حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

ايليا سليمان يضع بصمة فلسطينية أخرى في مهرجان كان

فؤاد البهجة/ بي بي سي- مهرجان كان

قبل يومين من اسدال الستار على فعاليات مهرجان كان السينمائي عرض المخرج الفلسطيني ايليا سليمان فيلمه " الزمن الباقي سيرة الحاضر الغائب" الذي يشارك في مسابقة المهرجان الرسمية والتي تعلن نتائجها الأحد.

ويحكي الفيلم وهو عبارة عن سيرة ذاتية يشارك ايليا سليمان بدوره فيها قصة الحياة اليومية لأسرة فلسطينية منذ عام 1948 الى اليوم ومن خلالها لهموم أجيال من الفلسطينيين.

وكعادته يلجأ المخرج الفلسطيني الذي سبق أن فاز في دورة سابقة من المهرجان بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "يد الهية"، الى أسلوب السخرية الكاريكاتويرية في مشاهد تتعلق بالعيش اليومي لأسرته في مدينة الناصرة.

وقسم الفيلم الى اربعة فصول تطرق كل واحد منها لفترة زمنية معينة مع ما يرافقها من مقاطع صوتية مناسبة في شكل أغان لرواد الغناء العربي من أمثال فيروز وليلى مراد ومحمد عبد الوهاب وآخرين. كما تخللت الكثير من المشاهد مقاطع كان الصمت فيها أجمل تعبير.

وعن الحضور القوي للمقاطع الصامتة في الفيلم والمقاطع الموسيقية الكثيرة التي تتخلله قال سليمان ان الموسيقى او الصمت هي لحظة حقيقة.

وعلى طريقة الفيلسوف سارتر، تكررت في الفيلم مشاهد معينة بشكل عبثي ومنها مشهد اشخاص يجلسون في أحد المقاهي ومنهم ايليا سليمان بعد عودته من رحلة الى الخارج ومشهد المدرس الذي يوبخ ايليا وهو طفل صغير بدعوى ترديده في الفيلم بان امريكا دولة امبريالية.

ولقي الفيلم استحسانا كبيرا لدى الجمهور والنقاد في عرضه الأول بمهرجان كان وان اختلف البعض حول مدى التشابه أو الاختلاف مع فيلم ايليا السابق " يد الهية"

وقال ايليا سليمان بعد عرض فيلمه انه يستمتع بتصوير أفلامه تحت نير الاحتلال الاسرائيلي.

ونفى في مؤتمر صحافي ان تكون اسرائيل طرفا في انتاج فليمه أو ان يكون "الزمن الباقي" يمثلها في المهرجان كما روجت لذلك وسائل الاعلام الاسرائيلية والامريكية.

وقال ردا على سؤال لبي بي سي: " الحديث عن مشاركة اسرائيل في الانتاج بدأته وسائل الاعلام الأمريكية، والواقع ان اسرائيل لم تقدم لنا سنتا واحدا.

وهذا هو حالنا كفلسطينيين يعيشون داخل اسرائيل، إذ هناك بعض الجهات التي تسعى لطمس هويتنا الفلسطينية، بدون سوء نية أحيانا وبشكل مقصود أحيانا أخرى، على أن أهم ما في الأمر أن أقسى الانتقادات تأتي دائما من النقاد العرب".

وقال سليمان ان عنوان الفيلم يحمل في طياته ترجمة لواقع سياسي يعيشه الفلسطينيون المغيبون داخل أوطانهم. وقال انه واحد منهم، لكن الفيلم يرسم صورة للحياة اليومية في تفاصيلها الصغيرة، وهو ما يعطي للفيلم في نظر صاحبه بعدا كونيا يجعل العالم كله وطنا فلسطينيا كما يقول سليمان.

وأضاف سليمان ان الفيلم رؤية شخصية تعكس رغبة في خلق فضاء شعري تأملي لكنه في الوقت ذاته لا يتجاهل واقعا سياسيا موجودا على ارض الواقع هو واقع الاحتلال، واقعُ الفلسطينيين الحاضرين والمغيبين في وقت واحد و"الممنوعين من الوجود حتى في الصور المجازية".

وفي ثاني تجربة سينمائية له في مهرجان كان والأولى في المسابقة الرسمية قال سليمان انني تعريت في هذا الفيلم وغصت في أعماق ذاتي وفي تفاصيل حياتي بما فيها من أفراح ومآسي.

وأضاف قائلا: " لا يهمني تأكيد أو نفي حدوث وقائع تاريخية معينة. ما يهمني هو نقل صورة سينمائية مصحوبة بحركات واصوات تخلق لدى المشاهد احساسا معينا وتمنحه فرصة الاستمتاع بتلك الصورة."

وقد نجح ايليا سليمان في نظر كثيرين في ربط الماضي بالحاضر في هذه التجربة السينمائية المتفردة. كما نجح في ربط معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية مع معاناة اخوانهم داخل العمق الاسرائيلي وذلك من خلال قيامه في الفيلم برحلة عبر الحافلة الى مدينة رام الله، حيث وقف كعين شاهدة على الاشتباكات مع الجنود الاسرائيليين ولجوء هؤلاء الى القوة المفرطة لقمع انتفاضتهم.

ويفتح ايليا سليمان في نهاية فيلمه الذي يستحق أن يصنف ضمن الأعمال المتميزة في المهرجان، بابا من الأمل الذي بدونه لا يتحقق اي عمل فني حسب رأي المخرج، فهناك "زمن باق وأجيال صاعدة لها أسلوبها في التعبير عن الذات وهناك شعور قوي بالهوية الفلسطينية."

موقع "الـ BBC العربية" في 22 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)