح .

قدمنا المرأة التي تأتي وهي معلمة تأتي وهي “سفور” غير متحجبة وأهلها الذين شاركوا بالنضال ضد الاحتلال الفرنسي، يسكنون في حارة قديمة التي يوجد فيها تعصب، وفي نفس الوقت كانت كل الحارة تطلب هذه الفتاة لأولادهم، وقدمت المدرّسة، كم كانت مهمة، وماذا كانت تقدم في ذلك الوقت؟ كم كان التعليم في ذلك الوقت عظيماً وكم كان الفكر نيّراً أكثر من زماننا هذا أكثر بألف مرة؟

لذلك أنا أقول إن رأس المال عندما يوضع في أيدي أشخاص يفهمون أهميته فإنهم يقدمون كل ما هو جميل . ومن هنا قدمت “باب المقام” والآن جهّزت عملاً يفضح ما يجري من سيطرة المال اللا أخلاقي في المجتمع في ظل العولمة في مسلسل “صراع المال”،

·         المسلسل من إنتاجك؟

- العمل من إنتاج الشركة التي أديرها وهي لرجل الأعمال السوري محمد قبنض، وهو من أهالي مدينة حلب، ووثق بي فقدم لي المال لأنه يعلم أنني لا أقدم إلا الأعمال المهمة والعظيمة فكراً وأداء ونصاً وإخراجاً وإنتاجاً .

والعمل يحاصر الفساد المالي في هذا العصر، وما يمكن أن يصنعه المال سلبياً إذا ما وضع في أيدي أشخاص جاهلين وليسوا على قدر المسؤولية، وهو من إخراج فهد ميري الذي سبق له وأخرج مسلسل “باب المقام” .

·         تتكلم بلهجة قاسية ونبرة حادة . . هل هذا عائد إلى ألم ما أم إلى موقف شخصي تعرضت له؟

- أنا أتكلم بطريقة صارخة أو قاسية، سمها ما شئت؟ لكن يجب أن يعرف الجمهور أن الفكر الذي يتم تقديمه عن الدراما السورية خاطئ . . طبعاً ليست كل الأعمال كذلك، ولكن الكثير منها على هذا النحو . لذلك نحاول اليوم أن نقدم هذا الفكر بالطريقة الصحيحة لهذا الشعب الذي له تاريخ محترم وعريق منذ الأزل .

·         هناك صراع بالدراما العربية خاصة السورية والمصرية من حيث عدد المسلسلات فأين أنت كممثل وكمنتج من هذا السباق؟

- أنا لا أدخل سباق عدد أو كم لأن الكم يبقى كماً، أما أنا ففي صلب سباق الكيفية أو النوعية، فالكيف هو نوعية العمل الجيد لمتلقي جيد يفهم النوعية الجيدة وينتخبها من قلب الكم .

أنا سأكون فخوراً لأنني على علاقة بتقديم عمل له علاقة بفكر نيّر وبشكل صادق بشكل أمين على الفكر السوري والفكر العربي بشكل عام . . ويجب فضح القيم المتردية التي أنتجها نظام العولمة الجديد عبر الدراما، سواء كانت سورية أم مصرية أم خليجية أو أي دراما عربية أخرى .

بدأت الفن بالمصادفة، وكنت ضابطاً في الجيش العربي السوري، وقبل أن أدخل الجيش كنت مرشحاً لبعثة إخراج، ولكن في ذلك الوقت كان هناك شخص مسؤول لا يمت للأخلاق بأي صلة واستبدل اسمي باسم آخر، وقد كان هذا الشخص ذا نفوذ وكان يستطيع إرسال بعثات بجرة قلم .

ومنعت فذهبت إلى الجيش والتزمت بالقوات المسلحة التي أعتبرها المعقل الحقيقي لكل الشّرف والأخلاق الحميدة التي وجدت على وجه الأرض . . فأنا أعتبر أن السلك العسكري هو الأكثر شرفاً وأفتخر أنني انتميت له في أول حياتي لأنه علّمني القيادة، علّمني الأخلاق، علّمني كل ما هو جميل في حياة الإنسان حتى يستمر بقوة ويستمر بتطبيقه وعدم التخلي عن هذه القيم التي يملكها السلك العسكري.

الخليج الإماراتية في

22/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)