حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث

MEIFF

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

طريق النحل” دراما تحاكي الواقع الاجتماعي

دمشق علاء محمد

بعد انتهاء العروض الدرامية قبل أيام قليلة وبدء الفرز الشامل للأعمال ومن خلال استفتاءات كثيرة ومعمقة، تبين أن مسلسل “طريق النحل” كان أحد أهم المسلسلات التي أنتجت هذا العام وقد وصفه نقاد بأنه “ضربة الموسم” وذلك للقصة المثيرة التي احتوتها حلقاته الثلاثون.

يدور المسلسل حول قصة عائلة يتشتت أفرادها بعد وفاة الأب وسجن الأم ظلماً وبهتانا، ووضع الأولاد في ميتم اجتماعي وبعثرة أوراق العائلة، ثم نجاح كل الأولاد في حياتهم الثانية عند العائلات التي تبنتهم وازدياد المسافة بينهم وبين الحقيقة القابعة في سجن النساء، ثم التئام الشمل من جديد على يد ابنة المغدور المتسبب في كل شيء.. كل هذا يشكل علامة بارزة لمسلسل يعتبر في الطليعة بين أعمال الموسم الحالي الذي وسمه الكثير من التشابه في أعمال عديدة جعلت الهروب إلى القصص المستمدة من الواقع عنوانا للنقاد والمتابعين.

كان لافتاً في البداية حدث وفاة “أبو زياد” مقتولاً، ثم محاولة شقيقه التقرب من زوجته بالحرام أولا ثم بالحلال، ما يؤدي إلى هرب الأم بأطفالها الأربعة إلى المدينة حيث تعمل هناك خادمة في أحد المنازل.

ويحاول صاحب المنزل الاعتداء عليها بالترغيب والترهيب محاربا إياها في لقمة عيشها، لكنها في إحدى جولات الصراع بينها وبينه تتمكن من قتله على مرأى من عين ابنته الصغيرة “رزان”.

يتم الحكم على الأم بالسجن عشرين عاماً لعدم ثبوت أي دليل على أنها كانت تدافع عن شرفها أثناء عملية القتل، ويوضع الأطفال الأربعة في الميتم، وهناك في الميتم تأتي عائلات لم ترزق بأولاد، لتبني أطفال، فيذهب “قيس” إلى عائلة ثرية وينمو بها ويتعلم الموسيقا في دبي بمساعدة جدية من أمه الجديدة “فريدة” فيصبح مطربا معروفا، وتذهب “سلام” لتربى عند ابراهيم وزوجته، فتكبر عندهما وتتعلم لتصبح طالبة في الطب، وخلال فترة الصبا والتعليم الجامعي تشك زوجة ابراهيم بأن هناك علاقة عاطفية بين زوجها و”سلام” التي تعرف أنهما والداها، فتتوتر العلاقة بين الزوجين إلى أن تفضح الزوجة أمر “سلام” وتعلمها بأنها ليست ابنتهما فتغادر الأخيرة المنزل لاجئة إلى بيت إحدى صديقاتها. أما “رهام” فتذهب إلى بيت مدير شركات عديدة في البلد اسمه “عبد الباري” فتكبر وتتعلم وتقع في غرام ابن عمتها (المفترض) رامز، وحين يقرران الزواج تخبره أمه بأن “رهام” ليست ابنة خاله كما يعرف وإنما أتي بها من الميتم فتتوتر العلاقة بين “رامز” و”رهام”.

يبقى الشقيق الأكبر وهو الوحيد الذي استمر في الميتم حتى سن الثامنة عشرة وخرج منه للعمل في منشرة، وهناك يقوم بإيذاء صاحب العمل الذي أبدى رأياً سلبياً في أمه وهو يحدثه عنها، فكان أن دخل السجن.

وبينما تمضي الأم مدة حكمها والأبناء مشتتون ولا يعرفون حقيقتهم الضائعة، كانت “رزان” ابنة المغدور التي شاهدت “أم زياد” وهي تقتل والدها قبل سنوات طويلة، قد أصبحت محامية، والجريمة لا تزال ماثلة في مخيلتها فتبحث في ملفات القضاء عن “أم زياد” وتتمكن من زيارتها وتحصل لها على إخلاء سبيل، ثم تتابع اجتهادها وتستطيع الوصول إلى الولد الأكبر “زياد” من خلال البحث والتعاون مع الميتم لتعثر أخيراً عليه في المنشرة.

رحلة لم الشمل انتهت درامياً كما هي العادة بتلاقي الجميع بعد عقدين من الفراق المرير. وقد ركز العمل في أبرز جوانبه على عنصر العاطفة ولم يغفل عامل العقل في بعض قضاياه ولعل حالة المحامية “رزان” التي سعت ونجحت في إخلاء سبيل الأم ولمّ الشمل خير تجسيد للغة العقل، إذ إنها رأت بأم عينها محاولة والدها المغدور الاعتداء على “أم زياد”، كما كان للضرورة الدرامية دور كبير في تحديد مصير بعض شخوص العمل مثل مشهد تعرف الأم وابنها “زياد” على الولد الآخر، المطرب “قيس” حيث كان المطرب الناجح يتحدث في الإذاعة عن حقيقته عبر لقاء صحافي سمعه “زياد” وأمه وهما يستمعان في السيارة إلى الإذاعة وهنا لعبت الحبكة الدرامية دورها ولم يعد الأمر إلى جهد يقوم به أحد شخوص العمل.

عبد الهادي الصباغ.. (منتج العمل، وممثل بارز فيه بدور ابراهيم)، يقول في لقاء معه:

العمل مأخوذ بكامله من الواقع، لا شيء أتى من الخيال إلا بعض التراكيب الدرامية عند الكاتب وهذا حق مشروع لأي مؤلف يريد طرح شخصيته الكتابية في الدراما.

“طريق النحل” قصة تختصر كثيراً من معاناة أسر سورية وعربية وحتى في الغرب، مع حال التشتت والتفكك الأسري وما يؤدي إليه من نتائج.

وقد طرح “طريق النحل” أكثر من محور يلعب بعضه على العاطفة وبعضه الآخر على وتر العقل، فقد كان بإمكان الكاتب أن يقاطع بين موقف المحامية “رزان” في الكبر وبين عاطفتها إذ رأت والدها مقتولاً أمامها في الصغر، لكن العقل لعب دوره هنا فكان أن لمت شمل عائلة، معترفة بجرم ارتكبه والدها أدى إلى وفاته وتدمير عائلة تلك المرأة بالكامل.

كذلك طرح العمل فكرة رائجة هي أن طبيعة العلاقة بين الآباء غير الحقيقيين للأولاد، من خلال التبني، وبين أولئك الأولاد لا تسير دائما وفق السوية المطلوبة، كاتهام زوجة ابراهيم زوجها بعلاقة عاطفية مع من تبنياها، كما أن “رهام” عندما اقتربت من الزواج بابن عمتها (المفترض) كانت لها عمتها غير الحقيقية بالمرصاد فأجهضت العلاقة لفترة.

العمل واقعي ويستحق أن يكون “ضربة الموسم” من خلال ما أداه في القصة، ولا يجوز إغفال الجوانب الفنية حيث برز دور الممثلين الشباب وبعضهم يعمل لأول مرة، وكانوا بحكم القصة الجماعية أبطالا بالتساوي دون ميزة لأحد عن الآخرين.

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

 

فيلم توفرت له مقومات النجاح

"الرسول" صرخة ضد الحروب

قراءة: حسين الجمو  

عندما يتوفر لفيلم ما كل الأدوات التقنية المطلوبة والمهارات الفنية لانتاجه،يبقى الرهان على فكرة الفيلم ذاتها باعتبار التقنيات العالية لا تشكل أية عقبة، وهذا ما كان عليه الفيلم الأمريكي “الرسول” الذي عرض ليلة أمس الأول في فندق قصر الامارات ضمن المهرجان.

في “الرسول” اختار المخرج اورين موفرمان الذي شارك في كتابة السيناريو مهنة قديمة موجودة في معظم الجيوش التي تخوض الحروب، وهي مهمة إبلاغ ذوي الجنود القتلى بخبر وفاة من يخصهم، والفيلم بطولة بن فوستر، ووودي هارلسون، ومدته 112 دقيقة، وشاركت في انتاجه شركة شهرزاد من البحرين.

يتطرق الفيلم لموضوع الحرب من زاوية وظيفة خاصة في الجيش بالتبليغ عن القتلى، وإذا كان الفيلم لا يدور عن حرب العراق مباشرة إلا أن هذه الحرب تشكل الخلفية الرئيسية للفيلم، لكن من زاوية مواقف اهالي الضحايا، وليس من وجهة نظر العراقيين أو الجنود الأمريكيين، ويمكن اعتباره من الأفلام المناهضة لفكرة الحرب ذاتها.

يخسر الرقيب في الجيش الأمريكي “مونتغومري” علاقته بصديقته “كيلي” التي ترتبط بشخص آخر، حيث اختار المخرج على ما يبدو البدء مباشرة بإحصاء ضرائب الحياة العسكرية، فعدم استقرار الجندي وتعرضه الدائم للمخاطر يجعل منه خيارا غير رابح بالنسبة لأي فتاة ستعيش القلق والهلع طيلة فترة غيابه، والجندي الشاب نفسه يوافق بألم على الانفصال لعدم إتاحة الفرصة للضابط المسؤول عن بلاغات الوفاة “طوني” من طرق بابها يوما ما. ويرصد الفيلم التحولات الاجتماعية التي يمر بها الملتزمون بالحياة العسكرية.

يتلقى الرقيب الشاب مونتغومري التعليمات والتدريبات من الضابط المسؤول حول كيفية تنفيذه هذا العمل المهم بدقة، وهو تسليم الخبر قبل مرور 24 ساعة من تحديد هوية الجندي القتيل، وإبلاغ أقرب الناس إليه فقط، وعدم رن الجرس مباشرة بل طرق الباب أولا، والانتظار 30 ثانية ثم المغادرة إذا لم يفتح احد، وقول كل شيء بوضوح ودفعة واحدة من دون تأثر وتجنب استخدام كلمات مثل فقد أو ضاع أو إنما توفي أو قتل، وعدم التفاعل مع انفعالات العائلات. هذه بعض التعليمات الضرورية لمن يريد القيام بمهمة “الرسول”، وهو هنا رسول الحزن والمآسي والموت.

في المهمة الأولى التي يقوم بها يواجه وفريقه موقفا محرجا عندما تطلب منهم صديقة الشاب المقتول ألا يبلغوه أنها حامل لتتركها مفاجأة له، يتحدث “الرسول” بأن ابنهم قتل في حرب العراق فينال صفعة من أم الجندي وشتائم وطرد من المنزل. يعلق الضابط المسؤول على الموقف ببساطة انه لا يوجد زبون راض عن هذه المهنة، وهذا الضابط نفسه شارك في حرب عاصفة الصحراء أثناء حرب تحرير الكويت.

في المهمة الثانية يبصق عليه والد جندي آخر قتل في العراق. وهكذا استطاع المخرج تنويع ردات الفعل العاطفية بمختلف انواعها حول خبر مقتل أقرب المقربين، وقدم صورة نفسية دقيقة تفسر سبب عنف البعض في ردة فعله وهدوء البعض الآخر مثل “لارا” المرأة التي فقدت زوجها في العراق أيضا، حيث لم يصبها الانهيار كما حدث لعجوز وامرأته بعد إبلاغهم “الرسول” خبر مقتل ولدهما. وبحبكة لا تعاني من أية ثغرات تتطور العلاقة بين “لارا” التي لم تكن على وفاق مع زوجها وبين “الرسول” عندما شكك الأخير بكلام الضابط المسؤول والخبير في حالات هؤلاء المصدومين من الناحية النفسية والذي توقع فيه ان تكون “لارا” تخون زوجها لذلك لم تتأثر كالآخرين، راقب الشاب جوانب من حياة “لارا” حتى تأكد من عدم صحة ما جزم به مسؤوله، فلا يوجد أي شخص في حياتها ويقرر ارساء علاقة عاطفية معها لا تنجح إلا في نهاية الفيلم حيث يختتم به المشهد الأخير.

شخصية الضابط طوني ستون تكفلت بتخفيف جرعة المأساة التي يتضمنها الفيلم من حزن وبكاء وغضب، من خلال القناعات الطريفة التي خرج بها من حياة حافلة بالأحداث. هذه الروح الفكاهية اكتسبها من صدمته بحقائق كان يعتقد عكسها، مثل حرب العراق، وتفاصيل أخرى تهكم عليها كادعاء الجيش بأن جندياً ما قتل في معركة بينما الحقيقة ان سيارته انزلقت في حفرة “لأنه لا بد من إعطاء معان كبيرة للموت” وأحيانا أخرى يحدث العكس تماما عندما تقتضي المصلحة ذلك. وتشكل النساء محورا مهما من حياة الضابط، ويعتبر أن سبب غضب المجتمع من الحرب الأخيرة في العراق انه لا توجد هناك نساء للجنود على عكس عاصفة الصحراء أو حرب فيتنام، وتطور شخصية الضابط تسير باتجاه تحطيم مكابرته على نفسه ومحيطه بقسوته وتحمله، وفي البداية يبدأ ذلك بعودته لتناول المشروبات مع الرقيب الذي خدم في العراق أيضا، ثم ينفجر بالبكاء عندما يروي الأخير قصة تسببه بمقتل أعز أصدقائه في الحرب.

الفيلم على صلة وثيقة بعلمي النفس والاجتماع، فإضافة إلى رصد جوانب من حياة مسؤولي وظيفة الابلاغ في الجيش وحياة ذوي القتلى وتنوع عرض حالاتهم النفسية في نفس الموقف، التساؤل المهم الآخر الذي يطرحه على الصعيد الاجتماعي، هل حياتنا وتشابكاتها مع الآخرين تتحدد وفقا لطبيعة العمل وإلى أي مدى يؤثر فيها؟ والفيلم ذاته يجيب خلال مجرياته عن السؤال سواء من خلال فشل الرقيب “مونتغومري” في علاقته الاولى بسبب تطوعه في الجيش الأمريكي أو نجاحه في علاقته الثانية مع “لارا” بحكم طبيعة عمله. في الجانب السياسي نجح المخرج في تجنب المباشرة في الطرح أو الانتقاد، لأنه من خلال أحداث الفيلم نفسه سيطرح المشاهد، لماذا يموت هؤلاء الجنود في العراق، وماذا يفعلون هناك؟

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)