حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الستون

اللص والكلاب فى فيلمين من النمسا والنرويج

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

فى يوم واحد عرض مهرجان برلين فى المسابقة الفيلم النمساوى «اللص» إخراج بنجامين هيسنبرج، والفيلم النرويجى «رجل مهذب على نحو ما» إخراج هانز بيتر مولاند. ولم يكن عرض الفيلمين فى يوم واحد بالصدفة، مثل موعد عروض كل الأفلام فى المهرجانات الحقيقية حيث يوصف المبرمج بـ«الموسيقى».

ما يجمع بين الفيلمين أنهما من صناعات سينما صغيرة نسبياً فى أوروبا الغربية، وأن موضوعهما واحد، وهو خروج مجرم من السجن بعد تنفيذ حكم صدر بإدانته، ولكن ما يفرق بينهما أن «اللص» عمل فنى لفنان سينمائى مؤلف، أما «رجل مهذب على نحو ما» ففيلم من السينما السائدة يمكن أن يصنعه عشرات المخرجين فى أى بلد ولا يختلفون إلا فى الثقافات التى ينتمون إليها وما تحرمه أو لا تحرمه.

وقد أصبحت مهرجانات السينما الدولية تعرض أفلام المؤلفين وأفلام مخرجى السينما السائدة معاً بما فى ذلك المهرجانات الكبرى فى برلين وكان وفينسيا، وإن ظلت الغلبة لأفلام المؤلفين، وهى التى تبرر وجود المهرجانات أساساً. وبالطبع فلابد أن يتمتع فيلم السينما السائدة الذى يتم اختياره فى مسابقة مهرجان كبير بمزايا خاصة.

وما يميز الفيلم النرويجى أداء الممثل الكبير ستيلان سكارسجارد الذى يعتبر من أعظم الممثلين فى العالم اليوم.

داخل وخارج السجن

تذكرت رواية نجيب محفوظ «اللص والكلاب» أثناء مشاهدة الفيلمين من حيث إن الأعمال الثلاثة عن تصفية حسابات السجين مع العالم خارج السجن، ولكن بينما هرب «بطل» محفوظ من السجن ليصفى حساباته، أنهى «بطلا» الفيلمين مدة العقوبة، ويخرج كلاهما من السجن فى أول مشهد. وبينما تمتزج الأبعاد الاجتماعية مع الأبعاد الميتافيزيقية (أى ما وراء الواقع) فى رواية محفوظ، يعبر الفيلم النمساوى عن الأبعاد الميتافيزيقية أساساً، ويعبر الفيلم النرويجى عن الأبعاد الاجتماعية فقط. ولا يصل الفيلم النمساوى إلى مستوى «التحفة»، ولكنه فيلم ممتاز على شتى المستويات، ولا يقل أداء أندريه لوست للدور الرئيسى عن أداء ستيلان سكارسجارد فى مسابقة تميز فيها أداء الممثلين فى العديد من الأفلام، ويجعل من جائزة أحسن ممثل جائزة كبيرة حقاً لأنها لممثل كبير بين ممثلين كبار.

وكما استمد محفوظ روايته من شخصية حقيقية، وهى محمود أمين سبيمان الذى عُرف باسم «السفاح»، استمد الروائى النمساوى مارتين برنيز روايته «اللص» من شخصية حقيقية أيضاً، وعن هذه الرواية كتب سيناريو الفيلم مع المخرج.

ورغم ذلك فأسلوب الفيلم ليس أدبياً، وإنما سينمائى خالص حيث يتم التعبير بمفردات لغة السينما الخالصة.

يوهان وأولريك

يوهان فى «اللص» أدين بتهمة سرقة البنوك، وهو يخرج من السجن ليعاود سرقة البنوك مرتدياً قناعاً وممسكاً بمدفع هو لعبة أطفال وكأنه يقوم بدور كتب عليه أن يؤديه. إنه يهرب من الشرطة ولكنه يعلم مصيره ويواجهه: تخونه المرأة التى ارتبط بها منذ صباه، ويقتله رجل أراد أن يحصل على سيارته، وكان يستطيع أن يقتله ولم يفعل.

أما أولريك فى «رجل مهذب على نحو ما» فيريد أن يبدأ صفحة جديدة بعد ١ ٢ سنة فى السجن بسبب إدانته بقتل رجل، ولكن رئيس العصابة التى كان ينتمى إليها، وأنفق على زوجته وابنه فى غيابه يطلب منه أن يعاود العمل معه، وأن يقتل من تسبب فى سجنه. ويجد أولريك أن زوجته ترفضه، وكذلك ابنه وزوجته الحامل، فيقبل العودة إلى العصابة والقتل مرة ثانية، ولكن المصادفة تجعله يصاحب زوجة ابنه وهى تلد وتجعل منه جداً لأول مرة، فيتراجع ويقتل رئيس العصابة.

ولعل ما يوضح الفرق بين الفيلمين من حيث القيمة الفنية على سبيل المثال أن المشهد الأول بعد الخروج من السجن فى كليهما له نفس المعنى، وهو أن السجين يخرج من الزنزانة ليعيش فى غرفة لا تختلف عنها. ولكن بينما يتم التعبير عن ذلك المعنى فى فيلم «اللص» من خلال تكرار حركة الكاميرا للبطل وهو يدخل الزنزانة ثم وهو يدخل غرفته، يتم التعبير عنه فى الفيلم الآخر بأن يقول له رئيس العصابة إن غرفتك الجديدة تماماً مثل الزنزانة.

المصري اليوم في

18/12/2009

  

تحفة ثالثة فى المسابقة من الصين.. زانج ييمو يعود إلى مستواه الرفيع

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يبدو من الأيام الأولى لمهرجان برلين بعد عرض سبعة من أفلام المسابقة الـ٢٠ أنه سيشهد أقوى مسابقة منذ سنوات فى دورته الـ٦٠ والدورة العاشرة لمديره ديتر كوسليك. تم عرض فيلمى الصين فى المسابقة، وجاء الفيلم الآخر «امرأة ومسدس ومطعم النودلز» إخراج فنان السينما الصينى العالمى الكبير زانج ييمو تحفة ثالثة فى المهرجان بعد الفيلم الصينى «انفصال، اتصال» إخراج كيوان آن، وأحد الفيلمين الفرنسيين «الكاتب الشبح» إخراج رومان بولانسكى.

ولكن بينما نجد فيلم كيوان آن ينتمى إلى السينما الأدبية لاهتمامه بالحوار، ينتمى فيلم ييمو إلى السينما الخالصة حتى إن الحوار لا يتجاوز ألف كلمة فى ساعة ونصف الساعة من التعبير الدرامى الفذ. هنا يعود الفنان الذى وضع السينما الصينية على خريطة السينما فى العالم منذ أول أفلامه «الذرة الحمراء» عام ١٩٨٨ إلى أفلامه الأولى، خاصة «جودو» عام ١٩٩٠ من حيث التعبير عن متاهة العلاقات الإنسانية على نحو شكسبيرى، وبأسلوب يستمد عناصره من الثقافة الصينية، فهو سينمائى مائة فى المائة، صينى مائة فى المائة، إنسانى مائة فى المائة.

ورغم أن السيناريو مأخوذ عن الفيلم الأمريكى «دماء بسيطة» إخراج الأخوين جويل وإيتان كوين، فإنه لم يفقد صينيته بأى درجة، والمقارنة بينهما مجال خصب للنقد المقارن بين ثقافتين مختلفتين تماماً، خاصة أن العلاقات هى بين الزوجة الشابة والزوج الكهل والشاب العاشق، وهو نفس الثالوث فى عشرات الروايات والأفلام، وتضاف إليهم فى فيلم ييمو شخصية رابعة هى ضابط الشرطة الذى يلعب على الثلاثة معاً.

مخرجان لجائزة العمل الأول

ومن بين فيلمين فى المسابقة لمخرجين فى أول أفلامهما الطويلة عرض الفيلم الرومانى «إذا أردت أن أصفر، سوف أصفر» إخراج فلورين سيربان، وهو عنوان يذكر بالفيلم المصرى القصير «يوم الاثنين» إخراج تامر السعيد. والأرجح أن يفوز الفيلم الرومانى بجائزة الفيلم الأول التى تحمل اسم ألفريد باور، مؤسس مهرجان برلين.

إنه فيلم آخر يؤكد أن السينما الرومانية هى أهم سينما بزغت فى شرق أوروبا بعد سقوط جدار برلين وانهيار النظم الشيوعية، ويؤكد الملامح الخاصة لما يمكن أن نطلق عليه «مدرسة السينما الرومانية الجديدة» من حيث التقشف اللغوى، أو ما وصفته حركة دوجما الدنماركية بـ«العفة»، ومن حيث المزج بين الدراما الأرسطية التى تحترم وحدات الزمان والمكان والموضوع، ودراما ما بعد الحداثة التى ترى الإنسان من داخله وفى واقعه فى آن واحد.

أغلب الأفلام الرومانية عن مآسى حكم الديكتاتور الشيوعى شاوشيسكو الذى سقط منذ نحو عشرين سنة، ولكن فيلم مسابقة برلين عن الأجيال الجديدة التى لم تعاصر ذلك الحكم، وإنما تعانى فى واقع اليوم من خلال العلاقة بين أخوين أكبرهما فى الثامنة عشرة وأمهما التى تعمل فى إيطاليا. وتدور الأحداث داخل إصلاحية للشباب المنحرف، ولا تخرج منها إلا فى النهاية حيث قرر الشاب أن يصفر، أو أن يشرب القهوة مع فتاة تقوم ببحث عن انحرافات الشباب ولو باختطافها فى عملية «إرهابية».

غواصة توماس فينتربرج

ومن بين الفيلمين الدنماركيين فى المسابقة عرض «الغواصة» إخراج توماس فينتربرج، وهو من رواد حركة «دوجما» مع لارس فون ترير. ومثل أى حركة فنية ليس المهم أن تكون أفلامها تطبيقاً حرفياً لأفكارها، وإنما أن تحرك المياه الراكدة، وتفجر الرغبة فى التجديد وتدعم القدرة عليه.

وفى فيلمه الجديد يجمع فينتربرج بين كونه «دوجما» وبين الواقعية الجديدة الإيطالية والميلودراما ويتأثر بدرجة ما بأسلوب جوس فان سانت فى الفيلم الأمريكى «فيل» من حيث علاقة السرد بالزمن ودمج هذه العلاقة دمجاً عضوياً بين المبنى والمعنى. و«الغواصة»، مثل الفيلم الرومانى، عن أخوين وطفل أحدهما فى واقع اليوم: الكبير محكوم عليه بالسجن والأصغر مدمن مخدرات، والعلاقة بينهما وبين أمهما مدمنة الكحول التى تموت من الإدمان كما يموت ابنها الصغير ويترك طفله لأخيه الكبير.

فيلم لعطلة نهاية الأسبوع

ومن بين الأفلام الأمريكية الثلاثة عرض فيلمان أولهما «عواء» إخراج روب إبستين وجيفرى فردمان عن محاكمة الشاعر الأمريكى آلان جينسبرج عام ١٩٥٧ بسبب قصيدته «عواء» حيث اعتبرت من «الشعر الفاضح» الذى يعبر عن «المثلية الجنسية».

والفيلم تجربة فنية تجمع بين الروائى والتسجيلى ثم التحريك فى التعبير عن القصيدة. أما الفيلم الآخر «جرندبيرج» إخراج نوح باونباخ فعمل هوليوودى تقليدى لا مكان له فى أى مهرجان، وليس من سبب لاختياره غير أن يعرض مساء الأحد يوم عطلة نهاية الأسبوع.

المصري اليوم في

17/12/2009

  

«الكاتب الشبح» تحفة للفوز بـ«الدب الذهبى» عن عالمنا اليوم فى عالم بولانسكى

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

جاء الفيلم الفرنسى «الكاتب الشبح»، إخراج فنان السينما البولندى العالمى الكبير رومان بولانسكى، تحفة من روائع السينما دخلت التاريخ بعد العرض الأول يوم الجمعة الماضى، والمرجح أن يفوز بـ«الدب الذهبى» أرفع جوائز مهرجان ألمانيا فى دورته الـ٦٠ يوم السبت القادم.

وربما يسأل قارئ: كيف نتوقع فوز فيلم قبل اكتمال مشاهدة أفلام المسابقة الـ٢٠؟ وإجابتى أن هناك عناصر معينة عندما تكتمل فى أى فيلم يصبح تحفة، وقد ذكرنا أمس أن الفيلم الصينى «انفصال.. اتصال» إخراج كيوان آن تحفة بدوره، وجدير بالفوز بـ«الدب الذهبى»، وعندما تعرض أى مسابقة أكثر من تحفة يكون على لجنة التحكيم أن تفاضل بينها، وبالطبع تكون مهمتها فى هذه الحالة أصعب، وتكون فى امتحان حقيقى لمدى قدرتها على تدقيق الأحكام.

أتم بولانسكى تصوير الفيلم فى شهر يونيو الماضى، وعند وصوله إلى سويسرا فى شهر سبتمبر لتسلم جائزة تقديرية من مهرجان زيورخ قُبض عليه بسبب هروبه من أمريكا عام ١٩٧٧ بعد صدور حكم قضائى ضده لممارسة الجنس مع فتاة قاصر، ولم يكن يعلم بوجود اتفاقية بين أمريكا وسويسرا لتسليم الهاربين من تنفيذ الأحكام. وحتى الآن لم يبت فى أمر تسليمه، ولكن صدر حكم بتحديد إقامته فى منزله الريفى فى سويسرا، وفى هذا المنزل قام بمونتاج الفيلم.

ولا يرجع ترجيح فوز الفيلم إلى التعاطف معه بسبب ما يعانيه، وقد سامحته الفتاة التى أصبحت فى نحو الخمسين من عمرها، ولكن القانون لا يعفيه رغم ذلك، كما لا يرجع إلى أنه لم يفز بـ«الدب الذهبى» من قبل، وإنما لأن الفيلم- كما نقول- من روائع السينما سواء فاز بـ«الدب الذهبى» أو لم يفز بأى جائزة.

عالمنا فى عالم الفنان

فى عام ٢٠٠٧ صدرت رواية «الشبح» للكاتب البريطانى روبرت هاريس، وعلى الفور أصبحت من أدب «أكبر المبيعات»، أى الأدب الذى يجمع بين موهبة القصّ وموهبة الوصول إلى قراء الأدب ومن لا يقرأون الأدب معاً. ولا شك أن سبب نجاح الرواية أنها تتهم رئيس مجلس الوزراء فى بريطانيا أثناء «الحرب على الإرهاب»، واسمه فى الرواية والفيلم آدم لانج، بأنه عميل قديم للمخابرات المركزية الأمريكية، ويتم الكشف عن ذلك من خلال الكاتب الذى يكتب له مذكراته، أو «الكاتب الشبح» والذى لا اسم له فى الرواية ولا الفيلم أيضاً.

ومن ناحية أخرى يخون آدم لانج (بيرسى بروسنان) زوجته روث (أوليفيا وليامز) مع سكرتيرته أميليا (كيم كاترال) وتخونه روث مع الكاتب الذى يقوم بدوره إيوان ماكجريجور. وبينما يقوم والد أحد الجنود الذين قتلوا فى حرب العراق باغتيال رئيس مجلس الوزراء، يلقى الكاتب مصرعه لكشفه السر، ويلحق بالكاتب الذى سبقه وكشف السر بدوره.

لم يتردد هاريس فى القول بأنه يقصد تونى بلير فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب عرض الفيلم، وقال إنه جعل بريطانيا الولاية الـ٥١ ضمن الولايات المتحدة الأمريكية. وهى وجهة نظر سطحية للغاية، ولكن الفيلم رغم هذه القصة ليس فيلماً سياسياً. صحيح أنه عن عالمنا اليوم (عالم ما بعد ١١ سبتمبر)، ولكن فى عالم بولانسكى الخاص منذ أول أفلامه، بل منذ فيلم تخرجه فى معهد دودج فى بلاده قبل أن يعمل فى هوليوود وباريس ولندن.

 وهذا العالم مزيج مدهش من عالم كافكا وعالم هيتشكوك يتجلى فى الفيلم الجديد بوضوح، ولعل أكثر ما لفت نظر بولانسكى فى الرواية أن الشخصية المحورية من دون اسم مثل شخصيات كافكا، وأنه وجدها فرصة للسخرية من السياسة والسياسيين فى إطار سخريته من الوجود الإنسانى ذاته.

 ففى صميم الفيلم إحساس عميق بالعبث، وسعى للجمال السينمائى المطلق كتعويض عن هذا الإحساس بمعاونة مصور عظيم (باول إيلمان) وموسيقى عظيم (ألكسندر ديسبلات) ومونتير عظيم (هيرفى دى ليوزى) ومنتج عظيم (آلان ساردى).

المصري اليوم في

16/12/2009

 

«البيعة» فى افتتاح برنامج «الملتقى» عن سائق أسامة بن لادن وحارسه

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يحتفل مهرجان برلين هذا العام بالدورة الـ٦٠، ويحتفل «الملتقى» بالدورة الـ٤٠، فقد أقيم لأول مرة عام ١٩٦٩ كبرنامج مستقل يعرض ما لا يعرضه المهرجان «الرسمى» لسبب أو آخر، مثل برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان كان، والذى أقيم فى نفس العام.

وكان كلا البرنامجين من نتائج ثورة الشباب فى فرنسا عام ١٩٦٨، فقد قامت هذه الثورة فى مايو، وكانت الدورة الـ٢١ لمهرجان «كان» قد بدأت، ووصلت إلى المهرجان، وتم إيقاف الدورة، وكان من بين مطالب السينمائيين الشباب آنذاك مثل جودار وتروفو وبولانسكى وغيرهم تغيير سياسة المهرجانات من حيث قبولها الأفلام التى تتقدم بها الدول والحكومات دون غيرها.

ويوم الخميس الماضى افتتح «الملتقى» الـ٤٠ فى مهرجان «برلين» بالفيلم الأمريكى التسجيلى الطويل «البيعة» إخراج لاورا بوتيراس الذى عرض لأول مرة فى مهرجان «صاندانس» الشهر الماضى وفاز بجائزة أحسن تصوير. والفيلم من بين عدة أفلام اختارتها إدارة مهرجان برلين من المهرجان الأمريكى الذى أصبح أهم مهرجانات الأفلام المستقلة فى العالم، ومن بين عدة أفلام يعرضها مهرجان «برلين» داخل وخارج المسابقة وفى أقسامه المختلفة عن العرب والمسلمين، وهو الموضوع الذى يشغل العالم منذ أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى نيويورك وواشنطن.

القاعدة فى اليمن

يأتى هذا الفيلم فى موعده تماماً بعد أن وضعت اليمن تحت الضوء فى الحرب على الإرهاب عقب محاولة تفجير الطائرة المدنية الأمريكية ليلة الكريسماس فى ٢٥ ديسمبر الماضى بواسطة عضو من أعضاء «القاعدة» فى اليمن، فأغلب الأحداث تدور فى اليمن وأغلب الفيلم ينطق بالعربية عن اليمنى ناصر، الذى كان يعمل فى حراسة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، واليمنى سالم سائقه الخاص.

«البيعة» الجزء الثانى من ثلاثية «القرن الأمريكى الجديد» التى تتناول فيها لاورا بوتيراس عالم ما بعد ١١ سبتمبر. وكان الجزء الأول «وطنى.. وطنى» عام ٢٠٠٦ عن الاحتلال الأمريكى للعراق، والذى حقق نجاحاً كبيراً، ورشح لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل، وربما يرشح «البيعة» لنفس الجائزة فى مسابقة الأوسكار العام القادم.

الحارس والسائق

مثل أى فيلم تسجيلى حقيقى لا يلقى صناع هذا الفيلم الأحكام المطلقة عن الأشرار والخيرين، وإنما يبحث عن أصول الأحداث، ولماذا وقعت، وما وجهة نظر «الأعداء»، ويدعو جمهوره إلى تأمل ما يقولون دون تبرير العمليات الإرهابية، وهو الموقف الفكرى والسياسى الصحيح، فتنظيم «القاعدة» لم يهبط من كوكب آخر، وأغلب الناس فى أوروبا وأمريكا يريدون أن يفهموا ماذا يريد منهم من يقومون بعمليات إرهابية على أراضيهم، وما هو «الجهاد» الذى يتحدثون عنه، وما هو «الإسلام» الذى ينسبون أنفسهم إليه.

من ناحية أخرى، يثير الفيلم ويناقش ويدعو جمهوره إلى مناقشة التناقض بين إيمان الدول الغربية بالقانون كوسيلة لتحقيق العدل، وبين إهدار القانون فى إطار الحرب على الإرهاب، وبالتالى عدم تحقيق العدل، وعدم توقف الإرهاب بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على أحداث سبتمبر.

قبل العناوين نرى وثيقة فيديو بالأبيض والأسود للقبض على سالم سائق أسامة بن لادن، فى أفغانستان فى نوفمبر ٢٠٠١، ثم نستمع إلى رسالة منه إلى ناصر، حارس بن لادن، يقرأها ممثل بعد سبع سنوات من الاعتقال فى جوانتانامو، ثم نرى ناصر الذى تربطه علاقة مصاهرة مع سالم يسأل ابنه الطفل «حبيب» أين عمك سالم فيرد فى السجن فى كوبا، ثم يسأله من حبسه، يرد الطفل أمريكا، ثم يسأله هل تريد أن تكون ميكانيكياً أم مجاهداً فيرد مجاهد.

بين صنعاء وجوانتانامو

وفى بناء درامى محكم ننتقل بين صنعاء، حيث يعمل ناصر سائق تاكسى، وبين جوانتانامو حيث حوكم سالم بمقتضى قانون ٢٠٠٦، وأفرج عنه عام ٢٠٠٩ وعاد إلى أسرته فى اليمن، وبينما يتحدث ناصر طوال الفيلم، رفض سالم الحديث، وظل غائباً من البداية حتى النهاية.

يعبر «البيعة» من خلال عدة وثائق يتحدث فيها بن لادن، ومن خلال الحوار مع ناصر عن وجهة النظر الأحادية السطحية التى تبرر العمليات الإرهابية ضد المدنيين، ولكنه لا يوضح أنها تتعارض مع مفهوم الجهاد ومفاهيم الإسلام الصحيحة على نحو كاف. وربما لا تكون هذه مهمة أفلامهم، وإنما أفلامنا.

المصري اليوم في

15/12/2009

  

تحفة جديدة من الصين جديرة بالفوز

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

افتتحت مساء الخميس الدورة الـ٦٠ لمهرجان برلين السينمائى الدولى. عرض فى الافتتاح الفيلم الصينى «انفصال، اتصال» إخراج وانج كيوان آن، والذى كان أيضاً افتتاح أفلام المسابقة، والمرجح أن يفوز بإحدى جوائز المهرجان عند إعلانها مساء يوم ٢٠ من الشهر، فقد جاء الفيلم تحفة رائعة جديرة بالعرض فى افتتاح هذه الدورة المميزة، وجديرة بالفوز إن لم يكن بالدب الذهبى، فبإحدى الجوائز الأخرى، خاصة التمثيل للرجال والنساء معاً.

لم يسبق أن فاز مخرج بالدب الذهبى مرتين فى تاريخ مهرجان برلين، بينما حدث ذلك عدة مرات فى تاريخ مهرجان كان ومهرجان فينسيا. والصين هذا العام تشترك فى مسابقة برلين بفيلمين، سبق أن فاز مخرجاهما بالدب الذهبى (كيوان آن عن «زواج تويا» عام ٢٠٠٧ وزانج ييمو عن «الذرة الحمراء» ١٩٨٨)، والذى كان أول فيلم صينى يفوز بجائزة ذهبية فى أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى أوروبا.. ومن هنا فى برلين عام ١٩٨٨، بدأ النجاح الدولى للسينما الصينية، حيث أصبحت من أهم الظواهر الجديدة فى السينما العالمية طوال العقود الثلاثة الماضية.

تايوان والصين

كانت ترجمة عنوان الفيلم التى نشرت فى رسالة يوم الخميس «معاً وحدنا»، وهى ترجمة حرفية للعنوان، ولكن بعد مشاهدة الفيلم تبين أن الترجمة الصحيحة «انفصال، اتصال»، فكل كلمة منفصلة فى مربع باللغة الصينية فى العناوين المطبوعة على الفيلم ذاته، وهى ترتبط بموضوعه، وهو انفصال تايوان عن الصين بعد الحرب الأهلية التى أعقبت نجاح الحزب الشيوعى فى الوصول إلى السلطة فى الصين عام ١٩٤٨، والذى يعوق الاتصال بين الشعب الواحد هنا وهناك.

وقضية تايوان كانت ولاتزال من أخطر القضايا السياسية فى العالم، حيث تتمسك الصين بضرورة عودة تايوان، وتتمسك الولايات المتحدة والدول الغربية بضرورة دعمها، لتظل مستقلة عن الصين «الشيوعية»، فيما يعتبر من المواقع الأخيرة للحرب «الأيديولوجية» بين المعسكرين الرأسمالى والشيوعى، رغم أن الصين «الجديدة» لا يمكن أن توصف بـ«الشيوعية» كما كان الأمر حتى بداية الثمانينيات من القرن الميلادى الماضى.

الثراء الإنسانى والروحى

هذا هو الفيلم الخامس لمخرجه الذى ولد عام ١٩٦٥ وتخرج فى أكاديمية بكين عام ١٩٩١ بعد عقد كامل من بزوغ السينما الجديدة فى الصين فى أفلام روادها الأوائل، وأهمهم زانج ييمو وشين كايجى. وقد عمل «كيوان آن» عشر سنوات كاتباً للسيناريو، ثم أخرج أول أفلامه عام ١٩٩٩، وبين فيلمه الثالث «زواج تويا» الذى فاز بالدب الذهبىوالفيلم الجديد، أخرج «الخياطة الشابة» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان مونتريال العام الماضى. إنه مخرج ذهبى من الأجيال الجديدة التى تصنع مجد السينما الصينية بعد جيل الرواد.

دراما «انفصال، اتصال» معادل موضوعى لانفصال تايوان، حيث يعود يانشينج (لينج فينج) من تايوان إلى شانغهاى بعد نحو نصف قرن، ويلتقى حبيبته يو-إى (ليسا ليو) التى تركها وهى حامل، وتزوجت من شانمينج (زيو كاى جين)، وأنجبا ابنتين وصار لهما أحفاد. ومن خلال الفيلم الذى كتبه مخرجه، ندرك أن يانشينج كان يقاتل ضد الشيوعيين، وأن شانمينج الذى تزوجته كان يقاتل فى الجانب الآخر مع الشيوعيين، وتبنى ابنها من يانشينج الذى أصبح الآن فى الخمسين من عمره.

المعادل الموضوعى الدرامى هنا يعبر عن وحدة الشعب الصينى رغم الانفصال السياسى بين تايوان والصين، وهو موضوع يعرفه الألمان جيداً بعد أن عاشوا عقوداً طويلة فى ظل تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، كما يعرفه الآن الشعب الكورى وكل الشعوب التى تعانى من وضع مماثل.. ولكن ما يجعل الفيلم تحفة رائعة ليس هذا المعادل الموضوعى الدرامى رغم نموذجيته، وإنما الثراء الإنسانى والروحى الكبير الذى يتجاوز المشكلة السياسية إلى الأعماق البعيدة للبشر، وتمجيد قدرتهم على الرحمة والتسامح والغفران. إنه فيلم أنشودة من أجل الحب والحياة، يتبارى فيها ثلاثة ممثلين مباراة ممتعة، قَلَّ أن يكون لها مثيل.

المصري اليوم في

14/12/2009

  

اليوم افتتاح مهرجان برلين.. «٤» من الفائزين بالدب الذهبى فى المسابقة

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يفتتح اليوم مهرجان برلين السينمائى الدولى الستون (١١-٢١ فبراير) الذى يعتبر المهرجان الدولى الكبير للسينما، فصل الشتاء، كما هو «كان» الأكبر فى الصيف، وفينسيا الأعرق فى الخريف، حيث تعرض المهرجانات الثلاثة أغلب أفلام العالم المنتظرة، فضلاً عن «الاكتشافات» الجديدة.

برلين الذى يحضره نحو ٢٠ ألفاً من صناع السينما فى ١٣٠ دولة من دول العالم المائتين، ومنهم ٣٧٠٠ صحفى وناقد من ١٠٠ دولة، وبمناسبة دورته الـ٦٠ يقدم الأسد الذهبى التذكارى إلى الممثلة الألمانية والنجمة العالمية الكبيرة هانا شيجولا عن مجموع أفلامها، ومن أهمها أفلام الراحل فاسبندر أكبر مخرجى حركة السينما الألمانية الجديدة التى بدأت فى الستينيات من القرن الميلادى الماضى،

ومنها «زواج ماريا براوى» الذى فازت عنه بجائزة أحسن ممثلة فى برلين ١٩٧٩، كما فازت بنفس الجائزة فى مهرجان كان ١٩٨٣ عن «قصة بيرا» إخراج الإيطالى الراحل فيريرى.. ويقدم المهرجان الأسد الذهبى التذكارى أيضاً إلى كاتب السيناريو الألمانى وولفجانج كوفهاس.

أما كاميرا البرينالى الذهبية فتقدم إلى الناقد الألمانى أولريش جريجور وزوجته إريكا بمناسبة مرور ٤٠ سنة على «الملتقى» الذى أسساه عام ١٩٦٩، كما تقدم إلى المخرج اليابانى يوجى يامادا الذى يعرض فيلمه الجديد «عن أخوها» فى حفل الختام خارج المسابقة.

وفى لفتة رائعة بمناسبة الاحتفال بالدورة الستين تمنح كاميرا البرينالى أيضاً إلى شركة نواك التى تقوم بتصنيع الدببة الذهبية والفضية رمز جوائز المهرجان منذ الدورة الأولى عام ١٩٥١، والتى صممها النحات رينى سينتيس.

لجنة التحكيم

كان من المنطقى أن يرأس لجنة تحكيم الدورة الستين أكبر مخرج ألمانى فى العالم اليوم، وهو ورنر هيرزوج الذى صنع السينما الألمانية الجديدة مع فاسبندر.

أما أعضاء اللجنة فهم الممثلة الأمريكية البارعة رينيه زيلوجير، والمخرجة الإيطالية فرانشسكا كومينشينى، والممثلة الصينية يو نان التى فاز فيلمها «زواج تويا» بالدب الذهبى عام ٢٠٠٧، والمنتج الإسبانى خوريه ماريا موراليس الذى فاز فيلمه بالدب الذهبى عام ٢٠٠٩، والكاتب الصومالى نورالدين فرح وهو تشكيل ممتاز يجمع بين ثقافات متعددة.

كما يرأس لجنة تحكيم جائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول المخرج الألمانى مايكل فيرهوفن الذى يعمل فى هوليود.

مسابقة الأفلام الطويلة

يعرض البرنامج الرسمى للمهرجان ٢٠ فيلماً فى المسابقة و٦ خارج المسابقة وأفلام المسابقة هى:

ألمانيا

- صعود وسقوط اليهودى سوس إخراج أوسكار روهام.

- الشهادتان إخراج برهان قربانى.

- الصياد إخراج رفيع بيتس.

الولايات المتحدة الأمريكية

- القاتل داخلى إخراج مايكل وينتر بروتوم.

- جرند برج إخراج نوح باونباخ.

- عواء إخراج روب إبستين وجيفرى فردمان.

فرنسا.

- الكاتب الشبح إخراج رومان بولانسكى.

- المعبود إخراج بينو دلبين وجوستاف دى كيرفيرن.

الدنمارك

- الغواصة إخراج توماس فينتر برج.

- عائلة إخراج بير نيللى فيشر كرستنسن.

الصين

- امرأة وبندقية ودكان النودلز إخراج زانج ييمو.

- معاً وحدنا إخراج وانج كيوانان.

روسيا

- كيف أنهيت الصيف إخراج الكسى بوبو جريبسكى.

رومانيا

- إذا أردت أن أصفر سوف أصفر إخراج فلورين سيربان.

النمسا

- اللص إخراج بينجامين هيسينبرج.

النرويج

- رجل مهذب على نحو ما إخراج هانز بيتر مولاند

البوسنة والهرسك

- على الطريق إخراج ياسمين زبانيك.

اليابان

- كاتر بيلار إخراج كوجى واكاماتسو.

تركيا

- عسل إخراج سميح كابلا نوجلو

الأرجنتين

- تجميع وتوفيق إخراج ناتاليا سمير نوف

ومن اللافت أن ٤ من المشتركين فى المسابقة سبق أن فازوا بالدب الذهبى وهم زانج ييمو عام ١٩٨٨، ومايكل وينتر بوتوم عام ٢٠٠٣، وياسمين زبانيك عام ٢٠٠٦، ووانج كيوانان عام ٢٠٠٧، ويعرض فيلمه الجديد «معاً وحدنا» فى المسابقة وفى افتتاح المهرجان اليوم.

المصري اليوم في

11/12/2009

  

غداً افتتاح مهرجان برلين الستين.. بداية السنة السينمائية بين صاندانس وبرلين

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يفتتح غداً مهرجان برلين السينمائى الدولى الستون المعروف باسم «برينالى» الذى يستمر حتى ٢١ فبراير، وإن كان يعلن جوائزه مساء يوم ٢٠.. ليس فى المهرجان أى أفلام عربية جديدة، وإنما فيلمان سبق عرضهما، وهما العراقى «ابن بابل» إخرج محمد الدراجى الذى عرض فى مسابقة مهرجان أبوظبى، والمغربى «الرجل الذى باع العالم» إخراج سويل وعماد نورى الذى عرض فى مسابقة مهرجان مراكش، وكلاهما يعرض فى قسم «البانوراما» خارج البرنامج الرسمى وخارج المسابقة.

شهر يناير من كل عام هو شهر تقييم أفلام السنة الماضية عبر جوائز النقاد والروابط لأحسن الأفلام وأحسن السينمائيين، والذى يصل إلى ذروته مع ترشيحات الأوسكار التى أعلنت ٢ فبراير، ولكنه أيضاً شهر بداية السنة السينمائية الجديدة من خلال مهرجان صاندانس للسينما المستقلة فى المدينة الأمريكية، الذى عقد دورته الـ ٢٦ من ٢١ إلى ٣١ يناير، ويعرض برلين فى فبراير وكذلك كان فى مايو العديد من الأفلام التى عرضت فى صاندانس وكان يناير هو شهر مهرجان روتردام فى هولندا، ولكنه فقد أهميته فى السنوات الماضية.

صاندانس وبداية جديدة

كانت دورة ٢٠١٠ من صاندانس أولى دورات المدير الجديد جون كوبر بعد جيو فرى جيلمور الذى صنع من المهرجان الذى أسسه روبرت ردفور مهرجانا كبيراً بحق، وقد تركه ليعمل مديرا لمهرجان ترايبكا الذى أسسه روبرت دى نيرو، وبالتالى ترايبكا- الدوحة أيضاً. وكان مدير ترايبكا بيتر سكارليت قبل أن يصبح مديراً لمهرجان أبوظبى.

فى خطوة جريئة ألغى كوبر السجادة الحمراء وقال إن المهرجان فى خدمة صناع الأفلام، وليس فى خدمة صناعة السينما التى يهوى مديروها النجوم على السجادة الحمراء وكذلك المسؤولون فى المدن وفى الحكومات. وقد عرض المهرجان ١١٠ أفلام طويلة اختيرت من ٣٧٢٤ فيلماً وعرض من الأفلام المختارة ١٦ فيلما فى مسابقة الأفلام الأمريكية الروائية، و١٦ فى المسابقة الدولية، و١٤ فى مسابقة الأفلام الأمريكية التسجيلية و١٢ فى المسابقة الدولية.

من صاندانس إلى برلين

وفى مسابقة برلين من الأفلام التى عرضت فى صاندانس «القاتل داخلى» إخراج فنان السينما البريطانى الكبير مايكل وينتر بوتوم، و«عواء» إخراج روب ابستين وجيفرى فريدمان، وكلاهما من الأفلام الأمريكية الثلاثة التى تتسابق على جوائز برلين، وفى قسم «الملتقى» وهو أحد الأقسام الرئيسية فى برلين يعرض من «صاندانس» «عظم الشتاء» إخراج ديبرا جرانيك الذى فاز بجائزة أحسن فيلم وأحسن سيناريو فى المسابقة الأمريكية الروائية، و«أقسم بالله» إخراج لاورا بوتراس الذى فاز بجائزة أحسن تصوير فى المسابقة الأمريكية التسجيلية.

احتفال غير مسبوق

استطاع ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين الحصول على العرض العالمى الأولى لفيلمين من الأفلام الكبرى المنتظرة هذا العام، وهما «الجزيرة المعزولة» إخراج مارتين سكورسيزى الذى يعرض فى البرنامج الرسمى خارج المسابقة، و«الكاتب الشبح» إخراج رومان بولانسكى الذى يعرض فى المسابقة كأحد فيلمين يمثلان السينما الفرنسية.

وقد تولى كوسليك إدارة المهرجان منذ بداية القرن الميلادى الجديد، واستطاع أن يواصل النجاح الذى حققه سلفه موتيز دى هادلن فى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وهو الذى جعل برلين يثبت للمنافسة مع المهرجان الأعرق فى فينسيا، والمهرجان الأكبر فى «كان».

وبمناسبة الدورة الـ ٦٠ تمكن كوسليك من تنظيم احتفالية غير مسبوقة فى أى مهرجان دولى كبير للسينما من قبل. فهناك ملصق المهرجان وبه عناوين ١٥ ألف فيلم عرضت فى ٦٠ سنة، وبرنامج تاريخى من ٤٠ فيلماً عرضت فى المسابقة والبانوراما والملتقى ومهرجان أفلام الأطفال أعده الناقد البريطانى دافيد تومسون، وكتاب عن أفلام البرنامج، وكتاب وثائقى عن تاريخ المهرجان، وكتاب مصور، وكتاب للناقد البريطانى بيتر كاوى تقديم الناقد الفرنسى ميشيل سيمين، ومعرض فوتوغرافيا عن نجوم المهرجان، وفيلم تسجيلى طويل بعنوان «بصمات الدببة» إخراج هانز كريستوف بلومبيرج والفريد هوليهاوس «نسبة إلى الدب الذهبى والدب الفضى جوائز المهرجان»، و٢٢ دى فى دى لـ ٢٢ فيلماً من روائع البرنامج الرسمى داخل وخارج المسابقة، كما أن هناك برنامجا تاريخيا خاصا عن الأفلام القصيرة فى «البرينالى».

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

10/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)