اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

مهرجان دمشق السينمائي الدولي

 

دمشق

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

'عيد ميلاد ليلى' فيلم فلسطيني حظي باهتمام الجمهور وأغفلته لجنة التحكيم في مهرجان دمشق السينمائي

دمشق - من أنور بدر

 
     
  

رغم أنّ الفيلم الفلسطيني 'عيد ميلاد ليلى' للمخرج رشيد مشهراوي سبق له وعرض هذا العام في مهرجانات 'تورنتو' في كندا، 'سان سيباستيان' في إسبانيا، مهرجان 'أبوظبي الدولي' حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفي مهرجان 'قرطاج' السينمائي حاز على 'التانيت' الفضي، كما نال 'محمد بكري' فيه جائزة أفضل ممثل، إلا أنه في مهرجان دمشق السينمائي وعلى الرغم من الإقبال الجماهيري الشديد على عرضي الفيلم: الأساسي في دار الأوبرا والاستعادي في صالة سينما الكندي ضمن أفلام المسابقة الرسمية، إلا أنّ لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة قد حجبت عنه أي جائزة واكتفى بجائزة الجمهور إن صح التعبير.

رشيد مشهراوي من مواليد 1962، نشأ في مخيم بقطاع غزة، وبدأ العمل في السينما وعمره 12 عاماً، وفي عام 1993 أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة 'حظر تجوال' ونال عليه جائزة 'اليونسكو' في مهرجان 'كان' السينمائي، وجوائز أخرى في مهرجانات برشلونة، القدس، تونس. ثم صنع فيلمه الثاني 'تذكرة إلى القدس' عام 2002 وفيلمه الثالث 'انتظار' عام 2005، وما بينهم صنع العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة.

إلا أنّ فيلم 'عيد ميلاد ليلى' صنع هذا العام تحديداً في الذكرى الستين للنكبة كما يقول أحد منتجي الفيلم التونسي محمد حبيب عطية بهدف تأكيد الوجود الفلسطيني في هذه المناسبة في كل المهرجانات الدولية. وقطع الطريق على أي تسلل ثقافي إسرائيلي باسم الكيان وأرض الميعاد. وقد أضاف عطية أنّ العنوان الأولي للفيلم كان 'يوم عادي' كما يقول البطل في نهاية الفيلم، إلا أنهم ولأسباب تسويقية جرى استبداله بعبارة 'عيد ميلاد ليلى' حيث تعاقدت شركة هولندية على تسويق 40 نسخة من هذا الفيلم في أنحاء العالم.

حاول مشهراوي في هذا الفيلم عبر الكاميرا الخاصة به مراقبة شخص عادي 'محمد بكري' أبو ليلى خلال يوم يُفترض أنه عادي، إلا أنّ زوجته 'عرين العمري' تذكره وهو خارج من المنزل أن يعود في الثامنة مساءً، فهذا اليوم يُصادف عيد الميلاد السابع لابنتهما الوحيدة ليلى 'نور زعبي'. وينتهي الفيلم مع عودة أبو ليلى إلى المنزل. لكن الكاميرا التي جالت مع المخرج وبطل الفيلم خلال هذا اليوم لرصد الحياة العادية لمواطن عادي تمكنت بذكاء من تعرية مأساة الشعب الفلسطيني ليس تحت الاحتلال فقط، بل وتحت بؤس السلطة الفلسطينية، وتناقضات الفصائل، وضغط الأعباء المعيشية، والتي تتضافر كلها لتحويل حياة الناس العاديين إلى ما يشبه الكابوس.

اختار المخرج وكاتب السيناريو رشيد مشهراوي شخصية القاضي الذي عمل لمدة عشر سنوات في إحدى الدول العربية الشقيقة، وطلبته السلطة الفلسطينية التي ولدت إثر اتفاقيات 'أوسلو' للمساهمة في تأسيس منظومة القضاء الفلسطيني، ليكتشف مع تبدل الحكومات وغياب أي اعتماد مالي أنه عاطل عن العمل، طالما أن الأموال تصرف على تغيير الستائر وأثاث المكاتب مع كل تغيير في المناصب، كل هذا جعله مضطراً للعمل كسائق تاكسي (سيارة أجرة) تعود ملكيتها لشقيق زوجته.

اختيار شخصية القاضي تحمل دلالتها في التزام القانون، بدءاً من وضع حزام الأمان داخل السيارة، وصولاً إلى رفض المرور على الحواجز الإسرائيلية، وما بينهما رفض التدخين داخل السيارة، رفض نقل المسلحين ضمن سيارته... ألخ بالمقابل نجد أن خيار العمل كسائق تكسي أتاح لأبي ليلى - ولنا كمشاهدين- أن نعبر بكل تناقضات الحياة الفلسطينية داخل مدينة رام الله المحاصرة، من الأسير الذي أمضى سنواته في السجن كما تحترق السجائر مخلفة الدخان فقط، إلى المرأة باللباس التقليدي، وهي مترددة بين زيارة المقابر أولاً حيث يرقد زوجها الشهيد، أو المستشفى حيث هي مريضة، فيعلق أبو ليلى بسخرية مريرة أن العادة تفترض زيارة المستشفى أولاً ثم المقبرة. وحتى العاشقان اللذان لا يعرفان وجهة لهما إلا الاحتماء ضمن صندوق السيارة، طالما أنه ارخص من أي مكان يمكن أن يقصداه. بين شخصية القاضي وسائق التاكسي نوع من المفارقة أو الكوميديا السوداء، وإن كان المخرج لم يذهب في هذا الخيار حتى نهايته، لكن مجموع تلك المفارقات التي تعترض مسيرة أبو ليلى في هذه الليلة، راكب ينسى الموبايل في السيارة، وعليه إعادته إليه مما يعرضه لتحقيق في مخفر الشرطة، تعطيل السيارة، الغارة الإسرائيلية، والكثير من المفارقات التي تمنع وصوله إلى صاحب الموبايل، وتحوّل في الوقت ذاته دون شراء هدية لابنته في عيد ميلادها، خاصة وأن المحل الذي يقصده أبو ليلى لشراء الهدية نكتشف فيه يافعاً يمارس ألعاب العنف على الكومبيوتر وهو في شبه غيبوبة، بينما والده غائب عن المحل لسبب الصلاة في الجامع، وهي رمز للخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني، ما بين اللعب في التكنولوجيا التي تسرقنا بعيداً عن الواقع، أو الأصولية الإسلامية التي تبني لنا واقعاً آخر لنحيا به.

يمر أبو ليلى في لحظة انهيار خلال هذا اليوم الصاخب، حين تتشكل عقدة ازدحام على مفترق الطرق والشرطي غائب، فيتبرع لتنظيم السير في هذه اللحظة، لكنه يخاطب الطيران الإسرائيلي الذي حلق لحظة ذاك قائلاً : 'حلّو عن سمانا ...خنقتونا، نعرف أنكم أقوى جيش في العالم ولديكم الدبابات والطائرات والأساطيل، اتركونا نعيش'.

هذه الرغبة بالحياة شكلت إحدى المحاور الأساسية في العمل، رغم أن المخرج أبدى اهتماماً وتركيزاً أقوى على التناقضات الداخلية في المجتمع الفلسطيني، فساد السلطة، أزمة الشبيحة والمسلحين من كل التنظيمات، التقاط التفاصيل الصغيرة في حياة الشعب الفلسطيني وضغط الهموم المعيشية من انقطاع الكهرباء إلى عدم توفر المواد الأولية، لكن دون إغفال التناقض الأساسي مع الاحتلال الصهيوني. والذي لا يكاد يظهر إلا في غارة عابرة ضمن الفيلم، مع انه يكمن بشكل أساسي وراء كل معاناة هذا الشعب ومآسيه.

من الواضح أنه لا يوجد حدث مركزي في الفيلم، ولا يوجد خط درامي متصاعد إلى الذروة ثم الحل. لكنها كاميرا ذكية تذهب وراء التفاصيل، تنتخب ما يمكن أن يشكل مقولة الفيلم، وقد كان اختيار المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري للعب دور أبو ليلى أثراً كبيراً في إنجاح هذا الفيلم، وفي تقديم التناقض المر بين شخصيتي القاضي السابق وسائق التاكسي الراهن، وهو في اتزانه وحكمته وعقلانيته يرفض أن يتجاوز القانون، لكن أين هو القانون في ظل سلطة لا تتوفر لها الاعتمادات المالية لتطبيق القانون؟ في ظل فساد طال الجميع حتى غدا التمسك بالقانون نكتة؟ في ظل احتلال يشجع كل ما هو فاسد ومخرب وغير شرعي؟

اعتقد أن هذا الشريط السينمائي ومسيرة أبو ليلى خلال 71 دقيقة كانت مملة، وتكاد تدفع باتجاه الإحباط، أو كما عبر احدهم 'رتم العمل ممل وبطيء' ولكن إيقاع الحياة الفلسطينية في بلدة محاصرة كرام الله ومحكومة بسلطة فاسدة هل يمكن له أن يدفع باتجاه الخروج من حالة الركود والممل؟ هل يمكن له أن يخلق التغيير والديناميكية المطلوبة؟!

اعتقد أن ذلك الإيقاع البطيء شكل جزءاً من مقولة العمل، والتي انتصر عليها المخرج حين جعل بطله محمد بكري ينسى كل تلك التفاصيل مع دخوله إلى المنزل، إذ يبتسم وهو يشعل شمعة جديدة لعيد ميلاد ابنته ليلى وعندها تسأله زوجته كيف كان يومك؟ فيجيبها إنه 'يوم عادي'.

القدس العربي في 24 نوفمبر 2008

 

كاترين دونوف أيقونة السينما الفرنسية:

سورية بلد رائع لم يعطِ كل أسراره بعد

دمشق - من أنور بدر 

إحدى فضائل مهرجان دمشق السينمائي تكمن في النجوم الذين هطلوا علينا ضيوفاً ومشاركين ومكرمين، ففي اليوم الأخير للمهرجان كان موعدنا مع كاترين دونوف أيقونة السينما الفرنسية في مؤتمر صحافي سبق تكريمها في حفل الختام.

دونوف إحدى ساحرات الفن السابع، وقد لعبت أدواراً معقدة في السينما، تركت في ذاكرة المتلقين طيف امرأة هي مزيج من السحر والجمال والفن والأنوثة، كان اول أفلامها 'حسناء النهار' مع لويس بونويل، واستمرت خلال أربعة عقود من العطاء الثر والجميل حتى فلمها الأخير ' بدّي تشوف' الذي يصور في لبنان حالياً.

قال السيد محمد الأحمد مدير المهرجان في تقديمه خلال المؤتمر الصحافي: 'كاترين دونوف إحدى ألمع نجمات السينما في تاريخها... أضاءت عوالم أفلام كبار المخرجين أمثال: لويس بونويل، راؤول لويز، كلود لولولش، شابرول، تروفو، فيريري... وغيرهم، مخرجون عظماء شاركتهم دونوف ألق أفلامهم بحضورها ونجوميتها الطاغية'.

وأضاف 'أن فيلم كريستينا الذي شاهدناه قبل يومين لم يكن بهذا الألق لولا وجود كاترين دونوف فيه' وذكر من أفلامها الــــخالدة 'بيلد جـــور، الميترو الأخير، ساغان...كمـــا رُشحت للأوســــكار أكثر من مرة، وكرمت في مهــــرجان كان السينــــمائي، ومعــــروف عنها الوقوف دائماً إلى جانب المخرجين الشباب في تجاربهم السينمائية الأولى، فمن ينسى دورها في فيلم 'راقصة في الظلام' مع المخرج الدنماركي فون تراير'.

كاترين دونوف تحدثت عن سعادتها بزيارة سورية الآن، وقد زارتها قبل 13 سنة، لكنها زيارات قصيرة للأسف، وأضافت 'هذا البلد الرائع لم يعطِ كل أسراره بعد، فهو ينطوي على تاريخ عريق وقديم يغريني بزيارته كسائحة مستقبلاً، لكنها ستكون زيارة طويلة... ربما لشهر مثلاً، كي أتعرف عليها بشكل أفضل، وحظي جيد الآن إذ تمكنت من زيارة مدينة حلب وآثار تدمر'.

أما عن السينما السورية فقالت أنها لم تشاهد أفلاماً سورية سابقاً، وهذه إشكالية تقع على عاتق التوزيع، وأهمية مهرجان دمشق السينمائي كونه يشكل فرصة كي ترى أفلاماً غير أمريكية.

كما أنه لم يسبق لأي مخرج أن عرض عليها المشاركة في فيلم عربي، حتى جاءت الفرصة هذا العام للمشاركة مع فنانين لبنانيين في فيلم 'بدي تشوف'.

يقوم الفيلم على فكرة أن ممثلة فرنسية تأتي إلى لبنان للمشاركة في احتفال خيري، لكن الفرصة تقودها لرحلة مع صحافي لبناني لترى الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي عام 2006 في الجنوب وحتى الحدود مع إسرائيل' وتضيف أنها كإنسانة ولدت في نهاية الحرب العالمية الثانية ورأت شيئاً من ويلاتها ونتائجها، فوجئت بحجم الدمار الذي خلفته إسرائيل هناك، ولم تعرف له مثيلاً في حياتها.

وأضافت دونوف 'أن هذه الرحلة كانت مشروع فيلم قصير في البداية، لكنها طالت مع تفاصيل الوقائع، لأنه من المفيد لنا أن نرى الأشياء على حقيقتها، لا أن نقتصر على ما يصلنا عبر الإعلام فقط'.

من جهة ثانية قالت دونوف أن أعماله قليلة في هوليوود، كون ما يُعرض عليها من أدوار قلما يُعجبها، مؤكدة أن في هوليوود ممثلين وممثلات رائعين، لكنه من الصعب إيجاد دور مهم أو مثير للقادمين من القارة العجوز.

بالمقابل هي ترى أن السينما يجب أن تبقى قريبة من الثقافة كي تُجابه تيار العولمة الطاغي وفقدان الهوية، وهذا لا يكون إلا بإنتاج الأفلام المحلية حتى لو كانت بأعداد قليلة، لأن السينما والمسلسلات الأمريكية تكاد تبتعد عن الحياة اليومية للناس وهموم السياسة باتجاه الأكشن والمغامرات وأفلام الخيال، لكنه تحافظ في الوقت ذاته على سوية تقنية للأفلام التي تصنع بشكل متقن ورائع.

وحول تجربتها مع بونويل قالت دونوف: إن فيلم 'حسناء النهار' مازال يُقيم بين أهم الأفلام العالمية الحديثة، لأنه يقوم على قصة واقعية واستثنائية بآن معاً، فهو يمس التخيلات والأحلام الجنسية التي مازالت تعتبر تابوها لا يجرؤ كثيرون على الاقتراب منه.

أما مهنة التمثيل فهي تعتبرها حرفة رائعة، وعلى الممثل أن يُطور أدواته باستمرار ويتكيف مع التقنيات الحديثة في هذا المجال، ولا سبيل أمامه إلا التجربة الشخصية التي تجعله أقرب وأقدر على مواجهة الواقع وصعوبات الحياة اليومية.

وأنهت كاترين دونوف حديثها بالتأكيد على دور السينما في إرساء قيم الجمال والمحبة بين الناس والتقارب بين الشعوب، لأن معرفة الآخرين عبر السينما هي الشرط الأول لتقبلهم، ومن ثم بدء الحوار مع الآخر.

القدس العربي في 24 نوفمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)