حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

مهرجان كان.. سياسة ومثلية

كوبولا النجم الأول بعيدًا عن السجادة الحمراء

قصي صالح الدرويش من كان

السياسة والمثلية الجنسية كانتا محور الفيلم الذي إنطلق فيه المهرجان بعد حفل الافتتاح وهو فيلم "حمّى الربيع" أو كما جاء بالتسمية الفرنسية "ليلة ثمالة ربيعية" للمخرج الصيني المُعارض"لو يه" والممنوع في بلده منذ فيلمه الأول weekend lover عام 1994، منع زاد حدة مع فيلمه الثاني summer palace الذي عرض في مهرجان كان قبل ثلاثة أعوام والذي يتناول أحداث تياننمين التي هزت الصين عام 1989. هذا المنع اجبر المخرج على تصوير فيلمه الجديد سرًا وبوساطة كاميرا محمولة صغيرة، علمًا بأن "حمّى الربيع" لا يتعرّض لموضوع سياسي إشكالي أو استفزازي للسلطات الصينية، لكنه يتناول المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة الرافضة لمبدأ الحرية الشخصية المطلقة، وهذه الحرية تتمثل هنا في الموقف من المثلية الجنسية.

أحداث الفيلم تبدأ عندما تستعين امرأة شابة بخدمات تحرٍّ خاص للتجسس على علاقات زوجها، لتكتشف أن لديه عشيقًا فتنفجر غضبًا وتواجه زوجها بعد تلقيها صفعة منه متسائلة لم يفعل ذلك على الرغم من أنه موضع احترامها وعائلتها. وتتطور العلاقة متوترة بين الزوجين مما يثير غيرة العشيق الذي يقرر إنهاء علاقته بالزوج، قبل أن يخضع لجلسة وشم تطبع على صدره زهرة اللوتس التي تمثل الهوى المحرم في الثقافة الصينية. في هذه الأثناء يجد التحري السري نفسه مشدودًا إلى هذا العشيق، رغم أنه لا يبدو من ذوي الميول المثلية ولديه صديقة تعاني من الاكتئاب، لكنها تقبل الدخول في لعبة جنس ثلاثية مع الرجلين في "ليلة ثمالة ربيعية" بين شخصيات حولتها الغيرة والكبت وحمى الجسد، ليلة قد تنتهي بدورها إلى مأساة. أما الزوج الأول الذي يتخلى عنه صديقه فينتهي إلى الانتحار، تاركًا الزوجة لوحدتها تحاول الانتقام ممن حطّم زواجها وحياتها.

صحيح أن أحداث الفيلم تتطور بشكل حلزوني جلدي مؤثر في النهاية، لكنه يبقى بطيء الإيقاع أحيانًا، وبدا السيناريو مرتبكًا، ناهيك عن مستوى التصوير الذي بدا متوسطًا وخانقًا ومعتمًا، وقد يعود ذلك إلى السرية التي تم فيها العمل بعيدًا عن الأنظار أو على الأقل أنظار السلطة الأمنية السياسية، كما بدت المشاهد الجنسية فيه ثقيلة دراميًا، ولا يتعلق الأمر هنا بمسألة المثلية الجنسية، إذ سبق أن رأينا أفلامًا تتناول الموضوع نفسه وكانت جميلة مثل فيلم "صراع" الذي أخرجه الألماني فاسبيندر عن عمل أدبي للكاتب الفرنسي جان جونيه، لكن المثلية الجنسية في فيلم لو يه جاءت استعراضية مبالغ فيها وتقترب من البورنوغرافيا، كما بدت المشاهد الجنسية مقصودة من حيث الفرجة البصرية الممتعة أو غير الممتعة حسب الأذواق، لكنها في كل الحالات تتجاوز الأبعاد الدرامية للفيلم. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيكون الموقف من الرقابة السياسية في الصين من ضمن الأسباب التي قد تدفع لجنة التحكيم إلى منح هذا الفيلم جائزة في نهاية المهرجان؟

حوض السمك

أما الفيلم البريطاني fish tank "حوض السمك" للمخرجة أندريا ارنولد فقد أثار اهتمام النقاد في أول أيام المهرجان، خاصة وأن المخرجة لقي فيلمها الأول "الطريق الأحمر" ترحيب المهرجان عام 2006 ونالت جائزة التحكيم الخاصة فيه كما فازت بجائزة "بافتا" عن نفس الفيلم وبأوسكار عن فيلم قصير.

الفيلم يتناول الحياة اليومية لمراهقة متمردة في الخامسة عشرة من عمرها تعيش في قطيعة كاملة مع محيطها بعد أن توقفت عن الدراسة ولفظها أترابها.  حياة ميا الصعبة في ضاحية شعبية فقيرة وفي جو أسري مضطرب غاب عنه الأب وعجزت الأم الفتية الجميلة عن لعب دورها كما يجب، فهي تحب الحياة والجنس ولا تعبأ كثيرا بتربية ابنتيها. هذا الوضع ينقلب رأسا على عقب عندما يدخل البيت صديق حميم للأم يحرِّك مشاعر المراهقة ولا يتردد في التخلي عن الأم وإقامة علاقة مع ابنتها، قبل أن يغادر الاثنتين عائداً إلى حياته وأسرته. لكن ميا التي تعلقت به تتبعه مهددة استقرار عائلته، فيحاول إقناعها بالعودة إلى منزلها بناء على وعد بأن يتصل بها لاحقا. وعندما تكتشف أنها كانت مخدوعة تخطف طفلته وتحاول قتلها عبر إغراقها في البحر، قبل أن تستيقظ إنسانيتها وتنقذ الطفلة ويكون جزاؤها صفعة من الرجل الذي تعلقت به وتركها وحيدة. مرارة التجربة تدفع بالمراهقة إلى البحث عن أفق جديد برفقة شاب كان يتودد إليها سابقا من دون جدوى.

الفيلم محكم كما عودتنا السينما الانكليزية ومحبوك بدقة، على الرغم من بعض المبالغة في رسم شخصية ميا التي تبدو عنيفة جدا، إلا أن هذا الخلل أو التطرف لم يؤثر على حيوية الفيلم وجاء أداء الممثلة الهاوية رائعا. لكن هذا الفيلم لا يصل إلى مستوى جودة فيلم المخرجة الأول الذي صفق له المهرجان سابقا.

الحقيقة أن نجم هذا اليوم الأول كان المخرج الأمريكي الكبير فرنسيس فورد كوبولا الذي أعلن بعد عرض فيلمه "تيترو" أنه فضل المشاركة في تظاهرة نصف شهر المخرجين الموازية بدلا من المسابقة الرسمية مشيرا لأن فيلمه أقرب إلى هذه الروحية بعيدا عن السجادة الحمراء في المسابقة الرسمية. لكن رغم هذا التواضع الكوبولي الظاهر فإن فيلمه الجديد والذي كتبه هو فيلم رائع يؤكد عبقريته وقدرته على التجديد والإبداع وسنعود لهذا الفيلم مرة أخرى في قراءة مفصلة في أثناء المهرجان.

إبراهيم الأبيض

ينتظر الجمهور العربي اليوم فيلم  "إبراهيم الأبيض" للمخرج المصري الموهوب مروان حامد والذي سيُعرض ليلاً ضمن فعاليات العروض التجارية بحضور نجومه وعلى رأسهم محمود عبد العزيز وهند صبري وأحمد السقا وعمرو واكد والمنتج عماد الدين أديب الذي أنتج عمارة يعقوبيان وكذلك كاتب السيناريو، وقد استغرق تصوير هذا الفيلم عدة أشهر وتجاوزت مصاريفه كل الميزانيات التي صرفت من قبل في السينما المصرية. وقد تابعت شخصياً تصوير بعض مشاهد هذا الفيلم الذي بدا مخرجه مهووساً بالتفاصيل ودقتها. ويبدو النجم محمود عبد العزيز شديد الحماس للفيلم وإنتاجه ولمواقع تصويره في مدينة السينما والتي أسسها بمهارة أنسي أبو سيف. وفيما تتفاوت الروايات بين قائل إن الفيلم عُرض على لجنة اختيار أفلام كان ولم يحظ بالقبول، وبين قائل بأنه لم يعرض عليها، وأيا كان الأمر، فالجميع ينتظر مشاهدته وكلنا أمل بأن يكون فيلماً جميلا. 

موقع "إيلاف" في 15 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)