حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 33

CIFF

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

لماذا غابت السينما المصرية عن مهرجان القاهــرة السينمائي ؟

تحقيق ـ محمود موسي‏

السينما المصرية تغيب عن المشاركة في مهرجان القاهرة لأول مرة منذ‏32‏ عاما عنوان أبرزته الصحف منذ أسبوع‏,‏ وهذا العنوان في حد ذاته يمثل أزمة طالت كل شيء إلي أن وصلت الي السينما‏..‏ والغريب أن هذا الغياب أو عدم المشاركة يأتي في ظل انتعاشة انتاجية متنوعة‏,‏ فهناك أفلام تعرض طول العام ومؤكد أن بعضها يستحق الاشتراك في المسابقة الدولية‏,‏ ولكن أصحابها فضلوا عرضها الجماهيري أو المشاركة في مهرجانات عربية ودولية والكل له أسبابه‏.‏

وإذا كانت هناك أسباب عريضة وكثيرة ومتنوعة حسب المزاج والتي أدت لرفض السينمائيين لمهرجان القاهرة‏,‏ فالمؤكد والحقيقي أن وزير الثقافة فاروق حسني نفسه ورجاله لايحبون السينما ولا يهمهم المهرجان ولا صفته ولا حتي تقدمه للأمام لأن الوزير باختصار لم يفعل شيئا للسينما‏,‏ وحتي كتابة هذه السطور ليس هناك فيلم مصري في مهرجان يحمل اسم أكبر عاصمة ثقافية وفنية‏.‏

ونأتي إلي رئيس المهرجان عزت أبوعوف الذي لايري في رئاسته للمهرجان سوي كام مؤتمر صحفي وكأن وجوده ورئاسته للمهرجان نوع من الوجاهة وليس المسئولية‏..‏ فحسب المعلومات المتاحة فإنه لايمارس أي مسئولية ولم يضبط مصادفة اثناء حضوره أي مهرجان محلي أو إقليمي أو حتي حضوره عرض خاص لفيلم‏..‏ فمنذ ان جاء لم يكن له أي دور ملموس بل إنه لايدخل مقر المهرجان سوي مرات قليلة قبل بدء الفعاليات‏,‏ إذن المهرجان بالنسبة له أيام في السنة‏,‏ فأين المسئولية والحرص علي منصبه‏..‏

ومن هنا فانه عندما أعلن قبل اسبوع عن عدم وجود فيلم مصري في الدورة‏33‏ التي تقام ما بين‏10‏ إلي‏20‏ نوفمبر المقبل لم يكن يدري أنه يتحدث عن أزمة‏.‏

صحيح ان المهرجان يعاني في سنواته الأخيرة عدم وجود أفلام تستحق المنافسة ولكن ليس لدرجة الغياب الكامل‏.‏ وبهذا نتساوي مع الدول النفطية التي تقيم مهرجانات وليس عندها أفلام ولا نجوم‏..‏ وللأسف والغريب ان هذا الغياب التام في الوقت الذي يوجد فيه لدينا علي الأقل أربعة أفلام موجودة وجاهزة نسبيا للمشاركة وأصحابها من السينمائيين الكبار قيمة وفكرا وهم داود عبدالسيد واسامة فوزي ومجدي أحمد علي ومحمد أمين‏..‏ ولكن الشركات المنتجة للأفلام لم تجد الدافع الحقيقي المغري ــ وهذا حقها ــ للمشاركة والاسراع في الانتهاء من أفلامها‏.‏ إذن هناك أزمة بين المهرجان والسينمائيون‏..‏ وهذا ما دفعنا لطرح سؤال علي نخبة من أبرز النجوم والكتاب والنقاد‏..‏ لماذا وصل حال مهرجان القاهرة إلي هذه الدرجة التي تجعله يتسول أفلام بلده‏..‏ ولماذا يعزف السينمائيون عن الاشتراك في مسابقته الدولية؟

الناقد الكبير سمير فريد يقول‏:‏ من البديهي أن عدم عرض أفلام مصرية في مهرجان القاهرة يعني وجود أزمة عنيفة بين المهرجان وبين صناع السينما في مصر‏,‏ والمؤكد أن المشكلة في المهرجان‏,‏ وليست في صناع السينما‏,‏ ففي زمن مضي كانوا يتنافسون علي الاشتراك فيه‏..‏ ويضيف‏:‏ لا أملك الحديث باسم صناع السينما‏,‏ وعليهم أن يقولوا لماذا لايرغبون في الاشتراك‏..‏ ولكن من حقي مثل أي ناقد أن أقول رأيي في مهرجان القاهرة‏..‏ وماهي المشاكل التي يعاني منها بحكم خبرتي في المهرجانات‏,‏ بل لقد كنت مديرا له دورة واحدة عام‏1985,‏ وأنا الذي اقترحت أن تنظمه وزارة الثقافة وأن يرأسه المرحوم سعد الدين وهبه‏..‏ وفي تلك الدورة عملت سهير عبدالقادر لأول مرة في المهرجان‏,‏ وكذلك يوسف شريف رزق الله وهي الدورة التي أعادت اعتراف الاتحاد الدولي للمهرجان‏..‏ لماذا؟ لأنني ببساطة اتبعت القواعد المهنية المعمول بها في كل مهرجانات العالم‏,‏ والتي تزيد عن ألف‏..‏ وجوهر مشكلات مهرجان القاهرة هو وببساطة عدم اتباع القواعد المهنية‏..‏ انه المهرجان الوحيد في العالم الذي يتخذ فيه رئيس المهرجان الوحيد في العالم الذي يتخذ فيه رئيس المهرجان قرارات‏,‏ بينماهو منصب شرفي‏‏ والمهرجان الوحيد في العالم الذي له نائب رئيس والمهرجان الوحيد في العالم الذي لايتمتع فيه المدير بكل الاختصاصات‏..‏ ومدير المهرجان الحالي يوسف شريف رزق الله قادر علي أن يجعله مهرجانا يتنافس دوليا‏,‏ ولكنه لايملك اختصاصات المدير في أي مهرجان‏..‏ انه حقا مهرجان نابع من واقعنا البيروقراطي العقيم في الكثير من المجالات‏.‏

الكاتب شريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السابق يقول‏:‏ مايحدث من عدم وجود افلام تستحق المشاركة في مسابقة مهرجان القاهرة ليس خطأ المهرجان وانما هو انعكاس لحال السينما المصرية المتردي للغاية‏,‏ ولهذا فان صناعة السينما في حاجة الي نظرة قوية وجادة من الدولة ومن دون دعم ورعاية الدولة للسينما لن تقوم لها قائمة‏..‏ لان سياسة الدولة ازاء السينما هي رفع اليد تماما وهذا ما أدي الي انهيارها

الناقد طارق الشناوي يقول ان الازمة ليست ازمة فيلم مصري وانما هي أزمة فيلم عربي عموما لان التواجد العربي في مسابقة مهرجان القاهرة بدأ يتراجع‏..‏ وفي اعتقادي ان هذا يرجع الي ظهور مهرجانات نفطية وهذه المهرجانات تدفع مليون دولار‏..‏ اذن الحل وبعيدا عن الخطب في ان يتم رصد ميزانية للفيلم العربي‏..‏ ولو غدا اصدر وزير الثقافة قرارا بزيادة قيمة الجائزة التي تقدم لافضل عربي من‏100‏ الف جنيه الي مليون دولار من المؤكد علي الأقل سنري ان ثلاثة افلام مصرية جيدة تقدمت للمشاركة و‏7‏ افلام عربية جيدة كلها ستدخل وتعرض لاول مرة‏.‏

النجم حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة الاسبق‏:‏ يقول ان الازمة التي يعاني منها المهرجان طوال سنواته بالفعل كانت تتمثل في عدم وجود افلام تستحق المنافسة مع الافلام الاجنبية وهذا يرجع الي ان معظم انتاجنا حاليا لايرقي للمشاركة لان صناعة السينما اتجهت للافلام التجارية علي حساب الافلام ذات المستوي الفني العالي ويري حسين فهمي ان الحل هو ضرورة انتاج افلام ذات جودة فنية وضرورة اغراء المنتجين لجوائز كبيرة خصوصا بعد ظهور عدد من المهرجانات التي تدفع الاف الدولارات للافلام كما أن معظم المنتجين والمخرجين يكون عندهم حلم المشاركة في المهرجانات الكبري كان وبرلين وفينيسيا واذا لم يحققوا حلمهم يبحثون علي مهرجانات تدفع مبالغ كبيرة وهذا حقهم لانه يحقق لهم الفائدة ولكن عندما يدخلوا بافلامهم مهرجان القاهرة ماهي الاستفادة التي ستعود لهم‏..‏ لا شيء في رأيي لان المهرجان فقد رونقه باستمراره في الخطأ‏.‏

المخرج الكبير داود عبدالسيد‏:‏ يقول هناك تراكم زمني للحالة التي وصلنا لها فهناك اسباب مختلفة منها وجود مهرجانات في المنطقة تدفع جوائز كبيرة وهذا يمثل عنصر اغراء للمنتجين ولهذا علي المهرجان ان يفكر في العامل المادي ـ واشار داود عبدالسيد الي ان هناك سببا آخر في الهروب من المهرجان يتعلق بالافلام التي تعرض في المهرجان فيحدث حولها تركيز إعلامي كبير وقد يحدث لبعضها نوع من النهش وتثور حولها ضجة قد تؤثر بالسلب علي الفيلم عندما يعرض جماهيريا وهذا يخيف الشركات من التقدم للمهرجان‏..‏ ويري ان الحلول في الاجابة علي السؤال لماذا نقيم مهرجانا اصلا وماهي اهدافه لان كل مهرجان له دور وهدف ملموس بعيدا عن فكرة دعوة نجوم عالميين تدفع لهم الاموال‏..‏ اذن القضية في كيفية تشجيع السينمائيين وصناعة السينما وتدعيم مشاريع جديدة

الكاتب المخضرم وحيد حامد‏:‏ يقول رغم ان لدي عددا من التحفظات علي مهرجان القاهرة السينمائي وبعد أن أصبح بيروقراطي ولم يعد يصنع البهجة رغم كل هذا اؤكد انني لو كنت املك او لو كان لدي فيلمي في الوقت الحالي كنت سأشارك به في المهرجان لان هذه مسألة وطنية‏..‏ فلابد من دعم المهرجان لانه مهرجاننا‏..‏

الأهرام اليومي في

28/10/2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)