حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (أوسكار) ـ 2009

OSCAR

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

أبطال مغمورون وفلاش باك متعدد

«المليونير المتشرد».. كيف ترشح لجوائز الأوسكار؟

عـبـداللـه السـمـطي

حاز الفيلم البريطاني - الهندي: «المليونير المتشرد- Slumdog Millionaire) للمخرج البريطاني: داني بويل، على عشرة أصوات في ترشيحات جوائز الأوسكار للموسم (81) التي ستوزع في الثاني والعشرين من شهر فبراير 2009م، حيث رشح لجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج، وهو كان قد حصد خمسة جوائز في مسابقة الجولدن جلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير وإخراج لمخرجه داني بويل، وسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي وتمثيل للنجم ديف باتيل، وتأليف موسيقي ل آر . رحمن. بهذا يعد فيلم «المليونير المتشرد» من الأفلام المهمة لسنة 2008 والتي يجب تأملها وقراءتها بعمق.

اعتمد مخرج الفيلم على آلية الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة الشاب جمال مالك وقت ظهوره في المشهد الأول الرئيسي للفيلم وهو مشهد مشاركته في برنامج: «من سيربح المليون». وجاءت هذه الآلية من خلال ثلاثة أبعاد، يسترجع فيها بطل الفيلم أحداث الماضي المؤلم الذي مر به، فيما هو يجيب على كل سؤال يتم توجيهه إليه من قبل مقدم البرنامج مشيراً بشكل رمزي إلى ثقافات هندية متعددة.

٭ البعد الأول يتمثل في استرجاع مرحلة الطفولة القاسية، والبعد الثاني يتمثل في تذكر مرحلة الصبا والتشرد، فيما يتم استرجاع مرحلة المراهقة وبداية الشباب في استعادات متواترة لمختلف هذه الأبعاد كلما جوبه جمال مالك بسؤال جديد. ومن خلال هذه الأبعاد الثلاثة المسترجعة يمكن أن نتعرف على قصة الفيلم وأحداثه، حيث تمثل هذه الأبعاد البنية المركزية للفيلم.

وقد لجأ المخرج لهذه الآلية الزمنية «الفلاش باك» لأمرين: الأول: صغر سن بطل الفيلم، وبالتالي فإن التركيز على هذه اللقطات والأبعاد التي كان يمكن أن يدمج في بعد واحد ليعبر عن مرحلة الطفولة والصبا، بيد أن حرفية المخرج هنا جعلته يركز أكثر في تقسيم المراحل العمرية للبطل، ليضيء عدة جوانب تتعلق بالحالة الاجتماعية المأساوية له. الثاني: تنويع المشاهد، ورصد التحولات المشهدية في تسلسل سينمائي يبدل من أمكنة المشاهد، ومن تصرفات البطل في كل مرحلة.

تبدأ مشاهد الاسترجاع من مرحلة الطفولة البائسة من حي فقير في بومباي في الهند، حيث الأطفال الذين يرتدون ملابس رثة، ممزقة، يلعبون الكركيبت، ثم تتم مطاردتهم من قبل جنود الأمن بلا سبب سوى أنهم يلعبون في إحدى ساحات الطرق الرئيسية، ويتبين من مشاهد المطاردة والركض بؤس المكان الذي يعيش فيه الأطفال، في مشاهد تصويرية بديعة متتابعة، يتم فيها تقديم المشهد بشكل بطيء أحياناً، ثم مشهد من فوق المكان ليبين غرف الصفيح والصاج البائسة، ودهاليز صغيرة، وحارات جانبية، حتى يصل الأطفال إلى مخابئهم فيما يصل الصغير جمال مالك إلى أمه.

وهنا تتوقف المطاردة، لتأتي بعض المشاهد المقززة، لتعبر عن حالة المكان، فابتهاج البسطاء بزيارة النجم أميتاب باتشان لقريتهم، ثم مقتل الأم في حادث طائفي ديني. يهرب ثلاثة أطفال من هذا الحادث المأساوي: جمال مالك، وسليم، والبنت «لاتيكا» ويقعون في قبضة عصابة تمتهن التسول فتقوم بعمل إعاقة لبعض الأطفال بقطع اليدين أو الأرجل، أو كف البصر، وفي لحظات ليلية يستطيع الثلاثة الهرب من هذه العصابة التي تستطيع الإمساك بالبنت التي تعمل راقصة بعد ذلك في أحد الملاهي، فيما يهرب جمال مالك وسليم عبر القطار إلى مدينة مومباي، حيث تنتقل المشاهد بهما وقد كبرا قليلا فيعملان في بيع الورد، والفواكه، والبالونات، ثم يعمل جمال مالك في محل اتصالات.

وما بين مشاهد تعذيب جمال مالك ظناً من الشرطة أنه يقوم بنقل المكالمات، أو التجسس على بعض الشخصيات، وبين مشاهد من برنامج: «من سيربح المليون» تنقل الكاميرا أحداثاً مختلفة مثل قصة الحب بين جمال مالك والبنت، وصعوده تدريجياً لربح جوائز البرنامج.

تتمثل جمالية الفيلم في اختيار المخرج البريطاني لمجموعة من الممثلين الهنود المغمورين، الذين برعوا في تمثيل الحالة البائسة للمهمشين في الهند، وفي اختياره أماكن التصوير، وحرية تحريك الكاميرا في التقاط المشاهد السريعة المتتابعة، كما تتمثل في توليده رؤية فيلمية جديدة تتجلى في تجاور الفلاشابكات زمنياً، في مراحل متداخلة مع قطع هذه الفلاشاباكات والعودة بها إلى الزمن الرئيسي للفيلم وهو حضور البطل في برنامج: «من سيربح المليون».

لم يكن سيناريو الفيلم على القدر المأمول فقد كان سيناريو وظيفياً لا عمق فيه ولا تأمل، سوى في مشاهد تعذيب البطل الشاب، بيد أن لقطات الفيلم التصويرية كانت على مستوى عال من الأداء والحنكة التي تجلت خاصة في تصوير حالة المكان الذي أدى إلى تشرد هذا الطفل، ونقل الصورة البائسة للمشاهد بكل تفاصيلها دون مواربة رمزية.

الرياض السعودية في 29 يناير 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)