اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

مهرجان دمشق السينمائي الدولي

 

دمشق

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

مهرجان دمشق السينمائي:

'قوارير مستعادة' أفضل فيلم والعرب اختاروا 'أيام الضجر'

دمشق ـ من أنور بدر

 
     
  

طوى حفل الختام ليل 11 تشرين الثاني (نوفمبر) فعاليات مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر مكرسا لأول مرة سنوية هذا المهرجان التي مازالت محل نقاش وحوارات من قبل بعض الإعلاميين والسينمائيين.

وقد تضمن حفل الختام برنامجا فنيا راقصا أدته فرقة 'سما' للرقص التعبيري، وأخرجه الفنان ماهر صليبي، فيما تألقت في تقديم هذا الحفل وإعلان الجوائز الفنانة سوزان نجم الدين، حيث كرّم من سورية: الفنانة الراحلة مها الصالح والسيناريست والإعلامي حسن م. يوسف مع مدير الإنتاج في المؤسسة العامة للسينما السيد يوسف دك الباب، بينما كرم من مصر الناقد سمير فريد والمصور السينمائي الدكتور ماهر راضي، بالإضافة للنجمة الفرنسية كاترين دونوف ومواطنها المخرج إيف بواسيه رئيس لجنة التحكيم في هذا المهرجان. واقتصرت الكلمات البروتوكولية في هذه المناسبة على شكر معبر ومختصر للسيد محمد الأحمد مدير المهرجان.

وفي إعلان النتائج كانت ذهبية أفضل فيلم طويل من نصيب الفيلم التشيكي 'قوارير مستعادة'من إخراج وإنتاج المخرج 'جاك سفيراك'، بينما ذهبت فضية المهرجان للفيلم الألماني 'براعم الكرز'وهو الذي حمل توقيع المخرجة دوريس دوري في السيناريو والإخراج، واكتفت السينما العربية ببرونزية هذا المهرجان التي أعطيت لفيلم 'قلوب محترقة' من تأليف وإخراج وإنتاج المخرج المغربي أحمد المعنوني.

منحت لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الفرنسي إيف بواسيه جائزتها الخاصة للفيلم الإيراني 'أغنية العصفور الدوري' وهو من سيناريو وإخراج مجيد مجيدي، وقد نال بطل هذا الفيلم رضا ناجي جائزة أفضل ممثل أيضا. بينما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الممثلة الفرنسية كريستين سكوت عن دورها في فيلم 'أحبك منذ زمن بعيد' للمخرج فيليب كلوديل، أما جائزة أفضل إخراج فهي للكولومبي كارلوس مرينو عن فيلمه 'كلب يأكل كلباً'.

من جهتها منحت لجنة تحكيم الأفلام العربية التي يرأسها الفنان دريد لحام جائزتها هذا العام للفيلم السوري 'أيام الضجر' وهو بتوقيع عبد اللطيف عبد الحميد مخرجاً.

لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي يرأسها الألماني 'رونالد تريش' المدير السابق لمهرجان لايبزغ السينمائي فقد منحت ذهبية أفضل فيلم قصير لفيلم 'تعليمات' الذي قدم باسم قبرص ـ اليونان وهو من إخراج 'كوستاس يارايودز'، وفضية أفضل فيلم ذهبت للفيلم الجزائري 'ختي' من إخراج ينيس كوسيم، وكانت البرونزية من نصيب الفيلم الصربي 'أرجوحة الطفل' للمخرج ميلوس ديوسك. كما مُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم السوري 'خبرني يا طير' للمخرج سوار زركلي.

يبقى الإشارة إلى كون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة نوهت بأداء الممثلة السورية سلاف فواخرجي في فيلم 'حسيبة' وأداء الممثلة المصرية إلهام شاهين في فيلم 'خلطة فوزية'.

مع هذا التنويه تبقى الملاحظة في هذا المهرجان تراجع سوية الأفلام العربية عموما والسورية بشكل خاص. إذ اعتبر الكثير من النقاد والمتابعين أن تخصيص جائزة خاصة للفيلم العربي ليست أكثر من جائزة ترضية تتضمن اعترافا بدونية السينما العربية في حقل التقنيات بأقل تقدير، وعجزها عن المنافسة مع السينما العالمية، بينما نلاحظ قدرة السينما الإيرانية أو التركية على المنافسة باستمرار ليس في المهرجانات الإقليمية فقط بل في المهرجانات الدولية أيضا، حيث تحصد وبشكل مستمر الجوائز العالمية.

وإن كانت السينما العربية حصلت في هذا المهرجان على برونزية الأفلام الطويلة للمغربي 'قلوب محترقة' وفضية الأفلام القصيرة للجزائري 'ختي' فإن السينما المصرية وهي الأعرق عربيا 'خرجت من المولد بلا حمص' كما يقول المثل. فيما اقتصرت السينما السورية على جائزة لجنة تحكيم الأفلام العربية مع أخرى للأفلام القصيرة ليست أهم من سابقتها وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة بهذه الأفلام القصيرة.

البعض من السينمائيين والإعلاميين يحاولون الإتكاء على هذه النتائج للنيل من أهمية مهرجان دمشق السينمائي، مع أنني أميل مع الأستاذ محمد الأحمد إلى فصل موضوع المهرجان عن باقي إشكاليات السينما السورية من حيث التمويل والإنتاج وحتى الإدارة. ونكون مخطئين كثيرا لو تجاهلنا نجاح مهرجان دمشق السينمائي في تقديم مجموعة من الأفلام المهمة والجديدة سواء داخل المسابقة أم في تظاهرة الأفلام الحائزة على الأوسكار، مع العلم أن فيلمي الافتتاح والختام الحائزان على جائزة أفضل إخراج في كان وجائزة الدب الذهبي في برلين على التوالي شكلا أول عرض جماهيري للفيلمين خارج إطار المسابقات أو المهرجانات الدولية.

ولن ننسى أهمية الكثير من التظاهرات الاستعادية التي قدمت في هذا المهرجان وصولا إلى تظاهرة سوق الفيلم الدولي، مع أهمية الطقس السينمائي الذي عشناه خلال أحد عشر يوما، ووجود الكثير من نجوم السينما العالمية وأغلبهم كنا نراهم لأول مرة في دمشق، كذلك المطبوعات التي وصـــل عددها في هذه الدورة 25 كتابا مهــــما ضمن سلسلة الفن السابع ، وزعت مجانا على ضيــوف المهرجان والمشاركين في فعالياته.

ونذكر بقول المخرج الفرنسي 'إيف بواسيه' رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة أن هذه الدورة من المهرجان حققت مهنية عالية بمعايير تجعله بمصاف المهرجانات الدولية.

هذا لا ينفي بالطبع الكثير من الملاحظات التي يمكن تقديمها على المهرجان على بعض التظاهرات، على الأفلام السورية المشاركة، على التكريم أو لجان التحكيم كما يحب البعض أن يتحدث، لكن هذا كله لا علاقة له بميزانية المؤسسة العامة للسينما، لا علاقة له بصناعة الفيلم السوري، لا علاقة له بسوية هذه الأفلام وأسماء المخرجين، مع أننا نتمنى أن تنفتح ميزانية المؤسسة للتستوعب كل المشاريع المقدمة من قبل المخرجين السوريين، نتمنى أن يستعيد القطاع الخاص دوره في تطوير السينما السورية ليس من خلال بناء صالات جديدة فقط ولكن من خلال المساهمة بإنتاج أفلام سينمائية جديدة، واستعادة الجمهور إلى ذلك الطقس السينمائي المفقود ليس في أيام المهرجان فقط ولكن عبر أيام السنة كلها.

من الملاحظات التي تسجل دائما على مهرجان دمشق السينمائي مغادرة الكثير من ضيوف المهرجان قبيل إعلان النتائج، حتى أن اغلب الجوائز التي يُعلن عنها تسلم إلى سفراء الدول التي تمثلها هذه الأفلام، وليس إلى صناعها ومخرجيها أو حتى للممثلين فيها، كما حصل مع ذهبية وفضية الأفلام الطويلة ومع ذهبية وبرونزية الأفلام القصيرة وحتى جائزة أفضل ممثلة سلمت للسفير الفرنسي بدمشق، برزت هذه الإشكالية بشكل فاقع مع مدير المستشارية الثقافية في السفارة الإيرانية والذي حضر لتسلم جائزتي لجنة التحكيم الخاصة وأفضل ممثل عن فيلم 'أغنية العصفور الدوري' للمخرج مجيد مجيدي، لكنه اعتذر ولمرتين عن مصافحة النجمة سوزان نجم الدين مقدمة الحفل.

سوء التنظيم هذا انعكس في مسألة أخطر، إذ غاب 12 من أصل 19 مشاركا في الندوة النقدية المركزية التي عُقدت على هامش المهرجان تحت عنوان 'النقد السينمائي العربي ودوره في تطوير السينما العربية' التي ساهم بها وأدارها الناقد رفيق الصبان، وإذا كان تغيب البعض بسبب السفر فإن الطريف في الموضوع أن البعض الآخر تغيب لتعارض وقت الندوة مع توقيت عرض فيلم عبد اللطيف عبد الحميد 'أيام الضجر' وهو من الأفلام السورية المشاركة في المسابقة الرسمية، إلا أن النقاد الذين فضّلوا حضور الفيلم على متابعة أعمال الندوة تجاهلوا أنهم مدعوون للمشاركة في هذه الندوة وليس لترف متابعة أفلام المهرجان فقط.

خيبة أمل الجمهور السوري من الأفلام السورية التي سبقها الكثير من الضجيج لم يوازها إلا خيبته من نشرة المهرجان التي تؤكد تراجعها للعام التالي على التوالي، وقد استغرب الكثير من متابعي المهرجان صدور العدد الأول من النشرة التي حملت اسم 'المهرجان' بحجم مضاعف تقريباً لكنها تقتصر على بيبلوغرافيا لثلثين فيلماً مشاركة في تظاهرة الأفلام الحاصلة على الأوسكار، مع بيبلوغرافيا للجان تحكيم الأفلام الطويلة والقصيرة، إضافة لكلمتي وزير الثقافة ومدير المهرجان التين ألقيتا في حفل الافتتاح، مع حوار مطول نشر في الصحافة الرسمية مع السيد محمد الأحمد مدير المهرجان.

أهم مافي هذه النشرة يكمن في الملفات التي أعدت مسبقا وخارج هيئة التحرير حول التظاهرات السينمائية والمكرمون في المهرجان، بينما كانت التغطيات اليومية لنشاطات المهرجان والعروض و حركة الضيوف شبه معدومة، وهذه الملاحظة تتكرر للعام التالي على التوالي.

الفيلم البرازيلي 'فرقة النخبة' في حفل الختام

بعد الحفل الفني وإعلان النتائج في اختتام مهرجان دمشق السينمائي جرى عرض الفيلم البرازيلي 'فرقة النخبة'الحائز على ذهبية الدب القطبي لمهرجان برلين هذا العام وهذا أول عرض عربي له بعد الفوز.

الفيلم من سيناريو وإخراج خوسيه باديلها الذي قام بإنتاج الفيلم أيضا، وهو يعرض لمشاهد العنف والصراعات الدامية التي اجتاحت العاصمة البرازيلية 'ريو دي جنيرو' لعشرات السنين، حيث كانت عصابات المخدرات تجوب الشوارع زارعة الخوف والرعب في الأحياء السكنية، ويكون الضحايا باستمرار من المدنيين الأبرياء.

تقرر الحكومة البرازيلية تشكيل كتيبة خاصة بعمليات قوى الأمن الداخلي، بهدف قمع العصابات والسيطرة على الأمور، لكنها في النهاية تخضع لقانون الفساد المسيطر على كافة مفاصل الدولة، وبشكل خاص إثر أحداث العنف التي تزامنت مع شائعة حول زيارة محتملة للبابا إلى العاصمة، لنكتشف أن الأجهزة الأمنية ليست بعيدة عن الفساد في المجتمع ولا عن أعمال العنف التي نشاهدها، بل المفاجأة أن قادة هذه الأجهزة متورطون بتزويد العصابات بالأسلحة وصولاً إلى حماية نوادي العري وألعاب القمار وحتى تجارة المخدرات.

الفيلم مأخوذ عن قصص واقعية خبرها كاتب السيناريو رودريغو بيمنتيل الذي عمل لمدة 12 سنة برتبة كابتن في تلك الوحدة الأمنية الخاصة، حتى أن سكان ريو دي جانيرو اعتبروا مشاهد العنف المصورة جزء من فيلم وثائقي أو تسجيلي لأحداث واقعية وحقيقية، وهذا يشي بواقعية الأحداث، لكنه يُنبئ في الوقت ذاته عن مهارة المخرج وعن مشروعه السينمائي، فهذا الفيلم هو الثاني له بعد فيلم تسجيلي باسم 'الحافلة174 ' المقتبس عن قصة واقعية تتناول عملية اختطاف حافلة من قبل شاب لا يتورع عن تهديد حياة الركاب كافة بإطلاق النار. وفيلمه القادم ضمن هذه الثلاثية سيكون عن رجال الساسة في البرازيل، تتميز أفلام باديلها بواقعيتها من حيث المضمون، وقد تصدر فيلمه 'فرقة النخبة' أفلام المغامرات والحركة في السينما البرازيلية.

القدس العربي في 13 نوفمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)