حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان برلين السينمائي التاسع والخمسون

Berlinale

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

سينما

الإرهاب والتشاؤم.. يطاردان مهرجان برلين التاسع والخمسين

برلين - هوفيك حبشيان

تحتل إشكالية الإرهاب مرة أخرى الصدارة في مهرجان سينمائي. أينما حل، يترك «مرض العصر» خلفه خراباً وموتاً وضحايا بالآلاف. هذا ما تقوله بعض من الأفلام المعروضة في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي الدولي الذي يختتم غداً في العاصمة الألمانية، وهو ثالث أهم مهرجان في العالم من حيث الضخامة والقيمة، بعد مهرجاني كانّ (فرنسا) والبندقية(إيطاليا).

ويتجسد الإرهاب أولاً في فيلم «العالمي»، للمخرج الألماني توم تيكفر، الذي سبق أن أكد معرفة قوية بالوسيط السينمائي في فيلمه «العطر» المقتبس من رواية الألماني باتريك زوسكيند. هذا الشريط الذي عُرض في ليلة افتتاح المهرجان، لكن خارج المسابقة، هو من وحي التجاذبات السياسية، التي اغرقت العالم في حمامات دم متنقلة، لا سيما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وتولي الرئيس الأميركي جورج بوش الذي انتهت ولايته الشهر الماضي مسؤولية القضاء على الإرهاب.

لكن في حقبة صار فيها القضاء على الشر بالعضلات المفتولة خلفنا، أسندت مسؤولية تصفية الإرهابيين، إلى عميل في الانتربول (يلعب دوره كلايف أون)، وتساعده في مهامه مدعية عامة أميركية تلعب دورها ناومي واتس.

اذاً، كان من البديهي أن يتضمن هذا الثريللر قدراً غير قليلاً من المطاردات، التي تحبس الأنفاس. بيد أنه، لم نكن نتوقع قط أن يتحول هذا الكر والفر بين طرفين متخاصمين، الشغل الشاغل للمخرج على مدار ساعتين من الزمن، يداهم خلاله تيكفر، خلية إرهابية أفرادها يعملون في مصرف كبير يمول عمليات ارهابية في جميع انحاء الكرة الأرضية.

ونتيجة اصرار كل من العميل والمدعية، على كشف الغطاء عن حقيقة نشاطات هذا المصرف والقضاء عليه، يصبحان تالياً هدفاً للمطاردة والقتل. أما المُشاهد، فيتنقل بصحبتهما من برلين الى ميلانو ونيويورك واسطنبول وغيرها من المتروبولات ،التي لا تنسى كاميرا تيكفر في التوقف عند جمالياتها.

تيكفر الذي سبق أن أنجز فيلماً يحفل بالمطاردات، وعنوانه لولا أركضي، أراد من خلال ''العالميّ'' أن يعيد الى المقدمة الأفلام السياسية التي سادت في السبعينات من القرن الفائت، مستنداً على فيلمين مرجعاً له، هما ذا بارالاكس يو وماراثون مان. ويطارد تيكفر الإرهاب، من مكان الى آخر، مستنبطاً تداعياته الكونية، في فيلم يتأرجح أسلوبه السينمائي بين النمط الأميركي المهيمن في الأفلام الجماهيرية الكبيرة، وشيء من اللغة الأوروبية القائمة على التضادات، ومحاولة جدية في فهم الآخر.

«نهر لندن»

شيطان الإرهاب يلبس أيضاً ثوباً ثانياً، لكن هذه المرة في فيلم لمخرج فرنسي من أصل جزائري، هو رشيد بوشارب الذي كرمته الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي التي أقيمت في ديسمبر 2008. اختار بوشارب مدينة لندن مسرحاً لحوادث فيلمه نهر لندن، المشارك في المسابقة الرسمية، منطلقاً من الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة البريطانية في السابع من يوليو 2005.

كان عدد الإرهابيين الذين وضعوا التفجيرات في مترو المدينة أربعة أشخاص، قبل أن يعلنوا حرباً مفتوحة على المجتمع البريطاني برمته، وكرهم العقائدي له. هذه الضغينة انتجت 56 قتيلاً ونحواً من 700 جريح. ما يهتم به بوشارب هو مرحلة ما بعد حدوث الجريمة، من خلال تعاطفه مع رجل وامرأة، الأول مسلم والثانية مسيحية، لكن كلاهما خسرا ابناً في ذلك اليوم.

التشاؤم هو قدر برلين هذا العام. علماً أن الزمن هو أيضاً زمن الاحتفاء بالذكرى العشرين لإنهيار جدار كان قد شطر المتروبول الألماني الى اثنين. فبعد طبعة السنة الماضية التي ألقت تحية الى أشياء الحياة الجميلة، كالموسيقى مثلاً، من خلال عرض أفلام من بطولة المغنية باتي سميث وفرقة الرولينغ ستونز، ها نحن الآن في الجانب المقابل للدورة الماضية، أي اننا ازاء سينمائيين يطرحون اسئلة كبرى، سواء كانوا في البيرو، كما هي الحال مع جيغانته الذي يحكي عن العزلة في مدينة مونتيفيديو، أو في ايران كما جسده أصغر فرحادي في فيلمه البديع في خصوص إيلي.

كثير من السينمائيين وجدوا ضالتهم في رؤية تشاؤمية شاملة للعالم وفي مواضيع سقيمة: حروب وإبادات ومآس انسانية كبرى في عزلة المدن الكبرى، هي السائدة في الدورة التاسعة والخمسين، التي لم تبقَ على منأى من الأزمة الاقتصادية العالمية. فهل توافق رئيس لجنة التحكيم الممثلة البريطانية القديرة تيلدا سوينتون، وهي امرأة لها أحاسيس مختلفة، على هذه النظرة للعالم وتمنح جائزة الدب الذهبي الى واحد من هذه الأفلام السوداوية؟ الجواب مساء الغد.

البيان الإماراتية في 14 فبراير 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)