حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

«نظرة ما».. انحياز للسينما الجديدة

مسعود أمر الله

يعد (نظرة ما) بالتأكيد، أحد أهم الأقسام التي ينظر إليها النقاد بعينٍ ثاقبة، لما يوفره من إنتاج مختلف ومغاير، سواء في شكله واستقلاليته، أو في اكتشافه مبدعين قادمين إلى عالم السينما، أو للتنبيه إلى موجات سينمائية تنحاز إلى التجريب والانفراد، ولطالما كان هذا القسم الرافد الحقيقي والمستقبلي لأفلام المسابقة. وهذه السنة، نلاحظ غياباً تاماً للسينما العربية، بعد أن اعتدنا على مشاركة فيلم أو فيلمين في السنوات الماضية.

تغلب على أفلام القسم مشاركة مخرجين في عملهم الأوّل، ما يؤهلهم للمنافسة أيضاً على جائزة(الكاميرا الذهبية)، غير أن القسم يعرض أيضاً لمخرجين مخضرمين. تيري فريمو، المدير الفني لمهرجان (كان) السينمائي دافع هذه السنة عن قسم (نظرة ما) الذي وصفه البعض بسلّة الأفلام المرفوضة من المسابقة الرسمية، وأوضح بأنه قسم بديل، وليس هامشياً.وإذا ما أمعنّا النظر في قائمة الأفلام المشاركة، نجد أن القليل منها قد تنطبق عليه مواصفات المسابقة الرسمية، التي اعتاد المهرجان قبول أفلام مخرجيها. هناك الياباني هيروكازو كوري إيدا، الذي شارك سابقاً في المسابقة الرسمية بفيلمين، يأتي هنا مع (دمية هوائية)، حول دمية نفخ بحجم إنسان تتطوّر لتصبح لها روح، وتمارس حياتها بشكلٍ آدمي، ثم تقع في حب شاب يعمل في محل فيديو، غير أن أحداثاً غير متوقعة تُدير دفة حياتها بشكلٍ درامي.

الروماني كريستيان مونجو بعد حصوله على السعفة الذهبية عن فيلم (أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع، ويومان) في عام (2007)، يأتي بفيلم من إخراج مشترك مع أربعة مخرجين آخرين بعنوان(حكايات من العصر الذهبي)، وفيه يغوص في تاريخ حقبة الشيوعية في رومانيا، من خلال وجهات نظر أشخاص عاديين؛ حيث تختلط الغرابة بالسريالية، والهزل بالأسطورة، وتنسج في مجموعها خمس حكايات يومية، وقعت أثناء حكم النظام الديكتاتوري.

أما زميله الروماني الآخر كورنيليو بورمبويو، الذي حاز على الجائزة الثانية في العام (2004) عن فيلمه القصير (رحلة إلى المدينة)، وجائزة الكاميرا الذهبية في (2006) عن (شرق بوخارست)، يشترك هنا بفيلم (شرطة وصف)، حول شرطي يرفض إلقاء القبض على شاب عرض حشيشاً على صديقيه، لأنه مقتنع بأن مجرد العرض ليس تهمة، وأن القانون سيتغيّر، ولا يمكن اعتبار تصرّف هذا الشاب غير مسؤول، لأنه لا يؤمن بهذه النظرية.

الفرنسي آلان كافيلييه، سبق وأن شارك في المسابقة الرسمية مرتين، وفي (نظرة ما) مرة، وحصد جائزة لجنة التحكيم عام (1986) عن (تريزا)، يأتي هنا بفيلم (إيرين) حول فتاة ومخرج أفلام في علاقة قوية ومتينة، لكنها معبأة بالمناطق الرمادية. تختفي الفتاة فجأة، ولكن ينقب صحافي بعد سنوات في الحكاية.

أما الكوري الجنوبي بونغ جون هو (المضيف)، يعود بفيلم (أم) حول أم أرمل تعيش وحيدة مع ابنها الشاب، الهاديء والخجول، وفي خضم جريمة قتل بشعة، يصبح الابن المشتبه الرئيسي، رغم أنه لا توجد دلائل قاطعة على تورّطه، غير أن الشرطة، تتهمه لأنه ببساطة لا يستطيع إثبات براءته.

في الفيلم البرازيلي (هدى) للمخرج هيتور داليا، تعاني فتاة مراهقة من التحوّل التدريجي إلى عوالم وطقوس البلوغ، وتجربة الحب الأولى، في الوقت الذي يخون فيه الأب أمها مع امرأة غريبة تعيش في قرية على ضفة البحر. لكن هذا السر ليس الوحيد، بل هناك سلسلة أخرى تنتظرها مليئة بالألم تكتشفها واحدة تلو الأخرى، بعضها عن العائلة، وبعضها الآخر عن نفسها.

أما في الفيلم اليوناني (حلية) للمخرج جيورجوس لانثيموس، تصبح حياة ثلاثة أطفال يعيشون مع الأب والأم في بيتٍ محاط بالسياج إلى خرافة، فالأطفال ممنوعون من الخروج تماماً بحجة أن لا يتأثروا بالعالم الخارجي. تمّ تعليمهم، والترفيه عنهم في داخل المنزل. هم يؤمنون بأن الطائرات التي تحلّق فوق بيتهم مجرّد ألعاب، وأن الوحوش هي ورود صفراء.

وتحضر إسرائيل بفيلم (عينان مفتوحتان باتساع) للمخرج إينيم بيكوت حول علاقة مثلية في قلب مجتمع يهودي أرثوذوكسي متزمّت بين جزار متزوج ولديه أربعة أبناء، وبين طالب متشرّد يجد في الملحمة مكاناً للعمل. فيما، تأتي الألمانية ميا هانسن لوف بفيلم (والد أبنائي) حول رجل يمتلك تقريباً كل شيء يتطلبه المرء: زوجة، وثلاثة أبناء، ووظيفة منتج أفلام يكتشف من خلالها المواهب الجديدة، ويقوم بتطوير أفلام يتبناها فكرياً، وتُناسب وجهة نظره حول السينما. لكن تأخذ الأمور مجرى مختلفاً، عندما تغرق شركته بالديون، وعليه الآن مواجهة حياته الجديدة.

بالمقابل، يحدث العكس في فيلم (حورية) للتايلندي بن إيك راتاناروانغ، عندما نتعرف إلى امرأة تمتلك كل شيء تقريباً، ومتزوجة من مصوّر فوتوغرافي يعشقها كثيراً، غير أن القدر يعاندهما، وتنقلب حياتهما إلى جحيم، عندما تتورط الزوجة في علاقة مع رجل متزوج.

المخرج الفلبيني رايا مارتن يحضر بفيلمين إلى كان هذه السنة (الثاني يُعرض في قسم عروض خاصة). في (استقلال) الذي تدور أحداثه في أوائل القرن العشرين، تبدو علامات الحرب آتية بوصول الأميركيين. فيما أم وابنها يهربان إلى الجبال بحثاً عن حياة مستقرة. في يوم، يعثر الابن على امرأة مصابة في وسط الغابة، ويأتي بها إلى البيت. بعد سنوات، تتكرّر القصة ذاتها؛ رجل وامرأة وطفل يعيشون في عزلة عن الفوضى المتعاظمة في البلد، ولكن عاصفة قريبة ستهدد حياتهم، فيما القوات الأميركية تقترب أكثر فأكثر.

الإيراني الكردي بهمن غوبادي في فيلم افتتاح (نظرة ما)، وبعد تواجده اليومي في الأسابيع الماضية في وسائل الإعلام، ليس بسبب فيلمه هذا، ولكن لاتهام واعتقال خطيبته الصحافية الأميركية الإيرانية روكسانا صابري في إيران لمدّة ثماني سنوات بتهمة التجسس (أفرج عنها أخيراً)، يحضر بفيلم (لا أحد يعرف عن القطط الفارسية)، والذي يعتبره تيري فيريمو مفاجأة خاصة لجمهور كان، ودرساً في موسيقى الراب الإيرانية، يدور حول شاب وفتاة يقرّران تشكيل فرقة موسيقية بعد خروجهما من السجن.

في (بريشوس) للأميركي لي دانيلز؛ نتعرّف إلى (بريشوس) ذات الستة عشر ربيعاً، والتي تتعلم في مدرسة خاصة القراءة والكتابة، وتتعرّف على عالم جديد، تكتشف فيه ذاتها بشكل آخر، عالم يصبح فيه كل فتاة جميلة، قوية، ومستقلة.. تماماً مثلها. في (شمشون ودليلة) للأسترالي فارفيك ثورنتون، يعيش الاثنان في عالم صغير لمجتمعٍ منعزل في وسط الصحراء الأسترالية. عندما تأتي المآسي، يعودان إلى أرضهما في رحلة للنجاة، ويكتشفان أن الحياة ليست عادلة أحياناً، ولكن لا حكم للحب هنا.

المخرج الهولندي جان فان دي فيلدي يحضر بفيلم (الجيش الصامت) حول صاحب مطعم في دولة أفريقية لا تبدو حياته سهلة بعد الموت المفاجئ لزوجته، فعليه الآن تربية ابنه لوحده، والذي بدوره صديق لابن عاملة سوداء في المطعم. عندما يختفي الصديق مع عشرة أطفال آخرين في ليلة دموية وعنيفة، بعد اجتياح جيش الثوار قريتهم، يدخل الابن والأب في دائرة البحث عن الصديق الضائع.

أما الروسي نيكولاي كوميريكي في فيلم (حكاية في الظلمة)، فإنه يتتبع حكاية شرطية شابة ووحيدة تعيش في مدينة صاخبة، حيث المرح والحب. ذات يوم، وكجزء من عملها في رعاية الأطفال المنبوذين، تفضفض إلى طفل عن حياتها المملة، والباهتة، والضائعة.. ولكن هذه الكلمات ظلت تؤرقها إلى أن تقرّر تغيير نفسها، فترحل في طريق نحو الظلمة.

الروسي الآخر بافيل لونغين، ينقلنا في فيلم (تزار) إلى القرن السادس عشر، حيث يؤمن (إيفان الرهيب) بأنه مكلف بمهمة مقدسة، محطماً كل من يعترضه في طريقه، إلى أن يأتي من يتصدى له.

 (أن تموت رجلاً) للمخرج البرتغالي خاو بيدرو رودريغيز مقتبس عن حياة روث بريدين، أحد أشهر المثليين في عالم الترفيه؛ ويدور حول الفصل الأخير من حياته عندما أدمن المخدرات، وانهار العالم من حوله حين بدأ برنامجه بالأفول، وأخذ التحدي من قبل الفنانين الجدد الصاعدين يهدد نجوميته.

أما (فجر غد) للفرنسي دينيس ديركورت، في مشاركته الثانية ضمن (نظرة ما)، فهو يتعقّب العلاقة بين أخوين، الأول مهووس بالمعارك التأريخية إلى حد فقدانه الإحساس بالواقع؛ بينما يحاول الثاني جاهداً في تحريره من إدمانه هذا.

المخرج الكولومبي سيرو غويرا في (رحلات الريح)، يتعقّب سفر رجل أمضى حياته بالتنقل حول قرى ومقاطعات شمال كولومبيا حاملاً الموسيقى والأغنيات الشعبية في أكورديون، هذه الآلة الأسطورية التي يُقال أنها ملعونة لأنها ذات يوم كانت بحوزة شيطان.

يترأس المخرج الإيطالي باولو سورينتينو لجنة قسم (نظرة ما) وهو من مواليد مدينة نابولي في العام 1970، وأخرج أوّل أفلامه (رجل في الأعلى) في العام (2001) في (2004)، أخرج فيلمه الثاني (عواقب الحب) الذي شارك في المسابقة الرسمية في (كان)، وحقق نجاحاً باهراً، وحاز على جوائز كثيرة. في (2006)، حقق فيلمه الثالث (صديق العائلة) ومشاركاً به في (كان)، بينما حاز فيلمه الأخير في مهرجان العام الماضي (النجم) على الجائزة الكبرى.

أما عضوية اللجنة، فهي تتألف من: الممثلة جولي غاييه (فرنسا)، مدير مهرجان تورنتو بيرس هاندلينغ (كندا)، الصحافية والناقدة أوما دي كونها (الهند)، الصحافية ومديرة مهرجان غوتبورغ ماريت كابلا (السويد).

البيان الإماراتية في 17 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)