حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملف خاص عن فيلم جيمس كاميرون الجديد "أفاتار"

تحفة جيمس كاميرون الجديدة.. خيال بلا حدود

كتب محمود التركى

Avatar أحد الأفلام الـ 3d التى تعرض حالياً بدور السينما الأمريكية والعالمية ومنها مصر، ويعد الفيلم بمثابة عودة جديدة للمخرج جيمس كاميرون بعد غياب طويل عن السينما منذ عرض فيلمه "تايتانيك" الذى حقق نجاحا كبيرا، ليأتى فيلمه الجديد "أفاتار" كواحد من أهم الأفلام التى تعرض حاليا.

ونجح الفيلم فى جذب انتباه المشاهد المصرى نظرا للتقنيات المتطورة والمبهرة فى العمل والتى كانت سببا رئيسيا فى تعطيل تصوير الفيلم لأكثر من 15 عاما، حيث كان ينتظر مخرجه جيمس كاميرون حدوث تطور فى صناعة السينما لكى يقوم بإخراجه، وهو ما نجح فيه بعد 15 عاما، واستطاع لفت نظر الجمهور فى العالم، وفى مصر شهدت قاعات السينما إقبالا كبيرا، وكانت العديد من القاعات كاملة العدد نظرا لرد الفعل الذى حققه الفيلم فى كل أنحاء العالم.

وتدور أحداث العمل فى عام 2154، حيث يقوم مجموعة من العلماء والمحاربين برحلة خارج كوكب الأرض إلى كوكب آخر "باندورا"، بعدما تعرضت الأرض لأزمة نقص موارد هائلة فى الطاقة ويحاول طاقم الرحلة استخراج المعدن من "باندورا" والذى يتوفر فيه بشدة، ويتقابل سكان كوكب الأرض مع سكان باندورا، الذين يتميزون بطول القامة التى تصل إلى أكث من 3 أمتار ولهم أذان طويلة وذيول، وعلى العكس من الأفلام التى تحدثت كثيرا عن غزو سكان كوكب خارجى للأرض، نجد أن الفيلم يظهر البشر على أنهم غزاة يهدفون إلى الاستيلاء على خيرات كوكب آخر، ويهاجمون أهلها المسالمون، ونظراً لأن البشر لا يناسبهم الهواء فى الكوكب الجديد يستخدمون كائنات شبيهة بقاطنى هذا الكوكب تدعى "أفاتار"، لتؤدى وظائف الغزاة بدلاً منهم.

والفيلم يقوم ببطولته سام وريثنجتون وزو سالدانا وسيجورنى ويفر وستيفن لانج، حيث يسافر سام أحد المارينز الأمريكان إلى الكوكب البعيد بعد أن تجرى له عملية ليصبح بديلا لشقيقه العالم، حيث كان سام يعانى من شلل نصفى، وبعد أن يتم شفاؤه يقود فريق الغزاة من الجنس البشرى وتحديدا من الأمريكان، ويتعرض لهجوم من أحد الوحوش فى غابة بـ"باندورا" لكن تنقذه سيدة تجسد دورها زو سالدانا، وتنشأ بينهما قصة حب، لنرى وسط كل تلك المؤثرات الصوتية والبصرية قصة حب رومانسية بين الاثنين تغير من تفكيره حول الرحلة التى يقومون بها، وتجعله يعدل عن فكرته، ويندم عليها، وهو ما جعل الكثيرين يؤكدون أن المخرج عدل فى الرواية الأصلية لتكون لها صلة بالواقع خصوصا فيما يتعلق بالمعاناة التى وجدها الجيش الأمريكى فى فيتنام وأفغانستان، فى إشارة ضمنية إلى أن ما فعلته أمريكا من غزوها لتلك البلاد كان خطئاً بكل المقاييس.

وأثبت جيمس كاميرون بفيلمه الجديد، أنه واحد من المخرجين الذين يتمنى العمل معهم أى منتج، حيث حقق بفيلمه السابق "تايتانيك" رقما قياسيا فى الإيرادات بتاريخ السينما العالمية، وصلت إلى مليار و845 مليون دولار، واستطاع حتى الآن بفيلمه "أفاتار" تحقيق 269 مليون دولار ويحقق يوميا ـ حوالى 18 مليون دولار ـ من إيرادات شباك التذاكر، وبلغت تكلفة إنتاجه 237 مليون دولار، ويحتل المركز الرابع فى قائمة أكثر الأفلام ميزانية فى تاريخ السينما.

اليوم السابع المصرية في

03/01/2010

 

فيلم ''آفاتار''...

جيمس كاميرون يعيد الروح للورنس العرب  

أشياء كثيرة شدت انتباهي لفيلم ''آفاتار''. أولها مخرج الفيلم الكندي جيمس كاميرون الذي أعطى السينما روائع كثيرة منها ''تيرميناتور'' و''تيتانيك''. وثانيها فكرة الفيلم التي تقوم على فلسفة تتمحور حول نظرة الإنسان الأبيض، للشعوب التي يعتقد أنها غير متحضرة. بينما يكمن السبب الثالث في كثـرة النقد الإيجابي الذي قرأته عن الفيلم وما قيل عنه، فتكونت لدي فكرة مفادها أنه فيلم يعارض الروح العسكرية الأمريكية التي انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية عقب انتصار تيار المحافظين الجدد والرئيس جورج بوش الابن.

هذا السيل الكبير من النقد دفعني إلى مشاهدة الفيلم، فشاهدت قصة مستقبلية تدور أحداثها العام 2154،  حيث يقرر البشر غزو الكواكب المحيطة بالأرض بحثاً عن مجال حيوي جديد، يدعى ''بانادورا''، يحتوي على مقوماتِ حياة شبيهة بتلك الموجودة على الأرض، باستثناء صعوبة التنفس فيه، فيلجأون لاستنساخ كائن جديد يدعى ''آفاتار''، هو مزيج من الإنسان ومن السكان الأصليين، لتحقيق السيطرة بواسطته على سكان ''بانادورا''. ويتم التحكم في هذا الكائن الجديد ذهنياً، أثناء إرساله إلى أدغال ''بانادورا''.

وترتكز قصة الفيلم على جندي مشلول يتنقل على كرسي متحرك يدعى جاك سولي، يرسل للتعرف على مقومات كوكب ''بانادورا''، والعودة بتقارير عسكرية تستخدم في التحكم في الكوكب واحتلاله، وتهجير ذلك الشعب من أرضه طمعاً في خيراته وثرواته. لكن الجندي سولي سرعان ما يكتشف طيبة وبراءة أهل ''بانادورا''، فيقع في عشق وغرام واحدة من بناته، وتدعى نيتري، فيتضامن مع هذه المخلوقات البريئة في حربها ضد أطماع الآدميين. وقد انتصر عنصر الخير الكامن فيه، وتراجع الجانب الشرير الذي كان يسكنه، وهو جندي مرتزق خاضع لهيمنة وأيديولوجية المؤسسة العسكرية.

وبالموازاة مع ذلك يقدم الفيلم لحظة إشادة وارتقاء لثقافة سكان ''بانادورا''، ويسهل عملية تعاطف المشاهد معهم. وتجسد ذلك في مشاهد كثيرة، منها مشهد تأثر المحاربة ''نيتري'' بعد إقدامها على قتل الحيوان، رغم أنها فعلت ذلك للدفاع عن النفس، وتخليص الجندي سولي من الموت الوشيك.

وبعد وقوع لحظة التحول، وانفلات الجندي سولي من قبضة المؤسسة العسكرية التي أرسلته إلى ''بانادورا''، تحدث مواجهة عسكرية بين الطرفين، تتخللها حرب إبادة يشرع فيها قائد قوات المؤسسة العسكرية ضد سكان ''بانادورا''. ويقف سولي، إلى جانب سكان الكوكب، في معركة استعمل فيها كاميرون تقنيات سينمائية رقمية عالية على صعيد التقنية، والتي تقوم على تقنيات الإبهار ذات الجودة العالية. وكشف عن قدرة فلسفية في دحض الروح العسكرية العاجزة عن تفهم الشعوب الأخرى.

ويكسر فيلم ''آفاتار'' الخطاب الكولونيالي الغربي، عبر فضح ثقافة غزو الآخر المختلف وإخضاعه للسيطرة، وتحقيق ذلك بواسطة العلم والقوة العسكرية والعنف.

لكن هذه الروح النقدية تجاه المؤسسة العسكرية الأمريكية، لا يتوقف عندها جيمس كاميرون، وليست هي ماهية عمله، فقد ظل حبيس نظرة غربية متعالية، عندما مكن بطله من ترويض أكبر طائر في ''بانادورا''، وأعطاه القدرة على التحول إلى قائد لها، ليقود الحرب ضد الغزاة بعد استدعاء باقي القبائل، فوضع خطة لكسر الهجمة العسكرية التي شنتها المؤسسة العسكرية. وفي النهاية، يظهر بطل الفيلم كأنه يشبه لورنس العرب، بفضل قدرته على غرس روح التحرر لدى سكان ''بانادورا''.

الخبر الجزائرية في

03/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)