اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

القاهرة

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

باحث مصري يقدم بانوراما للسينما الافريقية تحت الاحتلال وبعد التحرر

القاهرة ـ من سعد القرش

 
     
  

يسجل باحث مصري أن السينما الإفريقية في الدول الواقعة جنوب الصحراء تأخر ظهورها نحو 60 عاما عن مثيلاتها في العالم بما في ذلك مصر.

ويقول أحمد شوقي عبد الفتاح في كتابه (سينما اللؤلؤة السوداء) إن فيلم (إفريقيا على نهر السين) الذي أخرجه السنغالي بولين سومانو فييرا 'أول فيلم إفريقي جنوب الصحراء في عام 1955 وهو الفيلم الذي صور بالكامل في باريس' وبعده بثماني سنوات قدم 'أبو السينما الإفريقية' الأديب والمخرج السنغالي عثمان سمبين (1923-2007) فيلم (بوروم ساريت) أو سائق العربة الخشبية (الكارو) ويعد 'الفيلم الإفريقي الأول الذي تم تصويره في القارة السوداء".

ويضيف في كتابه الذي أصدره مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثاني والثلاثون أن 'السينما البيضاء' سادت في مرحلة ما قبل استقلال الدول الإفريقية وكانت ترى في إفريقيا 'خلفية كبيرة جميلة وهادئة للمغامرات العاطفية والبحث عن الثروات أو سينما تعليمية ساذجة كانت تستخف بالشعوب وتحرمها من رؤية العام على حقيقته' في حين عني الرواد الأفارقة بإخراج أفلام تنهض بشعوبهم نحو المستقبل.

والمهرجان الذي افتتح الثلاثاء الماضي يستمر 11 يوما بمشاركة أفلام تمثل أكثر من 50 دولة ويتنافس في مسابقته الرسمية الدولية 18 فيلما روائيا طويلا من 16 دولة.

وينظم المهرجان ندوة عنوانها (السينما الإفريقية.. دعوة لفك العزلة) بمشاركة أفارقة ضمن محور للأفلام الإفريقية تعرض فيه أفلام من جنوب إفريقيا وغينيا وموزامبيق ونيجيريا ومالاوي.

ويقول عبد الفتاح في كتابه الذي يقع في 286 صفحة كبيرة القطع إن فرنسا التي مثلت أكبر قوى الاحتلال الأوروبي في القارة السوداء أتت بالسينما إلى جنوب الصحراء حيث عرض عام 1900 فيلم الأخوين الفرنسيين لوميير بعنوان (ري الحديقة) في سوق بالعاصمة السنغالية دكار.

ويضيف أن الفيلم الذي صور عام 1895 نبه دولة الاستعمار إلى ما يمكن أن يثيره من بلبلة إذ 'شعرت الأوساط الاستعمارية بالقلق من أن يرى الأفارقة ما يحدث في بلدانها على حقيقته وبالتالي قد يتعرضون بسبب هذا لمشاكل هم في غنى عنها' وفي تلك المرحلة المبكرة من تاريخ السينما في العالم لم يكن السؤال مطروحا عن إمكانية أن تنتج الدول الإفريقية أفلاما.

ويؤيد المؤلف ما ذهب إليه مؤرخون رأوا أن السينما كانت 'أداة لشرعنة ومساندة المشروع الاستعماري الأوروبي' في القارة السوداء من خلال أفلام أظهرت البطولات الأوروبية في غزو إفريقيا التي بدت في تلك الأفلام 'نموذجا للتخلف الحضاري والعرقي' كما في أفلام (الفوز بقارة) 1916 و(رمز التضحية) 1918.

ويضيف أن إفريقيا بدت في الأفلام الأوروبية 'كأنها قارة بلا تاريخ أو ثقافة' وفق نظرة استشراقية ترى إفريقيا مجرد غابات وأحراش وتسود فيها الروح البربرية وهو ما أثار الكتاب والمخرجين الأفارقة إلى ضرورة تغيير تلك الصورة الذهنية النمطية عن بلادهم وشعوبهم.

ويقول إن القارة الإفريقية بعد الاستقلال ظلت تعاني الجهل والفقر وكان على السينما أن تبحث عن بدايات مختلفة عن مسارات السينما في العالم إلى أن تمكن المخرجون الرواد من إنجاز أفلام اكتسبت 'مكانة مهمة' عالميا رغم هويتها الإفريقية بما تحمله من أجواء ساحرة وقصص أسطورية تعبر عن الثقافات المحلية باستخدام أساليب سرد ذات إيقاعات بطيئة ميزت السينما الإفريقية.

ويضيف أن التاريخ كان 'بوابة واسعة أمامهم ليقدموا صورة حقيقية عن ماضيهم وما حدث لهم' على يد الاستعمار الأوروبي الذي نهب الثروات بعد أن تم قنص ملايين الأفارقة وترحيلهم بأساليب غير آدمية إلى الأمريكتين منذ القرن الخامس عشر.

ويسجل أن الجيل الثاني من المخرجين الأفارقة 'أفاق من دهشة التحرير' وتنبهوا إلى أهمية أن يكون لكل منهم بصمة وتفرد ولم يرفضوا الغرب أو يتصالحوا معه بل رأوا أنه يمكن التعايش معه 'وفق المعادلة الحضارية التي وجدوا أنفسهم طرفا فيها' وكان هذا التوجه بداية تعدد الهويات في السينما الإفريقية.

ويصل عبد الفتاح إلى الجيل الحالي قائلا إنه يعبر عن 'المأزق الحضاري الذي يعيش فيه' حيث ينتمي هؤلاء المخرجون إلى عوالم إفريقية لكن الجانب الأوروبي هو مصدر تمويل إنتاج أفلامهم وهم يعتمدون في استمرارهم على الغرب ولهذا اتجهت الأعمال الجديدة إلى رصد المعاناة الفردية لأبطال سود بدلا من التركيز على جموع الأفارقة. (ا ف ب)

القدس العربي في 25 نوفمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)