حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف خاص عن فيلم داود عبدالسيد الجديد "رسائل البحر"

"رسائل البحر".. فيلم يعينك على الحياة

داود عبدالسيد.. وصلتنى (الرسائل).. فشكرًا لك

محمد الروبي

فور خروجى من القاعة بعد العرض الافتتاحى لفيلم "رسائل البحر".. حاول الأصدقاء أن يشركونى معهم فى جدل بدأوه حول: "الصورة، الإيقاع، الرمز، الدلالة، الأداء"، لكننى اعتذرت ورجوتهم أن يتركوا لى ـ ولأنفسهم ـ فرصة الاستمتاع بتلك "الحالة" التى وجدناها "صفة" ملائمة لإحساس أولى أشاعه فينا الفيلم.. وذكرتهم بجملة حوار جاءت على لسان البطل يفسر فيها أسباب رفضه لجهاز تشغيل الاسطوانات رغم أنه الهدية الأولى من محبوبته، فقد قال لها ـ بما معناه ـ "لأنى باحس إن الإنسان لازم يتعب عشان يستمتع بالموسيقي". 

فهذه الجملة، رغم اتساقها الكامل مع شخصية قائلها ودون إقحام أو تزيّد على أحداث الفيلم إلا أننى شعرت، فى جانب منها، بأنها موجهة إلينا نحن المتلقين، وكأن داود عبدالسيد يقول لنا ضمن رسائله المفعمة بالكثير: "لا تتسرعوا.. أعطوا لأنفسكم فرصة تأمل تستحقونها.. ولا تنتظروا منى أن أقص عليكم حدوتة تتلقونها وأنتم فى وضع الاسترخاء". 

اعتذرت مرة أخيرة للأصدقاء، وآثرت السير وحيدا أستمتع بما أثاره الفيلم فى نفسى من تساؤلات حرصت على ألا أتسرع فى الإجابة عنها. 

بعد أيام قليلة ذهبت إلى مشاهدة الفيلم مع آخرين.. وفى القاعة فوجئت بجارى ينبهنى إلى أننى أنطق ببعض جمل الحوار ـ نصاً ـ قبل أن تنطق بها الشخصيات!!  

بل وسألنى الصديق باتهام واضح: "هل تلك حقاً هى مشاهدتك الثانية؟!" ورغم أننى أكدت له ذلك إلا أننى عجزت عن التفسير له ـ ولنفسى ـ كيف علقت بذهنى هذه الجمل وبالحرف لا بالمعنى فقط! 

بعد المشاهدة اتفقنا ـ الأصدقاء وأنا ـ على استكمال المتعة بالجلوس فى أحد مقاهينا المفضلة، نتجاذب ـ برحابة هذه المرة ـ أطراف الحديث حول الفيلم ومعانيه. 

فى الجلسة اتفقت واختلفت مع الأصدقاء حول تفسير بعض الأحداث وتراتبها.. وحول رسم الشخصيات واتساق أفعالها مع طبيعتها، لكننا اتفقنا جميعا حول معنى أشمل وأعم وهو أن الفيلم دعوة صريحة لتأمل ما فات من العمر والبحث عن كيفية استقبال الآتى من الأيام.. ووجدتنى أتذكر عنوان مقال لى كنت قد وصفت به الفيلم الإيرانى "صبغة الله" للمخرج مجيد مجيدي، الذى شاهدته منذ سنوات طويلة مضت.. "فيلم يعينك على الحياة".. نعم ففيلم داود عبدالسيد ينطبق عليه العنوان ذاته "فيلم يعينك على الحياة".. لا بتزييفها ولكن بتأملها.. لا بالهروب منها ولكن بمواجهتها بعقل وروح أكثر انفتاحا. 

ولعلى لن أكون متعسفا إذا قلت إن الفيلم يتماهى فى أثره مع أثر رواية "السيميائي" أو "ساحر الصحراء" للبرازيلى باولو كويللو.. بل أكاد أجزم أننى سمعت ـ عبر الفيلم ـ أيقونة الرواية.. "إذا أردت شيئا بإخلاص, فإن الكون كله, سيتآمر كى يحققه لك"! فالفيلم ـ كما رأيته وأحسسته ـ هو رحلة صادقة ومخلصة لاكتشاف الحياة من جديد.. (الحياة) بكل ما تحمله من معني، سواء كانت حياة "يحيي" محور الفيلم, أو حياتك أنت الشاهد على رحلة "يحيي".. أو الحياة الأكبر منذ بدء الخلق وحتى اللحظة التى تشاهد فيها تلك الصور المتحركة أمامك على الشاشة!. 

أجمل ما فى الفيلم أنه سيساعدك على اكتشاف الأجمل فى ذاتك, وستجدك أكثر سماحة مما تظن.. ورغم اختلافك مع منطق بعض الشخصيات وأفعالها إلا أنك ستتعاطف معهم, وتتفهم وتبرر أفعالهم.

فى الفيلم ستتحسر على الجمال الذى شاركت ـ ولو بالصمت ـ فى اغتياله, وستسأل نفسك لماذا كنت بهذه القسوة مع من حولك؟.. لماذا كنت تظن أنك ـ وحدك ـ مالك اليقين؟!.. لماذا تصر على أن الكون لا يمكن أن يتسع لغيرك؟! ولماذا كنت ـ رغم وعيك وعلمك وثقافتك ـ انسحابياً أكثر مما يجب, مشاهداً أكثر منك فاعلاً؟! وستخرج بعدها لتجد نفسك غير نفسك وستشرع فورًا, وربما تنجح, فى البدء من جديد. 

الآن عزيزى القارئ: هل ترانى ابتعدت كثيرا عما كنت تنتظره منى حول الفيلم؟! ربما.. لكننى أصدقك القول مع فيلم كهذا يكون الحديث حول "الصنعة" الآن ضرباً من الافتعال (بالنسبة لى على الأقل).. واذهب بنفسك لتحكم لكن تأهب إلى أنك مقبل على فيلم مختلف.. ففيلم يدعوك لتأمل الحياة يحتاج منك قدرة, تسبقها رغبة مخلصة, فى تأمله.. فاذهب. 

اذهب لتكتشف بنفسك كيف كانت السنوات السبع الفاصلة بين "مواطن ومخبر وحرامي" و"رسائل البحر" سنوات عمل مخلص وجاد، اذهب لتكتشف كيف قفز "آسر ياسين" أميالا على درب الأداء التمثيلي, وكيف نضجت "بسمة" بقدر يقربها باستحقاق من قمة السلم, وكيف تمكن "راجح داود" من مزج مبهر بين مقتنيات العالم الموسيقية وبين إبداعه الخاص فى جديلة يصعب معها الفصل بين الصورة والحدث والشخصية والصوت.. واذهب لتفرح ـ كما فرحت أنا ـ برهان داود عبدالسيد الجديد "أحمد المرسي" الذى حفر اسمه بحروف من نور على خارطة الصورة السينمائية المصرية الجديدة، ولتنتشى بمونتاج "منى ربيع" الذى يأتى حادا حين يجب، وناعما حين يجب، ومازجا حين يجب. واذهب أخيرا لتنبهر ـ كما انبهرت أنا ـ بقدرة أنسى أبوسيف على خلق مكان وزمان لن تستطيع ـ مهما كانت قدرتك ـ على اكتشاف الحقيقى فيهما والمصنوع! 

اذهب عزيزى القارئ لتتلقى رسائل داود عبدالسيد (الجديدة) لتخرج بعدها "جديدًا" مقبلاً على الحياة. 

العربي المصرية في

23/02/2010

 

بسمة: قدمت دور "فتاة ليل" باحتـرام!

كتب مى الوزير 

منذ بدايتها الفنية وهى حريصة على اختيار الأدوار الجيدة بغض النظر عن مدى جرأتها، لكن فى ذات الوقت هى ضد أداء المشاهد الجريئة بلا داعٍ، ورغم أنها قدمت أدوارًا متميزة فى أفلام عديدة منها "النعامة والطاووس" و"زى النهاردة" و"ليلة سقوط بغداد" إلا أنها مع داود عبدالسيد فى فيلمه "رسائل البحر" بدت فى كامل تألقها ونضجها الفنى، وكان أداؤها بالفيلم بمثابة رسالة من المخرج ينبئنا بميلاد جديد لبسمة.

لذلك حرصنا على لقائها لتحدثنا عن تجربتها الجديدة مع داود عبدالسيد، وكيف اكتشفت مناطق جديدة فى أدائها من خلال تجسيدها لشخصية نورا، ورأيها فى رفض نجمات أخريات لهذا الدور، وموقفها من أداء الأدوار الجرئية بعد "رسائل البحر" واعترفت أيضاً بسر تألقها الفنى فى "رسائل البحر".

·         بداية كيف تم ترشيحك للدور؟

- داود عبدالسيد هو من رشحنى للدور وهو من يُسأل عن سبب ترشيحه لى أو عن نظرته لى فى هذا الدور، هو رشحنى لدور جديد على تماماً، وغير متوقع وليس هناك تشابه بينى وبين شخصية نورا التى جسدتها، وهو وضعنى فى منطقة مختلفة تماماً عما قدمته من أدوار سابقة وطبعاً سعيدة بهذا.

·         الفيلم كان سيقوم ببطولته "أحمد زكى وهيفاء وهبى" ألم يقلقك هذا وخاصة بعد اعتذار عدد كبير من النجوم عن المشاركة فيه؟

لا تقلقنى مسألة اعتذار فنانين من قبل عن دور قمت به، ولى أكثر من تجربة فى أدوار كان مرشح لها فنانات من قبلى وهذا يحدث فى العالم كله، عادة يكون هناك فنانون مهمون مرشحون لدور ما ويحصل على الدور فنان آخر لا يقل أهمية، وهذا لا يقلل من الدور أو من الفنان الذى قام به، والأهم هو أنى قدمت الدور بشكل جيد ونجحت فيه وترك أثره عند الجمهور.

·     ماذا عن اختلاف المرحلة العمرية بين "أحمد زكى وهيفاء وهبى" و"بسمة وآسر ياسين" هل أثر هذا فى الترشيحات أو تم تعديل فى السيناريو وفقاً للترشيحات الجديدة؟!

- داود عبدالسيد أوضح من قبل أن الترشيحات اختلفت فى أكثر من مرة لاختلاف المراحل العمرية للأبطال سواء البطل أو البطلة وهدفه كان اقتراب سن كل منهما للآخر. ولكن بالنسبة للسيناريو لم يحدث به أى تغيير فما قرأته هو ما صورناه وما تم تقديمه على الشاشة.

·         ربما كانت جرأة الدور هى السبب وراء رفض بعض الفنانات لتجسيد هذه الشخصية ما تعليقك؟

لكل منا ذوقه ووجهة نظره وقناعاته، والتى على أساسها نختار أدوارنا، وهذا الدور من أهم اختياراتى وأنا سعيدة بهذه الشخصية التى قدمتها، وخاصة أنها تجربتى الأولى مع أستاذ داود.

·         ألم تخشى جرأة القضايا التى تناولها الفيلم كالمثلية والخيانة والجدل الذى تثيره أفلام المخرج داود عبدالسيد؟

الفيلم ناقش قضايا عديدة معظمها شائك ولكنه بالمقابل ناقش عدة نماذج إنسانية فى حياتنا ومحاولة مجموعة من الأشخاص اكتشاف أنفسهم كل منهم بطريقته، كعلاقة نورا بزوجها ويحيى وعلاقته بحبه الأول، وصديقه الذى يبدو كوحش كاسر وهو فى الحقيقة كالطفل ولا يقوى على إيذاء أحد، وأنا لم أخش هذه التجربة، فالجرأة مطلوبة فى حياتنا وهذه النماذج موجودة بالفعل ونحن لن ندفن رؤوسنا فى الرمال، وأنا تحمست كثيراً وفرحت بمجرد فكرة عملى مع مخرج مثل داود عبدالسيد، فأنا لست مجنونة لأرفض العمل معه، والفيلم لم يقدم أى مشهد بطريقة مبتذلة أو مُنفرة.

·         نورا لم تكن سعيدة فى زواجها مما دفعها لخيانة زوجها هل عدم السعادة الزوجية مبرر لخيانتها؟

- لن أتحدث عن الزواج فقط، ولكن بشكل عام "هل العلاقات الإنسانية يصلح أن تُبنى على أسس غير سليمة؟" بالتأكيد لا.. وإذا افترضنا أنه حدث وكان شخص ما فى علاقة مبنية على أساس خاطئ، فإن هذا يكون له تأثير سلبى على هذا الشخص، ونحن بطبيعتنا الإنسانية نختلف فى طرق تناولنا وعلاجنا لمشاكلنا، ومنا من يتصرف بشكل سليم ويعالج مشاكله ومنا من يزيدها سوءاً.

ونورا علاقتها بزوجها مبنية فقط على أساس استفادتها المادية منه هو أوصلها للشعور بأنها فتاة ليل وتبيع نفسها مقابل المال.. على عكس علاقتها بـ"يحيى"، وهكذا للأسف نجد أن علاقة الزواج التى من المفترض أن تكون شرعية وهى الشكل السليم للعلاقة نجدها هى الخطأ وهى سبب شعورها بأنها امرأة سيئة، وبمجرد تخلصها من هذا الزواج تجد نورا نفسها بمجرد تخلصها من العلاقة الخطأ.. فكيف تستمر فى علاقة وهى ترى نفسها فيها فتاة ليل وقبلت أن تقنع من أحبته بأنها فتاة ليل بدلاً من إخباره بأنها زوجة، فهى ترى فى البداية أن زواجها مجرد ورقة وهذا ليس مبدأ الزواج.. هناك ما هو أهم بكثير من هذه الورقة.

·         لماذا لم تخبره "نورا" بأنها صاحبة عزف الموسيقى طوال الأحداث؟

 - هى امرأة وحيدة وعندما تعزف تكون وحدها تماماً ولا يشجعها ولا يثنى عليها أحد، عزفها يعبر عن حالة الحزن والغضب بداخلها وفرحت بشعور أن هناك من يقدر جمال عزفها، ومواظبته طوال الأحداث على الذهاب إليها والاستماع لعزفها حتى لو كان معها، فأعطاها هذا جزءاً من الاهتمام الذى تبحث عنه، فهو أحبها وأحب عزفها دون أن يعرف مصدره.

·         رأى البعض أنه لا يوجد ما يبرر حب امرأة ناضجة جذابة لشخصية البطل المتلعثم غير الناضج عاطفياً؟

- هى لم تحبه فى بداية العلاقة، ولكن مع الوقت ومعرفتها للشخص الذى أمامها والجوانب الجيدة لديه أحبته، ولكن فكرة الحب من أول نظرة خاطئة وكاذبة، والبطل شخص رقيق المشاعر وهذا ما جعلها تقول أنه طفل كبير وتحاول إيذاءه أحياناً بالكلمات ليفيق من عالمه المثالى كالأطفال، وأن ينضج، فالأطفال فقط هم من يسلمون بأن الحياة منصفة، ولكن الكبار الناضجين يعلمون أنها ليست كذلك وأنها ليست عادلة على الدوام والمشاهد سيدرك مع الوقت أن علاقتهما ببعضها فيها اكتشاف للذات لكل منهما.

·         كيف استطعت الإمساك بمفاتيح الشخصية خاصة أنها تحمل العديد من الأبعاد النفسية؟

من خلال الورق نفسه لأن الورق مكتوب بشكل رائع وهو ما فرض نفسه على الممثل وليس العكس، وبالتالى كان شغلى على الشخصية بعيداً عن الورق قليل جداً لأنه مكتوب بشكل واضح ومُفصل، رغم أن الشخصية عميقة وتحمل أكثر من مستوى وكنت شايفاها رغم ارتباكى فى بداية التصوير وهذا شىء طبيعى جداً لأى ممثل أن يكون هناك وقت ليتعايش مع الشخصية خاصة أن المشاهد التى بدأنا التصوير بها كانت بعيدة عن روح الشخصية.

·         مشهد النهاية يحمل تناقضاً بين قمة القتامة وقمة التفاؤل مما صعب فهم المشهد على البعض.. ما رأيك؟

- - المشهد كان يجمع البطل والبطلة فى مركب السمك الميت فى البحر هو الخلفية، وهذه هى الحياة أن فى ظل القتامة الشديدة قد تكون هناك بارقة أمل وولادة حياة جديدة عندما تموت أم وهى تلد مولوداً جديداً إلى الدنيا، فهذه لحظة موت وولادة فى نفس الوقت، فهذه هى الحياة وعلينا تقبلها كما هى.

·     هذا الدور جرىء وقد تخشاه كثيرات خاصة فى سيطرة شعارات السينما النظيفة على تفكير بعض النجمات ولكنك أتقنته ببراعة.. هل سنراك فى هذه النوعية من الأدوار مرة أخرى؟

- لا أستطيع أن أقرر فأنا لم أخطط لشىء بعد ولا أعترف إلا بالدور الجيد، وهذا الدور تم تقديمه بدون إسفاف وأنا سعيدة جداً به، ولكن أرفض أن يتم تنميطى فى شكل معين من الأدوار لأنى أعشق التغيير والتنوع وهذا مبدأ أساسى لدىَّ فى شغلى.

·         ما سر حالة النضج الفنى التى بدت واضحة على بسمة فى "رسائل البحر"؟

- أعتقد أنها نتيجة لخبرات سابقة ومتراكمة بعد سنوات من العمل.. طبيعى لأى إنسان أن ينضج فى حياته وتزيده السنوات خبرة، وأنا سعيدة أن هذا ظهر من خلال الأستاذ داود، وأنه رشحنى لدور أعتقد أن كثيرين لم يتوقعوه منى، وأننى كنت بحجم هذه المسئولية.

·         ما الذى استفدته من العمل مع داود عبدالسيد؟

- استفدت على مستوى الخبرة الحياتية وعلى المستوى الفكرى بشكل كبير.. واستفدت كإنسانة فهو علمنى أن أتواصل مع مناطق فى شخصيتى لم أتواصل معها من قبل، وأرى الأشياء بشكل أوضح، أما من الناحية المهنية فزادت ثقتى فى نفسى كممثلة.

صباح الخير المصرية في

23/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)