حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الثالث ـ 2010

"كناري" لمحمد راشد بوعلي، فيلمين ومخرجين

محسن الهذيلي

شاهدت لمحمد راشد بوعلي فيلميه الأولين "بينهم" (2007) و"من الغرب" (2008)، إلا أنهما لم يعجباني، بعد ذلك شاهدت له فيلم "غياب" فاستبشرت به خيرا وفرحت أن يكون ذلك الشاب ذو الثقافة السينمائية الجيدة قد وجد أخيرا طريقه إلى النجاح في الإخراج، بعد "غياب" شاهدت لبوعلي فيلمه الأخير كناري،

قبل ذلك التقيت به فحدثني عن فيلمه الرابع بشارة وقال لي أنه أعجب النقاد، على كل حال لم يمكنّي مشاهدته، وأمكنني بمناسبة مهرجان الخليج السينمائي، ذلك المهرجان النافع، مشاهدة فيلم كناري، وأنا أدخل القاعة لمشاهدة هذا الفيلم كنت أنتظر "بشارة" تطور سينما محمد راشد بوعلي فإذا بي أجد نفسي وأنا في الدقيقتين الأوليين من الفيلم ليس أمام تطور وحسب وإنما أمام ما يمكن أن نقول عنه نقلة نوعية في فعل السينما، وهو أمر لم أكن لأتكهن به، كانت سينما الفيلم جميلة، ألوانها حسنة - ولو أنني تمنيت لو جاءت أقل إبهارا- إطار الصورة فيها كان جيدا، الأحداث السينمائية وهو الأهم كانت غزيرة ومسترسلة بحيث كان هناك تجدد مع كل لقطة ولو بأحداث في الصورة قد تكون بسيطة، مثل أوراق صغيرة تسقط أو حركة ظلال أغصان فوق جدار فزدقي زاهي، أو حركة عصفور في قفص، كل هذا مع تأطير صوتي جيد وأداء تمثيلي من سعد البوعينين رائع درجة النشوة، كنا نسمع لسعد البوعينين في البداية وداخل بيته في لهجة بحرينية لذيذة حديثه في التلفون الذي كان يتسم بكثير من دفئ الحياة، وكان وجه البوعينين متماشيا ومصدقا تماما أجواء الكلمات التي كان يطلقها مثل حقائق تاريخية أو اعترافات بالحب، حتى إذا نبهنا المخرج أن الرجل إنما كان يتحدث مع نفسه (بالتونسي "يْخَرِّفْ") وأن خيط التلفون مقطوع، أحسسنا بمفاجئة لا تتحقق ولا نعيشها إلا في الأفلام المبنية بناء دراميا جيدا. بعد ذلك أنهى المتحدث كلامه وسلم ثم وضع سماعة تلفونه واتجه نحو عصفوره للكناري الذي كنا قد تعرفنا عليه في جينيريك الفيلم، وحدثه بنفس النَّفَسِ الذي تحدث به في التلفون، ثم أخذه وأخذنا معه إلى جلسة أمام الباب يتفرجان فيها "على العالم". حين الخروج من الدار تحركت كاميرا محمد راشد بوعلي قليلا في البداية، وذلك حين ظهر الممثل على باب الدار، ثم قليلا أخرى عندما غادرها ومشى، ثم قُطع على مشهد الشيخ وهو يستعد للجلوس على مقعد صغير من الطابوق أمام بيته، كان هذا العمل في التصوير والتركيب جيدا ولو أننا تمنينا لو أن الكاميرا في الترافلين كانت أبطأ حركة قليلا وخاصة في البداية.

بعد ذلك جلس الشيخ وجعل عصفوره للكناري في قفصه إلى جنبه، وبدأت هنا أقصى درجات الإبداع في الفيلم، تركنا المخرج وجها لوجه مع قدرات أداء بوعينين التمثيلية أمام الكاميرا، نظرات في الهواء العامر أمامه بحيوات الطريق، أنهاها بنظرة جميلة إلى يمينه نحو الأسفل ثم نظرة أخرى مأثرة إلى يساره، كانت أقرب إلى الأعلى، أو اتجاه العصفور. هذا المشهد كان ناجحا وذلك سواء على مستوى توليف المأثرات الصوتية التي كانت تعكس أصوات طريق نجلس عنده لنرى العالم، كما قال صاحبنا، كي نستريح.

نرجع إلى جمالية أداء بوعينين لنقول أنه حين كان ينظر إلى ما أمامه كان كأنه يتأمله، بقي أن حركته وخاصة حركة يديه وقسمات وجهه لم تكن تنم عن شخص ينظر بعينيه، وإنما ينظر بأذنيه، ينصت، كان مثل عصفور الكناري حين يكون واقفا على عوده وهو يتنصت ويتعرف على العالم من حوله بأذنيه.

كان هذا هو المشهد الأجمل في هذا الجزء الجميل الأول من الفيلم، وكنا كجمهور نتنصت بدورنا إلى شارع كنا نسمعه ولا نراه، ولكن ذلك لم يكن يهمنا فقد أشبعتنا الصورة الفيلمية مشاهدة، ثم إن شيخنا إنما كان يتنصت مثلنا أكثر مما ينظر، وهنا يخاطب كناريه في مفاجئة سينمائية جديدة ليقول له أنه سمع رنة تلفون وأنه سوف يذهب يرى من على الخط ثم يرجع. عندها يدخل الشيخ إلى بيته تاركا عصفور الكناري في قفصه على المقعد ليجيء طفل من الشارع ويسرق القفص والعصفور.

بعد هذا المشهد أحسسنا أن الطفل قد سرق منا في الحقيقة ليس القفص والعصفور فقط وإنما الفيلم كله، وكما يحدث أحيانا أثناء النقل المباشر لبعض الوقائع أو الأحداث في التلفزة، "انقطع الخط" عن البث المباشر، وفي فيلم بوعلي "انقطع الخط" عن السينما الجميلة، وانقطع الخط عن المخرج الأكثر من واعد، وانقطع الخط عن ممثلنا سعد البوعينين جميل الأداء حد الشفافية، وانقطع الخط عن اختيار موفق للأماكن والألوان حد الابتكار، وانقطع الخط عن جدَّة مع بساطة في الأفكار السينمائية حد الإقناع.

وعندما ينقطع الخط عن أشياء من هذا الطراز وتنفتح أعيننا وآذاننا بعدها على ما رأينا في الشطر الثاني من الفيلم فإننا ننقم على المخرج حد كتابة هذه الورقة التي ليس من عادتي كتابة مثلها، فأنا لست ناقدا سينمائيا ولا أكتب إلا عن الأفلام التي تعجبني، أما التي لا تعجبني فأكون قد انقطعت عن مشاهدتها منذ دقائقها الأولى وبالتالي لا أكون شاهدتها، فأنا من الذين لا يكملون تسعين في المائة من الأفلام التي يشاهدونها.

أذكر أنني عندما شاهدت المخرج بعد عرض الفيلم والخروج من القاعة، قلت له يا أستاذ محمد هل يمكنك أن تعيد تركيب فيلمك؟ وكنت أقصد أن يفصل بين فيلميه ومخرجيه.

الأسبوعية في

14/04/2010

 

اليوم اختتام مهرجان الخليج السينمائي

والعراق ابرز المرشحين لجوائز الافلام الروائية الطويلة والتسجيلية

محمد موسى من دبي 

تخثتم مساء اليوم الاربعاء الرابع عشر من شهر ابريل ، ايام الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، والذي انطلق في الثامن من هذا الشهر . ومن المتوقع ان تواصل الافلام العراقية والتي كانت قد حصلت على معظم جوائز الدورتين السابقتين من المهرجان ، حصدها لجوائز المهرجان الكبيرة لهذا العام وخاصة في مسابقة الافلام الطويلة ، والتي تضم فيلمان عراقيان يتفوقان اسلوبا ، معالجة ، وتقنية على الافلام الاخرى المشاركة. اذا من المتوقع ان تنحصر المنافسة على الجائزة بين الفيلمين: المحنة للمخرج العراقي الايطالي حيدر رشيد ، وفيلم "ضربة البداية" للمخرج العراقي الكردي شوكت امين كوركي.

اما في مسابقة الافلام التسجيلية ، فمن المتوقع ايضا ، ان تذهب الجوائز الكبيرة هناك ، الى احد الافلام التسجيلية العراقية ، كفيلم "هذه الليلة ، الاسبوع القادم" للمخرج العراقي المقيم في هولندا خالد زهراو ، والذي يتعرض فيه الى واقع الصالات السينمائية العراقية بعد حرب 1982، وفيلم "80-82" للمخرج العراقي المقيم في هولندا ايضا حميد حداد ، ويستعيد فيه زمن التهجير الجماعي لآلف العراقيين الى ايران في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي.

وشهدت مسابقة الافلام القصيرة ، مشاركة متميزة للمخرجيين السعوديين ، والذي من المتوقع ان ينالوا واحدة من جوائز المهرجان لهذه الفئة ، اذا قدم المخرج السعودي حسام الحلوة في فيلم "عودة" ، وزميلة عبد الله آل عياف في فيلمه "عايش" معالجات سينمائية موفقة ، لافكار تتسم بالسوداوية ، مع كوميديا موفقة ومبتكرة.

كذلك سيجري هذا المساء توزيع جوائز المهرجان في فئات الافلام القصيرة للطلبة ، والافلام التسجيلية لنفس الفئة ، ومسابقة السيناريو لافضل فيلم قصير للامارتيين.

وتتكون لجنة التحكيم لجميع مسابقات المهرجان باستثناء جائزة السيناريو من الناقد والمخرج السعودي محمد الظاهري ، المخرجة اليمنية خديجة السلامي ، المدير الفني لمهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي ماثيو دراراس ، اما رئاسة لجنة التحكيم فستكون للمخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي.

أما لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة فتضم الكاتبة القطرية وداد الكواري؛ والكاتبة السعودية بدرية عبدالله البشر؛ والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب.

موقع "شريط" في

14/04/2010

 

ينقل واقعاً كردياً عراقياً مأساوياً في مهرجان الخليج السينمائي

"ضربة البداية" يطهو على مهل خبز الفن الصعب  

يتمتع فيلم "ضربة البداية" لشوكت امين كوركي بمستوى بصري فني عال ومتميز ينحو فيه المخرج العراقي الكردي منحى سينما الواقعية الشعرية وينقل باتقان واقعا مأساويا يجعل احد ابرز الافلام المشاركة في مسابقة مهرجان "الخليج" السينمائي الثالث.

ونجح المخرج, الذي اثبت حضورا قويا على الساحة السينمائية العراقية, في ان ينقل في شريطه واقعا كرديا عراقيا مأساويا بصورة رفيعة متقنة جعلت من عمله المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج احد الافلام المرشحة بشدة للفوز باحدى جوائز ان لم يكن بارفعها.

ويتناول "ضربة البداية" السيرة اليومية البسيطة لحياة مجموعة من الاشخاص والعائلات التي تسكن في مخيم للاجئين قرب أربيل في كردستان العراق. والمخيم الذي كان أساسا ملعبا لكرة القدم اصبحت مدرجاته مأوى للاجئين وبات يضج باكواخ الصفيح.

ويقدم المخرج عملا عالي الحرفة ينم عن قدرة فائقة على التحكم بعناصر الفن السابع وتصويره للمكان. كما يكشف عن لغة سينمائية واثقة وأكيدة تمكنت من انجاز عمل يتمتع بصدقية فنية نابعة من عفوية وتلقائية أداء الممثلين الذين كان معظمهم من بين هؤلاء اللاجئين, كما يكشف المخرج.

اما الممثلون الفعليون مثل غوفار انور وروزان حمة جزا وشوان عتوف, الذين يؤدون الادوار الرئيسية في الفيلم, فجاؤوا اساسا من المسرح ليجسدوا ادوارا تلتصق بتلك الحياة الصعبة, لكن التي لا تعرف الاستسلام والعجز.

ويزخر "ضربة البداية" بمشاعر التحدي والعزم النابع من المساعي اليومية لتحسين شروط اللجوء وتعزيز الحياة, رغم النهاية المأسوية التي ينتهي اليها حيث يتحد مصير البلد بمصير الفرد بحسب "فرانس برس".

وفضلا عن الطابع الواقعي والصدقية الفنية, تتمتع الاطارات في الفيلم بغنى بصري وزخم فريدين ما يفصح عن القدرة التشكيلية الفائقة والمتعددة الابعاد للمخرج, حيث تكاد كل صورة تحتوي على اكثر من بعد واكثر من حركة, فما يجري في مقدمة الكادر يختلف عما يجري في الخلفية او على الجانب, في حياة نابضة لا تكف عن الحركة.

وتكتسي اللقطات من كل تلك العناصر حيوية فائقة, اذ تتلبس روح المكان, حيث تتحول المدرجات والديكور الى عنصر لا يتجزأ من عناصر الفيلم, بل الى شخصية اساسية يستمد منها الفيلم جغرافية تركيبته ويعيد على اساسها ترتيب الحياة وتشكيلها يوميا على ايقاع الحاجة, وكأنه سعي لاختراع المكان الخاص المفقود لهؤلاء المهجرين.

وتمت عمليات التصوير في الفيلم بكاميرا رقمية وتولى ادارة العملية سامر سلواتي ليخرج الفيلم بالابيض

والاسود المعدلين مجبولا بواقعية تطهو على مهل خبز الفن الصعب.

والى جماليات المشهد الصوري والمكان, تنضم لعبة الكاميرا التي تتحرك وتلتف على ايقاع نابض بتلك الحياة المهددة في كل لحظة والتي وقعت اسيرة الحرب.

ويعالج المخرج بطريقة ذكية وفنية وانسانية مسألة التعايش في ظل الخلافات القائمة بين العرب والاكراد, ممن لجأوا في النهاية الى المكان نفسه هربا من جحيم الوطن, ما يشهد على مرونة الفن وقدرته على تخطي ما تعجز عنه السياسة التي تعرف بانها "فن الممكن".

وبجانب ملامسته السياسة والحرب يصور المخرج الحب برومانسية كبيرة, لكن قصة الحب بين الشاب المثالي الخير والمعلمة الجميلة تجهض مثل كل شيء داخل تراجيديا المكان الشاملة التي تفرض نفسها في النهاية على الفيلم الذي يمكن مقارنته باعمال تتسم بعبقرية مجنونة لدى الصربي امير كوستاريكا او الايراني بهمان غبادي.

وعند سؤاله عن ميزانية الفيلم الذي تم انتاجه بدعم كردي-عراقي-ياباني مشترك, يقول المخرج ساخرا في اجابته على سؤال لفرانس برس "ميزانية الفيلم ضعيفة", من دون ان يفصح عنها, لكنه يلمح الى انها "لا تعادل أجر ممثل نجم في أوروبا او في الولايات المتحدة".

وقبل مشاركته في مهرجان "الخليج" السينمائي, نال "ضربة البداية" جوائز مرموقة بينها جائزة تقديرية في مهرجان "دبي" السينمائي الاخير, حيث شارك في مسابقة "المهر العربي", فضلا عن نيله جائزة "النقاد الدوليين" في "دبي" وجائزتين في مهرجان بوسان بكوريا الجنوبية, بينهما جائزة افضل فيلم وجائزة "الخنجر الفضي" في "مهرجان عمان" السينمائي مطلع ابريل الجاري.

كما سبق لفيلمه الاول "عبور من الغبار" نيل عدد من الجوائز بينها جائزة "لجنة التحكيم" في الدورة التاسعة من مهرجان "دلهي" السينمائي في الهند والجائزة الذهبية لأحسن فيلم في مهرجان "اندونيسيا" السينمائي.

السياسة الكويتية في

14/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)