حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

فيلم ايراني ـ عراقي تدور احداثه في المنطقة الحدودية في العراق في اسبوع النقاد

 كان (فرنسا) ـ (ا ف ب)

شارك فيلم 'همس الريح' للايراني شهرام اليدي في تظاهرة 'اسبوع النقاد' تحت اسم العراق ناقلا الى مهرجان كان في دورته الـ 62 آلام واحلام اكراد العراق ومأساتهم ايام النظام السابق.

وذكرت مصادر ايرانية مطلعة لوكالة فرانس برس أن الفيلم قدم على أنه عراقي لأنه حصل على مساعدة انتاجية كبيرة من حكومة كردستان العراق. وقدم المخرج الكردي المولود في طهران والذي درس السينما في ايران في عمله الاول صيغة شاعرية لكن ثقيلة لهذه المأساة على خلفية ما تعرض له الاكراد العراقيون ابان نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

بطل الفيلم ساعي بريد مسن من نوع خاص، يوزع في منطقة كردستان رسائل صوتية مسجلة على كاسيتات ويجوب الاماكن كلها خلال عمله فتجوب معه الكاميرا بطريقة شاعرية وسوريالية لكن احيانا موغلة في الرمزية.

وتكون تلك مناسبة لعرض مشاهد طبيعية خلابة من تلك الامكنة القصية البرية المتمادية في جمالها لكن الفيلم يطل خلال ذلك ايضا على حقول كاملة من القبور التي دفن فيها الاكراد في المقابر الجماعية.

ويهدي المخرج شريطه 'لكل الضحايا الذين قتلوا وانتزعت منهم اعمارهم قبل الاوان' كما يصور 'احلام الاطفال الذين دفنوا الى الابد هم واحلامهم'.

ويتحول تنقل الرجل لتوزيع البريد شيئا فشيئا الى رحلة في الفولكلور الكردي ونزهة مشبعة بالموسيقى والاغاني التي تهمس كما الريح في تلك الاماكن الجبلية العالية.

يتقدم الرجل المسن 'الرسول' بطيئا في تنقله لتتمهل الكاميرا معه وتلتقط انعكاسات الجبال في المياه وفي المرايا وعبر الزجاج او المساحات الاخرى.

ويريد المخرج لفيلمه ان يكون شهادة مختلفة على وقائع ما جرى لاكراد العراق فيقدم في سياق بعيد عن الكلاسيكية بل اقرب الى السوريالية مشاهد مثل مشهد الارامل اللواتي يذبن في المكان ومشهد القبور المختلفة عن كل القبور التي خبرتها ذاكرة المشاهد. سوريالية تنطبق ايضا على تلك الشجرة التي علقت اليها اجهزة راديو ومسجلات في تركيب غريب امتد الى ملامح الشخصيات وازيائها الخاصة لكن الاكيدة .

يجوب ساعي البريد المسن 'مام بالدار' جالسا امام مقود شاحنته القديمة الزرقاء تلك الاماكن الرائعة في مهمته لايصال الرسائل الصوتية للامهات القلقات على فلذات اكبادهن وكل المتعطشين لسماع انباء اقربائهم واحبائهم في ذلك المكان المنعزل. ويمضي الفيلم الى الامام حين يطلب احد مناهضي النظام من ساعي البريد الذهاب الى قريته وتسجيل صوت اول بكاء لطفله الذي سيولد على المسجل حتى يتمكن من سماعه.

واذا كان الفيلم يحمل بصمة صانعه وينم عن موهبته الاكيدة فهو لا يخلو من خلفية سياسية ومن رمزية تمثلت ببكاء الطفل المسجل والذي تردد في كل انحاء كردستان عبر مكبرات الصوت حيث لا يعود الفيلم يهمس بل يصرخ دليلا على المقاومة والاستمرارية والامل رغم الآلام.

مخرج موهوب يقدم في 'همس الريح' عملا مكثفا من خمسة وسبعين دقيقة من الصورة والسينما البعيدة عن الثرثرة والتي تحمل قيمتها الاولى في فنية الصورة والاطار وتستمد خصوصيتها من اصالة المكان والدفاع عن الهوية والانتماء.

القدس العربي في 22 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)