حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 33

CIFF

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

اعترافات الرجل الذي انقذ المهرجان بعصافير النيل

يبقي مجدي أحمد علي أحد المخرجين القلائل الذين توحدت قناعاتهم وأهدافهم وأحلامهم مع ما يؤمنون به من أفكار، نظرتهم للحياة وللبشر لم تتغير بمرور الزمن أو حسبما تلقي بهم الأيام والظروف.. بل تزداد هذه »النظرة« عمقا من مرحلة إلي أخري.

ويأتي فيلمه الجديد »عصافير النيل« ليبث الطمأنينة لدي ادارة مهرجان القاهرة.. باعفائهم من حرج عدم وجود فيلم مصري ويكشف غيرة مجدي أحمد علي السينما المصرية وهو الفيلم الذي يواصل فيه مخرجه عشقه في البحث عن جذور الطبقة الوسطي والامساك بآخر خيوط أحلامها في البقاء قبل أن ينفرط عقدها تماما.

وفي هذا الحوار يضع النقاط علي الحروف ويكشف كواليس مشاركته في المهرجان وهل تم وعده بجائزة أم لا.

يقول مجدي أحمد علي: من البداية ولدي قناعاتي ونشأتي الاجتماعية والسياسية فأنت تواجه في حياتك بعض الأشياء وتأخذ موقفا من القضايا التي تمر بها، وتكون لديك رغبة في التعبير عن موقفك، والحقيقة أنا طول عمري موقفي واضح ولن يتغير سواء في انحيازي للناس ولطبقتي.. للبسطاء أو للوطن انحيازاتي واضحة من أول فيلم قدمته وحتي الآن.. لم أتغير

·         انحيازاتك هذه.. هل تقيدك بأفكار معينة؟

- انحيازاتي هذه تخلق شيئا آخر مهما وهي حساسيتك للأشياء، بمعني انك ودون أن تقصد تكون حاسما تجاه أمور معينة تلتقطها، وتعرف كيف تمهد لها طريقا داخل نفسك وتحرص علي التعبير عنها، ولم أخذ قرارا بشأن ما هو الموضوع الذي سأقدمه أو الفكرة التي سأطرحها، فقط ما يثيرني لتقديمه هي الموضوعات التي احس بها وتلتحم مع ما تربيت عليه من قناعات في الحياة والناس.

·         في أعمالك تحب أن تنصر الحياة علي الناس أم العكس؟

- الانسان هو أصل الدنيا وهو الفكرة ، كل الافكار أنت.. لأن الانسان جاء أولا، وعندما تقدمت الحياة ظهرت الحاجة الي قيم انسانية، وانت تعبر عن الانسان، عن رغبته في الحرية ورغبته في الحياة وأن التمرد علي الافكار السائدة.. عن رغبته في النمو والتطور.

·         انت دائماً تحاول ايقاظ الحلم لتثبت انه لم يمت بعد؟

- هذا هو أساس فكرتي.. أنا عندي ايمان شديد بأن الانسان المصري أقوي بكثير مما نظن، وانه قادر دائما علي فتح ثغرات في الجدران المظلمة.. أحب دائما أن اظهر الاشياء بصدق شديد، واكشف العقبات بوضوح لكن مع هذا السحر الموجود داخل الشخصية المصرية والقادر علي اقتحامها وفتح نوافذ للنور في كل هذا الظلام.. هذا ايمان شخصي ينبع من قناعاتي بالإنسان المصري الذي اعبر عنه.

والواقع أري أن الطبقة المتوسطة والعاملة بشكل عام تواجه ظروفا من أسوأ ما تمر به مصر في تاريخها، وان القدرة علي مجرد الحياة في ظل كل هذه الظروف تكون نوعا من أنواع المعجزة فإما ان تقع في هوة اليأس والخوف من المستقبل، واما تراهن علي أن هذه الروح ستهزم الواقع.

·         انت اذن تشجع جمهورك علي التعامل مع هذا الواقع؟

- بل اشجعه علي ان يفكر.. احاول اشجعه علي أن يتأمل ويدرك قسوة الواقع ولكن دون أن يساهم في اغراقه في اليأس.. أحاول أن استعيد في المواطن المصري والعربي بشكل عام رغبته في الحياة وادعم به هذه القدرة، بمعني أن اذكره دائما انه ليس هناك مستحيل وان الامل الحقيقي فيه هو كإنسان عادي بسيط.. الشرير والطيب لها عندي نماذج لا أفكار كبري، لأن الافكار الكبري راح وقتها، والافكار التي تتكلم عن حرية الانسان هي الجديرة بالعمل عليها.

·         أعمالك لديها القدرة علي اثارة الوجع؟

- هذا يعني انني نسبيا ناجح لقدرتي علي عمل حالة من حالات الايمان بالانسان، والانسان عندما يتحول الي اليأس اما ان ينفجر أو يفجر من حوله، وأنا حريص علي أن أحول هذه الطاقة التي بداخلنا من طاقة عدوان الي طاقة بناء وهذه مسألة ساحرة.

·         كيف يبدو المواطن في فيلم »عصافير النيل«؟

- نفس الانسان، هناك تركيز أكثر علي الطبقة الوسطي المصرية وطموحاتها واحباطاتها. تستطيع أن تسميه مرثية أو رؤية بها شجن علي الطبقة الوسطي المصرية في النصف الثاني من القرن.

·         هذه المرة ما هي رسالتك؟

- أنا لا أحب الافلام التي بها رسائل واضحة، الفيلم حالة فنية تنقل بجميع ملامحها ورسائلها وبكل سحرها وقسوتها.. فأنا أولا حريص علي أن انقل للمشاهد حالة فنية لكن نادرا ما تجد في فيلمي رسالة واحدة والا قلتها ولا داعي لعمل فني.

·         ما الذي حمسك لـ »عصافير النيل«؟

- سحر الرواية، فأنا من عشاق الأدب وجذبتني رواية ابراهيم أصلان وكنت أري فيها طول الوقت أناسا أنا اعرفهم، أنا ابن هذه الطبقة وأنا وأصلان أبناء مرحلة واحدة ونعرف من يكتب عنهم.. الناس المنحدرون من أصول ريفية وجاءوا للقاهرة ونجحوا في تغير المدينة وقيمها انهارت بأشياء وصعدت بأشياء.. أريد أن اتأمل الطبقة الوسطي هذه في هذا الفيلم.

·         تقصد ان هذه الطبقة ليس لها جذور؟

- بالعكس جذورها عميقة جدا وما أريد أن اقوله في الفيلم لا تستهينوا بهذه الكائنات الضعيفة.. عصافير النيل.. كائنات تمر وتعبر فتبدو كائنات ضعيفة، ولكنها في الحقيقة قوية ومتحضرة ورغبتها في الحياة عميقة وأصيلة.. لا تستهينوا بالبسطاء.

·         لماذا الاصرار علي الاسم »عصافير النيل«؟

- لانه اعجبني.. وهو يعبر عن كائنات النيل الحرة وقليلة الحيلة وهذا هو المعني الذي احاول ان اجسده في الفيلم، وهي كائنات تحمل من النبل مالا نتصوره.

·         دائما ليس لك بطل منفرد؟

- هذا حقيقي وفي هذا الفيلم به أكثر من بطل وأنا أكون شايف ناس كثيرة واشعر بقدرتها مثل فتحي عبدالوهاب شاهدته في »سارق الفرح« واعجبني رغم دوره الصغير، واعطيته دوراً أكبر في »البطل« ثم قدمته في »خلطة فوزية«، وفي »عصافير النيل« نراه في بطولة مطلقة، وسوف يثبت من خلال هذا الفيلم انه احد ممثلي هذا الجيل الذين يملكون ثقافة ترشحه أن تصبح نجما كبيرا وكذلك عبير صبري، فمن أول ما شاهدتها في دور صغير بفيلم »الناجون من النار« احببتها وشعرت انها ممثلة موهوبة وكنت حزيناً انها غابت لفترة وعندما عرضت عليها الدور فرحت به، وستثبت من خلال هذا الفيلم انها ممثلة نادرة كذلك عندي مها صبري واعادة اكتشاف لليلي ناصر.

·         بطلك له مواصفات معينة؟

- ليس لدي أي مواصفات سوي الاخلاص في العملو لفن التمثيل لأنه أرقي فنون الوجود وهذا الكائن الذي يتعرض لهذه المغامرات في عمله يجب احترامه وتقدير موهبته، وكل طلباتي في الممثل الذي يعمل معي أن يحب التمثيل ويحب نفسه.

·         في فيلمك ترصد ظاهرة الهجرة الي المدينة واليوم حلم البشر أن يعودوا الي الريف.. كيف تري هذا التناقض؟

- في رأيي أن الريف مازال طاردا، فلم تنجح كل الحكومات المتعاقبة ان تصنع من الريف ملاذا آمنا، ولم تصنع منه حياة موازية، فمازالت القاهرة بها أكثر من ربع الشعب المصري، ومع كل ما تحمله القاهرة من حياة قاسية إلا أن الريف مازال طاردا، لأن الدولة المصرية الحديثة لم تصنع من الريف مكانا قابلا للحياة، فأغلب الطبقة الوسطي آتيه من الريف وأحاول أن أتأملها.

·         كيف تري تأثر الناس بأفلامك؟

- تتأثر أكثر بشكل محسوس، لأني مؤمن بفكرة التراكم، فهو يخلق حساسيات مختلفة، وأنا سعيد اني أعمل أفلاما وأن جمهوري يزيد والناس التي تحب هذه النوعية من الافلام تزيد، والطبقة الوسطي يستحقون أن تصنع لهم أفلاما لا تستهين بعقولهم ولا انسانيتهم.

·         هل أنت حريص علي المحافظة علي تقديم فيلم للجمهور وللمهرجانات معا؟

- أنا احاول اعمل فيلم حقيقي ودون تعالي علي الناس لاني واحد منهم وليس لدي أي رغبة أن اعمل فيلم لأصدقائي اريد ان اتواصل بهذا الفيلم - عصافير النيل - مع من احبهم، ومع نفسي أولا دون أن نتملكهم ونخدعهم ونتهم بتضليلهم، لكن في نفس الوقت لابد أن يشعروا انك تحبهم..

·         هل تفضل أن تكون نهاية فيلمك مقلقة ام مريحة؟

- الاثنان ، فلا.. أحبها ان تدعو للاسترخاء وفي نفس الوقت لا تدعو لليأس.. والفن كله يلعب في منطقة الجمال، والجمال عكس القبح، لكنه لا يعني الاسترخاء ولا الهزيمة ولا الخديعة ولا الاستسلام، رؤية ما هو جميل تحت طبقات التراب والاهمال والنسيان والقهر.

·         ما حقيقة اعلان الاعتذار عن اشتراك الفيلم في مهرجان القاهرة ثم التصريح بوجوده في المسابقة الرسمية؟

أري أنه لم يحدث شيء يدعو للتصعيد وأنا عاتب علي د.عزت أبوعوف لأنه صرح انه لا يوجد فيلم، ومن البداية قلت له سوف يكون هناك فيلم، واسعاد يونس منتجة الفيلم أصدرت بيان اعتذار عن دخول الفيلم لاعتقادها أنه لن يدخل وأنا كنت في امريكا في هذا الوقت وعندما عدت قلت لها أن الفيلم حاصل علي دعم من وزارة الثقافة وأنه بصرف النظر عن هذا الدعم فالوطن يستحق.. طالما أصبحت الفيلم الوحيد الذي يمثل مصر فلابد أن اشارك وهذا شرف لي، ولا أتفضل علي أحد، هذا حق الناس وحق المصريين علي، ولا أريد أن اقول انني ضحيت ، أنا أري أن هذا هو قدر هذا الفيلم أن يبدأ بمهرجان القاهرة وهو وحظه.

·         لكن أبوعوف بالفعل كان قد صرح انه لا يوجد فيلم في هذا التوقيت؟

- هو تصور أن »عصافير النيل« غير جاهز بناء علي رسالة من الشركة المنتجة وتسرع بالاعلان رغم اني قلت له أن ينتظرني لحين العودة والحمد لله أن الامر انتهي.

·         تردد انك مارست ضغوطا علي اسعاد يونس المنتجة لكي توافق علي مشاركة الفيلم؟

- اقسم انني لم افعل، لكن الصورة اتضحت لها بشكل صحيح، لانه بدلا من الجلوس لننتظر مهرجانات أخري قد تأتي وقد لا تأتي، هذا لا يساوي أبدا أن امتنع عن تقدير بلدي في مهرجان دولي.

·         كان يهمك ان تكون معك أفلام مصرية أخري منافسة؟

- طبعا، أي مخرج يحب أن تتنافس معه أفلام أخري ثم أن الضيوف من السينمائيين والنقاد الاجانب لم يأتوا لمشاهدة أفلام أجنبية فقط بل ومصرية أيضا وأنا حريص علي ذلك وقد اقترحت علي يوسف شريف رزق الله أن ننظم بعض العروض لفيلم عصافير النيل لضيوف المهرجان مبكرا لان الفيلم سيعرض في وقت متأخر من المهرجان.

·         لكن من المؤكد أنك تفكر في الجائزة؟

- أنا اشتركت في مهرجانات كثيرة ولم أضع في اعتباري فكرة تعليق مشاركتي علي جائزة سواء في القاهرة أو غيره من المهرجانات، وأنا اشتركت مرة واحدة في مهرجان القاهرة بفيلم يادنيا يا غرامي، وكان الجميع يتوقع له الفوز بجائزة ولم يحصل الفيلم علي شيء وذهبت الجائزة لفيلم خيري بشارة »الطوق والاسورة« وأتذكر اننا ذهبنا في منزل ليلي علوي لنحتفل بالفيلم في نفس اليوم رغم ان ليلي علوي كانت في الفيلمين ، وكان الجميع مندهش جدا لحضوري الاحتفال بالطوق والاسورة.

·         بصراحة هل وعدك احد بجائزة؟

- لا أحد يستطيع ان يعد أحد بجائزة واتذكر أن حماس سعد الدين وهبة الزائد لفيلم يادنيا ياغرامي أضر الفيلم داخل لجنة التحكيم، وتصورت رئيسة لجنة التحكيم الهندية شبانا عزمي ان رئيس المهرجان يريد للفيلم أن يفوز فوقفت ضده ،أنا ادخل المهرجان ولا انتظر علي الاطلاق فكرة الجائزة المهم ان يراه الناس ويتفاعلون معه.

·         نحن احيانا نسمع من أن لجان التحكيم ليست حيادية؟

- كثيرا واحيانا أخري يخرجون بنتيجة لا تعبر عن الفيلم، وأحيانا ينظرون لاعتبارات أخري.
 هناك لجنة تنحاز للاكشن فتفوز أفلام الاكشن وهناك لجنة أخري تنحاز للأفلام السياسية ذات الصوت الزاعق وتتبني مقولات واضحة وخطابا مباشرا، فعلي حسب ذوق أعضاء اللجنة وقدرتهم علي المناورة.. وأنا اشتركت في لجان تحكيم كثيرة وفي الغالب تكون النتائج موضوع ثاني خالص ليس له علاقة بمستوي الافلام وفي مهرجان »كان« نفسه الجمهور يعترض بالصفير علي الجوائز.

·         وهذا ما حدث بالفعل مع فيلمك »يادنيا يا غرامي«؟

- بالفعل انا كنت ذاهب وبداخلي شعور واحساس مؤكد بالفوز ولولا حماس سعد وهبة لفاز الفيلم.

·         كيف يكون شعورك تجاه رد فعل المشاهد لفيلمك؟

- اشعر بالرعب مثل أي مبدع جديد، عندما اعمل فيلما استغرق فيه وعندما يراه الناس لأول مرة أكون وحدي طبعا.

·         هل تشعر بالقلق اذا وصلت رسالتك بسهولة؟ اقصد الانطباع السريع يزعجك؟

- طبعا، معظم ما يسمون نقاد في مصر لديهم الانطباع السريع ودائما كنت اطالب النقاد أن يتعبوا بعض الشيء بأدواتهم في تأمل الفيلم، وعندما يستقبل الفيلم باستسهال أحزن.

·         ماذا تبقي من حلمك؟

- لا شيء تحقق منه، أنا اعتبر نفسي مازلت مبتدأ واندهش لأي عمل جديد.

·         كيف تري مهرجان القاهرة؟

- المهرجان بحاجة لأشياء كثيرة جدا، أري أنه بعد هذه الدورة يجب أن يتم استدعاء سينمائيين ونقاد ومثقفين لاعادة صياغة المهرجان بحيث يشرفنا جدا. الموضوع ليس فيه أزمة خاصة بعزت أبوعوف، انما المهرجان فقد الكثير من بريقه الاول، كيف نعود به الي سابق عهده ويسترد عافيته؟ وهذا من طبيعة الامور ان تعيد دائما التفكير في مستقبل مهرجاناتك السينمائية، وأنا أري أن المهرجان لابد أن يستقل تماما عن وزارة الثقافة، وأن يأتي رئيس المهرجان بقرار جمهوري ويشيد قصر خاص للمهرجان له ادارته الدائمة والمعينة وتأخذ أجورا توازي الجهد، ويخلق علاقة بين المهرجان والجماهير المصرية والاجنبية.. نحن نحتاج أفكار كثيرة لتطوير المهرجان.

أخبار النجوم المصرية في

12/11/2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)