حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

(وحشتينا يا شريهان)

عبارة يرددها الجمهور بعد الإفطار

القاهرة - دار الإعلام العربية

قبل غيابها الجبري كان اسم رمضان يرتبط باسمها عندما يأتي المساء، وبغيابها غابت الفزورة وغاب الاستعراض، ولكن على الرغم من ذلك لم تترك مساحة لغيرها حتى في عدم وجودها، الكل هرب هلعاً وخوفاً من المقارنة وظل بلاتوه الفوازير شاغراً في انتظار معجزة جديدة.

كل الشعب المصري والعربي مع مطلع الشهر الكريم، شهر رمضان يقولها عالياً »وحشتينا يا شريهان« وهي وحشة جعلت كل من تقترب من بلاتوهات الفوازير تهرب فارة بجلدها عندما تدرك بأنه لا مشاهد ينتظرها، ولا ناقد على استعداد أن يكتب ولا قنوات فضائية يمكن أن تلهث للتعاقد معها كما كان يحدث مع شريهان، وربما كانت نيللي هي المنافسة الوحيدة لها، والتي حققت نجاحاً كبيراً بعد شريهان، ولكنها أيضاً لم تصمد بفعل الزمن.

حاولت كثيراً هاله فؤاد، ياسمين عبدالعزيز، شيرين سيف النصر، وغيرهم ولكن لم تستطع أعيونهن الصمود أكثر من موسم واحد، وتمضي وتلاحقها الانتقادات كالسياط على الجسد العاري.

وهذا الواقع أجبر اللاتي كن يفكرن دخول التجربة بالهروب مقدماً تحت أعذار وأسباب خلفها حقيقة واحدة. أن شريهان لم تترك لهن قلباً عربياً يمكن أن تدخله غيرها. ولا ننكر أن نيللي وسمير غانم تركا بصمة رائعة في نفوس المشاهدين ووجدوا تجاوباً كبيراً في مرحلة مهمة من مسيرة الفوازير، وعلى الرغم من ذلك ظلت تلك المبدعة شريهان هي الأسطورة التي ستظل تتحاكى بها الأجيال في عالم الاستعراض، وهي التي بدأت تاريخاً وصنعت منهجاً جديداً وعنواناً كبيراً للفوازير باسمها منذ عام 9185 بفوازير »ألف ليلة وليلة«.

منطقة محرمة

والفنانة شريهان على الرغم من أنها دخلت عالم الفوازير بعد الفنانة نيللي التي قدمت الفوازير لمدة 31 عاماً رسخت خلالها نيللي أسلوبها الإبداعي وفق رؤية إبداعية نادرة واستطاعت أن تستولي على قلوب الجماهير قبل أن تجيء شريهان لتقدم فوازير حول العالم وفوازير الأمثال.

وفي منتصف التسعينات قدمت فوازير حاجات ومحتاجات، واشترك معها بعض نجوم الكوميديا الذين برزوا من خلالها واكتسبوا الأرضية القوية التي انطلقوا بعدها إلى عالم النجومية مثل اشرف عبدالباقي ومحمد هنيدي وعلاء مرسي والراحل علاء ولي الدين.

حقل تجارب

بعد غياب شريهان، ظلت الساحة تبحث عن بديل وتحول بلاتوه الفوازير إلى حقل تجارب جعل البعض يقترح ابتكار أسلوب جديد لطرح فوازير رمضان بعد أن خضعن كل الفنانات من خريجات معاهد الباليه لمحاولات واختبارات وجاء اعترافهن صريحاً بالابتعاد عن هذه المنطقة التي تحتاج إلى مواهب خاصة تتعلق بالغناء والرقص والروح المرحة والقدرة العالية على التعامل مع كل هذه الأدوات ومن ثم القبول.

وشريهان لم تدخل عالم النجومية بالمصادفة ولكنها منذ طفولتها كانت مبهرة بأسلوبها وخفة دمها ومواهبها التي تفجرت مبكراً ما دعا شقيقها الفنان عمر خورشيد لأن يرعى هذه الموهبة في سنها المبكرة واستطاع من خلال رعايتها أن يخرجها من رحم المشكلات الأسرية.

فانطلقت في أولى اشراقاتها من خلال فيلم »قطة على نار« عام 9187 وكان عمرها 41 عاماً ومنها أصبحت نجمة السينما بلا منازع وما يزيد على الخمس مسرحيات أهمها »سك على بناتك« و»علشان خاطر عيونك«، وكلاهما مع الفنان الكبير فؤاد المهندس.

محطات مأساوية

مرت شريهان بمحطتين مأساويتين في حياتها الأولى تمثلت في رحيل شقيقها عمر خورشيد المفاجئ والذي ترك أثراً سلبياً في حياتها لفترة طويلة فهو كان أقرب الناس إليها ثم الحادث الذي وصفه الرأي العام بالغامض وألزمها الفراش الأبيض لأكثر من عام وهي كانت في قمة النجومية والتألق، لتخرج شريهان بعدها ولم تعد.

غياب شريهان لا يزال يثير الجدل حول خليفتها وزاد الجدل بعد التجارب الفاشلة للكثيرات اللاتي تصدين للفوازير، ويبقى السؤال: هل الفوازير تحتاج إلى ظهور فنانات يستطعن تقديمها بما يتناسب مع تطور العصر وتقنياته أم أنها في حاجة إلى فنانات بنفس المواصفات التي كانت تحملها شريهان ونيللي والسعي وراء تقليدهما، وإن كان محكوماً عليه بالفشل كما فشلت الكثيرات في تقليد أم كلثوم أو الاقتراب من سمائها®.

وهذا ما سبق أن قاله الناقد سمير فريد بأنه من الصعب استعادة بريق الفوازير في زمن الفيديو كليب لأن فتيات زمن الفوازير لا يصلح للاستخدام حالياً دون تطوير طبقاً لمجريات عصر متقدم.

البيان الإماراتية في

20/08/2010

 

أضواء

(أنا القدس) بانوراما المدينة في نصف قرن مأساوي

دمشق - ماهر منصور 

يرصد المخرج باسل الخطيب في مسلسله »أنا القدس«، الذي تعرضه قناتا »المنار« و»السورية«، فترة زمنية حاسمة في تاريخ القدس بدأت منذ عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر مع بداية احتلالها من قبل الجيش البريطاني في أواخر الحرب العالمية الأولى وبداية الانتداب البريطاني على فلسطين وانتهاء بعام ألف وتسعمائة وسبعة وستين.

وإضافة إلى قيمة العمل التوثيقية، يتطرق المسلسل الذي كتبه المخرج باسل الخطيب وأخوه تليد الخطيب إلى الجوانب النضالية والأدبية والسياسية التي مرّت بفلسطين آنذاك، والتي ترافقت مع ظهور مجموعة كبيرة من الشخصيات البارزة على كل المستويات. فتجمع دراما »انا القدس« بين شخصيات تاريخية معروفة في تاريخ القدس من المجاهدين مثل »موسى كاظم الحسيني، عبد القادر الحسيني ومحمد أمين الحسيني«، إضافة الى شخصيات درامية أساسية تروي من خلال العمل حكايات ومصائر عائلات فلسطينية تسكن القدس وكيفية مواجهتها لاحتلال كامل المدينة بعد خمسين عاما من الصراعات والثورات والحروب دون أن يغفل تفاصيل إنسانية تعيشها هذه الأسر، وعلى هذا النحو تمضي أحداث المسلسل ليتقاطع ما هو عام فيها، وما هو خاص، ويشكل في النهاية صورة حية، وحقيقة للقدس ومأساتها الكبرى.

كاتب العمل تليد الخطيب وفي معرض رده على سؤال »الحواس الخمس«، حول الشيء المختلف الذي يشتغل عليه مسلسل (أنا القدس) ولم تقدمه المسلسلات السابقة التي تناولت الموضوع ذاته، قال إن »الشيء المختلف الذي يشتغل عليه المسلسل هو محاولتنا لتقديم بانوراما تاريخية متعلقة بتاريخ المدينة في النصف الأول من القرن العشرين، عوضاً عن التركيز على فترة بعينها.

وحاولنا من خلال هذه البانوراما الواسعة لنضال الشعب الفلسطيني، أن نعيد التأكيد على الحقيقة البسيطة التالية: إن هذا الشعب العظيم قادرٌ بعد كل نكبة، وكل هزيمة، وكل إحباط أن يلملم رماده لينهض ثانية في وجه الظلم والطغيان، مرةً تلو الأخرى، وصولاً إلى خلاصه وحريته®.«.

وعن تعامل الأخوين الخطيب مع الجانب التوثيقي، ومدى اعتمادهما على مرجعيات تاريخية والذاكرة الشفهية لمن عايش المرحلة الزمنية للمسلسل، قال الكاتب الخطيب: »في الحقيقة كان الجانب التوثيقي أحد أصعب التحديات التي واجهتنا أثناء كتابة النص الممتد من أوائل القرن العشرين، حتى أواسط ستينياته®. فهو ليس نصاً تاريخياً موغلاً في القدم، حيث يفتح أمامك باب التخيل والاختراع، وليس في الوقت نص معاصر يسمح لك بالكتابة بحرية«.

ويضيف: »حاولنا التغلب على هذه المشكلة من خلال اعتماد عشرات المراجع الموثوقة مثل كتاب »النكبة« لعارف العارف، و»الموسوعة الفلسطينية«، إضافة إلى الاعتماد على مذكرات لشخصيات غير سياسية (كمذكرات الموسيقار المقدسي واصف جوهرية)، ما أتاح لنا الاطلاع بشكل أفضل على الجوانب الحياتية بشكل أفضل، وعلى صعيد شخصي، أعتبر نفسي محظوظاً لجهة أن والدي يوسف الخطيب، عايش وبوعي تام عدداً من الأحداث التاريخية التي يتناولها العمل كالثورة الفلسطينية الكبرى ونكبة عام ثمانية وأربعين، وكان له فضل كبير في جعل هذا النص يرى النور®.«.

وعن صورة الفلسطيني في »أنا القدس«، ومدى تركيز العمل على المواقف الإنسانية بعيداً عن الشعاراتية التي اعتدنا أن نراها في كثير من المسلسلات التي تناولت القضية الفلسطينية، ألمح الكاتب الخطيب إلى مشكلة كبيرة عانت منها الدراما العربية والفن العربي عموماً في مقاربته للهم الفلسطيني، ف»في معظم الأعمال، يبدو الفلسطيني إما لاجئاً مسكيناً، معذباً لدرجة تستدر الدموع.

أو أن يكون فدائياً خارقاً على طراز »رامبو« لا يهزه شيء، وهما صورتان أعتقد أنهما بعيدتان كل البعد عن الإنسان الفلسطيني في مسلسلنا »أنا القدس« نحاول أن نقدم صورة أخرى هي صورة الإنسان من لحمٍ ودم®. صورة الإنسان الذي يحب ويكره ويخاف، ويتفاعل مع الأحداث وفقاً لإنسانيته.

البيان الإماراتية في

19/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)