حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

إشادة من النقاد بفيلم الافتتاح

"كان" مهرجان المخرجين

محمد رضا

معظم الآراء النقدية التي نُشرت من “كان” حول فيلم الافتتاح الأمريكي “فوق” كانت إيجابية إلى حد بعيد.كلمات المديح حامت حول الفيلم بلا استثناء. معظم النقاد اجتمعوا على أنه فيلم آخر يليق بشركة بيكسار التي انتجته كعاشر فيلم لهابعد سلسلتها من الأفلام الجيّدة مثل “توي ستوري” و”سيارات” و”وول إ” وسواها.

ناقد مجلة “فاراياتي” تود مكارثي كتب ما مفاده أن الفيلم إن لم يكن عشرة على عشرة فهو تسعة على عشرة لمن قد يفضّل عليه فيلم بيكسار الكرتوني الآخر “سيارات”.

فيلم “فوق”، يدور حول رجل تجاوز منتصف العمر ينظر إلى حياته على الأرض كما لو أنها لم تكن. فهو أمضى تلك الحياة يعمل من دون طائل يذكر ولم يستطع تكوين عائلة تمشي معه مسيرة الحياة وبقي محافظاً على عزلته. لكن شيئاً واحداً كان يحفّزه لحياة ما بعد التقاعد هو السفر إلى مجاهل أمريكا اللاتينية التي قرأ وسمع عنها الكثير. وهو أعدّ العدّة لذلك.

لقد ربط بيته الخشبي الصغير بألوف البالونات ولن يتطلّب الأمر سوى إشارة البدء لترفع تلك البالونات البيت بمن فيه (هو) وتنطلق به إلى تلك المجاهل التي يريد استكشافها.. هذا جيّد وكل شيء يبدو آيل لرحلة ممتعة في الأجواء، لولا أنه قبيل موعد الانطلاق بلحظات يسمع الرجل طرق الباب. يفتحه على مضض ليجد ولداً آسيوي الملامح (تحية إلى شخصيات الأنيماشن اليابانية؟) يحاول بيعه حاجيات من باب جمع التبرّعات. يغلق العجوز الباب في وجه الصبي ويطلق إشارة البدء فيطير البيت والصبي واقف عند الباب خائف من ارتفاعه المفاجئ عن الأرض.

وحين يكتشف العجوز أنه ليس وحيداً في الرحلة يقبل، وعلى مضض، وجود الشريك الذي لم يخطط له والمناسبة مفتوحة من هنا وصاعداً لا إلى مغامرات خيالية وفانتازيا كبيرة تفضي إلى مجابهات بينهما وبين أشرار مختلفين، بل إلى وحدة صف وتعلّم ضروب حياة على كبر وصغر. أي أن كلاً منهما يأخذ من الآخر شيئاً معنوياً ويمنحه شيئاً معنوياً في المقابل.

إنه فيلم هادف كعادة أفلام “بيكسار” من دون أن يرتفع عن قدرة الصغار على الفهم وهضم الأحداث والتمتّع بها. لكنه أول فيلم أنيماشن بالأبعاد الثلاث لجانب أنه أول فيلم أنيماشن يفتتح المهرجان الفرنسي.

وفي حين أن الافتتاح بمنزلة احتفاء (او تكريم) لسينما الأنيماشن ولسينما شركة بيكسار (التي توزّع أعمالها شركة وولت ديزني) ما يجعل التحية إلى بيكسار مزدوجة بحد ذاتها، إلا أن التساؤل الذي لم تخفه روعة الاستقبال وكلمات الثناء على الفيلم هو إذا ما كان المهرجان أصاب ام أخطأ في اختياره فيلم تجاري كافتتاح له.بالتالي، إذا ما كان الأولى بالمهرجانات الكبيرة أساساً، العودة إلى الاحتفاء بالفن أساساً وتغليب الطابع الجاد على الطابع المرح. في مصلحة هذه الفكرة أن المهرجانات الرئيسية الثلاث (برلين وفينسيا وكان) لم تكف في السنوات الأخيرة عن محاولة جذب هوليوود والإنتاجات الأمريكية وأن ذلك إنما على حساب الإبداع المستقل المنتشر في كافة أرجاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة.

الموافقون على معنى افتتاح الدورة الحالية بالفيلم المذكور وبنوعيّته يؤكدون أن “كان” لا يحتفي بنوع واحد من السينما، بل همّه كل فيلم جيّد فنياً يستطيع استحواذه. من هنا، يقولون، إن المهرجان أضحى مهرجان مخرجين أكثر منه مهرجان دول ويردد الكلام ذاته عدد كبير من النقاد المتجوّلين حالياً بين أفلامه.

الحقيقة هي نتاج من الجانبين: الافتتاح هذا العام كان موفّقاً كحالة تنضم الى حالات “كان” الاستعراضية والاحتفائية بالسينما من كل جوانبها- لا ريب. لكنه كان أيضاً ابتعاداً، ولو مدروساً، عن دعم سينما أخرى معيّنة تحتاج لأن تنتعش ولا تملك مقوّمات هوليوود وميزانيّاتها لكي تفعل ذلك. أما القول إن المهرجان بات مهرجان مخرجين فهذا صحيح لكن كذلك باقي المهرجانات ولو أنها لا تزال تتمسّك بذكر أسماء البلدان التي جاءت أفلام هؤلاء المخرجين منها. والسؤال هو ماذا سيحدث لو أن “كان” في دورة ما لم يحظ بغالبية من المخرجين المعروفين؟

 

لجنة التحكيم في مهمة صعبة

رئاسة لجنة التحكيم للدورة ال 62 الحالية ليس أمراً غريباً على الممثلة إيزابل اوبيرت ليس لأنها سبق لها أن ترأست العديد من لجان التحكيم، بل لأن كونها ممثلة يجعلها في تواصل دائم مع فرقاء كثيرين من المخرجين والممثلين إلى الكتاب وباقي فرقاء العمل الواحد.

تحت إدارتها في اللجنة ثلاث ممثلات هن الأمريكية روبين رايت بن (وزوجها شون بن كان رئيس لجنة التحكيم في الدورة الماضية) والتايوانية شو كي والهندية شارميلا تاغوري، والإيطالية آسيا أرجنتو. وربما إذا ما كان الجدال حول النتائج سيكون صعباً أو حادّاً فهو من كثرة الدوافع الذاتية التي لدى الممثلات ومجابهتهن المرتقبة مع باقي أعضاء لجنة التحكيم ومعظمهم من المخرجين الذين ربما رأوا الأمور في صورة مختلفة: هناك المخرج التركي نوري بيلج شيلان والمخرج الكوري لي تشانغ-دونغ والمخرج الأمريكي جيمس غراي والعضو الثامن في هذه المؤسسة المؤقتة هو الروائي وكاتب السيناريو البريطاني حنيف قريشي.

إذاً، من ناحية فإن مهمّة اختيار الأفلام والشخصيات الفائزة قد لا تكون مهمّة غريبة، لكنها على الأرجح لن تكون سهلة. في كل الأحوال فإن الممثلة التي وُلدت قبل 53 سنة مستعدة للمهمّة لكنها حذّرت في مؤتمرها الصحافي من أنها لن تتّبع خطوات شون بن في العام الماضي بل ستحاول أن تختلف. وكان الممثل  المخرج شون بن أصر على معاملة الأفلام المشتركة في مسابقة العام الماضي على أساس كم هي، سياسياً واجتماعياً، ذات أهمية بالنسبة إليه وإلى فريقه. أوبيرت، في المقابل، ستصر على أن تقيّم الأفلام بمعايير سينمائية أساساً، أو هكذا صرّحت حين أضافت: “نحن لسنا هنا لنقيّم الأفلام، بل لنحبّها”.

طبعاً هذا كلام إعلام، فهي وفريق عملها لتقييم الأفلام والا لم المسابقة أساساً. وهي تعلم أن الحديث في مثل هذه المحافل مفتوح على التأويلات والتفسيرات المتناقضة. وبالفعل أتت بعض الصحف الفرنسية في اليوم التالي على القول إن النتائج المتوقّعة من تحت ناظري أوبيرت قد تكون  كالمهرجان نفسه  استعراضية/ احتفائية. لكن لا شيء يؤكد ذلك بالفعل. لا شخصيّتها الحادة ولا موهبتها النافذة ولا إدراكها للمسؤولية التي تقدم عليها وهي التي شاركت في سبع عشرة دورة إما بأفلام أو بتقديم جوائز وتعلم أن الكثير من الأهمية ملقاة على حسن أداء لجنتها، خصوصاً في عام سينبري فيه مخرجون معروفون عديدون بالتباري في ما بينهم من الأمريكي كونتن تارانتينو إلى الإسباني بدرو ألمودوفار (الذي أعتقده سيكون المُحبَّذ الأول لدى تحالف من أوبيرت/ أرجنتو/ قريشي) إلى كن لوتش وباقي المتنافسين الكبار.

بالنسبة للمخرج التركي نوري بيلج شيلان الذي خرج في العام الماضي بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الدرامي النفسي/ الاجتماعي “ثلاثة سعادين” فمن المرجّح أن يكون صاحب الرأي الأكثر التزاماً بمفاهيمه المحددة لدور السينما كعامل صنع قراراً اجتماعياً جاداً. وهو اعترف أن مهمّته صعبة لأنه عادة ما يشاهد من الفيلم عشر دقائق أولى فيبني رأيه بالنسبة اذا ما كان الفيلم جيّداً أو رديئاً، لكنه بالطبع عليه الآن الجلوس إلى آخر الفيلم حتى ولو رأى أنه رديء.

يبقى القول إن معظم المشتركين في اللجنة سبق لهم أن فازوا بجائزة ما في السابق ما يجعلهم على اتفاق بكيف سيكون صدى كل جائزة حين تُمنح لفيلم أو فرد عنوة عن فيلم أو فرد آخر. أو كما لخّص حنيف قريشي الوضع قائلا: “قبل أن تفوز بجائزة يبدو الأمر ليس مهمّاً على الإطلاق بل منافياً لقيمة الأعمال المتنافسة. لكن بعد الفوز تبدأ بالشعور أن فكرة الفوز لا بأس بها بصرف النظر عن خيبات آمال الآخرين”.

 

شاشة البيت

المبشّرون الجدد

Wise Blood  (1979)  ****

حين توفي المخرج جون هيوستن سنة 1987 عن 81 سنة، كان صيته كمخرج أفلام ذات دكانة في وصفها لحياة أبطالها الاجتماعية، قد بلغ حدّاً واضحاً أثّر في تمييزه عن معظم مخرجي جيله وهو الذي بدأ العمل في الخمسينات وأنجز حتى وفاته 44 فيلماً روائياً طويلاً أو نحوها.

فيلم “سلالة حكيمة” (وهو العنوان الساخر المقصود) هو أحد تلك الأفلام: عمل صغير أنجزه المخرج في العام 1979 وفيه حكاية شاب يقوم به براد دوريف فقير ومن المهمّشين حتى في إطار بلدته الجنوبية الصغيرة. وهو يجد أن الوسيلة للخروج من هذا الإطار المحدود وتحقيق طموحاته بالشهرة والمكانة تأسيس كنيسته الخاصّة وهو لا يتأخر في القيام بهذا الدور منتقلاً إلى الوعظ والتبشير ومتحوّلاً إلى داعية من المبشّرين البروتستانتيين الجدد.

 

 

أفلام القمّة

وولفرين في تراجع

على الرغم من النجاح الذي ترجمه في الأسبوع الماضي فيلم “وولفرين” إلى أكثر من ثمانين مليون دولار، إلا أن الهبوط الحاد في الإقبال كان ينتظره في الأسبوع الثاني فخسر أكثر من ستين في المائة من حجم الإقبال عليه وانتهى إلى المركز الثاني بسبع وعشرين مليون دولار الفيلم الذي حل محلهّ هو “ستار ترك”: الجزء الحادي عشر من المسلسل الخيالي العلمي الذي انطلق تلفزيونيا في الستينات ووصل إلى السينما في نهاية السبعينات بنتائج متفاوتة.

الخمسة الأولى لهذا الأسبوع

1. Strar Trek: $72 m

2. Wolverine:  27 m

3. Ghosts of Girlfriends Past: 10.4 m

4. 17 Again: 4.4 m

5. Next Day Air: 4 m.

 

قبل العرض

كوستنر في الغرب مجدداً

وافق الممثل كيفن كوستنر على بطولة فيلم وسترن جديد يطلق سينمائياً كفيلم من ساعتين لكنه سيعرض على حلقات لحساب إحدى محطات الكايبل الأمريكية. العنوان المؤقت للفيلم هو “الأرض الممنوعة” وكوستنر الذي أخرج ومثّل سابقاً في فيلمين ناجحين من هذا النوع هما “رقص مع الذئاب” و”هضاب مفتوحة”، يدرس حالياً تفاصيل الاتفاق لكنه لم يؤكد أنه سيقوم بإخراجه أم سيكتفي بالتمثيل فيه.

 

أوراق ناقد

هل السينما بحاجة إلى كان؟

انطلقت الدورة الجديدة من مهرجان “كان” واضعة أمامنا 62 سنة من ممارسة الاحتفال الكبير بماهية السينما وكيانها وفنّها وصناعتها معاً، يمكن للبعض منا أن ينتهز الفرصة بين عرض فيلم وآخر ليسأل عن حال العالم السينمائي لو لم يكن “كان” موجوداً.والحقيقة أن هناك عدّة إجابات وليس إجابة واحدة.

لو لم يكن المهرجان الفرنسي موجوداً، أو لو كان فشل في أن يصبح الحدث الكبير الذي هو عليه حالياً هذه الأيام لكان من المحتمل مثلاً أن تكون الريادة لمهرجان آخر كبير مثل برلين أو فينسيا. وماذا عن سان سابستيان؟ لفترة من الستينات بدا أن المهرجان الإسباني المقام على شواطئ مقاطعة الباسك المعروفة لأسباب أخرى سوف يتقدّم المهرجان الفرنسي ويسرق منه الوهج. والحكومة الملكية الإسبانية ضخّت أموالاً طائلة في ذلك الحين لهذا الغرض.

من المحتمل أيضاً أن المهرجان الفرنسي المحتفى به، والذي يستحق من دون ريب هذا الاحتفاء، لو لم يكن موجوداً على النحو الذي هو عليه الآن لكانت العديد من الأفلام التي تم تسليط الضوء عليها لم تعش لتشهد هذا النجاح. الكثير من هذه الأفلام عادي أو مميّز بقدر ضئيل من القيمة الفنية أو الموضوعية ورفع حاجبي الناقد من الدهشة حين أعلن عن فوزها بالسعفة الذهبية. خذ مثلاً “جنس، أكاذيب وأشرطة فيديو” لستيفن سودربيرغ وراجع الأفلام التي عرضت معه في سنة فوزه بالسعفة (1989) وستجد انه لم يكن الأفضل، لكن المخرج صنع الفيلم والمهرجان صنع المخرج مرّة أخرى وحوّله إلى اسم كبير.

وربما  وهذا احتمال آخر  لسقط المهرجان الفرنسي بعد ثورة 1968 وتحوّل إلى تظاهرة فنية صغيرة لا يؤمها الا مواطنو المنطقة الباحثين عن بعض الأفلام غير المعروضة في الصالات. بذلك كان سينضم إلى مئات المهرجانات التي لا يسمع بها أحد، عوض أن يتربّع على قمّة المهرجانات الكبرى.

هناك الاحتمال الثالث وهو أن يكون المرء وفّر ثمن منزل بكامله عوض المرّات التي توجّه فيها إلى هذا المهرجان. إنه، مع فينسيا، أكثر المهرجانات تكلفة، وبل لعلّه أغلى من فينسيا في هذا الشأن بقليل. وسواء إذا حسبتها كتذاكر سفر أو كشقق أو فنادق ذات نجوم أقل من أصابع اليد، أو كفنجان شاي مع قطعة “كرواسان” ثلاث مرات في اليوم (حسب الميزانية) فإنك بالتأكيد تضع ثقلك المادي في الميزان وتخاطر بحسابك المصرفي للأسابيع أو الأشهر المقبلة.

طبعاً هذا الا إذا كنت صاحب شركة تستطيع تحمّل التضخّم في الأسعار وحتى هذه الشركات باتت حذرة كم وكيف تنفق ما تنفقه وسط الأزمة العالمية الحاصلة.

لكن بالنسبة لهاوي سينمائي ما عادت تفرق معه باقي جوانب الحياة كثيراً وأصبح مدمن أفلام باحثاً فيها عن ذات العالم (لجانب ذاته) فإنه لو وُضع أمام اختبار: هل تفضّل لو أنك تقبض تعويضاً يساوي كل ما صرفته على المهرجان من مال خلال ال 34 سنة من قدومك اليه مقابل أن تمحي من بالك الأفلام التي شاهدتها، لقبل العرض من دون تأخير. ذلك أن تلك الأفلام موجودة لن تُمحى بأي قرار. صورها ليس فقط في الذاكرة بل في النفس والكيان. تزورك حين تقود سيّارة وحين تكتب مقالاً وحين تخلو بنفسك أو حين تشاهد فيلماً آخر.

أدرك أن كل ذلك بالنسبة للبعض هو كلام غير موزون خصوصاً لمن يعتقد أن الإنسان خُلق وعنده كل الإجابات حول كل شيء. لكن الحقيقة هي العكس: الإنسان وُلد جاهلاً وولد ليتعلّم ويبحث ويقضي وقته في ضروب المعرفة. في نهاية الأمر هذا من أهم ما يميّز حياته عن المخلوقات الأخرى.

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في 17 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)